المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الارادة في المادة



أدناكم عِلما
05-07-2010, 11:14 AM
الارادة في المادة :
نحن نعلم ان الارادة تسبق الفعل والعمل المُخطط له وهي حتما تنتُجُ عن عقل وتدبير فهل للمادة ارادة ؟؟؟ وهل للمادة عقل وتدبير ؟؟؟ هل كان للمادة ارادة في انشاء هذا الكون (بزعم الملاحدة انها مُسببة لنشاته) هل اعتمدت وفكرت تلك المادة وخطَّطت وهندست هيئة الكون قبل انشائها له (بزعمهم) هل تاتي الارادة من غير عاقل ؟؟؟ اين عقل المادة ؟؟؟ اين يَدَي المادة التي هندست الكون ؟؟؟ اين ادوات المادة ؟؟؟ اين جنود المادة ؟؟؟ الكُلُّ يتَّفق ان النظام لا ياتي من فراغ اي ان له مُنَظِّم والكُلُّ يعلم ان المُنَظِّمَ بالتأكيد يملك عقل وتدبير وتخطيط مُسبق فاذا نظرنا مثلا الى مُدُن اليوم لا يُمكن ان نقول انَّها نَظَّمت نفسها بنفسها ولا يُمكن ايضا ان نقول ان المادة نظَّمتها او ان الطبيعة فعلت ذلك وحتّى صُدفة الملحدين تعجز عن ذلك فهل رايت خلال حياتك صدفة تُنشيءُ قصرا ؟؟؟اجزمُ لو قُلتُ ذلك للملحد سيضحك منك حتى الثمالة والغريب انه لا يضحكُ من صُدفة صنعت اعظم من ذلك بزعمهم ولنعود الى الارادة والمادة فهل ارادت المادة صُنعَ الكون ولماذا ؟؟؟ نحنُ نعلم ونجزم ونتفق ان انفجار سيارة ملغومة لا يُمكن ان يَصنَعَ او يُكوِّن شيئا مُنَظَّما اثناء تطاير الشظايا او بعد سقوطها بل العكس فان الشيء الوحيد الناتج عنه هو الفوضى فهل نرى تلك الفوضى في كوننا الذي نشأ من انفجار عظيم ؟؟؟ وهنا نسأل انفسنا ونحتكم الى عقولنا ومنطقنا ونتسائل هل يُمكن ان ينتج كُلُّ ما نراه في هذا الكون من نظام مُتكامل وكائنات حيَّة ذكيَّة من مادة لا تملك ارادة ولا عقل ولا تدبير ولا تخطيط ولا هندسة ولا ولا ولا ؟؟؟

massoud
05-07-2010, 06:34 PM
الأخ ادناكم علماً...بارك الله فيك علي هذا الطرح الطيب

ذات يوم جاء قوم من الدهرية إلى الإمام أبى حنيفة النعمان يجادلونه بغلظة فقال لهم : أجيبوني عن مسألة ثم افعلوا ما شئتم، فقالوا له هات، فقال : ما تقولون في رجل يقول لكم إني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملوءة بالأثقال قد احتوتها في لجة البحر أمواج متلاطمة ورياح مختلفة، وهي من بينها تجري مستويةً، ليس لها ملاح يجريها ولا متعهد يدفعها، هل يجوز ذلك في العقل ؟

قالوا : لا، هذا شيء لا يقبله العقل، فقال أبو حنيفة :

يا سبحان الله ! إذا لم يجز في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد
ولا مجرى فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على اختلاف أحوالها وتغير أعمالها وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع وحافظ ؟


وهذا الجاحظ يتحدث عن العالم المادي فيقول: إذا تأملت في هذا العالم وجدته كالبيت المُعد فيه كل ما يُحتاج إليه، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم منورة كالمصابيح والإنسان كمالك البيت المتصرف فيه، وضروب النبات مهيأة لمنافعه وضروب الحيوانات مصرفة في مصالحه، فهذه جملة واضحة دالة على أن العالم مخلوق بتدبير كامل وتقدير شامل وحكمة بالغة وقدرة غير متناهية ( أورد هذه الفقرة الإمام الرازي في سياق تفسيره للآية 22 من سورة البقرة دون أن يشير إلى موضعها في مؤلفات الجاحظ ).


تحياتي

أدناكم عِلما
05-07-2010, 07:38 PM
بارك الله فيك ولك وعليك افدتني جزاك الله خيرا

ليس هكذا تورد الابل
05-10-2010, 07:51 PM
لو كان الغباء رجلا لكان ملحدا

جزاكم الله خيرا