المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتاتورك بين المدح والذم فى شعر شوقى



د . عبدالباقى السيد
05-27-2010, 10:11 AM
مصطفى كمال أتاتورك هذا كان نجما بارزا قبل ان يسيطر عليه الحلفاء - انجلترا وفرنسا- حتى شبهه أمير الشعراء أحمد شوقى رحمه الله بالقائد المغوار والصحابى الجليل سيف الله خالد بن الوليد فقال عنه قصيدة طويلة

1 الله أكبر كم في الفتح من عجب *** يا خالد الترك جدد خالد العرب
2 صلح عزيز على حرب مظفرة *** فالسيف في غمده والحق في النصب
3 يا حسن أمنية في السيف ما كذبت *** وطيب أمنية في الرأي لم تخب
4 خطاك في الحق كانت كلها كرما *** وأنت أكرم في حقن الدم السرب
5 حذوت حرب الصلاحيين في زمن *** فيه القتال بلا شرع ولا أدب
6 لم يأت سيفك فحشاء ولا هتكت *** قناك من حرمة الرهبان والصلب
7 سئلت سلما على نصر فجدت بها *** ولو سئلت بغير النصر لم تجب
8 مشيئة قبلتها الخيل عاتبة *** وأذعن السيف مطويا على عضب
9 أتيت ما يشبه التقوى وإن خلقت *** سيوف قومك لا ترتاح للقرب
10 ولا أزيدك بالإسلام معرفة *** كل المروءة في الإسلام والحسب
11 منحتهم هدنة من سيفك التمست *** فهب لهم هدنة من رأيك الضرب
12 أتاهم منك في «لوزان» داهية *** جاءت به الحرب من حياتها الرقب
13 أصم يسمع سر الكائدين له *** ولا يضيق بجهر المحنق الصخب
14 لم تفترق شهوات القوم في أرب *** إلا قضى وطرا من ذلك الأرب
15 تدرعت للقاء السلم أنقرة *** ومهد السيف في «لوزان» للخطب
16 فقل لبان بقول ركن مملكة *** على الكتائب يبنى الملك لا الكتب
17 لا تلتمس غلبا للحق في أمم *** الحق عندهم معنى من الغلب
18 لا خير في منبر حتى يكون له *** عود من السمر أو عود من القضب
19 وما السلاح لقوم كل عدتهم *** حتى يكونوا من الأخلاق في أهب
20 لو كان في الناب دون الخلق منبهة *** تساوت الأسد والذؤبان في الرتب
21 لم يغن عن قادة اليونان ما حشدوا *** من السلاح وما ساقوا من العصب
22 وتركهم آسيا الصغرى مدججة *** كثكنة النحل أو كالقنفذ الخشب
23 للترك ساعات صبر يوم نكبتهم *** كتبن في صحف الأخلاق بالذهب
24 مغارم وضحايا ما صرخن ولا *** كدرن بالمن أو أفسدن بالكذب
25 بالفعل والأثر المحمود تعرفها *** ولست تعرفها باسم ولا لقب
26 جمعن في اثنين من دين ومن وطن *** جمع الذبائح في اسم الله والقرب
27 فيها حياة لشعب لم يمت خلقا *** ومطمع لقبيل ناهض أرب
28 لم يطعم الغمض جفن المسلمين لها *** حتى انجلى ليلها عن صبحه الشنب
29 كن الرجاء وكن اليأس ثم محا *** نور اليقين ظلام الشك والريب
30 تلمس الترك أسبابا فما وجدوا *** كالسيف من سلم للعز أو سبب
31 خاضوا العوان رجاء أن تبلغهم *** عبر النجاة فكانت صخرة العطب
32 سفينة الله لم تقهر على دسر *** في العاصفات ولم تغلب على خشب
33 قد أمن الله مجراها وأبدلها *** بحسن عاقبة من سوء منقلب
34 واختار ربانها من أهلها فنجت *** من كيد حام ومن تضليل منتدب
35 ما كان ماء «سقاريا» سوى سقر *** طغت فأغرقت الإغريق في اللهب
36 لما انبرت نارها تبغيهم حطبا *** كانت قيادتهم حمالة الحطب
37 سعت بهم نحوك الآجال يومئذ *** يا ضل ساع بداعي الحين منجذب
38 مدوا الجسور فحل الله ما عقدوا *** إلا مسالك فرعونية السرب
39 كرب تغشاهم من رأي ساستهم *** وأشأم الرأي ما ألقاك في الكرب
40 هم حسنوا للسواد البله مملكة *** من لبدة الليث أو من غيله الأشب
41 وأنشؤوا نزهة للجيش قاتلة *** ومن تنزه في الآجام لم يؤب
42 ضل الأمير كما ضل الوزير بهم *** كلا السرابين أظماهم ولم يصب
43 تجاذباهم كما شاءا بمختلف *** من الأماني والأحلام مختلب
44 وكيف تلقى نجاحا أمة ذهبت *** حزبين ضدين عند الحادث الحزب
45 زحفت زحف أتي غير ذي شفق *** على الوهاد ولا رفق على الهضب
46 قذفتهم بالرياح الهوج مسرجة *** يحملن أسد الشرى في البيض واليلب
47 هبت عليهم فذابوا عن معاقلهم *** والثلج في قلل الأجبال لم يذب
48 لما صدعت جناحيهم وقلبهم *** طاروا بأجنحة شتى من الرعب
49 جد الفرار فألقى كل معتقل *** قناته وتخلى كل محتقب
50 يا حسن ما انسحبوا في منطق عجب *** تدعى الهزيمة فيه حسن منسحب
51 لم يدر قائدهم لما أحطت به *** هبطت من صعد أم جئت من صبب
52 أخذته وهو في تدبير خطته *** فلم تتم وكانت خطة الهرب
53 تلك الفراسخ من سهل ومن جبل *** قربت ما كان منها غير مقترب
54 خيل الرسول من الفولاذ معدنها *** وسائر الخيل من لحم ومن عصب
55 أفي ليال تجوب الراسيات بها *** وتقطع الأرض من قطب إلى قطب
56 سل الظلام بها أي المعاقل لم *** تطفر وأي حصون الروم لم تشب
57 آلت لئن لم ترد «أزمير» لا نزلت *** ماء سواها ولا حلت على عشب
58 والصبر فيها وفي فرسانها خلق *** توارثوه أبا في الروع بعد أب
59 كما ولدتم على أعرافها ولدت *** في ساحة الحرب لا في باحة الرحب
60 حتى طلعت على «أزمير» في فلك *** من نابه الذكر لم يسمك على الشهب
61 في موكب وقف التأريخ يعرضه *** فلم يكذب ولم يذمم ولم يرب
62 يوم كبدر فخيل الحق راقصة *** على الصعيد وخيل الله في السحب
63 غر تظللها غراء وارفة *** بدرية العود والديباج والعذب
64 نشوى من الظفر العالي مرنحة *** من سكرة النصر لا من سكرة النصب
65 تذكر الأرض ما لم تنس من زبد *** كالمسك من جنبات السكب منسكب
66 حتى تعالى أذان الفتح فاتأدت *** مشي المجلي إذا استولى على القصب
67 تحية أيها الغازي وتهنئة *** بآية الفتح تبقى آية الحقب
68 وقيما من ثناء لا كفاء له *** إلا التعجب من أصحابك النجب
69 الصابرين إذا حل البلاء بهم *** كالليث عض على نابيه في النوب
70 والجاعلين سيوف الهند ألسنهم *** والكاتبين بأطراف القنا السلب
71 لا الصعب عندهم بالصعب مركبه *** ولا المحال بمستعص على الطلب
72 ولا المصائب إذ يرمي الرجال بها *** بقاتلات إذا الأخلاق لم تصب
73 قواد معركة وراد مهلكة *** أوتاد مملكة آساد محترب
74 بلوتهم فتحدث كم شددت بهم *** من مضمحل وكم عمرت من خرب
75 وكم ثلمت بهم من معقل أشب *** وكم هزمت بهم من جحفل لجب
76 وكم بنيت بهم مجدا فما نسبوا *** في الهدم ما ليس في البنيان من صخب
77 من فل جيش ومن أنقاض مملكة *** ومن بقية قوم جئت بالعجب
78 أخرجت للناس من ذل ومن فشل *** شعبا وراء العوالي غير منشعب
79 لما أتيت ببدر من مطالعها *** تلفت البيت في الأستار والحجب
80 وهشت الروضة الفيحاء ضاحكة *** إن المنورة المسكية الترب
81 ومست الدار أزكى طيبها وأتت *** باب الرسول فمست أشرف العتب
82 وأرج الفتح أرجاء الحجاز وكم *** قضى الليالي لم ينعم ولم يطب
83 وازينت أمهات الشرق واستبقت *** مهارج الفتح في المؤشية القشب
84 هزت دمشق بني أيوب فانتبهوا *** يهنئون بني حمدان في حلب
85 ومسلمو الهند والهندوس في جذل *** ومسلمو مصر والأقباط في طرب
86 ممالك ضمها الإسلام في رحم *** وشيجة وحواها الشرق في نسب
87 من كل ضاحية ترمي بمكتحل *** إلى مكانك أو ترمي بمختضب
88 تقول لولا الفتى التركي حل بنا *** يوم كيوم يهود كان عن كثب

كان نجم أتاتورك عاليا فى تلك الآونة ، والكل ينظر إليه على أنه مخلصا أرسلته العناية الإلهية
لتأخذ بيد المسلمين فى تلك الفترة الحرجة .
لكن نفسية هذا الرجل المريض صاحب النسب اليهودى وجدت من يفهمها .
إنها شخصية تحب الشهرة ، والعلو والتمكين ، ولو على حساب الدين .
هنا تدخل الإنجليز ومنحوه ما منحوه ، وساعدوه على أن يقوم بعمل لم يستطع اليهود القيام به .
وهو إزاحة السلطان الفاضل عبدالحميد الثانى الذى طالما أرق اليهود ومنع تمكينهم من فلسطين .
فشوهوا صورته التى لا تزال حتى الآن مشوهة فى مناهج التاريخ بالمدارس والجامعات .
وحرضوا عليه من يطيح به وبحكمه .
فمن ياترى كان لهذا العمل؟
إنه صاحب النفس الخبيثة!!!
أتاتورك الذى باع دينه بعرض زائل من الدنيا .
فأزاح السلطان ، ثم أزاح الخلافة الإسلامية
ثم ارتكب هذا المجرم السفاح المرتد كل رزية ومنقصة ، وابتعد عن كل خير ومنقبة .
فأغلق المساجد وحولها إلى متاحف وكنائس ، وجعل الآذان باللغة اللاتينية ، وجعل العطلة يوم الأحد تشبها بالنصارى ، وجعل الجمعة يوم عمل ، وأمر بلبس القبعة فى الصلاة ، ومنع الحجاب ، ودعا للإباحية والسفور.

هنا وجدنا أمير الشعراء يتحول فى موقفه ليرثى الخلافة التى سقطت على يد من شبهه بالصحابى الجليل خالد بن الوليد .
فقال شوقى رحمه الله كلمات مبكية :

عادت اغاني العرس رجـع نواح**** ونعـيـت بيــن معــــالم الافـــــــــــراح
كفنت في ليل الـــزفـــاف بثوبــه****ودفـنــت عنـــد تبلـج الإصـبـــــــــــاح
شيعت من هلــع بعـبــرة ضاحـك****فـي كــل ناحيــة وسكـــرة صـــــــــاح
ضجـت عليـك مـــاذن ومنابــــــر****وبكـــت عليـك ممــالـك ونـــــــــــواح
الهنـد والهـة ومصـــر حـزيـنــــة****تبكـــي عليـك بمـدمــع سحـــــــــــاح
والشـام تسال والعــراق وفــارس****أمحــا من الارض الخـلافـة مـــــــاح
واتت لك الجمع الجـلائـل مــاتــما****فـقعـدن فـيـه مـقـاعـــد الانــــــــواح
يــا للـرجــال لحـــرة مـــــــوؤودة****قتلــت بغيــــر جــريـرة وجنــــــــاح
ان الذين أســـت جراحك حربهـــم****قتلتـك سلمهمــو بغيــــر جــــــــراح
هتكــوا بأيـــديهم ملاءة فخـرهـــم****مـوشــيـــة بـمــواهـب الفـتـــــــــاح
نـزعوا عــن الأعناق خيـر قـــلادة****و نضوا عن الأعطاف خير وشـــاح
حسـب أتـــى طول الليـالــي دونـــه****قـد طــاح بيـن عشيــة و صــبــــــاح
و عـلاقــة فصمـت عـــرى أسبـابها****كـانـــت أبــــر عــــلائــــــق الأرواح
جمعــت عـلى البـرالحضـور و ربما****جـمعـت عـلـيه سـرائـر الـنـــــــزاح
نظمت صفوف المسلمين و خطوهم****فـي كــل غـدوة جـمعــــــــة و رواح
بكــت الصــلاة و تلــك فتنــة عــابث****بالشــرع عــربيد القضاء و قـــــاح
أفــتى خـزعبلــــة و قــــال ضــلالــة****و أتــى بكفــر فــي البــلاد بــــــواح
إن الـذيـــن جــرى عـليـهـم فـقـهـــه****خـلـقـوا لـفـقــه كـتـيـبـة و ســـــلاح
إن حـدثـوا نطـقـوا بخــرس كتـائـب****أو خـوطـبـوا سـمعوا بصم رمــــاح
أسـتـغـفـر الأخــلاق لـســت بـجـاحد****مـن كـنـت أدفـع دونــه و ألاحــــــي
مـــال أطــوقــــه المـــلام و طــالمــا****قـلـدتــه المــأثــور مـن أمــداحــــي
هــو ركــن مـمـلـكـة و حــائط دولــة****و قـريع شـهـبـاء و كبش نطــــــاح
أأقــول مـن أحـيـا الـجـمـاعـة مـلحـد****و أقـول مـن رد الحقــوق إباحـــــي
الحــق أولــى مــن و لـيـك حـــرمــة****و أحــــق منك بنصرة و كفـــــــــاح
فـامدح عـلى الحق الرجال و لمهموا****أو خــل عـنك مواقــف النصــــــاح
و مـن الـرجال اذا انبـريت لهــدمهـم****هـرم غـليـظ مـناكــب الصفــــــــاح
فــإذا قـذفـت الحــق فــي أجــــــــلاده****ترك الصراع مضعضع الألـــــــواح
أدوا الى الغازي النصيحــة ينتصــح****إن الجــواد يثـــوب بعـد جـمــــــاح
إن الغــرور سـقــىالـرئيـس براحــه****كيـف احتيالك في صريع الــــــراح
نـقـل الشـرائـع و العـقـائـد و القــرى****و النـاس نقل كتائب في الســــــاح
تــركتــه كـالـشـبــح المـــؤلـه أمــــة****لـم تســل بعــد عبــادة الأشبــــــاح
هــم أطــلقــوا يــده كـقـيـصــر فيهمو****حـتـى تـنـاول كــل غـيــر مبــــــاح
غــرتــه طـاعـــات الـجمـوع و دولــة**** وجد السواد لها هوى المرتـــــاح
و إذا أخــــذت المجـــد مــن أمــيـــــة****لــم تعــط غــير سـرابه اللمــــــاح
مــن قــــائــل للـمسـلـمـيــن مـقــالـــة****لـــم يوحها غير النصيحــــــة واح
عــهــــد الـخـلافــة فــــــي أول ذائــــد****عــن حـوضـها ببـراعة نضـــــــاح
حـــب لــــذات الله كـــان و لــم يـــــزل****و هوى لذات الحق و الإصــــــلاح
انـــي أنــا المـصبــاح لســت بضــائـع****حــتــى أكون فراشة المصبــــــاح
غـــــزوات أدهــــم كلـلــت بــذوابـــــل****و فـتـوح أنـور فصلت بصفـــــــاح
و لــت سـيــوفـهـمــا و بــان قــنـاهـما****و شـبا يراعـي غير ذات بـــــــراح
لا تـبـذلــوا بـــــرد النبـــي لــعــاجـــــز****عــزل يــدافــع دونــــه بالــــــراح
بــالأمــس أوهـــى المـسـلميـن جراحة****و اليــوم مــد لهــم يد الجــــــراح
فــلتــســمـعـــــن بــكــل أرض داعــيـــا****يـدعوا الى الكذاب و السجــــــاح
و لــتـشـهـــــدن بـكــــل أرض فــتـنـــــة****فيــها يباع الدين بيع ســمــــــاح
يـفـتـــى علــى ذهــب المعــــز وسيفـــه****وهوى النفوس وحقدها الملحاح

ولى عودة إن شاء الله بشأن السلطان عبدالحميد ، وتشويه صورته عمدا ، ووصفه بالاستبداد والفساد ، وتحسين صورة جمعية الاتحاد والترقى ورجالها ، ومنهم مدحت باشا الذى لقب بأبى الدستور