الجندى
06-28-2005, 07:15 PM
المصدر (http://www.almanhaj.net/vb/showthread.php?t=1648)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد، إنه من المعلوم بأن التسلسل في العلل الفاعلة ممتنع لذاته؛ لأنه يلزم وجود الشيء قبل وجوده، ووجوده قبل وجوده يقتضي أن يكون موجوداً معدوماً، وهذا جمع بين النقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
وعليه، نستدل على أن كلام الله غير مخلوق، بقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال حكاية عن قول الملائكة لمريم - عليه السلام -: {كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} وقوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقوله: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وقوله: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وهذه الآيات تدل على أنه - جل في علاه - لا يخلق شيئاً حتى يقول له: {كُن} فيكون، فلو كان {كُن} مخلوقاً، لزم أن يخلقه بـ{كُن}، وكذلك هذا يجب أن يكون مخلوقاً بكلمة أخرى وهذا يستلزم التسلسل في العلة الفاعلة.
فلو كانت {كُن} مخلوقة، لزم أن لا يخلق شيئاً أصلاً، فإنه لا يخلق شيئاً حتى يقول {كُن}، ولا يقول {كُن} حتى يخلقها؛ فلا يخلق شيئاً.
وهذا التسلسل ممتنع لذاته فإنه إذا لم يخلق شيئاً أصلاً حتى يخلق قبل ذلك شيئاً آخر، كان هذا ممتنعاً لذاته، فكان وجود مخلوق قبل أن يوجد مخلوق أصلاً فيه جمع بين النقيضين.
فليس للقوم خروج من هذا إلا من وجهين:
إما أن يقولوا: "إن الله لم يقل قول الحق: {كُن} حين خلق السماوات والأرض"، فيكفر بالآيات. ولازم هذا القول بأن الله لم يكن متكلماً قط، حتى تكلم، فوقعوا في شر ما فروا منه - التشبيه - فصار معبودهم كالطفل، لم يكن متكلماً حتى تكلم. أو يقولوا: "بأن الله لا يتكلم أصلاً" فأصبح معبودهم أخرساً.
وإما أن يقولوا: "إن كلام الله غير مخلوق"، فيتفقوا مع أهل السنة والجماعة.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
أبو إبراهيم الرئيسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد، إنه من المعلوم بأن التسلسل في العلل الفاعلة ممتنع لذاته؛ لأنه يلزم وجود الشيء قبل وجوده، ووجوده قبل وجوده يقتضي أن يكون موجوداً معدوماً، وهذا جمع بين النقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.
وعليه، نستدل على أن كلام الله غير مخلوق، بقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال حكاية عن قول الملائكة لمريم - عليه السلام -: {كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} وقوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقوله: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وقوله: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وهذه الآيات تدل على أنه - جل في علاه - لا يخلق شيئاً حتى يقول له: {كُن} فيكون، فلو كان {كُن} مخلوقاً، لزم أن يخلقه بـ{كُن}، وكذلك هذا يجب أن يكون مخلوقاً بكلمة أخرى وهذا يستلزم التسلسل في العلة الفاعلة.
فلو كانت {كُن} مخلوقة، لزم أن لا يخلق شيئاً أصلاً، فإنه لا يخلق شيئاً حتى يقول {كُن}، ولا يقول {كُن} حتى يخلقها؛ فلا يخلق شيئاً.
وهذا التسلسل ممتنع لذاته فإنه إذا لم يخلق شيئاً أصلاً حتى يخلق قبل ذلك شيئاً آخر، كان هذا ممتنعاً لذاته، فكان وجود مخلوق قبل أن يوجد مخلوق أصلاً فيه جمع بين النقيضين.
فليس للقوم خروج من هذا إلا من وجهين:
إما أن يقولوا: "إن الله لم يقل قول الحق: {كُن} حين خلق السماوات والأرض"، فيكفر بالآيات. ولازم هذا القول بأن الله لم يكن متكلماً قط، حتى تكلم، فوقعوا في شر ما فروا منه - التشبيه - فصار معبودهم كالطفل، لم يكن متكلماً حتى تكلم. أو يقولوا: "بأن الله لا يتكلم أصلاً" فأصبح معبودهم أخرساً.
وإما أن يقولوا: "إن كلام الله غير مخلوق"، فيتفقوا مع أهل السنة والجماعة.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
أبو إبراهيم الرئيسي