المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاديانى ومسيح لندن .. ضربة صاعقة للقاديانية



محمود القاعود
04-11-2010, 03:39 AM
القادياني و مسيح لندن

http://img218.imageshack.us/img218/8646/pigott.jpg


بقلم الدكتور / أبو بلال العطار .. حفظه الله تعالى .

تملكتني الدهشة عندما استلمت الوثيقة التي أرسلها إليّ من لندن صديقاي "شاهد كمال أحمد" و "أكبر أحمد شودري" و هما قاديانيان سابقان أعلنا إسلامهما قبل سنوات. الوثيقة كانت عبارة عن إعلان باللغة الإنجليزية نشره مؤسس الطائفة القاديانية - الميرزا غلام أحمد القادياني (1839م-1908م) – في أوروبا و أمريكا بتاريخ 24 نوفمبر 1902م.
سبب دهشتي هو اختفاء النص الكامل لهذا الإعلان المهم من جميع المنشورات القاديانية الحديثة و من المجلدات التي جمع فيها القاديانيون إعلانات مؤسس طائفتهم و سموها "مجموعة إشتهارات". لكن سرعان ما تلاشت دهشتي و أنا أقرأ نص الوثيقة الذي تضمن فضيحة كبرى أخرى من فضائح الميرزا التي لا يمكن تبريرها.
الإعلان متعلق بالقس البريطاني "جون هوغ سميث بيغت" الذي ادعى سنة 1902م أنه المسيح و أنه الظهور الثاني ليسوع الإله. و في هذا الإعلان يتنبأ الميرزا القادياني أن القس "بيغت" سيموت أثناء حياة الميرزا، بل و يؤكد الميرزا القادياني خلال الإعلان أنه إن مات قبل موت القس بيغت فإنه – أي الميرزا - لن يكون المسيح الحقيقي و لن يكون مرسلاً من الله تعالى.
و مع أن الميرزا القادياني كان قد تعهد سابقاً للمحكمة أن لا ينشر نبوءة بموت أحد إلا أنه في هذا الإعلان برر نبوءته هذه بأن تعهده السابق متعلق بالبشر و ليس بمدعي الألوهية! فلأن بيغت يدعي أنه ليس بشراً و أنه هو يسوع الإله فلذلك لا ينبغي تطبيق ذلك التعهد عليه. و قد غلبني الإبتسام و أنا أقرأ كلام نبي القاديانيين الذي يلتزم موضوع وحيه بقرارات القاضي البريطاني! و الأطرف من ذلك هو عدم تحرج الميرزا من اختراع تبريرات طفولية للتملص من تلك التعهدات القضائية.
و كما هو معلوم فإن الميرزا القادياني مات سنة 1908م، أما القس بيغت فاستمر في ادعائه أنه هو المسيح إلى أن مات و هو على هذه الحال سنة 1927م. فلا عجب إذاً من عدم تطرق القاديانيين إلى ذكر نص هذا الإعلان في كتبهم و منشوراتهم، فالفضيحة التي تضمنها الإعلان لا يمكن سترها حتى بالطرق القاديانية المبتكرة لتزوير الحقائق. فالإعلان الأصلي منشور باللغة الإنجليزية بكلمات واضحة لا تحتمل اللف و لا الدوران و لا لوم المترجمين "الوهابيين" أو "المشايخ الإرهابيين" كما يحلو للقاديانيين تسميتهم، و تاريخ القس بيغت و موقفه إلى حين مماته معروف للجميع و موثق فلا جدوى إذاً من اختراع قصص التوبة السرية التي يلجأ إليها القاديانيون كلما انكشف دجل نبوءة من نبوءات زعيمهم الملهم.
و في هذا المقال سننشر صوراً عن و ثيقة الإعلان الأصلية و سنسرد الأحداث الموثقة بتسلسلها التاريخي و الذي يتلخص كالتالي:

· 7 سبتمبر 1902م: القس البريطاني بيغت يعلن أنه هو المسيح
· 11 نوفمبر 1902م: الميرزا غلام أحمد القادياني يقول أن بيغت يمثل المسيح الدجال
· 20 نوفمبر 1902م: الوحي القادياني يؤكد أن "بيغت" لن يتوب
· 24 نوفمبر 1902م: الميرزا ينشر في أوروبا و أمريكا نبوءة بموت بيغت أثناء حياة الميرزا
· 23 يونيو 1907م: الميرزا ينشر إعلاناً في أمريكا يؤكد أن بيغت سيموت أثناء حياة الميرزا
· 26 مايو 1908م: الميرزا القادياني يموت بالكوليرا في مدينة لاهور
· 7 مارس 1909م: الكنيسة الإنجليزية تقرر طرد القس بيغت
· 13 مارس 1909م: القس بيغت يؤكد أنه هو المسيح و أنه لا يهتم بقرار طرده من الكنيسة
· 21 مارس 1927م: القس بيغت يموت بالأنفلونزا في لندن محاطاً بأتباعه
· 22 مارس 1927م: الصحف تنقل خبر رفض أتباع بيغت الإقرار بموت مسيحهم في لندن.
و تؤكد حفيدته أن أتباعه تركوا قبره مفتوحاً لإيمانهم بعودته.
من هو "جون هوغ سميث بيغت"؟
في سنة 1846م نشأت في بريطانيا طائفة الأجابمونيتس – و تعني باليونانية "مثوى المحبة" – على يد "هنري جيمس برنس" (1811م-1889م) الذي انفصل عن كنيسة إنجلترا و أعلن بأن روح القدس قد حلت في جسده. و مع أنه ادعى الخلود إلا أنه مات سنة 1899م ليخلفه في زعامة الطائفة القس "جون هوغ سميث بيغت" و الذي أعلن في شهر سبتمبر من سنة 1902م أنه هو الظهور الثاني للمسيح.
و قد ابتدع القس بيغت معتقدات و طقوساً غريبة منها اتخاذه زوجات روحانيات. و لم يكن زواجه الروحي يخلو من الارتباط الجسدي فقد أنجب من تلك الزيجات الروحية أطفالاً. و قد تسببت طقوسه الغريبة و العلنية تلك بمشاكل مع الكنيسة في إنجلترا فتم حرمانه من منصبه بتاريخ 21 يناير 1909م، و بعدها بأقل من شهرين تم إعلان طرده كلياً من الكنيسة في 7 مارس 1909م.
لكن القس بيغت لم يهتم بمراسم الكنيسة لخلعه بل لم يكلف نفسه عناء حضورها و ظل متمسكاً بطائفته إلى أن مات سنة 1927م، و قد بدأت طائفته تضعف تدريجياً بعد موته إلى أن تلاشت سنة 1956م بموت آخر أتباعه بعد أن صمدت الطائفة 110 سنوات.
و قبل أن تتلاشى هذه الطائفة ببضع سنين، ظهر في فرنسا مسيح جديد في 25 ديسمبر 1950م هو "جورج رو" الملقب بمسيح مونتفافييه و الذي أسس طائفة غريبة أخرى هي طائفة "الكنيسة المسيحية الجامعة".
الميرزا يقول أن بيغت و دوئي يمثلان المسيح الدجال
في 11 نوفمبر 1902م كتب الميرزا القادياني ما يلي مشيراً إلى ادعاء القس بيغت أن عنده "سفينة نوح" التي ستنقذ البشرية: ((سفينة نوح التي أنشأناها نحن ستتغلب على السفينة المزورة. الأوروبيون اعتادوا على القول بأن مسيحين دجالين سيظهرون. و قد ظهر أول هؤلاء المسيحين الدجالين و الأنبياء الكذبة في لندن، و بعد هذا سيصل صوت المسيح الحقيقي إلى لندن. و قد بينت الأحاديث أيضاً أن المسيح الدجال سيدعي الألوهية و النبوة لنفسه، و بهذا تحقق هذا بشكل مذهل في هذا الشعب فقد ادعى دوئي أنه رسول في أمريكا و ادعى بيغت أنه إله في لندن)) – الملفوظات المجلد 4، 11 نوفمبر 1902م.
الوحي القادياني يؤكد أن "بيغت" لن يتوب
في كتاب الوحي القادياني "تذكرة" نجد الإلهام التالي عن القس بيغت:
((في 20 نوفمبر 1902م قام المسيح الموعود بالدعاء بخصوص بيغت – و هو قسيس في لندن ادعى الألوهية – و رأى في المنام كتباً مكتوباً عليها ثلاث مرات ما يلي: "تسبيح تسبيح تسبيح". و بعدها استلم الوحي التالي: "و الله شديد العقاب إنهم لا يحسنون"
و قد بين المسيح الموعود معنى هذا الوحي بأن بيغت كان في الطريق الضال و أنه لن يتوب و أنه لن يؤمن بالله) لا يؤمنون بالله) . و هناك إشارة إلى أن ادعاءه للألوهية هو شيء خاطيء، و جملة (و الله شديد العقاب) تشير إلى أنه سيصاب بعقاب من الله. إنه لمن الجرأة العظيمة أن يدعي أحد أنه إله)) – كتاب الوحي القادياني "تذكرة" بالترجمة الإنجليزية – طبعة 2006م صفحة 531.
http://img14.imageshack.us/img14/4374/attachment01.jpg
الميرزا القادياني يؤكد أن موت القس بيغت سيكون خلال حياة الميرزا

هذه هي ترجمة الوثيقة كاملة إلى اللغة العربية

(( منشور للتوزيع في أوروبا و أمريكا
إنذار إلى مّدع للألوهية
المحترم جـ. هـ. سميث بيغت القسيس في كنيسة "تابوت العهد" و الذي يعيش في سيدار لودج كلابتون في مدينة لندن أعلن مؤخراً أنه هو نفسه الإله. هذا الإعلان مذكور في منشورين وزعتهما الكنيسة بعنوان "سفينة نوح" أصدرهما السيد بيغت في اليومين السابع و اليوم الرابع عشر من سبتمبر 1902م. و قد تم إرسال المنشورين إلينا عن طريق سكرتيره الخاص. في هذه الإعلانات قام بتأكيد ألوهيته بكلمات متعجرفة جداً. هو لم ينطق فقط بكلمات الكفر بادعاء أنه هو نفسه السيد المسيح الذي عانى و مات من قبل بل زاد على ذلك بتكبر شديد و ادعى بتعجرف أنه هو "سيد الأرض كلها" و "السيد القادم من السماء" و "القاضي لكل الرجال" و "الحيّ على الدوام".
هذه الإدعاءات المتهورة والتي ليست في محلها هي إهانة حتى ليسوع المسيح الذي ادعى اسمه هذا الكذاب. لقد تحركت غيرة الله بسبب هذه الإهانة لاسمه المقدس و لرسله عن طريق ذاك الإدعاء المتغطرس الصادر عن رجل يسمي نفسه بالإله، لذلك فإن سيد السماوات و الأرض و إلهي الحقيقي القدوس البديع القادر أمرني أن أنذره بالعذاب الذي ينتظره.
لقد امتنعت حتى الآن عن إنذارالبشر بخصوص مصيرهم السيء لأنهم رأوا سابقاً الكثير من الإنذارات المشابهة تتحقق، و أيضاً لأنني قدّمت تعهداً جليلاً بهذا الخصوص، لكن السيد بيغت يقدم نفسه لجمهوره على أنه إله و ليس بشراً. لقد وصلت رسالة مليئة بالمباهاة و الهرطقة إلى سكرتير مكتبنا من السكرتير الخاص للسيد بيغت. إن الشخص الذي نعطيه هذا الإنذار ليس بشراً بل مدعياً للألوهية حيث يدعي حياة أبدية و سيادة على الأرض و السماوات. لذلك فإنني أنذره من خلال هذا الإعلان بأنه إن لم يتب من هذا الإدعاء الذي ليس في محله فإنه سيهلك قريباً حتى أثناء حياتي بعذاب أليم من الله و ليس على يد بشر. هذا الإنذار بالعذاب هو من الله الذي هو إله السماوات و الأرض. إن غيرته سوف تهلك هذا المدعي بحيث لا يتجرأ أحد مرة أخرى على تدنيس الأرض بهكذا إدعاءت كاذبة و متكبرة.
كما أن عليكم أن تعلموا أنني أنا هو المسيح الحقيقي الذي جاء ليعلن عظمة الله في الأرض. لقد جئت بروح و صفات يسوع المسيح. أنا بشر و معي بركات لا حصر لها من الله، في الباطن و الظاهر، في البداية و في النهاية. لقد شهد الله على صدقي بآيات سماوية ظهرت بالآلاف. كما أن لي من الأتباع ما يزيد عن مائة ألف و الذين صارت لهم الحياة الطاهرة من خلالي. إن آلاف الآيات السماوية التي شهدوها أدت إلى التحول النقي في حياتهم، و إن موت السيد بيغت أثناء حياتي سيكون آية أخرى على صدقي. إن مت قبل موت السيد بيغت فإنني لن أكون المسيح الحقيقي و لن أكون مرسلاً من الله. لكن إن جعلني الله تعالى شاهداً على موت السيد بيغت - و الذي سيحدث بتأثير دعائي – فليشهد الناس أجمعون بأنني أنا المسيح الحقيقي و بأنني جئت من عند الله.
كلانا يقع تحت سيطرة قوة عليا، و ذاك الإله القدير سيهلك المسيح الكاذب خلال حياة المسيح الصادق. إن عمري يزيد عن الخمسة و الستين عاماً أما السيد بيغت فأعتقد أنه أصغر مني بخمسة عشر عاماً. أنا بهذا الإنذار لا أتنبأ بهلاك محمدي أو مسيحي أو هندوسي فالسيد بيغت لا ينتمي إلى أي من هذه الأنظمة الدينية بل يدعي أنه هو نفسه الإله سيد الأرض و السماوات. إن موت هذا الإله سيكون بلا أدنى شك أمراً رائعاً، و الأروع منه سيكون دفنه بالتراب. ما أسرع انتهاء حياته الأبدية! أدعو الله البديع القادر الحي النصير أن يري هذه الآية قريباً للعالم. آمين.
الرسول ميرزا غلام أحمد / قاديان – البنجاب
بتاريخ: 24 نوفمبر 1902م ))
http://img260.imageshack.us/img260/4617/attachment02a.jpg
http://img146.imageshack.us/img146/3142/attachment02b.jpg
الميرزا ينشر إعلاناً آخر في أمريكا يؤكد أن بيغت سيموت أثناء حياة الميرزا
لعلّ قصة القس "بيغت" مع الميرزا القادياني قد ذكرتكم بنبوءة أخرى للميرزا و هي نبوءة موت القس "جون ألكسندر دوئي" (1847م-1907م) الذي ادعى في أمريكا أنه النبي إيليا و أنه المبشر بظهور المسيح. فقد نشر الميرزا بحقه تحدياً في الصحف يدعوه إلى أن يدعو الله معه أن يموت الكاذب في حياة الصادق، و قال الميرزا القادياني بأن دوئي سيموت في حياة الميرزا إن هو قبل التحدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
و مع أن الدجال دوئي لم يستجب لإعلانات الميرزا إلا أن هذا لم يمنع الميرزا القادياني من إعلان فوزه بما سماه "المباهلة مع دوئي" عندما مات دوئي سنة 1907م.
و ليقنعوا أتباعهم بانتصار الميرزا في هذه المباهلة - التي لم تحدث قط - قام القاديانيون بكتابة سيناريو غير محبوك عن "النبوءة المتعلقة بالقس ألكسندر دوئي" و ادعو في نهاية السيناريو أن الصحف الأمريكية كتبت عن النصر العظيم الذي حققه الميرزا القادياني! فمثلاً نجد الكلام التالي مذكوراً في مجلة "إي غازيت" القاديانية:
((ماذا قالت الصحف عن ألكسندر دوئي يا ترى؟ ... في عددها الصادر بتاريخ 23 يونيو 1907م كتبت جريدة صنداي هيرالد بوسطن مقالاً بعنوان "العظيم هو غلام أحمد المسيح الذي تنبأ بنهاية مأساوية لدوئي)) – مجلة إي غازيت القاديانية، عدد شهر إبريل 2009م المنشور على الرابط القادياني التالي:

(http://www.alislam.org/egazette/egazette/april-2009-egazette)
ثم أظهروا صورة غير واضحة عن موضوع لصحيفة "صنداي هيرالد بوسطن" و يظهر في الصورة عنوان الموضوع فقط و هو "العظيم هو الميرزا غلام أحمد المسيح" أما محتوى الموضوع فلا يمكن قراءته في الصورة التي نشرها القاديانيون.
و لما تتبعت العدد المذكور من صحيفة الصنداي هيرالد وجدت أن الموضوع منشور في قسم المجلة و الذي يستقبل مقالات المعلنين و القراء، و وجدت أن الخبر المشار إليه ما هو إلا إعلان نشره القاديانيون أنفسهم حيث يظهر في نهاية الموضوع اسم و توقيع كاتبه و هو "غلام ياسين" المبشر القادياني السابق في الولايات المتحدة!
أما المفاجأة الأكبر فهي نشر المدعو "غلام ياسين" في ذلك الإعلان نفسه للكلام التالي على لسان الميرزا غلام أحمد القادياني:
((ستظهر آية من الله لتبرهن على صدقي و ذلك بموت السيد بيغت مدعي الألوهية المتغطرس حيث سيهلك أثناء حياتي. و ستظهر آية أخرى إذا قبل السيد دوئي التحدي الذي عرضته)) – صحيفة الصنداي هيرالد بوسطن، 23 يونيو 1907م.
http://img685.imageshack.us/img685/8815/attachment03a.jpg
http://img11.imageshack.us/img11/2397/attachment03b.jpg (http://img11.imageshack.us/img11/2397/attachment03b.jpg)
http://img202.imageshack.us/img202/7944/attachment03c.jpg
إذاً فالخبر الصحفي الذي يتبجح به القاديانيون لم يكن إلا إعلاناً قاديانياً مبهرجاً. و كما هو واضح من ذلك الإعلان المبهرج فإن نبوءة موت القس دوئي كانت مشروطة بقبول دوئي لتحدي الميرزا، و هو شيء لم يحدث قط، و الأهم من هذا كله هو تكرار الميرزا القادياني لنبوءته بخصوص القس "بيغت" و التي فضل القاديانيون عدم الإشارة إليها بتاتاً عند حديثهم عن دوئي. فالقس "بيغت" يجب أن يموت أثناء حياة الميرزا، و هو أيضاً شيء لم يحدث قط فالقس بيغت مات بعد موت الميرزا بسنوات عديدة.
هل تاب القس "بيغت"؟
لقد مات الميرزا غلام أحمد القادياني سنة 1908م عندما كانت دعوة "بيغت" في أوجها، فالتاريخ الموثق يؤكد أن بيغت ظل متمسكاً بدعواه إلى أن مات سنة 1927م. لقد تحقق توقع الوحي القادياني بأن "بيغت" لن يتوب، لكن سرعان ما ثبت كذب الميرزا القادياني عندما ادعى لاحقاً أن "بيغت" سيموت أثناء حياة الميرزا.
لكنكم لن تجدوا الكثير في كتابات زعماء القاديانية و خطبهم عن نبوءة القس بيغت، و ستجدوهم عندما يذكرون القس بيغت لا يظهرون نص إعلان النبوءة بحقه بتاتاً، بل يكتفون بالتمويه حول موضوع النبوءة و كيفية تحققها. و إليكم هنا بعض الأمثلة على تمويه منظري القاديانية و زعمائها بخصوص هذه النبوءة الفضيحة:
مثال 1: يذكر موقع القاديانية الرسمي اسم القس بيغت في معرض حديثه عن انتصارات الميرزا المزعومة، حيث ورد مثلاً الكلام التالي: ((حضرة الميرزا نشر إعلاناً آخر سنة 1903م. هذا الإعلان كان عنوانه "نبوءات حول دوئي و بيغت". بيغت هذا كان مدعياً للألوهية في إنجلترا ... و قد دعا الميرزا: "يا إلهي أظهر للناس كذب بيغت و دوئي قريباً". و قد نشر هذا الإعلان في الغرب على نطاق واسع. و قد نشرت ملخصاً له كل من الغلاسغو هيرالد في بريطانيا و نيويورك كوميرشال أدفايسر في أمريكا. و قد عرف ملايين الناس بهذا الإعلان)) – كتاب دعوة إلى الأحمدية، باب النبوءات، المنشور على الرابط القادياني التالي:
http://www.alislam.org/books/invitation/arg10.html
لكن الكتاب لا يورد نص النبوءة بخصوص بيغت و يكتفي بالحديث عن موت دوئي فقط، هذا مع أن الإعلان متعلق بنبوءات حول دوئي و بيغت!
مثال 2: يتحدث خليفة القاديانيين الخامس الميرزا مسرور عن النصر العظيم الذي حققه الميرزا القادياني ضد القس بيغت قائلاً: ((حتى هنا في بريطانيا قام حضرته بتحدي القس بيغت و الذي صار آية فيما بعد. إن نفس الناس الذين كانوا يسمون بيغت إلهاً سقطوا قبله مع أنه قال في أحد إعلاناته أنه يصنع سفينة نوح لإنقاذ الناس. و عندما بلغ هذا الأمر حضرة المسيح الموعود عليه السلام قال: "الآن ستبين سفينة نوح الحقيقية زور سفينة نوح الكاذبة" كما جاء في الملفوظات المجلد 2 صفحة 512. لقد كتب حضرة المسيح الموعود عليه السلام إعلاناً لنقض ادعاءات بيغت و قد طبع هذا الإعلان في الصحف في إنجلترا. إحدى تلك الصحف هي صحيفة "صنداي سركل" التي طبعت الإعلان في 14 فبراير 1903م، و قد قامت هذه الصحيفة بكتابة العنوان التالي قبل نشر هذا الإعلان: "الخصم الهندي للقس بيغت المسيح الأخير". على أي حال فقد قام المسيح الموعود عليه السلام بنشر الإعلان الذي يتنبأ فيه بهلاكه و إبادته. و قد كان بيغت في تلك الأيام في أوج مجده لكن سرعان ما ثبت أنه لا يحتمل المعارضة التي واجهه بها النصارى فصار يتنقل مختبئاً من مكان إلى آخر. و بهذا شهد العالم أن سفينة حضرة المسيح الموعود عليه السلام هي الحقيقية)) – خطبة الميرزا مسرور أحمد الخليفة القادياني الخامس بتاريخ 27 تموز 2008م في الجلسة السنوية في ألتون هامبشير بريطانيا. و يمكنكم مشاهدة و سماع خطبة الميرزا مسرور على الرابط التالي:
http://flickriver.com/photos/wickers_poet/4461326195
و كما لاحظتم فإن الميرزا مسرور أغفل ذكر نص النبوءة المتعلقة بالقس بيغت، و أغفل ذكر حتمية موت بيغت في حياة الميرزا، و أغفل ذكر استنتاج النبوءة نفسها كذب الميرزا القادياني في حال موته قبل موت القس بيغت! و لم يخجل الميرزا مسرور من الادعاء كذباً أن بيغت صار يتنقل مختبئاً من مكان إلى آخر بعد طرده من الكنيسة! هذا مع أن الكتابات القاديانية نفسها أكدت أن بيغت ظل يتبجح بأنه هو المسيح حتى بعد طرده من الكنيسة سنة 1909م.
بيغت لم يتب و ظل متمسكاً بدعواه إلى أن مات
لأن القاديانيين لا يؤمنون عادة إلا بالتاريخ الذي يكتبه لهم زعماؤهم و منظروهم فإنني سأبدأ بنص ورد في الكتابات التي نشرتها الجماعة القاديانية نفسها و التي أكدت أن "بيغت" ظل متمسكا بدعواه حتى بعد أن طردته الكنيسة الإنجليزية سنة 1909م، أي حتى بعد موت الميرزا القادياني. حيث جاء في الكتاب القادياني "الإقتراب من الغرب" الكلام التالي عن القس "بيغت":
((كنيسة إنجلترا اتخذت قراراً حازماً بحقه، حيث قررت طرده و بهذا عرضته للإهانة الشديدة. لكن سميث بيغت أصر في المقابل على عجرفته و أعلن قائلاً "أنا إله، و لا يهمني ما يفعلونه")) – الكتاب القادياني "الإقتراب من الغرب" صفحة 16، من منشورات القاديانية في أمريكا.
http://img27.imageshack.us/img27/1294/attachment04.jpg
ذاً فالوحي القادياني صدق بخصوص عدم توبة القس "بيغت"، و هاهم القاديانيون أنفسهم يؤكدون أن "بيغت" أصر على دعواه حتى بعد أن طردته الكنيسة الإنجليزية سنة 1909م.
و من المعلوم أن الكنيسة قررت حرمان "بيغت" من منصبه بتاريخ 21 يناير 1909م، و بعدها بأقل من شهرين تم إعلان طرده كلياً من الكنيسة في 7 مارس 1909م. و قد نشرت صحف عديدة خبر طرد "بيغت" و من تلك الصحف صحيفة "هويرا أند نورمانبي ستار" التي كتبت ما يلي:
(( لندن 7 مارس 1909م قام الأسقف كنيون – أسقف باث و ولز – بإعلان الطرد الكنسي للقس سميث بيغت و الذي لم يظهر خلال مراسم الطرد. و قد كانت مراسم الطرد فريدة و كانت الأولى من نوعها في ولز خلال ألف عام)) – صحيفة هويرا أند نورمانبي ستار، 8 مارس 1909م، صفحة 5.
http://img404.imageshack.us/img404/7412/attachment05.jpg
أما إصرار "بيغت" على دعواه حتى بعد طرده من الكنيسة فهو أيضاً أمر مشهور، و قد تناقلت الصحف تصريح "بيغت" عن طريق سكرتيره الخاص سنة 1909م أنه لا يهتم لقرارات الكنيسة و أنه مصر على دعواه. فمثلاً نشرت صحيفة "وست كوست تايمز" خبر طرد بيغت بتاريخ 13 مارس 1909م قائلة:
((قام الأسقف كنيون بإعلان الطرد الكنسي للقس جون هوغ سميث بيغت زعيم طائفة "مثوى المحبة" في سباكسون. أما القس بيغت فلم يحضر المراسم، و قد كانت مراسم الطرد مهيبة و كانت الأولى من نوعها خلال ألف سنة خلت)) و ختمت الصحيفة الخبر بما يلي:
((في مقابلة مع مندوب الدايلي شرونكل صرح السيد سي. أس. ريد - سكرتير القس بيغت - قائلاً: سوف نستمر على ما نحن عليه كأن شيئاً لم يكن. نحن لا نهتم بما يقوله العالم عنا فهم لا يتفهمون معتقداتنا و لذلك لا يمكن لهم أن يقبلوا حقيقتها)) – صحيفة وست كوست تايمز، 13 مارس 1909م صفحة 4.

http://img42.imageshack.us/img42/9537/attachment06.jpg

أما الميرزا مسرور فيريدنا أن نصدق قصته الغير محبوكة عن اختباء بيغت من مكان إلى آخر بعد طرده من الكنيسة! و يبدو أن مسرور نسي أو تناسى الوحي القادياني الذي أكد أن بيغت لن يتوب. و لا عجب من دعاوى خلفاء القاديانية العريضة فهم ادعوا سابقاً أن عدد المبايعين القاديانيين الجدد في سنة واحدة بلغ 81 مليوناً، لكن العجب كل العجب ممن باع دينه و عقله بتصديق هكذا خرافات.

القس "بيغت" يموت بتاريخ 21 مارس 1927م
ظل بيغت متمسكاً بدعواه العريضة و طقوس طائفته الشاذة إلى أن مات سنة 1927م. و قد جاء في صحيفة الإندبندنت ما يلي: ((القس جون هوغ سميث بيغت تم شلحه من الكنيسة سنة 1909م لكنه ظل في طائفة الأجابيمون حتى سنة 1927م )) – موقع صحيفة الإندبندنت
http://www.independent.co.uk/news/uk/this-britain/ooh-vicar-our-appetite-for-randy-rectors-1020519.html
و نشرت جريدة أرغوس خبر موت القس بيغت تحت عنوان "موت زعيم طائفة مثوى المحبة" حيث جاء في الخبر ما يلي: ((في لندن و بتاريخ 21 مارس 1927م توفي القس ج. هـ. سميث بيغت في الساكسون أغابمون بمرض الإنفلونزا و سيدفن في الأرض التي دفن فن فيها مؤسس الطائفة الأخ "برنس". و قد رفض أتباعه الإقرار بموته لأنهم يعلنون عقيدتهم بأن مسيحهم سيعيش للأبد)) – جريدة أرغوس، العدد الصادر بتاريخ 22 مارس 1927م.
http://img682.imageshack.us/img682/9808/attachment07.jpg
و الآن لنستمع إلى ما قالته حفيدة بيغت نفسه و اسمها "كيت بارلو" حيث أكدت في مقابلتها مع إذاعة "آي بي سي" أن أتباع بيغت المقربين ظلوا يؤمنون بأنه هو المسيح حتى آخر لحظة في حياته، بل قالت كيت بارلو ما يلي: ((لقد انحدر كل شيء بوفاة جدي، فقد كان موته صاعقة. أعلم أن الأمر يبدو سخيفاً لكنهم تركوا قبره مفتوحاً لأنهم اعتقدوا أنه سيعود للحياة مرة أخرى)).
و يمكنكم الإستماع إلى المقابلة كاملة باللغة الإنجليزية على الرابط التالي، علماً أن الكلام المقتبس أعلاه جاء بعد الدقيقة 42 من المقابلة:
http://mpegmedia.abc.net.au/rn/podcast/2010/01/sot_20100103.mp3
و لا يفوتني أن أشكر إخواني "شاهد كمال أحمد" و "أكبر أحمد شودري" على جهودهم للحصول على وثيقة النبوءة الأصلية و أشكر الأخ "طاهر حسين" على تسهيله الحصول على بعض الوثائق الهامة الأخرى. و أسأل الله سبحانه أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم و أن يفتح به أبصار المغرر بهم من أتباع بني قاديان.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


فؤاد العطار

25 ربيع الآخر 1431هـ / 10 إبريل 2010م

محمود القاعود
04-11-2010, 03:52 AM
نسأل الله تعالى أن يحفظ " أبو بلال العطار " ويجزيه عن الإسلام كل خير

ساكن المدينة المنورة
04-12-2010, 01:21 AM
نسأل الله تعالى أن يحفظ " أبو بلال العطار " ويجزيه عن الإسلام كل خير

اللهم آمين والدعاء موصول لكل من يدافع عن الأسلام والمسلمين من الموحدين

فارس الكنانة
04-12-2010, 01:55 AM
جزى الله خيرا شيخنا الكبير قاهر القاديانية أبا بلال فؤاد العطار، إنه بحق فارس هذا الميدان، ربما يقال بعد ذلك: قاديانية ولا عطار لها

وجزاك الله خيرا أخانا وشيخنا الكريم محمود القاعود على نقل كلامه هنا

اخت مسلمة
04-12-2010, 01:56 AM
كثيرة هي طوامه وخزاياه ..
ليت أتباعه يخجلون من التبجح باتباعهم له ...
جزى الله الأخوة " فؤاد العطار " و " محمود القاعود " خيرا وأعانهم وسدد خطاهم

تحياتي للموحدين

أبوعمر الشامي
04-12-2010, 04:51 PM
جزاك الله خيراً أيها الأخ الكريم

ياليت -مشفوعة بالدعاء- أن تتشرف بعض القنوات الإسلامية باستضافة الأستاذ فؤاد العطار لمناقشة القاديانية بذات الطريقة والنهج التي يقوم بها الشيخ الكريم عدنان العرعور في حواره مع الشيعة على قناة صفا. لا سيما وأن القاديانية استطاعت البث عبر الأقمار الصناعية العربية. ولا يخفى على أحد أن لغة الصورة والصوت تعتبر اليوم أكثر تأثيراً من اللغة المطبوعة.
نرجو من الله أن يتم ذلك في أسرع وقت

وللأخ محمد القاعود الكريم:
لدي بعض تساؤلات عن القاديانية فهل أفتح لها شريطاً مستقلاً أم أضعها هنا

وتقبل فائق تحيتي

اخت مسلمة
12-04-2010, 12:20 AM
up....

السهم الثاقب
07-31-2011, 09:10 PM
جزي الله الناقل والمنقول عنه خيري الدنيا والآخرة
جـــ شكراً ـــزيلاً
محبتي لكما في الله وباقة ورد

إلى حب الله
08-01-2011, 11:51 AM
مقالة في الصميـــــــــــــــــــم !!..
جاري النشر ........

احمد محمود بدر
08-03-2011, 04:36 AM
طبت وطاب ممشاك وحياك الله وجزاك خيرا اكيد انك تعبت في عمل هذا البحث فجزاك الله خيرا وبارك فيك

الصارم الصقيل
10-22-2012, 04:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

والله نحن بالأشواق إلى العود الحميد للشيخ الحبيب فؤاد العطار

فهل من مخبر عن جديد الشيخ و اين هو ؟