يـزيـد
05-19-2010, 04:02 AM
كان أحد تلاميذ الحكيم زنو دائم الشكوى من كل شئ ومن أي شئ ، وفي أي وقت حتى ابتعد عنه الناس وأصبح وحيدا فشكا أمره الى الحكيم زينو وقال له : إن الناس يغيرون منه ويحقدون عليه ، وهنا طلب الحكيم من الشاب أن يسير معه وبالفعل سارا معا حتى وصلوا الى طريق مظلم ، فطلب زينو من الشاب أن يسلك هذا الطريق بمفرده وأنه سيقابله من الناحية الأخرى ، فتعجب الشاب وسأل الحكيم : ( لماذا أسلك هذا الطريق المظلم وأترك الطرق الأخرى اللتي بها نور يساعدني على الوصول الى المكان اللذي أريده؟!) ، لم يرد الحكيم الصيني على سؤال الشاب بل كرر نفس الجملة اللتي قالها له من قبل ((سر في هذا الطريق وسأقابلك من الناحية الأخرى )) . ثم ترك الشاب بمفرده فبدأ الشاب في السير في الطريق وكان فعلا مظلما لا يستطيع أن يرى أي شئ على الإطلاق حتى يديه أو أين يضع قدميه وكان يكلم نفسه ويتسائل: لماذا طلب مني الحكيم أن أسلك هذا الطريق المظلم ؟ هل هو امتحان أم أن الرجل كبر في السن وأصبح لا يعلم ماذا يقول ؟ وأثناء ماكان يفكر ويكلم نفسه اصطدم بقوة في حائط صدمة قويه جعلته يصرخ من الألم وأيضا الغضب ، فابتعد عن هذا المكان واتجه الى مكان آخر ولكنه لم يعرف أي اتجاه يسلك لكي يخرج من هذا المكان ، ولم يعرف من أين أتى وأصبح في حيرة من أمره ، ولكنه سار في الاتجاه في المعاكس ، وهو يشعر بالغضب الشديد تجاه الرجل الحكيم وكان يكلم نفسه ، ويفكر في السلبيات الممكنة حتى اصطدم وجهه بحائط آخر فصرخ من الصدمة وبدأ يسب الرجل الحكيم ، ويلومه على مافعل به وسلك طريق آخر وهو يكلم نفسه سلبيا ويسب الرجل الصيني ويلومه وأيضا يلوم نفسه لانه سمع كلام هذا المعتوه ، فوقع في حفرة عميقة فصرخ من المفاجأة والألم وبغضب شديد راح يسب الرجل الحكيم بأسوأ الألفاظ ،وحاول أن يخرج من الحفرة ولكنها كانت عميقة فلم يستطع فبكى من وضعه وجلس في مكانه وهو شاعر بالضياع وخوف تام حتى أغمي عليه من شدة الصدمة.
وعندما فاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة ولكن من اللذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الأمل وظل في مكانه. بعد فترة من الزمن وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد ففرح وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة ، وجاء الشخص أمامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعد الشاب على الخروج من الحفرة وصحبه الى خارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم : ( أريد أن أعرف لماذا فعلت بي ذلك) ولم يرد الحكيم ، فكرر الشاب سؤاله وهو غاضب : ( لماذا فعلت ذلك معي؟ ) فرد زينو بسؤال الشاب : ( ماللذي تعلمته من تجربتك ؟) فرد الشاب بغضب وقال : ( أنه لا يجب علي أن أسمع كلام أحد ولا أثق بأحد بعد اليوم !) فمشى زينو ولم يرد ، وهنا وقف الشاب أمام الحكيم وقال : ( أعرف أن هناك درسا لما حدث وأرجو أن تعذرنني لأني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فأرجو منك أن تعلمني وتنصحني ) .
وهنا قال زينو : (( هذا هو ماتعلمته أيها الشاب وهذا هو الدرس ، أن أسلوبك الأخير هو السبب اللذي جعلني أرد على سؤالك لانه كان أسلوب مهذب وإيجابي وله هدف تستفيد منه ، أما الطريق المظلم اللذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية ، والحفرة اللتي وقعت فيها كانت هي الأخرى نتيجة من أفكارك السلبية !) ثم اقترب زينو من الشاب ونظر في عينيه وقال ((هذا هو التفكير السلبي أيها الشاب ، يجعل الإنسان لا يرى الطريق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة اللتي لا يجد فيها مخرجا ، ويصطدم بكل مايألمة ويجعله يشعر بالضياع والفشل والألم والغضب وكل شئ سلبي ينجذب إليه من نفس نوع أفكاره . لذلك إذا أردت فعلا أن تكون حكيما يجب أن تعرف أن في داخلك ألد أعدائك وهي أفكارك السلبية ، عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد اللذي يستطيع أن يقتلك بخبطة واحده ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا وتذكر أن أفكارك من صنعك أنت لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يغيرها لك ، ولكنك أنت الوحيد اللذي تستطيع أن تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الإتزان والسعادة))
وعندما فاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة ولكن من اللذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الأمل وظل في مكانه. بعد فترة من الزمن وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد ففرح وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة ، وجاء الشخص أمامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعد الشاب على الخروج من الحفرة وصحبه الى خارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم : ( أريد أن أعرف لماذا فعلت بي ذلك) ولم يرد الحكيم ، فكرر الشاب سؤاله وهو غاضب : ( لماذا فعلت ذلك معي؟ ) فرد زينو بسؤال الشاب : ( ماللذي تعلمته من تجربتك ؟) فرد الشاب بغضب وقال : ( أنه لا يجب علي أن أسمع كلام أحد ولا أثق بأحد بعد اليوم !) فمشى زينو ولم يرد ، وهنا وقف الشاب أمام الحكيم وقال : ( أعرف أن هناك درسا لما حدث وأرجو أن تعذرنني لأني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فأرجو منك أن تعلمني وتنصحني ) .
وهنا قال زينو : (( هذا هو ماتعلمته أيها الشاب وهذا هو الدرس ، أن أسلوبك الأخير هو السبب اللذي جعلني أرد على سؤالك لانه كان أسلوب مهذب وإيجابي وله هدف تستفيد منه ، أما الطريق المظلم اللذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية ، والحفرة اللتي وقعت فيها كانت هي الأخرى نتيجة من أفكارك السلبية !) ثم اقترب زينو من الشاب ونظر في عينيه وقال ((هذا هو التفكير السلبي أيها الشاب ، يجعل الإنسان لا يرى الطريق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة اللتي لا يجد فيها مخرجا ، ويصطدم بكل مايألمة ويجعله يشعر بالضياع والفشل والألم والغضب وكل شئ سلبي ينجذب إليه من نفس نوع أفكاره . لذلك إذا أردت فعلا أن تكون حكيما يجب أن تعرف أن في داخلك ألد أعدائك وهي أفكارك السلبية ، عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد اللذي يستطيع أن يقتلك بخبطة واحده ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا وتذكر أن أفكارك من صنعك أنت لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يغيرها لك ، ولكنك أنت الوحيد اللذي تستطيع أن تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الإتزان والسعادة))