المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نص النبى على خلافة الصديق ابى بكر ؟



د . عبدالباقى السيد
05-23-2010, 11:23 PM
إخوانى الكرام سأل أحد الإخوة الفضلاء:
"هل نص النبى على خلافة الصديق ابى بكر .... ثم قال إن ابن حزم قال بأن النبى نص على خلافة الصديق وهذا من أخطاء الإمام"
قلت : وجه لى هذا السؤال من قبل ورغم أننى أجبت عنه إلا اننى توقفت عن الكتابة حول هذا الموضوع ريثما أنتهى من إخراج كتاب عنه قريبا إن شاء الله .
وأقول للأخ الفاضل صاحب القول الآنف أراك تسرعت فى قولك بشان الإمام بل الإمام ابن حزم محق كل الحق فى قوله والصديق أبوبكر ما تولى الخلافة إلا بنص واضح من النبى صلى الله عليه وسلم ، ولعل من يقرا التاريخ وينظر إلى أحداث سقيفة بنى ساعدة وما وقع فيها من خلاف يظن غير هذا ، والموضوع إخوانى الكرام أكبر من مسألة اجتماع السقيفة بكثير ، إذ إن هناك أحداثا كثيرة فى التاريخ الإسلامى خيم عليها الضبابية وتركت شفافيتها لكثرة القيل والقال حول الأحداث من القدامى والمحدثين ، فكيف وقد أقحم المستشرقون أنفسهم حول هذه الحادثة أيضا وراحوا يزجون باقوال وأحداث ونقولات بعضها صحيح وبعضها باطل ، ومن ثم وجدنا الناس استقر فى أذهانهم أن ابابكر لم ينص على إمامته ، لماذا ؟
لأنه وقع خلاف بالسقيفة على توليته ؟
ولو كان النبى نص على إمامته وخلافته من بعده لما وقع هذا الخلاف ؟
والواقع أن هذه آبدة من الأوابد وأنا كواحد من رجال التاريخ أجد فيها من الصعوبة الشىء الكثير إذ إن مناهج الجامعة أصلا فيها هذه المصيبة والكتب التى يدرسها الطلبة عندنا بمصر فى الإعدادى والثانوى وفى غيرهما فيها هذا الكلام .
وقد راج هذا الأمر حتى صار امرا لا محيد عنه ، وقد تناقشت مرة مع أحد أساتذتى - وهى امرأة- حول هذا الموضوع وطرحت الحجج فما كان منها إلا أن أخذت الموضوع على مضض ولم تتحدث لماذا لأنه مرتبط بشأن خطير سيجعل المناهج فى الجامعات وغيرها تتغير ولابد .
المهم انه كما قلت هذا أمر راج وانتشر وبدا للناس كلهم المثقف وغيره أن الخلافة بعد الرسول لم ينص عليها وعلل المعللون من أساتذتى ومن غيرهم بان السبب فى ذلك أن يترك الرسول الأمر شورى للمسلمين ، فصار هذا القول يعارض أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم والتى فيها القطع على خلافة الصديق وإمامته من بعد النبى .
ولعل هذا القول كان فرصة ذهبية للشيعة من قديم أن يخرجوا علينا ويقولوا بان الخلافة ركن ركين من أركان الدين ، وأن الله لا يمكن أن يغفلها هذا كلامهم .
والواقع أن أمر الخلافة من الأمور التى لم يغفلها الشرع حقا بل نص عليها وجلاها ووضحها .
لكن هؤلاء الشيعة تركوا أيضا المنصوص عليه وراحوا يبحثون عن أمور أخرى تشبع أهواءهم فزعموا بأن الخلافة لعلى وبنيه وصرفوا نصوصا صحيحة إلى غير مسارها ووضعوا أحاديثا كثيرة لتاييد وجهة نظرهم الباطلة وليس هذا الموضوع لتفصيل ذلك .
المهم إخوانى لا أريدأن اسرف فى الحديث فهذه أهم النصوص التى نصت على خلافة الصديق وكنت قد عولت عليها فى مناظرة مع شيعى إمامى حول هذه المسألة :
أولا : ما رواه البخارى ومسلم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتته امرأة تسأله شيئا، فقال لها تعودين ، فقالت :أرأيت إن جئت ولم أجدك - كأنها تقول: الموت - فقال" إن لم تجدينى فأتى أبابكر" .
وروى الحاكم وصححه أن أنس رضى الله عنه قال بعثنى بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك ؟ فأتيته فسألته ، فقال :" إلى أبى بكر" .
ثانيا : أخرج مسلم عن عائشة رضى الله عنها ، قالت : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه : "ادعى لى أبابكر أباك ، وأخاك ، حتى أكتب كتابا، فإنى أخاف أن يتمنى متمن ، ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبابكر" .
ثالثا : أخرج البخارى ومسلم عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال مرض النبى صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه ، فقال : مروا أبابكر فليصل بالناس ، قالت عائشة : يارسول الله ، إنه رجل رقيق القلب ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلى بالناس، فقال مرى أبابكر فليصل بالناس ، فعادت ، فقال : مرى أبا بكر فليصل بالناس ، فإنكن صواحب يوسف ، فأتاه الرسول فصلى بالناس فى حياة النبى عليه السلام.
وهذا حديث متواتر ورد عن عائشة وعبدالله بن مسعود وابن عباس وعبدالله بن زمعة وعلى بن أبى طالب وحفصة بنت عمر رضوان الله عليهم ، وفيه دلالة واضحة على أن الصديق أحق الناس بالخلافة وأولاهم بالإمامة وأعلمهم على الإطلاق وقد استدل عمر بن الخطاب بهذا الحديث على أحقية أبى بكر بالخلافة.
قال أبوالحسن الأشعرى " قد علم بالضرورة أن النبى عليه الصلاة والسلام أمر الصديق أن يصلى بالناس مع حضور المهاجرين والأنصار مع قوله:"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله " فدل على أنه كان أقرؤهم: أي أعلمهم بالقرآن" ا.هـ
قلت : لو كان على أحق وأفضل من أبى بكر فلما لم يأمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يصلى هو بالناس 0
رابعا : أخرج البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال(لايبقين باب إلا سد ، إلا باب أبى بكر) وفى لفظ لهما(لايبقين خوخة إلا خوخة أبى بكر) والخوخة هى الفتحة التى يدخل منها للصلاة باعتباره الإمام الذى يؤم الناس فى الصلاة بعد النبى صلى الله عليه وسلم .
خامسا : اعتراف على رضى الله عنه نفسه بفضل أبى بكر عليه فيما رواه البخارى عن محمد بن على بن أبى طالب المعرف بابن الحنفية قال : قلت لأبى : أى الناس خير بعد النبى عليه الصلاة والسلام؟ قال أبوبكر، قلت ثم من ؟ قال عمر، وخشيت أن يقول عثمان فقلت ثم أنت ؟ قال ما أنا إلا رجل من المسلمين.
وأخرج أحمد بن حنبل وغيره عن على قال: خير الأمة بعد نبيها أبوبكر وعمر.
قال الذهبى :هذا متواتر عن على ، فلعن الله الرافضة ما أجهلهم .
هذا ما يحضرنى الآن والله الموفق وهو الهادى إلى سواء السبيل

مؤمن موحد2
05-23-2010, 11:55 PM
شكرا دكتور عبد الباقي ادامك الله في هذا المنبر

ابن السنة
05-24-2010, 12:00 AM
ما شاء الله
بارك الله فيكم دكتورنا العزيز
فعلا كنت فى حوار مع أحد الأصدقاء المصريين فقال لى أن أبا بكر "طمع" فى الخلافة رغم أن الحديث الصحيح يقول أن الولاية لعلى .
قلت له هذا غير صحيح و لكن مع الأسف تُوجد الكثير من الأفكار التى تُدرس فى كتب التاريخ و التى نتعامل معها و كأنها حقائق ثابته
و أنا صغير كنت دائماُ أكن حب خاص لعمر رضى الله عنه . فقد كنت أرى فيه قوة المؤمن و هذا صحيح. و لكن بمرور الزمن بدأت ادرك الحقائق أكثر و بدأ يتضح لى اكثر قوة و رباط أبى بكر رضى الله عنه و مكانته التى سبق بها الجميع. فخلال سيرته رضى الله عنه نجد فيه المسلم الثابت الذى لا يتغير ايمانه مهما تغيرت الظروف.
نراه أول من أسلم من الرجال.
نراه فى شراءه للعبيد و عتقه لهم بكل هدوء و ثبات.
نراه فى حادثة الاسراء و المعراج لا يتذبذب له ايمان.
نراه فى صلح الحديبية.
حتى ليُخيل للمتدبر بأنه شخص عاطفى يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لهذا اتبعه و لكن
نرى موقفه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و رباطة جأشه
و نرى موقفه فى قتال المرتدين
و نرى موقفه فى جمع القرآن و تمسكه الشديد فى كلا الموقفين باتباع الرسول صلى الله عليه و سلم.
رضى الله عن أبى بكر و كل الصحابة

المهاجر إلى ربه
05-24-2010, 10:07 AM
الله أكبر الله أكبر
شكرا با دكتور على هذه المعلومات التاريخية المهمة جدا