المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بطولات فريدة راقية للنساء , قلما تجدها في الرجال وهم رجال !



الخياط
06-30-2005, 07:47 PM
بطولات فريدة راقية للنساء , قلما تجدها في الرجال وهم رجال !

نَسيبة بنت كَعْب المازنية : أم عمارة

قال الذهبي رحمه الله في " سير أعلام النبلاء " :

[ شَهِدَت أم عمارة ليلة العقبة , وشَهدت أُحداً والحُديبية ويوم حُنين ويوم اليمامة ، وجاهدت وفعلت الأفاعيل , وقُطعت يدها في الجهاد ,
وقال الواقدي : شَهدت أُحداً مع زوجها .. ومع ولديها ، خرجت تسقي ... وقاتلت , وأَبْلت بلاء حسناً ، وجُرِحت اثني عشر جرحاً ] .

ومما أُثِرَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها : ( لَمُقام نسيبة بنت كعب اليوم خيرٌ من مُقام فلان وفلان ، وكان يراها يومئذ تقاتل أشدَّ القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جُرحت ثلاثة عشر جرحاً ) .
وقال عنها وعن زوجها وأولادها في المعركة : ( اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ) .

ثم قال الذهبي : [ جُرِحَت أم عمارة بأُحُدٍ اثني عشر جرحاً ، وقُطِعَت يدُها يوم اليمامة ، وجُرحت يوم اليمامة سوى يدها أَحد عشر جرحاً ، فقَدِمَت المدينة وبها الجِراحة ، فلقد رُئِي أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفةٌ يَأْتيها يَسْأل عنها ، وابنها "حبيب".. هو الذي قَطَّعَه مسيلمة ، وابنها الآخر .. قُتل يوم الحَرَّة ، وهو الذي قَتَل مُسيلمة الكذاب ] .
[ وذكر الواقدي أنه لَمّا بَلَغها قَتْل ابنها "حبيب" عاهَدَت اللهَ أن تموت دون مسيلمة أو تُقتل ، فشهدت اليمامة مع خالد بن الوليد ومعها ابنها عبد الله فقَتل مسيلمة ، وقُطعت يدها في الحرب ] .
وها هي ذي تُحدثنا عن يوم أُحد : [ خرجْت ومعي سقاء وفيه ماء , فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه , والدولة والريح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون انحَزْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكنت أباشر القتال , وأَذُبُّ عنهم بالسيف ، وأَرْمي عن القوس , حتى خَلُصَتْ الجراح إليَّ - فرأيت على عاتقها جرحاً أَجْوَف له غَوْرٌ , فقلت : مَن أصابك بهذا ؟ قالت : ابن قمئة ]، [ أَقْبَل ابن قمئة وقد وَلَّى الناس عن رسول الله يَصيح : دلوني على محمد , فلا نجوتُ إن نجا ، فاعتَرَضَ له مصعب بن عمير وناسٌ معه , فكنت فيهم , فضربني هذه الضربة ، ولقد ضربته على ذلك ضرَبات ، ولكن عدو الله كان عليه درعان ، .. وكان أعظمَ جراحها , فداوته سنة ، ثم نادى منادي رسول الله إلى "حمراء الأسد" فَشَدَّت عليها ثيابها , فما استطاعت من نزف الدم ، ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا ، فلما رجع رسول الله من الحمراء , ما وصل رسولُ الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يَسأل عنها ] .
قالت أم عمارة : [ قد رأيتُني وانكشف الناس عن رسول الله , فما بقي إلا في نَفير ما يُتِمُّون عشرة , وأنا وابناي وزوجي بين يديه , نَذُبُّ عنه ، والناس يَمُرّون به منهزمين , ورآني لا تُرْسَ معي ، فرأى رجلاً مُوَلِّياً معه ترس ، فقال لصاحب الترس : أَلْقِ تُرْسَك إلى مَن يُقاتل ، فألقى ترسه ، فأخذتُه ، فجعلت أتترس به عن رسول الله ، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ، لو كانوا رَجّالة مثلَنا أصبناهم إن شاء الله ، فيُقْبِل رجل على فرس فضربني وتترستُ له ، فلم يَصنع سيفه شيئاً وولَّى ، وأضرب عُرقوب فرسه فوقع على ظهره , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح بابن أم عمارة : أُمَّك أمَّك ، فعاونني عليه ] .
وحَدَّث ابنها : [ جُرحت يومئذ جرحاً في عضدي اليسرى ضربني رجل .. ولَم يُعَرِّج عليّ ، ومَضى عني وجعل الدم لا يَرْقَأ ، فقال رسول الله : اعصب جرحك ، فتُقْبِل أمي إليّ ومعها عصائب في حِقْوَيها قد أَعَدَّتْها للجِراح ، فربطَتْ جرحي والنبي واقف يَنظر إليّ , ثم قالت : انهض بُنَيّ , فضارِب القومَ , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ومَنْ يُطيق ما تُطيقين يا أم عمارة ؟ قالت : وأقبل الرجل الذي ضرب ابني , فقال رسول الله : هذا ضاربُ ابنك ، فأَعْتَرض له , فأضرب ساقه ؛ فَبَرَك ، فرأيتُ رسول الله يَتَبَسَّم حتى رأيتُ نواجذه وقال : اسْتَقَدتِ يا أم عمارة ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي ظَفرك وأَقَرَّ عينك من عدوك ، وأراك ثأرك بعينك ] .

أفلا نَخجل من أنفسنا ونحن رجال؟

[ انظر الطبقات لابن سعد , والإصابة للعسقلاني , وسير أعلام النبلاء للذهبي ]