المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البهائية أصل شيعى وفكر كفرى



د . عبدالباقى السيد
05-30-2010, 01:10 AM
هذه مشاركة عن البهائية اقتنصها من كتابنا الدرة البهية فى إبطال نحلة البهائية ، وكنت قد صنفته فى العام 2005م تقريبا على ان أنشره لكن لما خفت ضوء هذه النحلة الكافرة قلت أنتظر ولا أتعجل النشر ، فإذا بهذه النحلة يعاود أتباعها الظهور والاحتفال عيانا جهارا بعيدهم المزعوم فى حديقة الميرلاند بالقاهرة ، وراحوا يفعلون كل منكر فى عيدهم الذى استمر خمسة ايام ، كما أنهم لما حصلوا من المحكمة على حكم بان يتركوا خانة الديانة بيضاء اى لا يكتب فيها مسلم فرحوا بذلك _ هذا عندنا فى مصر_ وراح نفر من الإباحيين والفوضويين يحتفل مع أتباع هذه النحلة بهذا النصر الكبير الذى حققوه .
والواقع ان هذا ليس نصر لهم بل هو تكفير لهم من القضاء ومن أهل العلم فالذى لا يرتضى الإسلام ويريد ان يتنصل منه لغيره ولايؤمن باى دين سماوى فهو وثنى كافر وإن زعم انه صاحب دين .
المهم لما عاودت هذه النحلة إلى الظهور بتحريك إستعمارى كما كانت منذ ان نشأت قلت أعمد إلى نشر الكتاب ، وابدا بالحديث عن هذه النحلة فى خطبة الجمعة ، وعلى المواقع الإسلامية التى أشرف بالانضمام إليها .
فابدا بعون الله تعالى بعرض بعض المعلومات حول هذه النحلة وأنتظر من الإخوة المدارسة والمناقشة لإثراء الموضوع وإفادة الإخوة من خلال الحوار .

البهائية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي (1 ) سنة 1260ه‍/1844م تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية أيام كانت الدولة العثمانية هى الحاكمة ، والممسكة بزمام الأمور فى العالم الإسلامى.

تاريخ البهائية ( 2) :
بدأ التّاريخ البهائيّ بإعلان الدّعوة البابيّة في عام ١٨٤٤، وقد مهّدت الفرقة الشّيخيّة قبل البابيّة لهذا الحدث، بفضل اثنين من أئمة الشّيعة الإثني عشريّة. مرّت البهائية بثلاث مراحل الأولى مرحلة الإعداد أو الشيخية ، والثانية مرحلة البشير أو البابيّة، والثالثة الظّهور أو البهائيّة.
أولا : مرحلة الإعداد أو الشّيخيّة
ساد في أوائل القرن التّاسع عشر بين أتباع الدّيانات المختلفة شعور باقتراب تحقّق نبوءات آخر الزّمان، المؤكّدة لرجوع المسيح، أو ظهور الإمام الغائب، أو مجيء المهدي المنتظر، وأنكر آخرون احتمال ذلك. وسط هذه التّكهّنات، ظهرت فرقة الشّيخيّة الّتي أسّسها أحمد بن زين الدّين بن إبراهيم الإحسائيّ، المولود بشبه الجزيرة العربيّة عام ١٧٤٣.
اهتمّ الإحسائي بإصلاح معتقدات الشّيعة: فقال بأنّ الإمام الموعود(3 ) لن يخرج من الخفاء، وإنّما سيولد في صورة شخص من أشخاص هذا العالم، وإنّ المعاد يكون بالجوهر لا بالعنصر الترابيّ، فالجسد يبلى بعد الموت، أمّا الحشر والنّشر فيكون بالرّوح وهو من الجواهر(4 ). توفّي الشّيخ سنة ١٨٢٦ ودفن بالبقيع، بالمدينة المنوّرة. تابع أبحاث الإحسائي من بعده تلميذه كاظم الرّشتي، وواصل رؤى شيخه في ظهور "الموعود" وعدّد لتلاميذه أوصافه وعلاماته، وأعلن في أواخر أيّامه أنّ تعاليم الشّيخيّة ( 5) قد استوفت غرضها في التّهيئة لمجيئة، وأوصى تلاميذه بالتّشتّت بحثًا عنه. فما أن مات حتى هاموا في أرجاء إيران بحثًا عن الموعود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) دعوة قام بها أحمد زين الإحسائي (1157-1242هـ) وله أتباع يعرفون "بالشيخية، وسيتم تفصيل الحديث عنهم ضمن تاريخ البهائية .
(2 ) اقتبسنا من مؤرخى البهائية تقسيماتهم لمراحل نحلتهم ، وذلك ليكون الأمر أكثر واقعية للقارىء ، وليكون على بصيرة بمدى دجل القوم ، وجهودهم فى إثبات أن نحلتهم هذه ديانة ، وأنها مرت بالمراحل التى مر بها أى دين ، شأنها شأن الإسلام وغيره ، ولم يفتأوا أن يظهروا أئمتهم بمظهر المصلحين ، ثم يظهروا الاضطهاد الذى تعرضوا له ، كما حدث للأنبياء السابقين ، فلينتبه القارىء إلى هذه الحقائق .
(3 ) هو المهدى المنتظر عند الشيعة ، وعند السنة كذلك ، لكن نظرتنا نحن السنة تختلف عن الشيعة ، فالمهدى عندنا ليس بمعصوم ، بل هو شخص من نسل النبى يملا الأرض عدلا بعد أن ملأت جورا فى آخر الزمان .
(4 ) عبدالرحمن الوكيل ، تاريخها وعقيدتها ، دار المدنى ، القاهرة ، ص84.
(5 ) يقول المستشرق جولد زيهر إن الشيخية يخصون الإمام المستور ، ومن سبقه من الأئمة بالقداسة الزائدة والعبادة الخالصة ، ويرون أن الصفات الإلهية قد حلت فى أشخاصهم . أنظر جولد زيهر ، العقيدة والشريعة ، ص241.

د . عبدالباقى السيد
05-30-2010, 01:12 AM
ثانيا : مرحلة البشير أو البابيّة
لم تتعدَّ ثماني سنوات، ولإبراز أحداث هذه المرحلة يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل: مرحلة الكشف، ومرحلة الإعلان، ومرحلة الاستقلال.
1- مرحلة الكشف (1 )
جرت معظم أحداثها في مدينة شيراز، وأهمّها كشف النّقاب عن أمر الباب علي محمد الشيرازي ، ففي الهزيع الأوّل من اللّيلة الخامسة من جمادى الأولى ١٢٦٠ﻫ - الموافقة لليلة ٢٢ مايو (أيّار) ١٨٤٤م – أعلن علي محمد الشيرازي بتمويل حسين البشروئي وتدبير الجاسوس الروسي أنه الباب ( 2) ثم توجه من شيراز إلى بوشهر مختفياً وأخذ البشروئي يذيع أنه رأى الباب بعينه وأخذ يدعو الناس إلى متابعته وأطلق على من تبعه اسم (البابية) ثم لم يلبث البشروئي أن حوله من باب المهدي إلى المهدي نفسه وأطلق عليه "قائم الزمان" وانضم إليه في ذلك رجل يقال له محمد علي البارفروشي وآخرون بلغ عددهم سبعة عشر رجلا ًوامرأة وهي الملقبة لديهم بقرة العين وتوجهوا إلى بوشهر واجتمعوا بزعيمهم الجديد ( الباب ) وصاروا معه تسعة عشر شخصاً فلذلك قرر أن يجعل عدة الشهور تسعة عشر شهراً والشهر تسعة عشر يوماً واعتبر اليوم الذي أعلن فيه دعوته يوم 5 من جمادى الأولى سنة 1260 هـ هو بدء التاريخ ( 3) ثم جمع جملاً متناقضة مملوءة بالسفسطات والأكاذيب وجعلها أساس دينه الجديد وسماها البيان. ثم ادعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء والمرسلين فهو نوح يوم بعث نوح وهو موسى يوم بعث موسى وهو عيسى يوم بعث عيسى وهو محمد يوم بعث محمد عليهم الصلاة والسلام. ثم زعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام وأنه لا فرق بينهم ثم أنكر أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وحرّم قراءة القرآن ثم زعم أن الله تعالى حلّ فيه وادعى أنه أكمل هيكل بشرى ظهرت فيه الحقيقة الإلهية. وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته. وألغى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة الجماعة إلا في الجنازة وقرر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القبلة هي البيت الذي ولد به في شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحج هو زيارة هذه البيوت. أما الصوم فيكون من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابي أي تسعة عشر يوماً وينتهي بعيد النيروز المجوسي وأباح لأتباعه خمسة أيام قبل الصيام يرتكبون فيها ما شاءوا من الشهوات وأوجب أن يؤخذ في الزكاة خمس المال وأوجب الزواج على من بلغ الحادية عشرة من الذكور والإناث ولا يحتاج الزواج لأكثر من رضا الذكر والأنثى ويجوز إيقاع الطلاق. تسع عشرة مرة وعدة المطلقة تسعة عشر يوماً، ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية وبعد انقضاء عدتها ومقداره خمسة وتسعون يوماً، وحرم على المرأة الحجاب، وقرر أنه لا وجود للنجاسة، وأوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول، مع وضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتابه البيان. وأوجب استقبال قرص الشمس ساعة عند شروقها، وأمر أتباعه أن يزيدوا على ألفاظ الأذان عبارة جديدة هى ( أن عليا قبل نبيل- الباب مرآة نفس الله) ويعنون بقولهم على قبل نبيل أى على قبل محمد لأنهم يسمون النبى نبيل ، وتوزع التركة عندهم بعد مصاريف الدفن هكذا : جملتها ستون سهما تسعة منها للأولاد ، وثمانية للزوج ، وسبعة للوالد ، وستة للأم ، وخمسة للأخ ، وأربعة للأخت ، وثلاثة للمعلم ، ولا حق فى الميراث لغيرهم( 4)
يقول البهائيون في أوّل الأمر، ساور الشّكّ قلب الملاّ حسين،( 5) وهو أخصّ تلامذة كاظم، الملمّ بكلّ أقواله عن الموعود وأوصافه وعلاماته على حد زعمهم ، وهو الفقيه الّذي أعدّ نفسه للتّعرّف على "الموعود"، فطلب الدّليل تلو الدّليل، حتّى نزلت في حضوره سورة "قيّوم الأسماء". - على حد زعم هؤلاء المغفلين السكارى - رأى الملاّ حسين في الهيمنة، والاقتدار، والإلهام، المتجلّي أمام ناظريه، اليقين القاطع، والبرهان السّاطع على نزول الوحي فأذعن إلى نداء الله بزعمه ( 6)، وكان أوّل من صدّق بالباب علي محمد الشيرازي الّذي لُقّب أيضًا بالنّقطة الأولى، وحضرة الأعلى.
ولمّا بلغ عدد المصدّقين بهذا الإفك ثمانية عشر، معظمهم من تلامذة كاظم، اجتمع بهم الباب، وأمرهم بالانتشار في الأرض .
خرج الباب علي محمد الشيرازي بعد ذلك حاجًّا على زعم البهائيين ، وبعد أن أعلن دعوته إلى شريف مكّة المكرّمة كما يزعمون عاد إلى شيراز.

يتبع إن شاء الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تتضمن هذه المرحلة مبادىء البابية .
( 2 ) يزعم البهائيون أن علي محمّد الشيرازى كشف لضيفه الملاّ حسين بشروئي النّقاب عن حقيقة كينونته: إنّه هو الباب - وهو لقب يبيّن أنّه مقدّمة لمجيء "من يظهره الله" – "الظهور" الّذي بشّر بقرب مجيئه الشّيخان، أحمد الإحسائي وكاظم الرّشتي، وجاء ذكره في الدّيانات السّابقة بأسماء وأوصاف متباينة في ظاهرها، متوافقة في جوهرها وحقيقتها ، وذلك فى إطار حملتهم الكاذبة لإخفاء دور الاستعمار الغربى ، ودور البشروئى فى إظهار نحلتهم الباطلة .
( 3 ) يزعم البهائيون أن سبب إيمان البشروئى بالشيرازى أن الأخير كان قد أجاب بطريقة مرضية ( ليلة الخامس من جمادى الأول 1260هـ/23 مايو 1844م) على كل ما وجهه إليه من مسائل ، قالوا وكتب فى حضوره بسرعة فائقة تأويلا لسورة يوسف ، وكان طوال الوقت يتلو ما يكتبه بصوت رخيم جدا ، وهو ما يعرف عند البابية باسم ( قيوم الأسماء) ويعد عندهم أول كتاب أوحى للباب .أنظر : محمد زكى ، الإسلام والمؤامرات اليهودية ، دار الصحوة ، ص170.
( 4 ) محمد زكى ، الإسلام والمؤامرات اليهودية، ص172،175.
( 5 ) هذه طبيعة فى هؤلاء القوم الكاذبين لا يمكن أن يحيوا دون أن يروجوا للأضاليل والأباطيل ، خاصة وأنهم حركة قامت بمساعدات يهودية واستعمارية ، فلا مبادىء لها ، ولا أخلاق ، إن البشروئى هو صانع الشيرازى ، وهو الموجه الأول له للقول ببابيته ، ثم استمراا فى المسرحية ، نجد البشروئى ، يعلن نفسه باب الباب ، لتكتمل المسرحية بفصولها ،وكأن البشروئى حقيقة لم يكن يعلم شيئا ، وأنه ليس بمأجور لتنفيذ مخطط يهودى استعمارى بإظهار مثل هذه النحلة الفاسدة .
( 6 ) ما هو والله بوحى ، ولا نداء الله ، لكنه نداء الشيطان الذى يهيمن على هؤلاء المغفلين وأمثالهم ، ويحضرنى فى هذا المقام ما وقع لفضيلة الإمام الربانى عبدالقادر الجيلانى ، والذى أتاه الشيطان يوما ما ، وقال له يا عبدالرحمن أنا ربك قد أسقطت عنك الفرائض وأحللت لك المحرمات ، وهنا تظهر القوة الربانية ، وقوة العلم والفهم والتجلى الربانى ، فقال له اخسأ يا عدو الله ، فانصرف إبليس اللعين ، أما هؤلاء القوم فوالله لقد استزلهم الشيطان ببعض ذنوبهم ، وجعلهم مطية لإغواء غيرهم من المسلمين ، فلعنة الله عليهم وعلى معلمهم وملهمه إبليس اللعين .

د . عبدالباقى السيد
05-31-2010, 07:44 PM
2- مرحلة الإعلان
ثار علماء شيراز على دعاة البابية فقبض واليها حسين خان عليهم ثم أمر بإحضار الباب من بوشهر فأحضر وأحيل إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائصه فلطمه الحاكم وبصق في وجهه ثم رمي به في السجن. ثم رأى الحاكم أن يختبره بنفسه فأرسل إليه وأحضره من السجن وأظهر له أنه تأسف على ما بدر منه فانطلق الباب المغرور يمنيه بأنه سيجعل منه سلطاناً فيما بعد على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له ولأتباعه. ثم فوجئ الباب بحشد من العلماء في قصر الحاكم ففزع فأوهمه الحاكم بأنه جمعهم للتمكين لدعوته وإعلانها فاغتر الباب وحضر مجلس العلماء ثابت الجنان ثم بدأ يخاطب العلماء بقوله إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن، ولما اطلع العلماء عليه لم يجدوا فيه إلا كفراً بواحاً وأخطاء فاحشة في اللغة فلما نبهوه إلى هذه الأخطاء ألقى اللوم على الوحي الذي جاء بها هكذا. وهنا قال له الحاكم : كيف تدعي الرسالة وترجح نفسك خاتم النبيين وأنت عاجز عن التعبير عن مكنون نفسك ثم أمر الحاكم رجاله فعلقوه من رجليه ثم انهالوا عليه ضرباً فأعلن أنه كفر بدعوته ورضي أن يطاف به في الأسواق على دابة شوهاء ثم أعيد إلى سجن شيراز.( 1)
قرّر علماء شيراز في أعقاب ذلك التّخلّص من الباب، ويروى البهائيون رواياتهم الباطلة بأنه فى اللّيلة الّتي قبض فيها علي الباب ، فتك الوباء فجأة بمدينة شيراز وأثار الذّعر بين أهلها، فأمر حاكمها بإطلاق سراحه، وطلب منه مغادرتها، هذا ما نسجه البهائيون إعلاء من شأن زنديقهم الباب.
قصد الباب مدينة إصفهان، ولكن أفتى علماؤها بكفره. ولمّا دعاهم حاكمها ليباحثوا الباب في أمره، رفضوا متعلّلين بأنّ المناظرة تجوز فيما أشكل، أمّا خروج الباب على الشّرع فواضح كالشّمس في رائعة النّهار. وواصل علماء إصفهان الشّكوى إلى الملك، فصدر الأمر بإقصاء الباب إلى قلعة ماه كوه ثم قلعة ﭽﻬﺭيق بآذربيجان.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يروى البهائيون روايات باطلة بخصوص هذا الشأن فيقولون : حمل الاهتمام المتزايد بالباب شاه إيران على إرسال أوثق علمائه لتحرّي الحقيقة، فبعث بالسّيد يحيى الدّارابي، الّذي باحث الباب عدّة مرّات، انتهى بعدها إلى التّصديق بدعوته على حد زعمهم فاتّهمه العلماء بالجنون. فبعث بعد ذلك، الملاّ محمد علي الزّنجاني، من كبار مجتهدي الشّيعة في زمانه، أحد خاصّته لبحث أمر الباب، وما أن عاد رسوله حتّى أنهى الملاّ محمّد مجلس تدريسه معلنًا عبارته الشّهيرة: "طلب العلم بعد الوصول إلى المعلوم مذموم".

المهاجر إلى ربه
05-31-2010, 10:53 PM
جزاك الله خيرا يا دكتور على أن أزحت اللثام عم هذه النحلة الضالة المارقة

د . عبدالباقى السيد
06-10-2010, 12:49 AM
وجزاك كل خير أخى الحبيب المهاجر رفع الله قدركم ويسر لنا ولكم الأمور
3- مرحلة الاستقلال
أتاح السّجن للباب الوقت لشرح ضلالاته وأباطيله التى يسميها أتباعه الزنادقة دعوة ، وكان اختيار الوزير أقاسي قلعة ماه كوه ثم قلعة ﭽﻬﺭيق مكانًا لسجن الباب، وكلاهما بأرض نائية في آذربيجان، على مظنّة عدم مبالاة سكّانها بهذه الدّعوة، لأنّهم من الأكراد السّنة. ولكنه وجد له أتباعا كما يروج البهائيون.
في هذه الأثناء توفى محمّد شاه، وخلفه على العرش الأمير ناصر الدّين ولمّ يتجاوز السّادسة عشر من عمره، كما تولّى ميرزا تقي خان الوزارة. فأقحم الوزير تقي خان السّلطة المدنيّة مع السّلطة الدّينية في محاربة البابيّة.
جمع الباب آنذاك أوراقه وأرسلها مع قلمه وخاتمه إلى بهاء الله في طهران ( 1). ثم نُقل بعدها بقليل، مع أربعة من أتباعه إلى تبريز، وفي اليوم التّالي لوصوله، أصدر علماء تبريز فتياهم بإعدام الباب (2 ) وقد قتل رميا بالرصاص مع تلميذ له يدعى محمد على اليزدى ، وأسند أمر إعدامه إلى فرقة بهادزان المسيحية ، وألقيت جثته فى خندق بالمدينة ، إلا أن أتباعه أخذوا جثته إلى طهران ودفنوها هناك تسعا وعشرين عاما ثم أخرج من مدفنه بأمر بهاء الله ، ويقال إنه نقل إلى عكا (3 )

يتبع إن شاء الله بالحديث عن طلعة الظهور او ما يسمى بالبهائية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) يفسر البهائيون ذلك بأنه كان يعرف أنه سيقتل ، وهذه كلها أكاذيب من نسج خيالهم ، ليصبغوا الإلهام على زنادقتهم الكذبة .
( 2 ) يزعم البهائيون أن هذه الفتوى صدرت بدون مواجهه الباب ومجادلته ، ثم ينسجوا قصة خيالية أسطورية لحادث قتله لعنه الله فيقولون : وتولّى سام خان، رئيس فرقة من الجنود الأرمن، تنفيذ الإعدام: رُبط الباب ورفيق له في مواجهة ثلّة جنود اصطفّوا في ثلاث صفوف على مرأى ومسمع الجموع المتفرّجة. ثم صدر الأمر بإطلاق البارود؛ فعلا دخّان كثيف تعذرت معه الرّؤية. وبعد انقشاع سحب الدّخان، انصعقت الجماهير لرؤية رفيق الباب قائمًا بمفرده، وقد تمزّقت الحبال الّتي قُيّد بها، دون أن يصاب هو بأذى، ولا أثر للباب نفسه. كان الباب جالسًا داخل الغرفة الّتي اقتيد منها، يتابع في هدوء إبلاغ آخر وصاياه لأتباعه. بعد انتهائه، أبلغ حارسه المشدوه أنّ وقت شهادته قد حان، ولكن رفض الحارس، وكذلك سام خان، الاشتراك في قتله، وقرّر سام خان وجنوده الانسحاب. لم يكن بدٌّ من إتمام المؤامرة خوفًا من زيادة انتشار الدّين الجديد. فأحضرت فرقة أخرى من الجنود، واقتيد الباب إلى ذات المكان، وأطلق الرّصاص؛ فتحقّقت بشهادته نبوءة خطّها يراعه في مستهلّ دعوته: ﴿يا سيّدي الأكبر  ما أنا بشيء إلاّ وقد أقامتني قدرتك على الأمر  ما اتّكلت في شيء إلاّ عليك  وما اعتصمت في أمر إلاّ إليك  يا بقيّة الله قد فديت بكلّي لك ورضيت السبّ في سبيلك وما تمنّيت إلاّ القتل في محبّتك  وكفى بالله العليّ معتصمًا قديمًا وكفى بالله شاهدًا ووكيلاً﴾.
( 3 ) محمد زكى ، الإسلام ، ص172.

د . عبدالباقى السيد
06-22-2010, 06:47 PM
ثالثا : طَلْعَةُ الظّهور أو البَهَائيّة
البهائية نسبة إلى بهاء الله هو الّلقب الّذي عُرف به ميرزا حسين علي المازندرانى (1 ) ، كان أبوه ميرزا عبّاس المعروف بميرزا بزرﮒ، أحد النّبلاء(2 ) المقرّبين إلى بلاط الملك فتح علي شاه، وحاكمًا على منطقة بروجرد ولُرستان. تلقى تعليمه الأوّلي في المنزل كعادة أبناء الوزراء آنذاك. عُرِضَ عليه منصب والده بعد وفاته فرفض وانصرف الى أعمال البرّ ورعاية المساكين منفقاً ماله الخاص على الفقراء والمحتاجين.
يقول البهائيون وفي سن السابعة والعشرين حُمّل رسالة إلهية وأعلن بهاء الله أنه رسول من عند الله وما بُعِث إلاّ ليلبّي احتياجات عالم في عصر بلغت الإنسانية فيه مرحلة النضوج ( 3)، وادعى أن الباب مثل موسى، وعيسى، ومحمد، جاء ليبشر بمجيء البهاء، وهذه هي مهمة جميع الأنبياء في زعمه، حيث بعثوا ليبشروا بظهوره، وقد نازعه كبراء هذه الطائفة في زعامتها، ولم يدخل بعضهم في دعوته الجديدة، وبقوا على بابيتهم.
كانت بشارة الباب بالبهاء عام ١٨٤٤م . فحُبِس الباب ثم نُفي داخل إيران كما لاقى أتباعه قسوة التعذيب والذبح والتنكيل بهم وبأطفالهم ونسائهم بسبب عقيدتهم، وفاق عدد القتلى منهم عشرين ألفاً على حد زعم البهائيين .
أعدم الباب عام ١٨٥٠م بأمر السلطات الدينية والمدنية في إيران بعد حبس طويل( 4) ، ولكون بهاء الله كان من أبرز المدافعين عنه، فقد زُجَّ به في سجن مظلم في باطن الأرض في طهران مع بعض أصحابه ( 5)، وفي ذلك المكان المظلم أعلن دعوته السرّية لمن حوله، وأنه المظهر الإلهي المنتظر. بعد أربعة أشهر أطلق سراحه عام ١٨٥٣م شريطة مغادرته إيران، فاختار الإقامة في بغداد التي أعلن فيها دعوته العلنيّة عام ١٨٦٣م ( 6). اهتمّ بهاء الله بشرح وبيان تعاليم الباب فكتب رسالتين: هما الكلمات المكنونة، وكتاب الإيقان. قدّم بهاء الله للأولى بقوله:﴿هذا ما نُزّل من جبروت العِزّة بلسان القُدرة والقوّة على النبيّين من قبل، وإنّا أخذنا جواهره وأقمصناه قميص الاختصار فضلاً على الأحبار، ليوفوا بعهد الله ويؤدّوا أماناته في أنفسهم، وليكونّن بجوهر التُّقى في أرض الرّوح من الفائزين﴾
أمر السّلطان العثمانى عبد الحميد الثانى بحضور البهاء إلى إستنبول وذلك بتحريض من السلطات الإيرانية ( 7). بعد وصول بهاء الله وصحبه إلى مدينة إستنبول في منتصف أغسطس (آب) ١٨٦٣ ، نما إلى علمهم قرار ترحيلهم إلى أدرنة، الّتي وصلوها يوم ١٢ ديسمبر (كانون أول) من نفس السّنة. واصل بهاء الله أثناء إقامته في هذه المدينة، وطيلة السّنوات الخمس التّالية، تفصيل أصول نحلته، وشرح النبوءات والوعود الإلهيّة الخاصة بمجيئه، وتهذيب وتقويم أخلاق أصحابه وأتباعه، وبيان نظامه لحفظ الأمن في العالم، وإقامة السّلام على قواعد العدل والتّآزر، ( 8) وضمّن ذلك رسائله إلى الملوك الّذين أنذرهم جمعًا وفرادى مغبّة رفض دعوته على حد زعمه ( 9).
هنالك ملأ الحسد قلب أخيه لأب، ميرزا يحيى، وانتهز المناوئون الفرصة لتقّسيم الأصحاب، وشجّعوه على المضيّ في غيّه، حتى إذا ما اشتدّت حدّة الخلاف بين الأتباع، طالبوا السّلطان بإبعادهم؛ فصدر الأمر بترحيل ميرزا يحيى ومشايعيه إلى قبرص، وسجن بهاء الله وصحبه في عكّا٣١ أغسطس ١٨٦٨.( 10)
واصل البهاء من السّجن إبلاغ دعوته إلى ملوك ورؤساء العالم، وفصّل في مئات من رسائله معالم النّظم العالمي الّذيابتدعه، وكتب كتابه الأقدس ، وحرّر كتاب عهده وميثاقه، وحدّد الهيئات والقيادات المستقبلة لإدارة أمر نحلته، وبيّن وظيفة وسلطة كلّ منها، وبقي في مَرْجِ عكّا حتّى مات في ٢٩ مايو (أيار) ١٨٩٢.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) المرجع الرّئيسيّ والمستند الموثوق به عند البهائيين عن بعثتَي الباب وبهاء الله هو الكتاب المكتوب أصلاً باللّغة الإنجليزيّة بقلم شوقي أفندي
Shoghi Effendi, God Passes By (Wilmette, Bahá’í Publishing Trust, 1987)
وقد ترجمه إلى العربيّة السّيّد محمّد العزّاوي بعنوان "كتاب القرن البديع: من آثار قلم حضرة وليّ أمر الله شوقي ربّاني" (من منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل، 1986). ومن كتب السّيرة كتاب حسن بليوزي بالإنجليزيّة
Hassan Balyuzi, Bahá’u’lláh; The King of Glory (Oxford, George Ronald, 1980)
ويقدّم أديب طاهر زاده عرضاً مسهباً لآثار بهاء الله الكتابيّة في كتابه الإنجليزيّ
Adib Taherzadeh, The Revelation of Bahá’u’lláh (Oxford, George Ronald, 1975) وهو كتاب في أربعة أجزاء.
(2 ) وقيل كان وزيرا .
(3 ) أنظر كتاب بهاء الله ، أُعدّت هذه المقدمة أصلاً باللغة الإنجليزية بمعرفة مكتب الإعلام التّابع للجامعة البهائيّة العالمية – الأمم المتحدة – نيويورك 1991، ص5.
(4 ) تمّ الإعلان عن دعوة الباب في المساجد والأماكن العامّة من قبل مجموعات متحمّسة من الشّبّان الذين كانوا يؤمّون المعاهد الدّينيّة. وكان ردّ فعل علماء المسلمين تحريض عامّة الشّعب على استخدام العنف ضدّ هؤلاء. وقد صادفت هذه الأحداث أزمات سياسيّة نجمت عن وفاة محمد شاه والصّراع الذي تلا ذلك حول من يخلفه في الملك. وقد قام زعماء الحزب السّياسيّ المنتصر في الصّراع، وهو الحزب الذي ساند الملك الصّبيّ ناصر الدّين شاه، بتوجيه الجيش الملكي ليحارب أتباع الباب المتحمّسين لدعوته. وقد اعتقد أتباع الباب، وهم الذين نشأوا وترعرعوا في بيئة إسلاميّة، أنّ لهم حقّاً مشروعاً في الدّفاع عن أنفسهم. فقام هؤلاء بتحصين أنفسهم في معاقل مؤقّتة وقاوموا صامدين لمدّة طويلة من الزّمن الحصار والهجوم الدّمويّ. وعندما تمّ التّغلّب عليهم وذبحهم بالإضافة إلى قتل الباب، أقدم شابّان مَهووسَان من الذين انضمّوا إلى صفوف أتباع الباب على اعتراض ركب الشّاه في أحد الطّرق العامّة وأطلقوا عليه رصاص الخُرْدُق الذي تُصطاد به العصافير. وكانت هذه محاولة طائشة لاغتيال الشّاه، وعلى أثرها تعرّض البابيّون للمذابح، وهي مذابح أثارت احتجاج السّفارات الغربيّة في طهران. وللاطّلاع على سجلّ لهذه الأحداث
W. Hatcher and D. Martin, The Bahá’í Faith: The Emerging Global Religion
(San Francisco, Harper and Row, 1985) ص6-32.
(5 ) أنظر كتاب بهاء الله ، ص11.
(6 ) بقى البهاء فى بغداد عشر سنوات .
(7 ) كتاب بهاء الله ، ص25.
(8 ) كتاب بهاء الله ، ص31 وما بعدها .
(9 ) نفسه ، ص58 وما بعدها .
(10 ) نفسه ، ص64.