المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال هل لله مكان



عبدالإله
05-05-2010, 07:10 PM
هل لله مكان؟
أرجو إضافة الدليل مع الإجابة .

د. هشام عزمي
05-05-2010, 09:43 PM
سئل شيخ الإسلام أبو العبّاس أحمد بن تيمية رحمه الله:
عَنْ رجلين اختلفا فِي الاعتقاد. فقال أحدهما: من لاَ يعتقد أنّ الله سُبْحَانَهُ وتعالى فِي السّمَاء فَهُوَ ضال. وقال الآخر: إنّ الله سُبْحَانَهُ لاَ ينحصر فِي مكان، وهما شافعيان فبينوا لَنَا مَا نتبع من عقيدة الشّافعي رضي الله عنه، وَمَا الصّواب فِي ذلك؟

الجواب:
الحمد لله، اعتقاد الشافعي رضي الله عَنْهُ واعتقاد "سلف الإسلام" كمالك، والثوري،والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وَهُوَ اعتقاد المشايخ المقتدى بهم كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم. فإنّه لَيْسَ بَيْنَ هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع فِي أصول الدين.
وكذلك أبو حنيفة رحمة الله عَلَيهِ، فإنّ الاعتقاد الثابت عَنْهُ فِي التوحيد والقدر ونحو ذَلِكَ موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هُوَ مَا كَانَ عَلَيهِ الصّحابة والتّابعون لهم بإحسان، وَهُوَ مَا نطق بِهِ الكتاب والسنة.
قَالَ الشافعي فِي أوّل خطبة "الرّسالة": الحمد لله الَّذِي هُوَ كَمَا وصف بِهِ نفسه، وفوق مَا يصفه بِهِ خلقه. فبيّن رحمه الله- أنّ الله موصوف بِمَا وصف بِهِ نفسه فِي كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قَالَ أحمد بن حنبل: لاَ يوصف الله إِلاَّ بِمَا وصف بِهِ نفسه، أَوْ وصفه بِهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف وَلاَ تعطيل، ومن غير تكييف وَلاَ تمثيل، بل يثبتون لَهُ مَا اثبته لنفسه من الأسماء الحسنى، والصفات العليا، ويعلمون أَنَّهُ (( لَيْسَ كمثله شيء وَهُوَ السميع البصير ))لاَ فِي صفاته، وَلاَ فِي ذاته، وَلاَ فِي أفعاله.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ الَّذِي خلق السَّمَاوَات والأرض وَمَا بينهما فِي ستة أيّام ثُمَّ استوى عَلَى العرش؛ وَهُوَ الَّذِي كلّم موسى تكليماً؛ وتجلّى للجبل فجعله دكاً؛ وَلاَ يمثاله شيء من الأشياء فِي شيء من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، وَلاَ كقدرته قدرة أحد، وَلاَ كرحمته رحمة أحد، وَلاَ كاستوائه استواء أحد، وَلاَ كسمعه وبصره سمع أحد وَلاَ بصره، وَلاَ كتكليمه تكليم أحد، وَلاَ كتجليه تجلي أحد.
والله سُبْحَانَهُ قَدْ أخبرنا أنّ فِي الجنة لحماً ولبناً، عسلاً وماءً، وحريراً وذهباً.
وَقَدْ قَالَ ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مما فِي الآخرة إِلاَّ الأسماء.
فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ المخلوقات الغائبة ليست مثل هَذِهِ المخلوقات المشاهدة - مَعَ اتفاقها فِي الأسماء- فالخالق أعظم علواً ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق، وإن اتّفقت الأسماء.
وَقَدْ سمّى نفسه حياً عليماً، سميعاً بصيراً، وبعضها رؤوفاً رحيماً؛ وليس الحيّ كالحيّ، وَلاَ العليم كالعليم، وَلاَ السميع كالسميع، وَلاَ البصير كالبصير، وَلاَ الرؤوف كالرؤوف، وَلاَ الرحيم كالرّحيم.
وقال فِي سياق حديث الجارية المعروف: ( أين الله؟ ) قالت: فِي السّمَاء. لكن لَيْسَ معنى ذَلِكَ أنّ الله فِي جوف السّمَاء، وأنّ السَّمَاوَات تحصره وتحويه، فإن هَذَا لَمْ يقله أحد من السّلف الأمة وأئمتها؛ بل هم متفقون عَلَى أنّ الله فَوْقَ سماواته، عَلَى عرشه، بائن من خلقه؛ لَيْسَ فِي مخلوقاته شيء من ذاته، وَلاَ فِي ذاته شيء من مخلوقاته.
وَقَدْ قَالَ مالك بن أنس: إن الله فَوْقَ السماء، وعلمه فِي كلّ مكان
فمن اعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء محصور محاط به، وأنّه مفتقر إِلَى العرش، أَوْ غير العرش – من المخلوقات- أَوْ أَنْ استواءه عَلَى عرشه كاستواء المخلوق عَلَى كرسيّه: فَهُوَ ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنّه لَيْسَ فَوْقَ السَّمَاوَات إله يعبد، وَلاَ عَلَى العرش ربّ يصلّى لَهُ ويسجد، وأنّ محمداً لَمْ يعرج بِهِ إِلَى ربّه؛ وَلاَ نزل القرآن من عنده: فَهُوَ معطّل فرعوني، ضال مبتدع –وقال- بَعْدَ كلام طويل- والقائل الَّذِي قَالَ: من لَمْ يعتقد أَنّ الله فِي السّمَاء فَهُوَ ضال: إن أراد بذلك من لاَ يعتقد أنّ الله فِي جوف السّمَاء، بحيث تحصره وتحيط بِهِ: فَقَدْ أخطأ.
وإن أراد بذلك من لَمْ يعتقد مَا جاء بِهِ الكتاب والسنة، واتفق عَلَيهِ سلف الأمة وأئمتها، من أنّ الله فَوْقَ سماواته عَلَى عرشه، بائن من خلقه: فَقَدْ أصاب، فإنه من لَمْ يعتقد ذَلِكَ يكون مكذباً للرسول صلى الله عليه وسلم، متبعاً لغير سبيل المؤمنين؛ بل يكون فِي الحقيقة معطّلاً لربّه نافياً لَهُ؛ فَلاَ يكون لَهُ فِي الحقيقة إله يعبده، وَلاَ ربّ يسأله، ويقصده.
والله قَدْ فطر العباد – عربهم وعجمهم - عَلَى أنّهم إِذَا دعوا الله توجّهت قلوبهم إِلَى العلوّ، وَلاَ يقصدونه تحت أرجلهم.
ولهذا قَالَ بعض العارفين: مَا قَالَ عارف قط: يَا الله!! إِلاَّ وجد فِي قلبه – قبل أَنْ يتحرّك لسانه- معنى يطلب العلو، لاَ يلتفت يمنة وَلاَ يسرة.
ولأهل الحلول والتعطيل فِي هَذَا الباب شبهات، يعارضون بِهَا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وَمَا أجمع سلف الأمة وأئمتها؛ وَمَا فطر الله عَلَيهِ عباده، وَمَا دلّت عَلَيهِ الدلائل العقلية الصحيحة؛ فإن هَذِهِ الأدلّة كلّها متفقة عَلَى أنّ الله فَوْقَ مخلوقاته، عالٍ عَلَيْهَا، قَدْ فطر الله عَلَى ذَلِكَ العجائز والصبيان والأعراب فِي الكتاب؛ كَمَا فطرهم عَلَى الإقرار بالخالق تَعَالَى.
وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي الحديث الصحيح: ( كلّ مولود يولد عَلَى الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أَوْ ينصّرانه، أَوْ يمجسانه، كَمَا تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هَلْ تحسّون فِيهَا من جدعاء؟ ) ثُمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرؤوا إن شئتم: (( فطرة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا، لاَ تبديل لخلق الله )).
وهذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان فِي الكتاب، وعليك بِمَا فطرهم الله عليه، فإن الله فطر عباده عَلَى الحق، والرّسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لاَ بتحويل الفطرة وتغييرها.
وأمّا أعداء الرسل كالجهمية الفرعونية ونحوهم: فيريدون أَنْ يغيّروا فطرة الله، ويوردون عَلَى النَّاس شبهات بكلمات مشتبهات، لاَ يفهم كثير من النَّاس مقصودهم بها؛ وَلاَ يحسن أَنْ يجيبهم.
وأصل ضلالتهم تكلّمهم بكلمات مجملة؛ لاَ أصل لَهَا فِي كتابه؛ وَلاَ سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وَلاَ قالها أحد من أئمّة المسلمين، كلفظ التحيّز والجسم، والجهة ونحو ذَلِكَ.
فمن كَانَ عارفاً بحل شبهاتهم بينها، ومن لَمْ يكن عارفاً بذلك فليعرض عَنْ كلامهم، وَلاَ يقبل إِلاَّ مَا جاء بِهِ الكتاب والسنّة، كَمَا قَالَ: (( وَإِذَا رأيت الَّذِينَ يخوضون فِي آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا فِي حديثٍ غيره )). ومن يتكلّم فِي الله وأسمائه وصفاته بِمَا يخالف الكتاب والسنّة فَهُوَ من الخائضين فِي آيات الله بالباطل.
وكثير من هؤلاء ينسب إِلَى أئمّة المسلمين مَا لَمْ يقولوه: فينسبون إِلَى الشافعي، وأحمد بن حنبل، ومالك، وأبي حنيفة: من الاعتقادات مَا لَمْ يقولوا. ويقولون لمن تبعهم: هَذَا اعتقاد الإمام الفلاني؛ فَإِذَا طولبوا بالنّقل الصحيح عَنْ الأئمة تبيّن كذبهم.
• وقال الشافعي: حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام.
• قَالَ أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
• قَالَ أحمد: مَا ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
• قَالَ بعض العلماء: المعطّل يعبد عدماً، والممثّل يعبد صنماً. المعطّل أعمى، والممثّل أعشى؛ ودين الله بَيْنَ الغالي فِيهِ وَالجافي عَنْهُ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (( وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً )) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[ مجموع الفتاوى (5/256-261) ]

د. هشام عزمي
05-05-2010, 09:55 PM
وقد يتوهم بعض أهل البدع، بأن أهل السنّة والجماعة أثبتوا لله المكان، وهذا القول باطل، وذلك إن لفظ "مكان" لم يثبت لا في القرآن ولا في السنة، فيجب الوقوف عند هذا الفظ . فإذا أريد بـ"ـالمكان" العلو، فالمعنى صحيح واللفظ خطأ. فإذا أريد بـ"ـالمكان" مكان ما في المواقع؛ أي: إن الله قد حل واختلط في الأماكن، فالمعنى خطأ وكذلك اللفظ.

وفي ذلك يقول الإمام الألباني: "إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة، فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظاً، إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى، وإلا فهو مخطئ معنى أيضاً إن أراد حصره تعالى في مكان وجودي، أو تشبيهه تعالى بخلقه". مختصر العلو، ص72 .

د. هشام عزمي
05-05-2010, 09:56 PM
ومع كلٍّ، فالمكان موضوع نسبي يرجع الأمر في الحكم عليه إلى تقديراتنا البشرية، فإذا كان يراد بالمكان شيء موجود غير الله، فيكون مخلوقاً، وبذلك يكون الله داخل في شيء من المخلوقات محدود، فهذا باطل، لأن الله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحطه به شيء من المخلوقات، فإنه بائن من المخلوقات، كما أخبرنا جل وعلا في قوله {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} بمعنى الاسِتعْلاء.

ومن أدلة أهل السنّة على علو الله، ما رواه الإمام مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سأل جارية: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. قال "أعتقها. فإنها مؤمنة".

قال الإمام الدارمي: "ففي حديث رسول الله هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض فليس بمؤمن، ولو كان عبداً فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة، إذ لا يعلم أن الله في السماء، ألا ترى أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جعل أمارة إيمانها، معرفتها أن الله في السماء، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "أين الله؟" تكذيب لقول من يقول: هو في كل مكان، لا يوصف بـ"أين"، لأن شيئاً لا يخلو منه مكان يستحيل أن يقال: أين هو؟ ولا يقال أين؟ إلا لمن هو في مكان، يخلو منه مكان ولو كان الأمر كما يدعي هؤلاء الزنادقة لأنكر عليها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قولها وعملها، ولكنها عملت به فصدقها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وشهد لها بالإيمان بذلك، ولو كان في الأرض كما هو في السماء لم يتم إيمانها حتى تعرفه في الأرض كما عرفته في السماء. فالله تبارك وتعالى فوق عرشه فوق سماواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبد، وعلمه من فوق العرش بأقصى خلقه وأدناهم واحد لا يبعد عنه شيء". الرد على الجهمية ص17-18.

ويقول محمد خليل الهراس: "هذا الحديث يتألق ناصعة ووضوحها، وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل فهذا رجل أخطأ في حق جاريته بضربها، فأراد أن يكفر عن خطيئته بعتقها، فاستمهله الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى يمتحن إيمانها، فكان السؤال الذي اختاره لهذا الامتحان هو: "أين الله؟" ولما أجابت بأنه في السماء، رضي جوابها وشهد لها بالإيمان. ولو أنك قلت لمعطل: أين الله؟ لحكم عليك بالكفران". حاشية التوحيد لابن خزيمة ص121.

د. هشام عزمي
05-05-2010, 09:59 PM
النقولات من كتاب (براءة أهل السنة والقرآن من وصف الله بالمكان) لأبي إبراهيم الرئيسي .

عساف
05-06-2010, 12:39 AM
د. هشام
دائما تخطر في بالي الأسئلة اذا دار الحوار حول هذه المواضيع .. فتحملني..

ما صحة عبارة كان الله ولا مكان.؟ وكيف أقول أن الله تعالى في السماء وفي نفس الوقت أنفي المكان عن ذاته تعالى؟

لماذا نفهم أن قصد الجارية بالسماء العلو؟ وننفي المكان؟ أليس هذا تأويلا؟

د. هشام عزمي
05-06-2010, 01:36 AM
بل ننفي المكان المخلوق فحسب ..
إنما الله فوق سماواته على عرشه سبحانه وتعالى ..
وكل ما فوق الأرض فهو سماء ..
لكن الله عز وجل ليس في السماء المخلوقة ..
بل هو فيما وراء السماوات المخلوقة ..

وانظر معي قول ابن عباس رضي الله عنهما لعائشة رضي الله عنها وهي تموت :
(( كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيبًا ، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات )) ..
أخرجه الدارمي بسند حسن ..
وكذلك قوله في تفسير قوله تعالى { ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } :
(( لم يستطع أن يقول من فوقهم ، علم أن الله من فوقهم )) ..
وكذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه :
(( العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم )) ..
أخرجه البيهقي بسند حسن ..
وقول أم المؤمنين زينب بنت حجش رضي الله عنها :
(( زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات )) ..
وفي رواية (( إن الله أنكحني في السماء )) ..
وفي لفظ أنها قالت للنبي (( زوجنيك الرحمن من فوق عرشه هذا )) ..
والروايات عند البخاري في صحيحه ..
وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند قتل عثمان رضي الله عنه :
(( ولكن علم الله من فوق عرشه أني لم أحب قتله )) ..
أخرجه الدارمي بسند صحيح ..

فهاهم أكابر الصحابة يصرحون بفوقية الله جل وعلا بما لا يدع مجالاً للتأويل أو التكلف ..
ولم يزل السلف الصالح يطلقون مثل هذه العبارات إطلاقًا لا يحتمل غير الحقيقة ولا يقبل المجاز ..
فثبت عن مسروق أن كان إذا حدّث عن عائشة رضي الله عنها يقول :
(( حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سماوات )) ..
أخرجه الذهبي وإسناده صحيح ..
وأيوب السختياني سيد أهل البصرة وعالمهم عندما جاء ذكر المعتزلة :
(( إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء )) ..
أخرجه الذهبي وإسناده كالشمس ..
وسليمان التيمي يقول :
(( لو سُئلت أين الله ؟ لقلت : في السماء )) ..
أخرجه الذهبي بسند صحيح ..
وقال عالم الشام الأوزاعي رحمه الله :
(( كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما ورد من صفاته )) ..
أخرجه البيهقي وصححه الذهبي ..
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقًا على هذا النص في الفتوى الحموية الكبرى :
((وقد حكى الأوزاعي - وهو أحد " الأئمة الأربعة " في عصر تابع التابعين : الذين هم " مالك " إمام أهل الحجاز و " الأوزاعي " إمام أهل الشام و " الليث " إمام أهل مصر و " الثوري " إمام أهل العراق - حكى شهرة القول في زمن التابعين بالإيمان بأن الله تعالى فوق العرش وبصفاته السمعية . وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم المنكر لكون الله فوق عرشه والنافي لصفاته ; ليعرف الناس أن مذهب السلف خلاف ذلك )) .
قال على بن الحسين بن شقيق : سألت عبد الله بن المبارك : كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : (( بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه )) ..
أخرجه الدارمي بسند صحيح .
والآثار في هذا متكاثرة متضافرة متعاضدة ..

متروي
05-06-2010, 02:03 AM
بل أحاديث الاسراء و المعراج صريحة جدا بذلك .

عساف
05-06-2010, 02:35 AM
بارك الله فيكما

بقي لدي اشكالات. ولكني أفضل عدم الخوض فيها والتفكير. فهل يحق لي ذلك. أم هل يجب علي أن أحل هذه الاشكالات بالسؤال.. لكي تكون عقيدتي سليمة؟

عبدالإله
05-06-2010, 07:55 PM
وقد يتوهم بعض أهل البدع، بأن أهل السنّة والجماعة أثبتوا لله المكان، وهذا القول باطل، وذلك إن لفظ "مكان" لم يثبت لا في القرآن ولا في السنة، فيجب الوقوف عند هذا الفظ . فإذا أريد بـ"ـالمكان" العلو، فالمعنى صحيح واللفظ خطأ. فإذا أريد بـ"ـالمكان" مكان ما في المواقع؛ أي: إن الله قد حل واختلط في الأماكن، فالمعنى خطأ وكذلك اللفظ.

وفي ذلك يقول الإمام الألباني: "إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة، فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظاً، إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى، وإلا فهو مخطئ معنى أيضاً إن أراد حصره تعالى في مكان وجودي، أو تشبيهه تعالى بخلقه". مختصر العلو، ص72 .

لا يلزم أن يكون لفظ المكان قد ورد في كتاب أو سنة حتى نثبته فنحن مثلا نقول أن الله موجود مع أن هذا اللفظ غير موجود في القرآن .

يـزيـد
05-17-2010, 02:13 AM
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ( اذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله تعالى حين زعم أنه في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل له : أليس كان الله ولا شئ ؟
سيقول : نعم
فقل له : حين خلق الشئ هل خلقه في نفسه أم خارجا عن نفسه ؟
فإنه يصير على ثلاث أقوال :
واحد منها : إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه ، كفر حين زعم أنه خلق الجن والشياطين وإبليس في نفسه .!!
وإن قال : خلقهم خارجا عن نفسه ثم دخل فيهم ، كان هذا أيضا كفر حين زعم أن في كل مكان وحش قذر ردئ.!!
وإن قال : خلقهم خارجا عن نفسه ثم لم يدخل فيهم ، رجع عن قوله كله.

ماكـولا
05-17-2010, 05:24 PM
الاخ عساف وفقه الله

قولك
بقي لدي اشكالات. ولكني أفضل عدم الخوض فيها والتفكير. فهل يحق لي ذلك. أم هل يجب علي أن أحل هذه الاشكالات بالسؤال.. لكي تكون عقيدتي سليمة؟

لابد للمؤمن اذا ثبت عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم شيء أن يثبته وان يؤمن به قال الله " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "

فلا ينبغي التوقف في امور اثبتها الشارع , بل ينبغي ان يستفصل بها وان يستفسر ما استطاع الى ذلك حتى يكون ممن اثنى الله وكمل ايمانه قال الله " الذين يؤمنون بالغيب" وهذا من جملة الغيب
وفقكم الله


الاخ عبد الاله حماك الله

قولك
لا يلزم أن يكون لفظ المكان قد ورد في كتاب أو سنة حتى نثبته فنحن مثلا نقول أن الله موجود مع أن هذا اللفظ غير موجود في القرآن .
اعلم رحمك الله ان اسماء الله تعالى وصفاته توقيفية اي متوقفة على ما ثبت في الكتاب والسنة , ولكن المقام قد يتسع في صفات الله وافعاله ان لزم الامر لذلك للبيان والارشاد للغير , وان كان الاصل مثبتاً في الكتاب والسنة , وما ذكرته هو ما يثبت بدلالة الازم اي يلزم منه انه موجود وهذا بدلالة الاصل ان الله حي و سميع وبصير ويريد ويتكلم جل في جلاله قيلزم من ذلك انه موجود فما من ذات اتصفت بمثل هذه الصفات الا حكمنا بوجودها ! فان عدمت عدمت معها الذات واصبحت في حيّز الاموات

اما لفظ المكان فقد ارشدنا الله لذلك في ايات منها " هو الاول والاخر والظاهر والباطن "
وقال " الرحمن على العرش استوى "
وقال " وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله "
وقال " والملائكة حافين من حول العرش "
وقال " وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون "
وقوله " أأمنتم من في السماء "
وحديث الجارية اين الله قالت في السماء ..

فيلزم من ذلك اثبات المكان الذي ليس كأمكنة المخلوقين الذي يجري عليها ما يجري على المخلوقين بل هو مغاير لذلك بما يليق بجلاله

ومما ينبغي ان ينبه عليه ان هنالك فرق بين تقرير المسائل وبين الرد على المخالف ففي الرد على المخالف يستخدم العالم عبارات التي تحسن ان تستخدم لهذا المخالف حتى لا تطيش العبارات والافهام هنا وهناك
وقد نجد لذلك قوله " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم"

وفقكم الاله

عبدالإله
05-17-2010, 07:16 PM
الاخ عبد الاله حماك الله

قولك
اعلم رحمك الله ان اسماء الله تعالى وصفاته توقيفية اي متوقفة على ما ثبت في الكتاب والسنة , ولكن المقام قد يتسع في صفات الله وافعاله ان لزم الامر لذلك للبيان والارشاد للغير , وان كان الاصل مثبتاً في الكتاب والسنة , وما ذكرته هو ما يثبت بدلالة الازم اي يلزم منه انه موجود وهذا بدلالة الاصل ان الله حي و سميع وبصير ويريد ويتكلم جل في جلاله قيلزم من ذلك انه موجود فما من ذات اتصفت بمثل هذه الصفات الا حكمنا بوجودها ! فان عدمت عدمت معها الذات واصبحت في حيّز الاموات

اما لفظ المكان فقد ارشدنا الله لذلك في ايات منها " هو الاول والاخر والظاهر والباطن "
وقال " الرحمن على العرش استوى "
وقال " وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله "
وقال " والملائكة حافين من حول العرش "
وقال " وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون "
وقوله " أأمنتم من في السماء "
وحديث الجارية اين الله قالت في السماء ..

فيلزم من ذلك اثبات المكان الذي ليس كأمكنة المخلوقين الذي يجري عليها ما يجري على المخلوقين بل هو مغاير لذلك بما يليق بجلاله

وفقكم الاله
جزاك الله خيرا
هذا ما أعتقده وهو أن لله مكان يليق به وآسف لمن يقولون أن الله ليس له مكان محاولين تنزيه الله عنه مع أن علو الله يثبت مكان الله وهم يحتجون بأن الله خالق المكان في نفيهم المكان عن الله ونسوا أن الله هو خالق القوة في الكون وهذا لا ينفي عنه أنه قوي .

متروي
05-17-2010, 09:19 PM
جزاك الله خيرا
هذا ما أعتقده وهو أن لله مكان يليق به وآسف لمن يقولون أن الله ليس له مكان محاولين تنزيه الله عنه مع أن علو الله يثبت مكان الله وهم يحتجون بأن الله خالق المكان في نفيهم المكان عن الله ونسوا أن الله هو خالق القوة في الكون وهذا لا ينفي عنه أنه قوي .

فهمك هذا أخي عبد الإله خطأ تماما لأنك لم تفهم ان المكان مخلوق متعلق بالمخلوقات لا وجود له ولا لهم إلا مع بعض و الله عز وجل فوق مخلوقاته جميعا فهو فوق المكان كله فانت واضح من كلامك انك تعتقد ان المكان شيء منفصل عن الله عز وجل و الله داخله و هذا كلام لم يقل به سلفي .
إستمع الى الشيخ ناصر الدين الالباني بأجزاءه الثلاثة ففي كلامه الفصل.
http://www.youtube.com/watch?v=s0z8V-VaLe0

عبدالله2010
05-18-2010, 12:55 AM
أليس تعريف المكان هو الحيز ذو الأبعاد الثلاثة (طول * عرض * ارتفاع) ؟ فلا شك أن الله منزه عن هذه الأبعاد , و إنما هو فوق المكان مباين له كما قال الأخ متروي و لا تحده الأبعاد الكونية ...

عبدالإله
05-18-2010, 05:31 PM
فهمك هذا أخي عبد الإله خطأ تماما لأنك لم تفهم ان المكان مخلوق متعلق بالمخلوقات لا وجود له ولا لهم إلا مع بعض و الله عز وجل فوق مخلوقاته جميعا فهو فوق المكان كله فانت واضح من كلامك انك تعتقد ان المكان شيء منفصل عن الله عز وجل و الله داخله و هذا كلام لم يقل به سلفي .
إستمع الى الشيخ ناصر الدين الالباني بأجزاءه الثلاثة ففي كلامه الفصل.
http://www.youtube.com/watch?v=s0z8v-vale0

أنا لم أقل أن المكان كله منفصل عن الله لكني أعتقد أن هناك مكان لله وأن الله خلق مكان للمخلوقات كما أن الله له قدرة وخلق قدرة لبعض مخلوقاته فهل خلقه لقدرة في بعض مخلوقاته يعني أنه ليس له قدرة؟!!!

متروي
05-18-2010, 08:40 PM
أنا لم أقل أن المكان كله منفصل عن الله لكني أعتقد أن هناك مكان لله وأن الله خلق مكان للمخلوقات كما أن الله له قدرة وخلق قدرة لبعض مخلوقاته فهل خلقه لقدرة في بعض مخلوقاته يعني أنه ليس له قدرة؟!!!

ما علاقة المكان بالقدرة ؟؟؟ لا توجد اي علاقة بين المثالين فالقدرة صفة ذاتية و المكان ليس اصلا صفة فكيف تقارن بينهما ؟؟؟
مشكلتك اخي عبد الاله انك تتصور ان الله مخلوق يحتاج الى مكان يأويه أو يحيط به ؟؟؟ فإّذا كان الكون لا يحيط به مكان لأن كل المكان داخله فكيف برب الكون ؟؟؟؟؟ فالله عز وجل فوق المكان و فوق الزمان و هو قد قال عن نفسه انه فوق العرش و العرش اول المخلوقات و العرش محيط بكل المخلوقات و الله تعالى فوق عرشه أي فوق مخلوقاته كلها .

عبدالإله
05-18-2010, 10:00 PM
يا متروي أنا عندي دليل على أن لله مكان وهو أن الله في الأعلى (تعرج الملائكة والروح إليه) وعروج الملائكة إليه يعني صعودها في اتجاهه والصعود يكون لأعلى وبالتالي يكون الله في الأعلى أي أن له وجود في الأعلى وله كيان خاص في الأعلى وهذا يستلزم وجود مكان لله مع العلم أن مكان الله ليس شيء غيره بل هو الله ذاته أي أن وجود الله العلوي هو مكانه .

فهل لديك ما ينفي هذا؟ وهل لديك دليل على عدم وجود مكان لله؟

أنا أفرق بين الوجود والعدم بالمكان فما له مكان له وجود وما ليس له مكان ليس له وجود.. كيف تفرق أنت بين الوجود والعدم ؟

إذا لم تعرف ما هو الفرق بين الوجود والعدم فلا يجوز لك أن تقول أن الله موجود لأنك في هذه الحالة تدعي ما لا تعلم لأنك في هذه الحالة تقول أن الله موجود وأنت لا تعرف ما هو الوجود .

د. هشام عزمي
05-18-2010, 11:33 PM
كلامك صحيحٌ أخي عبد الإله ..
والمكان من الأمور التي لا تثبتها ولا ننفيها ..
فإن كان مقصودك بالمكان موقعًا ما في العالم المخلوق فهذا باطل ..
وإن كان مقصودك به أن الله مستو على عرشه فوق سماواته فكلامك صحيح ..
والله أعلم .

متروي
05-19-2010, 12:34 AM
يا متروي أنا عندي دليل على أن لله مكان وهو أن الله في الأعلى (تعرج الملائكة والروح إليه) وعروج الملائكة إليه يعني صعودها في اتجاهه والصعود يكون لأعلى وبالتالي يكون الله في الأعلى أي أن له وجود في الأعلى وله كيان خاص في الأعلى وهذا يستلزم وجود مكان لله

السلف كلهم يقولون ان الله في الاعلى و هو فوق عرشه فوق مخلوقاته جميعا لكن لا يستلزم ان يكون في مكان لأن المكان مخلوق و المكان محيط بمن فيه بحيث يكون من في المكان داخل فيه و هذا لا يصح قوله لله تعالى .


مع العلم أن مكان الله ليس شيء غيره بل هو الله ذاته أي أن وجود الله العلوي هو مكانه
قولك هذا لم يقل به احد من اهل العلم لا من السلف ولا من الخلف فكيف يكون المكان هو الله ؟؟؟؟ ثم اذا كان هو الله فلما تقول المكان ولا تقول الله فانت هنا توافقني في المعنى و تخالفني في اللفظ الذي لم يقل به احد من السلف فالمكان لا يقصد به احد ابدا ؟؟؟؟؟


فهل لديك ما ينفي هذا؟ وهل لديك دليل على عدم وجود مكان لله؟
لماذا يكون لله مكان ؟؟؟ هل هو محتاج إليه ؟؟؟؟؟ و هذا المكان متى وجد ؟؟؟؟ فإن وجد بعده فهل الله داخله ؟؟؟؟ و إن وجد معه فهل هو شيء غيره فإن قلت غيره فهذا كفر و إن قلت ليس غيره عدت إلى القول السابق ؟؟؟؟؟


أنا أفرق بين الوجود والعدم بالمكان فما له مكان له وجود وما ليس له مكان ليس له وجود.. كيف تفرق أنت بين الوجود والعدم ؟


انت تتكلم عن المخلوقات و تنسب تصورك لها للخالق فالله هو خالق المكان فكيف يكون داخله فإن لم يكن داخله فلا معنى لكلمة مكان فإبحث لك عن كلمة أخرى لها معنى ؟؟؟؟؟؟؟


إذا لم تعرف ما هو الفرق بين الوجود والعدم فلا يجوز لك أن تقول أن الله موجود لأنك في هذه الحالة تدعي ما لا تعلم لأنك في هذه الحالة تقول أن الله موجود وأنت لا تعرف ما هو الوجود .


نحن تعلمنا من ديننا ان الله كان ولا شيء غيره فهل المكان شيئ غيره ؟؟؟؟؟؟ فإن قلت نعم فقد قلت كفرا ؟؟؟و ان قلت لا قلنا كلمة مكان لا معنى لها ؟؟؟؟؟؟



كلامك صحيحٌ أخي عبد الإله ..
والمكان من الأمور التي لا تثبتها ولا ننفيها ..
فإن كان مقصودك بالمكان موقعًا ما في العالم المخلوق فهذا باطل ..
وإن كان مقصودك به أن الله مستو على عرشه فوق سماواته فكلامك صحيح ..
والله أعلم .

اخي هشام الأخ عبدالاله لا يتصور وجود الله الا في مكان ولا يتحدث عن كون الله فوق عرشه فقل له اين كان الله قبل خلقه للعرش هل كان في مكان ام بلا مكان ؟؟؟؟؟؟

شرف الدين الصافي
05-19-2010, 12:45 AM
بارك الله في الأخ متروي على تصويبه



أنا أفرق بين الوجود والعدم بالمكان فما له مكان له وجود وما ليس له مكان ليس له وجود.. كيف تفرق أنت بين الوجود والعدم ؟

إذا لم تعرف ما هو الفرق بين الوجود والعدم فلا يجوز لك أن تقول أن الله موجود لأنك في هذه الحالة تدعي ما لا تعلم لأنك في هذه الحالة تقول أن الله موجود وأنت لا تعرف ما هو الوجود .

قولك بلزوم الوجود على إطلاقة المكان قول باطل بل موغل في البطلان وعليك أن تحذر منه أخي الكريم ، خصوصا
إن نسبت ذلك اللزوم لله عز وجل ،فالله قائم بذاته غير مفتقر إلى موجود يوجده ولا إلى مكان يقوم به
قال تعالى ( الله الصمد ) أي الذي لا يحتاج إلى شيء ويحتاج إليه كل شيء
فكان الله قبل وجود المكان والزمان ومن صفات الله أنه مخالف للحوادث قال تعالى ( ليس كمثله شيء )
فقولك لا بد لموجود من مكان قول باطل لأن علمك هذا إنما استقيته من استقراء حالات الأجسام والحوادث ، والصفات المتلبسة بالأشياء الممكنة والحادثة لا يجب تلبسها بالواجب أيضا ، فقياسك هذا لا برهان عليه ، إذ لا علة تجمع في ذلك بين الأصل والفرع ، بل العقل يوجب اختلاف واجب الوجود عن الحوادث في ذلك .
وإن وجدت صعوبة تخيل ذلك في ذهنك ، فاعلم أن كل ما تستطيع إدراكه وتصوره ليس أكثر من صور وأحاسيس عاينتها بحواسك ،
وهذا مما لم يمر على شيء من حواسك بعد فكيف تتخيله وتتصوره

عبدالإله
05-19-2010, 08:05 PM
السلف كلهم يقولون ان الله في الاعلى و هو فوق عرشه فوق مخلوقاته جميعا لكن لا يستلزم ان يكون في مكان لأن المكان مخلوق و المكان محيط بمن فيه بحيث يكون من في المكان داخل فيه و هذا لا يصح قوله لله تعالى .
المكان هو ما له أبعاد ووجود الله في الأعلى يعني أن له أبعاد مستقلة في الأعلى وبما أن المكان هو الأبعاد فهذا يعني أن كل موجود مكان لأن الوجود لا بد أن يكون له حيز يعطيه خصوصيته فأنت مثلا لك أبعاد خاصة بك أي أنك مكان ومكان الله هو وجوده المستقل أي هو ذاته وليس شيء غير الله يحيط به .
لماذا يكون لله مكان ؟؟؟ هل هو محتاج إليه ؟؟؟؟؟ و هذا المكان متى وجد ؟؟؟؟ فإن وجد بعده فهل الله داخله ؟؟؟؟ و إن وجد معه فهل هو شيء غيره فإن قلت غيره فهذا كفر و إن قلت ليس غيره عدت إلى القول السابق ؟؟؟؟؟
هل يحتاج الله لقدرة؟!!

شرف الدين الصافي
05-20-2010, 02:02 AM
المكان هو ما له أبعاد ووجود الله في الأعلى يعني أن له أبعاد مستقلة في الأعلى وبما أن المكان هو الأبعاد فهذا يعني أن كل موجود مكان لأن الوجود لا بد أن يكون له حيز يعطيه خصوصيته فأنت مثلا لك أبعاد خاصة بك أي أنك مكان ومكان الله هو وجوده المستقل أي هو ذاته وليس شيء غير الله يحيط به

أخي بما أنك تؤمن بأن المكان مخلوق وأن الله منزه عن أن يكون مماثلا لمخلوقاته فكيف تقول (أن الله له أبعاد )
فهذا تشبيه منك لله بمخلوقاته والله يقول (ليس كمثله شيء) .
وكما قلت لك إن منشأ هذا الوهم لديك هو أنك تحكم على ذات الله بناء على تصورك القاصر المحدود ،
ففرق بين حكم العقل وحكم التصور ، فالعقل يحكم بوجود الله وتنزهه عن صفات الحدوث دون أن يكون له سبيل لمعرفة ذاته ، وأما التصور فهما تمطى وتمطى لا يمكن أن يصل إلى شيء عن ذات الله لأن التصور عبارة عن خزانة لتجمع صور وافدة إليه من العالم المادي ، ثم هل يعقل أن يحيط المخلوق بالخالق !!! .

وقولك (هل يحتاج الله لقدرة)؟
فهو أنك تقول بما أن للإنسان قدرة والله له قدرة ، فهذا يستلزم تحيز الله بمكان بما أن الإنسان كذلك .

والجواب عن ذلك أن تعلم أن الإنسان يتصف بطائفتين من الصفات :
(الأولى : هي في الحقيقة ثمرة الحدوث والمخلوقية القائمة فيه ، كالتحيز في المكان والزمان والحاجات الجسمية والنفسية المختلفة وعوارض العجز والضعف .
الثانية : هي في الحقيقة من صفات الله جل جلاله ولكنه سبحانه متع الإنسان بظلال منها ليتهيأ له بواسطتها أن ينهض بالتكاليف التي خلق من أجلها ، وليتسنى له أن يسخر لنفسه مظاهر الكون التي من حوله ويستفيد منها ، كالعلم والقدرة والإرادة وما شابه ).
وإن تمتع الإنسان بهذه الصفات لا يسوغ اعتبارها مماثلة أو مشابهة لصفات الله
وذلك أن هذه الصفات وهي ( العلم والقدرة والإرادة ) ذاتية بالنسبة لله تعالى ، أما للإنسان فهي مخلوقة له من قبل الله عز وجل .
وإنها إن اتفقت معها في التسمية إلا أنها مختلفة تماما عن صفات الله في الحقيقة والجوهر ، فشتان بين علم الله وعلم الإنسان ، وما هي قيمة القوة التي يتمتع بها الإنسان في جنب قوة الله وعظيم سلطانه .

عساف
05-21-2010, 06:36 AM
سبحانه وتعالى.. عما نتصور أو نظن أو نتخيل.. فهو كما أثبت نفسه.. وله الفضل كما يشاء..
ومانحن سوى مخلوقات من جملة مخلوقاته..

نسأل الله السلامة..

أبو المظفر السناري
05-21-2010, 11:31 PM
كان ولا مكان، وهو على ما كان، قبل أن يخلق المكان، علم ما كان، وعلم ما يكون، لو كان كيف كان يكون.