المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحدهم يحتاج لصفعة



عَرَبِيّة
05-08-2010, 04:19 AM
أحدهم يحتاج لصفعة

كان هناك غلام أرسل إلى بلاد بعيده للدراسة,
وظل هناك فترة من الزمن,
بعد عودته طلب من يجيب على أسئلته الثلاثة ؟

ثم أخيرا وجد العالم الجليل الإمام الشافعي ودار بينهما الحوار التالي :
الغلام: من أنت ؟
وهل تستطيع الإجابة على أسئلتي الثلاث ؟


الإمام : أنا عبد فقير إلى الله.. وسأجيب على أسئلتك بإذن الله
الغلام: هل أنت متأكد؟
الكثير من الأطباء والعلماء قبلك لم يستطيعوا الإجابة على أسئلتي؟!!
الإمام:سأحاول جاهدا وبعون الله سأجيب علي أسئلتك
الغلام:1- هل الله موجود فعلا؟
وإذا كان كذلك أرني شكله؟
2- ما هو القضاء والقدر؟
3- إذا كان الشيطان مخلوقا من نار...
فلماذا يلقى فيها بعد ذلك وهي لن تؤثر فيه ؟


صفع الإمام الغلام صفعه قويه على وجهه
فقال الغلام وهو يتألم: لماذا صفعتني ؟ وما الذي جعلك تغضب مني؟
أجاب المعلم: لست غاضبا
وإنما الصفعة هي الإجابة على أسئلتك الثلاث ...
الغلام: ولكني لم أفهم شيئا!!
المعلم:ماذا تشعر بعد إن صفعتك ؟
الغلام: بالطبع اشعربالألم
المعلم: إذا هل تعتقد إن هذا الألم موجود ؟
الغلام: نعم
المعلم: ارني شكله ؟
الغلام: لاأستطيع


المعلم: هذا هو جوابي الأول..
كلنا نشعر بوجود الله ولكن لانستطيع رؤيته


ثم أضاف: هل حلمت البارحة باني سوف أصفعك؟
الغلام: لا
المعلم: هل خطر ببالك أني سأصفعك اليوم؟
الغلام: لا
المعلم: هذا هو القضاء والقدر


ثم أضاف: يدي التي صفعتك بها مما خلقت ؟
الغلام: من طين
المعلم: وماذا عن وجهك ؟
الغلام: من طين
المعلم: ماذا تشعر بعد أن صفعتك؟
الغلام: اشعر بالألم
المعلم: تماما..فبالرغم من أن الشيطان مخلوق من نار..
ولكن إذاشاء الله فستكون النار مكانا أليما للشيطان

عَرَبِيّة
05-08-2010, 04:27 AM
المعلم:ماذا تشعر بعد إن صفعتك ؟
الغلام: بالطبع اشعربالألم
المعلم: إذا هل تعتقد إن هذا الألم موجود ؟
الغلام: نعم
المعلم: ارني شكله ؟
الغلام: لاأستطيع


المعلم: هذا هو جوابي الأول..
كلنا نشعر بوجود الله ولكن لانستطيع رؤيته

قال تعالى ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2959))
وقال ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )



ثم أضاف: هل حلمت البارحة باني سوف أصفعك؟
الغلام: لا
المعلم: هل خطر ببالك أني سأصفعك اليوم؟
الغلام: لا
المعلم: هذا هو القضاء والقدر

قال تعالى ( أمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ )

من كتاب تعريف عام بدين الإسلام , للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ..
الإِيمَان بالقَدَرِ
معنى القدر والقضاء :
الذي يُفهم من الآيات التي ذكرت القدر كقوله تعالى :
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } .
وقوله عن الأرض :
{ وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا } .
وقوله عن القمر :
{ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } .
الذي يفهم منها أنّ القدر ، هو السنن التي سنها الله لهذا الكون ، والنظام (1) الذي سلكه به ، والقوانين الطبيعية التي سيّره عليها ، وأنّ كل ما فيه قد خُلق بمقادير معينة ، ونسب محددة ، فما من موجود إلا وقدر قبل إيجاده مقداره وعدد ذراته ، وكمية العناصر التي يتألف منها ونوعها .. إلخ
وأنا أوضح الفرق بين القدر والقضاء بمثال { وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى } : العمارات التي تقام تعلق عليها لوحة فيها : إن التصميم للمهندس الفلاني ، والتنفيذ للمقاول الفلاني ، فالمهندس يرسم الخريطة ويعين علو البناء وسمك الجدران ، وما يوضع فيها من الحديد و ( الإِسمنت ) والحجر ، ونسبة كل منها ، وما يكون فيها من أبواب ونوافذ ، يقدر ذلك ويحدده ، هذا مثال القدر . والمقاول ينفذ ما قدره المهندس ، وهذا مثال القضاء .
وكلاهما لله وحده . وكما يمكن للمهندس أن يبدّل ( إذا أراد ) في بعض تفصيلات التصميم ، فالله من رحمته جعل الدعاء والصدقة سبباً في رفع بعض ما كان مقدَّراً ، قدّرها وحده ، ورفعها بالدعاء وحده (2) .
__________
(1) النظام هو الخيط الذي تنظم به حبات العقد والسبحة والسلك الذي تسلك به .
(2) ولو كان كل ما يفعل العبد مجبراً عليه من الأزل ، لا يبدَّل ولا يعدَّل ، وليس له اختيار فيه ، لم يبق من فائدة لبعثة الأنبياء ، وجهاد الكفار ، ولا للدعاء . وقد دعا الأنبياء والخلفاء الراشدون وصلحاء كل أمة ، طالبين دفع البشر ، وجلب الخير .
__________

الثواب والعقاب :
هذا معنى القدر بوجه عام ، وهو يشمل كل موجود أوجده الله ، قدر الله مقاديره وأحواله ، وعلم ما سيكون له وما يكون منه ، ومن جملة مخلوقات الله الإنسان . وهنا تعترض مشكلة طالما خاض فيها الخائضون ، وطالما كثر فيها الجدال ، هي أمر الثواب والعقاب . إذا كان كل ما يقع في الكون مرسوماً ومعلوماً عند الله من قبل ، وكانت سنن الله لا تبديل لها ولا تغيير ، فكيف يكون الثواب والعقاب ؟ .
والجواب الإِجمالي : أنه لا بد من التفريق بين وضع الإِنسان المشاهد ( الملموس ) ، وبين صفات الله وأعماله ، وهي مغيَّبة ، لا يستطيع العقل أن يحكم عليها ، ولا يصل إلى إدراكها ، ولا يعرف عنها إلا ما جاء بطريق الوحي .

الإنسان مخيّر :
الإِنسان له حرية ، له ( عقل ) يستطيع أن يحكم به على الأمور المادية ، ويميّز به بين الخير والشر ، وله ( إرادة ) يستطيع أن يعمل بها الخير أو أن يعمل الشر .
وإذا كانت يدي سليمة ما بها مرض أو شلل ، فأنا أستطيع أن أرفعها ، فهل في الناس من يدَّعي أنني لا أستطيع رفع يدي ؟ وإذا كنت قادراً على رفع يدي رفعتها لأعطي فقيراً ديناراً ، أو رفعتها لأضرب بريئاً بالعصا ، فهل هذا كذلك ؟ أليس إعطاء الفقير حسنة تستحق الثواب ، وضرب البريء سيئة تستوجب العقاب ؟ .

والإنسان مجبر :
لقد استطعت أن أحرك يدي بإرادتي ، لأن الله جعل عضلاتها خاضعة لي ، ولكني لا أستطيع التحكم في عضلات قلبي ومعدتي .

حر مخيَّر في حدود الطاقة البشرية :
فالإنسان حر مخيَّر في حدود الطاقة البشرية ، وكونه مجبراً - في بعض الحالات - لا ينفي عنه صفة الحرية , فهو ( إنسان حر ) ، يتصرف ضمن الحدود الإِنسانية ، وليس إلهاً ليصنع ما يشاء .

الثواب والعقاب منوط بالحرية :
فإن لم تكن حرية فلا عقاب . المكره على فعل الشر لا يعاقب عليه . والله إنما يؤاخذنا على ما نملك الخيار في فعله أو تركه .
وإذا كانت المحاكم البشرية ، بعدالتها النسبية ، تقدر ظروف المتهم ودوافعه ، وبيئته واستعداده ، وترى تقدير ذلك من العدل ، فهل يُترك ذلك في حكمة رب العالمين ، التي فيها العدالة المطلقة ؟ وهل يعاقب المذنب الناشئ من والِدَيْن فاسِقَيْن ، وبيئة فاسدة ، والذي عاش طفولة مهمَلة مشرّدة ، كمن أذنب الذنب نفسه ، وهو ناشئ في أفضل البيئات ، مولود من خير الآباء .

مقاييس العدالة :
على أن أكثر علماء الكلام قد أخطؤوا أكبر الخطأ ، حين طبقوا على الله مقاييس العدالة البشرية .
تنبّهت إلى هذه الحقيقة بواقعة وقعت لي ، أسردها الآن فيها عبرة ، وإن لم يكن موضع سردها هذا الكتاب
كنت سنة ( 1931 ) أدرِّس في مدرسة إبتدائية في الشام ، وكنت في فورة الشباب وعنفوانه ، وفي رأسي خواطر ، وفي نفسي غرور ، وعلى لساني بيان واندفاع ، فعرضت لي شكوك في مسألة القدر ، كنت أسأل عنها العلماء ، فلا أجد عندهم الجواب الشافي لها ، فيدفعني الغرور إلى جدالهم وإزعاجهم . حتى جاء يوم كنت فيه في المدرسة ، وكنت أؤدب تلميذاً بالضرب ، ( وكان الضرب من وسائل التأديب في تلك الأيام ) ، ففجر الولد وتوقّح ، وجعل يصرخ ويقول : ( هذا ظلم .. أنت ظالم .. ) !! .
ثقوا يا أيها القراء ، أني لما سمعت ذلك سقطت العصا من يدي ، ونسيت الولد والمدرسة ، ورأيت كأني كنت في ظُلْمة فأضيء لي مصباح منير ، فقلت لنفسي : إن التلميذ يرى ضربي إياه ظلماً ، وأنا أراه عدلاً . والعمل واحد ، وإذا ذهب يشكو إلى أهله قالوا له : لا ما هذا ظلم ، هذا عدل ، إنه يضربك لمصلحتك . فإذا كان التلميذ لا يحق له أن يطبق مقاييسه الناقصة على عدالة المعلم ، فكيف أطبق أنا مقاييسي البشرية للعدالة على الله ؟ .
ألا يمكن أن يكون الفعل الذي أراه ظلماً هو عين العدل ؟
الولد المريض يرى الإِبرة التي يدخلها الطبيب تحت جلده ظلماً ، وهي في رأي أبيه عدل كل العدل ، لأن الولد نظر إلى ألمها ، والأب أبصر أثرها في شفاء الولد .



ثم أضاف: يدي التي صفعتك بها مما خلقت ؟
الغلام: من طين
المعلم: وماذا عن وجهك ؟
الغلام: من طين
المعلم: ماذا تشعر بعد أن صفعتك؟
الغلام: اشعر بالألم
المعلم: تماما..فبالرغم من أن الشيطان مخلوق من نار..
ولكن إذاشاء الله فستكون النار مكانا أليما للشيطان
كفى بالصفعةِ دليلاً ..



تحيتي للموحدين المسلمين ..
جزى الله خيراً أخونا أبوسلمى المغربي , دائماً يزوّد مكتبتنا بأفضل الكتب