المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن تيمية.. الذي نقد الفلسفة..



عساف
05-29-2010, 12:46 PM
ابن تيمية.. الذي نقد الفلسفة

كتب.. شايع بن هذال الوقيان
للفيلسوف الجزائري محمد شوقي الزين، وهو متخصص في فلسفة التأويل (الهرمنيوطيقا)، مفهوم كاشف ومضيء، يسميه (القراءة اللا ــ دونية)، وهي ممارسة تأويلية ترمي، من ضمن ما ترمي إليه، إلى تصحيح العلاقة بين النصوص والمفاهيم والفلاسفة ذات الأطر والمحددات الثقافية المختلفة. بحيث لا يكون لأحد النصوص ــ مثلا ــ سبق أو فضل على الآخر، ولا استقلال وتفرد نصي ماورائي. وهذا المفهوم (القراءة اللا ــ دونية) مرتبط بمفهوم فلسفي ولغوي معروف لدى الأوساط العلمية والفكرية والأدبية وهو مفهوم (التناص). فمثلا حينما يقوم شوقي الزين بقراءة ابن عربي كصوفي قديم من خلال أدوات ومفاهيم جاك دريدا فهو ، تأسيسا على هذه القراءة، لا يقوم بإسقاط فكر على فكر، وإنما بما سماه: تجاوب نص مع نص، واستجابة مفهوم لمفهوم. والدليل أنه بهذه القراءة، قادر على فعل العكس؛ أي أن يقرأ جاك دريدا من خلال ابن عربي. وهذا ما حدث فعلا، حيث قرأ شوقي الزين دريدا من خلال ابن عربي، فاندهش دريدا وأعجب بهذا المفكر الصوفي الكبير، فأرسل لصديقه الجزائري ــ عام 1998ــ طالبا منه أن يبعث له ملخصا عن فلسفة ابن عربي لما أثاره من إعجاب، وقد فعل. وهذا التجاوب أو الاستجابة المرنة بين النصوص والمفاهيم والأدوات الفكرية التي تتغير مواقعها بين هذا وذاك تقضي قضاء مبرما على كثير من القراءات التلفيقية والإسقاطية، والادعاءات الأيديولوجية. ولإيضاح الفكرة أكثر، فسنأخذ ابن تيمية هنا كمثال.
من المعروف، تاريخيا أن ابن تيمية كان خصما للفلسفة، ولكنه ليس بالخصم الجاهل الذي لا يعرف ماذا يقول، بل هو خبير بالفلسفة وبمداخلها ومخارجها ومبادئها ومسائلها. وقد دون نقده للفلسفة وللمنطق في عدة كتب أهمها: الرد على المنطقيين، ونقض المنطق، إضافة إلى بعض ما ورد في درء تعارض العقل والنقل.
ورغم خصومة ابن تيمية للفلسفة، فهل كان فيلسوفا ؟ أو هل يحق لنا أن نعده فيلسوفا ؟ لقد أثرت سؤالا مشابها في رسالة بعثت بها للدكتور شوقي الزين: هل كان ابن عربي فيلسوفا ؟، فرد علي قائلا : لقد طرد ابن عربي الفلسفة من الباب، لتعود وتدخل عليه من النافذة. ومثل هذا الجواب ينطبق على ابن تيمية، فهو لا يكرس نفسه كفيلسوف، ولكنه كناقد للفلسفة أثبت آراء فلسفية عظيمة لا يمكن تجاهلها. وهذا ما جعل فيلسوفا مثل علي حرب يقول : إن ابن تيمية كان أبرز ناقد للمنطق الصوري بين أرسطو ومفكري ما بعد الحداثة. والمشكل التأويلي هنا أن من قرأ عبارة علي حرب قد تعامل معها بمنطق القراءة الدونية: أي إن ابن تيمية سبق الفلاسفة المعاصرين، وأنه أفضل منهم، وأننا قادرون على الاستغناء عن الفكر الغربي ما دام لدينا مفكرون عظماء، وهلمجرا. وفي هذه القراءة السجالية التي لا قيمة لها في ميزان النظر العلمي غاب ابن تيمية كفيلسوف وناقد للفلسفة ليحضر ، فحسب، كممثل أيديولوجي للمذهب السلفي في عقول الأتباع والخصوم.
يقول أرسطو إنك لا بد متفلسف، سواء أكنت مؤيدا للفلسفة أو خصما لها. وهذا صحيح، فلا يمكن أن تكون خصما للفلسفة مادمت لا تفقه فيها شيئا، ومادمت لا تفكر فيها من داخلها. وهذا ما حصل لابن تيمية، فنقده مثلا للمنطق الأرسطي، ولمفهوم الحد، ولمبادئ المنطق كالمبدأ الذي ينص على أنه لا يمكن أن تنال التصورات إلا بالحدود، هو نقد فلسفي بكل ما تحمله العبارة من معنى. والمستفيد الأكبر من هذا النقد، ليس السلفيين ولا خصومهم من العصريين، بل المنطق نفسه. والمشكلة أننا لم نواصل نقد ابن تيمية ونستثمره، بل أهملناه كما أهملنا الآراء النقدية للغزالي وابن حزم وابن خلدون وغيرهم، واكتفينا بالاغتباط بهؤلاء المفكرين الذين وقفوا في وجه المد الإغريقي الدخيل!
ولكن، في الضفة الأخرى من المتوسط، تم استئناف النقد، وقامت محاولات جريئة لنقد منطق أرسطو، سواء أكانت هذه المحاولات جديدة أو كانت استعادة لما قام به العرب وغيرهم من نقود. وبالفعل فقد وجدت لدى الفيلسوف الألماني المعاصر هيدجر نقدا للمنطق القديم تناول فيه بالنقد والتحليل بنية الجملة الخبرية للحكم، وقوض ما سماه بأنطولوجيا الصورة والمادة، وفيه تشابه كبير مع نقد ابن تيمية للحدود. وأنا على يقينٍ من أن هيدجر لا يعرف ابن تيمية ولم يقرأ له أبدا . فلم أتعجل لأزف البشرى لأحد (بشرى سبقنا للأوربيين !!) ؛ لأنني، والحال هذا، لم أكن أضع نفسي مع ابن تيمية إزاء هيدجر؛ فأكون سلفيا، ولا مع هيدجر إزاء ابن تيمية؛ فأكون عصريا ، بل قمت بدور المؤول الوسيط، أي من يجعل نصه (أو عقله) فضاء حرا لتجاوب المفاهيم أو استجابة بعضها لبعض، كما شرحها الدكتور شوقي الزين. وهذه هي القراءة اللادونية اللا أيديولوجية. فلولا نص هيدجر لما انتبهت إلى عمق النقد التيموي، ولولا ابن تيمية لما فهمت نقد هيدجر، حيث إنني، بالفعل، فهمت هيدجر بابن تيمية. وهذا هو جوهر القراءة اللادونية؛ أن لا تحاول البحث عن أسبقية هذا على ذاك، بل افتح عقلك ليكون حقلا خصبا لتفاعل الأفكار والمفاهيم، بصرف النظر عن الوضعية التاريخية والثقافية والشخصية لأصحابها. فالتركيز على هذه الوضعية يجعلنا عرضة للسقوط في التأويل الأيديولوجي، وهو تأويل اعتباطي يجعل الفلسفةَ تموت على يد ابن تيمية متى ما شاء، وقد يجعلها تحيا على يديه، متى ما شاء أيضا!

منقول بتصرف من صحيفة عكاظ السعودية..

ليلٌ هادئ
05-29-2010, 08:27 PM
نعم ، وقد لاحظت هذا جلياً ، في كتابه "دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنَّقْلِ"
أو "مُوَافَقَةُ صَحِيْحِ المَنْقُوْلِ لِصَرِيْحِ المَعْقُوْلِ" ، فإن ابن تيمية ، على تحامله الشديد على المتكلمين ومنهجهم
إلا انه بردّه عليهم فإنه يستعمل نفس المصطلحات ونفس المنطق ونفس طرق الإستدلال والمحاجّة
ابن تيمية عندما يرد ويناقش المنطقيين أو المتكلميين ، فإنه بدوره يمارس دور المتكلم ، و المنطقي
يمارس نفس الطريقة في الجدل ونفس الأسلوب في التحليل والعرض والنقض ..
الكلام كثير ، والوقت قصير
قد تكون لي عودة

يحيى
05-30-2010, 07:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله

نعم هو (رحمه الله) كان فيلسوفا و أنا عندما أكتب شيء عنه أو أتكلم عنه أو أقتبس من كلامه أستخدم عادة لقب الفيلسوف أما بالعربية فأخلط الفيلسوف و شيخ الإسلام. لقب الفيلسوف!! فهناك طبعا من لا يقبل هذا اللقب و لا يقبل لفظ "الفلسفة" أصلا لكن هذا اللفظ صار كمصطلح المنطق و التواصل و الثقافة و الفيزياء و الجغرافيا و الفلسفة اصطلاح يحتاج الإنسان إليه لتمييز ضرب من التفكير أو ضرب من المنهج في البحث إما بالضروريات و بالمعقوليات أو بغير ذلك كالمحسوسات إلخ كما أستخدم أنا مصطلح "الوهابية" بهذا المعنى و خلافا للاستخدام المستشرقين و الروافض و الطرقيين من طبيعة الحال. الأهم أن العبرة بالمعنى فعندما نتفق على فهم متوحد للفلسفة لنأخذ به سويا, عندها سنرى هل نطلق هذا اللقب أم لا.

أرى حتى نعرف هل كان إبن تيمية فيلسوفا يجب أن ننظر ألى الإطار الثقافي التاريخي الذي مارس فيه هو نقد الفلسفة و الفلاسفة, و عندما نعرف بأن الفلسفة في ذلك الوقت كانت شيئا مرتبطا بجانب معين له صلة بالدين ككل, إما لدعم حقائق الدين أو لرفض الدين جزئيا و/أو كليا, أو لتأويل الحقائق الدينية بمصادرات مذهبية كما فعل إبن رشد أي تُؤول الدين بمذهبك كما فعل إبن رشد رحمه الله بأرسطوطاليته قديما و كما فعل بعض المتمركسين بماركسيتهم حديثا و ذلك بهدف إيجاد توافق بين الدين من جهة و التقليد المذهبي من جهة أخرى. بهذا المعنى يمكن أن تحكم و تقول الفلسفة كذا و إبن تيمية رحمه الله لم يكن فيلسوفا الخ. و الحكم على الشيء لارتباطه بشيء معين كان الأكثر "تمييزا" ليس شيء خاص بالفلسفة بل نال "الكلام" أيضا و نال بعض المناهج في الفقه و العلماء حينها كان لهم أيضا مواقف "غريبة" حتى من الكيمياء و الفلك لارتباطهما آنذاك بما هو محرم و مرفوض مثل السحر و التنجيم!

د. زكي نجيب محفوظ مثلا عندما يتكلم عن الفلسفة و يبين موقفه منها أو من جانب منها نراه ينظر إليها من الناحية التطبيقية أي أن الفلسفة تأخذ قيمتها و أبعادها في ظل المنظومة الفكرية التي توجه معتقدات الناس قصد تطويعها أو رفضها أو تجديدها إلى غير ذلك فمثلا هو يرى أن فلسفة القدماء كانت في تتناول مشكلة "الأخلاق" أما في العصور الوسطى فكانت المشكلة هي العقائد الدينية و بعدها جاءت الفلسفة لتخدم "العلم". أنا طبعا لا أتفق مع هذه النظرة عندما نأتي إلى التفاصيل فمثلا الفلسفة الحديثة بعد ديكارت لم تخدم العقل و العلم (بهذا المعنى) بل خدمت العقلانية و العلموية و إن كان جانب من جوانبها ساهم في تحريك و نهضة الجانب الأول, لكن الحظ الأوفر كان للجانب الثاني أي للعقلانية و العلموية (الدين بمعنى آخر) فلابد من التفريق بين العلم و العلموية (و ما فيها من مذاهب و تيارات و ما خدمت من أفكار و إيديولوجيات), بين العقلاء و العقلانيين. الفرق بين العقلاء و العقلانيين هو أن العاقل يستخدم عقله بشكل صحيح فلا يخلط و داخل حدوده و في مجاله إذ لو خرج خارج نطاقه فعندها يجب أن يُسند ذلك للظن و التخمين لا للعقل و المنطق و الحق و الخير .. أما العقلانيين فاستخدموا العقل فيما لا يحسنه و ليس من شأنه حتى ألهوه ثم تباهوا بذلك و ربما رأوا ذلك من الذكاء و الفطنة (نعم الجنون فنون), إذن عقل العاقل ليس كعقل العقلاني كما أن يد الباني ليست كيد الهادم أو يدم المرتشيء ليست كيد الممتنع عن ذلك.. إن اليد لها وظيفة و خصوصا اليمنى تستخدمها في حدودها و نطاقها أما أن تضعها في المزبلة و القذارة ثم تستخرجها لتأكل بها ثم تتباهي بذلك فهذا جنون, حكى لي أحدهم يوما أن رأى صديقين جالسين في محطة ميترو يكتسحان الخمر إذ أخذ أحدهم السكين و يقطع من ظهر يده يرسم فيه أشكالا و هو يقول لصاحبه أتحــــــــــــــــــــــــــدااااك أن تفعل مثلي ... إيه و الله, ربما تباهى بذلك و حصل على جائزة و ربما لقبوه ب "ذي اليد الفنانة" أو "ذو اليد الفنية" أو غيرها و تروح الناس تتنافس في الحصول على الجوائز و الألقاب من هذا النوع .. حال هذا المسكين مع يده كحال هؤلاء العقلانيين مع عقولهم, لا فرق.

المهم أن الأخلاق, الدين و العلم في هذا الكلام له معنى واحد فقط هو أن الفلسفة تدور حول "موضوع معين" كإشكالية أو كتوجه فكري مهيمن تأتي الفلسفة للتفكير فيه و التحليل فيه. هذا هو الذي يحدد ما الفلسفة و هل فلان فيلسوف أم لا, فالفلسفة ليست شيء يمكن دراسته (رغم وجود من يرى ذلك و درس الفلسفة على تلك الشاكلة) مثل الفقه و الفيزياء, بل طريقة في التفكير قصد تناول "الموضوع" بالبحث و التحليل و النقد و الاحترام و الدفاع وو.. و هذه الطريقة كلما كانت أقرب للعقل الصحيح كلما أقتربت خطوة من الحق و الخير, و العكس صحيح.

العقل الصحيح هو الذي يكون أكثر إقترابا من الضروريات و ما يقوم على أساس تلك الضروريات من معارف, و هذه الضروريات تتماشى مع الفطرة أي الحاجيات الروحية و الميتافيزيقية, فكلما كانت الفطرة أنقى كلما كان الاستنتاج المبني على الضروريات أقرب للحق و الخير, و لابد أن يصل الإنسان بهذا العقل الصحيح إلى الحقائق الكبرى: أصل البديهيات أي الله, جواز بعثة الرسل و معرفة الرسالة الحقيقية. العكس يحدث عندما تتشوه الفطرة و يمكن أن يحدث ذلك بأمراض نفسية و قلبية مثل التكبر و العناد و الحقد و الهوى و غير ذلك من الأمراض.

مثال: خذ نظام التشغيل ويندوز و هو مصنوع بالفطرة يعرف صانعه, مثلا إذا دخلت إلى command prompt و أدخلت الأمر: ver
فسوف يعطي لك رقم الإصدار و إسم المصنوع و إسم الصانع
إذا كنت تستخدم نظام لينيوكس يمكن تستخدم الكود: /etc/issue

إذا أصاب النظام مرض معين (فيروس) مبرمج للبحث عن الملف الذي تم اختزان تلك المعلومات فيه و يقوم بتغييره أو حذفه, فسوف يبتعد عن الحقيقة عندما يتسأئل عن ver أو /etc/issue.

فالفلسفة بهذا المعنى لا إشكال فيها, أي لا إشكال في الفلسفة عندما تكون خادمة للجانب الأول أي للعقل و العلم و ذلك بتحرير العقل من الخرافات و إنكار البديهيات و الضروريات, توجيه الحركة العلمية و تطوير الأسئلة المناسبة و المفيدة لتكون موضوع البحث العلمي. لكن عندما تكون هذه الفلسفة تدور حول العقلانية و العلموية, فالواجب هو نبذها و الابتعاد عنها و عدم انتهاجها إلا لهدف معين فيه خير كأن تنتقد أهل الأهواء مثلا. الفلسفة المقبولة يستحب أن نطلق عليها الحكمة فإذا كان من بين معاني الفلسفة:
- السعي وراء الحكمة بالمعقول الصريح و المنقول الصحيح و بالانضباط الأخلاقي الذاتي
- البحث بالوسائل الصحيحة المثمرة في كيفية إعمار الأرض و الاستفادة من المُسخر في الأرض و السماء, ثم استنباط ما ينبغي أن يسلك لتحسين المردود و الاستزادة من الخير و الإفادة و المعرفة التي تعود بالخير في هذا و تربطك أكثر بخالقك..
- رد الباطل عبر تحليله بالحق أو عبر النظر فيه و استخراج الاختلافات (التضارب و التناقض و المفارقات وو..) منه.

فإبن تيمية كان حكيما في كثير من الأمور رغم أني لم أفهم بعد لغز رفضه للمجاز في اللغة و القرآن!


وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)


لكن الكثير من الناس ظلموه و رأوا فيه التكفيري و يحجر على الفكر و ربما ((رجل دين)) !!
إذا انتقدنا مرتزق من الزنادقة و شنعنا عليه عابوا علينا و ربما قالوا اتقولون هذا و انتم لم تقرأوا له كتبه يعني الانسان العاقل يجب أن يضيع وقته مع خنفشاري يقرأ له خزعبلاته الكثيرة حتى يعرف بأن ضال و زنديق في مسأله من المسائل!! ... المهم, عندما يفعلون هم نفس الشيء مع الحكيم إبن تيمية فلا بأس, بما أن إبن تيمية هجم الفلاسفة و مقولاتهم فهو متحجر, لماذا؟ لأن الفلسفة لفظة جميلة !! و إذا قلت لهم لكن نسيتم أن إبن تيمية دافع عن "التنويريين" و لأن التنويرية أيضا لفظه جميلة رنانة, فسوف يعتذرون على رغم من عدم وجود أي شيء اسمه "تنويرية" أو "نورانوية" دافع عنها الرجل.. عندما يأتي "فيلسوف" و من الغرب ينتقد منطق أرسطو و المنطق خصوصا في العلاقات و الحدود فسوف يفخهه فيه و يعظم و يُرفع إلى درجة الخالدين في التاريخ و ربما أكثر من ذلك .. لماذا؟ لأنه أولا فيلسوف (آه هذه رنانة في الأذن) و لأنه من الغرب (آه حضارة تقدم شوازينغر نزل على القمر!) و آنتقد المنطق (المنطق يا رجل المنطق مالك لا تفهم؟) و أرسطو (اسمع جيدا: ارسطو الكبير العظيم العقل العبقري البحر الأوتوبيس ال ال ال ..).

لكن إسألهم من سبق جون لوك و جون ستيوارت ميل في ذلك و هو إبن تيمية, لن تسمع شيء.
إسألهم لماذا انتقد الفلاسفة و كيف انتقدهم؟ لن تسمع شيء.
اسألهم أين مكمن ضعف حججه العقلية في الرد على المتفلسفة, لن تسمع شيء.

هذه أشياء لا تهم يا رجل, أنت لماذا تسأل؟ المهم هناك إسم كبير كبير كبير: أرسطو
و هناك كلمة جميلة رنانة يحبها الهوى و التعالم و التكبر اسمها الفلسفة! و تعني حب الحكمة يا بابا .. طيب يا حناين, قل لي أي الحكمة و أين حبها في إثباتهم لقديمين المحرك الأول و العالم فقط لأن العلة لازمة للمعول؟ كيف وصلوا لها و على أي أساس و لماذا يجب أن يكون هذا العالم هو و هو فقط؟ قل يا حناين أنا أسمع.. لماذا تسأل يا أفندن؟ ايش قيمة سؤالك؟ أنا أقول لك أرسطو العظيم و أقول لك الفلسفة, الفلسفة يا رجل الفلسفة الفللللللـــــلللــسفة! و أنت تقول لي أين الحكمة و أين و أين؟ أنت عقل متحجر. هههههه

رحم الله الإمام حجة الإسلام الغزالي يصف حال شباب أيامه في كتابه تهافت الفلاسفة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=175518).

عساف
05-30-2010, 08:52 AM
أضحك الله سنك أخي يحيى..

ولكن أنا أرى أن تلقيب ابن تيمية بالفيلسوف فيه تجني وهضم لحق الشيخ ومجهوداته..
أنا أفضل أن اقول ابن تيمية (حاف) على أن أقول الفيلسوف ابن تيمية..

شكرا لك على مرورك الطيب.. أنت والأخ ليلٌ هاديء..