المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب . أرجو الإجابة



المهاجر إلى ربه
03-16-2010, 10:49 AM
السلام عليكم
ليت أحد الأعضاء الكرام يقم بعمل بحث شامل عن الحنفاء قبل الإسلام ، فإن حديثهم يشد القلوب على حد قول القائل :

كرر علي حديثهم ياحادي فحديثم يجلي الفؤاد الصادي
والسلام عليكم

اخت مسلمة
03-16-2010, 04:55 PM
الحنفاء كما يفهم من الروايات، كانوا من النسّاك الذين زهدوا في الحياة الدنيا، و انصرفوا إلى عبادة الإله الواحد. وإذا أردنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، فإن الأحناف ليسوا سوى أفراد قلائل تمردوا على الوثنية. وهذا النموذج قد نجده في كل عصر، سقراط مثلاً لم ترضه فكرة تعدد آلهة ودعا إلى الإيمان بإله واحد.
لكن الأحناف العرب لم ترد الأخبار، بأن قام أحدهم بنشر فكرة، أو يحاولوا يوماً أن يكونوا دعاة مصلحين، بل إيمانهم بالوحدانية كان يتوقف عند الاعتقاد الشخصي و الممارسة الفردية ,, مثلا زيد بن عمرو بن نُفيل الذي قال فيه رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:" إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده " . فقد كان ينكر أعمال أهل الجاهلية، ويُصرّح ببطلان دين قريش، ويقول لهم: والذي نفس زيد بن عمرو بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري. وقال محمد بن إسحاق: لقد حدثت أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمر بن الخطاب قالا لرسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-: أنستغفر لزيد بن عمرو بن نفيل؟ قال:" نعم، فإنه يبعث أمة وحده" . وقد مات زيد قبل بعثة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-. ومصداق هذا في حديث مسلم إذ قال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:" إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب" فهذا الحديث دليل واضح أنه ما بعث النبي الحبيب محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وفي العرب رجل واحد على دين صحيح يعبد به الله –تعالى-. أما اليهود، والنصارى ففيهم بقايا يعبدون الله –تعالى- بدين صحيح من دين موسى وعيسى-عليها السلام- لكنهم قليل جداً لا يتم على أيديهم هداية الناس وإصلاحهم. وأما ورقة بن نوفل فقد دان بالنصرانية، ومات قبل بدء الدعوة الإسلامية كما أن عبيد الله بن جحش بن رئاب و إن أسلم في أول الأمر؛ لأنه حضر البعثة المحمدية إلا أنه ترك الإسلام وتنصر في الحبشة كما هاجر إليها مع من هاجر من المسلمين، وخلف زوجته أم حبيبه بنت أبي سفيان فتزوجها رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- رحمة بها وأناب عنه في عقد نكاحها أصحم النجاشي ملك الحبشة -رحمه الله تعالى-. وأما عثمان بن الحويرث فقد قدم الشام وتنصر وكانت له منزلة عند قيصر ملك الروم النصراني. فهولاء الرجال الأربعة الذين كانوا قد أنكروا على قريش عبادة الأوثان، وكانوا يُصَرِّحوُن بأنهم على دين إبراهيم-عليه السلام- إلا أنهم في آخر الأمر ماتوا على غير الحنيفية إلا ما كان من زيد بن عمرو بن نُفيل وورقة بن نوفل. ويؤكد ذلك إذن النبي –صلى الله عليه وسلم- لولد زيد بن عمرو بن نفيل وعمر بن الخطاب بالاستغفار له، وأخبر أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده.
وممن يدندن عليه الكثير من الستشرقين وأذنابهم الشاعر " امية بن الصلت " وهو شاعر من العصر الجاهلي أدرك الإسلام ولكن لم يسلم، هذا على الرغم من أنه كان يعمل بالعديد من الأمور التي جاء بها الإسلام ويحرم على نفسه ما جاء الإسلام ليحرمه، فنبذ عبادة الأوثان وحرم على نفسه الخمر، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمن لسانه وكفر قلبه"...!
وللعلم الكثير مما نسب الى هذا الشاعر من المنحولات عليه من المتأخرين خصوصا مانسب اليه من أشعار تحمل بعض الكلمات والمعاني القرآنية مما جعلها الأذناب ذريعه " ساقطة عند كل ذي عفقل " لاستعمال سيدنا محمد أشعار أمية في صياغه القرآن .. وكأن هذا الأمر عمي على قريش وسواها من أقحاح العرب لغة وفهما عربيا واطلاعا على الشعر ...كانوا دائماً على يقظة لأقل ثغرة ليوجهوا من خلالها انتقادهم لنبي صلى الله عليه وسلم، أولم يكن من الأسهل لهم أن يضعوا يدهم على ما سرقه النبي من شعر أمية، بدلاً من يوجهوا اتهاماتهم في كل اتجاه، وأن يلجئوا إلى كل افترض، حتى ولو إلى اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون!
والنبي صلى الله عليه وسلم وأمية قد عاصر كل منهما الآخر، وهما من نفس العمر، بالإضافة إلى أن أمية عاش واستمر يقول الشعر ما يقارب من ثماني سنوات بعد نزول آخر آية من سور القرآن المكية. ومن هنا نرى أنه من الخطأ الادعاء أن هذا الشعر كان سابقاً للقرآن من حيث التاريخ. ومن البديهي أنه لا يكفي أن يكون النص صحيحاً لكي يعتبر مصدراً للنص المشابه، إنما يجب أن يكون سابقاً له في التاريخ. مما يدفعنا إلى القول – على فرض صحة نسبة هذا الشعر إلى أمية – ربما اندفع إلى تقليد لغة القرآن بدافع المنافسة و التحدي.... على كل الأحوال ورغم حنيفيته هذه لكنه مات كافرا ولم يؤمن وقد بلغته الرسالة وعاش في أكناف انتشارها والعلم بها ..!!

تحياتي للموحدين