المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبـذة عن " مجمـل تاريخ اليهود" اختصاراً



بكار
03-17-2010, 10:17 AM
المبحث الأول :تعريف كلمة يهود
اليهود لغة : اخُتلف في كلمة يهود هل هي عربية مشتقة أم غير عربية ، فقال البعض : إنها عربية مشتقة من (الهود) وهو التوبة والرجوع. وقال البعض: إنها غير عربية ، وإنما نسبة إلى دولة يهوذا التي كانت في فلسطين بعد سليمان-عليه السلام- وهذا أرجح فيما يظهر.
اليهود اصطلاحاً : هم الذين يزعمون أنهم أتباع موسى عليه السلام . إلا أن الملاحظ أن هذه التسمية لم يُذكروا بها إلا في مواطن الذم ، بعد أن فسد حالهم وانحرفوا عن دين الله .

المبحث الثاني : مجمل تاريخ اليهود
من المعلوم أن (إسرائيل) هو : يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، عليهم السلام ، ويعقوب هو الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل .
أولاً: انتقال يعقوب عليه السلام بأولاده من بادية فلسطين الى مصر:
بعد أن مكن الله ليوسف عليه السلام في مصر وصار على خزائنها أرسل إلى أبيه وأهله جميعاً أن يأتوا إليه ، فأقبل يعقوب –عليه السلام- بأولاده وأهله جميعاً إلى مصر واستوطنوها ، ثم بعد وفاة يوسف عليه السلام ، تغير الحال وانقلب عليهم الفراعنة فاستعبدوهم وأذلوهم ، واستمرت هذه المحنة الى ان بعث الله موسى عليه السلام فدعا فرعون الى الايمان بالله وأن يرفع العذاب ويسمح لهم بالخروج من مصر، فرفض ذلك ، فأوحى الله الى موسى –عليه السلام- بالخروج ببني اسرائيل.
ثانياً : خروج بني اسرائيل من مصر
خرج موسى ببني اسرائيل ليلاً بأمر من الله عزوجل له ، فأنجى الله عزوجل موسى ومن معه واهلك فرعون وجنوده ، ويذكر اليهود في كتابهم أن مدة مكثهم في مصر كانت أربعمائة وثلاثين عاماً ، وكان عدد الرجال عند الخروج نحو ستمائة ألف رجل ، وهو عدد مبالغ فيه ، معنى ذلك أن عددهم وقت خروجهم بسائهم وأطفالهم قرابة مليوني نسمة ، والله عزوجل قد ذكر قول فرعون (إن هؤلاء لشرذمة قليلون) ومليوني شخص لا يمكن أن يُعبر عنهم بهذا. كما أن تحرك مليوني شخص في ليلة واحدة مستحيل. والله أعلم.

ثالثاً: ماحدث من بني اسرائيل بعد الخروج :
- طلبهم من موسى أن يجعل لهم صنماً إلهاً
- عبادتهم للعجل
- نكالهم عن قتال الجبابرة
رابعاً: دخول بني إسرائيل أرض فلسطين :
بعد انقضاء مدة التيه، فتح بنو اسرائيل الأرض المقدسه بقيادة يوشع بن نون عليه السلام .
ويقسم المؤرخون تاريخهم في فلسطين إلى ثلاثه عهود :
عهد القضاء:
المراد ان يوشع عليه السلام قسم الارض المفتوحة على الاسباط ، وجعل على كل سبط رئيساً من كبرائهم ،وجعل على جميع الأسباط قاضيا ، واستمر هذا الحال إلى قرابة أربعمائة عام فيما يذكره اليهود ، وكان بينهم وبين اعدائهم حروب دائمة.
عهد الملوك :
وهو العهد الذي بدأ الحكم فيه ملكياً ، فجعل الله عزوجل عليهم طالوت ملكا،وملك عليهم بعده داود عليه السلام ،ثم ابنه سليمان عليه السلام ، وكان عهدهما أزهى العهود.
عهد الانقسام :
وهو العهد مابعد سليمان حيث تنازع الامر بعده رحبعام بن سليمان عليه السلام ويربعام بن نباط ، فاستقل رحبعام على سبط يهوذا وبنيامين وكوّن دولة في الجنوب سمى عاصمتها "بيت المقدس" ، واستقل يربعام على العشرة اسباط الاخرى، وكوّن دولة في الشمال سمى عاصمتها "نابلس" ثم إن الدولتين كان بينهما عداء ، واستقر الحكم في سبط يهوذا الي ذرية سليمان ودواد عليهما السلام، ووقعت على الدولتين حروباً من قبل جيرانهم .

خامساً:استيلاء الاجنبي عليهم : استمرت دولة اسرائيل مستقلة قرابة 244 عام ، سقطت بعدها في يد الآشوريين فسبى شعبها وأسكنهم في العراق واتى باشخاص خارج تلك المنطقة وأسكنهم اياها ثم سقطت في ايدي الفراعنة وفرضوا عليهم الجزية ، ثم جاء حاكم بابل بخنتصر واسترجع الشام وفلسطين وطرد الفراعنة منها ثم دمر منطقه يهوذا ودمر معبد اورشليم وساق شعبها وسبيّا الى بابل ، ثم سقطت دولة بابل في يد الفرس في عهد ملكهم "قورش" الذي سمح لليهود بالعودة لبيت المقدس وعيّن عليهم حاكم من قبله ، ثم زحف على بلاد الشام وفلسطين واستولى عليها وازال حكم الفرس بل استولى على بلادهم وبلاد مصر والعراق من نهاية القران الرابع ميلادي الى منتصف القرن الأول قبل الميلاد ، حيث زحف الي البلاد وحكمها القائد الروماني "بومبي" وازال حكم اليونانين عنها .

سادساً : تشتتهم في الأرض :في زمن سيطرة الرومان بُعث المسيح عليه السلام وبعد رفعه وقع بلاء عظيم على اليهود في فلسطين،و قاموا بثورات ضد الرومان، مما جعل القائد الروماني يستأصلهم ويسبي عددا كبيرا منهم وتدمير بيت المقدس ومعبد اليهود ، وبنى فيها معبدا لكبير آلهة الرومان ، فسمح لليهود دخول المدينة في يوم واحد في السنة والوقوف على حائط المبكى الذي بقى من معبدهم .
هكذا سلط الله عليهم الامم لبغيهم وسوء اخلاقهم .
سابعاً : تجمعهم في فلسطين في العصر الحديث :
ابتدأت الفكر في تجميع اليهود في دولة واحدة من قبل الغرب من حملة "نابليون" ، إلا أن هزيمة "نابليون" حالت دون ذلك ،ثم ابتدأت الفكرة مرة اخرى ، وابتدأ التخطيط الفعلي من اصدار الزعيم الصهيوني "هرتزل" عام 1896م حيث عقد مؤتمر بال في سويسرا،فوجدوا ان بريطانيا انسب الدول ،وأعلن لليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسكين ، ثم احالت بريطانيا الامر الى الامم المتحدة ، ثم قررت تقسيم فلسطين ،فأعلن قرار التقسيم عام 1947م ورأت الدول الغربية مكسبين من اقامة هذا الكيان :
1- أنها تسلم من شرور اليهود .
2- أنها تضع في قلب الامة الاسلامية دولة حليفة لهم تستنزف قوى الأمة الإسلامية .

مسألة : ادعاء اليهود أن لهم حقاً تاريخيًّا ودينيًّا في فلسطين:
قد كان في فلسطين قبل استيلاء بني اسرائيل عليها ثلاث قبائل وهم :
الفنيقيون : استوطنوا المنطقه الشماليه منها .
الكنعانيون : وشغلوا المنطقه الوسطى من فلسطين .
وهذه من القبائل العربية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية ، ثم جاءت جماعات من جزيرة كريت تسمى فلستين ،ونزلت بين يافا وغزة، وسمى الكنعانيون هؤلاء القوم "فلسطينين " فسميت المنطقة كلها فلسطين .
فيتبين من الناحية التاريخية: ان اليهود ليسو اول من سكن فلسطين ، بل استولو على اجزاء منها .
اما من الناحية الدينية : فقد جاء في القرآن على لسان موسى :" ياقومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباكم فتنقلبوا خاسرين "
لهذا قال ابن كثير :" التي وعدكموها الله على لسان ابيكم إسرائيل إنه وارثه من آمن منكم " إذاً فهي لهم في حال إيمانهم .

مسألة: كذب اليهود المعاصرين في ادِّعائهم أنهم نسل بني اسرائيل :
زعم اليهود انهم ورثوا الاسرائيلين الأوائل الذين كانو في فلسطين ، لهدف خطير: وهو أن هذه الدعوى تجعلهم في نظر النصارى أبناءً ليعقوب ومن ذريته ، فيكونون مقصودون بالوعود الواردة في العهد القديم لبني اسرائيل ، فيستدرون عطف النصارى ونصرتهم خاصة ان النصارى يقدسون التوراة ويعتقدون أن مافيها وحي من الله ..
لكن الواقع : يكذب اليهود في دعواهم ، ذلك بأن اصولهم متباينة من نظرةً عامه في هيآتهم فلا يمكن ادعاءُ أنَّ أصلهم واحد ، ودليل ذلك انه ثبت تاريخيا ان شعب دولة الخزر تهوّد في القرن الثامن وقد كانو وثنيين وهو شعب تركي ، ثم سقطت في يد الروس وقضوا عليها وتلاشت هذه الدولة.
فهذا دلالة ان اليهود الذين يسمون "الاشكنازيم" وهم يهود أوربا لايمتّون بصلة إلى يعقوب عليه السلام وذريته ، ونحن المسلمون نعتقد ان انتسابهم او غيره لا يغيّر موقفنا منهم ماداموا يهوداً محاربين لنا .


اختصاراً من كتاب (دراسات في الأديان : اليهودية والنصرانية) د.سعود الخلف
من ص 47 إلى ص 70