أبو أيمن
04-20-2010, 08:23 PM
السنة والشيعة
إن خيرَ الكلام ِ كلامُ اللهِ تباركَ و تعالى، وخيرَ الهدي ِهديُ محمدٍ . وبعدُ ايُّها المسلمون يقولُ الحقُّ تباركَ اسمُهُ وتعالى جَدُّهُ : ﴿ولا تقولوا لِمن ألقى إليكـُمُ السلامَ لستَ مؤمناً﴾النساء94 ويقول: ﴿ إنـَّما المؤمنونَ إخوة ﴾ الحجرات10 ويقولُ أيضا ً﴿ إنَّ أكرَمكـُم عندَ اللهِ أتقاكم ﴾الحجرات 13 .
فالإسلامُ لا يفرقُ بينَ سُنيٍّ وشيعيٍّ ما دامتِ العقيدة ُالإسلاميَّة ُ تجمَعُهُم لقولِهِ (المُسلمُ أخو المسلم ِلا يظلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ ولا يَخذلهُ ولا يَحقِرُه ) وقولِه : (سبابُ المُسلم ِفسوقٌ، وقتالـُهُ كفر ). فالإسلامُ هوَ الرابط ُالوحيدُ بينهُم، دونَ نظرٍ إلى ما دونَ ذلكَ من اجتهاداتٍ فقهيةٍ ومسائلَ خلافيةٍ لا تتعدى الفروع، وصدقَ الله : ﴿ هوَ سمَّاكم المسلمين﴾ الحج 78 ، فأصلُ التشيُّع ِخلافٌ وقعَ قبلَ أكثرَ مِن ألفٍ وثلاثمِائةٍ عام، وبالتحديدِ أيامَ خلافةِ عليٍّ بن أبي طالبٍ كرَّمَ الله ُوجهَه، فصارَ للذينَ تشَيَّعوا فقهٌ وفكرٌ، لا يخرجُ في أصلهِ عن الإسلام، وصارَ لهُم أساتذة ٌوطلابُ عِلم، وتفرَّعَتْ عنهمْ آراءٌ وأحكامٌ بأدلةٍ شرعيةٍ أو أدلةٍ لهُم فيها شُبهة ُاستدلال، أمَّا مَن ِانحرفَ مِنهم عن ِالعقيدةِ ـ وهُم قِلـَّة ـ ٌوشذوا عن ما عليهِ الامَّة ُمن قطعياتٍ فقد كـَفروا، ولكن، لا تزرُ وازرة ٌ وزرَ أخرى، وبناءً عليه، فإنَّ مِن التقوى وحُسن ِالتأتي والإنصافِ أن يُبحثَ موضوعُ الشيعةِ على صُعُدٍ أربعةٍ:
أوَّلها: إنَّ الشيعة َكما السُّنـَّةِ جماعاتٌ وفرقٌ و مذاهبْ، فليسوا كلـُّهُم سَواء، إلاَّ مَن شذ َّ مِنهُم كما قلنا، فمِنَ التقوى أنْ نقولَ عمَّنْ شذ َّعن ِالأصول ِبأنـَّهُ كافرٌ دونَ غيرهِ إلاَّ مَن سلكَ مَسلكهْ، ولا يجوزُ أن نقولَ إنَّ الشيعة َ كلُّ الشيعةِ قد كفروا، ففيهمُ المؤمنُ وفيهمُ الكافِر، والمسلمونَ منهم يُنكرونَ على الآخـَرينَ ما اعتقدوه، فكيفَ باللهِ عليكم نجعـَلـُهُمْ بالكفرِ سَواءٌ، وفيهمْ من لم يكفرْ بقولٍ ولا بفعلٍ ولا بشكٍ ولا اعتقاد، كما لا يصحُّ أن نقولَ من قالَ أنا شيعيٌّ فهوَ كافر، كمَن قالَ أنا يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، فلا وجهَ لِمُقارَنةِ أولئكَ بهؤلاءِ أبداً، لأنَّ الإسلامَ قد بيَّنَ قطعاً بأنـَّهُ لا يُقبلُ من ََالإنسان ِبعدَ رسالةِ الإسلام ِ يهودية ً ولا نصرانية ً، أمَّا موقفُ الإسلام ِمنَ الشيعةِ فهوَ نفسُ موقفِهِ من أصحابِ الإجتهادات ِالذينَ يختلفونَ وكلـُّهُمْ مسلمون. فإذا كانَ قدْ تفرَّعَ عن ِالشيعةِ مَن كفرَ فإنَّ الأصلَ لا يُلحَقُ بالفرع ِ أبدَاً.
و ثانيها: قد يقولُ البعضُ إنَّ في بطون ِ كـُتبِ عُلماءِ الشيعةِ وَمَراجـِعِهم ما هو كفرٌ صُرَاحٌ مسطورٌ يتدارسُهُ تلامذتـُهُم من بعدِهِم، وهُنا نقول: إذا وُجدَ في الكتبِ كفرٌ فبهِ يَكفـُرُ قائِلـُهُ وكاتِبُهُ وقارؤهُ إن اعتقد بهِ وأمَّا عامَّـتهم من الذينَ لا يعرفونَ ما هو مكتوبٌ في هذهِ الكتبِ، أو يقرؤونَهُ ولا يفهمونَهُ فكيفَ لنا أن نُكفـِّرهُم ؟ حتى لو خرجوا وقالوا فلانٌ مرجعيَّتـُنا، ونحنُ على مذهبهِ، وهم عامَّة ٌ، والعامَّة ُ لا تـُدرِكُ بالضرورةِ تمامَ الإدراكِ ما تقولُ بهِ الخاصة. فهل يعرفُ عامة ُ مسلمي السُّنة ِ كلَّ ما هوَ مكتوبٌ في كـُتُبِ علمائِهم ؟ وهل يعرِفُ كلُّ مَن يَقولُ أنا شافعيٌ مثلا، كـُلَّ ما هُوَ مَخطوط ٌ في كـُتب ِالشافعية ِ، أو يِدركـُهُ تمامَ الإدراك، أقولها بمليء فيَّ.....لا والله !! ولهذا فلا يصحُّ تكفيرُ العامَّةِ بما يقول خاصتـُهُم ولو كانَ مسطوراً في كـُتـُبهم.
وثالثها : التبَعِيَّة ُ السياسية ُ، فحالُ الشيعةِ كحال ِالسُّنةِ يعيشونَ في بلادٍ سَلـَّط الكافرُ المستعمرُ فيها على رقابهم قياداتٍ سياسيةٍ تسومُهُم سوءَ العذابِ، تـُمنـِّيهم وتتآمَرُ عليهم ضدَّ قضاياهُم ومصالِحَهُم، وهيَ فوقَ هذا وغيرهِ لا تحكـُمُ بكتابِ اللهِ ولا بسنةِ رسولهِ، لا فضلَ في ذلكَ لقياداتِ السنـَّةِ على قياداتِ الشيعةِ، وأما رابعُها: فلماذا يُطرَحُ هذا الموضوعُ الآنَ، وفي هذا الوقت ِ بالذات ؟ وهوَ ليسَ وليدَ الساعةِ، فلِمَ الخوضُ فيهِ بهذهِ الساعةِ ؟ ولمصلحةِ من تـثارُ هذهِ المسالة ُ؟ ومن المستفيدُ ؟ إنَّهُم قطعاً ألكفـَّارُ المستعمرونَ الذينَ أوقدوهَا، وَكلُّ من ساهَمََ في تأجيجـِهَا فهو مُتـَّهَم.
إخوتي في الله :
إنَّ إثارةَ َهذهِ النعرةِ الطائفيةِ بينَ المسلمينَ هي إثارة ٌ لفتنةٍ نائمةٍ قد توْصِلُ والعياذ ُ باللهِ إلى إقتتال ٍ بين َالمسلمينَ، وقد حذرَ عليهِ السلامُ فقال:(الفتنة ُ نائمة ٌ لعنَ اللهُ مَن أيقظها). وهيَ في الحقيقةِ لا تـَخـْدِمُ إلاّ الكفارَ الذين يَسعوْنَ لتقسيم ِ بلادِ المسلمينَ إلى طوائفَ ومذاهبَ وقوميَّاتٍ، حتى يَسهُلَ لهمْ دوامُ السيطرةِ عليها، دعوة ٌبغيضة ٌ، تلفتُ الأنظارَ عن الخطرِ الحقيقي المتمثل ِ في تكالبِ الكفارِ علينا إلى خطرٍ موهوم ٍ مزعوم ٍ يتعرضُ لهُ السُّنة ُمن الشيعةِ، أو الشيعة ُ من السُّنةِ، فينشغلونَ ببعضهم عنها، يرموننا عن قوس ٍ واحدة ٍ، ونحنُ تـُفرِّقـُنا سُّنة ٌوشيعه. والمغضوبُ عليهم، والضالونَ والفجارُ الملحدونَ يتربصونَ بنا الدوائرَ، ونحنُ نتـَّهمُ من شهـِدَ بالوحْدانيَّةِ وَنُكفـِّرُه !! فـَمَنْ ؟ باللهِ عليكـُم عدوي ؟ أهُوَ المُسلمُ المُخالِفُ لمذهبي ؟ أم الكافرُ المخالفُ لمبدئي !!
أيُّها المسلمون: إنَّ القاعدة َالأساسية َفي السياسةِ البريطانيةِ قديماً، فرِّقْ تسُدْ، قد صارَتِ اليومَ خـُطة َ سيرٍ لأمريكا على نحوٍ مُشابه ٍ وأشدُّ فتكا ً وتمزيقاً، فقد ارتأتْ أمريكا أنها لن تأتيَ بأفضلَ ممَّا قامتْ بهِ بريطانيا فعَمَدَتْ إلى تقسيم ِالدُّول ِمن داخِلها إلى كنتوناتٍ وحُكم ٍ ذاتي ٍأو فِدراليّ ٍ باستغلال ِالطائفيةِ والقوميةِ في ذلكَ البلد، تِلكَ النـَّعرة ُ التي كانت سبباً في تمزيق الأمَّةِ وضياع ِسُلطانِها، واليومَ وقد أقلـَّتْ أرضُ العراق ِ وأظلتْ سماؤهُ عِرقياتٍ مِن أجناس ٍمختلفةٍ، ما بينَ عربيّ ٍ وكرديّ ٍ و تركمانيّ ٍ و آشوريّ ٍ وغيرِها، ومُعظمُها مِن السنـَّةِ والشيعةِ، ممَّا يُولـِّدُ عندَ المُحتلِّ طمعَاً يُغريهِ بإثارةِ هذهِ النعْرَاتِ، وإشعال ِ نارِ الفتنةِ بينَ أصحابها لتكونَ لهُ السيادة ُ.
أيَّتها الأمَّة الكريمة ُ : إنَّ الغربَ وعلى رأسهِ أمريكا عدوٌ ظاهرٌ للإسلام ِ والمسلمينَ، يعملُ للقضاء ِعلى العقيدةِ الإسلاميةِ وهدم أركانِها، وما حَملـَتـُهُ الأخيرَة ُعلى العراق ِ إلاَّ حربٌ صليبية ٌ جديدة ٌ حاقدة ٌ بثوب ٍ منمَّق ٍ، تستهدفُ الإسلامَ والمسلمينَ أمَّة ًوحضارة ً، و إلى جانبهِ بَسط ُ النـُّفوذِ الأمريكيِّ على نـَفطِ الخليج ِ، ونهب ِمقدرات ِالمسلمينَ، وفرض ِالهيمنةِ، ليسَ على العراق ِ وحسبْ، بلْ، مِن أجل ِصياغةِ المنطقةِ بالشكل ِالذي يَخدُمُ مَصالِحَهَا ويحققُ أهدافـَهََا، ويمُكـِّنُهَا من السيطرةِ على الخليج ِ، و بالتالي على سائرِ بلادِ المسلمينَ لسلبِ خيراتِهم، وحربـِهم في ثقافتِهم، وحرفِهم عن حضارَتِهم، وتشويهِ الأفكارِ الإسلاميةِ في أذهانهم، وفرض ِأنظمةِ الكفرِ وأحكام ِالطاغوتِ من ديموقراطيةٍ عفنةٍ وما انبثقَ عنها من حرياتٍ إلحاديةٍ، وإباحيةٍ وشذوذ، وما يحصُلُ اليومَ بالنجف ِ الأشرفِ هو نفسُهُ ما تقومُ بهِ يهودُ ببيتِ المقدس ِالشريفِ، وغداً لا قدرَ الله ُبأمِّ القرى ومن حولها، وبعدَ غدٍ قاهرة ُالمعزِّ ومن جاورها، ليستدركَ من تخاذلَ فيقول، أكلتُ يومَ أكِلَ الثورُ الأبيض، ولاتَ حينَ مندَم ِ.
إنَّ الواجبَ على المخلصينَ من أبناءِ المسلمينَ أنْ يَنشغِلوا بحمل ِالدعوة ِ، وأنْ يَعملوا جادِّينَ لإعادةِ سلطان ِاللهِ في الأرض، وأنْ يَجتهدوا بكشفِ مؤامراتِ الكفـَّارِ عَلينا، وإظهارِ ما يُبَيِّتـونـَهُ لنا، وتحذيرِ الأمَّةِ مِنهم ومِن أعوانِهمُ العُمَلاء، ومِن سُقـَّاطِ المسلمينَ الأجَرَاء، لا أن يُنقبوا عن عوراتِ بعضِهم.
روى سفيانُ بنُ حسين ٍالو اسطيُّ فقال: ذكرتُ رجلا ًبسوء ٍعندَ إياس ِ بن ِِمعاوية َالمُزْنِيِّ (قاضي ألبصرة ِ) وهوَ تابعيٌّ يُضربُ بذكائهِ المثل، فنظرَ في وجهيَ وقال:أغزوتَ الروم ؟ قلتُ :لا، قالَ: السندَ والهندَ والترك ؟ قلتُ: لا، قال: أفسَلِمَ منكَ الرومُ والسِّندُ والهندُ والتـُّركْ، ولمْ يسلمْ منكَ أخوكَ المسلمُ !! قالَ سفيانُ: فلمْ أعد بعدَهَا.
.
اما ايران تلك الدول المارقة فلنا فيها مقال
و انقل لكم مقال الدكتور فيصل القاسم ففيه الفائدة و لنرى كيف يخطط الكافر لضرب امتنا و يفتعل الصراعات مع عملائه
التحالف الايراني الامريكي , فيصل القاسم
هل يمكن الحديث فعلاً عن عداء مستحكم بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي إلى مواجهة رهيبة في المنطقة في ضوء الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن المعطيات السياسية والاستراتيجية التي تتجاهلها وسائل الإعلام العربية والغربية لا يمكن أن تسمح بنشوب صراع بين الطرفين، لأن المصالح المشتركة كثيرة بين أمريكا وإيران.
ولا أدري لماذا يتم التركيز الإعلامي على نقاط الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا، بينما يتم التعتيم كلياً على نقاط التلاقي والاستراتيجية الخطيرة. ولا أقول هذا الكلام للنيل من السياسة الإيرانية، بل أشد على أيدي الممسكين بها، لأنهم، على عكس العرب، يعرفون من أين تؤكل الكتف. فبينما تسمسر الأنظمة العربية مع الأمريكان على أوطانها، يتاجر الإيرانيون مع العم سام بمصالح الغير من أجل مصالحهم.
يتساءل الكاتب الأمريكي جورج فرديمان: "هل تعرفون ما هو أهم حدث عالمي في بداية القرن الحادي والعشرين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ إنه التحالف الأمريكي الإيراني".
لا أعتقد أن الباحث الأمريكي قال هذا الكلام جزافاً أو لمجرد الإثارة الإعلامية. فالحقائق على الأرض صارخة جداً، وتدعم نظريته، رغم كل التهويل الإعلامي حول إمكانية التصادم بين واشنطن وطهران.
لقد قال نائب الرئيس الإيراني السيد محمد علي أبطحي "بعظمة لسانه": "إن أمريكا لم تكن لتحلم بغزو العراق أو أفغانستان لولا الدعم الإيراني". وهذا يؤكد مقولة فريدمان تماماً. بعبارة أخرى فإن ما يُسمى بالقرن الأمريكي انطلق عالمياً بالتنسيق مع إيران تحديداً.
وكي لا نبقى في إطار القيل والقال، فلننظر إلى الوقائع على الأرض. لقد غزت أمريكا العراق بتعاون وتنسيق لا يخفى على أحد مع الأحزاب العراقية المرتبطة بإيران عضوياً، كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي ولد وترعرع في طهران، وحزب الدعوة وحتى حزب الجلبي وغيره من الجماعات المرتبطة بإيران منذ ما قبل الحرب العراقية - الايرانية.
وكلنا نتذكر كيف أعطت الحكومة الإيرانية الضوء الأخضر لحلفائها العراقيين كي يشاركوا في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية السابقة الذي مهد لاحتلال العراق. وبعد أن أسقطت النظام العراقي السابق راحت واشنطن تشد على أيدي الأحزاب الشيعية تحديداً، فأبرزت فجأة آية الله العراقي المعروف بالسيستاني الذي لم يكن يسمع به أحد قبل الغزو الأمريكي للعراق. ولا أقول هذا الكلام للانتقاص من قدر هذه الشخصية، بل للتذكير بأنها كانت غير معروفة على نطاق واسع قبل سقوط بغداد. وقد غدا السيستاني بين ليلة وضحاها واحداً من أهم مائة شخصية تحكم العالم حسب تصنيف مجلة تايم الأمريكية، (علماً أن الإعلام الأمريكي كان دائماً يشيطن آيات الله)، لا بل أمسى السيستاني الآمر الناهي في العراق وسط ترحيب وغبطة إيرانية منقطعة النظير.
لقد حقق الإيرانيون عن طريق الأمريكان ما فشلوا في تحقيقه على مدى ثمانية أعوام من الحرب ضد صدام حسين، بحيث غدوا يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها على هواهم بعد أن أصبحت البوابة العربية الشرقية مشرعة تماماً أمامهم، ناهيك عن أن رجالاتهم أحكموا قبضتهم على مفاصل الدولة في بلاد الرافدين بتأييد أمريكي صارخ. وقد كشف بول بريمر ثاني حاكم أمريكي للعراق بعد الغزو في مذكراته أموراً خطيرة حول التنسيق بين الأمريكيين وجماعة إيران في العراق، بمن فيها المرجعيات.
وعندما جرت الانتخابات العراقية عملت أمريكا كل ما بوسعها كي تفوز بها الجماعات الموالية لإيران. وهذا ما حصل. وقد أصبح آل الحكيم وميليشياتهم، وأبرزها (فيلق بدر) الحاكمين بأمرهم بمباركة أمريكية طبعاً. ونشأ تحالف واضح للعيان بين أصحاب العمائم السوداء وقوات الاحتلال الأمريكي في مواجهة المقاومة العراقية. فقد تمت تسوية الفلوجة وتل أعفر والقائم ومناطق عراقية كثيرة بالأرض بالتعاون بين حلفاء إيران العراقيين والقوات الأمريكية.
قد يقول البعض من حق الأكثرية الشيعية في العراق أن تستلم مقاليد الحكم في البلاد بعد تهميشها لأكثر من ثمانين عاماً، وقد يكون ذلك صحيحاً ومن حقها. وقد يقول آخر: لقد التقت المصالح بين شيعة العراق والأمريكيين. وهذا ممكن ولا غبار عليه. لكن أرجوكم لا تقولوا لنا إن إيران وأمريكا في حالة عداء مستحكم، وأن صواريخ "شهاب" ستدك الحاملات الأمريكية في عرض البحر. واحد زائد واحد يساوي اثنين.
لقد دخلت إيران من خلال الأحزاب العراقية المرتبطة بها أيديولوجياً وروحياً في تحالف صارخ مع الأمريكان. ومن مظاهر هذا التحالف أن الأحزاب الممسكة بالسلطة العراقية ترفض رفضاً قاطعاً السماح بإطلاق رصاصة واحدة على القوات الأمريكية، من منطلق أنها قوات حليفة وصديقة. ولو أن المحسوبين على إيران قاوموا الأمريكيين عند دخولهم العراق لتغيرت الموازين بين ليلة وضحاها، ولما استتب الأمر للقوات الأمريكية حتى هذا الوقت. وقد اعترف الاستراتيجي والسياسي الأمريكي الشهير هنري كسنجر في مقال له في صحيفة عربية "بأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق لن يستمر لأسبوعين فيما لو أطلقت المرجعيات المرتبطة بإيران فتاوى بمجرد التظاهر ضد الأمريكيين"، فما بالك بمقاتلتهم.
وقد لاحظنا أن الفتاوى "العراقيرانية" لا تصدر إلا لكبح جماح الشعب العراقي وعدم التصدي للمحتلين. وقد التزم حلفاء إيران حتى هذه اللحظة بمسالمة القوات الأمريكية، لا بل القتال إلى صفها، كما ذكرت. وكم توقع بعض المغفلين صدور فتاوى شيعية عراقية ضد الأمريكيين أيام العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل فترة. لكن توقعاتهم خابت شر خيبة لعدم رؤيتهم الواضحة لطبيعة المصالح بين إيران والأمريكيين في المنطقة. لقد قال الإمام الخميني ذات مرة: "إذا رضيت عنك أمريكا فاتهم نفسك"، لكن أمريكا لم ترض عن إيران فحسب، بل مكنتها من العراق! فهل ياترى يستطيع الإيرانيون أن يوفوا فضل العم سام (ملك الروم) الذي "أعاد مجدهم التليد دون أن يضربوا طلقة واحدة أو يضحوا بجندي واحد؟"
ولا أدري لماذا تنطع وزير الخارجية السعودي أثناء محاضرة له في نيويورك قبل مدة ليحذر الأمريكيين من أنهم سلموا العراق لإيران على طبق من ذهب. فإذا كنت تدري، فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. هل فات سعادة الوزير أن إيران عرفت كيف تلعب مع الأمريكيين بخصوص العراق، رغم عدم سماحها للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها وقواعدها كما فعل العرب، وكيف جعلت الخليجيين يتحسرون على المليارات التي أعطوها لصدام حسين لمواجهة المد الإيراني أيام الحرب العراقية الإيرانية؟
أرجوكم احترموا عقولنا يا من تطبلون وتزمرون للحرب الأمريكية الإيرانية المقبلة! ألا تعلمون أن أمريكا لا تغزو سوى البلدان المنهكة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً كالعراق وأفغانستان والصومال؟ أما إيران فهي في كامل صحتها، لا بل لديها أسلحة دمار شامل حقيقية وليس خيالية كالتي زعمها الأمريكان في العراق، وبالتالي من السخف تشبيه التهديدات الأمريكية لإيران بالتهديدات التي سبقت غزو العراق. شتان بين الحالتين. ثم هل كان الأمريكيون مغفلين إلى حد الزج بأكثر من مئة وخمسين ألف جندي ليكونوا تحت رحمة إيران وحلفائها في العراق، لولا تفاهمات وتحالفات مسبقة؟ هل يمكن أن يدخل الأمريكيون في نزاع عسكري مع إيران في ظل هذا التحالف في العراق، ؟ بالطبع لا، فمع رحيل رامسفيلد عن البنتاغون، وتولي روبرت غيتس لوزراة الدفاع الأمريكية، يبدو أن الهنــّات التي كانت تعكر صفو التحالف الأمريكي الإيراني ستتلاشى رغم "الهيصة" الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني الذي بدأه الشاه عام 1973 بمساعدة ومباركة غربية عظيمة. فقد أوصى غيتس قبل ثلاث سنوات في دراسة كلفه بها الرئيس بوش، أوصى وقتها بسياسة القفازات الحريرية مع إيران بدلاً من القوة. ولا شك أن تلك السياسة ستكون استكمالاً للتقارب الإيراني الأمريكي.
لا أحد طبعاً يستطيع أن يقلل من أهمية الدعم الإيراني الكبير للمقاومة في لبنان وفلسطين. وقد لا يتفهم البعض تشجيع شيعة العراق على التحالف مع الأمريكيين ومناصرة شيعة لبنان ضد إسرائيل. فلا يمكن أن "نكون شرفاء في لبنان وعملاء في العراق"، على حد قول أحد رجالات الشيعة العرب. لكن تلك هي لعبة السياسة البراغماتية والمصالح. لقد سُئـل صحفي محسوب على إيران قبل فترة عن رأيه في حزب الله، فراح يغدق على المقاومة اللبنانية مديحاً مدراراً لبسالتها الأسطورية في مقارعة إسرائيل، ثم سأله المذيع مباشرة عن رأيه بالسياسي اللبناني سمير جعجع الذي يقف على النقيض من حزب الله، فأثنى على براعته السياسية، وعبر عن إعجابه الشديد بشخصيته "الرائعة". وسلامة فهمكم!
تعليق
هذا ليس تحالف و انما عمالة
فايران دولة عميلة لامريكا
اما تبرير فيصل القاسم لفعل ايران فهو تبرير مصلحي لا يجوز ان نفعله نحن المسلمين , فاميركا عدوتنا كما هي اسرائيل و لا فرق بينهما
اخيرا
راجعوا تقرير مؤسسة راند الشهيرة التي ترسم الخطط الاستراتيجية للسياسة الامريكية و ستجدون انها تنصح امريكا علنا بدعم الشيعة و ايران و الصوفية في سبيل محاربة الاسلام السني الصافي
ارجو ألا يفهم من كلامي اني مدافع عن الشيعة بل بالعكس , و لكن فرق بين الصلال و الكفر
فرق بين العامي الجاهل و بين العالم الشيعي الذي يقول بتحريف القرآن مثلا
و الله اعلم
إن خيرَ الكلام ِ كلامُ اللهِ تباركَ و تعالى، وخيرَ الهدي ِهديُ محمدٍ . وبعدُ ايُّها المسلمون يقولُ الحقُّ تباركَ اسمُهُ وتعالى جَدُّهُ : ﴿ولا تقولوا لِمن ألقى إليكـُمُ السلامَ لستَ مؤمناً﴾النساء94 ويقول: ﴿ إنـَّما المؤمنونَ إخوة ﴾ الحجرات10 ويقولُ أيضا ً﴿ إنَّ أكرَمكـُم عندَ اللهِ أتقاكم ﴾الحجرات 13 .
فالإسلامُ لا يفرقُ بينَ سُنيٍّ وشيعيٍّ ما دامتِ العقيدة ُالإسلاميَّة ُ تجمَعُهُم لقولِهِ (المُسلمُ أخو المسلم ِلا يظلِمُهُ ولا يُسلِمُهُ ولا يَخذلهُ ولا يَحقِرُه ) وقولِه : (سبابُ المُسلم ِفسوقٌ، وقتالـُهُ كفر ). فالإسلامُ هوَ الرابط ُالوحيدُ بينهُم، دونَ نظرٍ إلى ما دونَ ذلكَ من اجتهاداتٍ فقهيةٍ ومسائلَ خلافيةٍ لا تتعدى الفروع، وصدقَ الله : ﴿ هوَ سمَّاكم المسلمين﴾ الحج 78 ، فأصلُ التشيُّع ِخلافٌ وقعَ قبلَ أكثرَ مِن ألفٍ وثلاثمِائةٍ عام، وبالتحديدِ أيامَ خلافةِ عليٍّ بن أبي طالبٍ كرَّمَ الله ُوجهَه، فصارَ للذينَ تشَيَّعوا فقهٌ وفكرٌ، لا يخرجُ في أصلهِ عن الإسلام، وصارَ لهُم أساتذة ٌوطلابُ عِلم، وتفرَّعَتْ عنهمْ آراءٌ وأحكامٌ بأدلةٍ شرعيةٍ أو أدلةٍ لهُم فيها شُبهة ُاستدلال، أمَّا مَن ِانحرفَ مِنهم عن ِالعقيدةِ ـ وهُم قِلـَّة ـ ٌوشذوا عن ما عليهِ الامَّة ُمن قطعياتٍ فقد كـَفروا، ولكن، لا تزرُ وازرة ٌ وزرَ أخرى، وبناءً عليه، فإنَّ مِن التقوى وحُسن ِالتأتي والإنصافِ أن يُبحثَ موضوعُ الشيعةِ على صُعُدٍ أربعةٍ:
أوَّلها: إنَّ الشيعة َكما السُّنـَّةِ جماعاتٌ وفرقٌ و مذاهبْ، فليسوا كلـُّهُم سَواء، إلاَّ مَن شذ َّ مِنهُم كما قلنا، فمِنَ التقوى أنْ نقولَ عمَّنْ شذ َّعن ِالأصول ِبأنـَّهُ كافرٌ دونَ غيرهِ إلاَّ مَن سلكَ مَسلكهْ، ولا يجوزُ أن نقولَ إنَّ الشيعة َ كلُّ الشيعةِ قد كفروا، ففيهمُ المؤمنُ وفيهمُ الكافِر، والمسلمونَ منهم يُنكرونَ على الآخـَرينَ ما اعتقدوه، فكيفَ باللهِ عليكم نجعـَلـُهُمْ بالكفرِ سَواءٌ، وفيهمْ من لم يكفرْ بقولٍ ولا بفعلٍ ولا بشكٍ ولا اعتقاد، كما لا يصحُّ أن نقولَ من قالَ أنا شيعيٌّ فهوَ كافر، كمَن قالَ أنا يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، فلا وجهَ لِمُقارَنةِ أولئكَ بهؤلاءِ أبداً، لأنَّ الإسلامَ قد بيَّنَ قطعاً بأنـَّهُ لا يُقبلُ من ََالإنسان ِبعدَ رسالةِ الإسلام ِ يهودية ً ولا نصرانية ً، أمَّا موقفُ الإسلام ِمنَ الشيعةِ فهوَ نفسُ موقفِهِ من أصحابِ الإجتهادات ِالذينَ يختلفونَ وكلـُّهُمْ مسلمون. فإذا كانَ قدْ تفرَّعَ عن ِالشيعةِ مَن كفرَ فإنَّ الأصلَ لا يُلحَقُ بالفرع ِ أبدَاً.
و ثانيها: قد يقولُ البعضُ إنَّ في بطون ِ كـُتبِ عُلماءِ الشيعةِ وَمَراجـِعِهم ما هو كفرٌ صُرَاحٌ مسطورٌ يتدارسُهُ تلامذتـُهُم من بعدِهِم، وهُنا نقول: إذا وُجدَ في الكتبِ كفرٌ فبهِ يَكفـُرُ قائِلـُهُ وكاتِبُهُ وقارؤهُ إن اعتقد بهِ وأمَّا عامَّـتهم من الذينَ لا يعرفونَ ما هو مكتوبٌ في هذهِ الكتبِ، أو يقرؤونَهُ ولا يفهمونَهُ فكيفَ لنا أن نُكفـِّرهُم ؟ حتى لو خرجوا وقالوا فلانٌ مرجعيَّتـُنا، ونحنُ على مذهبهِ، وهم عامَّة ٌ، والعامَّة ُ لا تـُدرِكُ بالضرورةِ تمامَ الإدراكِ ما تقولُ بهِ الخاصة. فهل يعرفُ عامة ُ مسلمي السُّنة ِ كلَّ ما هوَ مكتوبٌ في كـُتُبِ علمائِهم ؟ وهل يعرِفُ كلُّ مَن يَقولُ أنا شافعيٌ مثلا، كـُلَّ ما هُوَ مَخطوط ٌ في كـُتب ِالشافعية ِ، أو يِدركـُهُ تمامَ الإدراك، أقولها بمليء فيَّ.....لا والله !! ولهذا فلا يصحُّ تكفيرُ العامَّةِ بما يقول خاصتـُهُم ولو كانَ مسطوراً في كـُتـُبهم.
وثالثها : التبَعِيَّة ُ السياسية ُ، فحالُ الشيعةِ كحال ِالسُّنةِ يعيشونَ في بلادٍ سَلـَّط الكافرُ المستعمرُ فيها على رقابهم قياداتٍ سياسيةٍ تسومُهُم سوءَ العذابِ، تـُمنـِّيهم وتتآمَرُ عليهم ضدَّ قضاياهُم ومصالِحَهُم، وهيَ فوقَ هذا وغيرهِ لا تحكـُمُ بكتابِ اللهِ ولا بسنةِ رسولهِ، لا فضلَ في ذلكَ لقياداتِ السنـَّةِ على قياداتِ الشيعةِ، وأما رابعُها: فلماذا يُطرَحُ هذا الموضوعُ الآنَ، وفي هذا الوقت ِ بالذات ؟ وهوَ ليسَ وليدَ الساعةِ، فلِمَ الخوضُ فيهِ بهذهِ الساعةِ ؟ ولمصلحةِ من تـثارُ هذهِ المسالة ُ؟ ومن المستفيدُ ؟ إنَّهُم قطعاً ألكفـَّارُ المستعمرونَ الذينَ أوقدوهَا، وَكلُّ من ساهَمََ في تأجيجـِهَا فهو مُتـَّهَم.
إخوتي في الله :
إنَّ إثارةَ َهذهِ النعرةِ الطائفيةِ بينَ المسلمينَ هي إثارة ٌ لفتنةٍ نائمةٍ قد توْصِلُ والعياذ ُ باللهِ إلى إقتتال ٍ بين َالمسلمينَ، وقد حذرَ عليهِ السلامُ فقال:(الفتنة ُ نائمة ٌ لعنَ اللهُ مَن أيقظها). وهيَ في الحقيقةِ لا تـَخـْدِمُ إلاّ الكفارَ الذين يَسعوْنَ لتقسيم ِ بلادِ المسلمينَ إلى طوائفَ ومذاهبَ وقوميَّاتٍ، حتى يَسهُلَ لهمْ دوامُ السيطرةِ عليها، دعوة ٌبغيضة ٌ، تلفتُ الأنظارَ عن الخطرِ الحقيقي المتمثل ِ في تكالبِ الكفارِ علينا إلى خطرٍ موهوم ٍ مزعوم ٍ يتعرضُ لهُ السُّنة ُمن الشيعةِ، أو الشيعة ُ من السُّنةِ، فينشغلونَ ببعضهم عنها، يرموننا عن قوس ٍ واحدة ٍ، ونحنُ تـُفرِّقـُنا سُّنة ٌوشيعه. والمغضوبُ عليهم، والضالونَ والفجارُ الملحدونَ يتربصونَ بنا الدوائرَ، ونحنُ نتـَّهمُ من شهـِدَ بالوحْدانيَّةِ وَنُكفـِّرُه !! فـَمَنْ ؟ باللهِ عليكـُم عدوي ؟ أهُوَ المُسلمُ المُخالِفُ لمذهبي ؟ أم الكافرُ المخالفُ لمبدئي !!
أيُّها المسلمون: إنَّ القاعدة َالأساسية َفي السياسةِ البريطانيةِ قديماً، فرِّقْ تسُدْ، قد صارَتِ اليومَ خـُطة َ سيرٍ لأمريكا على نحوٍ مُشابه ٍ وأشدُّ فتكا ً وتمزيقاً، فقد ارتأتْ أمريكا أنها لن تأتيَ بأفضلَ ممَّا قامتْ بهِ بريطانيا فعَمَدَتْ إلى تقسيم ِالدُّول ِمن داخِلها إلى كنتوناتٍ وحُكم ٍ ذاتي ٍأو فِدراليّ ٍ باستغلال ِالطائفيةِ والقوميةِ في ذلكَ البلد، تِلكَ النـَّعرة ُ التي كانت سبباً في تمزيق الأمَّةِ وضياع ِسُلطانِها، واليومَ وقد أقلـَّتْ أرضُ العراق ِ وأظلتْ سماؤهُ عِرقياتٍ مِن أجناس ٍمختلفةٍ، ما بينَ عربيّ ٍ وكرديّ ٍ و تركمانيّ ٍ و آشوريّ ٍ وغيرِها، ومُعظمُها مِن السنـَّةِ والشيعةِ، ممَّا يُولـِّدُ عندَ المُحتلِّ طمعَاً يُغريهِ بإثارةِ هذهِ النعْرَاتِ، وإشعال ِ نارِ الفتنةِ بينَ أصحابها لتكونَ لهُ السيادة ُ.
أيَّتها الأمَّة الكريمة ُ : إنَّ الغربَ وعلى رأسهِ أمريكا عدوٌ ظاهرٌ للإسلام ِ والمسلمينَ، يعملُ للقضاء ِعلى العقيدةِ الإسلاميةِ وهدم أركانِها، وما حَملـَتـُهُ الأخيرَة ُعلى العراق ِ إلاَّ حربٌ صليبية ٌ جديدة ٌ حاقدة ٌ بثوب ٍ منمَّق ٍ، تستهدفُ الإسلامَ والمسلمينَ أمَّة ًوحضارة ً، و إلى جانبهِ بَسط ُ النـُّفوذِ الأمريكيِّ على نـَفطِ الخليج ِ، ونهب ِمقدرات ِالمسلمينَ، وفرض ِالهيمنةِ، ليسَ على العراق ِ وحسبْ، بلْ، مِن أجل ِصياغةِ المنطقةِ بالشكل ِالذي يَخدُمُ مَصالِحَهَا ويحققُ أهدافـَهََا، ويمُكـِّنُهَا من السيطرةِ على الخليج ِ، و بالتالي على سائرِ بلادِ المسلمينَ لسلبِ خيراتِهم، وحربـِهم في ثقافتِهم، وحرفِهم عن حضارَتِهم، وتشويهِ الأفكارِ الإسلاميةِ في أذهانهم، وفرض ِأنظمةِ الكفرِ وأحكام ِالطاغوتِ من ديموقراطيةٍ عفنةٍ وما انبثقَ عنها من حرياتٍ إلحاديةٍ، وإباحيةٍ وشذوذ، وما يحصُلُ اليومَ بالنجف ِ الأشرفِ هو نفسُهُ ما تقومُ بهِ يهودُ ببيتِ المقدس ِالشريفِ، وغداً لا قدرَ الله ُبأمِّ القرى ومن حولها، وبعدَ غدٍ قاهرة ُالمعزِّ ومن جاورها، ليستدركَ من تخاذلَ فيقول، أكلتُ يومَ أكِلَ الثورُ الأبيض، ولاتَ حينَ مندَم ِ.
إنَّ الواجبَ على المخلصينَ من أبناءِ المسلمينَ أنْ يَنشغِلوا بحمل ِالدعوة ِ، وأنْ يَعملوا جادِّينَ لإعادةِ سلطان ِاللهِ في الأرض، وأنْ يَجتهدوا بكشفِ مؤامراتِ الكفـَّارِ عَلينا، وإظهارِ ما يُبَيِّتـونـَهُ لنا، وتحذيرِ الأمَّةِ مِنهم ومِن أعوانِهمُ العُمَلاء، ومِن سُقـَّاطِ المسلمينَ الأجَرَاء، لا أن يُنقبوا عن عوراتِ بعضِهم.
روى سفيانُ بنُ حسين ٍالو اسطيُّ فقال: ذكرتُ رجلا ًبسوء ٍعندَ إياس ِ بن ِِمعاوية َالمُزْنِيِّ (قاضي ألبصرة ِ) وهوَ تابعيٌّ يُضربُ بذكائهِ المثل، فنظرَ في وجهيَ وقال:أغزوتَ الروم ؟ قلتُ :لا، قالَ: السندَ والهندَ والترك ؟ قلتُ: لا، قال: أفسَلِمَ منكَ الرومُ والسِّندُ والهندُ والتـُّركْ، ولمْ يسلمْ منكَ أخوكَ المسلمُ !! قالَ سفيانُ: فلمْ أعد بعدَهَا.
.
اما ايران تلك الدول المارقة فلنا فيها مقال
و انقل لكم مقال الدكتور فيصل القاسم ففيه الفائدة و لنرى كيف يخطط الكافر لضرب امتنا و يفتعل الصراعات مع عملائه
التحالف الايراني الامريكي , فيصل القاسم
هل يمكن الحديث فعلاً عن عداء مستحكم بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي إلى مواجهة رهيبة في المنطقة في ضوء الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني؟ أم أن المعطيات السياسية والاستراتيجية التي تتجاهلها وسائل الإعلام العربية والغربية لا يمكن أن تسمح بنشوب صراع بين الطرفين، لأن المصالح المشتركة كثيرة بين أمريكا وإيران.
ولا أدري لماذا يتم التركيز الإعلامي على نقاط الخلاف بين الجمهورية الإسلامية وأمريكا، بينما يتم التعتيم كلياً على نقاط التلاقي والاستراتيجية الخطيرة. ولا أقول هذا الكلام للنيل من السياسة الإيرانية، بل أشد على أيدي الممسكين بها، لأنهم، على عكس العرب، يعرفون من أين تؤكل الكتف. فبينما تسمسر الأنظمة العربية مع الأمريكان على أوطانها، يتاجر الإيرانيون مع العم سام بمصالح الغير من أجل مصالحهم.
يتساءل الكاتب الأمريكي جورج فرديمان: "هل تعرفون ما هو أهم حدث عالمي في بداية القرن الحادي والعشرين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ إنه التحالف الأمريكي الإيراني".
لا أعتقد أن الباحث الأمريكي قال هذا الكلام جزافاً أو لمجرد الإثارة الإعلامية. فالحقائق على الأرض صارخة جداً، وتدعم نظريته، رغم كل التهويل الإعلامي حول إمكانية التصادم بين واشنطن وطهران.
لقد قال نائب الرئيس الإيراني السيد محمد علي أبطحي "بعظمة لسانه": "إن أمريكا لم تكن لتحلم بغزو العراق أو أفغانستان لولا الدعم الإيراني". وهذا يؤكد مقولة فريدمان تماماً. بعبارة أخرى فإن ما يُسمى بالقرن الأمريكي انطلق عالمياً بالتنسيق مع إيران تحديداً.
وكي لا نبقى في إطار القيل والقال، فلننظر إلى الوقائع على الأرض. لقد غزت أمريكا العراق بتعاون وتنسيق لا يخفى على أحد مع الأحزاب العراقية المرتبطة بإيران عضوياً، كالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي ولد وترعرع في طهران، وحزب الدعوة وحتى حزب الجلبي وغيره من الجماعات المرتبطة بإيران منذ ما قبل الحرب العراقية - الايرانية.
وكلنا نتذكر كيف أعطت الحكومة الإيرانية الضوء الأخضر لحلفائها العراقيين كي يشاركوا في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية السابقة الذي مهد لاحتلال العراق. وبعد أن أسقطت النظام العراقي السابق راحت واشنطن تشد على أيدي الأحزاب الشيعية تحديداً، فأبرزت فجأة آية الله العراقي المعروف بالسيستاني الذي لم يكن يسمع به أحد قبل الغزو الأمريكي للعراق. ولا أقول هذا الكلام للانتقاص من قدر هذه الشخصية، بل للتذكير بأنها كانت غير معروفة على نطاق واسع قبل سقوط بغداد. وقد غدا السيستاني بين ليلة وضحاها واحداً من أهم مائة شخصية تحكم العالم حسب تصنيف مجلة تايم الأمريكية، (علماً أن الإعلام الأمريكي كان دائماً يشيطن آيات الله)، لا بل أمسى السيستاني الآمر الناهي في العراق وسط ترحيب وغبطة إيرانية منقطعة النظير.
لقد حقق الإيرانيون عن طريق الأمريكان ما فشلوا في تحقيقه على مدى ثمانية أعوام من الحرب ضد صدام حسين، بحيث غدوا يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها على هواهم بعد أن أصبحت البوابة العربية الشرقية مشرعة تماماً أمامهم، ناهيك عن أن رجالاتهم أحكموا قبضتهم على مفاصل الدولة في بلاد الرافدين بتأييد أمريكي صارخ. وقد كشف بول بريمر ثاني حاكم أمريكي للعراق بعد الغزو في مذكراته أموراً خطيرة حول التنسيق بين الأمريكيين وجماعة إيران في العراق، بمن فيها المرجعيات.
وعندما جرت الانتخابات العراقية عملت أمريكا كل ما بوسعها كي تفوز بها الجماعات الموالية لإيران. وهذا ما حصل. وقد أصبح آل الحكيم وميليشياتهم، وأبرزها (فيلق بدر) الحاكمين بأمرهم بمباركة أمريكية طبعاً. ونشأ تحالف واضح للعيان بين أصحاب العمائم السوداء وقوات الاحتلال الأمريكي في مواجهة المقاومة العراقية. فقد تمت تسوية الفلوجة وتل أعفر والقائم ومناطق عراقية كثيرة بالأرض بالتعاون بين حلفاء إيران العراقيين والقوات الأمريكية.
قد يقول البعض من حق الأكثرية الشيعية في العراق أن تستلم مقاليد الحكم في البلاد بعد تهميشها لأكثر من ثمانين عاماً، وقد يكون ذلك صحيحاً ومن حقها. وقد يقول آخر: لقد التقت المصالح بين شيعة العراق والأمريكيين. وهذا ممكن ولا غبار عليه. لكن أرجوكم لا تقولوا لنا إن إيران وأمريكا في حالة عداء مستحكم، وأن صواريخ "شهاب" ستدك الحاملات الأمريكية في عرض البحر. واحد زائد واحد يساوي اثنين.
لقد دخلت إيران من خلال الأحزاب العراقية المرتبطة بها أيديولوجياً وروحياً في تحالف صارخ مع الأمريكان. ومن مظاهر هذا التحالف أن الأحزاب الممسكة بالسلطة العراقية ترفض رفضاً قاطعاً السماح بإطلاق رصاصة واحدة على القوات الأمريكية، من منطلق أنها قوات حليفة وصديقة. ولو أن المحسوبين على إيران قاوموا الأمريكيين عند دخولهم العراق لتغيرت الموازين بين ليلة وضحاها، ولما استتب الأمر للقوات الأمريكية حتى هذا الوقت. وقد اعترف الاستراتيجي والسياسي الأمريكي الشهير هنري كسنجر في مقال له في صحيفة عربية "بأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق لن يستمر لأسبوعين فيما لو أطلقت المرجعيات المرتبطة بإيران فتاوى بمجرد التظاهر ضد الأمريكيين"، فما بالك بمقاتلتهم.
وقد لاحظنا أن الفتاوى "العراقيرانية" لا تصدر إلا لكبح جماح الشعب العراقي وعدم التصدي للمحتلين. وقد التزم حلفاء إيران حتى هذه اللحظة بمسالمة القوات الأمريكية، لا بل القتال إلى صفها، كما ذكرت. وكم توقع بعض المغفلين صدور فتاوى شيعية عراقية ضد الأمريكيين أيام العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل فترة. لكن توقعاتهم خابت شر خيبة لعدم رؤيتهم الواضحة لطبيعة المصالح بين إيران والأمريكيين في المنطقة. لقد قال الإمام الخميني ذات مرة: "إذا رضيت عنك أمريكا فاتهم نفسك"، لكن أمريكا لم ترض عن إيران فحسب، بل مكنتها من العراق! فهل ياترى يستطيع الإيرانيون أن يوفوا فضل العم سام (ملك الروم) الذي "أعاد مجدهم التليد دون أن يضربوا طلقة واحدة أو يضحوا بجندي واحد؟"
ولا أدري لماذا تنطع وزير الخارجية السعودي أثناء محاضرة له في نيويورك قبل مدة ليحذر الأمريكيين من أنهم سلموا العراق لإيران على طبق من ذهب. فإذا كنت تدري، فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. هل فات سعادة الوزير أن إيران عرفت كيف تلعب مع الأمريكيين بخصوص العراق، رغم عدم سماحها للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها وقواعدها كما فعل العرب، وكيف جعلت الخليجيين يتحسرون على المليارات التي أعطوها لصدام حسين لمواجهة المد الإيراني أيام الحرب العراقية الإيرانية؟
أرجوكم احترموا عقولنا يا من تطبلون وتزمرون للحرب الأمريكية الإيرانية المقبلة! ألا تعلمون أن أمريكا لا تغزو سوى البلدان المنهكة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً كالعراق وأفغانستان والصومال؟ أما إيران فهي في كامل صحتها، لا بل لديها أسلحة دمار شامل حقيقية وليس خيالية كالتي زعمها الأمريكان في العراق، وبالتالي من السخف تشبيه التهديدات الأمريكية لإيران بالتهديدات التي سبقت غزو العراق. شتان بين الحالتين. ثم هل كان الأمريكيون مغفلين إلى حد الزج بأكثر من مئة وخمسين ألف جندي ليكونوا تحت رحمة إيران وحلفائها في العراق، لولا تفاهمات وتحالفات مسبقة؟ هل يمكن أن يدخل الأمريكيون في نزاع عسكري مع إيران في ظل هذا التحالف في العراق، ؟ بالطبع لا، فمع رحيل رامسفيلد عن البنتاغون، وتولي روبرت غيتس لوزراة الدفاع الأمريكية، يبدو أن الهنــّات التي كانت تعكر صفو التحالف الأمريكي الإيراني ستتلاشى رغم "الهيصة" الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني الذي بدأه الشاه عام 1973 بمساعدة ومباركة غربية عظيمة. فقد أوصى غيتس قبل ثلاث سنوات في دراسة كلفه بها الرئيس بوش، أوصى وقتها بسياسة القفازات الحريرية مع إيران بدلاً من القوة. ولا شك أن تلك السياسة ستكون استكمالاً للتقارب الإيراني الأمريكي.
لا أحد طبعاً يستطيع أن يقلل من أهمية الدعم الإيراني الكبير للمقاومة في لبنان وفلسطين. وقد لا يتفهم البعض تشجيع شيعة العراق على التحالف مع الأمريكيين ومناصرة شيعة لبنان ضد إسرائيل. فلا يمكن أن "نكون شرفاء في لبنان وعملاء في العراق"، على حد قول أحد رجالات الشيعة العرب. لكن تلك هي لعبة السياسة البراغماتية والمصالح. لقد سُئـل صحفي محسوب على إيران قبل فترة عن رأيه في حزب الله، فراح يغدق على المقاومة اللبنانية مديحاً مدراراً لبسالتها الأسطورية في مقارعة إسرائيل، ثم سأله المذيع مباشرة عن رأيه بالسياسي اللبناني سمير جعجع الذي يقف على النقيض من حزب الله، فأثنى على براعته السياسية، وعبر عن إعجابه الشديد بشخصيته "الرائعة". وسلامة فهمكم!
تعليق
هذا ليس تحالف و انما عمالة
فايران دولة عميلة لامريكا
اما تبرير فيصل القاسم لفعل ايران فهو تبرير مصلحي لا يجوز ان نفعله نحن المسلمين , فاميركا عدوتنا كما هي اسرائيل و لا فرق بينهما
اخيرا
راجعوا تقرير مؤسسة راند الشهيرة التي ترسم الخطط الاستراتيجية للسياسة الامريكية و ستجدون انها تنصح امريكا علنا بدعم الشيعة و ايران و الصوفية في سبيل محاربة الاسلام السني الصافي
ارجو ألا يفهم من كلامي اني مدافع عن الشيعة بل بالعكس , و لكن فرق بين الصلال و الكفر
فرق بين العامي الجاهل و بين العالم الشيعي الذي يقول بتحريف القرآن مثلا
و الله اعلم