حسني
03-02-2010, 10:14 PM
منذ الاستقلال والعالم العربي يواجه أزمات ونكبات متلاحقة، فما يكاد يخرج من واحدة حتى يدخل في أخرى. وعلى الرغم من المخاطر والتحديات المتنامية التي نتجت عن هذه الأزمات فان العالم العربي لا زال عاجزا ليس فقط عن معالجتها أو التعامل معها بحكمة وفعالية، وإنما أيضا عن التخفيف من حدة أثارها المدمرة.
ولأن الوحدة العربية كان ينظر إليها على أنها المدخل الأساس للتعامل مع هذه التحديات ومواجهتها، فقد شهد العالم العربي منذ الاستقلال العديد من محاولات الوحدة والاندماج السياسي. وللأسف فإن أيا من هذه المحاولات لم تنجح. وكنتيجة لذلك بدا الشارع العربي كما هو حال النخب السياسة الحاكمة 'تغسل' أيديها من قضية الوحدة. وبقي الأمل معلقا على إمكانية تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك. إلا أن هذا هو الآخر لم يعد قائما، أو على الأقل ليس بمستوى التحديات التي تواجهها الأمة.
فالتعاون المشترك في قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة فاصلة، والاحتلال الأمريكي للعراق، لا زال غير ممكن.. كما أن هناك ضعفا شديدا في التعاون في مجالات حيوية أخرى كالاقتصاد والتجارة كما يحدث في معظم أقاليم العالم حتى تلك التي لا يربطها تاريخ أو جغرافيا أو لغة أو دين أو ثقافة مشتركة.
ولهذا سادت القطرية، وتم تكريسها في السنوات الأخيرة خاصة منذ حرب الخليج الأولى، بشكل غير مسبوق رسميا وأحيانا على مستوى شعبي. فكل دولة أصبحت تتعامل مع القضايا المصيرية والتي تهم الأمة من منطلق مصالحها الوطنية الضيقة، وربما في كثير من الأحيان من زاوية مصالح النظم الحاكمة أو النخب السياسة.
أما الشعوب فهي تشترك مع المصلحة العامة في صفة أساسية وهي أن كلا منهما مغيب ودائما ما يتم تجاهله. هذا هو الوصف الحقيقي للواقع الذي يعيشه العالم العربي. فلماذا فشل العرب في تحقيق أي شكل من أشكال الوحدة أو الاندماج أو حتى التعاون المشترك القوي؟ وما هي أهم العوامل الداخلية والخارجية التي تمنع هذه الدول من التعاون وتنسيق سياساتها بشكل جدي للتعامل مع التحديات الكبرى التي تهدد هويتهم، وربما وجودهم كأمة؟
هناك شبه إجماع بين المحللين والمراقبين وعامة الناس على أن غياب الوحدة العربية وعدم وجود تعاون مشترك فعال ومؤثر يعود إلى عوامل أساسية تتعلق بالاستبداد وغياب الديمقراطية، وتبعية النخب الحاكمة والنفوذ الخارجي، وغياب مؤسسات إقليمية فاعلة سواء كانت سياسية أو غير سياسية. فما هو دور هذه العوامل في غياب الوحدة أو التنسيق والتعاون العربي الفعال.
1- غياب مؤسسة إقليمية فاعلة: إن التعاون الإقليمي أو %c
ولأن الوحدة العربية كان ينظر إليها على أنها المدخل الأساس للتعامل مع هذه التحديات ومواجهتها، فقد شهد العالم العربي منذ الاستقلال العديد من محاولات الوحدة والاندماج السياسي. وللأسف فإن أيا من هذه المحاولات لم تنجح. وكنتيجة لذلك بدا الشارع العربي كما هو حال النخب السياسة الحاكمة 'تغسل' أيديها من قضية الوحدة. وبقي الأمل معلقا على إمكانية تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك. إلا أن هذا هو الآخر لم يعد قائما، أو على الأقل ليس بمستوى التحديات التي تواجهها الأمة.
فالتعاون المشترك في قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة فاصلة، والاحتلال الأمريكي للعراق، لا زال غير ممكن.. كما أن هناك ضعفا شديدا في التعاون في مجالات حيوية أخرى كالاقتصاد والتجارة كما يحدث في معظم أقاليم العالم حتى تلك التي لا يربطها تاريخ أو جغرافيا أو لغة أو دين أو ثقافة مشتركة.
ولهذا سادت القطرية، وتم تكريسها في السنوات الأخيرة خاصة منذ حرب الخليج الأولى، بشكل غير مسبوق رسميا وأحيانا على مستوى شعبي. فكل دولة أصبحت تتعامل مع القضايا المصيرية والتي تهم الأمة من منطلق مصالحها الوطنية الضيقة، وربما في كثير من الأحيان من زاوية مصالح النظم الحاكمة أو النخب السياسة.
أما الشعوب فهي تشترك مع المصلحة العامة في صفة أساسية وهي أن كلا منهما مغيب ودائما ما يتم تجاهله. هذا هو الوصف الحقيقي للواقع الذي يعيشه العالم العربي. فلماذا فشل العرب في تحقيق أي شكل من أشكال الوحدة أو الاندماج أو حتى التعاون المشترك القوي؟ وما هي أهم العوامل الداخلية والخارجية التي تمنع هذه الدول من التعاون وتنسيق سياساتها بشكل جدي للتعامل مع التحديات الكبرى التي تهدد هويتهم، وربما وجودهم كأمة؟
هناك شبه إجماع بين المحللين والمراقبين وعامة الناس على أن غياب الوحدة العربية وعدم وجود تعاون مشترك فعال ومؤثر يعود إلى عوامل أساسية تتعلق بالاستبداد وغياب الديمقراطية، وتبعية النخب الحاكمة والنفوذ الخارجي، وغياب مؤسسات إقليمية فاعلة سواء كانت سياسية أو غير سياسية. فما هو دور هذه العوامل في غياب الوحدة أو التنسيق والتعاون العربي الفعال.
1- غياب مؤسسة إقليمية فاعلة: إن التعاون الإقليمي أو %c