د . عبدالباقى السيد
05-27-2010, 10:35 AM
هذه مشاركة حول صحابى جليل مفترى عليه هوثعلبة بن حاطب رضى الله تعالى عنه فقد أورد ابن كثير في ( التفسير ) 4 / 124 - 125 ، وابن أبي حاتم في سبب نزول قوله تعالى : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ؛ فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) سورة التوبة الآيات 75 – 77 .
كلاهما من طريق علي بن زيد ، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، عن ثعلبة بن حاطب - رضي الله عنه - : ( أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ادع الله أن يرزقني مالاً كثيراً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ... ) الحديث بطوله ؛ وفيه أنه عليه الصلاة والسلام دعا له ، فرزق غنماً كثيرة نمت كما ينمو الدود ... وأنه لما نزلت فرائض الصدقة أبى ثعلبة أن يعطيها وقال : ما هذه إلا أخت الجزية ( ! )
ثم إن ثعلبة تاب وأراد أن يتصدق ؛ فلم يقبلها منه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولم يقبلها من بعده أبو بكر رضي الله عنه ، ولم يقبلها عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما حتى هلك ثعلبة في خلافة عثمان !
وهذه القصة نبه على بطلانها العلامة ابن حزم في ( المحلى ) 3 / 199 - 200 من جهة متنها ؛ فقال : ( ثعلبة بدري معروف ... إلى أن قال : فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ً ؛ ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولابد ولا فسحة في ذلك ، وإن كان كافراً ؛ فلا يقر في جزيرة العرب ؛ فسقط هذا الأثر بلا شك ) .
وأما من جهة السند ؛ فهي ضعيفة جداً - إن لم تكن موضوعة - فمدار القصة على :
علي بن يزيد الألهاني ، وهو منكر الحديث جداً ، كما قال ابن حبان في ( المجروحين ) 2 / 110 ، وقال البخاري : منكر الحديث
وقال النسائي : ليس بثقة
وقال الدارقطني : متروك
وقال أبو أحمد الحاكم : ذاهب الحديث . ( تهذيب التهذيب ) 3 / 199 - 200 .
وقد ذكر ابن حزم تضعيفه للقصة السالفة أيضا فى كتابه جوامع السيرة ، وقد اعتمدت على ذلك بما ذهبت إليه فى أطروحتى للماجستير بان ابن حزم سبق ابن خلدون فى فلسفة التاريخ إذ استخدم النص فى نقد النص أو الخبر كما يقولون
فشهود ثعلبة بدرا يمنعه أن يكون ممن بخل بماله عن الله ، والرسول هو القائل فيما أخرجه البخارى " لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم إنى قد غفرت لكم"
والله الهادى إلى سواء السبيل
كلاهما من طريق علي بن زيد ، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، عن ثعلبة بن حاطب - رضي الله عنه - : ( أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ادع الله أن يرزقني مالاً كثيراً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ... ) الحديث بطوله ؛ وفيه أنه عليه الصلاة والسلام دعا له ، فرزق غنماً كثيرة نمت كما ينمو الدود ... وأنه لما نزلت فرائض الصدقة أبى ثعلبة أن يعطيها وقال : ما هذه إلا أخت الجزية ( ! )
ثم إن ثعلبة تاب وأراد أن يتصدق ؛ فلم يقبلها منه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولم يقبلها من بعده أبو بكر رضي الله عنه ، ولم يقبلها عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما حتى هلك ثعلبة في خلافة عثمان !
وهذه القصة نبه على بطلانها العلامة ابن حزم في ( المحلى ) 3 / 199 - 200 من جهة متنها ؛ فقال : ( ثعلبة بدري معروف ... إلى أن قال : فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ً ؛ ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولابد ولا فسحة في ذلك ، وإن كان كافراً ؛ فلا يقر في جزيرة العرب ؛ فسقط هذا الأثر بلا شك ) .
وأما من جهة السند ؛ فهي ضعيفة جداً - إن لم تكن موضوعة - فمدار القصة على :
علي بن يزيد الألهاني ، وهو منكر الحديث جداً ، كما قال ابن حبان في ( المجروحين ) 2 / 110 ، وقال البخاري : منكر الحديث
وقال النسائي : ليس بثقة
وقال الدارقطني : متروك
وقال أبو أحمد الحاكم : ذاهب الحديث . ( تهذيب التهذيب ) 3 / 199 - 200 .
وقد ذكر ابن حزم تضعيفه للقصة السالفة أيضا فى كتابه جوامع السيرة ، وقد اعتمدت على ذلك بما ذهبت إليه فى أطروحتى للماجستير بان ابن حزم سبق ابن خلدون فى فلسفة التاريخ إذ استخدم النص فى نقد النص أو الخبر كما يقولون
فشهود ثعلبة بدرا يمنعه أن يكون ممن بخل بماله عن الله ، والرسول هو القائل فيما أخرجه البخارى " لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم إنى قد غفرت لكم"
والله الهادى إلى سواء السبيل