المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الحوض



المغربية
03-12-2010, 12:28 PM
استعمل هذا الحديث من طرف الشيعة الرافضة لطعن في الصحابة و تكفيرهم خاصة أبوبكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم جميعا
الحديث هو ما يعرف عند المحدثين ب"حديث الحوض و قد ورد في البخاري و مسلم بعدة ألفاظ و روايات
عن سهيل بن سعد قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب, و من شرب لم يضمأ أبدا, ليردن علي أقوام أعرفهم و يعرفوني, ثم يحال بيني و بينهم, فأقول إنهم مني, فيقال :إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك, فأقول سحقا, سحقا, لمن غير بعدي
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى مقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين و إنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالو:أولسنا إخوانك يا رسول الله، قال: أنتم أصحابي، و إخواننا الذين لم يأتوا بعد، فقالوا:كيف تعرف من لم يأتي بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غُرُّ مٌحَجِّلة بين ظهري دُهُم بُهُم ألا يعرف خيله ؟ قالو:بلى يا رسول الله، قال فإنهم يأتون غُراً مُحَجَّلين من الوضوء و أنا فرطهم على الحوض، ألا ليُدادنَّ رجال عن حوضي كما يداد البعير الضال : أناديهم : ألا هلمَّ ، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا
عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إني على الحوض ، أنتظر من يرده علي منكم ، فليقطعن رجال دوني ، فلأقلن : يا رب أمتي أمتي، فليقالن لي : إنك لا تدري ما عملوا بعدك ، مازالوا يرجعون على أعقابهم
عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي رب أصحابي، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك
جاء الحديث بعدة ألفاظ "أمتي" "أصحابي" أصيحابي" في بعض الروايات
و الحديث يصدق على مجموعة من الناس فلفظ أصحابي يصدق على
*مرتدون عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم و كانوا قد أسلموا في حياته و هو ما حدث فعلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم كيف لا يحدث و رسولنا لا ينطق عن الهوى بل وحي يوحى و هو ما يعرف بحرب الردة
* أهل النفاق ممن أظهر الإسلام ، و أبطن الكفر و قد جاء ذكرهم في القران و كان حديفة بن اليمان على علم بأسمائهم بعد أن أخبره الرسول صلى الله عليه و سلم بهم و كان عمر بن الخطاب لا يصلي على أحد حتى يرى حديفة صلى عليه لأن الله أمرهم بعدم الصلاة على المنافقين فكانت صلاة حديفة على الميت دليل براءته من النفاق
و كان لأهل النفاق دورا كبيرا في مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه و اشتعال الفتن بين الصحابة
قال الرسول صلى الله عليه و سلم "إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع المطر "
لفظ أمتي و يدخل فيه أصحاب الأهواء و غيرهم و قد بين الرسول صلى الله عليه و سلم أنهم يريدون على الحوض يعرفهم، رغم كونه صلى الله عليه و سلم لم يعاصرهم بل يعرفهم بالغرة و التحجيل


من المقصود في رواية أصحابي؟

قال الشيخ عبد القاهر البغدادي رحمه الله : أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم من :كِندة ، و حنيفة ، و فزازة ، و بني أسد ، و بني بكر بن وائل ، لم يكونوا من الأنصار ، و لا من المهاجرين قبل فتح مكة ، و إنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم قبل فتح مكة ، و أولئك بحمد الله و منه درجوا على الدين القويم ، و الصراط المستقيم
و أجمع أهل السنة على أن من شهد مع الرسول بدرا : من أهل الجنة ، و كذلك من شهد معه بيعة الرضوان بالحديبية ،
وقال الخطابي : لم يرتد من الصحابة أحد ، و إنما ارتد قوم من جفاة العرب ممن لا نصرة له في الدين و ذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين

هل صدق الرافضة حين إستدوا بهذا الحديث عن أن عمر و أبوبكر و عثمان و باقي الصحابة ارتدوا ؟
و للإجابة على سؤال كهذا السؤال سنعتمد على ثلاثة إستشهادات

1 من التاريخ نفسه
2 من السنة النبوية الشريفة
3 من القران

إنه قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه قد حصلت ردة بعد و فاة الرسول صلى الله عليه و سلم ، و قتال للمرتدين ، فمن قتل من هل المهاجرين و الأنصار من قاتلوا القبائل المرتدة الذي ذكرناها؟ أم أن الصحابة هم من ارتدى و بالتالي يصدق الرافضة و يصدق فيهم حديث الحوض
بعد و فاة الرسول صلى الله عليه و سلم امتنع مجموعة من القبائل عن دفع الزكاة و أتعجب لمن يفصل بين الصلاة و الزكاة فإن كان تارك الصلاة كافر فماذا نقول عن تارك الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام و الرفيقة لصلاة في مجموعة من سور القران و قد رأى أبو بكر أن الزكاة ركن من أركان الإسلام و ليس من حق الخليفة أن يدع الناس يهدمونه و يرى أن الامتناع عن أدائها ليس سوى البداية و ليس سوى حركة استطلاع يتوالى بعدها التمرد و القضاء على الإسلام موضحا قناعته في كلاماته
» و الله لو منعوني عقال بعير كان يعطونه لرسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم عليه بالسيف «
و ليست هذه الحرب الوحيدة التي قادها الصحابة تحت إمارة أبو بكر الصديق بل أيضا أتباع مسيلمة الكذاب من ادعى النبوة و تبعه مجموعة من القبائل كبني حنيفة
من التاريخ نخرج بنتيجة واضحة أن المهاجرين و الصحابة ليسوا من تحدث عنهم الحديث
و ليس التاريخ وحده تكفل بحفظ طهارة الصحابة بل السنة النبوية أيضا و هي أحاديث ترد على مزاعم الطاعنين في خريجي مدرسة النبوة و هي ترد على من يقول أن التاريخ يحابي الصحابة و حتى و لو لم يقتنع من يرفض الأحاديث و يعتبرها غير صحيحة و ملفقة فهو لا محالة سيصدم بآيات من القران الكريم فماذا يقول إذن هل يطعن في القران كما طعن في التاريخ و الأحاديث
يقول الله عز وجل في سورة التوبة
" و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم "
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: يخبر الله تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار و التابعين لهم بإحسان و رضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم و النعيم المقيم
يقول الله عز وجل في سورة الأعراف
"فالذين ءامنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون "
يقول القرطبي في تفسيره للآية 9 من سورة الحجرات : لا يجوز أن ينسب إلى أحد من الصحابة خطأ مقطوع به ، إذا كانوا كلهم اجتهدوا فيما فعلوه و أرادوا الله عز و جل ، و هم كلهم لنا أئمة ، و قد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم و لا نذكرهم إلا بأحسن الذكر، لحرمة الصحبة و لنهي النبي صلى الله عليه و سلم عن سبهم و أن الله غفر لهم و أخبر بالرضا عنهم
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
"خيركُم قَرْني ثم الذين يَلُونهم ثم الذين يَلُونهم" أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
روى البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد أحد و أبو بكر و عمر و عثمان فرجف بهم، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
أُثْبُثْ أُحُد ، فإنما عليك نبي و صديق و شهيدان " إنها شهادة من من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم
الأحداث التاريخية و الأحاديث النبوية الشريفة و النصوص القرآنية لا تتعارض مع بعضها البعض بل بعضها يشرح بعض فلو أخدنا ما يقوله الرافضة و المنافقين عن أن الصحابة قد ارتدوا بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم فكيف نفسر مجموعة من سور القران كسورة التوبة و الفتح و غيرها من تحدثوا عن مناقب الصحابة رضوان الله عليهم؟