massoud
03-14-2010, 01:11 AM
أفلا ينظرون!.منهج التدبر..الطريق إلي الإيمان
يتحدث أبن كثير في معرض تفسيره لقولة تعالي من سورة الغاشية الآية (17) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ :
يقول تعالى آمرا عباده بالنظر إلى مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته « أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت » فإنها خلق عجيب وتركيبها غريب فإنها في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تميل للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل وكان شريح القاضي يقول أخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت أي كيف رفعها الله عز وجل على الأرض هذا الرفع العظيم كما قال تعالى « أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج » « وإلى الجبال كيف نصبت » أي جعلت منصوبة فإنها ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن « وإلي الأرض كيف سطحت » أي كيف بسطت ومدت ومهدت فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه والسماء التي فوق رأسه والجبل الذي تجاهه والأرض التي تحته على قدرة خالق ذلك وصانعه وأنه الرب العظيم الخالق المالك المتصرف وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه.
http://i.livescience.com/images/060612_fly_foot_02.jpg
رجل ذبابة تحت المجهر ، تأمل دقة الصنع !
ويتحدث الخالق في موضع أخر في كتابة العزيز فيقول : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحج :73)
مستثيراً للانتباه ومتحدياً بأحد من أضعف خلقة، بماذا ! بذبابة تلك الحشرة التي تبدو بلا وزن لنا إذ أنا نعتقد لفرط كثرة وجودها بأنها شيء بلا قيمة متناسين بأننا ما أنفكينا نبحث في كل أرجاء الكون عن الحياة منفقين 450 مليون دولارا لكل رحلة فضائيه، نبحث كالمجانين عن بكتريا في حجر نيزك أو عن بقايا كائن بدائي علي سطح كوكب أحمر، أو بمناظير موجهة للسماء تمسحها ليلاً نهاراً تبحث عن كوكب باهت باحتمال 0.1% بوجود الحياة علية، أو نتجسس علي السماء بأذاننا عبر مجسات عملاقة بحثاً عن ذبذبة راديو يمكن أن تكون مصدراً للحياة، ونحن نغفل ونتناسى الأعجوبة التي تقع علي مرمي حجر منا، نغفل عن روعة وجمال الخلق الذي يسبح شاهداً لله بالوحدانية والإبداع يقول تعالي :
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 19)
وفي معرض الحديث عن حال العبد الفقر لله من منهج التدبر، أقول بأني كنت مسلماً وكما يقال غافلاً عن روعة خلق الله وممارساً للعبادات بالوراثة عن أهل وعشيرة مسلمة، وأستمر ذلك حتى من الله علي برحلة اقتطعت فترة زمنية من حياتي فكانت تجربة فراق ما اعتادت عيناي أن تري وما جبل شعوري أن يَحُس، فبدأ كل شيء يثيرني صغيراً كان أو كبيراً وحتي البعوض والحشرات أخذت نصيباً من فضولي بل وأيضاً تصرفات الناس وسلوكهم وسعيهم الحثيث في طلب الرزق جيئةً وذهاباً، فكنت أقول لنفسي أن كل واحد منهم أعجوبة في الخلق والتصرف والتعبير عن المشاعر وكنت أتعجب وأستغرب من أن كل منهم غير مدرك للكنز الدفين الذي لدية والذي يقول بأنه معجزة للخالق تمشي علي قدمين وبهذا فقد اكتشفت وللمرة الأولي أني أري العالم مختلفاً كليتاً عما كان علية سابقاً، والله لا أزيد أن قلت وكأني استبدلت منظاري بأخر كاشف ونافذ لما جبل علية تبلد الشعور والإحساس من إهمال لأدراك دقة وروعة خلق الله وللتفاصيل اللا منتهية والتي تشهد علي عظمتة ،
ولله الحمد علي هذه النعمة وأمل أن يمن الله علي وعليكم وعلي سائر المسلمين بدوام الهدايه والسداد والعافية.
تحياتي
يتحدث أبن كثير في معرض تفسيره لقولة تعالي من سورة الغاشية الآية (17) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ :
يقول تعالى آمرا عباده بالنظر إلى مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته « أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت » فإنها خلق عجيب وتركيبها غريب فإنها في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تميل للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل وكان شريح القاضي يقول أخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت أي كيف رفعها الله عز وجل على الأرض هذا الرفع العظيم كما قال تعالى « أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج » « وإلى الجبال كيف نصبت » أي جعلت منصوبة فإنها ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن « وإلي الأرض كيف سطحت » أي كيف بسطت ومدت ومهدت فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه والسماء التي فوق رأسه والجبل الذي تجاهه والأرض التي تحته على قدرة خالق ذلك وصانعه وأنه الرب العظيم الخالق المالك المتصرف وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سواه.
http://i.livescience.com/images/060612_fly_foot_02.jpg
رجل ذبابة تحت المجهر ، تأمل دقة الصنع !
ويتحدث الخالق في موضع أخر في كتابة العزيز فيقول : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحج :73)
مستثيراً للانتباه ومتحدياً بأحد من أضعف خلقة، بماذا ! بذبابة تلك الحشرة التي تبدو بلا وزن لنا إذ أنا نعتقد لفرط كثرة وجودها بأنها شيء بلا قيمة متناسين بأننا ما أنفكينا نبحث في كل أرجاء الكون عن الحياة منفقين 450 مليون دولارا لكل رحلة فضائيه، نبحث كالمجانين عن بكتريا في حجر نيزك أو عن بقايا كائن بدائي علي سطح كوكب أحمر، أو بمناظير موجهة للسماء تمسحها ليلاً نهاراً تبحث عن كوكب باهت باحتمال 0.1% بوجود الحياة علية، أو نتجسس علي السماء بأذاننا عبر مجسات عملاقة بحثاً عن ذبذبة راديو يمكن أن تكون مصدراً للحياة، ونحن نغفل ونتناسى الأعجوبة التي تقع علي مرمي حجر منا، نغفل عن روعة وجمال الخلق الذي يسبح شاهداً لله بالوحدانية والإبداع يقول تعالي :
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران: 19)
وفي معرض الحديث عن حال العبد الفقر لله من منهج التدبر، أقول بأني كنت مسلماً وكما يقال غافلاً عن روعة خلق الله وممارساً للعبادات بالوراثة عن أهل وعشيرة مسلمة، وأستمر ذلك حتى من الله علي برحلة اقتطعت فترة زمنية من حياتي فكانت تجربة فراق ما اعتادت عيناي أن تري وما جبل شعوري أن يَحُس، فبدأ كل شيء يثيرني صغيراً كان أو كبيراً وحتي البعوض والحشرات أخذت نصيباً من فضولي بل وأيضاً تصرفات الناس وسلوكهم وسعيهم الحثيث في طلب الرزق جيئةً وذهاباً، فكنت أقول لنفسي أن كل واحد منهم أعجوبة في الخلق والتصرف والتعبير عن المشاعر وكنت أتعجب وأستغرب من أن كل منهم غير مدرك للكنز الدفين الذي لدية والذي يقول بأنه معجزة للخالق تمشي علي قدمين وبهذا فقد اكتشفت وللمرة الأولي أني أري العالم مختلفاً كليتاً عما كان علية سابقاً، والله لا أزيد أن قلت وكأني استبدلت منظاري بأخر كاشف ونافذ لما جبل علية تبلد الشعور والإحساس من إهمال لأدراك دقة وروعة خلق الله وللتفاصيل اللا منتهية والتي تشهد علي عظمتة ،
ولله الحمد علي هذه النعمة وأمل أن يمن الله علي وعليكم وعلي سائر المسلمين بدوام الهدايه والسداد والعافية.
تحياتي