المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الساعة



الشيخ عبدالرحمن عيسى
05-06-2010, 11:07 PM
الساعة
أشراط ومفاهيم
بقلم
الشيخ عبد الرحمن العيسى ــ حلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة وتمهيد :
الحديث عن الساعة , وعلاماتها الصغرى والكبرى , متواتر في كتب الحديث الشريف والعقيدة الإسلامية .. سيما وأن ثمانياً وأربعين آية من كتاب الله : القرآن المجيد , تـُفيض الحديثَ عن الساعة وأشراطها المؤْذِنة بها وبقربها , وتـُحذر من نسيانها والتكذيب لها , والغفلة عنها ..
وحتى في عصر ما قبلَ الإسلام , كانت الساعة مُشْـكلة لدى الكثيرين , ويبحثون عن جواب مُقنع , ولكن دون جدوى .. ولما جاء الإسلام , ونزل القرآن , تكرر السؤال وتجدد عنها , لدى الحضرة المحمدية , فكان الجواب مبدئياً : ( ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل ). وتارة يقول : ( عِلمها عند ربي )..
وقال تارة أخرى : ( إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة .. وإذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .. ويقول القرآن : ( يسألونك ــ أي عن الساعة ــ كأنك حَفِيٌّ عنها قل إنما علمها عند الله .. ) أي كأنك على علم ودراية وهاجس منها ..
وحقيقة القول الفصل , هي أن الله سبحانه وتعالى , قد احتفظ بعلم الساعة , وقتَ وقوعها وحدوثها .. ( ولا يُـجَليـّها لوقتها إلا هو .. ) ..
ولكنه تفضل بذكر الآيات الدالة عليها , وكذلك رسوله المصطفى , صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. لم يُقصر في الإبانة , وكشف الغطاء والنقاب ..
وينبغي على المسلم والمؤمن , أن يُلمَّ ولو بطرَف منها , وأن يكون على ذكر مستمر لها , وأن تكون في وجدانه وحسبانه , لأن ذلك مفيد : إيمانياً وعملياً , في حين أن الجهل بها ونسيانها , ضلال في الدين , وضعف في اليقين , ومَدعاة لمعصية رب العالمين ..
إن بعثة حبيبنا محمد , صلى الله على محمد , قد رَتبت علينا مسؤولية ضخمة في هذا السياق .. أعني أن نتحمل مسؤولية الساعة : اهتماماً بأمرها , وبحثاً عن كل ما يُجَليها , وينير الطريق فيها .. ونعلم بأشراطها وخوافيها .. فهذا مما يزيدنا بصيرة وثقة بديننا وعقيدتنا ..
ولا أعتقد أنه يوجد وقت نحن فيه أشد افتقاراً واضطراراً , إلى كل ذلك , من هذا الوقت الذي نحن فيه , والوضع الصعب الذي نكابده ونعانيه ( وترى الناس سُكارى وما هم بسكارى )..
والسبب هو أننا نعيش في زلزلة الساعة , التي تزلزلت فيها عقائدنا , وتصدعت عقولنا وأفئدتنا , وتزعزعت عواطفنا ومشاعرنا ..
ويقول سبحانه : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم . يوم ترونها تـَذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها .. ) ..
الموعد والوعد القادم :
مبدئياً يقول الله تبارك وتعالى , في سورة ( محمد ) صلى الله تعالى عليه وآله وسلم :
( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنىّ لهم إذا جاءتهم ذكراهم ) ..
وقال عليه الصلاة والسلام : ( بُعثت أنا والساعة كهاتين ) . وقرن بين أصبعيه : السبابة والوسطى , وهذا يعني القربَ الشديد للساعة , كقرب هاتين الأصبعين , أو يعني الطول والقِصر والفارق بينهما ضئيل جداً .. فنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , جاء مبعوثاً ومرسَلاً قبيل الساعة بقليل أيضاً ..
أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة , ليكن معلوماً لديكما , أن في القرآن المجيد , حديثاً لافتاً عن موعد قادم , ووعد يقترب بسرعة فائقة , اسمه الساعة .. ومعناه المتبادر في كتب التفاسير المختلفة , نهاية العالم , وموت بني آدم , وسائر الأحياء , وانتهاءُ هذه النشأة الدنيوية , التي بُدئت بخلق آدم عليه السلام , تمهيداً لأن يخلق الله النشأة الثانية ..
ويقول سبحانه : ( وأنَّ علينا النشأة الأخرى ) .. فهما نشأتان إذن : نشأة دنيوية , ونشأة أخروية .. ونحن الآن نكاد نكون في أخريات النشأة الأولى , التي استوفت أغراضها جميعاً , وظهر فيها ما ظهر , من شؤونات وأحداث وفتن , وحروب وتوازنات ومسؤوليات , وآياتٍ إلهية في الآفاق وفي الأنفس , والبيئآت على الأرض , والحضارات التي سادت ثم بادت ..
والآن وصل اختلال البيئآت والحضارات , إلى درجة لا تطاق , ولم تعدْ محتملة في سياق الوضع العالمي , المتدهور إلى الحضيض .. وجماعة المسؤولين عن الكوكب هذا , يزيدونه غرقاً في طوفان ما تفجر من طاقات وإباحيات , وفساد غير مسبوق , وسفك للدموع والدماء , وإحالة هذه الأمة إلى مِزَقٍ وأشلاء , ويُـفني بعضهم بعضاً ..
فحتى متى يستمر الوضع على هذه الشاكلة , وإلى متى يصبر الله سبحانه , ويحلـُم على أعدائه الذين تجاوزوا كل حد للعداوة والطغيان , بحق الرحيم والرحمن , وأهل الإيمان , وسائر بني الإنسان ؟!.. فيمضون في طغيانهم يعمهون , ويطورون من إفسادهم وإلحادهم ..
الساعة وتفصيل القرآن :
مما هو واضح ومؤكد للعِيان , حديث القرآن المجيد , عن الساعة وإجراءاتها المرتقبة , وأحداثها المثيرة , وعلاماتها الكبرى , ومؤشراتها الصغرى التي تملأ الخافقين , ولا تخفى على كل ذي فكر وعينين .. وحينما يريد أحدهم أن يعبر عن امتعاضه واستيائه مما آلت إليه الأمور , ومما يجري ويستطير شره , ويتفاقم إثمه وظلمه , فإنه يقول : آخرُ الزمن !..
وكأن آخرية الزمن , مرشحة لكل ما لم تشهده هذه الدنيا , في تاريخها الطويل , من جرائم وأهوال , وبؤس ومظالم , وحياة السعير , وتقويضٍ وتدمير حتى لقيم الوحوش في الغابات !..
إن حديث القرآن عن الساعة , يبعث الرهبة في النفوس , ويطلق العِـنان للخيال والوهم , كي يقدم تصوراً لما سيكون , مما هو واضح وغامض معاً , عن الساعة المقتربة , وأهوالها المذهلة والمشيِّبة !..ويقول سبحانه : ( اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا آية يُـعرضوا ويقولوا : سحر مستمرّ ) ..
فالمشكلة هي في عملية السحر المستمرة , التي تتسم بها الحياة الدنيا , وتوصَم بها آيات الله المَرئية , ومعجزاتـُه الباهرة .. فكأن الله سبحانه يقول : ماذا بقي لكم أيها البشر , بعد أن اقتربت الساعة , وانشق القمر ؟!. إلا أن تعلموا أنه عندنا قد أزف الرحيل والسفر ..
والحمد لله , على أنه لم تنته الحيـاة هذه , حتى تمكـن أعـداء الله , من أن يروا بأم أعـينهم , كـيف انشقـاق الـقمر , الـذي يُـطوِّق بحزامه الـظاهر , ذلك الـكوكب الـجميل والـرائـع .. فـيما يشبه الأخدود ..
وحديث الساعة في القرآن , متنوع الدلالة والإجراء والبيان , بحيث لا يدع مجالاً للشك والتردد , ويرسخ عقيدة البعث والنشور , وينذر اللاهين والغافلين , بالساعة العظمى , التي في مرحلتها الأخيرة , لا تأتي إلا بغتة , وعلى حين غِـرَّة , كما ينذر بالساعة الحتمية , التي لا تتقدم ولا تتأخر , لدى كل إنسان يَحين أجله , ويَـنفد رزقه وأنفاسه .. فقيام الساعة بالنسبة له , موتـُه المؤكد , ومغادرته الدنيا إلى الأبد .. حيث لا عودة له مطلقاً ..
القرآن واقتراب الساعة :
يصف القرآن المجيد , أمر الساعة بأنه قريب , وأنه كلمح البصر أو هو أقرب .. ويقول سبحانه : ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) ..
وشدد القرآن النكير على الذين يمارون في الساعة وينكرون .. فقال عز من قائل : ( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) ..
ويقول : ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يَخسر المبطلون ) ..
ويقول : ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) ..
إن الساعة علم إلهي حافل , يُطبَّـق ويظهر في وقته وحينه , ويُعرف على حقيقته بالتفصيل ويقول سبحانه : ( إليه يُرد علمُ الساعة ) . ( إن الله عنده علم الساعة ) ..
والأشراط الأولية , التي نوَّه بها القرآن , في سورة ( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم , هي بعثته ثم وفاته عليه الصلاة والسلام .. وإن آخر البشر , إذا جاءتهم الساعة الأخيرة بغتة , فسوف لن تتاح لهم فرصة التراجع , وإعادة النظر , أو مجرد التذكر والذكرى , التي لا سبيل إليها , إذا وقعت الواقعة !.. وعمت الفاجعة ..
ولكن المشكلة : كيف يتمكن البشر , ويتسنى لهم , استمرارُ التذكر للساعة , والإشفاقُ منها والاستعداد لها , ليكونوا من الذين وصفهم القرآن : بأنهم من الساعة مُـشْـفقون , أي خائفون , وتأخذهم الشفقة على أنفسهم وعلى ذويهم , من صدمة الساعة المذهلة , التي هي في سرعة مجيئها وتحققها , كسحابة صيف , أو كجُرُفٍ هارٍ , أو كسَعْـفةِ نار ..
وبالنسبة لله سبحانه , فإن كل شيء مبرمٍ وقوعُه وحدوثه , هو قريب ومقترب , وهو في نظر الله واقع وحاصل ومشهود .. وهذا هو الحد الفارق بيننا وبين الله .. فنحن نرى الأمر بعيداً , والله يراه قريباً .. ( إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً . يوم تكون السماء كالمُهْل . وتكون الجبال كالعِـهـْن . ولا يَسأل حميمٌ حميماً ) ..
فكأن الدنيا عند الله لم تكن , وكأن الآخرة لم تزل , وكأن ما سيكون كائن فعلاً , ومشهود نظراً , ولا يعدو أن يكون عند الله في سرعةِ تـَقضِّيه : أثراً وخبراً ..
ولذلك فإن الذين يفرِّطون في الساعة : نسياناً لها , وتكذيباً بها , سيندمون كثيراً , وستعظم حسرتهم وشقاوتهم .. وكما قال سبحانه : ( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ... ) ..
مفاهيم الساعة ومدلولاتها :
إن الساعة في القرآن المجيد , رمز كبير لحالة تدميرية , ستعتري هذا الكوكب , والمجموعة الشمسية التابعة له , وستـُحدث تغييراً جذرياً , وتبدلاً كلياً في بيئة الحياة , وفناء عالم المادة , وانهيار أبنية التراب المَشيد .. إذ كل ما فوق التراب تراب ..
وسيضع الله حداً نهائياً لتسلط الإنسان على الأرض , والكون التابع لها , وما أحدثه عليها وفيها من فساد وإفساد , وكفر وإباحية مطلقة , وإلحاد بكل القيم والأعراف .. إلا قيم الطاغوت والطاغين , وأعراف الأبالسة والشيطان والمجرمين ..
فلم يعد الوضع الإنساني يحتمل صبراً وتأجيلاً , فقد تم استنفاد كل الفرص الإلهية , التي أتاحها الله للبشر , لكي يَرْعَـوُوا وينتهوا , وينتبهوا إلى أنفسهم , وما فعلوه بحق ربهم ..
حيث أوصلوا الأرض إلى تلك الساعة الرهيبة , لكي تـَجب وتهتز , ويتداعى كل شيء , فلا تقوم له بعد ذلك قائمة حقاً ..
إن إعدام جرثومة الحياة الأرضية , قرار إلهي صارم , لم يتخذه الله للوهلة الأولى , بل بعد صبر وحلم , لم يظهر لهما مثيل من قبل .. ولا يعدو كونـَه أخـْذة أسف عارمة , هي ــ في الحقيقة ــ رحمة لخلاص صعب , وانعتاق أخير , وانقلابٍ إلى الله في العاقبة والمصير ..
حقيقة قيام الساعة :
إن قيام الساعة نتيجة حتمية ومنطقية , لدى الحضرة الإلهية , بعد أن باءت كل الجهود المبذولة لإصلاح الأرض , بالفشل الذريع , واليأس الصارخ , والانتكاس المريع , ولم يعد في قارات العالم متسع لمؤمن يقول : اللهُ اللهُ !.. أي في ذلك الحين القادم ..
ويقول سبحانه مستعظماً حادث الساعة , ومقدماتها المزلزلة : ( إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم ) .. فإذا كان الخلاق العظيم , يستعظم زلزلة الساعة , فماذا نقول نحن المخلوقين , إلا أن نستعظم ما عظمه الله , ونـُعدَّ له عدته وأهْبته ؟!..
فالساعة العظمى , داعية إلى العظة والتقوى , والتزود للأخرى , ولكن الناس بمعنى الساعة يجهلون , وبواقع هذه الظاهرة يكذبون .. ويقول سبحانه : ( بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً ) .. إن الساعة حقيقة الحقائق , ونهاية الخلائق , ولكنها عند أكثر البشر حديثُ خـُرافة , وليس لها أي أثر في حياتهم وسلوكياتهم ..
وتكذيبهم العملي بها , نابع من كونهم لم يحيطوا بها علماً , ولم يُعيروها اهتماماً وفهماً , وكانوا مُوغلين : جهالة وظلماً .. ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ... ) .. ولكنهم غير معذورين , بعد أن أحاطهم القرآن والرسول علماً حقيقياً بذلك , ولم يـُتركوا للجهل سُدىً وطعمة وضحية ..
الساعة وعامل الزمن :
قد يستغرب البعض : أن مُضيَّ ما يقرب من خمسة عشر قرناً على الأخبار الوارد ة في القرآن , بقرب الساعة , ولم تقع بعد .. وكم يمضي من وقت إضافي لحصول ذلك ؟. الله وحده هو العليم بذلك .. ( إليه يُرد علم الساعة ) .. لأنه لم يـُكتب في اللوح المحفوظ .. ولكن يزول الإشكال إذا قرأنا قوله تعالى : ( وإنَّ يوماً عند ربك كألفِ سنةٍ مما تعدون ) ..
فيكون المعنى : أن يوماً ونصف اليوم فقط , هو الذي مر على خبر القرآن , وهو عند الله زمن بسيط وسريع , بالنسبة لضآلته أولاً , وبالنسبة لما مضى من عمر الدنيا , الذي يُقدر بالملايين من السنين .. ثانياً ..
سيما وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم , قد بُعث في نـَفـَس الساعة , أي في النفـَس الأخير لها .. وهو الزمن الذي يكفي لعمر الرسالة المحمدية الإسلامية , وأحداثها المتسارعة , تـَسارعَ النجم الثاقب , ولكي لا يطول الأمد على أمته من بعده , فتضلَّ وتـَنسى , ولأنه لا نبي بعده ..
سياقة الحديث عن الساعة :
وقد جاء الحديث عن الساعة في القرآن , في سياق مواعظَ وعِبرٍ وتنبيهات , ليست في أي كتاب آخر , الأمر الذي يجعل من الساعة واعظاً ومذكراً كالموت .. وكفى بالموت واعظاً ..
وهل يظن الإنسان , أن ساعة موته ووفاته , هي قيامته الصغرى , التي تعفيه من أهوال الساعة الكبرى ؟!. لعل الأمر كذلك !..
وشر الناس نهاية ومصيراً , مَنْ تدركه الساعة حياً لم يمت , لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق , حسب نص الحديث .. إن المؤمنين بالله سبحانه , لا حرج عليهم من الساعة المقتربة , لأنهم سيُـقـْبضون قبلاً بالريح الطيبة , ولا يبقى لهم وجود في الأرض قطعاً , وهذا من رحمة الله بعباده المؤمنين الموحدين , الذين يعفيهم ربهم من ذلك البلاء المَخـُوف والمبين .. ولكي لا تقوم الساعة على الأطفال , يتوقف الحمل قبل أربعين من السنين ..
حقاً إن الساعة لأمر يدعو إلى التأمل , وطول الفكر والنظر , على النهاية الحزينة والمحزنة , التي سيؤول إليها مصير هذه الحياة , التي منحها الله كل روح من روحه , وكل إبداع من إبداعه , وكل حنان ورحمة , ومحبة ومودة , ومَدد غير محدود , وكرم وتكريم للإنسان , وعطاء غير مجذوذ , وأجر غير ممنون , وهندسة رائعة للأكوان , خدمة لهذا الإنسان ..
الساعة وتراكمات الأشراط :
من المعلوم بداهة , أن الساعة لا تأتي من فراغ , دون موجبات ومقتضيات , ولا تحصل دُفعة واحدة , بلا مقدمات وتمهيد , وقرع للأجراس !.. فهي ــ أي الساعة ــ نقض تدريجي لبناء مُحْـكم القواعد والشرفات , ومتراكم النعم والإفاضات , والفائق من التسويات , والعناية الالهية ..
وقد وصفها النبي عليه الصلاة والسلام : بأنها نقض وحلٌّ لعُرى الإسلام , عروة ً عروة , فكلما انتقضت عروة , تشبث الناس بالتي تليها , فأولهن نقضاً : الحكم , وأخرُهن : الصلاة !..
لقد تمكن الرسول الأعظم محمد , صلى الله عليه وآله وسلم , من إصلاح الحياة الإنسانية , على أكمل وجه , وأتم صورة , وأصدق واقع , يفيض لبناً وعسلاً , وإنصافاً وعدلاً ..
ولكن وفاته عليه الصلاة والسلام , كانت المؤشرَ الأعظم , على بديء مراحل النقض والتراجع , في بنية الدين الحق , ومن ثـَمَّ بدءُ حركة الالتفات إلى الدنيا , ومتاعها وزينتها , والافتتان بها : تضحية بجوهر الإسلام , وحقيقة التدين الصحيح ..
وقد ذكر أنس ابن مالك , بأنه ما نفضنا أيدينا من تراب دفن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , حتى أنكرنا قلوبنا , أي شعرنا بتطرق النقص إليها , بسبب ذلك الفراغ , الذي لم يُعـوَّض إلى أخر الدنيا ..
وبدأت بعد ذلك تتناثر وتتتابع أمارات الساعة وأشراطها , فيما سُمي ودُعي بالفتن والملاحم وأحداثٍ حدثت بذاتها : من نحو قتل الخليفة المظلوم , وحرب الصحابة , وظهور الخوارج , وأدعياء النبوة , وكثرة الهرْج والمرْج , وضياع الأمانة , والنساءِ الكاسيات العاريات , وشرب الخمور , واستحلال المعازف والغِـناء , والقـيْـنات والحرير , وشيوع الفاحشة وانتشار الظلم , ومجيء أزمنة يصبح الرجل فيها مؤمناً , ويمسي كافراً , وبالعكس أيضاً , يبيع دينه بعرض من الدنيا , والقابض على دينه كالقابض على الجمر .. وغير ذلك مما هو مُدوَّن ومبثوث في كتب السنة النبوية , وأحاديث آخر الزمن !..
وفي حديث لمسلم : عن حُـذيفة ابن أسيد الغِـفاري , أنه عليه الـصلاة والـسلام , قـد قـال : ( لن تقوم الساعة , حتى تروْا قبلها عشر آيات : المسيح الدجال , وعيسى بن مريم , ويأجوج ومأجوج , وطلوع الشمس من مغربها , والدابة , والدخان , وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق , وخسف بالمغرب , وخسف بجزيرة العرب .. وآخر ذلك : نار تخرج من عدن اليمن , تسوق الناس إلى محشرهم ) .. وهذه هي التي يقال لها : العلامات الكبرى , التي تمهد وتـُفضي أخيراً , إلى نهاية الحياة الراهنة ..
الوجه الآخر لأشراط الساعة :
وهو أن هذه الأشراط والعلامات , بقدوم الساعة الزاحف والراجف , هي بشرى سارة جداً لأمة الإجابة والإنابة , بانتهاء دور أمة الغـُثاء والعماء , وعودة الدين الخالص , والإسلام الحق , الذي جرى تهميشه وتغييبه وتعليقه , ووقفُ العمل به , والتآمر عليه من أتباعه وأبنائه , قبل خصومه وأعدائه !..

فأشراط الساعة : صحوة بعد نوم عميق , وإفاقة بعد تخدير وسُبات طويل , وفرصة جديدة لاستئناف مسيرة جديدة , بمعطيات ومفاهيم , لا عهد للبشر بها , في أكبر عملية رتـْق حضاري وإيماني , ووحدةٍ إسلامية الولاء والانتماء !..
في حين أن الواقع التاريخي والراهن , الذي درجت عليه أجيال وأجيال , مُـفعم بأمواج الفتن والضلال , وجبال العار , وخنادق النار , والأسوإ والأردإ , من السلوك والخـُلق والحال , وأشباهِ الرجال !.. الذين يـَدبُّون على الأرض , دبيب الذئاب والثعابين !..
فدلائل الساعة ومقدماتها , فرصة ذهبية , وموعظة إلهية , مقروءة ومسموعة ومرئية , وبشرى نبوية , ولكن لقوم يعقلون ويفهمون , ويأخذون أنفسهم بمنطق العودة إلى الله , والإنابةِ إلى دار الخلود , والتجافي عن دار الغرور , والتوبةِ من الخطايا والذنوب , والاستعدادِ للوقوف بينَ يديْ علام الغيوب .. فيدفعهم ذلك إلى تحمل المسؤولية , بكفاءة والتزام وجدِّية ..
الإيمان بالساعة سعادة :
فالذين يؤمنون بالساعة , ويُـشفقون منها , ويظنون أنها قائمة وقادمة , ظن اليقين , ويخشوْن ربهم بالغيب , ويعلمون بأن الساعة مُفـْضية إلى اليوم الآخِر , هم سعداء حقاً , صدَّقوا بالرسالة , وبما جاءت به الرسالة , ومنذ نعومة أظفارهم , لم يخالطهم شك ولا ريب , أو خالطهم هذا الشك , ثم وصلوا إلى اليقين , وعاشوا قناعات صالحة , بعد تـُرَّهات باطلة , ودخلوا في تجربة مريرة وصعبة , جعلتهم يثبتون على الإيمان , ثبوت الجبال الرواسي ..
إن الذين فرطوا بأمر الساعة , وزاغوا عن الحق , وفقدوا الشعور المرهـَف , وعاشوا للهوى والفتون , ثم تابوا وأنابوا , وصدَّقوا بما كانوا به يكذبون , ليسوا هم أقل سعادة وتوفيقاً وفلاحاً , من أولئك المؤمنين الأصيلين , المصدقين سليقة وفطرة , ولم يخوضوا معاناة وتجربة .. فاليقين بعد الشك , والحقيقة بعد الوهم والشكل !..
ولعل الذين يغالون في الساعة : تكذيباً وشكاً وغفلة , هم أبأس الخليقة , وأجرؤهم على الباطل , وأشدهم إيغالاً في الفيافي المقـْفرات , والليالي المظلمات , حتى تـَصْدعهم الساعة بصدمتها المروِّعة .. وبعد فوات الأوان , يكتشفون أنهم أغبياء , وأن وجودهم برمته رماد تذروه الرياح , وسحابٌ خـُلـَّب , وسراب يحسبونه ماء , فيلهثون خلفه , ثم تنقطع أعناقهم ظمأ وعطشاً..
( ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) ..
وبعد .. فماذا بعد :
ومنذ القديم , هل ينتظر الناس إلا المهديَّ , فخير موعود يُرتقب , أو الدجالَ , فشر غائبٍ يُـنتظر , أو الساعة والساعة أدهى وأمر ؟!.. ومن قبل ذلك , هل ينتظرون إلا فقراً مُدْقِـعاً , أو غنىً مُطغياً , أو مرضاً مُجْهداً , أو هرماً مُـفـَنـِّداً ؟.. وهل حياة الناس كلها : إلا انتظار وترقب , بمستوى الأعوام والأيام , أو بمستوى الساعات والأنفاس .. وكلما بدت نتيجة , تقدمت نتيجة أخرى , تنتظر دورها , وينتظر الناس ورودها ؟!. بإلحاح ظاهر ..
وفي القرآن , أمر بالترقب والارتقاب والانتظار , وبدءاً من النبي المختار .. ( فانتظر إنهم منتظرون ) . ( فارتقبهم واصطبر ) ..
والإيمان بالساعة يفرض الانتظار , والانتظار عبادة الأخيار والأبرار , والإيمانُ بالساعة , عقيدة أهل الحق , ويقين الدين والصدق , وسبيل رواد الحقيقة والكرامة , ومَنْ هم في موقع القيادة والإمامة .. فالطموح الصاعد , يقتضي ذلك !..
ولكلٍ ساعة , والحياة : ساعة , وفيها نهايات وبدايات , وما خرجنا عن نطاق الساعة أصلاً والساعة في كل آنٍ مُرتقـَبة , وهي لقوم مُبغـَّضة وبطيئة , ولقوم مُحببة وسريعة !..
عيسى : ساعة , والدجال : ساعة , والمهديُّ : ساعة , وكلها موعودة ومنتظرة , وما أكثر الساعات , في العبور والممرات !.. وأعظم مصير في الأرض : ساعة .. ( ويوم تقوم الساعة يُقسم المجرمون . ما لبثوا غير ساعة ) .. والساعة من الإنسان , قاب قوس أو أدنى ..
اختلاف في التفسير :
لقد كان ثـَمَّـتَ اختلاف تفسيري , تـُجاه العلامات الكبرى .. فهناك تفسير حرفي , حسب ظاهر النصوص , ورمزيتها ودلالاتها البعيدة , وفيها الضعيف والموضوع .. وأنها لكي تتحقق , تحتاج إلى مجتمع قـبَـلي متخلف , وبيئة عربية , فيها الخيول والسيوف , والرايات والفرسان !..
وهناك تفسير مستوحىً من روح تلك النصوص , وتنزيلـُها وإسقاطها على الواقع الآخذ في التطور , بمآلات الأحداث والملاحم , التي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ , لا يمكن تجاوزه ولا تجاهله حتماً .. وهذا التفسير لا يحتاج إلى زمن ذي مواصفات خاصة ..
وكلما اشتدت الأزمة على هذه الأمة , لجأ الناس إلى القراءة والبحث , فيما عسى أن تـَنـُمَّ عنه الأحاديث النبوية .. فلعل ذلك يكون إجابة وتفسيراً , لهذا الواقع الذي يَـفيض مرارة ويأساً , وتبدو فيه الطرق مسدودة , والعقد مستعصية , وإحاطة الأعداء بنا مستحكمة , وكاتمة لأنفاسنا , ومحصية علينا تلك الأنفاس !.. في أكبر عملية احتلال وإذلال , ومَحو للهوية والوجود !..
ولكن ومهما يكن من أمر , فلا مِنْ متكلم بالحق الخالص , ويُفهم الناس , أنهم بآيات الله لا يوقنون , وكأنهم لا يُصدقون !.. ولا يؤمنون بيوم الحساب , والمرجع والمآب ..
وفي القرآن آية لافتة , نوردها الآن , دون التعرض لماهيتها وإشكالـيتها .. يقول سبحانه : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) ..
الساعة ومصير الكوكب :
إن مصير هذا الكوكب المنكوب , مرهون بأمر الساعة , التي تجري أحداثها ومقدماتها المرعبة , بسرعة قصوى .. وما يشكو منه علماء الكون , والباحثون المتخصصون , لا يبشر بانحسار الأخطار , بل بازديادها , وارتفاع منسوبها الأعظم ..
فأكابر المجرمين والمفسدين في الأرض , يصنعون نهاية غير سعيدة , لهذه الأرض , بما يقومون به من خطط وسياسات جهنمية , وتجارب تخريبية , تقشعر منها جلود الشياطين ..
وهذا ينعكس على الأرض وسكانها , زلزالاً يقوض الأرض , ويلوث كل البيئات , ويجعل الأرض تهتز وتنفجر براكينها , وتنذر بما هو شر وأسوأ من كل التوقعات والاحتمالات ..
إن كل ما بناه الله في الأرض , وعلى الأرض , التي جعلها الله مستقراً وقراراً , يتم تدميره الآن , وتأسيس نهايته الفاجعة , والانتقامُ من الإنسان , الذي كرمه الله , وخلق له كل شيء , على نحو متكامل وطاهر ورائع , لا مَزيد عليه ..
ويقول سبحانه : ( أمَّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسيَ .. ) ..
سبحانك يا خلاق يا عليم , تعلم الذين يُسيئون عن عمد وقصد , إلى ما أبدعت وصنعت فوق هذه الأرض , ويُحيلونه إلى موت ورماد , ونار وعار , وظلم يتجاوز حدود كل ظلم !..
ويقربون أسوأ مصير لهذا الكون ..وآياتـُك في كتابك , تنطق بذلك , وترصُده محيطة به ..
فسبحانك يا حليم يا صبور , ما أعظم حلمك وصبرك .. ولكنْ قبل أن يتمكن أعداؤك من تدمير هذا الكوكب , أرِنا عنايتك الفائقة , بإتمام نورك على الأرض , وإظهار دينك الحق , على الدين كله , حسب وعدك الصادق , وقولك الذي لا يُبدل لديك ..
فإن اضمحلال فتنة المسيح الدجال , على يديْ المهديِّ والمسيح ابن مريم , هو أعظم ما يدعونا إلى التفاؤل , بقدوم عهد إسلامي نبوي عالمي , تـَبطل فيه كل العقائد والأديان , ويُصبح الدين واحداً , ويَعم السلام والوئام الأرض بأسرها , وتكون في الأرض أمَنـَة ٌ فائقة التصور والوقوع .. وتكون السجدة الواحدة , خيراً من الدنيا وما فيها !..
علامات الساعة : بمثابة عُملة ذاتِ وجهين , وجه قاتم يثير الفزع , ويدعو إلى القلق , ووجه مشرق بنور الله , طافح بالبشر واليسرى , وتصحيح الموازين , وإنهاء عهد الظالمين , وإنشاء المجتمع الإنساني الصالح , وإحياء ما اندرس من الإسلام الحق , والدين الخالص ..
( ألا لله الدين الخالص ) ..
والله سبحانه وتعالى أجل وأعلم .. عبد الرحمن

حسام الدين حامد
05-07-2010, 05:08 PM
جزاكم الله خيرًا.

هل من تفصيل لهذا الكلام العام -وفقكم الله؟؟


لقد كان ثـَمَّـتَ اختلاف تفسيري , تـُجاه العلامات الكبرى .. فهناك تفسير حرفي , حسب ظاهر النصوص , ورمزيتها ودلالاتها البعيدة , وفيها الضعيف والموضوع .. وأنها لكي تتحقق , تحتاج إلى مجتمع قـبَـلي متخلف , وبيئة عربية , فيها الخيول والسيوف , والرايات والفرسان !..
وهناك تفسير مستوحىً من روح تلك النصوص , وتنزيلـُها وإسقاطها على الواقع الآخذ في التطور , بمآلات الأحداث والملاحم , التي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ , لا يمكن تجاوزه ولا تجاهله حتماً .. وهذا التفسير لا يحتاج إلى زمن ذي مواصفات خاصة ..

بوعابدين
05-07-2010, 08:47 PM
لقد كان ثـَمَّـتَ اختلاف تفسيري , تـُجاه العلامات الكبرى .. فهناك تفسير حرفي , حسب ظاهر النصوص , ورمزيتها ودلالاتها البعيدة , وفيها الضعيف والموضوع .. وأنها لكي تتحقق , تحتاج إلى مجتمع قـبَـلي متخلف , وبيئة عربية , فيها الخيول والسيوف , والرايات والفرسان !..
وهناك تفسير مستوحىً من روح تلك النصوص , وتنزيلـُها وإسقاطها على الواقع الآخذ في التطور , بمآلات الأحداث والملاحم , التي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ , لا يمكن تجاوزه ولا تجاهله حتماً .. وهذا التفسير لا يحتاج إلى زمن ذي مواصفات خاصة ..
هذ النص الذي أشار إليه الأخ الكريم حسام الدين حامد ووصفه بالمبهم فأقول للأخ حسام هو ليس مبهما لكن فيه خداع في الطرح فهو ينبئ عن عقلية كاتبه ومدى ضيق أفقه رغم عظم الأمر الذي تصدى للكتابة عنه.
أقول هو وضع تفسيرين و من خلال مذمة احدهما نفهم أنه يرجح الآخر
حيث وضع تفسيرين أولهما التفسير الذي يشترط وجود مجتمع عربي متخلف تحقق فيه هذه الأشراط حرفيا
وثانيهما التفسير الإسقاطي الذي يواكب العقل و المنطق الذي ينطل قمن ديمومة هذه التكنلوجيا التي لا تبيد أبدا في نظره.
أقول وفي كلام الكاتب سفاهة من وجهين
أولهما:::
أنه حصر ظروف التخلف من الخيول والسيوف بالعرب وكأنه لا يصح أن نضرب مثلا للتخلف إلا ونقرن فيه التخلف بالعرب وكأن المجتمعات الأخرى كانت تستخدم سيارات البي إم دبليو في مواصلاتها و هواتف التريا في اتصالاتها و بنادق الكلاشن كوف و المدرعات في الحروب. بينما الخيول و السيوف كانت من خصائص العرب المتخلفين في نظره ( هؤلاء المتخلفين الذين قهرو غمبراطوريات الغرب والشرق بخيولهم وسيوفهم). ربما اعتذر له أحد انه لم يكن يقصد ذلك . نعم وغن لم يقصد ذلك فهو فاض بما يكمن في عقله من معتقدات مشوهة عن العرب و يبدو لي أن الكاتب يستقي معلوماته عن العرب من أفلام هوليود
ثانيهما::::
أنه ذكر التفسير الثاني بصيغة توحي الرضى به .
فلسان مقاله يقول إنه لا يمكن أن تضمحل هذه الحضارة المادية لكي تتحقق أشراط الساعة الواردة في النصوص بحذافيرها لذا وجب علينا التحوير و التأويل وليييييييييي أعناق النصوص لكي توافق عقول مدعي الديمومة للتكنلوجيا .
أقول إن هذا الكاتب كأنه يقول عن التكلزجيا ( ما أظن أن تبيد هذه أبدا) فلم يبقى له إلا أن يقول الشق الثاني ( و ما أ أظن الساعة قائمة).
قد يظن البعض أني قسوت عليه لكن هذا غير صحيح فهو يستحق لأنه يقدم خنفشارية مبطنة لا يتنبه لها إلا من هداه الله من أهل التحقيق كأخينا المحترم حسام الدين حامد حفظه الله
نعم غن الكاتب لم يقل ما أظن الساعة قئمة و لا أظنه يعتد ذلك ولكنه سوغ لمنكريها ما سوغ من التأويلات البليدة لكي يطعن في الإسلام من خلال هذه التأويلات
حيث أن مآل هذا الطرح يؤدي إلى أن لا نصدق أن المسيح عليه السلام سوف يطعن الميح الدجال بحربة لأن الزمن ليس زمن حراب بل زمن بنادق وربما شيئ أكثر تطورا كالذي في أفلام هوليود .
ومن هنا يخلص العدو أنه بدون التأويل الإسقاطي لا يكون الإسلام صالح لكل الأزمنة . زما أسهل الطعن في المفاهيم الإسقاطية البلهاء. ولو اتفق المسلمون على هذه المفاهيم فما أسهل الطعن في الإسلام نفسه. فكاتبنا المجترم لا نقول أنه أراد أن يطبب العين فأعماها بل إنه جاء لعين صحيحة مبصرة و اتهمها بالمرض وأرد أن يطببها فأعماها
أقول لكاتبنا المحترم هل تعتقد أن الحضارات لا تنتكس ؟ الغرب يعتقدون أن أن هذه الحضارة قابلة للإنتكاس إن لم تسفر الأبحاث العلمية عن التوصل لاكتشاف مصدر بديل للطاقة قبل نفاذ النفط فسوف تعود البشرية للعصر الحجري من ناحية التكنلوجيا خلال مئة سنة
ومن المعلوم أن الحضارة المادية في عصر الفراعنة و سبأ كانت أكثر تطورنا من المجتمعات التي تلتها بقرون بعد انتكاس هذه الحضارات بل إن الكثير من أسرار الحضارات البائدة لا يزال سرا حتى وقتنا الحاضر
لذا ليعلم الكاتب أن ما وهبه الله للإنسان من تقنية ومن مصادر للطاقة قادر وحده على نزعه في أي وقت ولا ديمومة إلا لوجه الله سبحانه وتعالى
لذا ليتقي الله الكاتب والناقل و ليمحص ما يكتب قبل أن يقدمه للناس بغثه وسمينة.
والله ولي التوفيق

متروي
05-07-2010, 09:37 PM
وهل يظن الإنسان , أن ساعة موته ووفاته , هي قيامته الصغرى , التي تعفيه من أهوال الساعة الكبرى ؟!. لعل الأمر كذلك !..

و هذه ايضا غير مفهومة فالميت معفى قطعا من أهوال القيامة الكبرى .


ولكي لا تقوم الساعة على الأطفال , يتوقف الحمل قبل أربعين من السنين ..

و هذه أيضا غريبة من الكاتب و مايزيد غرابتها هو تعجبه من السيوف و الرماح فكيف يستنكر هذه و يصدق انقطاع الحمل اربعين سنة ؟؟؟؟؟؟؟

nafez_1962
05-14-2010, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المنتقد .. سلام عليكم ..
يقول الشيخ عبد الرحمن : لقد توسعتَ في لائحة الاتهام : غـُلـُوّاً , وبنيتـَها على محض استنتاجات , وهذا غير منطقي .. وأعترف بالخطأ إذ أقحمتُ كلمة : متخلف .. وقصدي به المجتمع العربي الجاهلي , حاشا المجتمعَ النبوي العربي الإسلامي ..
وعلى كـُلٍّ فأنا مجرد ناقل لوجهتيْ نظر مطروحتين في الأبحاث المتعلقة بهذا الموضوع , ولم أبين موقفي تجاه واحد منهما ..
وسامح الله المخطئ منا , ولست بمعصوم عن الخطأ .. والسلام ..
عبد الرحمن

بوعابدين
05-15-2010, 06:17 AM
السلام عليك أخي الشيخ عبد الرحمن
نعم شيخنا لقد نقلت وجهتي نظر ولكن الأمانة العلمية لا تعفيك من عدم الترجيح. كيف تضع رأيين من غير أن ترجح أحدهما وخصوصا في حال التضارب بينهما. هذا أولا.
ثانيا أنت دكرت الأول بصيغة توحي أنك تمرضة و تستبعده . فهذا يوحي أنك ترجح الثاني . وأهل العلم لا يضعون كلاما بالإيماء و الإبهام بل هم مطالبون دائما بالتوضيح ولو بدا مملا.
أخي الشيخ إن ما يبرر ردودنا التي قد يبدو منها بعض المبالغة هو أن هذا المنتدى يرتاده الكثير من العامة وغير المسلمين فلا نستطيع أن نترك كلاما محسوبا على الإسلام وفيه إبهام هكذا فيكون علينا بدل ان يكون لنا.
واعلم شيخنا أنني لا أنتقد شخصك وإنما أنتقد ما هو مكتوب فنحن لن نقبل أن تصبح نصوص ديننا ألعوبة بيد المؤولين الذين نقلت عنهم. خاصة وأن التأويلات بها تكلف شديد لا يحتمله النص.
عموما سامحنا الله جميعا وألحقنا بالصالحين وجعلنا من المخلصين . ولا تظن شيخنا أن هنالك من يتحامل عليك و كل مفي الأمر هو حرصنا على ديننا الحنيف من التبديل والتأويل ولي نصوصه لما يوافق عقول القاصرين.
والسلام عليك و رحمة الله وبركاته

حسام الدين حامد
05-16-2010, 03:48 PM
وعليكم السلام ورحمة الله.

الأخ نافذ1962، أو الشيخ عبد الرحمن.


وعلى كـُلٍّ فأنا مجرد ناقل لوجهتيْ نظر مطروحتين في الأبحاث المتعلقة بهذا الموضوع , ولم أبين موقفي تجاه واحد منهما ..

المسألة ليست من الخلاف السائغ لتعرض الرأيين دون ترجيح، كما أن وصف أحد رأيين بأنه يأخذ بروح النصوص وينزلها على الواقع ولا يحتاج إلى زمن خاص، بينما جعل الرأي الآخر يأخذ بالدلالة البعيدة وفيه الضعيف والموضوع ويحتاج لمجتمع خاص، هذا عند أي منصف من الترجيح، وإلا فهو تلبيس على القارئ، أو في أحسن أحواله ضعف بيان!