المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقصود : " الدعوة " ، وإن سموها : " صحوة " . ( فاحذرهم ).



حازم
07-13-2005, 06:52 AM
بقلم : على التمنى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام،،



" إن الذين يهاجمون الصحوة إنما يريدون بما هم فيه من البلاء مهاجمة الدعوة إلى الله لكنهم يدركون فداحة خسارتهم إذا استخدموا لفظ الدعوة بدل الصحوة ، وإلا فالمراد الدعوة ، والأدلة على ذلك واضحة جلية جلاء الشمس وكثيرة جدا كثرة تكبيرات الموحدين ، لكن من أبرزها أنك لن تجد مهاجما للصحوة " الدعوة " يثني على الدعاة إلى الله أو يدعو إلى الله أو يدعم الدعوة ولو بحرف ، أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ، بل دعوتهم للمنكر ونهيهم عن المعروف ديدن لهم ومنهاج ، لذا لزم البيان ".

وحيث إن الصحوة وصف للدعوة في مرحلة من مراحلها ، كما أطلق وصف السلفية عليها في مرحلة ، وما الصحوة ؟ إنها فترة زمنية استعادت فيها الأمة الإسلامية بفضل الله تعالى وتوفيقه ثم بجهود العلماء والدعاة الذين ظهروا في كل قطر إسلامي من أندونيسيا شرقا إلى الرباط غربا ومن أواسط روسيا شمالا إلى جزر القمر وزنجبار جنوبا ، إنها فترة زمنية استعادت الأمة فيها وعيها بدينها وبذاتها وبحقيقة الالتزام الصحيح بملة الإسلام الخالدة الخاتمة .

فالصحوة الإسلامية التي هي الدعوة إلى الله لم تكن حكرا على إقليم دون إقليم ولا دولة دون دولة ، ولم تكن حكرا على مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة دون مذهب ولا علماء دولة أو إقليم دون دولة أو إقليم ، فليعلم هذا ، وأجزم أن هذا معلوم لدى كل منصف عاقل ولكن أعداء الإسلام لا يستطيعون ان يصرحوا بعداوتهم للدعوة فاختاروا طريق العداوة للصحوة كرديف لاسم الدعوة في فترة زمنية وإلا فالدعوة هي الأصل ، اختاروا الصحوة ليوجهوا سهامهم إليها ، وهم في الحقيقة يوجهون السهام للدعوة إلى الله تعالى ، ولكنهم لجبنهم ولخوف انكشاف كامل مخططهم و لخشية إماطة اللثام عن حقيقة أهدافهم اختاروا استعمال لفظ " الصحوة " ليكون هدفا لسهامهم وقنابلهم وهم طبعا يريدون بعداوتهم الدعوة والشريعة والدين الإسلامي برمته . ولو جئت تفتش في تضاعيف خطاب أعداء ما سمي اصطلاحا بالصحوة ، فماذا أنت واجد ؟ ستجد أن الهجوم موجه رأسا إلى أحكام دين الله تعالى في شؤون الحياة كافة : فالهجوم على الحجاب والستر والعفاف ، هو هجوم على فرائض الله تعالى وأوامره ، والهجوم على شمولية الإسلام للدين والدنيا والأولى والآخرة وللدولة و السياسة عصيان لأمر الله تعالى في قوله " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإالرسول " الآية ، وهجومهم على هيئة الأمر بالمعروف هو هجوم على كتاب الله تعالى والسنة الشريفة التي فرضت هذه الفريضة ، وجعلتها من أسباب خيرية هذه الأمة ، وجعلت هذه الفريضة بحق كل مسلم ومسلمة ، ضمن تنظيم واضح وتسلسل دقيق ، يجعل من هذه الوظيفة - الفريضة أمرا لازما لا لافكاك منه وضربة لازب حق الفرد والمجتمع والدولة ، ولا يقف الذين يهاجمون الصحوة - الدعوة - عند حد ، بل هم قد تفننوا في مهاجمة العلماء ؟ ثم إذا جئتهم قالوا وهل العلماء معصومون ؟ فإذ جئت وقلت لهم : ولكن الله أمرنا بسؤال أهل الذكر ولم يأمرنا بسؤال أهل الجهل بدين الله وأحكامه ، وجدت منهم المرواغة والتملص ، وربما وجدت من بعضهم المرواغة والمكابرة .

لقد كان العلماء في بلاد الإسلام من أقصاه إلى أقصاه هم علماء هذه الصحوة ، والصحوة كما سبق أن بينا سابقا هي مرحلة من مراحل الدعوة إلى الله تعالى ، بذرت بذورها أيام الاحتلال الصليبي لبلاد المسلمين في مطالع القرن الرابع عشر ثم آتت أكلها خلال الربع الأخير منه والربع الأول من القرن الحالي الخامس عشر والدعوة الإسلامية - بوصفها العام هذا أو بغيره من الأوصاف الطارئة كوصف الصحوة - ماضية في سبيلها بإذن ربها لايضرها من خالفها ولا من خذلها ، وهل خلت حقبة من الحقب أو فترة من الفترات من المخذلين والأعداء ؟

لقد كان علماء الشريعة الإسلامية في مقدمة ركب هذه الدعوة ، يليهم ويعضدهم تلاميذهم وطلابهم والسائرون في طريق الدعوة إلى الله تعالى من الأطباء والمهندسين والأدباء والطلاب والعمال وكافة طبقات المجتمعات المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها ، وقد أذى أعداء الإسلام الذين اتخذوا الصحوة الإسلامية ، أي الدعوة الإسلامية غرضا لفجورهم وبهتهم ، آذى هؤلاء عودة المسلمين إلى فهم دينهم الفهم الصحيح ، وفوق ذلك آذاهم أن هذه الدعوة والعودة إلى الله والاستجابة لأمره تعالى ، التي سميت اصطلاحا بالصحوة قد تغلغلت في طبقات المثقفين وقادة الرأي والتكنوقراط " أهل الاختصاص " وفي أوساط الطلاب والنساء ، وباختصار في كافة طبقات المجتمع وتكويناته.

لقد استحوذ الشيطان على أعداء الدعوة إلى الله وأعداء عودة الأمة إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، استحوذ عليهم فعجموا سهامهم فلم يجدوا فيها ما يصمد لهذه الدعوة المباركة ، فلجأوا إلى التورية والمجاز والتلميح دون التصريح لمهاجمة هذه دعوة الإسلامية وعودة الأمة إلى المسار الصحيح ، فظنوا أنهم بمهاجمتهم للصحوة سينالون غرضهم ويصلون إلى بغيتهم ، ولكن فألهم خاب و مسعاهم إلى خراب و جهودهم في تباب .

ولكن العجيب والمؤسف أن ينخرط فئام من الناس ممن عرفوا بحب الإسلام - أو هكذا خيل لنا في فترة ليست بالبعيدة - في هذه الهجمة الشرسة على الدعوة إلى الله تعالى التي أطلق عليها البعض صفة "الصحوة " لأنها جاءت بعد غفلة طويلة ورقدة عميقة خاصة في بعض البلدان الإسلامية التي استولى فيها العلمانيون المتغربون على مقاليد الأمور ووجهوا بلدانهم وشعوبهم المسلمة وجهة بعيدة عن الإسلام ، أقول لهؤلاء : إن علماء هذه البلاد وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالله بن حميد ومن بعدهم الشيوخ الأئمة ابن باز وابن عثيمين - رحمهم الله جميعا وجزاهم خير الجزاء - كان هؤلاء العلماء أبرز موجهي الدعوة في العالم الإسلامي خلال الحقبة التي اطلق على الدعوة فيها صفة الصحوة من قبل من يرى هذا الوصف ، ولا مشاحة فهذا الوصف سليم لا غبار عليه ولا يشتمل على محظور ، وكانوا مع غيرهم من ألمع علماء هذه الصحوة ، وكان للسلفية القائمة على البيان والتوجيه النبويين وليس الحزبي قصب السبق في هذه الدعوة الإسلامية ، وليعلم الذين نصبوا مدافعهم في وجه الدعوة الإسلامية المباركة أنهم يساندون الفساد والنفاق ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل .

فالحمد لله على هدايته ، والحمد الذي خيب فأل هؤلاء ورد كيدهم إلى نحورهم ، نسأل الله لهم الهداية إلى نور الكتاب والسنة ، التي لا قيام للدين ما لم يحكما في كل صغير وكبير ، و قبيل ودبير .


علي التمني

أبها / الاثنين 27/5/1426

منقول