المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كي لا يظهر الإسلام ضعيفاً مرة أخرى - تعليقاً على "أحمر بالخط العريض"



ساري فرح
03-12-2010, 10:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كي لا يظهر الإسلام ضعيفاً مرة أخرى

رداً على شبهات الملاحدة في برنامج "أحمر بالخط العريض"

ساري محمود فرح



قد يُهزم المسلم في مناظرة أو محاججة ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام قد هُزم، بل إن سبب هزيمة المسلم ضعف حجته وقلة علمه وضيق أفق اطلاعه على فكر الآخر وعدم درايته بالكيفية الملائمة للتصدي له والرد عليه.

لا ينكر أحد حالة الضعف العلمية التي تعيشها أمتنا، ويظهر هذا الضعف في كل المستويات بلا استثناء حتى الطبقة المثقفة والمتعلمة من المسلمين تتسم بالضعف الفكري والعلمي إلا قليلاً.

ونزداد أسفاً وحزناً حينما يفلح النصارى حيث فشلنا، رغم أنهم يستندون في كثير من الأحيان إلى السَّوق العاطفي والخوارق الحسية (كما كان الأمر في حلقة البرنامج) ولكنهم يتميزون بلباقة وحكمة نحن أولى بهما في الحوار والجدال.

من أسئلة الملحدين التي كان يجب الإجابة عليها، وقد حاولت الاتصال للرد عليها ووعدوني بمعاودة الاتصال بي – وهذا لم يحصل – أسئلة ليست بصعبة ولكن الأخوة المسلمين والذين حاولوا محاججتهم – ولا ننكر أنهم أحسنوا في عدة مواضع – لم يجيبوا عنها.

1- سؤال: هل يقدر الله أن يخلق صخرة لا يستطيع أن يحملها؟

- هنا يظن الملحد ويتوهم أنه وجَّه ضربة قاضية للمؤمنين إذ أنهم إذا أجابوا بـ"نعم" أو "لا" سيثبتوا العجز لله – سبحانه وتعالى عما يصفون.

- الجواب أن السؤال نفسه خطأ: لأن الصخرة لا بد أنها ذات حجم ووزن، مهما كانت ضخامتها ولو كانت أعظم من هذا الكون بآلاف المرات، فهي محدودة، والله تعالى ليس محدوداً، لأن صفة المحدودية تتصف بها الحوادث/المخلوقات.

- الله على كل شيء قدير، والشيء إنما يكون في دائرة الممكنات، وأما ما سوى ذلك من المستحيلات فليس شيئاً، كالرجل الأعزب المتزوج والدائرة المثلثة الأضلاع والمثلث ذو الأضلاع الخمسة...

- سبب الخطأ في سؤالهم أيضاً يتبين لنا في قوله تعالى: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر : 67] كما أن تصورهم الذهني لله مشوه ومتأثر بآلهة الميثولوجيا الإغريقية والتي تصور الآلهة على أنها شبيهة بالبشر (ِAnthropomorphic) ولكنها عظيمة في حجمها، وهذا التصور مرفوض في الإسلام.

2- سؤال: من خلق الله؟

- سؤال كلاسيكي من الملاحدة، الإجابة البسيطة عليه أن الله أزلي لا بداية لوجوده وهو خالق غير مخلوق.

- ولكنهم لن يكتفوا بهذه الإجابة وسيقولون: كيف عرفتم ذلك؟ وقد نجيبهم بأن الله أخبرنا بأنه الأول بلا ابتداء وبأنه لم يولد، وهذا يحتاج إلى فتح جبهة حوارية جديدة نثبت فيها أن القرآن ليس من اختلاق البشر وهذا يتطلب جهداً ووقتاً أكثر من الإجابات العقلية.

- في فعل الخلق هناك خالق ومخلوق، وعندما نقول: الله خالق كل شيء، فالخالق هو الله وما سواه مخلوق. والسؤال عن خالق الله ضرب من السفسطة هنا، ولكننا نبين لهم أن الموجودات لا يمكن أن تتسلسل تسلسلاً لانهائياً؛ إذ أنها كلها ابتدأت بالوجود وهي مفتقرة لمُوجِد. وهذا ما توصل إليه كبار الفلاسفة كأرسطو (Aristotle) القائل بوجوب وجود خالق غير مخلوق، وإن كان مفهوم الإله عنده ليس متوافقاً بالكلية مع العقيدة الإسلامية.

- ومما جاء في معنى التسلسل: فرض أن المخلوقات كلها متوالدة عن بعض إلى مالا نهاية، بحيث يكون كل واحد منها معلولاً لما قبله علة لما بعده دون أن تنبع هذا السلسلة أخيراً من علة واجبة الوجود هي التي تضفي التأثير المتوالد على سائر الحلقات، فهذا الفرض باطل: إذ إن سلسلة المخلوقات الممكنة مهما طالت فإن استمرار طولها لا يخرجها من كونها ممكنة من الممكنات لا بد لرجحان الوجود على العدم فيها وبالعكس إلى مرجح .
مثال من عالم الأرقام: لو رأيت على اللوح أصفاراً كثيرة فإن هذا الأصفار إن لم يكن في أولها رقم قوته ذاتية فإنك لن تلقي بالاً لكل هذه الأصفار لأنك تعلم أنه لا قيمة لها .

3- سؤال حول أصل الأديان: الإسلام عمره 1500 سنة، والمسيحية 2000 سنة... وآلهة الإغريق موجودة قبلهم... فلا يحق لأي دين أن يدعي احتكار الحقيقة!

- هذه المقولة تستند إلى المقاربة الوضعية في فهم تاريخ و"نشوء" الأديان؛ إذ أن الأكاديميين الماديين الذين لا يؤمنون بالوحي الإلهي يقولون بوجود مؤسسين للأديان: فموسى مؤسس اليهودية ويسوع المسيح مؤسس المسيحية ومحمد مؤسس الإسلام (عليهم الصلاة والسلام)، وقد أخذ واقتبس كل واحد منهم من تعاليم الديانات السابقة وعدلوا فيها. كما أنهم يقولون أن الإنسان هو الذي أنشأ فكرة الإله إذ أن الإنسان البدائي الذي خاف من مظاهر الطبيعة أخذ يقدسها ويجعل آلهة لكل واحد من المظاهر التي يطمع بثوابها ويخشى عقابها.

- إن هذه المقربة تستند إلى افتراضات وليس إلى أدلة دامغة، ومستندها هو إنكار الوحي الإلهي.

- أما مقاربتنا هي أن الأصل في الدين هو التوحيد والإنسان الأول آدم عليه السلام كان مسلماً موحداً لله وقد علمه الله تعالى وأوكل إليه تعليم أبناءه، ثم انحرف بعض من ذريته فيما بعد من التوحيد إلى التعدد والشرك، وقد أرسل الله تعالى رسله لدعوتهم إلى التوحيد الحق، فآمن من آمن وكفر من كفر عبر العصور. وكل الأنبياء والرسل كانوا يدعون إلى توحيد الله والإسلام له، رغم أن اسم الدين – الإسلام – لم يكن مصرحاً به حتى بعث الله خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام. وإنك إن درست الأديان لن تجد أن تسميتها كانت جزءاً من الرسالة: فالكتاب المقدس لا يذكر اسم الدين والمسيح عليه السلام لم يذكر عنه في الأناجيل أنه جاء يدعو الناس إلى الدين المسيحي بل جاء في إنجيل متى الإصحاح 5 فقرة 17 – 19 أنه جاء ليكمل الناموس والرسل ولم يأت ليبطلهم.

- إذاً يتبين لنا أن الأديان السماوية (وحتى غيرها من الأديان كالهندوسية وفق بعض الأبحاث) أصلها واحد وكلها تدعو إلى التوحيد ولكن التغيرات طرأت عليها لاحقاً على يد بعض الناس وقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل ليصلحوا ما تم إفساده من قبل أولئك الذين حرفوا وابتدعوا، والأدلة على صحة هذه المقاربة أقوى بكثير من مزاعم المقاربة الأولى التي يتبناها الماديون والملاحدة.

4- سؤال: لماذا لا يكون وجود الله أكثر وضوحاً؟

- وقد كانت إجابة القسيس صحيحة – آخر دقائق البرنامج – إذ أنه قال إن الله لا يريد إجبارك على الإيمان به بل أراد منك أن تختار ذلك... وهو متوافق إلى حد بعيد مع إجابتنا، والتي يمكنكم قراءتها من خلال هذا الرابط:

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=21273

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أخوكم أبو مريم

ابو يوسف المصرى
03-13-2010, 02:59 AM
الأستاذ الفاضل
جزاك الله خيرا

والله آلمنى جدا هذا الكلام ..

وأقتبس من كلامك
قد يُهزم المسلم في مناظرة أو محاججة ولكن ذلك لا يعني أن الإسلام قد هُزم، بل إن سبب هزيمة المسلم ضعف حجته وقلة علمه وضيق أفق اطلاعه على فكر الآخر وعدم درايته بالكيفية الملائمة للتصدي له والرد عليه.

لا ينكر أحد حالة الضعف العلمية التي تعيشها أمتنا، ويظهر هذا الضعف في كل المستويات بلا استثناء حتى الطبقة المثقفة والمتعلمة من المسلمين تتسم بالضعف الفكري والعلمي إلا قليلاً.


نعم هى حالة ضعف علمية ........
يقود اهل التوحيد الآن الصحوة الإسلامية .........
لا مجال أخى لنهضة الأمة إلا من بيننا نحن لا عموم المجتمع فكما يحمل هم الدعوة علمائها وطلاب العلم ....فلا مجال لنهوض الأمة فى كافة المجالات الا بنا نحن دون بقية المجتمع
ولكن ترك فروض الكفاية ليقوم بها عامة الناس دون نية ولا هدف ..أفقد صاحب او محقق هذا الفرض كفاية المسلمين

يعنى هناك طائفة من المسلمين نفروا لفروض الكفاية ...ولكن بميزان الأسلام لم تكفينا ...
اقتبس فقرة من موضوع له صلة

متى يصبح تعلم العلوم الدنيوية فرضا؟
ومن الممكن أن ترقى بعض العلوم الدنيوية إلى درجة فرض الكفاية وذلك كما نص العلماء في حق كل علم يؤدي عدم وجوده بين المسلمين إلى مشقة ظاهرة في صفوفهم .
http://www.ourislam1.com/montada-f3/topic-t3805.htm


يقول الأستاذ المحاور :مجرد إنسان ...حفظه الله تعالى
يقول فى رده على بعض من أنتقد المنتدى

هيئ لنا (20) عالما بعلوم الشرع من جهة...والمتبحرين في علوم الغرب المادية والطبيعية والفكرية من جهة أخرى...مستمرين في التواجد دائما هنا....نكون لك من الشاكرين....

نريد ان ينفر بعض الأخوة والأخوات ((أهل الإلتزام وطلب العلم )) الى تعلم العلوم التى يدعى اعداء الاسلام انهم يتكلمون بها لمهاجمة الاسلام الآن

نعم توجد طائفة من المجتمع طلبت تلك العلوم ......ولكن طلبها ليس لدفع الشبهات ..لذا اظن انها لم تكفينا

هذا والله تعالى أعلم
إن أصبت فهو توفيق من الله تعالى و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان-----------------------

niels bohr
03-14-2010, 10:00 AM
أخي الكريم Abdullah al Muslim
شكرا لك على مقالك الرائع.
حبذا أخي لو تلخص لنا ما دار في الحلقة لأمثالي الذين لا يستطيعون متابعتها, وما الذي جعلك تعتقد بأن المسلمون هزموا في المناظرة؟ ومع من كان يتناظر المسلمون بالضبط؟
لا تنس أن كثير من وسائل الإعلام تأتي بضعيفي الفكر من المسلمين أو من الرجعيين والإرهابيين لتعطي انطباعا زائفا بأن كل المسلمين كذلك والإسلام أيضا.
تحياتي.