المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن صفة اليدين



عبدالإله
03-06-2010, 08:16 PM
سألني أحد الأشاعرة : إذا كان لله يدين حقيقتين فهل معنى قول الله (كل شيء هالك إلا وجهه) أن يداه ستهلكان ؟

أرجو من الأخوة أن يساعدوني في إيجاد إجابة لهذا السؤال بالإضافة لسؤال آخر هو : هل تتمايز صفات الله عن بعضها ؟

وشكرا ...

أبو المنذر
03-07-2010, 07:53 AM
السلام عليك يا عبد الإله ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله. أما بعد:
أخي ثبتنا الله وإياك على العقيدة السلفية، وطهرنا من كل عقيدة خلفية...آمين.

جواب السؤال الأول:
أخي عبد الإله...دون أن تكثر له من الكلام...ألزمه بلازم قوله...
قل له: أنت جعلت قوله تعالى{كل شيء هالك} يعم كل شيء موجود...ولذا أدخلت فيه يدي الله تعالى، لأنه لم يستثنها...
لازم قولك...أن يهلك علم الله وسمعه وحياته وبصره وقدرته...لأنه لم يستثنها كذلك...

سيقول لك عندها: لا هذه لا تهلك لأنها صفات ذاتية، لا تنفك عن الذات...فمحال أن تهلك، مادامت الذات موجودة...
فقل له-حينئذ-: حتى صفة اليدين صفة ذاتية لا تنفك عن الذات...فمحال أن تهلك، مادام الذات موجودة...لا فرق!

أخي مبنى شبهته...أن إثبات يدين حقيقيتين...يلزم منهما إثبات شيء زائد للذات...وهذا سأجيبك عنه في السؤال الثاني..

أخي هذا باختصار شديد...إن زادك نزيده...{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

جواب السؤال الثاني:
هل تتمايز صفات الله عن بعضها؟

قل له: ماذا تقصد بتتمايز؟
1- إن كنت تقصد أن لكل صفة حقيقة مباينة للأخرى...فاليد ليست هي القدم، والضحك ليس هو الرحمة...
فالجواب: نعم...صفات الله تتمايز.
2- وإن كنت تقصد أنها تتمايز في طرق إثباتها لله تعالى...
الجواب: نعم...فالصفات الخبرية كاليد والوجه والعينين...لا تستفاد إلا من النصوص...بخلاف الصفات المعنوية مثل القدرة والحياة...فهذه زيادة على النص يمكن إثباتها بالدليل العقلي...
3- وإن كنت تقصد أنها تتمايز من حيث انفكاكها عن الذات وعدم انفكاكها...
الجواب: نعم...فصفة الحياة لا تنفك عن ذات الله تعالى...بخلاف صفة الغضب، فالله تعالى تعالى يغضب عندما يحصل سبب الغضب، فليس هو دائما غاضب سبحانه...
4- وإن كنت تقصد أنها تتمايز بمعنى أنها أشياء زائدة على الذات...فهنا تفصيل آخر:
4-أ- إن كنت تقصد أنها تزيد معنى لم يكن يفهم من مجرد الذات...
الجواب: نعم ...هي زائدة ومتمايزة بهذا المعنى...فالذات الموصوفة بالعلم ليست كالذات المجردة عن العلم...وهكذا.
4-ب- أما إن كنت تقصد أنها تزيد حجما للذات...
الجواب: لا...هذا باطل بهذا المعنى...

هذا وربنا أعلى وأعلم ونسبة العلم إليه أزكى وأسلم...أخي أنا متواصل معك...أسأل الله الكريم أن يقدرني على إفادتك
نصرة لدينه...هذا علم جليل يتعلق بالذات المقدسة العلية...لا إله إلا الله...

مالك مناع
03-07-2010, 11:21 AM
بل يلزم من هذا القول الشنيع أن يهلك كلّه إلا وجهه - سبحانه جلّ في علاه !! فهل يسلّم بذلك ؟! وكل ما سيستخدمه كحجة في إدخال الكل ضمن المُستثنى من الهلاك سيكون حجة لنا في إدخال اليدين فيه؛ وبهذا ينقطع ولا أظنه يعود !

ومعنى الوجه في قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، هو نفس معنى الوجه في قوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ}، من حيث الخاص والعام، فإنما خص ذكر الوجه، وقصد الذات.

- فلم يقل أحداً من المسلمين بأن النبي صلى الله عليه وسلم أسلم وجهه لله فقط ولم يُسلم بقية جوارحه !!

- ولم يقل أحداً من المسلمين ممن فسر الوجه بالذات في قوله تعالى: {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ}، بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا وجه له، لأن تأويل الوجه ها هنا الذات !!

بقي أن يقال ومن باب الفائدة أن هذا القول الفاحش هو قول فرقة من فرق الشيعة، وهم أتباع بيان بن سمعان التميمي، قالوا: "يهلك كله إلا وجهه؛ لقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}". انظر: الملل والنحل، لأبي الفتح الشهرستاني، 1/153.

عبدالإله
03-07-2010, 06:00 PM
السلام عليك يا عبد الإله ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله. أما بعد:
أخي ثبتنا الله وإياك على العقيدة السلفية، وطهرنا من كل عقيدة خلفية...آمين.

جواب السؤال الأول:
أخي عبد الإله...دون أن تكثر له من الكلام...ألزمه بلازم قوله...
قل له: أنت جعلت قوله تعالى{كل شيء هالك} يعم كل شيء موجود...ولذا أدخلت فيه يدي الله تعالى، لأنه لم يستثنها...
لازم قولك...أن يهلك علم الله وسمعه وحياته وبصره وقدرته...لأنه لم يستثنها كذلك...

سيقول لك عندها: لا هذه لا تهلك لأنها صفات ذاتية، لا تنفك عن الذات...فمحال أن تهلك، مادامت الذات موجودة...
فقل له-حينئذ-: حتى صفة اليدين صفة ذاتية لا تنفك عن الذات...فمحال أن تهلك، مادام الذات موجودة...لا فرق!

أخي مبنى شبهته...أن إثبات يدين حقيقيتين...يلزم منهما إثبات شيء زائد للذات...وهذا سأجيبك عنه في السؤال الثاني..

أخي هذا باختصار شديد...إن زادك نزيده...{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

جواب السؤال الثاني:
هل تتمايز صفات الله عن بعضها؟

قل له: ماذا تقصد بتتمايز؟
1- إن كنت تقصد أن لكل صفة حقيقة مباينة للأخرى...فاليد ليست هي القدم، والضحك ليس هو الرحمة...
فالجواب: نعم...صفات الله تتمايز.
2- وإن كنت تقصد أنها تتمايز في طرق إثباتها لله تعالى...
الجواب: نعم...فالصفات الخبرية كاليد والوجه والعينين...لا تستفاد إلا من النصوص...بخلاف الصفات المعنوية مثل القدرة والحياة...فهذه زيادة على النص يمكن إثباتها بالدليل العقلي...
3- وإن كنت تقصد أنها تتمايز من حيث انفكاكها عن الذات وعدم انفكاكها...
الجواب: نعم...فصفة الحياة لا تنفك عن ذات الله تعالى...بخلاف صفة الغضب، فالله تعالى تعالى يغضب عندما يحصل سبب الغضب، فليس هو دائما غاضب سبحانه...
4- وإن كنت تقصد أنها تتمايز بمعنى أنها أشياء زائدة على الذات...فهنا تفصيل آخر:
4-أ- إن كنت تقصد أنها تزيد معنى لم يكن يفهم من مجرد الذات...
الجواب: نعم ...هي زائدة ومتمايزة بهذا المعنى...فالذات الموصوفة بالعلم ليست كالذات المجردة عن العلم...وهكذا.
4-ب- أما إن كنت تقصد أنها تزيد حجما للذات...
الجواب: لا...هذا باطل بهذا المعنى...

هذا وربنا أعلى وأعلم ونسبة العلم إليه أزكى وأسلم...أخي أنا متواصل معك...أسأل الله الكريم أن يقدرني على إفادتك
نصرة لدينه...هذا علم جليل يتعلق بالذات المقدسة العلية...لا إله إلا الله...

شكرا أخي .. لقد أفحمته .. لكن إن سألني هذا السؤال شيعي جعفري فلن أستطيع أن ألزمه الحجة بهذه الطريقة لأنه سيقول لي أن اليد غير الوجه أما هو فيعتقد أن صفات الله الذاتية هي عين ذاته فلا يفرق بينها من أي وجه ولكنه قد يفرق بين آثار صفات الله في مخلوقاته فهل يجوز أن أقول له أن الوجه هنا هو الذات كما قال الأخ مالك مناع ؟

وأما عن التمايز بين صفات الله فهل حكمة الله هي غير ذاته ؟ هل متانة الله هي غير عزته ؟

أبو المنذر
03-08-2010, 05:13 AM
حيا الله أخي عبد الإله، وحباه الجنة!

أولا: لاحظ-بارك الله فيك-أن أخي المكرم مالك مناع-نفع الله به- لم يقل الوجه هو الذات، تطابقا...
ولكنه قصد أن قوله تعالى{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه} يستفاد منه أن الوجه صفة قائمة بالذات...
ولكن لا يفهم من تخصيص الوجه بالذكر، أن باقي الصفات غير داخلة...أي: بقاء الوجه يلزم منه بقاء الذات، وبالتالي بقاء باقي الصفات...ولهذا مثل لك بالحديث...

ثانيا:
أخي تقول: أما عن التمايز بين صفات الله فهل حكمة الله هي غير ذاته ؟
هذا سبق جوابه: ما معنى غير الذات؟
1- إن قصد أنها تضيف معنى للذات لم يكن مستفادا من مجرد الذات...
الجواب: نعم...الحكمة غير الذات...ولذا الذات الحكيمة فيها معنى زائد على الذات المجردة عن الحكمة.
2- إن قصد أنها منفكة عن الذات، إذا أضيفت للذات زادت فيها حجما...
الجواب: لا...الحكمة ليست مغايرة للذات...ويقال في الحكمة مثل ما يقال في العلم...

ثالثا: يعتقد أن صفات الله الذاتية هي عين ذاته فلا يفرق بينها من أي وجه ولكنه قد يفرق بين آثار صفات الله في مخلوقاته

نفس الكلام يكرر:
1- إن قصد أنها عين الذات: أي لا تضيف معنى زائدا للذات التي لا تتصف به...فباطل.
2- إن قصد أنها عين الذات: أي لا تنفك عن ذاته سبحانه...فهذا حق.

أما اختلاف آثار صفات الله في مخلوقاته...
فهذا حق...فصفة الرحمة: آثارها في الخلق...مخالفة لصفة الغضب: وآثارها في الخلق...وهكذا...
وهذا يرد كون الصفات معناها واحد...فهذا باطل لغة وشرعا وعقلا...
لغة: فهل معنى الضحك هو معى النزول والاستواء والانتقام...؟!
وشرعا: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-((أنت الأول فليس قبلك شيء، وانت الآخر فليس بعدك شيء)) لا حظ للمغايرة..
أما عقلا: فكيف تكون الصفات واحدة والآثار مختلفة؟؟!! لا يمكن...لأن الآثار تتبع الصفات.

والله أعلم.. متواصل معك دائما...أستودعك الله!

عبدالإله
03-11-2010, 08:07 PM
سأسألك بصيغة أخرى :
هل يجوز أن أقول أن عزة الله الذاتية هي ذات الله ؟
هل هناك فرق بين صفات الله في ذاته ؟

اخت مسلمة
03-12-2010, 04:48 PM
أخي الفاضل ..
لقد بين لك الشيخ ابا المنذر المسألة وفصل في سؤالك .. ساحاول ان ابسط لك .. الله -تعالى- هو الذات المقدسة المتصفة بالصفات، فالله -تعالى- بذاته وصفاته وأسمائه هو الخالق وغيره مخلوق، فإن أريد أن هناك ذات منفصلة مجردة عن الصفات فهذا باطل، وأن أريد أن الذات متصلة بصفاتها، نعم فهذا صحيح , فلا يقال إن الله، إن صفات الله غير الله لأن الله -تعالى- اسم الرب -سبحانه وتعالى- اسم الله، اسم لذاته -سبحانه وتعالى- متصفا بالصفات؛ ولهذا استعان النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصفات:
بقوله : " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "
وقوله : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق "
وقوله : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك "
وقوله أيضا : " وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "
ولا يعوذ بمخلوق عليه الصلاة والسلام , واستعان بالعظمة بقوله : " أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات "
هذا استعانة بالله، فالصفات لا تنفصل عن الذات.
وهناك فرق بين أن يقال: الصفات غير الذات وبين أن يقال: الصفات غير الله، فالقول بأن الصفات غير الله باطل؛ لأن الله -تعالى- اسم الله اسم له -سبحانه وتعالى- متصف بصفاته اسم للذات المقدسة لأسمائه وصفاته، أما الصفات غير الرب -سبحانه وتعالى- نعم الصفات لها معان غير معنى الذات .. الله تعالى الخالق وصفاته الذاتية الأزلية بمعانيها المختلفة , رحيم , حكيم , ... الخ
أرجو أن يكون الأمر اتضح الآن


تحياتي للموحدين