المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخلافة في العيون الغربية



أبو أيمن
03-03-2010, 11:43 PM
الإخبار عن حال الخلافة بعد النبي


لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال الخلافة بعده إلى ما شاء الله تعالى بل يختصر عليه الصلاة و السلام تاريخ المسلمين بحديث واحد، سواء حال الخلافة التي هي على نهج النبوة ـ وهي الراشدة ـ أو التي تكون ملكاً عضوداً، أو التي تكون ملكاً جبرياً .. إلخ . وكل ذلك قد تحقّق كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت قال حبيب فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه فقلت له إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعني عمر بعد الملك العاض والجبرية فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه) رواه أحمد والطيالسي والبزار، وعزاه البوصيري لابن أبي شيبة وللطبراني في الأوسط مختصراً، وقال الحافظ الهيثمي: رجاله ثقات[1]. وقد ورد بنحوه عن بعض الصحابة أيضاً.و صححه الالباني

فالخلافة الراشدة تمثلت بخلافة الخلفاء الراشدين رحمهم الله
و الملك العضوض يعني الوراثة , أي كل خليفة يعض على الذي سبقه و كأنها سلسة تعض بعضها بعضا , و قد استمرت هذه الحالة مدة الخلافة الاموية ثم العباسية ثم العثمانية .
الملك الجبري و في روياة أخرى الحكم الجبري , و الجبرية كناية عن التسلط و الحكم العسكري كما حدث في بلاد المسلمين منذ سقوط الدولة العثمانية حين تسلط العسكر في معظم البلاد على رقاب الناس .
الخلافة الراشدة الثانية : هذا هو وعد النبي للمسلمين , عودة الخلافة الراشد التي تطبق الاسلام و توحد المسلمين كلهم تحت راية دولة واحدة

طبعا ربما يشكك البعض بهذا الكلام و يقولن عنه بانه احلام و لكن سأترك الإجابة لقادة الغرب وساسته ومفكريه وخبرائه ليردوا عليهم ويعلموهم دراسة الواقع واستشراف المستقبل من خلال تنافس الأيديولوجيات وصراع الحضارات، كما توحي به مؤشرات الأحداث وليس كما يتوهمون هم.
ففي المنتدى الذي عقد في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحت عنوان "الحرب على الإرهاب"، أكد الجنرال الأميركي "ويسلي كلارك" القائد السابق لقوات حلف شمالي الأطلسي "الناتو"، أن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد ما تسميه بـ"جماعات الإرهاب في العراق"، لن يتم حسمها من خلال المواجهات العسكرية. كما دعا في الجلسة العامة للمنتدى الاستراتيجي العربي، وفق ما نقلته cnn, إلى تطوير سياسة بلاده تجاه المنطقة، عبر الدفع باتجاه تطوير العملية التفاوضية مع دول الجوار. ثم وجه انتقاداته اللاذعة لأداء الجيش الأميركي بالعراق، كما أنه دعا إلى تغيير كامل في الاستراتيجية الأميركية تجاه العراق والمنطقة بشكل عام، مؤكدًا أن الحرب يجب أن تخاض على مستوى "الأفكار" بالدرجة الأولى. واختتم قائلاً: «إن الفوز لا يكون عبر فوهات البنادق، بل عبر كسب قلوب وعقول الناس». إلا أنه حذر في المقابل، من اعتماد "التنظيمات الجهادية" لأسلوب عمل جديد، يقوم على "اجتذاب الأميركيين إلى التدخل في نقاط ما، ثم ضربهم واستنـزافهم، وهدم المؤسسات القائمة، وإحلال الفوضى، كي يتمكنوا لاحقاً من ملء الفراغ الموجود بنظام الخلافة الذي يريدون فرضه", على حد قوله. ( منقول مع بعض الاختصار عن - مفكرة الإسلام- بتاريخ : 18 من ذو القعدة1427هـ 8/12/2006م).
فهذا الجنرال الأمريكي صاحب الخبرة والتجربة والذي ينتمي إلى أقوى دولة حالياً، وبيده التكنولوجيا الحديثة والقوة العسكرية، وكان في السابق قائداً لحلف شمالي الأطلسي، يعترف بأن الفكر أقوى من الأسلحة والتقنية. بل ينصح بلده والعالم بأسره بعدم استعمال القوة المادية لأنها لا تحقق الأهداف، وإنما عليهم أن يتحولوا ومن الآن إلى المعركة الفكرية، ويتخلوا عن المعارك العسكرية. فهل هذا الرجل الذي يتحدث بهذا الكلام غبي وتلف عقله فعاد لا يدري ما يقول .

وهذا رجل آخر من الساسة المعروفين وصديق لحكام العرب وهو "دونالد رامسفيلد" الوزير السابق للدفاع الأمريكي يقول في تعليق له حول مستقبل العراق، وكان ذلك في جامعة " جون هوبكنـز" بتاريخ 5/12/2005 يقول: (ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط، وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا هو مخططهم، لقد صرحوا بذلك وسنقترف خطأ مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم). انظر لهذه العبارة وتأمل فيها جيداً (سنقترف خطأً مروعاً إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم) فالرجل يحذر العالم تحذيراً شديداً من تجاهل هذا الأمر والغفلة عنه. ويعتبر أن أي استخفاف أو عدم الاستماع والتعلم سيؤدي بهم إلى اقتراف أعظم خطأ في التاريخ. فلماذا يا ترى هذا الوزير صاحب هذا المنصب المعلوم في حينه لم يسخر من هذه الفكرة ولم يستهجنها كما يستهجنها هؤلاء؟
وإذا كان ما سبق غير كاف ولا يعتبر استقراءً سليماً للواقع وأنهم، أي الللادينيون أعلى درجة في استقراء حركة المجتمعات والشعوب ويفهمون مؤشرات التغيير أحسن منهم فنضيف إليكم التالي:
يقول الـ"د. أحمد القديدي" وهو تونسي مقيم في الخارج في مقال نشر له في صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 17/5/2006م تحت عنوان "العلماء الأميركيون يتوقعون عودة الخلافة عام 2020م يقول «في الصفحة 83 من التقرير الخطير الصادر هذه الأيام عن مؤسسة "روبير لافون" للنشر الباريسية بعنوان: كيف ترى المخابرات الأميركية العالم عام 2020م؟ نقرأ الفقرة التالية: سوف يتمتع الإسلام السياسي من هنا إلى عام 2020 بانتشار واسع على الصعيد العالمي، ونتوقع أن ترتبط الحركات الإسلامية العرقية والوطنية ببعضها البعض، و تسعى ربما إلى تأسيس سلطة تتجاوز الحدود القومية». ويتابع فيقول: «هذا بالضبط ما يتوقعه علماء أميركيون وأشهرهم على الإطلاق عالم الاجتماع وأكبر خبراء استشراف المستقبل "ألفين توفلر" صاحب كتاب -صدمة المستقبل- و العالم "تيد غوردن" أكبر خبراء المشروع: ميلينيوم بروجكت الذي أنجزته منظمة الأمم المتحدة، و العالم "جيم ديوار" من مؤسسة راند كوربوريشن، والعالم "جاد ديفيس" المخطط لكل برامج شركة شل البترولية و غير هؤلاء من الأعلام الذين لا يشق لهم غبار في علوم استشراف المصير». ويضيف: «وبالطبع فان هذه الكوكبة من الأساتذة الجهابذة عملوا لمدة عامين لفائدة الوكالة المركزية للمخابرات بواشنطن، وخرجوا بتقرير خطير وأمين يرسم ملامح العالم بعد 15 سنة من اليوم، كما يرونه و من خلال المؤشرات التي بين أيديهم». انتهى كلامه.
ولا ندري لماذا هذه الجهود التي تهدر وهذه الأموال التي تنفق وهذه الأبحاث التي تنشر في شأن قضية وهمية يعتبرها البعض حلماً وخيالاً؟
أما جريدة "مليات" التركية فقد ذكرت في 13/12/2005م نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن «أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة «الخلافة» في الآونة الأخيرة كالعلكة. لقد باتت إدارة بوش تستخدم وصف الخلافة قاصدةً به الإمبراطورية الإسلامية، التي كانت في القرن السابع تمتد من الشرق الأوسط وحتى آسيا الجنوبية، ومن شمال أفريقيا إلى إسبانيا...». وكتب المعلق الأميركي " كارل فيك" في صحيفة الواشنطن بوست، في 14/1/2006م، تقريراً مطولاً ذكر فيه أن «إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، الذي يهاجمه الرئيس الأميركي جورج بوش، يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين»، وذكر أن «المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من «الأمة» التي تشكل قلب الإسلام، كما ينظرون إلى الخليفة كشخص جدير بالاحترام». وأشار هذا المعلق إلى أن «حزب التحرير، الذي ينشط في عدد من البلدان عبر العالم، يصرح بأن هدفه هو إعادة الخلافة لسابق عهدها».
وفي 5/9/2006م عاد جورج بوش ليتحدث عن الخلافة فقال: «إنهم يسعون إلى إقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الإسلامية، حيث يُحكم الجميع من خلال هذه الأيديولوجية البغيضة، ويشتمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية».
وفي 11/10/2006م أكد بوش 3 مرات أثناء مؤتمر صحفي مطول في البيت الأبيض أن وجود أميركا في العراق هو لمنع إقامة دولة الخلافة التي ستتمكن من بناء دولة قوية تهدد مصالح الغرب وتهدد أميركا في عقر دارها.
وأكد أن المتطرفين المسلمين يريدون نشر أيديولوجية الخلافة التي لا تعترف بالليبرالية ولا بالحريات؛ ولهذا يريدون لنا أن نرحل، ولكننا باقون حتى لا نندم، وليعلم الشعب الأميركي حينئذ أن وجودنا في العراق كان يستحق المغامرة والرهان. هؤلاء المتطرفون يريدون إرهاب العقلاء والمعتدلين وقلب أنظمة حكمهم وإقامة دولة الخلافة.
إن مغامرة الرحيل عن العراق خطرة جداً، إنها تعني التخلي عن جزء من المنطقة للمتطرفين والراديكاليين الذين سيمجدون النصر على الولايات المتحدة، وستمنحهم هذه المنطقة التي نخليها الفرصة للتآمر والتخطيط ومهاجمة أميركا واستغلال الموارد التي ستمكنهم من توسيع رقعة دولة الخلافة.
وفي خطاب لبوش بتاريخ 25/10/2006م قال :
إن الفشل في إقامة دولة في العراق سيمكّن "المتطرفين من استغلال البلاد لإقامة إمبراطورية متشددة من إسبانيا إلى إندونيسيا".
وأما رئيس الوزراء الأسبق "توني بلير" فإنه قال في المؤتمر العام لحزب العمال بتاريخ 16/7/2005م حول تفجيرات لندن في 7/7/2005م: «إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحكِّم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية».
وقال وزير الداخلية البريطاني "تشارلز كلارك" في كلمة له في معهد هيرتيج في 6/10/2005م «لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات حول إعادة دولة الخلافة، ولا مجال للنقاش حول تطبيق الشريعة الإسلامية».
وفي الحقيقة هناك عدة أبحاث ودراسات مطولة حول هذه القضية التي تؤكد على قرب انتصار الإسلام وقيام دولة الخلافة، لكننا نكتفي هنا بما نقلناه

وقد حدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة الخلافة التي على منهاج النبوية بثلاثين عاماً، فكانت كما أخبر صلوات الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

فعن سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك " .

وفي رواية " خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يُؤتي الله تعالى الملك ـ أو ملكه ـ من يشاء ".

قال سفينة: امسك، خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين، وعمر رضي الله عنه عشراً، وعثمان رضي الله عنه اثنتي عشر، وعلي ستّاً، رواه أحمد والطيالسي وأبو داود والترمذي والنسائي والطحاوي وغيرهم، وصححه أحمد بن حنبل وابن حبان والحاكم[2] . وصححه ابن كثير.

وعن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الرؤيا والميزان ـ قال :(خلافة نبوة ثلاثون عاماً، ثم يؤتي الله تبارك وتعالى الملك من يشاء). رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داود والطحاوي وابن أبي عاصم في آخرين[3]. وذكر الترمذي والحاكم الرؤيا، وصححاه. وشاهده حديث سفينة وغيره.

أما وجه الإعجازفهو أخبار صلى الله عليه وسلم عن حوادث سوف تكون بعد وفاته وقد كانت تماماً مثلما تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم.
فهل يستطيع بشر مهما آوتي من بصيرة ان يرسم شكل السياسة لمدة قرون بعد وفاته بهذه الدقة أم إنه الوحي .
فكروا ثم أجيبوا .

المصدر : بتصرف
منقول عن كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العّزامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
موقع الاعجاز العلمي في القرآن
مجلة الوعي الثقافية


الهوامش:

[1]مسند أحمد (4ت:273) ومسند الطيالسي (58ـ 59رقم 438) وفيه سقط من المطبعة، والبحر الزخار (7:ت223ـ224) والمعجم الأوسط (6ت:345) وكشف الأستار (2: 231ـ 232) وإتحاف الخيرة المهرة (6ب:167)، ومجمع الزوائد (5ت: 188) ومجمع البحرين (4: ب 303ـ 304).

[2]مسند أحمد (5:ت 220، 221) وفضائل الصحابة له (1:ت 487ـ 448) ومسند الطيالسي (150رقم 1107) وسنن أبي داود : كتاب السنة : باب في الخلفاء ، رقم (4647) وسنن الترمذي : كتاب الفتن : باب ما جاء في الخلافة، رقم (2226) وحسنه، وفضائل الصحابة للنسائي (84ـ 85ـ رقم 52) والسنن الكبرى له (5: 47) وشرح مشكل الآثار (8: 74ـ 75) ومعجم الصحابة له (3: 255ـ 256) وكتاب السنة (2: 562ـ 564 من طرق ) ومسند علي بن الجعد (479 رقم 3323) ودلائل النبوية (6: 341ـ 342) والمعجم الكبير (1: 7ـ 45) (7: 97ـ98) وجامع بيان العلم (2: 184) ونقل تصحيح الحديث عن أحمد بن حنبل، والبداية والنهاية (13 : 206)

[3]مسند أحمد (5: 44ـ 50) ومصنف ابن أبي شيبة (12: 18) وسنن أبي داود : كتاب السنة : باب في الخلفاء، رقم (4635) وسنن الترمذي : كتاب الرؤيا : باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان والدلو، رقم (2287) ومشكل الآثار (8: 413) ومعجم الصحابة للبغوي (3: 255ـ 256) ودلائل النبوة (6: 342ـ 348) وكتاب السنة (2: 538) وجامع بيان العلم (2: 186).

أبو أيمن
04-12-2010, 05:09 PM
رفع