المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل عن الأشاعرة



صقراوي
05-07-2010, 07:10 AM
هناك بعض النقاط أثارها البعض في كلامهم عن اعتقاد أهل السنة و الجماعة أحببت أن أتساءل عنه و أستفيد من الإخوة هنا في المنتدى

البعض يقول أن معظم علماء الدين أشاعرة و ينسبون لأشعرية لكثير من العلماء و منهم ابن الجوزي و ابن كثير و الذهبي و الطبري و القرطبي و ابن حجر و النووي و ابن عساكر و الشاطبي و ابو الوليد الباجي و ابن حزم السيوطي و غيرهم

ما مدى صحة الزعم بأن معظم علماء الأمة أشاعرة , و ما الفارق الذي يميز العالم الأشعري و العالم السني الذي وقع في بعض مسائل الأشاعرة

و ما موقفنا من العلماء الأشاعرة , فهل نقول عنهم أنهم ليسوا من أهل السنة و الجماعة ؟؟

...........

بالنسبة لعقيدة التفويض ( و أعني بها تفويض المعنى )

من المتعارف أن أهل السنة يثبتون المعنى و يفوضون الكيفية فإن قال الله ( الرحمن على العرش استوى ) أي علا العرش دون تكييف أو تمنثيل أو تعطيل أو تشبيه

و لعل هذا أوقع من أن نقول أننا لا ندري معنى الاستواء

و لكن في بعض الأشياء لا أظن أننا نستطيع الحصول على معنى

فإن قلنا ( يد الله ) فما معنى كلمة يد ؟؟

و شكرا

DirghaM
05-07-2010, 10:27 AM
http://www.binbaz.org.sa/mat/8395

ابن السنة
05-07-2010, 03:33 PM
أخى الكريم Dirgham
بارك الله فيك
عندى بعض التساؤلات
ما افهمه أن السلف يثبتون الصفة و لكن اليس معنى الكلام القدرة
يعنى لما اقول و لله المثل الأعلى يدى فوق كتفك و المقصود بالكلام اننى اشجعه على عمل ما و اعده بأننى سأكون فى مؤازرته لكن هذا يؤكد أن لى يد و ان له كتف هل هذا ما يقوله الأشاعرة ؟ أم انهم ينفون المعنى الدال عليه اللفظ مطلقاً؟ بمعنى نفى اليد مطلقاً و يعتمدون المعنى المجازى

رجعت الى تفسير الطبرى رحمه الله فوجدته يقول:
وفي قوله: { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ } وجهان من التأويل: أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم نبيه صلى الله عليه وسلم والآخر: قوّة الله فوق قوّتهم في نُصرة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنهم إنما بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نُصرته على العدوّ.

بارك الله فيكم

مراقب 4
05-07-2010, 05:43 PM
هذا الموضوع (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9899) فيه فائدة خصوصًا مشاركات الفاضل ناصر الشريعة.

والنقاش في هذه المواضيع المهمة يحسن أن يكون في منتدى الألوكة أو ملتقى أهل الحديث أو مثلها.

اخت مسلمة
05-11-2010, 06:40 PM
من إجابات الشيخ البراك حفظه الله :

ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة في لغة العرب ، ألا يتعارض هذا مع حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم (2937) في خروج يأجوج ، ومأجوج (فيوحي إلى عيسى أني قد بعثت عبادا لا يَدَان لأحد بقتالهم) وقد ذكر ابن الأثير والنووي وغيرهما أن المعنى: لا طاقة لأحد بقتالهم. فجاءت اليد بمعنى القدرة مع كونها مثناة ؟

الحمد لله ، نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلامة ابن القيم في ردهما على من يأول صفة اليدين في قوله تعالى { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [(75) سورة ص] بالقدرة ذكرا أن اليدين لا تأتي في اللغة العربية بمعنى القدرة ، وقد ورد في كلامهما في مواضع التعبير بالـ(يدان) عن القدرة كما في مطلع القصيدة النونية :
حكم المحبة ثابت الأركان * ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أي: قدرة ،
ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في الفتاوى 28/128 : ".. إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأى برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به ، فعليك بنفسك ، ودع عنك أمر العوام .. الحديث ".
وكذلك الحديث الذي أورد السائل ذكره في الفتاوى 1/44.
وهذا قد يشكل مع إنكارهما على من فسر اليدين بالقدرة ؛ لأن ذلك لا أصل له في اللغة العربية .

والجواب: أن لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات :
فتارة تستعمل غير مضافة ،وتلزم الألف ، وهذه هي التي بمعنى القدرة ، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر ، أي لا قدرة لي عليه .

وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به ، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ ، أو بيديه ، أو بيدي محمد ، ويجري فيها إعراب المثنى .
وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة ، بل يتعين أن يراد بهما : اليدان اللتان يكون بهما الفعل ، والأخذ ، ومن شأنهما القبض ، والبسط .
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكراهما [إنكارهما] على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة ، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية ، وبين استعمالهما (اليدان) بمعنى القدرة .
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية :
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل ، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك ، ومنه قوله تعالى : {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } [(10) سورة الحـج] ، ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى : {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } [(182) سورة آل عمران] ، ومنه قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يــس] .


الثاني : استعماله مضافا إليه بعد (بـين) ، فيكون بمعنى أمام ، كقولك: جلس بين يديه ، و مشى بين يديه ، ويجري هذا الاستعمال في العاقل ، وغير العاقل كقوله تعالى : { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } [(64) سورة مريم] وقوله { وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } [(12) سورة سبأ] وقوله { بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } [(57) سورة الأعراف] ونظائر ذلك كثيرة .

فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي : الأول ، والثالث ، والرابع .
والثاني: حقيقة .
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل ، وعدي إلى اليدين (( بالباء )) كقولك : عملت بيدي ، ومنه قوله تعالى : {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [(75) سورة ص ] .
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك ، فهو من قبيل المجاز العقلي ؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا ، وإن لم يكن فعل بيديه .
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يــس] ، وقوله تعالى : {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } [(75) سورة ص ] ، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين ،
وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم بيديه ؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس .
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس" ؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق :
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه ، وعداه إلى اليدين بالباء ، وذكر اليدين بلفظ التثنية ، وأضافهما إلى ضمير المفرد .
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع ، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم .
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ ، والمعاني ، والتسوية بين المتماثلات ، والله أعلم