المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آدم و الجنة و توريث الخطيئة



أبو أيمن
03-14-2010, 11:13 PM
السلام عليكم اخوتي في الله
منذ قليل كنت احاور بعض النصارى في احد منتدياتهم حول عقيدة الفداء و توريث الخطيئة
فاذا بالنصارى يحتجون بان الاسلام يقر بتوريث الخطيئة مستندين على دليلين

1- حديث النبي ( جحد ادم فجحدت ذريته و نسي فنسيت ذريته )
2- ان الله قد عاقب البشرية كلها بانزالها الى الارض بسبب خطيئة ادم وحده

لقد رردت على واحد بان الحديث فيه دلالة على توريث الطباع و ليس الخطايا فافحموا
و لكن مازل الدليل الثاني بحاجة للتوسع
رددت عليهم بان ادم لم يكن في جنة السماء قطعا فهناك راي اسلامي بانه كان في جنة على الارض , و ان الله خلق ادم للارض بدليل قوله ( اني جاعل في الارض خليفة )


فهل هناك ردود اخرى تفيدوني بها مأجورين غير مأمورين

تحياتي

اخت مسلمة
03-15-2010, 12:09 AM
المعنى هنا أخي .. أن بني آدم كأبوهم في جواز الوقوع في الجحود والنسيان والخطأ فالإنسان يجحد وينسى ويخطئ وليس هناك عاقل ينكر ذلك .. وهذه الأخطاء التي يجوز أن يقع فيها آدم أو بنيه ترفع بالتوبة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ كل بني آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون } هذا هو ظاهر معنى الحديث ولاعلاقة له بميراث الخطيئة كما يفهمه النصارى بل الحديث عن طباع ..ولفاء هنا اما للعطف..فيكون المعنى (جحد آدم وجحدت ذريته ) .. او انها سببيه فيكون المقصود وراثة الطباع ..اى ان خطأ الذريه بسبب وراثة طباع نبى الله آدم عليه السلام..وهذا الراجح والفاء تأتى للتعقيب ومثال لهذا (جحد آدم ثم جحدت ذريته من بعده )والله اعلم
والقرآن الكريم حسم هذه المسألة في قول الله عز وجل :
" قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "

تحياتي للموحدين

أبو أيمن
03-15-2010, 12:45 PM
لقد رددت عليه بهذا الرد

ننتظر رايكم ماجورين


بسم الله
هل عاقبنا الله بانزالنا الى الارض بسبب خطيئة آدم و حواء ؟
سنجيبك بتفصيل , و لاتنسى انك تدعي ان هذا رايا اسلاميا , و نحن سنجيبك من الاسلام .
اولا : ان الله خلق آدم و ذريته للارض و ليس للجنة , قال تعالى في سورة البقرة و هو يحاور الملائكة قبل ان يخلق آدم ( أني جاعل في الارض خليفة ) لذلك فان انزال الله لادم الى الارض لا يعد عقوبة لانه خلق لاجلها قبلا
اذا وجدت اولادك منهم الغبي و منهم الذكي
فان ارسالك لهم الى المدرسة لا يعد عقوبة للغبي لانك سترسل ابنك الذكي ايضا .
و لله المثل الاعلى فهو سبحانه قضى بان الارض مثوانا قبل خلق آدم حين كان يحاور الملائكة سواء عصى آدم ام لم يعصي كما انك قضيت بانك سترسل اولادك للمدرسة قبل ان يولدوا سواء اكانوا اغبياء ام ازكياء . .
ثانيا : إن الله قال في محكم تنزيله ( و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل عمل صالحا ثم اهتدى ) فالله يقبل التوبة , و التوبة تجب العقوبة اذا كانت المعصية في حق الله , يقول النبي ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )
اذا فان انزال آدم الى الارض لم يكن عقوبة لانه كان تائبا من الذنب و غير مستحق للعقوبة اساسا ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )

ثالثا : ان آدم كان مكلفا في الجنة ثم اصبح اشد تكليفا في الدنيا و شدة التكليف تقتضي كثرة الثواب , و كثرة الثواب فضل و نعمة و ليس عقوبة .
انظر الى الامام الرازي ماذا يقول هنا في تفسيره مفاتيح الغيب
المسألة الثالثة: اختلفوا في أن قوله: { اهبطوا } أمر أو إباحة، والأشبه أنه أمر لأن فيه مشقة شديدة لأن مفارقة ما كانا فيه من الجنة إلى موضع لا تحصل المعيشة فيه إلا بالمشقة والكد من أشق التكاليف، وإذا ثبت هذا بطل ما يظن أن ذلك عقوبة، لأن التشديد في التكليف سبب للثواب، فكيف يكون عقاباً مع ما فيه من النفع العظيم؟

رابعا : اذا صح القول بان الجنة التي كان فيها آدم هي جنة في الارض فهذا يعني انه لم يخرج من جنة السماء اساسا فهو كان في الارض و ظل فيها فيكون اخراجه من جنة الارض كمثل حرمان اي انسان من نعمة معينة , مثلا اذا حرم الله رجلا من نعمة المال بعد ان كان غنيا لا يقال ان الله عاقب اولاده بخطيئته لانه اساسا فان الاولاد غير مستحقين للمال فلا وجه للعقوبة .
هذا تفصيل مسالة الجنة

لمسألة الرابعة: اختلفوا في الجنة المذكورة في هذه الآية، هل كانت في الأرض أو في السماء؟ وبتقدير أنها كانت في السماء فهل هي الجنة التي هي دار الثواب أو جنة الخلد أو جنة أخرى؟ فقال أبو القاسم البلخي وأبو مسلم الأصفهاني: هذه الجنة كانت في الأرض، وحملا الإهباط على الانتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله تعالى: { اهبطوا مِصْرًا } [البقرة: 61] واحتجا عليه بوجوه أحدها: أن هذه الجنة لو كانت هي دار الثواب لكانت جنة الخلد ولو كان آدم في جنة الخلد لما لحقه الغرور من إبليس بقوله: { هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخلد وَمُلْكٍ لاَّ يبلى } [طه: 120]، ولما صح قوله: { مَا نهاكما رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشجرة إِلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين } [الأعراف: 20]. وثانيها: أن من دخل هذه الجنة لا يخرج منها لقوله تعالى: { وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِين } [الحجر: 48]. وثالثها: أن إبليس لما امتنع عن السجود لعن فما كان يقدر مع غضب الله على أن يصل إلى جنة الخلد. ورابعها: أن الجنة التي هي دار الثواب لا يفنى نعيمها لقوله تعالى: { أُكُلُهَا دَائِمٌ وِظِلُّهَا } [الرعد: 35] ولقوله تعالى: { وَأَمَّا الذين سُعِدُواْ فَفِى الجنة خالدين فِيهَا } [هود: 108] إلى أن قال: { عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [هود: 108] أي غير مقطوع، فهذه الجنة لو كانت هي التي دخلها آدم عليه السلام لما فنيت، لكنها تفنى لقوله تعالى: { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَه } [القصص: 88] ولما خرج منها آدم عليه السلام لكنه خرج منها وانقطعت تلك الراحات. وخامسها: أنه لا يجوز في حكمته تعالى أن يبتدىء الخلق في جنة يخلدهم فيها ولا تكليف لأنه تعالى لا يعطي جزاء العاملين من ليس بعامل ولأنه لا يهمل عباده بل لا بد من ترغيب وترهيب ووعد ووعيد، وسادسها: لا نزاع في أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام في الأرض ولم يذكر في هذه القصة أنه نقله إلى السماء، ولو كان تعالى قد نقله إلى السماء لكان ذلك أولى بالذكر لأن نقله من الأرض إلى السماء من أعظم النعم، فدل ذلك على أنه لم يحصل، وذلك يوجب أن المراد من الجنة التي قال الله تعالى له: { اسكن أَنتَ وَزَوْجُكَ الجنة } جنة أخرى غير جنة الخلد. القول الثاني: وهو قول الجبائي: أن تلك الجنة كانت في السماء السابعة والدليل / عليه قوله تعالى:

{ اهبطوا مِنْهَا } [البقرة: 38]، ثم إن الإهباط الأول كان من السماء السابعة إلى السماء الأولى، والإهباط الثاني كان من السماء إلى الأرض. القول الثالث: وهو قول جمهور أصحابنا: أن هذه الجنة هي دار الثواب والدليل عليه أن الألف واللام في لفظ الجنة لا يفيدان العموم لأن سكنى جميع الجنان محال، فلا بد من صرفها إلى المعهود السابق والجنة التي هي المعهودة المعلومة بين المسلمين هي دار الثواب، فوجب صرف اللفظ إليها، والقول الرابع: أن الكل ممكن والأدلة النقلية ضعيفة ومتعارضة فوجب التوقف وترك القطع والله أعلم.

خامسا : ان الله قد كرر امر الهبوط في القرآن مرتين في سياق واحد
( و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو )
( قلنا اهبطوا منها جميعا ) و الآيتي في سورة البقرة

و هذا دليل على ان الاخراج من الجنة لم يكن عقوبة
يقول الامام الرازي :
المسألة الأولى: فائدة تكرير امر الهبوط
وهو أن آدم وحواء لما أتيا بالزلة أمرا بالهبوط فتابا بعد الأمر بالهبوط ووقع في قلبهما أن الأمر بالهبوط لما كان بسبب الزلة فبعد التوبة وجب أن لا يبقى الأمر بالهبوط فأعاد الله تعالى الأمر بالهبوط مرة ثانية ليعلما أن الأمر بالهبوط ما كان جزاء على ارتكاب الزلة حتى يزول بزوالها بل الأمر بالهبوط باقٍ بعد التوبة لأن الأمر به كان تحقيقاً للوعد المتقدم في قوله: { إِنّي جَاعِلٌ فِى الأرض خَلِيفَةً } [البقرة: 30]


سادسا : اذا فرضنا جدلا ان الله عاقب ادم باخراجه من الجنة و عاقبنا معه بسبب خطيئته , فان نكون قد برات ذكتنا من الخطيئة بعد العقاب
يعني الله عاقبنا على معصية ادم و انتهت الخطيئة و لا مجال للفداء .

في المحاكم اليوم اذا قضى المجرم عقوبته فقد برأت ذمته من الجرم الذي فعله و لا يعاقب المجرم على جرمه مرتين لان هذا من الظلم , اي اذا قلت يا زميلي بان الانزال من الجنة كان عقوبة فقد وقعت في تناقض و اتهمت الله بالظلم ان قلت انه مازال يعتبرنا مخطئين او انه لم يغفر لنا بعد العقوبة و بطل الفداء بناء على قولك .
و اذا قلت ان الانزال من الجنة لم يكن عقوبة اضطربت عقيدتك .

سابعا : لا يجوز في حق الله ان يعاقبنا على ذنب لم نقترفه كيف و هو الذي ارحم بنا من امهاتنا , فهل تقبل ام ان تعاقب كل اولادها اذا اخطء احدهم فقط ؟
اجبني ل تقبل ان تفعل هذا مع ابناءك
اذا قلت لا فقد كفيت نفسك و اذا قلت نعم فانظر كيف سيظر اليك ابناؤك و كيف سيتهمك كل اقربائك و جيرانك بانك ظالم .
فهل تجوز هذا على الله ( و بعدها تقولون الله محبة )
نحن عندنا فان الله غفور رحيم و هو ارحم من الام بنا بولدها
قال عبد الله: « بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف عليه فقال: يا رسول الله إني مررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن أمهن فلففتهن جميعاً في كسائي فهن معي، فقال عليه الصلاة والسلام: ضعهن عنك فوضعتهن فأبت أمهن إلا لزومهن، فقال عليه السلام: أتعجبون لرحمة أم الأفراخ بفراخها، قالوا: نعم يا رسول الله، فقال: والذي نفس محمد بيده أو قال فوالذي بعثني بالحق نبياً لله عز وجل أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهن »
و يقول سبحانه في الحديث القدسي

« يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أفجر رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منكم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه »

اخيرا
اذا اردت الرد على كلامي فلا تنتقي منه ما تحب و تقع في نفس المغالطة التي تقع فيها دائما .
رد على كل كلامي او اصمت

و الحمد لله

أبو المنذر
03-15-2010, 03:10 PM
أبا أيمن!
أنا سأحاول أن أدلك على جواب قد تستحسنه...
أخي هم قالوا لك:
ان الله قد عاقب البشرية كلها بانزالها الى الارض بسبب خطيئة ادم وحده

قل لهم: أين هي العقوبة؟
العقوبة هي أن تحرمه من نعمة كانت له...والبشر لم يكونوا في نعمة الجنة واهبطوا منها...
الله عزوجل أهبط آدم وحواء...وفي وقتها لم يكن معهما أحد من البشر...
وبالتالي فالبشر لما خلقوا خلقوا في الأرض...ولم يكونوا في الجنة وأهبطوا منها...أي لم يكن أحد من البشر غير الأبوين في نعمة الجنة ثم سلبت منه بإخراجه منها...وبالتالي لا عقوبة!
فلا فرق بالنسبة للبشرية أن وجدت بعد إخراج آدم من الجنة أو خلق آدم مباشرة في الأرض...الأمر عندها واحد!

أمثل على ذلك:
لو أن حاكما عاقب رجلا غنيا بنزع ماله فصار فقيرا...ثم تزوج الرجل الفقير بعد ذلك ورزق ابنا...
هل يصح للابن أن يقول:
عاقبني الحاكم بأن نزع مالي؟...الجواب: لا...لأن العقوبة وقعت على الوالد قبل وجود الابن...

لكنه يقول كان أبي غنيا ثم صار فقيرا...أما أنا فقد ولدت فقيرا بسبب كون والدي كان فقيرا...
نقول له: أحسنت الفقر بسبب فقر والدك...ولكنه ليس عقوبة بالنسبة لك...

أبو أيمن
03-15-2010, 04:09 PM
اجدت اخي ابو المنذر
ساضيفها لحججي
جزاك الله خيرا