المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبر الفرق بين كلمتي سبحان و سبحان هام



أبو حمزة المصري
05-22-2010, 09:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي الكرام أحبتي في الله تعالى أدعو الله أن تكونوا في تمام الصحة والعافية..

إليكم هذا الموضوع الذي بحثت عنه طويلاً بين صفحات الأنترنت والكتب ووفقني الله تعالى في الوصول للنتيجة, لنبدأ على بركة الله:



سبحان ... سُبْحَـنَ

في كل القرآن الكريم كتبت (سبحان) بدون ألف (سُبْحَـنَ) إلا آية واحدة.
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ... (1) }. الإسراء.

(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَ يَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَـنَ اللَّهِ وَ تَعَــلَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (القصص: 68).

{ سُبْحَـنَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا (36)} يس

{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون (158) سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) { الصافات (سورة للغائب وليس للحاضر)

{ سُبْحَـنَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ{180} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ{181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{182}

{ وَتَقُولُوا سُبْحَـنَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }الزخرف (13)
{ سُبْحَـنَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الزخرف (82)

{أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الطور (43) خطاب بصيغة الغيبة

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }الحشر(23)
{قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }القلم

كل الآيات السابقة هادئة النبرة ولذلك رسمت فيها (سبحـــــن) بدون ألف, ولم ترسم (سبحان ) بالألف إلى آية واحدة كان فيها السياق عاصبة وعالي النبرة ويحتاج إلى فصل الخطاب بهذا الكلمة, والآية هي:
{ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }الإسراء93
وقصتها أنه لما تبين إعجاز القرآن الكريم وانضمت إليه المعجزات الاُخر والبيانات روامتهم الحجة وغلبوا, أخذوا يتعللون باقتراح الآيات : فهل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة- أي كفروا بالقرآن وطالبوا بمعجزات أخرى على هواهم هم وهي :-
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً{93}

فقال لهم ليس أمر الآيات إلىّ, إنما هو إلى الله فما بالكم تتخيرونها علىّ, أو تظنون في الأولهية.. فتأتي بالإستفهام الإنكاري, وصبغة الحصر المقتضية قصر نفسه على اليشرية والرسالة قصراً إضافيا, أي لست رباً متصرفاً أخلق ما يطلب مني, فكيف أتى بالله والملائكة وكيف أخلق في الأرض ما لم يخلق فيها. ( والحديث هنا مواجهة وليس خطاب بصيغة الغيبة, يحتاج - كما يرى القاريء - إلى علو النبرة الإستنكارية في الرد عليهم وإظهار الألف.

***** وواضح من هذا العرض وضوحاً جلياً, أن رسم الكلمة يحدد ايضاً نبرة الصوت للمتكلم ويصور حالة الهدوء0 في حذفها- , وحالة الإنفعال - في ظهورها - , ويفرق بين الأسلوب الخبري الهاديء والأسلوب التقريري والإستفهامي أو الإنكاري الهاصف, ويحدد أيضاً إرتفاع نبرة الصوت للمتكلم أو إنخفاضه, بل أحياناً يرسم هذا الألف فاصلاً هاماً ومقصوداً, وهنا - في هذه الآية الأخيرة التي رسمت بالألفُ سبحانُ- وكأنه يفصل بين مقام الألوهية والعبودية بأسلوب حاسم وفاصل لا يقبل التمايع أو الخلط أو الهدوء..

وقال آخرون أن هذه الألف هي ألفة الصلة وامتدادها مع الله. وربما الإستغاثة به أيضاً ... والموقف في حدة واضحة بخلاف الوارد في سورة يوسف التي فيها مقام المجادلة باللين والهدوء والشرح, وقد تمثل ذلك في رسم كلماتها وهدوء إيقاعها : {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي سُبْحَـنَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108, فهذه دعوة باللين وفي جو هاديء وفيه تعريف بجلالة الله وهيبته التي تتوارى من وراء حجاب ( سبحن) ولكن في الإسراء هي صرخة عالية وفارق والقضية تحتاج إلى هذا الإظهار.
فما أروع من الإعجاز وما ابهره لأولى الألباب !


جزاكم الله كل خير وأدعو الله أن ينفعني بما تعلمت, وأن يجعلني وإياكم ممن يستعمون القول فيتبعون أحسنه.

أخوكم في الله. أبو حمزة المصري

اخت مسلمة
05-22-2010, 06:00 PM
جزاك الله خيرا ....
اجتهاد طيب أخي وفقك الله وبارك فيك
وهذا سؤالل كان طرح في نفس الجزئية أضع رابطه لمن أراد الزيادة

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=22593

وفقك الله واعانك

تحياتي للموحدين

أبو حمزة المصري
05-25-2010, 01:41 PM
وجزاكي الله كل خير أختي الكريمة أخت مسلمة.

وشكراً للرابط وهو أيضاً موضوع قد كتبته منذ فترة.

ووفقك الله وأعانك.

شكراً أختي