المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أساليب مستفزة و حلول مقترحة



علي الشيخ الشنقيطي
03-21-2010, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



لا حاجة بنا إلى الكلام عن أهمية الحوار التي دعا إليها الإسلام .. أو إلى أهميته في بيان الحق ، وإقناع الناس به .. أو كونه قبل ذلك ضرورة بشرية لا غنى عنها في التواصل وعلاج المشكلات .
وكل ذلك في الكتاب والسنة وأقوال العلماء منقول ومسطور .


غير أنه لا يخفى عليكم أن للحوار ضوابط تضبطه ،و مناهج صحيحة مستقيمة يسلكها .. لا بد للمسلمين ـأتباعِ الأنبياءـ بلا استثناء ، وللناس بلا تخصيص من معرفتها ، و تذكيرهم بها ، من أجل أن يُحقق الأتباع صدق التبعية للأنبياء ومناهجهم الربانية ولا يخرجوا عنها ، وإذا ذكر أحدهم بها قال : سمعا وطاعة لله ولرسوله .. والحق أحق أن يتبع ...
ثم لكي ينجح التواصل بين الناس ويتحقق هدفه الأسمى ..

:::::

إن الحوارلا يمكن أن يقوم مع أرجاس فاجرين همهم الأول الإساءة المتعمدة لمقدساتنا بيننا ، وفي منتدى إسلامي .. ولا يمكن أن يستقيم أي حوار على هكذا حال في أي زمان أو مكان .

* ومثل هذا حينما دخلت المنتدى ذاة مرة ، لأجد أحد الفاجرين يفتح موضوعا يتلذذ فيه بإطلاق بعض العبارات كدأب قوم لوط ـ عليه السلام ـ الذين يتلذذون و يتمتعون بمثل ما ينطق به ، بل و الأمرالأدهى أنه يتهم المسلمين بإبحة نكاح الغلمان في الدنيا والآخرة ..

مثل هذا يرد عليه حسب ما يقتضيه المقام ـولكل مقام مقال ـ ، ويغلق ما فتَح . ومثل ذلك كثير تسيل به أفواه ألئك الحاقدين ..

* فينعتون الله تعالى و الأنبياء والمسلمين بعد ذلك بما لا يجوز السكوت عنه ...

* ثم يضع أحدهم قناعا لا يلبث أن ينزعه حين تكشف أكاذيبه وتفكك أفكاره ليلبس قناعا آخر ، وتقمص شخصية أخرى ، ويضع معرفا آخر مثل هذا الذي ربما عبر عن ذلك وهو لا يدري حين سمى نفسه " ملحد 100 " أو " سارة 99 " أو " أحمد 1 " إلى آخر القائمة مما يدل دلالة ضمنية ربما على عدة الأقنعة السخيفة ...
* أو يعمد أحدهم إلى طلب الحوار بالتي هي أحسن وغير ذلك من مزايدات ومن إسداء النصائح الإبليسية ، وكأنه يقول لك : دعنى أنعت الله تعالى بما أشاء ، و الرسول ، والأديان ، وأقول فيكم أنتم ما أجده في نفسي لكي تحقق حرية التعبير ، ونبتعد عن "الحجر والتقييد" .

* أو يطرحون أسئلة سخيفة مضللة ، وتخريفات للتشتيت ، إذا تتبعتَها ووقفت على مفرداتها ، وبينت عوارها ، قال لك : لم ترد علي ولم أقتنع والمسلمون كذا والإسلام كذا ... وكنت كقابض كفه على الماء لا يلبث أن يبسطه فلا يجد شيئا .



وهي أساليب يلجأ إليها بعض الملحدين الكافرين كبدائل لإفلاسهم من البراهين والأدلة على ما يزعمون من أباطيل .. فيلجأون إلى كيل الشتائم والاتهامات ، وبعض العبارات الوسخة .
وهم على أعظم من ذلك في أوكارهم البشعة القبيحة .. لاكن المواقع الإسلامية كهذا المنتدى المبارك لا يصلح لشيئ من ذلك الوسخ ولا يمكن أن يقبل بتلك الإهانات .. بدعوى التسامح والحوار .. فالإهانات والشتائم ليست طريقة للحوار .

مثل هذه الملاحظات و التنبيهات أرشد إليها كثير من الإخوة هنا في مواضيع قيمة ، تسلط الضوء على أساليب كفرة الإنترنت و أهدافهم الخفية ..

وأذكرأن أول موضوع كتبته في المنتدى كان في ذلك ، وحول طرائقهم و أساليبهم الماكرة الخبيثة .. .. حسب جهدي المتواضع ، فعن نفسي بدأت الحوار مع ألئك الأرجاس في أحد أوكارهم .

بينما كنت يوما أبحث عن مسألة في العقيدة فإذا بأحد منتديات الكفر والجهل ترتفع لي إحدى عناوينها وفيها نقاش عن المسألة ـ وهذه بالمناسبة إحدى مخاطر الإنترنت ـ فعزمت على الانتساب إليه و الدخول في حوار معهم ، وكنت أنوي في ذلك خيرا، .

ثم طال بي الأمد بين المكابرين الموقنين في أنفسهم ، والجاهلين ، والعملاء المجندين ،ثم بان لي أنهم لا يريدون إلا بث الشبهات الواهية بين المسلمين مع إصرار على الجدال العقيم ، و السخرية الهستيرية كبديل للأدلة والبراهين ..

ثم إذا أُفحم أحدهم بدل معرّفَه وتقمص شخصية شيطانية أخرى و حذف صورته...
و تبين أن لهم أهدافا وأجندات تقف خلفها جهات سياسية ، ومؤسسات صليبية يهودية رصدت لحرب فكرية ضد الإسلام والمسلمين ، يكلمون الناس بلسان عربي مبين وأفكار شياطين الكفر والضلال ... فقررت التوقف عن هذا ، وترك الخوض مع ألئك الجهلة و ألئك العملاء في ما يخوضون فيه ..
وأن الأولى و الأفضلَ تركُهم يتميزون غيظا حتى يموتوا من غيظهم
ومن هنا أدعوا كل غيور على دينه :
أن لا يدخل تلك الأوكار العفنة ولا ينتسب إليها .

وكان أن انتسبت لهذا المنتدى المبارك لأنني كنت في الغالب حين أبحث حول إحدى المواضيع التي يطرحونها وشبهاتهم التي يبثونها ، أجد منتدى التوحيد من بين أبرز المواقع التي ناقشت فيها ، وامتلأت صفحاته بردود قوية حاسمة من الإخوة ، جعل الله ذلك في ميزان حسنات أعمالهم .



:::::
:::::


_إن الحوار في حد ذاته ليس هدفا عند أهل الحق وإنما هو وسيلة .


ولا بد لهذه الوسيلة من أصول وأساليب وضوابط كي تظهر فائدتها المرجوة ، ويتحقق الهدف المراد منها .

::::
وسيلة لها أصولها في كتاب الله ومناهجها وأساليبها .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وإذ يقول: " قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ "

لذا يجب أولا :

_ الحذر من المشاركة في تمييع الحق :

وذلك بأن ينجر أحدنا مع بعض المخالفين إلى أساليب هدفهم الأوحد منها تمييع الحق وخلطه بالباطل (مثل طرح أسئلة يقصد منها التلبيس وخلط الأوراق ، فينقلب الحوار إلى جدليات بيزنطية ، لا تفضي إلى غاية ولا تهتدي إلى سبيل .. مع تجاهل واضح للردود الدامغة ،والقفز عنها إلى أسئلة أخرى وهكذا تضيع الحقيقة ، ولا يصل النقاش إلى النتيجة المتوخاة .
... ومن ينساق مع ألئك في ذلك فهو يشارك في تمييع الحق من حيث لا يدري . فالحذر.
_

ثم بعد هذا نتجاوز إلى :

1 ـ تحديد الهوية :
أن يحدد كل من المتحاورين من هو ..

إن كان ملحدا لا يؤمن بالخالق مثلا لا يستقيم ولا يصح في المنطق الصحيح ومقتضيات الفكر السليم أن نحاوره في فروع العقيدة أو الشريعة .. نثبت له أولا وجود الباري ثم نتجاوزإلى غير ذلك ، ولا نتركه يقفز و يتخطى المراحل اللازم الوقوف عندها واحدة فواحدة .


ولهذا فقد أعجبني الأخ الفاضل ( فخر الدين المناظر) حين بادر سارة99
بتحديد الشروط ، والإتفاق على أرضية مشتركة قبل الدخول في النقاش .

وقال :

والحوار أخذ ورد وليس من اللائق البدء بالفروع دون المرور بالأصول،ولا تحسبي أننا سنتحاور بمنطق أنت تسألين وأنا أرد فقط

ثم قال :

بل سنخلخل الأفكار ونميط اللثام عن المذهب الفكري الذي تعتنقيه أيضا، ونسألك على أشياء في فكرك فلربما أقنعت منتدى التوحيد بأفكارك


كما أنه ليس من السليم أن أحاور طرفا مجهول العقيدة، لهذا أطلب قبل الاتفاق على المنهج أن تخبرينا بمعتقدك... ثم بعدها ننظر في الشروط والمنهج



هكذا تؤكل الكتف مع هؤلاء ، وتقطع الطريق على أساليبهم الملتوية ، ويُنتفع بالحوار حين يصل بهذا إلى هدفه، حين ينطلق من مكانه الصحيح .

وهذا ما لا يريده كفرة الإنترنت الأشباح ، فلا يريدون سوى التشتيتَ والقفزَ ثم الهروب .


بدليل أن سارة99 انسحبت بعد ذلك مباشرة ولبست ثوب الناصح الحريص و الواعظ الحنيف . وهذا مثال لنوعيات كثيرة .

2
ـ تحديد الأرضية :
ومنه كشف الخصمين عن ماهية ومدلولات المفاهيم للقضايا المتنازع فيها ، ولا تترك مائعة مبهمة .

3ـ تحديد المرجعية :
التي تحتكم لها الخصمان من أجل حسم الخلاف ، حيث أنهما إن لم يحتكما إلى معيار موحد بقي الخلاف قائما ، و بقي الحق معلقا لا تعرف وجهته ، وكل يدعي وصلا به .

4ـ تحديد نقطة النزاع :
فبعد أن تُعرف هويتي وهوية محاوري ، ويحصل اتفاق ,
وبعد الإتفاق على تحديد المفاهيم في القضايا محل النقاش ، ويحصل اتفاق .
وبعد الإتفاق على معيار أو مرجعية موحدة يحتكم إليها الطرفان .
بقيت نقطة النزاع ، ومواطن الخلل بينة للجميع عند أحد الطرفين ، وسهل حلها و بيان الصدق من الكذب ، والحق من الباطل فيها.
:::
إن طريقة الحوار هذه هي الأفضل والأسلم .. وصولا إلى الصواب وتمييزا له عن الخطأ
مع صون للوقت الثمين النفيس ، والجهد والفكر . وليس يلزم التقيد الحرفي بتفاصيلها في كل مرة ، أو التلفظ به ، بل يكفي تقيد ضمني بأكثر تفاصيله ، والنية لا يتلفظ بها .


ولا بد من إخضاع المخالفين لها ..
منعا للتشتيت و التشويش ، وكب النفايات .. و بحثا عن التنظيم بأقل الجهود عند تتبع آثار ألئك الأشباح و المتلونين .



أما الإقتراح :


وهو بادئ ذي بدء قد لا يكون صحيحا كما ينبغي ، مع أنه في محله على ما أعتقد ..و المطلوب على كلٍ إيجاد أسلوب مناسب فيه أو في غيره .

أولا:
برمجة إعدادات المنتدى بالنسبة للأعضاء المخالفين بما يلي :

ـ من اختار مثلا أن يضع في معرفه أنه ملحد لا يتمكن من الكتابة في مواضيع أخرى قبل أن تتم مناقشته فيما ادعى من مذهب .. فلا يمكّنه حسابه الخاص من المشاركة في غير القسم الذي ادعى انتسابا إليه ، وهكذا بالنسبة لبقية المخالفين وما اختاره كل منهم من مذهب أو عقيدة .

ثانيا :
تفريع أقسام جديدة تخصص كل منها لجزئية محددة :

مثال : قسم الحوار عن المذاهب الفكرية يقسم إلى :

_ المذاهب العقدية :
ـ الإلحاد
ـ اللادينية
ـ اللا أدرية
العقلانية
ـ المدارس الفكرية الضالة :
ـ الإحيائية
ـ التنويرية
ـ الإنسانية

_ المذاهب السياسية :
ـ العلمانية
ـ اللبرالية
ـ الديمقراطية
ـ الشيوعية
ـ القومية العربية

_ المذاهب الإقتصادية :
ـ الماركسية (مثلا)
ـ الرأسمالية

_ المذاهب الإجتماعية :
ـ نظريات سيكموند فرويد ـ مثلا
ـ إيميل دوركايم

_ النظريات " العلمية " الحديثة :
ـ الداروينية وما شاكلها ...
::::::
قسم الحوار عن الإسلام :
ـ إثبات الربوبية والألوهية لله تعالى .
ـ إثبات النبوة.
ـ إثبات المنقولات :
ـ القرآن الكريم
ـ الحديث الشريف
ـ السيرة .
_ موقف الإسلام الصحيح ، وإبراز حلوله للتائهين في المعتقد والشرع والأخلاق .


::::::
أستحداث قسم خاص للحوار عن أهم الفكرية المنتسبة إلى الإسلام :
ـ القرآنيون
ـ القاديانية
ـ الروافض الشيعة
ـ بعض الطرق الصوفية .


::::::::

قد يساعد مثل هذا التفريع في الحد من تشويش المخالفين ، سيكون ذلك حين يوجه من يحدد هويته إلى القسم المناسب له ، ثم إلى غيره .

وهو قد يساعد في التعامل المناسب مع المتلونين ومحترفي القفز العالى ، ويخف الجهد على الإخوة الأعضاء ، ويحد من الضغط الذي يجده الإخوة المشرفون .


وعلى الله التوكل ومنه التوفيق وبه الاستعانة ، وهو أعلى وأعلم .

massoud
03-21-2010, 02:56 AM
بارك الله في أخونا بلال

ساكن المدينة المنورة
03-21-2010, 04:05 AM
فتح الله عليك وزادك من علمه اخونا بلال

الاشبيلي
03-21-2010, 07:36 AM
جزاك الله خير على الطرح الجيد

اتمنى فعلا ان ارى منتديات داخل هذا المنتدى متخصصه في كل مجال

د. هشام عزمي
03-21-2010, 10:22 AM
سلمت يمينك أخي بلال ..
أحسنت وأفدت ، بارك الله فيك وجزاك خيرًا ..

علي الشيخ الشنقيطي
03-21-2010, 09:47 PM
دكتور هشام عزمي بارك الله في علمكم ، وأنتم بالإحسان والإفادة أولى وأسبق
إخوتي ، مسعود وساكن المدينة والإشبلي وفقنا الله وإياكم للخير والسداد .

اخت مسلمة
03-22-2010, 03:50 PM
ماشاء الله ... بارك الله فيك يابلال كم أجدت أخي في هذاالموضوع
ألايستحق هذاالموضوع التثبيت يا اشرافنا المميز ...؟؟

اخ مسلم
03-26-2010, 07:44 AM
هل في الدنيا كمثل ديننا ؟!
أيُّ مذهب جُعلت الدعوةُ من ثوابتِه
والتعلمُ من واجباته ؟!
وأيُّ دينٍ يبث في أهله الثقةَ
كشأن ديننا !!
وأيةُ ملةٍ تحض أهلَها على الدعوة
كحال ملتنا !!
أينَتُ الديانةُ التي اهتم فيها
الأمواتُ ببلاغ الأحياء ؟!
وأين في التاريخ حرصُ الجنودِ على آخرة
مقاتليهم ؟!
أين في القلوب قلوبٌ وثقت بجمال وإحكامِ
عقيدتِها، فكانت العقيدةُ أساساً
للموالاة والمعاداة، وكانت الثقةُ
بلسماً حين يفارق المرءُ
دنياه ؟!

اخ مسلم
03-26-2010, 07:46 AM
قالوا: حدثنا عن محاسن الإسلام كما أمرك الرحيمُ
الرحمن!!
قلتُ: حبًّا وكرامة !! وواجباً وديانة!!
وليكن من ذلك أولُ المحاسنِ وطليعةَ المناقب، وذاك
في دعوة المسلم إلى الإسلام !!
فانظر في ديانات الأمم ومذاهبِها أتجدُ فيها دعوةً
إلى التعلم والفهم، والتدبرِ والحفظ، والدراسةِ والبحث،
والمناظرةِ عن الحق والجدالِ بالتي هي أحسن كمثل ما
ترى في الإسلام؟!
ولو كان في الدين موضعُ غمزٍ أو نقيصةٍ لما وجدتَ
توجيهاً إلى الجدال والمناظرة، ولو كان في الدين أسرارٌ
وأشياءٌ حقّها الكتمانُ لما وجدت حثًّا على التعلم والسؤال،
ولو كان في الدين قولٌ محالٌ لا يُعقل لما وجدتَ تنافساً
في التفقه والفهم، ولو كان في الدين تعارضٌ مع العلم
لما وجدت أمراً بالتدبر والدراسة، ولو كان في الدين ما
يَشين لما كانت دعوةُ الناس للإسلام واجباً وديانة.
وهل تكون دعوةٌ إلا لاهتمامٍ بالآخرين وحرصٍ
على آخرتهم؟! وهل يكون حرصٌ على آخرتهم إلا ثقةً
بجمال وإحكام ما تدعوهم إليه؟! وهل تكون ثقةٌ بما تدعو
إليه إلا من ثقةٍ بكمال هذا الدين وعجز العالمين عن
نقضه؟!
وهكذا تهديك ثقةٌ إلى أختها ويقينٌ إلى أخيه كسلسلةٍ
مترابطة الحلقات!
ووقف أهل الباطل في مقابل ذلك لا يجدون ملاذاً،
فقبعوا في قوقعةٍ اتخذوها لأنفسهم عياذاً، يدورون بين
مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا 1[ [ و لَا تَسْمَعُوا 2[ [ ، ويترددون بين
وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ 3[ [ و إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا
فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا 4[ [، يخوضون بحار الدم
إلى مَقاتِلِهم ولا يسألون عن الحكمة، يعرفون الجدالَ
بالدينار والسيف وما جرّبوا الجدالَ بالحسنى، جعلوا
دينَهم قوقعة، ويقينَهم مشنقة، وعملَهم تقليداً، وقولََهم
ترديداً، وبذلََهم شراءً للذمم، ودعوتَهم إفسادًا للقيم.
إن أصل هذه المقارنةِ وأساسَ تلك المقابلة يظهرُ في
قوله تعالى:
الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ
وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا 5[ [
فلا عجب أن وثق المسلمونَ بكمال دينِهم، ولا بِدعَ أن
فرح المسلمون وحدثوا بنعمة ربِّهم،، ولا جَرمَ أن الذين
كفروا بلغ منهم اليأسُ مبلغَه، فحُقَّ للمؤمنين ألا يخشوا
غيرَ الله، فنفذوا أوامرَه واجتنبوا نواهيه، وتوجهتْ خشيةُ
الكفار لكل مؤمن عارف بالله، فاجتنبوا جدالَه وهجروا
داعيه!!
إن بداية هذه السلسلة المترابطةِ الحلقاتِ قديمة،
إذ كانت يوم بدأ نبيُّنا يُبلّغ ما أُُنزل إليه من ربه، وأمَر
المسلمين بالسير على دربه، وإن التمثيلَ على هذه السلسلة
يكفينا فيه شهرٌ واحدٌ، شهرُ صَفرٍ من السنة الرابعةِ بعد
الهجرة، يبعث فيه النبي  بَعثين للبلاغ والدعوة، فيكون
من شأن هذين البعثين عجباً وعبرة!!
فالبعث الأول كان إلى قومٍ من عضل والقارة، كان من
عشرة رجالٍ ذهبوا يُعلمون الدينَ ويدرسون القرآن، على
رأسهم مرثدٌ بنُ أبي مرثد الغنوي وفيهم خبيبُ بن عدي،
فأظهر المجرمونَ نيةَ الغدر، ثم أخذوا في التقتيل والأسر،
ثم أجمعوا أمرَهم أن يقتلوا الأسيرَ خبيبَ بن عدي، ويُصلبُ
الصحابيُّ الكريمُ والقومُ من حوله ينظرون، فيقولُ :
إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي
وما أرصدَ الأحزابُ لي عند مصرعي
وقد خيّروني الكفرَ والموتُ دونه
فقد ذرفتْ عيناي من غير مَجزع
وما بي حذارُ الموت، إني لميتٌ
وإنّ إلى ربي إيابي ومرجعي
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً
على أي شق كان في الله مصرعي

اخ مسلم
03-26-2010, 07:50 AM
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran

اخ مسلم
03-26-2010, 07:53 AM
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran



وهذا الرابط لمحبي القران الكريم بجميع الروايات مثل (رواية قالون عن نافع: _.::رواية السوسي عن أبي عمرو::._الي اخره)