مجدي
06-22-2005, 07:45 PM
قال ابن جرير الطبري في تفسيره :
:
وأما تأويل قول الله تعالى ذكره { الله } فإنه على معنى ما روي لنا عن عبدالله بن عباس : هو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق
وذلك أن أبا كريب حدثنا قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا بشر بن عمارة قال : حدثنا أبو روق عن الضحاك عن عبدالله بن عباس قال : { الله } ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين
فإن قال لنا قائل : فهل لذلك في فعل ويفعل أصل كان منه بناء هذا الاسم ؟
قيل : أما سماعا من العرب فلا ولكن استدلالا
فإن قال : وما دل على أن الألوهية هي العبادة وأن الإله هو المعبود وأن له أصلا في فعل ويفعل ؟
قيل : لا تمانع بين العرب في الحكم لقول القائل يصف رجلا بعبادة وبطلب ما عند الله جل ذكره : تأله فلان بالصحة ولا خلاف ومن ذلك قول رؤبة بن العجاج :
( لله در الغانيات المده ... سبحن واسترجعن من تألهي )
يعني : من تعبدي وطلبي الله بعملي
ولا شك أن التأله التفعل من أله يأله وأن معنى أله إذا نطق به : عبدالله وقد جاء منه مصدر يدل على أن العرب قد نطقت منه ب ( فعل يفعل ) بغير زيادة
وذلك ما حدثنا به سفيان بن وكيع قال : حدثنا أبي عن نافع بن عمر عن عمروبن دينار عن ابن عباس : أنه قرأ { ويذرك وآلهتك } ( الأعراف : 127 ) قال : عبادتك ويقال : إنه كان يعبد ولا يعبد
حدثنا سفيان قال : حدثنا ابن عيينة عن عمروبن دينار عن محمد بن عمروبن الحسن عن ابن عباس : { ويذرك وآلهتك } قال : إنما كان فرعون يعبد ولا يعبد
وكذلك كان عبدالله يقرؤها ومجاهد
حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين بن داود قال : أخبرني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : قوله { ويذرك وآلهتك } قال : وعبادتك
ولا شك أن الإلاهة على ما فسره ابن عباس و مجاهد مصدر من قول القائل : أله الله فلان إلاهة كما يقال : عبدالله فلان عبادة وعبر الرؤيا عبارة فقد بين قول ابن عباس و مجاهد هذا : أن أله عبد وأن الإلاهة مصدره
فإن قال : فإن كان جائزا أن يقال لمن عبدالله : ألهه على تأويل قول ابن عباس و مجاهد فكيف الواجب في ذلك أن يقال إذا أراد المخبر الخبر عن استيجاب الله ذلك على عبده ؟
قيل : أما الرواية فلا رواية فيه عندنا ولكن الواجب على قياس ما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي :
حدثنا به إسمعيل بن الفضل حدثنا إبراهيم بن العلاء قال : حدثنا إسمعيل بن عياش عن إسمعيل بن يحيى عن ابن أبي مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود و مسعربن كدام عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن عيسى أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب الله فقال له عيسى : أتدري ما الله ؟ الله إله الآلهة ]
أن يقال : الله جل جلاله أله العبد والعبد ألهه وأن يكون قول القائل الله من كلام العرب أصله الإله
فإن قال : وكيف يجوز أن يكون ذلك كذلك مع اختلاف لفظيهما ؟
قيل : كما جاز أن يكون قوله : { لكنا هو الله ربي } ( الكهف : 38 ) أصله : لكن أنا هو الله ربي كما قال الشاعر :
( وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي )
يريد : لكن أنا إياك لا أقلي فحذف الهمزة من أنا فالتقت نون أنا ونون لكن وهي ساكنة فأدغمت في نون أنا فصارتا نونا مشددة فكذلك الله أصله الإله أسقطت الهمزة التي هي فاء الاسم فالتقت اللام التي هي عين الاسم واللام الزائدة التي دخلت مع الألف الزائدة وهي ساكنة فأدغمت في الأخرى التي هي عين الاسم فصارتا في اللفظ لاما واحدة مشددة كما وصفنا من قول الله { لكنا هو الله ربي }
اما تميز اسم رب العزة فهو بقول الله .
لذا فانك تعلم مباشرة اذا قيل الله ان المقصود ليس صنما في الارض ولا ملكا في السماء ولا حجر ولا شجر .
اما قولك" اللهم" فقد قال ابن جرير رحمه الله
:: أما تأويل : { قل اللهم } فإنه : قل يا محمد : يا الله
واختلف أهل العربية في نصب ميم { اللهم } وهو منادى وحكم المنادى المفرد غير المضاف الرفع وفي دخول الميم فيه وهو في الأصل الله بغير ميم
فقال بعضهم : إنما زيدت فيه الميمان لأنه لا ينادى بـ يا كما ينادى الأسماء التي لا ألف فيها ولا لام وذلك أن الأسماء التي لا ألف ولا لام فيها تنادى بـ يا كقول القائل : يا زيد ويا عمرو قال فجعلت الميم فيه خلفا من يا كما قالوا : فم وابنم وهم وزرقم وستهم وما أشبه ذلك من الأسماء والنعوت التي يحذف منها الحرف ثم يبدل مكانه ميم قال : فكذلك حذفت من { اللهم } يا التي ينادى بها الأسماء التي على ما وصفنا وجعلت الميم خلفا منها في آخر الاسم
وأنكر ذلك من قولهم آخرون وقالوا : قد سمعنا العرب تنادي { اللهم } بيا كما تناديه ولا ميم فيه قالوا : فلو كان الذي قال هذا القول مصيبا في دعواه لم تدخل العرب يا وقد جاؤوا بالخلف منها وأنشدوا في ذلك سماعا من العرب :
( وما عليك أن تقولي كلما ... صليت أو كبرت يا أللهما )
( اردد علينا شيخنا مسلما )
ويروى : سبحت أو كبرت قالوا : ولم نر العرب زادت مثل هذه الميم إلا مخففة في نواقص الأسماء مثل : الفم وابنم وهم قالوا : ونحن نرى أنها كلمة ضم إليها أم بمعنى : يا الله أمنا بخير فكثرت في الكلام فاختلطت به قالوا : فالضمة التي في الهاء من همزة أم لما تركت انتقلت إلى ما قبلها قالوا : ونرى أن قول العرب : هلم إلينا مثلها إنما كان هلم هل ضم إليها أم فتركت على نصبها قالوا : من العرب من يقول إذا طرح الميم : يا الله اغفر لي و يا ألله اغفر لي بهمز الألف من الله مرة ووصلها أخرى فمن حذفها أجراها على أصلها لأنها ألف ولام مثل الألف واللام اللتين يدخلان في الأسماء المعارف زائدتين ومن همزها توهم أنها من الحرف إذ كانت لا تسقط منه وأنشدوا في همز الألف منها :
( مبارك هو ومن سماه ... على اسمك اللهم يا ألله )
قالوا : وقد كثرت اللهم في الكلام حتى خففت ميمها في بعض اللغات وأنشدوا :
( كحلفة من أبي رياح ... يسمعها اللهم الكبار )
والرواة تنشد ذلك :
( يسمعها لاهه الكبار )
وقد أنشده بعضهم :
( يسمعها الله والله كبار )
قال أبو جعفر : يعني بذلك : يا مالك الملك يا من له ملك الدنيا والآخرة خالصا دون غيره كما :
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزبير قوله : { قل اللهم مالك الملك } أي رب العباد الملك لا يقضي فيهم غيرك
:
وأما تأويل قول الله تعالى ذكره { الله } فإنه على معنى ما روي لنا عن عبدالله بن عباس : هو الذي يألهه كل شيء ويعبده كل خلق
وذلك أن أبا كريب حدثنا قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا بشر بن عمارة قال : حدثنا أبو روق عن الضحاك عن عبدالله بن عباس قال : { الله } ذو الألوهية والمعبودية على خلقه أجمعين
فإن قال لنا قائل : فهل لذلك في فعل ويفعل أصل كان منه بناء هذا الاسم ؟
قيل : أما سماعا من العرب فلا ولكن استدلالا
فإن قال : وما دل على أن الألوهية هي العبادة وأن الإله هو المعبود وأن له أصلا في فعل ويفعل ؟
قيل : لا تمانع بين العرب في الحكم لقول القائل يصف رجلا بعبادة وبطلب ما عند الله جل ذكره : تأله فلان بالصحة ولا خلاف ومن ذلك قول رؤبة بن العجاج :
( لله در الغانيات المده ... سبحن واسترجعن من تألهي )
يعني : من تعبدي وطلبي الله بعملي
ولا شك أن التأله التفعل من أله يأله وأن معنى أله إذا نطق به : عبدالله وقد جاء منه مصدر يدل على أن العرب قد نطقت منه ب ( فعل يفعل ) بغير زيادة
وذلك ما حدثنا به سفيان بن وكيع قال : حدثنا أبي عن نافع بن عمر عن عمروبن دينار عن ابن عباس : أنه قرأ { ويذرك وآلهتك } ( الأعراف : 127 ) قال : عبادتك ويقال : إنه كان يعبد ولا يعبد
حدثنا سفيان قال : حدثنا ابن عيينة عن عمروبن دينار عن محمد بن عمروبن الحسن عن ابن عباس : { ويذرك وآلهتك } قال : إنما كان فرعون يعبد ولا يعبد
وكذلك كان عبدالله يقرؤها ومجاهد
حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين بن داود قال : أخبرني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : قوله { ويذرك وآلهتك } قال : وعبادتك
ولا شك أن الإلاهة على ما فسره ابن عباس و مجاهد مصدر من قول القائل : أله الله فلان إلاهة كما يقال : عبدالله فلان عبادة وعبر الرؤيا عبارة فقد بين قول ابن عباس و مجاهد هذا : أن أله عبد وأن الإلاهة مصدره
فإن قال : فإن كان جائزا أن يقال لمن عبدالله : ألهه على تأويل قول ابن عباس و مجاهد فكيف الواجب في ذلك أن يقال إذا أراد المخبر الخبر عن استيجاب الله ذلك على عبده ؟
قيل : أما الرواية فلا رواية فيه عندنا ولكن الواجب على قياس ما جاء به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي :
حدثنا به إسمعيل بن الفضل حدثنا إبراهيم بن العلاء قال : حدثنا إسمعيل بن عياش عن إسمعيل بن يحيى عن ابن أبي مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود و مسعربن كدام عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن عيسى أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب الله فقال له عيسى : أتدري ما الله ؟ الله إله الآلهة ]
أن يقال : الله جل جلاله أله العبد والعبد ألهه وأن يكون قول القائل الله من كلام العرب أصله الإله
فإن قال : وكيف يجوز أن يكون ذلك كذلك مع اختلاف لفظيهما ؟
قيل : كما جاز أن يكون قوله : { لكنا هو الله ربي } ( الكهف : 38 ) أصله : لكن أنا هو الله ربي كما قال الشاعر :
( وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي )
يريد : لكن أنا إياك لا أقلي فحذف الهمزة من أنا فالتقت نون أنا ونون لكن وهي ساكنة فأدغمت في نون أنا فصارتا نونا مشددة فكذلك الله أصله الإله أسقطت الهمزة التي هي فاء الاسم فالتقت اللام التي هي عين الاسم واللام الزائدة التي دخلت مع الألف الزائدة وهي ساكنة فأدغمت في الأخرى التي هي عين الاسم فصارتا في اللفظ لاما واحدة مشددة كما وصفنا من قول الله { لكنا هو الله ربي }
اما تميز اسم رب العزة فهو بقول الله .
لذا فانك تعلم مباشرة اذا قيل الله ان المقصود ليس صنما في الارض ولا ملكا في السماء ولا حجر ولا شجر .
اما قولك" اللهم" فقد قال ابن جرير رحمه الله
:: أما تأويل : { قل اللهم } فإنه : قل يا محمد : يا الله
واختلف أهل العربية في نصب ميم { اللهم } وهو منادى وحكم المنادى المفرد غير المضاف الرفع وفي دخول الميم فيه وهو في الأصل الله بغير ميم
فقال بعضهم : إنما زيدت فيه الميمان لأنه لا ينادى بـ يا كما ينادى الأسماء التي لا ألف فيها ولا لام وذلك أن الأسماء التي لا ألف ولا لام فيها تنادى بـ يا كقول القائل : يا زيد ويا عمرو قال فجعلت الميم فيه خلفا من يا كما قالوا : فم وابنم وهم وزرقم وستهم وما أشبه ذلك من الأسماء والنعوت التي يحذف منها الحرف ثم يبدل مكانه ميم قال : فكذلك حذفت من { اللهم } يا التي ينادى بها الأسماء التي على ما وصفنا وجعلت الميم خلفا منها في آخر الاسم
وأنكر ذلك من قولهم آخرون وقالوا : قد سمعنا العرب تنادي { اللهم } بيا كما تناديه ولا ميم فيه قالوا : فلو كان الذي قال هذا القول مصيبا في دعواه لم تدخل العرب يا وقد جاؤوا بالخلف منها وأنشدوا في ذلك سماعا من العرب :
( وما عليك أن تقولي كلما ... صليت أو كبرت يا أللهما )
( اردد علينا شيخنا مسلما )
ويروى : سبحت أو كبرت قالوا : ولم نر العرب زادت مثل هذه الميم إلا مخففة في نواقص الأسماء مثل : الفم وابنم وهم قالوا : ونحن نرى أنها كلمة ضم إليها أم بمعنى : يا الله أمنا بخير فكثرت في الكلام فاختلطت به قالوا : فالضمة التي في الهاء من همزة أم لما تركت انتقلت إلى ما قبلها قالوا : ونرى أن قول العرب : هلم إلينا مثلها إنما كان هلم هل ضم إليها أم فتركت على نصبها قالوا : من العرب من يقول إذا طرح الميم : يا الله اغفر لي و يا ألله اغفر لي بهمز الألف من الله مرة ووصلها أخرى فمن حذفها أجراها على أصلها لأنها ألف ولام مثل الألف واللام اللتين يدخلان في الأسماء المعارف زائدتين ومن همزها توهم أنها من الحرف إذ كانت لا تسقط منه وأنشدوا في همز الألف منها :
( مبارك هو ومن سماه ... على اسمك اللهم يا ألله )
قالوا : وقد كثرت اللهم في الكلام حتى خففت ميمها في بعض اللغات وأنشدوا :
( كحلفة من أبي رياح ... يسمعها اللهم الكبار )
والرواة تنشد ذلك :
( يسمعها لاهه الكبار )
وقد أنشده بعضهم :
( يسمعها الله والله كبار )
قال أبو جعفر : يعني بذلك : يا مالك الملك يا من له ملك الدنيا والآخرة خالصا دون غيره كما :
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر بن الزبير قوله : { قل اللهم مالك الملك } أي رب العباد الملك لا يقضي فيهم غيرك