المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خسرت حمر النعم



زينب من المغرب
04-06-2010, 08:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى وفلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمد عبد ورسوله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
جلسنا أخيرا في صالة الإنتظار بعد أن أضنانا البحث عن طبيبة ( امرأة).
وأخيرا ذاك الهدوء الذي يوحي لك بأنك في الليل الشديد السواد لولا الإستئناس بالمنتظرين معك.
لا يخفى على أحد أن الجالسين كلهم على نار متقدة؛ نعم، فمعاني الخوف والقلق والرهبة في كل الوجوه. فإن لم يكن لمكروه في جسمه أو قلق ينتابه من ألم غريب فسيكون قلقا على من جانبه من ذويه وأهله. لحظات صعبة هي هذه التي يجبرك أحيانا المرض على التواجد فيها.
أعادت إلي ذكرى العملية الجراحية التي أجراها عمي الغالي في الأيام المنصرمة، عمي الغالي ذلك الرجل الصلب، الذي عايش كل الطوائف وعانى الفقر والجوع في أيام كانت الكلمة فيها للمستعمر؛ ولم يسلم من السجن في إسبانيا والتعذيب تحت الثلج، لا أريد أن أطيل ولكن صلابته كان ولا زال يضرب بها المثل
ويوم أشرف وقت العملية، تحول إلى طفل قلق، ذو عينين بريئتين وشفاه مرتعدة، أجل نسأل الله العافية.
إن المرض ذاك الإبتلاء المتربص بك في كل حين، وذاك الضيف الغير مرحب به أبدا والذي إذا حل لم يبشر بخير ولا كان بك رحيم، يحولك إلى منتظر مترقب، تنتظر الفرج أو الذهاب إلى عالم لا ينتظر لك عودة منه.
كنت آسف وأحزن ككل الناس حين أتطلع إلي أوجه المتوجعين ولكن مرت بي نازلات جعلت نظرتي للمرضى وكأنني أقرأ دفتر أفكارهم على صفحات وجوههم المصفرة.
نسأل الله العافيه والسلامة من كل سوء لنا ولجميع المسلمين.
أقول لك هكذا هم هؤلاء المنتظرون. التصق الهم والحزن بقلوبهم وسيطرت عليهم الأفكار المرعبة التي لا ينفك الشيطان اللعين يرسمها في مخيلتهم عند أمثال هذه المناسبات.
وفي هذه الظرفية الحرجة ووسط هذا الجو الكئيب الرهيب المخيف.
كان هناك تلفاز يكسر الصمت، وهو ينقل لنا فلما سوريا على قناتنا المغربية.
نظرت إلي التلفاز في ازدراء وأنا أرى ذاك الغباء المحبوك في مختبرات الأعداء وتلك السذاجة التي يسعون إلى إغراق هذه الأمة فيها حتى إن أحسوا بإستقرارها في نفوسهم نعتوهم بالتخلف.
وقلت محدثة نفسي من ياترى الغبي ؟؟
المتفرج؟؟ أم الصانع؟؟. أكيد عرف عندكم الجواب.
وصدقني حين أقول لك أنه: يحق لأمة تعلمت معنى الخير والشر من هذه الدمى المتحركة أن يصيبها كل معاني العجز وأن يسكن مفاصلها الورم فلا تقوى على تبصر الحق. وكيف تريدها أن تميز بين الحق والباطل وهي تعلمت الحق بلغة الأعداء؟؟
مفارقة محزنة مبكية مذلة
تأملت تلك الدمى( لست أتحدث عن الرسوم المتحركة أو أفلام الكرتون لالا افهم قصدي يا سيدي) وهي تتحرك بأوامر المخرج المأمور من ومن ومن وجر حروف الجر هذه حتى تصل إلى المجرور( فهو في كل الأحوال مجرور من الشيطان).
وقلت نعم الحرية هذه التي يتغنى بها هؤلاء. وأقول لهم ليهنأ لكم العيش أن وجدتم من يصدق أن استعباد غبيكم لأغباكم هو حرية.
لا أخفي عليك أنني حين أرى المسلسلات والأفلام أستغرب كيف كنت أعطيها من وقتي في زمن ماض. ولا أنفك أردد اللهم لك الحمد بها من نعمة أن أبصرت نور الحق قبل أن أحشر وأقول : (( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ))*ثم يقال لي:((كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)).
ربي أجرنا من العمى الأخروي وبصرنا بنور الحق يا كريم.
وللحديث بقية إن شاء رب البرية

زينب من المغرب
04-07-2010, 10:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أزعجني ذاك التلفاز، فصوته كان يمنعني من الإبحار في أفكاري وكان يقضها كلما سمعت إحدى هؤلاء المضحوك عليهن بلعبة التمثيل وهي تبكي أو تضحك.
لعبة سخيفة لا يرضاها عاقل لنفسه، يحشرون أنفسهم في تصاميم بشرية رخيصة ويتعالون عن الخضوع لمصور هذا الكون الفسيح البديع بكل ما فيه من جمال.
وعجبي كل العجب. لمن يقول لها المخرج قولي هذا وهذا فتراها تطبقه حرفيا. أما إن قال لها خالقها سبحانه وتعالى : ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))دستور متكامل البنيان واضح المعالم.
( من النادرأن تسمع هذا الصوت فهو لا يصل إلى هذا الوسط المتسخ) تتحول إلى حرباء تتلون في أوجه عدة بين تأويل بهوى وتعطيل بحجة واهية أو تأجيل ليوم قد لا يترك لها الأجل فرصة بلوغه.
لا أظن هناك ذل أكثر من هذا، الخضوع للبشر والتعالي على خالق البشر. نسأل الله التباث.
أما عيون الحاضرين فكانت متعلقة به ناظرين إليه؛ وتساءلت: ما سبب الإنصات الرهيب لهذا الفيلم؟؟ أهو هروب من الإحساس بوطأة المرض أم من شرود خاطرهم يبدون لي متعلقين به.
حاولت التجول بعيني في أرجاء الغرفة، أبحث عن مكان أشغل به عيني. رأيت طاولة أمامي، كانت عليها قنينة ماء وكأس واحد.
فتبسمت وقلت سبحان الله، هذه طبيبة لا يزورها إلا ذوي العلل وتضع كأسا واحدا ليشرب منه كل من على هذه الكراسي جلس. فقلت لو استغنت عن هذه القنينة وتركت الكأس فارغ فإن كل من سيهم بالشرب سيضطر إلى البحث عن مصدر الماء وهناك سيغسل الكأس رغما عنه.
أو لربما للطبيبة وجهة نظر مختلفة.:)
وضعت على هذه الطاولة، مجلات وجرائد نسائية بعضها بالفرنسية والآخر بالعربية. أتذكر المسلسل؟؟ إنه أرحم من هذه.
حملت إحدى المجلات بين يدي أتصفح علي أجد ما ينسيني هم هذا الجو؛ وقلبت الصفحات فمن عرض أزياء لو أمد الله لي في عمري 1000 سنة فيستحيل أن أفهم مامعناه. إلى حكايا الممثلات الكاسيات العاريات المسكينات.
أجل مسكينات هن المنخدعات بالأضواء البراقة والكلام الزائف.
فالصحافي يخدع الممثل بمدح لا قبل له به. والصحافي يخدعه صاحب الجريدة والمجلة بدفعه أجرا مقابل صنع الكذب. إنهاسلسلة مبنية بحبال ثقال شداد من الكذب والخداع.
نحن نقول رحم الله عبدا أهدانا عيوبنا وهم يقولون سيلعنون كل من كشف عيوبهم أو لمح لها.
صفحات المجلة تعيسة.أوراق من التأليفات التي لا تخدم هذه الأمة بشيء.
ولعل الفسوق يبدو على أشده في الآونة الآخيرة في مجلاتنا المغربية. لا أعرف ماذا يحدث ولكن بدا لي وكأن بعض المجلات الجديدة في الساحة بدأت بنمط جديد. وإن كان قديما في حد ذاته إذ سبق وانتهجته إحدى الصحف المحلية وحققت أرباحا طائلة لدرجة أصبحت لا ترى أحدهم دون جريدة حتى بدأ المحترمون والشرفاء في هذا البلد يخجلون من حملها مخافة أن ينعتوا بما ينعت به الآخرون.
أغلقت المجلة بسرعة وقلت في نفسي: هذا ما يحصل حين يحمل المرتزقة الأقلام. يصنعون كل ما يمكن أن يهدم ويكسر ولكن في اتجاه واحد نسف دين الله الذي ارتضى للناس . إنها شطحات العلمانية بلغة عربية ولا تستحق حتى أن يحملها بين يديه إنسان يحترم عقله.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زينب من المغرب
04-08-2010, 09:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كانت على جدران الحائط، لوحات معلقة واستغربت حين رفعت إليها بصري فهذه المرة لم تكن صورة مكبرة عن عين إنسان مع تفاصيل تركيبها التي يقف الإنسان أمامها وقفة المنبهر بخلق الله سبحانه.
تلك الصور التي تجعلك كمسلم تقف أمام ملاحدة العالم بشموخ وفخر ترفعك العزة بقرآن يتحداهم فيه خالقهم حيث يقول: ((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) لقمان <11>.
أجل يا ((مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))، قل لتلك الخلية الوحيدة أن تأتيك بعين كهذه وقلب كهذا وووو.
بئس العقل الذي يملي على صاحبه أن يستبدل الذي هو أعلم وأعلى بمن سواه تعالى الله عما يفعلون.
كانت اللوحات عبارة عن رسوم بسيطة. لبعض الواحات المغربية وبعض التشكيلات. أقول بسيطة وأنا التي لا أعرف ماذا يعني الرسم؟؟.ذاك الفن الذي لم أعرف كيفية الخوض فيه أبدا.
تذكرت طفولتي، وكيف كنت أكره الرسم بكل ما أحمل في جوارحي البريئة من شحنات الكره.
لا أذكر جيدا هل كان في السنة الرابعة أو الخامسة من سنوات دراستي الأولى، حيث كان ضمن البرنامج الدراسي حصة التربية الفنية(التي هي الرسم). وكان علينا أن نقلد بعض الصور عن رجال ذوي شعر أشعت وهم الكفار وآخرون حسن مظهرهم وهم المسلمون، لكن أنا التي تبدأ الرسم من القدمين إلى الأعلى، لم أنجح يوما في جعل ذاك الإنسان الذي أصور رجلا عاديا بل لا أدري ما الذي كان يحصل إذ كنت دائما حين أصل إلى الرأس أجد صورة كائن فضائي(نوع من الغباء الموروث من أفلام الكرتون عن وجود كائنات فضائية تريد السيطرة على الأرض ) تتجلى أمامي.
ثم أمسح الرسم وأعيد الكرة ونفس الشيء لا أدري، حتى تثقب الورقة من شدة المسح ولا يبرز المسلم ولا حتى الكافر على الورقة؟ كلها كائنات غريبة؛
في يوم الإمتحان، رسم المعلم لنا صورة قطة، وقال لنا ارسموا مثلها. ولكن لعلمه بمدى إستفحال عاهتي في الرسم، رسمها لي بنفسه وقال لي أنت فقط لونيها، فحملت القلم بكل ثقة ورسمت على ظهرها دوائر كثيرة ثم لونتها باللون البنفسجي. وحين نظر إلى الورقة قال لي يائسا متى رأيت قطة بلون بنفسجي؟؟.
صحيح أنا لم أر قطة حياتي كلها ولا حتى أنت بهذا اللون، ولكن ربما هو فن رسم الكائنات الفضائية متأصل في عروقي.
كنت أحسب أنني تخلصت من هذه العاهة ولكن في السنة الماضية كنت أحكي لإبني أختي عن قصة أفعى تريد أكل طائر على الشجرة وقلت سأرويها لهم خلال الرسم حتى يستأنسوا بالفكرة، وإذا بأحدهم يقول لي: عدلي هذا الرسم لماذا ترسمين بهذه السذاجة؛ عندها تأكدت أن عاهتي مستديمة ولا أمل لي.
مرت علي هذه الخواطر وأنا أنظر لتلك اللوحات الفارغة المعنى(أو لربما بالنسبة لي) ولكن حسنا ما معنى واحة وامرأة في خيمة بجانب رحى تديره ورجل يقف عند رأسها؟؟ وسط هذا الجو الكئيب؟؟
هل يمكن أن تنفس هذه الصورة عن مكلوم أو جريح أو متألم على عزيز؟؟
ربما هناك من تهرب بهم اللوحات إلى أماكن جميلة، لكن لا أعتقد أن المنتظرين سيستطيعون الفكاك من مصابهم للهرب في ثنايا هذه اللوحات.
كانت هذه جل معالم الغرفة.
ولكن لم أحدثكم عن المنتظرين التي ستكون إن شاء الله تعالى في بقية الحديث

shahid
04-08-2010, 10:19 AM
رواية رائعة وخيال ادبي خصب ، ولكن بكل اسف لو تهيأ لكِ نشرها كرواية لن تنجح ولن تنتشر ولن تفوز بأصغر جائزة ، لسبب بسيط لأن الذين يمسكون بمقاليد الرواية العربية لديهم مواصافات معينة للرواية لابد ان تستوفيها حتى يتسنى لها النجاح ، والناظر للروايات التي ملأت الدنيا صيتا يعلم حجم المأساة التي يعيشها الوسط الثقافي . اذا لا مكان للفضيلة مطلقا بل من يلوح مجرد تلويح فقد ضل سواء السبيل ، ومن استعفف بقلمه صونا لحياء القارئ فقد اعلن حربه على النقاد ، اما من دعا الى النبعيين الصافيين والدين الحق فهذا نحر روايته بيده .

الله المستعان وعليه التكلان
التحية لكِ اختي الكريمة ، اسأل الله ان يجزيك اجر ما تكتبين ويزيدك من فضله انه غفور شكور

زينب من المغرب
04-08-2010, 10:37 AM
بوركت أيها الفاضل وجزاك الله خيرا على دعائك وأعطاك خير الدنيا والآخرة
فليشبعوا بدور نشرهم ونحن نكتفي بكتابتها على المنتديات وكفانا أن تتناقلها الناس بقلوبها وعقولها ولا حاجة لنا بتناقلها على ورق
أسأل الله أن يرفع في قدرك

مجرّد إنسان
04-08-2010, 12:22 PM
بداية طيبة وموفقة....

استمري في الكتابة يا رعاك الله....فإن في ذلك صقل لموهبتك

المحبة لله
04-10-2010, 12:26 AM
السلام عليكم

جميل ومشوق..ننتظر البقية

بوركت:emrose::emrose::emrose:

زينب من المغرب
04-10-2010, 10:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كان في الحاضرين إثنين من الأزواج، زوجين بسيطين وآخرين يبدوان حديثي عهد بالزواج. أما في مقابلي كانت تجلس بنت.
وداخل هذا المثلت من الحضور بدأت تبدو لي مفارقات كثيرة.
ولعل الفرق الصارخ كان في طريقة جلوس كلا الزوجين إلى بعضهما البعض.
التقطت الصورة وأشحت بنظري بعيدا.
كان البسيطين يجلسان جنبا إلى جنب والزوج يحدث زوجته بصوت خافت لا تكاد تسمعه، لم ينقطع هذا الحديث إلا بحلول دورها في المعاينة.
لا أدري لماذا كلما نظرت إلى هذا النوع من البساطة أرى الصدق والفطرة النقية تتجلى أمامي، ولعل طريقة جلوس الزوجين الآخرين زادت في حدة هذا الرؤية.
إذ جلسا مع فارق بسيط بينهما، وكان الزوج صامتا بينما هي كانت تحمل مجلة من الطاولة وتقلب صفحاتها بطريقة توحي أنها ليس مستمتعة البتة بالنظر فيها.
فقلت سبحان الله، لماذا تفضل مطالعة ذلك الغباء بدل محادثة زوجها، أليست بحاجة إلى صوته في خلال هذا الإنتظار الطويل؟؟ أوليست بكلامه تستطيع نسيان كل هم الدنيا؟؟ أوليس هو ذاك الذي يأتي إلى جبل مسؤولياتها المضنية ويمسحه بجملة واحدة تدخل السرور على قلبها؟؟
عندما زارني المرض في مرة، كنت أكره الجلوس وحدي، وكان كلما زارني أحد أبقيه إلى جانبي ورغم الصعوبة التي كنت أجدها في الكلام إلا أنني كنت أصر على الحديث في مواضيع لا بل وأدخل في نقاشات، حتى أنه في خلال إحدى الزيارات العائلية لي استغللت الفرصة وبدأت أحدثهم عن التوحيد وعن زيارة القبور والسادات التي تغوص بها ثقافتنا المغربية، والتي لا أدري لماذا لا يكاد ينتهي سيل الداعين إليها حتى يظهر سيل جديد يضاعف السابق .وكانت هذه من المواضيع التي تستنزفني وأنا في كامل عافيتي وحين خضتها في مرضي كانت عاقبتها أنني أحسست بإعياء شديد بعد أن ذهب الجميع وحين حاولت النهوض سقطت مغشيا علي. فبدأت أمي تجلس بجانبي عند كل زيارة وكلما هممت بالحديث تقاطعني حتى أن البعض إن سألني عن حالتي تسبقني إلى جوابه.
إن المرض لا يأتي وحده ولكنه يحمل الوحشة والوحدة في جناباته، يخيفك من الفراغ والهدوء والصمت.
في المرض تكون أشد حاجة عن أي وقت آخر لمن يروي لك القصص والروايات ويلفك بعطف الكلمات، تحتاج لمن يصنع من كلماته عالما تهرب به من مرضك إليه.
وكم تتجلى عظمة هذا الدين الذي ننتسب إليه ونجهل مزاياه.
هذا الدين الذي اعتنى بنا أصحاء ومرضى، نائمين ومستيقضين غائبين وحاضرين، أحياء وأموات....؛
أجل ديني الذي يعطيني الله فيه فرصة عيادته وهو الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه ويقول لي، فيما رواه عنه حبيبه وصفيه صلى الله عليه وآله وسلم: " يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ "
يا لرحمتك يا رب؛ نعوده فنجدك ونؤنس مريضا مشتاقا لأنيس.
ويالحظك الطيب أيها المريض فأنت مستأنس بالرحمان
ويالضعف بصرنا عن إدراك مدى جمال هذا الدين.
وللحديث بقية ان شاء الله تعالى

زينب من المغرب
04-10-2010, 10:11 AM
الفاضل مجرد إنسان: بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على التشجيع
الفاضلة المحبة لله: جعلك الله من أهله وخاصته

زينب من المغرب
04-12-2010, 09:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وكما كل مرة كان حجاب النسوة أمامي دافعا إلى سلسلة من المقارنات.
فالسيدة البسيطة كانت ترتدي جلبابا مغربيا، ذلك الذي لم يسلم من يد الأعداء فنخروا فيه حبة حبة حتى أصبح كاسيا عاريا.
وانتقل عبر مراحل من واسع فضفاص مع نقاب وثوب سميك نوعا ما، إلى واصف ضيق لدرجة أنك أصبحت حين تمر بجنب إحداهن وهي ترتديه تجد هذا السؤال يقفز إلى دماغك : هل هذا جلبابها أم هو لإختها الصغرى؟؟
وكانت هذه النقلة تتجلى بوضوح بين البسيطة التي ارتدت إحدى أنواعه القديمة وتلك البنت التي في مقابلي والتي ارتدت جلبابا حديثا( تلك الحداثة التي لا يعلمن على أي دستور تستند ولامن أي قانون تستمد مشروعيتها).
غريب هذا التلاعب بالعقول. الذي يجعلك تنتفض غضبا وتتساءل: لماذا سلموا عقولهم للغير المجهول عندهم المعلوم في كتاب ربهم ؟؟؟
وكانت الأخرى التي تطالع في مجلات الترويج للمنكر، ترتدي حجابا يشهد الله أنه دخيل على الثقافة المغربية.
أجل الحجاب الذي تمخض عن تلك الحملة التي قام بها بعض الدعاة الذين حملوا الإسلام في يد والتقليد الأعمى للغرب في يد أخرى وقاموا بصنع هذا الجيل الذي لا هو مسلم ولا هو غربي, إنما هو الغراب الذي قلد مشية اليمامة.
جيل دعاة على أيديهم كان حجاب الفنانات، مع شرط الإحتفاظ بالنجومية والأضواء. نعم، احتجبي لكن ابقي في مستنقعك وإن عرض عليك التمثيل في دور يغمى عليك فيه ويحملك شاب فلا بأس المهم أنك محتجبة.
قمة السخف.
لا بل وترى أحدهم يلقي محاضرة داخل استوديوا وقد حضر معه المحتجبات المتلونات بكل الألوان وكذا الغير محتجبات والكاميرا تصور هذا الحضور وهذا ما لا ولم أفهمه.
أيها الدعاة الواقفون على مشارف جهنم، ما هي بضاعتكم التي تروجون لها؟؟
ولكن ليس العيب في خزعبلاتكم ولكن العيب فيمن صدقكتم. العيب فيمن رأت الحاضرات في مجالسكم واتخذت من حجابهن مصدر إلهام لها. العيب فيمن قالت إنه داعية على يديه اهتدت العديد من الفنانات.
وفقط حتى نصحح مصطلح " اهتدت " فهو لا محل له من الإعراب في هذا الموضع بل يجب القول، أنهم دعاة استطاعوا خلق نمط جديد من السعي إلى الشهرة والذي يشبه نمط ذاك المتسول بإسم الدين. وبالتالي فالأولى استبدال ذاك المصطلح ب "مسخت" فنقول. مسخت على يديه العديد من الفنانات.
ولا يلمني أحد على استعمال هذا المصطلح لأنهن أردن مسخ الإسلام بحجابهن فألبسهن الله لباس الذل الذي يجعلهن يقفن في خجل أمام أي تساؤل عن حجابهن وحتى أمام المتبرجات
أجل فالمتبرجة تجدها فرصة لإحراجها بالسؤال.
أذكر أن احداهن قالت معترفة لصحافي سألها: إن حجابي هذا هو حجاب متبرجة. واعتقدت بذلك أنها أعطته جوابا مقنعا وأقول لها: تافهة أنت يا سيدة,وذليلة أنت بهذا الإعتراف.
لا بل واستطاع هؤلاء الدعاة تحقيق شيء أعترف أنه ما استطاعه أشد أعداء الإسلام ضراوة تحقيقه,فاخترقوا البيوت بمفاهيم جديدة .
إن العائلات المغربية لها نوع حافظية خاص بها، فإلى عهد قريب جدا كنت لا تجد أبا يسمح لإبنته بلبس السروال مهما حدث حتى وإن كان هذا الأب لم يعرف إتجاه القبلة في حياته.
ولكن الحمد لله مع ظهور هؤلاء الدعاة الذين كان يحضر مجالسهم كل طوائف البشر اعتاد الآباء رؤية هذا النوع من الحجاب، حتى إن رأى إبنته وهي تضع ماكياجا أو ترتدي سروالا فإن قال لها: ماهذا قالت له: ألم تر أن الداعية الكبير(يصبح كبيرا في هذه المواقف) وهو عالم بالدين وعارف بينه وبين الله ورغم ذلك لا يعلق على حجاب الحاضرات وهو يملك الحق في عدم السماح لهن بالتواجد في الاستوديو أو حتى يمنع تصويرهن ولكنه ماقال شيء عن هذا,فهل سنفهم نحن في الدين أحسن منه؟؟. فيخر صامتا وتنتصر البنت المشرعة .
أيها الدعاة.
لقد جنيتم على الإسلام وورطتم الأمة في وحل أشد من وحلها، وصعبتم على العلماء والدعاة الربانيين الطريق. فماذا ربحتم في المقابل؟؟
لقد أعدتم الأمة أشواطا إلى الوراء. فمتى تتوبون عن فعلتكم يا دعاتنا ؟؟؟ ومتى تقفون معترفين أمام معجبيكم ( تتساوون في الشهرة مع الممثلين واللاعين) أنكم كنتم السبب في خراب بعض العقول.
وكان هذا هو مثلث الحجاب الذي وقفت أمامه وقفة متألمة وحزينة على اسلام نسب إليه ما يشهد الله أنه بريء منه.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زينب من المغرب
04-13-2010, 10:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن بطش إعلامي أضر بالحجاب في مغرب كان بأمس قريب بلد وقار وحشمة. إنتقل بي النظر إلى رجل وصل متأخرا ولم ألحظ وجوده.
جلس في مقابلي هو أيضا. وكان يبدوا أنه في نهاية الثلاثين من عمره.
كان يتفرس في وجوه الحاضرات بشكل ملفت للنظر؛ جعلت أنظر للحاضرات بدوري علي أجد ما يدعوا إلى هذه الحدة والجرأة في النظر، أعدت جولة سريعة في أوجههن لأتخذ له عذرا -وإن كان الشرع ينفيه عنه- فما وجدت منه سوى جهل ببند يقول له فيه مصوره والعارف بخبايا نفسه وخائنة عينه وما يخفي صدره سبحانه وتعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30
وقلت غريب أمر الناس كيف أطلقت لهذه الجارحة العنان فماعادت تلزمها بقانون ولا تقيدها بشرع.
أجل ماعاد الناس يهتمون بغض البصر فإن نظر أطال النظر حتى ينتفي عنه الحياء فتسكن قلبه الشهوة ويفضي إلى معصية بدأت بنظرة بسيطة لم يلق لها بالا.
في موقف من أمثال هذا الموقف تجد صوتا في داخلك يقول: طوبى ثم طوبى للمنتقبات. حق لهن أن يقلن بفخر أنهن سيدات الإسلام الأوائل إن اتقين.
حاولت أن أشغل نفسي بعيدا عن هذا الشاب رغم ثورة الغضب التي اجتاحت جوارحي بسبب نظراته.
فعدت إلى التلفاز لأجده انتقل إلى مسلسل آخر هذه المرة تركي. وقلت أهلا بالزوبعة التي صنعها الإعلام ونجح فيها بامتياز.
تذكرت كيف اجتاحت هذه المسلسلات المترجمة ( التركية وسابقتها المكسيسكية) عالم المرأة بالخصوص. فجعلت منها ذلك التائه الباحث في دركات الهوى.
وعودة في الحديث إلى ذلك الإعلام؛ الذي يا سبحان الله هو من ينقل الخبيث ويرمي به في أحضان الأمم فيدنس مفاهيمها ويدمر تقاليدها تم تراه في أول الصفوف قد تربع ليضحك على هذه الأمة.
أتانا بأفلام تصور الرذيلة بنمط متحضر، تنقلك من عالم الواقع الجميل إلى الخيال الكئيب فتقع على قلبك غشاوة تمنعك عن تبصر الحب من حولك. لأن مفهومه اختلط عليك.
ووقفة هنا. لنتأمل ونتساءل :
ما الذي بحث عنه النساء في هذه المسلسلات؟؟
كلنا نتمنى أن نحب ونجد من يحبنا وبصدق. لكن أي نوع من الصدق ذاك الذي نبحث عنه في هذا الحب؟؟ لا بل أي حب هذا الذي نريد؟؟
هل سألت نفسك من علمك الحب؟؟ من لقنك حروفه؟؟ من ارتقى بك في درجاته؟؟
وهل عرفت المحبين من حولك؟؟
تولد ضعيفا. فيسقط الله محبتك في صدر والديك، فترى تلك البنت التي كانت بالأمس في بيت والديها تنام نومة دب قطبي قد تحول نومها إلى نوم المرتقب المستمع إلى دقات قلب فلذة كبدها. فتتقلب في نومك وعند كل حركة تجدها عند رأسك حارسة, مرة لترضع ومرة لتعدل نومتك ومرة لتغطيك. ومرات هن متكررات.
ثم تكبر وتعصف بك عواصف الدنيا فيتغير كل العالم من حولك ونظرتك إليه تتبدل. ويبدو لك كل يوم موحشا عن البارحة.
إلا هي ذلك الجبل الشامخ وذلك النبع الصافي وذلك الصدر الذي لا يخبوا دفؤه. كلما عدت إليه وجدته كما عهدته.
فتعود بك الذكريات إلى ليال قضتها ساهرة لم تذق طعم النوم ولا عرفت سبيله وأنت مريض.
قلتها وعادت بي الذكريات إلى أيام مرضي، وكيف كانت أمي تأتي ماشية على أصابع قدميها وتنصت في هدوء إلى دقات قلبي حتى إن قلت لها لماذا أنت مستيقضة؟؟ تتحجج بحجج واهية قائلة إنه أصابها الأرق.
أي أرق هو يا غالية يمكن أن يصيبك وأنت لولا وجودي لكنت الآن غارقة في نومك؟؟أي أرق يمكن أن يصيبك إن لم تكن تلك القطعة منك قد أصابها المرض؟؟
آه ثم آه ثم آه يا أمي الحبيبة كيف أوفي لك ماتفعلين؟؟
يا مدرستي الأولى في الحب الصافي النقي الطاهر الجميل. يا من علمتني أنه من أجل الحب تذوب نفسك في نفس محبك,فيغدوا شهيقه شهيقا لك وتمتزج كل معاني الوفاء والتضحية والإخلاص للآخر لأنه أصبح قطعة منك.
ذلك الحب الذي كتبت له بداية لا نهاية لها،يسكن القلوب فلا يجد مخرجا منها
يخط عل دفاترنا صفحات من الجمال الذي مهما تهنا ومهما كبرنا وتقدم بنا العمر فإننا كلما عدنا إليه وجدنا أننا لا نزال صغار وأن ذلك الطفل الضعيف لا يزال يسكننا.
اللهم إنا نسألك أن ترحم والدينا وتغفر لميتهم وتجعلنا من أهل الرضى وقدرنا على رضاهم ولا تحرمنا حنانهم.
اللهم آمين
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زينب من المغرب
04-18-2010, 09:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وكم كنت ولا أزال مولعة بطرح هذا السؤال على الآخرين " ما معنى الحب؟؟".
أطرحه في كل مناسبة سانحة، على يهود و شيعة و أطفال و نساء و كبار السن.
ولكني أصطدم غالبا بإنسان يردد علي ما اكتسبه من الإعلام.
حتى أنه في مرة بينما أنا في البيت وكان يصل إلى أذني حديث رجل وامرأة في الخارج لم أكن أميز ما يقولان ولم أعر الأمر اهتماما، لكني كنت أعلم أنهما يدندنان بما لا تطاوعني أذني على الإصغاء له.
وفجأة سمعتها تمشي وتقول بأعلى صوتها: إنساني فأنا لن أستطيع أن أحبك.
كم ضحكت أنا وأختي التي جاءت تسألني: هل سمعت؟؟
فقلت لها ضاحكة يبدو أنها تعيش فيلما هنديا رخيصا على أرض الواقع.
إنه الإعلام الذي أنتج هذا وغيره الكثير.
والعوام تائهون في هذه التفاسير، أذكر حين سألت اليهودي عن معناه قال لي أنتم المسلمون أدرى به فلكم عنه القصص والروايات.
وصدق وهو الكذوب وإن كان قصده غير ما صرح به لسانه.
أجل فليس هناك أمة تعلم تعريفا للحب مثلنا، وليس هناك أحد يستطيع تفسيره وترجمته إلى تصديق قلبي وقول لساني وعمل بالجوارح بدقة كما تعلمنا نحن.
فنحن يحق لنا القول مرفوعي الرأس أننا أسياد أهل الأرض في الحب ولا يستطيع إنسان مهما كانت ملته -إلا مسلما مثلنا- أن ينازعنا في هذه المعرفة وهذا العلم.
لأننا بكل بساطة تلقناه من فاطره في القلوب.لقد تعلمناه بوحي وليس بتأليف انساني سخيف. تعلمناه ممن خلقه وأحله بمحله وعرّفنا حدوده ورسم لنا سلم الرقي فيه وبه.
إنه الخالق سبحانه وتعالى، رزقنا ذلك الكنز وأفرد أمتنا بمفاتيحه.
اللهم لك الحمد ولك الشكر. لك الحمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.
لقد علمنا حبه ثم جعل لنا هذا النبع فياضا بحب الآخرين. نحب الله فنحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ودينه ووالدينا وجيراننا وتغدوا السلسلة مترامية الأطراف متماسكة. لأنها استقته منه, من فاطره ومصوره.
وضع لنا الشرط في الحب، الإتباع والنتيجة التربع على القمة بحب الله لك.


((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ))
(آل عمران -31)
فمدرستنا ربانية محضة منهاجها وحي سماوي خالص ومعلمها سيد المحبين صلى الله عليه وآله وسلم وخرّيجوها الأوائل من أنجب النجباء رضي الله عنهم. ولا زالت في استمراريتها في التربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
اللهم إنا نسألك حبك وحب عمل يقربنا إليك وحب من يحبك,اللهم أحطنا بحبك ولا تزغ قلوبنا إلى سواه.
هذه الحقيقة الغالية النفيسة أدركها العدو باكرا فبدأت حربه من هناك من ذاك الحصن الذي كان منيعا في عهد الأفاضل رضي الله عنهم، فعمد إلى أن ينخر فيه ويقلب موازينه ولعلي أسوق نموذجا لإحدى هؤلاء الذين كانوا نتيجة هذه الحرب في:
بقية الحديث إن قدر الله لنا ذلك

زينب من المغرب
04-22-2010, 09:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
وانظر معي وتأمل في هذا الشعور ومواطنه. فتجده يزرع في قلب المكلف رحمة من الله ومنّا منه لتسهيل مهمة العبد حتى يحصل الإتقان.
وأضرب لك مثلا على ذلك، تلك التي(( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ ))[لقمان: 14] فتبدأ من هنا مسيرة تكليفها الشاقة بالعناية والرعاية والتربية وبالموازاة مع ذلك يخلق الله في قلبها الحب لوليدها فيغدو هذان الخطان من التكليف والحب متشابكان يوطد أحدها الآخر وييسره.
وانظر إلى ذلك العبد المومن المحب كيف غدت لياليه بالحب (( كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)) [الذاريات:17] .
وقس على هذا كل مكلف في هذه الدنيا القصيرة الأمد.
إنها رحمة الله التي وسعت كل شيء. فأنّا للذين جهلوا معناها أن يتذوقوها.
وجاء الإسلام ليهذب هذا الشعور ويصقله حتى لا يزيغ بصاحبه فيفسده من حيث جاء ليصلحه، واقتضت الحكمة الإلهية إرسال خير البشرية صلى الله عليه وآله وسلم. معلما ومحبا وتربى على يديه النجباء الذين حق لنا الفخر بانتسابنا إلى مدرستهم رضي الله عنهم أجمعين.
فتراهم بفرط حبهم الذي ما يضاهيهم فيه أحد لا إلى الغلو صاروا ولا إلى التراخي مالوا.
لأنهم اتبعوا السبيل المرسوم من الفاطر سبحانه. لقد اتبعوا وأطاعوا فتغلفت الطاعة بالحب فكانت البشرى بجنة الخلد.
إنها العظمة التي استفردت أمتنا بها. وإنه الحب في الله الذي ما سمعت بأحد غيرنا أجبر على التصريح به لحبيبه. فما قال غيرنا لمن لا تربطه به لا مصلحة ولا قرابة " أحبك في الله" -وليس في سواه -فوُعد أن يكون وإياه من الذين حقت لهم محبة الله سبحانه.
وما كانت باقي المشاعر والأحاسيس إلا خادمة لهذا الإحساس العظيم.
فالرأفة والمودة وغيرها كلها جاءت لتخدم صرح الحب وتجعله بناء ممتدا في الأفق ومتماسكا البنيان.
ومن هنا انطلق الذي فكر في الهدم، كان عليه أن يفسد معنى الحب في النفس حتى تفسد معه كل المعاني الربانية وكل الطاعات.
فيصبح ذاك الإنسان لا هو محبا ولا هو طائعا لله.
وما وجدت مثالا قويا على هذا الهدم غير دين الشيعة. وإن قلت مثالا فأنا أعنيها فهو ليس الوحيد ولكنه الأقوى.
وتأمل معي في دينهم وانظر كيف أنهم يدندنون بالحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولآل البيت وما قرأت ولا سمعت جرأة على العرض الشريف الطاهر في أحد سواهم.
إنه دين التناقض الذي يفضي إليه من يتغنى بغير ما يؤمن به وينسى أنه مراقب ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
لقد استطاع ذلك اليهودي القزم أن ينخر في قلوب استهواها حب الدنيا وزينتها فيشق الصف ويحدث الخلل ويجر سيلا من الناس باسم الحب في درب العصاة.
ومن هذا الحب الذي لم يتبع السبيل الوحيد لتهذيبه في وحي ربه. ظهر الغلو في ذات العباد وصفاتهم فترى منهم من يرفع العبد الضعيف إلى درجة تأليهه ومن يسب من قيض الله لحفظ هذا الدين.
وعشش الجهل في القلوب وسيطر الحقد عليها فمسخت الفطرة عن آخرها. وأجرموا بما لم يقوى أحد غيرهم على الإجرام به.
فغاصت قلوبهم بالمنكرات التي تشمئز النفس من ذكرها. وتتقزز الأذن لسماعها. وينفطر القلب من هول مصير صاحبها.
وتدبر كيف أن هذا القلب الذي فطرته الإسلام حين يفسد فيه أحد معانيه كيف يصبح قابلا لإستيعاب المنكرات.
لربما لو نظرت إلى كافر لوجدته يرتكب المعاصي في حدود معينة ومهما بلغت درجة إنحطاط قلبه فإنه لا يصل إلى إجرام كإجرام الشيعة. لأن الأول فسد لديه الدين والآخر فسد لديه الحب. فكان الفساد الأعظم.
فهذا القلب الذي يتدبر ويتفكر ويؤمن هو الذي جعل موطنا للحب. فإن غاب عنه الأخير اختل عنده الأول.
ولا زلت أذكر زميلتي في العمل التي كانت شيعية وكذا صديقة أخرى، أتذكر بقوة كيف كانا مميزين بنوع من الحقد وتوحد في التفكير رغم عدم معرفة إحداهما بالأخرى.فالأولى اعترفت لي والثانية ما اعترفت ولكن الشبه الكبير بين قلبيهما جعلني أعرف دين الثانية.
أتذكر كيف كانت تصف لي زميلة العمل نفسها بغير ما أراه ولا أعرفه.
كنت في البداية ألوم زوجها الذي كان ربما من لينه في معاملتها يرفع همتها فيضعها في غير مكانها. فلو فعلها مع قلب سليم لأحل الوصف محله لكن مع قلب مريض كقلبها ومختل (وأنا أعني الكلمة لأن غياب الحب هو قمة الخلل للقلب) ما وجد عندها ميزان الضبط فغدى ما قيل لها كمدح ودلال واقعا مصدقا وإن غاب كليا. فمن يصف لها حالها وقلبها أفسده الحقد؟؟
أين الميزان لتعدل الدفة ؟؟
سبحان الله كم تتجلى الحكمة الربانية في هذه الآية ((فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا))[الحج:46].
وانظر حين سكنت القلب الحقد والضغينة على المؤمنين(حقد الشيعة على السنة) فكانت النتيجة أن حرم نعمة التعقل والتبصر.
فاليهود يجرمون بدعاوي- وان كانت باطلة-مدروسة والنصارى وكل الملل تجرم حيث تعي الإجرام.
إلا الشيعة فهم يجرمون من حيث لا يفقهون, حتى العدو اختلط عليهم فماعادوا يميزون غيرنا عدوا ولا سوانا كافرا(الكفر بميزانهم).
اللهم إنا نسألك عافية القلوب وطهارة من آثار الذنوب.
اللهم أحيي قلوبنا بطاعتك واتباع سبيل حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

عساف
04-22-2010, 10:50 AM
تسجيل متابعة

زينب من المغرب
04-22-2010, 01:37 PM
مرحبا بك
بوركت حيث ما وجدت

زينب من المغرب
04-23-2010, 10:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لربما لو عاشرت الشيعة وكنت صاحب فطرة سليمة لاتضحت لك سمك الغشاوة التي تحيط بقلوبهم.
إن مشكلتهم أنهم سلموا عقولهم على طبق من ذهب لأسيادهم. فترى الشيعي يصدق أي كلام ويهضم أي رأي وإن كان بليدا ساذجا.
أتذكر أفكار صديقتي، ويحزنني فعلا أنها رغم مقدار العلم الذي وصلت إليه إلا أنها بالنسبة لي القمة في الجهل.
لدرجة تصل بها أن تصدق أضغاث الأحلام التي تراودها حين تتأخر في نومها إلى منتصف النهار. وتضع لها التفاسير والتأويلات.
أما مشكلتهم مع نور القلوب وطب النفوس كلام الله سبحانه وتعالى فالطامة أعظم.
قد تهز الكافر بآية من كلام الله فيقف مندهشا أمام روعتها ولكن الشيعي لو حدثته بالقرآن لتألمت وأنت تسمع تفاسيره وتآويله.
إن الشيعي مزيج هائل من كل أفكار الكفر. يأخذ من كل كافر نبذة.
اللهم احفظ شبابنا من دين فبركه اليهود المغضوب عليهم.
وتستمر الحرب لإفساد هذا المعنى الرباني الفطري في الإنسان. ولا زالت الخطط تحاك لمسخه في النفوس.
وهنا تجد إعلامنا الكفري الصنع العربي الإستهلاك, يترجم لنا سموم الغرب الذي ما سعد يوما بمنتوجاته إلا إن كانت عربية الإستهلاك.
والإفساد هذه المرة كان في نقل معنى الحب من شموليته لكل محيطنا ومن مفهومه النقي الطاهر الذي زرعه الله في قلوبنا ليحييها ويهيئها لإستقبال الوحي فنقله إلى وسط الرذيلة والشهوة ليصبح لها عنوانا.
وجل بين الناس واستمع لعقول تصدأت بالإعلام كيف أصبحت تعرف الحب.
إن الناس قلبها يفيض بذاك الإحساس وليس لديها تفسير منطقي له ( في ظل ابتعادها عن مدرستها الربانية) فماذا تريدها أن تفعل أمام اعلام يشرح لها ذاك الإحساس بطريقته ستهضمه دون معاندة كوسيلة لملىء الفراغ.
واستغل العدو الفرصة وبدأ في زرع تفاسيره المضلة في عقول الناس. فأوهمهم أنه يمكن أن يتواجد الحب مقترنا بالرذيلة.
وأن القلب إذا سلك سبل الشهوات قد يسعد. وأنّى له أن يسعد؟؟
اسأل الغارقين في الشهوات عن حيرتهم وفساد نفسيتهم وبؤس أيامهم؟؟
وهجمت هذه الحرب على مساحة واسعة من الناس فأغرقتها كما أغرقت سابقيها في أوحال الجهل بالمعاني الإسلامية واستأصلت النور من قلوبها وطمست عليها بحب المنكرات.
ولا أمل من ترديد هذا التنبيه على الآخرين فكلما عجزت عن الوصول إلى هداية أحدهم أقول له كوصية أخيرة: اترك في قلبك فجوة ولو صغيرة ليصل إليها نور الله في يوم ما, فاجعل صفة من صفاتك أو خلقا من أخلاقك فطريا محضا ولا تطمس عليه واجعل نفسك تكره المعاصي وان فعلتها ولا تضع التفاسير لمعاصيك تقبلها على أنها معاصي يجب التوبة عنها.
نسأل الله الهداية لجميع المسلمين.
وكم أكره هذا الإعلام الذي يعمل الدعاية لأفلامه ومسلسلاته بانجذاب العرب إليها؛ وإن كان في أغلبيتها تأليف من عنده وتزوير.
عند كل مسلسل جديد تبدأ الأخبار عن هوس الناس به ويُطلب البطل الكافر ليحل ضيفا بالديار المسلمة حتى يتفرج العالم على تهافت الجيل المسلم لإستقباله.
ما أحسست بذل في حياتي كإحساسي وأنا أرى شبابنا يتهافت لطلب توقيع كافر.
وانظر الفرق وأحسه وأنت ترى شبابا يافعا يتسابق للحاق بشيخ من شيوخنا حفظهم الله ويطلب منه الدعاء له-هم أخروي محض- وشباب يطلب توقيعا على ورقة من كافر.
وتذكر هذه الآية العظيمة وقل سبحان الذي علم كل ما كان وما لم يكن وما لو كان كيف كان يكون:((أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ))[المائدة:54]. وقل لي بالله عليك على من تُسقط هذا الوصف في المثالين السابقين؟؟
وابك الدمع دما وأنت ترى نساءنا وهن يتبنين هذا الفكر الغربي الكافر.
ياليتهن يعدن إلى مدرستهن الربانية ليستمتعن بقصص الحب التي ما أوردتها الروايات قبلا .
ويقرأن عن زوج يحمل هم الدنيا والاخرة على كاهله؛ زوج يحمل رسالة من أعظم الرسالات وأشرفها، يحمل دينا يقول أن لا إله إلا الله في وسط يعج بالشركيات وعبادة الأوثان لا بل وعليه إيصاله إلى العالمية ورغم هذا لم يثنه هذا أن يكون لحبيبته كأبي زرع لأم زرع. صلى الله عليك يا رسول الله وسلم.
واغرق في بحور الحب في الله وأنت ترى الرفيق معه في الغار وهو يبكي ليس خوفا على نفسه ولكن على حبيبه. رضي الله عنك أيها الصديق.
فما سبب هجران هذه المدرسة وقد كملت فيها معاني الحب؟؟
اللهم إنا نسألك أن ترد بنا إلى الإسلام ردا جميلا.
وعودة إلى صالة الإنتظار وإلى وجوه الحيارى في بقية الحديث إن شاء الله لنا ذلك.

زاد المعاد
04-24-2010, 01:18 AM
واغرق في بحور الحب في الله وأنت ترى الرفيق معه في الغار وهو يبكي ليس خوفا على نفسه ولكن على حبيبه. رضي الله عنك أيها الصديق.


‏‎
‎رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين

وعنك أختنا الغالية عن المؤمنين
تسجيل إعجاب بطريقة السرد كاني معك في الصالة ومتابعة إلى أن يشاء الله‎ ‎حفظك ربي‎

زينب من المغرب
04-24-2010, 01:25 AM
أهلا بك يا غالية في الموضوع.
حللت أهلا سعيدة بوجودك وكنت أنتظرك :).
بارك الله فيك وحفظك ربي وجمعني وإياك على حبه إلى أن نلقاه من المتحابين فيه.

زينب من المغرب
04-26-2010, 11:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقطع حبل سهوي صوت الباب وهو يفتح ,فخرجت تلك البسيطة مع زوجها من قاعة المعاينة واتجها إلى مساعدة الطبيبة التي تجلس في مكتب بجانب القاعة لدفع الفاتورة.
فأخرج الرجل من جيبه المال وأعطاه للسيدة وأخذ ورقة الدواء في يده وانطلقا.
تتبعتهما بعيني إلى أن أغلقا الباب، فوجدت نفسي مبتسمة دون وعي مني، إنه إحساس كما سبق وقلت لك يراودني حين أرى هذا النوع.
وحان دور الزوجين الآخرين, دخلت هي إلى غرفة المعاينة بينما بقي هو خارجا.
لم أعرف سبب بقائه خارجا، لكنها لم تلبث طويلا وخرجت فقام من مكانه واتجها بدورهما لدفع المال، إلا أن الغريب الذي لفت انتباهي أنها هي من فتح الحقيبة ودفع المال وهو واقف ثم انصرفا.
فقلت محدثة نفسي: يبدو أنها من النساء العاملات.
غريب أمر هؤلاء النسوة اللواتي يفضلن العمل على القرار في البيوت خاصة بعد الزواج. أتساءل ما الذي يطمحن الى تحقيقه؟؟
وكم أسأل النساء العاملات عن سبب خروجهن للعمل، وكم تحزنني الأجوبة. ففي غالبها تنم عن جهل عميق بهذا الدين، الذي جاء لينشىء أمة ناجحة فخرجنا عن تعاليمه وبحثنا عن النجاح في مخططات غربية، فكانت النتيجة أن ظهر فشلها في الغرب وتهنا نحن العرب.
تسأل إحداهن بكل سذاجة: لماذا تعملين؟؟
فتقول لك: لأنني أحب أن تكون عندي إستقلالية في مواردي، لا أريد أن أطلب من الرجل في كل مرة شيء جديد فأسمع تأففاته وتأجيلاته.
غريب حالك يا امرأة، تطالبين بالمساواة ثم تتحولين إلى خادمة ذليلة عن جهل. أية استقلالية تريدين؟؟
وما معنى القوامة التي يحب البعض التغني بها في الوقت الذي يطغى عليها جانب التكليف؟؟ وحقيقة أريد أن أفهم من هؤلاء النسوة إن كن يردن المساواة فلماذا يتحملن عباء المصاريف؟؟
إنهن يهربن من مسؤولية غالية وذات قدر عظيم عند الله سبحانه، مسؤولية لهن فيها عند كل خطوة حسنة ومغفرة؛ إلى مسؤولية أشد ثقلا (ولهذا أناط الله الرجال بها) وتحمل في غالبيتها ذنوبا عظام .
وهنا أتذكر تجربة عملي حيث اضطررت لأن أرى أسوأ أنواع البشر. إن أشد شيء أكرهه في حياتي, تجربة تجبرني على التواجد حيث شرار الخلق.
لن أنسى ماحييت اليوم الذي جاء إلى مكتبي أحد الإسبان الذين كانوا يأتون في زيارات مستمرة إلى الشركة باعتبارهم مسؤولين كبار. وقال لي بتلك اللكنة الإسبانية التي تحس في طياتها الكره لك لأنك مسلمة: أحتاج منك مساعدة أريد الإتصال بإسبانيا عبر جهازي والبرنامج لا يعمل.
فقمت ماشية معه إلى مكان آخر حيث كان يضع الجهاز، وجلست أحاول إصلاحه. وفي خلال ذلك مر إسباني آخر وحيّانا، وقال لذلك الجالس بجانبي : كيف حالك؟؟
فأجابه الآخر( في جواب كنت أحاول تكذيب أذني التي سمعته ونقلته إلي): من غير صديقي الحميم كيف تعتقد سيكون حالي.
شعرت بالغثيان وبرغبة في سبه، أنا أعرف هذا الإسباني وأعرف أن طريقة مشيه ليست طبيعية وأنه يتنمق الحديث واللباس زيادة عن اللزوم، ورائحة عطره تخنق الجو إن مر؛ ولكن لم أتصور يوما أن يكون مخنثا.
كم غضبت فنهضت واقفة بسرعة وقلت له: اتصل هاتفيا بهم وقل لهم إن البرنامج يجب إعادة تنزيله.
قلتها وأنا أسرع الخطى إلى مكتبي في ثورة غضب اجتاحتني. كرهت اليوم الذي قررت فيه العمل خارجا.
أتت بالصدفة إحدى الزميلات عندي ووجدتني في قمة الغضب فقالت لي: مابك؟؟
قلت لها: أتعلمين أن الإسباني الفلاني مخنث؟؟
قالت لي: أجل الكل يعلم بذلك ولكن ماذا بعد, تلك مشكلته؟؟.
فقلت لها غاضبة: مشكلته؟؟ معك كل الحق ففي ظل هذا الفساد الذي أصبحت تعج به هذه المدينة وفي ظل هذا الإنحلال المهول فإن تواجد هذا النوع بيننا أصبح معتادا.
ماشاء الله أعمل حيث المخانيث، هل هذه حسنة أم سيئة؟؟
فقالت لي: أنت مضطرة للعمل.
فقلت لها: بل قولي نحن فقدنا الثقة في الله واعتقدنا أننا من نرزق وليس هو فبدأنا نشرع من أنفسنا.
إننا حذفنا من قلبنا التصديق بهذه الآية : ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) ))[الطلاق]
كم من الذنوب تواجه العاملات في ظل الإختلاط والإنحلال الذي يعرفه سوق الشغل عامة.
فأين الحياء؟؟ وأين السمت الحسن؟؟أخلاق نبيلة أتى الإسلام ليغرسها فينا.
امرأة باعت مملكتها النفيسة من أجل عالم ترعى فيه الشياطين مهما كانت دعاويها فإنها جاهلة جهلت تعاليم الدين.
وأستثني من العاملات ما استثناه الشرع.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زينب من المغرب
05-01-2010, 01:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجربة العمل بالنسبة لي فتحت عيني على عالم لم أسعد يوما بالتواجد فيه.
إن النجاح في العمل لم يزدني شيئا، بل هدم أشياء عملت جاهدا لإسترجاعها.
لن تحس المرأة بكلامي حين تكون غارقة في ذلك العالم، عالم الغشاوة، ذاك العالم فيه كل شيء منكسر وكل إحساس لا قيمة له، عالم الماديات، تلجه النساء وهن لم يهيأن أبدا للتواجد فيه.
المرأة ذلك الشعاع المتقد، تلك الأحاسيس الجميلة، تلك المتذوقة للجمال، تلك المترجمة لكل المعاني الجميلة؛
تحتاج أن تكون مع زوجها سكنا،ذلك الإحساس الرباني لا ينتج إلا في وسط رسمه خالقه.
فاقد الشيء لا يعطيه، كيف سينتج الهدوء في بيت لا يوجد فيه ولا عنصر واحد ساكن مستقر فيه؟؟
وتحتاج مع كل عالمها أن ترى الجمال وتترجمه للمتعبين وللمنشغلين، لديها وقت كاف للتأمل في سيرورة الدنيا من خلال مملكتها. ينقل لها زوجها ما يجري في عالم مخيف هو لن يرى مجموعة من المشاهد لأنه في دائرة ذلك العالم لكنها سترى من الخارج ورؤيتها ستكون مفصلة ودقيقة.
تحتاج للهدوء حتى تستطيع الوصول إلى أعماق نفسها والغوص في قلبها لتخرج منه الأحاسيس التي لا تبدو على السطح عادة، يجب أن تنتقي من الاحاسيس ما لم يغيره كدر الدنيا وهمها.
هي إحتياجات طمستها المرأة وخرجت متمردة إلى عالم يسرقها ويسرق بريق الجمال من عينها.
كنت أقف عند باب الشركة في ساعة خروج العمال، وأتأمل في أزهار ذابلة.
اصدقني القول إن قلت لك إنني لم أشعر بالسعادة يوما وأنا أتأمل في وجوههن. وكانت تخيم على قلبي كآبة حزن رهيب .
يخرجن في تزاحم ما بين ضحك عال يصم الآذان وتراشق مع الشباب، يقفن أمام الباب في انتظار الحافلة. بشكل لن أصفه لك حتى لا أجرح إحساس إحداهن ولكن ليس شكلا جميلا البتة.
كان النساء يخرجن من أمامي بألوان مختلفة بين من ترتدي لباسا يفوق راتبها الشهري وبين تلك التي تلبس لباسا يشوه أنوثتها. وعديدات هن اللواتي لا يفكرن في: ما معنى ما ألبس؟؟
كنت أمحص النظر في بعض تفاصيل اللبس وأقول سبحان الله هناك اثنان تتجلى بصمتهما في هذا اللباس.
الصانع والمستهلك.
هناك بعض التفاصيل في اللباس وضعت عن عمد، وتستفز العين لتنظر إلى أماكن محددة. هذه تعبر عن حقد الصانع ومدى دياثته.
وهناك في المقابل واحدة ترتديها لو قلت لها إن ما ترتدين يشير إلى هذا وهذا لاحمر وجهها ولاقتلعته في حينه. وهذه تعبر عن مدى جهل المستهلك ومدى غباءه.
كانت تتضارب الأفكار في رأسي كثيرا لدرجة يتحول الأمر إلى صداع. فأصعد إلى مكتبي وأنا محبطة، لأنني أدخل ضمن نفس السلسلة. يغلف الحزن قلبي وأشعر بمرارة في حلقي، إنني مسلوبة مدفوعة في عالم أتعب فيه ليكون النجاح فيه مجرد راتب أقبضه على مضض في آخر الشهر.
في الوقت الذي خلقت لأصنع نجاحا يمتد عبر الأجيال في أبناء يصنعون الرقي لهذا الدين الذي يمنح لقلبي شعاع الصفاء.
كان صوت يصرخ داخلي: لا لست من هذا العالم، أنا لا أنتمي لهذا العبث. لا ثم لا ثم لا لم أخلق لأكون هنا.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زينب من المغرب
05-04-2010, 10:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرجت تلك المرأة لتبحث في عالم كله شرور.
لا أراها إلا ملكة النحل التي قررت اكتشاف العالم خارج الخلية وخرجت في تسلل من وصيفاتها، فلعبت بها الرياح يمينا وشمالا فأضعفت قوتها، وبللت جناحيها الأمطار فغدت عاجزة عن الطيران والتحليق، ثم نهاية داست عليها الأرجل لتموت الملكة نتيجة غبائها.
تزوجت سيدة في العمل معي وعادت بعد شهر إلى مكتبها، كان أول سؤال بعد الترحيب بها: كيف استطعت العودة إلى هنا؟؟
قالت لي: لقد مللت الجلوس في البيت.
كنت لا أزال في عملي ولكن استهجنت جوابها ولم أستطع تقبله.
فأعدت عليها السؤال: كيف مللت؟؟
فقالت لي: حين تتزوجين ستحسين، مللت النهوض باكرا وعمل البيت والطبخ وإنتظار الزوج ليأتي متعبا...
واستمرت في العد، فما فهمت من كلامها شيء.
لكن أشد شيء حز في نفسي كيف يأمن الرجل على أهله وهي بعيدة عنه في عمل مختلظ وتعود ليلا إلى البيت متعبة منهكة وهو نفس الشيء ثم ......
لا أدري ولكن أحسست أن هذا الرجل تربع على قبله جزء كبير من الدياثة ليسمح لها بإستئناف العمل.
وإلى حدود اليوم لم أسمع جوابا واحدا يفسر عمل المرأة إلا من قليلات لو حكيت لك قصتهن لبكيت بدل الدموع دما.
لا يتسع المجال لذكرهن كلهن ولكن صورة سيدة لا تزال مصورة في ذهني لا تفارقني.
أم لخمسة أبناء، جاء بها زوجها من الريف الهادىء البريء الجميل إلى مدينة صناعية تعج بالفوضى.
ثم بعد أن دخل آخر أطفالها المدرسة، إختفى الرجل فجأة دون أي سابق إنذار. بحثت حيث ما وصل إليه تفكيرها البسيط ولم يظهر، ثم خرجت مكرهة لتعمل.
وكانت تخاصم الدنيا على لقمة العيش لتستطيع إنقاد فلذات كبدها من مستقبل لا يبشر بالخير. وهاج في ظل هذه الظروف المرض عليها.
وانكسر آخر جناحيها، حين كنت أزورها من حين لآخر كنت أجلس إلى جنبها وهي مرة ممتدة على الفراش ومرة جالسة. تحدثني وأصغي إليها بكل حواسي. كان كل شيء فيها يلفظ : الحمد لله
هؤلاء لم يستطع المرض بكل ما يحمل في طياته من ضعف وإنكسار أن يهزم قوتهن الإيمانية الفطرية.
إن المرض بالنسبة للنفس البشرية كعوامل التعرية، يبدأ في تعرية النفس عن مكنوناتها الداخلية. وتنتصب الحواس للإلتقاط مباشرة إلى القلب.
أجل في المرض لا تسمع الأصوات إلا بقلبك. يحدثك الناس خلال مرضك عن مصائب الآخرين فتحس ألما في داخلك عليهم.
يقول لك جليسك، إن الله لا ينسى عبده وما ابتلاك إلا ليعطيك، فتحس وكأنك تسمعها لأول مرة في حياتك.
تصغي وتستزيد تتمنى أن لا ينقطع ذلك الصوت الذي يبشرك برحمة الله بالعباد، تصبح طفلا صغيرا بين يدي جليسك.
ينقشع ضباب الكبرياء والزهو بالنفس وكل الأحاسيس التي تطمس القلب وتضعف فيه الحب.
أذكر أحد السلف حين أشرف على مرض الموت قال لجليسه حدثني عن رحمات الله.
أجل حدثني بالحديث الذي فطر عليه هذا القلب. قلي فأنا ما عدت أسمع بأذني لكني أسمع بقلبي، أخبرني فإن الرحمان جعل قلبي مهيئا لإستقبال رحماته التي يزخر بها الوحيين.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

زينب من المغرب
05-13-2010, 12:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أزلت أذكر وجه المرأة حين كان يجرني الحديث معها إلى السيرة العطرة لخير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم, أو الصحابة رضي الله عنهم ، كانت تسكن عن الحركة بشكل غريب وتنصت في صمت رهيب ولا تقاطعني نهائيا. ثم تذرف عينيها وتنساب الدموع في غمرة وتقول لي سبحان الله لم نعاني إلا القليل مما عانوا لكنهم صبروا ونحن نشتكي.
وجهها كان يستحي فيه شحوب المرض، فيختفي وتبدوا على وجهها إبتسامة المؤمن الموقن بحب الله لعباده.
الحمد لله أنها سعدت في النهاية بعودة زوجها. وسأكون مجحفة بحقها إن وصفت لكم سعادتها بعودته.
واستغربت وأنا أتذكر هذه السيدة، وقلت في نفسي سبحان الله كم تضيع هذه الطبيبة من خيرات في هذه الغرفة الضيقة التي أغلبنا مضطر للمكوث فيها ساعتين من الزمن على أقل تقدير.
أجل فبقدر ما هي نفسية المقبلين على هذه الغرفة مهيأة لإستقبال حديث القلوب -الذي لا يعلمه إلا فاطرها سبحانه واختص أمتنا بالإبحار فيه عبر الوحيين-، بقدر ما يمنح هذا الهدوء للعقل أن يتفكر فيما قد تمنعه عنه مطبات الدنيا.
نظرت مرة أخرى إلى المحيط الذي حولي، تلفاز وطاولة ولوحات.
وقلت ثلاث لو استبدلن بثلاث خير منهن لكسبت هذه الطبيبة، ما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الذي تجلي في خاطري منذ لحظة جلوسي على هذه المقاعد: "والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم"
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3661
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
هكذا وضع صلى الله عليه وآله وسلم الحد الأدنى للدعوة إلى الله ترغيبا للسباقين إلى الفوز.
وتخيلت لو استبدلت الطبيبة القناة بقناة إسلامية شعاراتها القرآن ورضى الرحمان. وحزنت وأنا أقول في نفسي هل ضغطة زر تحرمها كل هذا الكم من الأجر؟؟؟
ونظرت إلى الطاولة وقلت لو وضعت عليها منشورات اسلامية وكتيبات للوعظ والنصح في الله وأغلبها ليس بدرجة غلاء هذه المجلات. كم من واحد سيسعد بقراءتها وكم ستربح من جزاء لكل من قرأ فيها.
نزلت دمعة من عيني وأنا أتذكر كم خسرنا من خير حين وضعنا هم الدعوة إلى الله وراء ظهرانينا.
لو كان لهذه الدعوة هم في قلوبنا لاقتنصنا الفرص في الأماكن العمومية وفي محلات الإنتظار وفي محطات القطارات والطائرات وفي كل احتكاك مع الناس ولكسبنا الكثير.
كم نستهلك من جهد ونحن نحاول إقناع أحدهم في خلال الحوارات، بينما لو التفتنا لسير المهتدين لوجدناهم في غمرة ضلالهم هناك من هزته آية صدرت في غفلة من أحدهم، أو حديث نبوي قرأه على حائط.
لست أحط من قدر الوسائل الدعوية الأخرى ولكني أحاول تسليط الضوء على جانب بالقدر الذي تجلت لي أهميته العظيمة في الدعوة إلى الله بقدر ما غفل عنه أصحابه.
وتمنيت صادقة أن يفكر هؤلاء الأطباء في جعل هذه الغرف التي لا أعتقد هناك من يسعد بالمكوث فيها منابر هداية تشع نورا وهي تتزين بما جعلنا بسببه خير أمة أخرجت للناس.
لا أذكر أين قرأت أن هناك دولة أوروبية تضع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حيطان مستشفياتها، تلك المتعلقة بالوقاية والنظافة والعناية بالنفس.
بينما هذه الحيطان المحيطة بي لم تنطق بشيء ذو هدف، ولعلك لا زلت تذكر ما علق عليها.
وانتهت رحلتي في هذه الغرفة على صوت أمي الحبيبة وهي تقول لي: لقد حان دورنا في المعاينة.
وانتهى حديثي معك ولله الحمد وماعاد فيه بقية.
بارك الله في كل من تابع القصة وجعل الله ما فيها من خير في ميزان حسناتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم زينب