المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاريع نهضوية من قبل الإسلاميين وغيرهم



د . عبدالباقى السيد
05-31-2010, 07:37 PM
هناك العديد من المشاريع العلمية النهضوية التى نظرها اصحابها لنهضة هذه الأمة سواء من أهل النص او من أهل الرأى .
أهل الاجتهاد أو أهل التقليد.
أهل السنة أو من خالفهم .
هناك مشاريع نهضوية طرحها أتباع كل فكرة ليدللوا على ان الإصلاح إنما سيكون على النهج الذى نهجوه .
لذا علينا ان نقف أولا على هذه المشاريع ونحيط بها علما ثم نبدا فى المناقشة والحوار.
ولقد عانيت من هذه الأصناف الكثير .
فكل صاحب فكرة يطرح وجهة نظره ويدعى انه صاحب السبق ، وانه حامل لواء الإصلاح والتجديد ، وأنه صاحب مشروع نهضوى.
لذلك علينا ان نقف على المشاريع التالية :
1- ابن حزم قدم مشروعا نهضويا متكاملا لنهضة الأمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا .
فهلا وقفنا على كنه هذا المشروع؟!!
2- ابن سينا قدم مشروعا إصلاحيا ، وكذا شيخه الفارابى فهلا تدبرنا كلا المشروعين؟
3- أبوحامد الغزالى قدم مشروعا علميا مبهرا من خلال العديد من كتاباته مثل ( الإحياء- المستصفى- المنقذ) وغيرها .
4- ابن رشد قدم مشروعا نهضويا من خلال عدة كتب صنفها " فصل المقال - بداية المجتهد- مناهج الأدلة) وغيرها فهل وقفنا على هذا المشروع النهضوى
5- ابن تيمية قدم مشروعا نهضويا عظيما ، وقد حاول تلميذه أن يحذو حذوه ، فهل انتبهنا لحقيقة هذين المشروعين ؟
6- جمال الدين الأفغانى وتلميذه محمد عبده والعلامة محمد رشيد رضا قدموا مشروعا نهضويا متكاملا لإحياء الأمة من رقدتها .
7- محمد الغزالى نجح إلى حد كبير فى التقدم بمشروع تجديدى إصلاحى ، وتبعه فى نهجه الدكتور يوسف القرضاوى .
8- محمد عمارة وهو امتداد لمدرسة الأفغانى وعبده ورشيد رضا والغزالى والقرضاوى قدم مشروعين أحدهما قومى لإصلاح الأمة العربية والآخر إسلامى .
9- محمد عابد الجابرى وحسن حنفى كلاهما قدم مشروعا نهضويا ليبراليا لنهضة الأمة حسب الفكر الليبرالى العلمانى ، وتارة حسب الفكر الماركسى .
10- هناك مشاريع سلفية جلها يفتقد إلى الشمول والتآلف والجمع بين الأصالة والمعاصرة ، وبين فهم السلف والخلف ، رغم تفضيلنا للسلف على الخلف قطعا ، لكن هناك أمور لابد فيها من الجمع بين الفهمين .
هذه نماذج وأمثلة لمشاريع علمية نهضوية عرفتها الأمة الإسلامية ، وهناك غيرها الكثير والكثير كمشروع الكواكبى لإصلاح الأمة من الاستبداد ، وكمشروع النائينى وهو شيعى لإصلاح الأمة ونهضتها من رقدتها ، وقد تاثر إلى حد كبير بالكواكبى .
وهناك مشروع نهضوى قام به سعد زغلول فى السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع .
وهناك مشروع مصطفى كامل النهضوى الشمولى .
ومشروع مالك بن نبى.
ومشروع الأمير عبدالقادر الجزائرى.
ومشروع عبدالحميد بن باديس
وهناك وهناك .
بقى علينا ان نحيط علما بهذه المشاريع ، ثم ننظر للمشاريع المطروحة على ساحتنا وهى .
1- المشروع الإسلامى ( التجديدى الإصلاحى الوسطى - السلفى بشقيه التجديدى والتقليدى- النصى بشقيه الحقيقى والمزيف).
2- المشروع الحركى بشقيه الإسلامى والليبرالى .
3- المشروع العلمانى المختلط .
بعد الإحاطة بما سبق نستطيع ان نرجح من الأحق بإبراز مشروعه ، ومناقشته مناقشة جادة .
وقبل ان أنهى مقالتى لابد وأن أذكر الإخوة بأمر مهم وهو :
أن الطرح السابق للتمثيل ولإظهار نماذج المشاريع التى ظهرت على الساحة قديما وحديثا ، ولا يعنى هذا موافقتنا لهم قطعا .
ولا يقولن قائل اننا ذكرنا مثلا الجابرى أو حسن حنفى لأننا نحبهما أو ندعو لفكرهما حاشا لله من ذلك.
كذا هناك طروحات قد لا تلقى قبولا من البعض كمشروع محمد عبده ، وتلميذه سعد زغلول حسب ما ثار حولهما من شبهات ، وكذا غيرهما .
لكن ما يهمنا هو التاصيل الصحيح لمشروع نهضوى يقوم على الحق البين

المهاجر إلى ربه
05-31-2010, 10:39 PM
أنا أرى يا دكتور - والله أعلم - أن أولى هذه المشاريع بالقبول إما مشروع ابن حزم رحمه الله - وإما مشروع ابن تيمية -رحمه الله -لأنه ،أعني ابن تيمية من أعلم الناس بعلوم النقل والشريعة وعلوم ما تسمى بالعقل ،وهذا واضحفي كتابه درء التعارض ،أما الإمام حجة الإسلام الغزالي فمعلوم أنه من أبرع الناس بالعلوم العقلية لكن لم يكن له باع كابن تيمية في علم الحديث ، أما ابن رشد-رحمه الله- فإني لا أقدمه على حجة الإسلام الغزالي فضلا عن أن أقدمه على ابن تيمية ، وأما الباقي فحالهم معلوم ، والخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف وكما قلت يا دكتور:
لكن ما يهمنا هو التاصيل الصحيح لمشروع نهضوى يقوم على الحق البين وجزاكم الله خيرا يادكتور على هذا الطرح المتميز كالعادة

متروي
05-31-2010, 10:46 PM
- موضوع خطير جدا يا استاذ هو في الحقيقة سبب تفرق الجماعات الإسلامية و سبب كل ما نراه في عالمنا الاسلامي و لا يسلم احد لأحد فيه بخطأ .

اخت مسلمة
06-01-2010, 12:10 AM
بارك الله فيكم يادكتور ..
هذا الطرح المهم جدا لكل مسلم يبغي نهضة الأمة يطرح سؤالا مهما ألا وهو: هل بالإمكان، في هذه اللحظات الحالكة التي تعيشها الأمة الإسلامية من ضياع وتشرذم وتفرق واحتلال عسكري وضعف في كل مجالات الحياة، قيام مشروع إسلامي عالمي يؤدي إلى نهضة الأمة؟
هل يمكننا القول أن لدينا القدرة والمقومات للنهوض من تحت كل هذا الركام أقوياء قادرين ؟
جزاكم الله خيرا ورفع قدركم

تحياتي للموحدين

د . عبدالباقى السيد
06-01-2010, 12:36 AM
بارك الله فيكم جميعا ايها الفضلاء ورفع قدركم فى الدارين .
طرحت هذا الطرح تحديدا لاننا نمر بازمة فكرية على مستوى التنظير .
كما اننا نمر بازمة على مستوى الواقع لما عليه الأمة من فرقة وتشرذم وتعصب وتقليد لكل ما تستحسنه دون وعى وفهم لما عليه هذا المستحسن .
هل هو موافق لشرعة الله ومنهاجه ؟
هل هو على هدى الحبيب المصطفى؟
هل خطط له الصحابة ومن سار على نهجهم من الأولين ؟
هل المشاريع المقطوعة الصلة بالإسلام تفيد الأمة أم تضر بها؟
وهل لنا أن نحيط بها لنستطيع التعامل معها ؟
أم نهجرها ونجفو عنها؟
الحقيقة إخوانى الكرام ان هذه النماذج التى طرحتها يوجد أضعاف اضعاف ما يشابهها او يقاربها فى الفكر والتنظير .
وحسبنا فى الطرح ان نعمل عقولنا من خلال منظور الشرع فى هذه المشاريع فنتخير منها أو من غيرها أو ننتقدها فنضيف عليها او ننتقص منها .
بمعنى آخر " نريد ان نقرا النص بالعقل ، ونحكم العقل بالنص"
قال تعالى " أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها "
وقال أيضا " أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم "
وقال أيضا "قل انظروا ماذا فى السماوات والأرض"
أيها السادة هل نقتصر فى مشاريعنا على ما قدمه السابقون ؟
أم أننا فى حاجة لمزيد من التوسع على ما قدموه ؟
أم أنهم ستوعبوا كل شىء من المعقول والمنقول ؟
شكر الله طروحاتكم وسدد على طريق الخير خطاكم .

د . عبدالباقى السيد
06-05-2010, 06:10 PM
استوقفتنى عبارة العلامة الشوكانى " لا أعلم بعد ابن حزم إلا ابن تيمية " يعنى فى العلم .
فاثارت بداخلى ما أثارت وحركت اصابعى للكتابة حول المشروع الحزمى النهضوى ، والمشروع التيمى النهضوى .
لكن لا يمكننا أن نغفل المشروع الذى قدمه ابن رشد الحفيد ، وكذا مشروع العلامة الغزالى .
هذه اربعة مشاريع من أراد ان يخوض فى تجليتها وتوضيحها فليبادر ليحرك فينا السواكن .
ولكى تتضح حقيقة المشروع النهضوى لكل منظر من الأفذاذ السابقين علينا ان نحيط بعصور هؤلاء الاعلام اولا من شتى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والفكرية لنرى كيف اثر العصر على كل علم من هؤلاء الاعلام ، وما هو موقف كل منهم من الانحرافات التى أطلت براسها على المجتمع .
وفقنى الله وإياكم .

متروي
06-05-2010, 06:22 PM
- ما رأيك يا دكتور في كتاب الحرية او الطوفان لحاكم المطيري .

مالك مناع
06-05-2010, 06:33 PM
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..

يحيى
06-06-2010, 05:20 PM
أعتقد أن المشروع النهضوي الاسلامي يجب أن يكون مشروعا يعتمد إنتهاجات ما أسماهم الأستاذ أنور الجندي بمصححي المفاهيم الإسلامية: الغزالي، ابن تيمية، ابن حزم و إبن خلدون. و لكن هذا وحده لا يكفي إذ لابد من إيجاد خط متصل بين الأصالة و المعاصرة فوجب على أساسها معرفة و فهم الخط السلفي الإصلاحي (الأفغاني, محمد عبده, القرضاوي, الغزالي محمد, مالك بن نبي, رشيد رضا, ..)

أما الأصالة فهناك من يفهمها بشكل هستيري في الحقيقة و يطالب بانتهاج تطبيقات الصالحين من السلف و التابعين لا مناهجهم أي بالنتيجة لا بالمقدمات. في الحقيقة ليس هناك إشكال في هذا عندما يتعلق الأمر بتطبيق معين لا يختلف و لا يتغير, و ذلك من جميع النواحي الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و الديموغرافية و العمرانية و الادارية و البيئية و الجغرافية الخ. يقول قائل و ما علاقة ما هو ديموغرافي أو جغرافي بهذا التطبيق؟ أقول له: هذا ما يجب فهمه من التطبيق نفسه هل هو قائم بنفسه أم بغيره؟

مثال نأخذ تطبيق ((ت 1)) و نسمي العوامل المختلفة كالبيئة و الثقافة و الادارة و الاقتصاد وو.. ما يلي: ((أ)), ((ب)), ((ت)), ((س)), ..

إذا كان تطبيق ((ت 1)) بمعزل عن كل العوامل المذكوروة فالمنهاج الذي اتبعه الصالحين من السلف و التابعين و تابع التابعين لا يهمنا, نأخذ النتيجة فقط, و نطبق ما طبقوا و نفهم ((ت 1)) بفهمهم.

و إذا كان ((ت 1)) غير مستقل عن ((أ)), ((ب)), ((ت)), ((س)), .. أي أن تطبيق ((ت 1)) جاء مع أخذ تلك العوامل بعين الإعتبار, فعندها وجب مقارنة ((أ)), ((ب)), ((ت)), ((س)), .. في زمانهم مع ((أ)), ((ب)), ((ت)), ((س)), .. في زماننا, و نبحث عن المنهاج لا التطبيق لأن العوامل مختلفة.

و إذا كان ((ت 1)) بمعزل عن ((أ)), ((ب)), ((ت)) لكن غير مستقل عن ((س)) و ((ذ)) فالواجب هو التطبيق في سياق العوامل الثلاثة الأولى, و معرفة المنهاج في سياق العاملين ((س)) و ((ذ)).


أما المعاصرة فهناك كثير من الانبطاحيين و الانهزاميين يطالبون و بشكل دراماتيكي الأخذ بكل شيء عصراني على الطريقة الحداثية فناسير كل ما هو وافد و جديد بغض النظر عن قيمنا و مفاهيمنا أو بتطويع قيمنا و مفاهيمنا لهذا الجديد. في المشروع الاسلامي النهضوي يجب تطويع التشكل المتغير ليلائم المبدأ الاصلي في الاسلام إذا أمكن و إن لم يكن من الممكنات فوجب البحث عن خط اتصال و انفصال بين الأصالة و المعاصرة.

عندما نجد أن البوي فريند وافد من الوافدين و يعتبر "عصرانيا" و "حداثيا" عند من هو كذلك, فنحن هنا لن نطوع مبادئنا و نستخرج منه ما يلائم مع التيار و نسميه مثلا "زواج فريند" !!!! بل العكس هو الذي يجب أن يحصل تطويع "البوي فريند" ليتشكل عند الناس في ثقافتهم و مفاهيمهم و عاداتهم أنه شيء لاأخلاقي و أنه يؤدي الى الزنا و باطل و شر و محرم ووو.. و أن تقوم الدولة بالواجب من أجل عدم تسرب هذه العقلية إلى المجتمع الاسلامي.

هذا يدخل في الممكنات لذلك وجب التطويع! و قد يكون التطويع مستحب أو حلال حسب طبيعة ما أسميه هنا "الوافد" و الوافد سواء كان من الخارج أو من الداخل.

و ما لا يدخل في الممكنات هو من الوسائلية أو من العقلية التي لا تتعارض مع المبادئ و القيم الثابتة, و تسهل على الناس الاستفادة مما سخر الله لهم في السماوات و الأرض, في تسيير إداراتهم و أوسواقهم و مدنهم و تجمعاتهم وو.., في التواصل و المواصلات, في التعامل مع المشاكل البيئية و غير ذلك.


موضوع قيم و هو أفضل رد على العالمانيين و من شابههم, فإذا كان الإنسان أضعف من أن يبين معالم المشروع النهضوي الاسلامي الذي يدعو إليه, فكيف يواجه هؤلاء بالفكر و يرد عليهم؟ بالعلمانية كفر و فصل الدين عن الدولة غير ممكن في الاسلام؟ هذا يصلح مع من يقول أنه مسلم عالماني أو مسلم نصراني أو أهل ((وحدة الأديان)), فتبين لهم أنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة في الاسلام مستحيل كما أن الجمع بين التوحيد و التثليث مستحيل.

جزاكم الله خيرا.

مالك مناع
06-07-2010, 06:29 PM
ما معنى أن ندرس المشاريع النهضوية وفق رؤية الشيعة الإمامية ووفق رؤية الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم ؟! وما الداعي لذلك ؟! أليس في منهج أهل السنة ما يغنيينا ؟! ثم للأسف تستغل هذه المنهجية من قبل بعض المخالفين لتمرير أفكارهم بين أهل السنة وبث سمومهم فيهم، تارة باسم العلم وسعة الأفق والرأي والرأي الآخر والشمولية ..!! وربما لأخذ العظة والدروس المستفادة ! والحق أنه من الترف الفكري ومن البطالة، ومن اتباع سنن الحداثيين في جحورهم، حتى في استخدام مصطلحاتهم ولكنتهم - هذا على حسن الظن فيهم - والأمر سهل قريب لو أنصفوا.. فمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله واضح، والسبيل الذي سلكه الصحابة والتابعين إلى العز والتمكين سهل قريب .. والانشغال بغير ذلك - بالنسبة لأهل السنة والجماعة - هو تضييع للجهود والأوقات لأنه تحصيل حاصل، فمن المفترض أن يكون الغرض من هذه الأطروحات هو معرفة الحق بدليله، ونحن على يقين من أن الحق في منهج أهل السنة والجماعة؛ فالأولى أن ننشغل بتطبيق هذا المنهج المرضي بدلا من الخوض فيما لا ينفع.

وقد كان السلف رحمهم الله يتلقون العلم بنية العمل لا بنية التثقف أو التشدق أو التفيهق، ولكن بنية العمل، وكانوا يكرهون السؤال الذي لا يقع تحته عمل، والخوض فيما ليس من وراءه ثمرة. يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى -: "كل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح من حيث هو مطلوب شرعاً، و الدليل على ذلك: استقراء الشريعة فإنّا رأينا الشارع يعرض عمّا لا يفيد عملاً مكلفا به، ففي القرآن الكريم (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) فوقع الجواب بما يتعلق به العمل، ومن هنا نهى -صلى الله عليه وسلم-: (عن قيل وقال وكثرة السؤال) ،لأنة مظنة السؤال عما لا يفيد، وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل).

ويترتب علي ذلك - أن العلم الشرعي وسيلة إلى عبادة الله و(ذلك أن روح العلم هو العمل وإلا فالعلم عارية وغير منتفع به) قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، قال سفيان الثوري: "إنما يتعلم العلم ليتقي به الله وإنما فضل العلم على غيره؛ لأنة يتقي اللّه به". وكل ذلك يحقق أن العلم وسيلة من الوسائل ليس مقصوداً لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل.

قال الشيخ عبد المالك الرمضاني: ومما يعقد المؤمن قلبه عليه، أن الله تعالى يَعِدُ ولا يخلف، ولا ريب أن مدة الامتحان قد طالت، والمسلمون هم المسلمون، وضعفهم هو ضعفهم، وذلهم هو ذلهم، إلا ما شاء الله. ولا يحسن بنا أن أقف بكم طويلا للبكاء على الأطلال، لأن ذلك لا يرمـمها، ولا لتعداد مآسي المسلمين، لأن ذلك لا يعالجها، وإنما الذي يجب على كل مسلم أن يدركه، هو معرفـته لما يجب عليه أن يقوم به، حتى يتخذ الأسباب التي يرتب الله عليها النصر.

فإن من سنن الله أيضا أن لكل مسبَبٍ سببا، وإن الله تبارك وتعالى اشترط على المسلمين الذين ينشدون النصر أن يحققوا شرطين عظيمين، تحتهما شروط، ولكننا نكتفي بهذين، وذلك لأن الله تبارك وتعالى قد رهن النصر بأهله، وجعل العاقبة الحسنى لأهل التقوى، فليس من عصى الله وخالفه وأشرك به وابتدع في دينه ممن ينـتخب لأن ينصره الله عز وجل، كيف ذلك؟ والله تعالى يقول: {والعاقبة للتقوى}، ويقول : {استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}، ويقول: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.

ويفصِّل شيئا من ذلك في بعض آي القرآن الكريم، فيقول الله عز وجل: {وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنـتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا} الآية. فبان لذي عينين أن الله عز وجل ناصر هذه الأمة، لكن النصر تابع لأهله، ليس بالأماني والتخيلات، قال الله تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب}.

وذلك لأن عدو المسلمين لا ينـتصر عليهم لقوته، وإنما ينـتصر عليهم حين يتركهم ربهم، ويكلهم إلى أنفسهم، فهنالك تكون الغلبة لمن غلب. والله عز وجل لا يظلم عباده مثقال ذرة، فما بالنا نغفل عن واجباتنا، ونسـتـتبع حقوقنا، وإنما العبرة بأن نـتـلبس بما أمرنا الله عز وجل به، هذا خيـر ما يتدارسه المسلمون بينهم. أما أن يعدِّدوا قوة عدوهم، فيقال لهم: هل يغلب اللهَ قوةٌ ما؟والشرطان الّلذان أريد أن أذكرهما إجمالا:

الأول: ما سمعتم، قوة الإيمان، وتقوى الله عز وجل.

والشرط الثاني: العُدة المادية، من عدة بشرية، وعدة عسكرية، لأن الله تعالى قال : {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}. وإنني أريد أن أنبه إخواني على أن البدء بتحقيق العدة الأولى، ألا وهي العدة الإيمانية، وهذا أولى ما ينبغي أن يهتم به المسلمون، لأنها سابقة لتلك. ولا معنى لقوة مادية إذا أقـفرت القلوب من تقوى الله عز وجل، وقد قيل : إنما السيف بضاربه.

وأعظم شيء يعدّه المؤمنون ليتقووا على عدوهم، أن يتصلوا بالله، توحيدا، محبة، رجاء، خوفا، إنابة، تخشعا، وقوفا بين يديه، استغناء عما سواه.

قال الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليـبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.

فهل انـتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم {يعبدونني لا يشركون بي شيئا}؟
وهل يرشح للنصر من يعلق أمله بحجر؟
هل يرشح للنصر من يستغيث بميت من البشر؟
هل يرشح للنصر من يسجد عند قبر؟
هل يرشح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح؟
هل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد وليّ، أو يقسم بـنـبـيّ؟

كل هؤلاء لا يرشحون للنصر، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير.

لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بشر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والنصر والتمكن في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب".

فالتبشير حاصل، والوعد محقق ولا ريب، لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله: " فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا " أي هو في صفة عمله عمل حسن، لكنه أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص، فلذلك لا ينصر، فكيف بمن عمله بغير عمل الآخرة، أي بغير طاعة الله عز وجل.

وما دامت الأمة لم تـنـتبه إلى تحقيق التوحيد، وما دام يُسْكتُ عن العجائز وكبار السن، بل وعن كثير من المثقفين، الذين يتعلقون بكذب ساحر، أو خبـر كاهن، أو يتعلقون بآمال ضائعة عند مشهد قبر صالح، أو غير ذلك من الشركيات المعلومة اليوم، فلا يمكن لهذه الأمة أن تنشد نصرا، أو أن تطلب مجدا.

أما ما يطلق عليه مشروع نهضوي (تيمي) ..! ومشروع ابن حزم !! ومشروع ابن سينا والفارابي ؟! فما هي تلك المشاريع ؟! وأين هي الدعوة الصريحة إليها من كتب شيخ الإسلام فضلاً عن غيره ؟! وهل هي مما وافق الحق فنقبله أم مما خالفه فنطرحه ؟ وما هو الميزان الذي نزن به هذه المشاريع ؟! أليس هو الكتاب والسنة كما فهمه سلف الأمة، فرجع الأمر إلى قول محقق أو نقل مصدق .. فلم ننشغل بغيره تنظيراً وتحليلاً ونحن نعلم قطعاً مخالفته لما نعتقد صحته .. والله يا أخي أن هذا من التأثر في الفكر الحداثي ودعاة تجديد الخطاب الديني، وغيرها من الدواخل الغريبة عن نفس السلف وأصالة الأمة وإلا فإن شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم المحققين اشتغلوا بما يقرب الناس من الجنة وما يبعدهم عن النار .. فاقتفوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى التوحيد والذب عن حياض السنة ومقارعة أهل البدع ورفع شأن السنة وأهلها .. هكذا الأمر بكل بساطة .. وهكذا دأب علماء أهل السنة في كل مكان وزمان تكون أولويات الدعوة عندهم بحسب البدع المنتشرة في زمانهم والفساد المستشري في بيئتهم.

هذا هو (المشروع النهضوي !) عند أهل السنة ! وما عرفناهم إلا في ميادين طلب العلم والدعوة والجهاد .. فدعوننا ننشغل بما يجعلنا نستحق النصر والتمكين ..

ومعذرة من الدكتور الحبيب .. فإننا نسعد والله بما يخطه بنانه هنا وهناك .. وقد علم الله أني أتابع ما يكتب وأستفيد منه .. ولكن الحق أحب إلينا وليس من شرط الفاضل أن يكون كاملاً.

والله المستعان ..

متعلم أمازيغي
06-07-2010, 07:09 PM
شكرا لك يا دكتور،مواضعيك قيمة للغاية و تستحق المناقشة،نحن في حاجة إلى مناقشة مثل هذه المواضيع التي ترسم مسارات للخروج من عنق زجاجة التخلف و الانغلاق و الانفتاح على المستقبل و التفكير في المشاريع التي تنهض بالأمة..
مفهوم النهضة مفهوم حديث،لكن الدكتور نسب مشاريع "نهضوية" لبعض العلماء و المفكرين العرب،مع أن وضعهم التاريخي و آفاقهم كانت ضيقة لا تسمح ببناء مشاريع نهضوية،فكما هو معلوم مفهوم النهضة مقترن بإحياء التراث القديم،و ليس الوقوف عند ذلك التراث فقط،بل العمل على خلخلته و تجديده و ربما تجاوزه،و هذا ما لا ينطبق إلا على القرن العشرين،حيث كان الاهتمام كبيرا بالتراث القديم،سواء من نظرة سلفية كما هو الحال مع محمد عبده مثلا أو إبستمولوجية كالجابري أو حداثية كالعروي و أركون و غيرهما.لذا كان الكثير من المفكرين يرون أن القرن العشرين عرف "نهضة عربية".
مفهوم النهضة مأخوذ من الثقافة الغربية،فهو إذن دخيل علينا،لذا فإن استعماله يحتاج إلى الكثيرة من التبيئة حتى يتوافق مع الخصوصية الإسلامية،فمثلا توجت عملية استرجاع التراث القديم الغربي(في عصر النهضة) بتجاوزه جملة واحدة،ثم الانخراط في الحداثة،فهذه إذن خصوصية عصر النهضة الغربية،فهل تسمح خصوصيتنا الإسلامية باسترجاع التراث ثم رميه في سلة المهملات؟ من هنا فالمفهوم يحتاج إلى المزيد من التوضيح و التبيئة مثلها مثل باقي المفاهيم المقتبسة من القاموس الغربي،و قد قام مفكرنا المغربي طه عبد الرحمن بالتنظير لحداثة إسلامية،و يا ليته تحدث عن مشروع نهضوي قبل ذلك،باعتبار أن النهضة تسبق الحداثة زمنيا.

من هنا كذلك ندرك أن هذه المشاريع التي تحدث عنها أستاذنا عبد الباقي لا يمكن أن نطلق عليها صفة "النهضوية"،فأي مشروع مهضوي لابن سينا،فهو لم يسترجع حتى التراث الأرسطي كما هو (مزجه بالأفلوطينية المحدثة) فكيف يسترجع التراث الإسلامي ككل بعلومه العقلية و النقلية؟؟
و أي مشروع نهضوي لابن رشد الذي وفق(و يجوز أن نقول لفق كذلك) بين الشريعة و الحكمة بشكل متعسف،و أعلن حربا ضروسا على علم الكلام و المتكلمين انتصارا للفلاسفة و أرسطو؟ أين الخصصية العربية الإسلامية هنا؟؟؟

ثم كيف بعد هذا يقول أخونا مالك مناع بأن لأهل السنة و الجماعة مشروع نهضوي!!!!هذا كلام غريب جدا حقيقة.


هذا هو (المشروع النهضوي !) عند أهل السنة ! وما عرفناهم إلا في ميادين طلب العلم والدعوة والجهاد .. فدعوننا ننشغل بما يجعلنا نستحق النصر والتمكين ..

في هذه العبارة الكثير من الشطط،إذ ليس لأهل السنة مشروع نهضة،و المنهج السلفي لا يسمح بقيام عصر نهضة،لأن الراث دائما يعيد نفسه داخل هذا النسق،و لست أعترض على ذلك،و لكني أعترض على توظيف مفهوم النهضة و إطلاقها على أهل السنة أو السلفية

د . عبدالباقى السيد
06-08-2010, 12:34 AM
بارك الله فى الأخوين الحبيبين مالك مناع والأمازيغى
حقيقة انا متفهم تماما لما طرحته ايها الأخ الحبيب مالك مناع ولا عذر بين الأحبة ، بل قولك فى المجمل هو الصواب .
ونحن ما بعدنا بفضل الله عن هذا النهج الأصيل - نهج الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين- ، وما طرحنا ما طرحناه إلا لأننا تعلمنا من الصحابة ان أمر الإسلام لا يستقيم إلا بالوقوف على امر الجاهلية .
فكيف يكون هذا شعار الصحابة كما أعلنه عمر بن الخطاب ، ثم نأتى نحن ولا نحيط خبرا بمشاريع قدمت منها الموافق للحق ، ومنها غير ذلك .
هذا ما أردته وأحببت ان انبه عليه .
لابد من الإحاطة بما حولنا لنكون جادين فى المحاورة والمناقشة ، ونكون على بصيرة بحال الأمة وواقعها المعاش .

أما أنت أيها الأمازيغى فكم هى سعادتى بالمناقشة معك رغم أننى أراك تشرد فى بعض الأحيان وتتمسك بأقوال أنا أرفضها كل الرفض
ولكن كما ردد السابقون من قبلنا " اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية"
وبخصوص قصر المشاريع النهضوية على عصر النهضة الأوربية فى الغرب ، ثم على القرن العشرين وما قبله بقليل فى المشرق فهذا بعيد وعجيب.
إذ إن العالم الإسلامى شهد نهضة خلال العصر العباسى الأول كانت اساسا لانطلاق حضارة حية ومتينة خلال عصوره التاريخية بما فيها عصور الانحطاط السياسى التى شهدت ازدهارا حضاريا وفكريا .
وكما سبق وان انفت أن ما يحياه الغرب الآن من نهضة بل إن حركة الكشوف الجغرافية والنهضة الأوربية التى ازدهرت فى إيطاليا وانتقلت منها إلى غيرها إنما مرد كل ذلك إلى حضارتنا الإسلامية الغالبة .
ولعلى كما سبق وان اسلفت سأفصل ذلك من شتى الجوانب فى مشاركة بعنوان " هل أثر المسلمون فى الحضارة الغربية"

ابو يوسف المصرى
06-08-2010, 04:33 AM
وأعظم شيء يعدّه المؤمنون ليتقووا على عدوهم، أن يتصلوا بالله، توحيدا، محبة، رجاء، خوفا، إنابة، تخشعا، وقوفا بين يديه، استغناء عما سواه.

قال الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليـبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.

فهل انـتبه المسلمون لهذا الشرط العظيم {يعبدونني لا يشركون بي شيئا}؟
وهل يرشح للنصر من يعلق أمله بحجر؟
هل يرشح للنصر من يستغيث بميت من البشر؟
هل يرشح للنصر من يسجد عند قبر؟
هل يرشح للنصر من يطوف بمشهد رجل صالح؟
هل يرشح للنصر من يجعل سره وعلانيته بيد وليّ، أو يقسم بـنـبـيّ؟

كل هؤلاء لا يرشحون للنصر، وكل هؤلاء فينا منهم الكثير.

لقد روى الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بشر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والنصر والتمكن في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب".

فالتبشير حاصل، والوعد محقق ولا ريب، لكن تأملوا شرط الإخلاص في قوله: " فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا " أي هو في صفة عمله عمل حسن، لكنه أراد به هذه الدنيا ومتاعها الرخيص، فلذلك لا ينصر، فكيف بمن عمله بغير عمل الآخرة، أي بغير طاعة الله عز وجل.

وما دامت الأمة لم تـنـتبه إلى تحقيق التوحيد، وما دام يُسْكتُ عن العجائز وكبار السن، بل وعن كثير من المثقفين، الذين يتعلقون بكذب ساحر، أو خبـر كاهن، أو يتعلقون بآمال ضائعة عند مشهد قبر صالح، أو غير ذلك من الشركيات المعلومة اليوم، فلا يمكن لهذه الأمة أن تنشد نصرا، أو أن تطلب مجدا.

أما ما يطلق عليه مشروع نهضوي (تيمي) ..! ومشروع ابن حزم !! ومشروع ابن سينا والفارابي ؟! فما هي تلك المشاريع ؟! وأين هي الدعوة الصريحة إليها من كتب شيخ الإسلام فضلاً عن غيره ؟! وهل هي مما وافق الحق فنقبله أم مما خالفه فنطرحه ؟ وما هو الميزان الذي نزن به هذه المشاريع ؟! أليس هو الكتاب والسنة كما فهمه سلف الأمة، فرجع الأمر إلى قول محقق أو نقل مصدق .. فلم ننشغل بغيره تنظيراً وتحليلاً ونحن نعلم قطعاً مخالفته لما نعتقد صحته .. والله يا أخي أن هذا من التأثر في الفكر الحداثي ودعاة تجديد الخطاب الديني، وغيرها من الدواخل الغريبة عن نفس السلف وأصالة الأمة وإلا فإن شيخ الإسلام وغيره من أهل العلم المحققين اشتغلوا بما يقرب الناس من الجنة وما يبعدهم عن النار .. فاقتفوا منهج الأنبياء في الدعوة إلى التوحيد والذب عن حياض السنة ومقارعة أهل البدع ورفع شأن السنة وأهلها .. هكذا الأمر بكل بساطة .. وهكذا دأب علماء أهل السنة في كل مكان وزمان تكون أولويات الدعوة عندهم بحسب البدع المنتشرة في زمانهم والفساد المستشري في بيئتهم.

هذا هو (المشروع النهضوي !) عند أهل السنة ! وما عرفناهم إلا في ميادين طلب العلم والدعوة والجهاد .. فدعوننا ننشغل بما يجعلنا نستحق النصر والتمكين ..

ومعذرة من الدكتور الحبيب .. فإننا نسعد والله بما يخطه بنانه هنا وهناك .. وقد علم الله أني أتابع ما يكتب وأستفيد منه .. ولكن الحق أحب إلينا وليس من شرط الفاضل أن يكون كاملاً.

والله المستعان ..


نعم القول يا اخى الحبيب

ما ذكرته هو جوهر الاسلام ومشروعه الحقيقى ليس لنا فقط بل للعالم اجمع




يا أخوة يا اخوة بارك الله فيكم

ما فائدة أطورة الإسلام بإطارات نابعة من فلسفة الغرب المادية ..........سبحان الله ...هذا هو اول سلم العلمانية
أإخضاع الإسلام ومفاهيمه ..وفهم السلف الصالح لقواعد وضعية نقيس بها مشروع مفترض بنظريات مفترضة وفكر نابع من إطارات فلسفية اهذا يؤدى لنتيجة صحيحه لا والله بل يؤدى بنا لنحكم عدوانا وظلما على اهل السلف بانهم لم يقدموا ولن يقدموا

لا حول ولا قوة الا بالله


جاء اليوم لنرى من يحكم على من جعلهم الله سببا فى اسلامه بل فى وجوده اصلا على قيد الحياة ((اهل السلف الصالح))..............منبهرا بما وصل اليه الغرب من مشاريع نهضوية وغاب عنه حقيقة أساس هذه المشاريع

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=17785

قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه. كنا اذلة فأعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغير السلام اذلنا الله.

عندما نعتز بالاسلام ونقيمه فى أنفسنا حتما ستسمو قلوبنا وارواحنا وافعالنا على مستوى الفرد والجماعة والنظام والدولة


الأخ الكريم متعلم أمازيغى....
أقتبس من كلامك
في هذه العبارة الكثير من الشطط،إذ ليس لأهل السنة مشروع نهضة،و المنهج السلفي لا يسمح بقيام عصر نهضة،لأن الراث دائما يعيد نفسه داخل هذا النسق،و لست أعترض على ذلك،و لكني أعترض على توظيف مفهوم النهضة و إطلاقها على أهل السنة أو السلفية

اخى الكريم الأمازيغى
تقبل منى احترامى.......
ارى أنك أخطأت فى قولك ((في هذه العبارة الكثير من الشطط،))بل هناك تناقض حقيقى فى كلامك ...كمن يقارن فهم السلف بكتب علم الفضاء مثلا.......هناك فرق فى توصيف الاخ الفاضل مالك مناع لفهم السلف وبين توصيفك اخى امازيغى ......

فالاخ الفاضل مالك مناع يتحدث عن جوهر ولب الاسلام ..والأمة الآن بعيدة عنه تماما...




اخى أمازيغى يا رحمك الله
هل تمثل تركيا مشروع اسلامى......؟

وما هو المنهج السلفى ؟ .....هلا بينته لنا ؟




لكم منى كل الإحترام والمحبه

والسلام عليكم ورحمة الله

د. هشام عزمي
06-08-2010, 08:26 AM
ما معنى مشروع نهضوي ..؟
هل هو شيء مثل حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ..؟
أم مثل حركة الإخوان المسلمين على يد الأستاذ حسن البنا ..؟
أم شيء مثل دعوة العلماء لتجديد الفكر الديني كما فعل ابن الجوزي وابن تيمية والألباني ..؟

مالك مناع
06-08-2010, 11:28 AM
بارك الله فى الأخوين الحبيبين مالك مناع والأمازيغى
حقيقة انا متفهم تماما لما طرحته ايها الأخ الحبيب مالك مناع ولا عذر بين الأحبة ، بل قولك فى المجمل هو الصواب .
ونحن ما بعدنا بفضل الله عن هذا النهج الأصيل - نهج الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين- ، وما طرحنا ما طرحناه إلا لأننا تعلمنا من الصحابة ان أمر الإسلام لا يستقيم إلا بالوقوف على امر الجاهلية .
فكيف يكون هذا شعار الصحابة كما أعلنه عمر بن الخطاب ، ثم نأتى نحن ولا نحيط خبرا بمشاريع قدمت منها الموافق للحق ، ومنها غير ذلك .
هذا ما أردته وأحببت ان انبه عليه .
لابد من الإحاطة بما حولنا لنكون جادين فى المحاورة والمناقشة ، ونكون على بصيرة بحال الأمة وواقعها المعاش .

بوركت أخي الحبيب الدكتور على تفهمك وإنصافك .. والإنصاف عزيز لا سيما هذا الزمان الذي قل فيه العلم وكثر فيه التنظير المتفلت من كل عقال !

أما عن قول الأخ متعلم أمازيغي:

إذ ليس لأهل السنة مشروع نهضة، والمنهج السلفي لا يسمح بقيام عصر نهضة

فهذا من جهلك بمنهج أهل السنة والجماعة أو من غفلتك عن حقيقة النهضة التي يريدها الإسلام .. وأحلاهما مر !

أما منهج أهل السنة والجماعة: فهو الإسلام المصفّى من رواسب الحضارات القديمة، وموروثات الفرق العديدة، بكماله وشموله كتاباً وسنة بفهم السلف الصالح وهو امتداد لدعوة نبينا عليه الصلاة والسلام والصحابة من بعده. فالطعن في منهجهم هو طعن في الإسلام نفسه !! واتهام منهج أهل السنة بأنه لا يسمح بقيام عصر نهضة هو اتهام للإسلام نفسه. نعم لك أن تطعن في فهم فلان أو علان بالدليل والبرهان .. أما الطعن فيهم بإطلاق أو الطعن في منهجهم فهو طعن في الإسلام نفسه.

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة – رحمه الله – في مجموع الفتاوي (4/149)" ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه، واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً".

وأما حقيقة النهضة التي يريدها الإسلام: فتتلخص في تحرير العقول والنفوس من زنازين الدجل وآصار الخرافة وأغلال الوثنية .. " قولوا لا إله إلا الله .. (كلمة!) تملكون بها العرب والعجم " .. هكذا قال سيد البشر وإمام المرسلين .. ولم يدعُ الناس إلى التراث الأرسطي !! ومزجه بالأفلوطينية المحدثة !! أو نادى بإبستمولوجية الجابري أو حداثية العروي و خطاب أركون التجديدي !! ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..

أدرك الصحابة رضوان الله عليهم هذه الحقيقة وخاطبوا بها أسياد العالم آنذاك وأئمة الكفر .. لم يتخاذلوا عن تعاليم نبيهم التي زرعها فيهم ولم يركنوا إلى مدنية فارس وحضارة الرومان بل قالوا بعزة المؤمن: " الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام". فدانت لهم الدنيا بأجمعها وملكوا العرب والعجم كما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم قالوا: لا إله إلا الله !

فهل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ليسوا دعاة نهضة وتنمية لديك ؟! إن كان المقياس هو تراث أرسطو وإبستمولوجية الجابري وحداثية العروي وتنويرية الأفغاني .. فنعم؛ هم ليسوا دعاة (نهضة) إلى الوراء ! وما كل (نهضة) إلى الأمام فقد (ينهض) المرء لما فيه هلاكه !!

ولم يمهلني الأخ متعلم أمازيغي لأثبت للدكتور الفاضل صدق ما أخشاه من هذا الفكر المتمرد على حقيقة الإسلام وجوهر تعاليمة .. فها هو الأخ متعلم يقولها صراحة:


فكما هو معلوم مفهوم النهضة مقترن بإحياء التراث القديم، وليس الوقوف عند ذلك التراث فقط،بل العمل على خلخلته و تجديده و ربما تجاوزه.

أرأيت يا حبيبنا الدكتور .. يريدونها نهضة إسلامية حتى لو تجاوزوا بها الإسلام نفسه !! فأي شئ بقي من هذه النهضة (الإسلامية!) إلا اسمها ؟!

أخي متعلم أمازيغي .. إني أعظك أن تكون من الجاهلين ..

لن يرجع مجد الأمة بمثل هذه المهاترات، ولا بمثل هذه الفلسفات، ولا بمثل هذه الدعوات.

يا أخي: لن تنصر هذه الأمة إلاّ بما نُصر به محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فعليك بدينهم ، وعليك بشريعتهم ، وعليك بطريقتهم ، ابحث عن ذلك كله في (القرآن الكريم ) وفي (الصحاح ) و (السنن) و ( المسانيد) و (المعاجم).

ودع عنك ( العقل العربي ) و ( مسألة الهوية ) و ( المفاهيم ) و ( تربتنا الروحية ) و ( الفكر العربي) و ( صناعة الحياة ) و كتباً تدعو إلى دين أصحابها لا إلى دين الله عز وجل ودين رسوله صلى الله عليه وسلم .

يا أخي: كيف تريد النهضة من أمة لم تنصر الله ( بتوحيده ) و ( إخلاص الدين لله ) ، حتى يعجل الله لها بنصره الموعود به ، و وعده الحق ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) . وقال تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) .

فأي ( خلافة ) وأي ( تمكين ) وأي ( أمن ) لأمة لم تحقق توحيد ربها ، وتجمع صفها ، حتى يهزم بهم عدو ، ويزهق بهم باطل ، وتقام بهم دولة وحضارة ؟! .

انظر إلى هذا الجيل الهزيل الأرعن : لا علم ، ولا أدب ، ولا كفؤ بأن يجاهد أو أن ينكأ عدواً !! ..

جيل تربى على ( الشختك بختك ) و ( طاق طاقية ) و ( أرقام ورموز ) و ( مسابقات ليلية ) و ( ومخيمات دعوية !!! ) و ( خرجات خلوية !! ) و (سمر ثقافي !!) و (مسرحيات دينية !!) و (أناشيد إسلامية !!).

والمثقف منهم يحرص على حشو عقله بـ (الفلسفة) و (الحداثة) و(الإبستمولوجيا) و (الدوغمائية) و (الأفلاطونية الحديثة) ويحرص أن يرطن بلكنة التغريبيين أكثر من حرصه على حفظ آية من كتاب الله أو حديثاً نبوياً شريفاً .. ليظهر بمظهر المثقف الفهيم .. وكأن الثقافة والفهم لا تحصل إلا بـ (خلخلة) التراث القديم أو ربما (تجاوزه) !!

لم يتربَّ هذا الجيل على ( كتاب التوحيد ) و تفسير ( سورة التوبة والأنفال !!!! ) وعلم (الجرح والتعديل !!) وفقه ( الطهارة والصلاة !!!! ) و ( آداب السواك !!! ) فهل هذا أهل أن يجاهد فضلاً على أن ينصر فضلاً على أن يقيم دولة ويصنع مجداً !! .

هذا هو الجيل الذي يريده ( فقهاء الواقع ) و (المفكرين) من (الحداثيين) و (التنويريين )؟ .

جماهير فقط !! ، وحشود كثيرة فقط !! ، وهم غثاء كغثاء السيل .

يا أخي .. إن جاءك أحد هؤلاء وحدثك بتلك المصطلحات الدخيلة .. والأفكار الغربية فقل له كما قال الإمام أحمد يوماً للمعتزلة:

"ائتوني بآية من كتاب الله، أو حديث من حديث رسول الله أقل لكم به".

متعلم أمازيغي
06-08-2010, 04:03 PM
بارك الله في الإخوة الأحبة الأفاضل أسامة و مالك مناع و عبد الباقي
بالنسبة للأخ أسامة ،فأنا لا أعترض على ما قال أخونا الكريم مالك،فماجاء به ينبغي أن يعتقده كل مسلم،فمن من المسلمين يرغب عن سنة الأنبياء و منهجهم في الحياة؟؟؟
و لأجل ذلك،قلت له منهج الأنبياء الذي سار عليه أهل السنة و الجماعة،و اتبعه صفوة المسلمين من أهل الحديث،لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتوافق مع خصوصية مفهوم النهضة،و هنا أستغرب كيف أن أخي مالك مناع سامحه الله اقتبس عبارة من عباراتي فكبرها،ليبين أني مع من يرى تجاوز التراث و رميه في سلة المهملات،بينما أنا كنت بصدد الاستشكال حول جدوانية توظيف مفهوم النهضة،و ما يدل على ذلك أني قلت بعد أن ذكرت بعض خصوصيات عصر النهضة الغربية التي اقتبسنا منها هذا المفهوم (طبعا هو مفهوم لا يوظفه إلا الحداثيون الذين تأثروا بالفكر الغربي و يجدون لذة في تقليد الغرب و اقتفاء خطاه و اتباع سننه شبرا بشبر و ذراعا بذراع)،قلت معترضا :


فهل تسمح خصوصيتنا الإسلامية باسترجاع التراث ثم رميه في سلة المهملات؟ من هنا فالمفهوم يحتاج إلى المزيد من التوضيح و التبيئة مثلها مثل باقي المفاهيم المقتبسة من القاموس الغربي

بخصوص المنهج السلفي،أرجو أن تقرأ هذا المقال

ما السلفية؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=138093)

الأخ الكريم مالك مناع،ما عرفت في مداخلاتك إلا التريث و الروية و الحكمة،لكنك هذه المرة حدت عن منهجك في الكتابة،و لا تثريب عليك.

قلت :


فهذا من جهلك بمنهج أهل السنة والجماعة أو من غفلتك عن حقيقة النهضة التي يريدها الإسلام .. وأحلاهما مر !

ترجمة النهضة بالفرنسية renaissance
أي الولادة من جديد أو عملية إحياء ثانية أو غيرها من العبارات التي تؤدي المعنى نفسه،غير أنها ترجمت بالنهضة،و لاشك أنك انتبهت لإيحاءات المفهوم الخطيرة.
لك أن ترميني بالجهل،لكن قبل ذلك أدرك المعنى الحقيقي لمفهوم النهضة في خصابنا المعاصر،و ستعلم أن إطلاقك للحكم كان مجانبا مجانبا للحق.


أما منهج أهل السنة والجماعة: فهو الإسلام المصفّى من رواسب الحضارات القديمة، وموروثات الفرق العديدة، بكماله وشموله كتاباً وسنة بفهم السلف الصالح وهو امتداد لدعوة نبينا عليه الصلاة والسلام والصحابة من بعده

إذا كان هذا هو منهج أهل السنة فلا أظنني أجهله،و قد قلت في مقال سابق بعنوان التشيع ذلك الإسلام الهرمسي (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=21356) :


إن الإسلام السني هو امتداد للإسلام الناصح الخالص من المعتقدات الفلسفية القديمة التي انبعثت في عصر التدوين،فهو مذهب قائم على "المعقول الديني" في مقابل "اللامعقول العقلي" عند الشيعة،معقول ديني لأنه يكرس خطاب العقل القائم على الحس.إن المعقول الديني يتحدد من خلال العلاقة الجدلية بين المعقول واللامعقول في الخطاب القرآني...

و في موضع آخر قلت :


فالسلفية علم على أصحاب الإقتداء بالسلف الصالح من الصحابة و التابعين من القرون الثلاثة الأولى المشهود لهم بالخيرية،و

و في موضع آخر


و هي من جهة أخرى اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم و سائر الأنبياء عليهم السلام،و هذا يتضح من خلال التدرج في الدعوة و البدء بالأهم و مراعاة ما يسمى ب "فقه الأولويات"،فالدعوة السلفية إصلاحية تعمل على النهوض بالفرد قبل المجتمع أو بتعبير آخر تسعى لتربية النفس قبل الدعوة إلى إصلاح الأنظمة،و من هنا سر اهتمام السلفية بالتوحيد و دعوتهم لإخلاص العبادة لله و نبذ الشرك بكل مظاهره و الإنكار على أصحاب الطرقات و الغالين في الأولياء ،و هذا سيرا على نهج الأنبياء في البدء بالدعوة إلى التوحيد

و هو ما عين ما قلته هنا :


أما منهج أهل السنة والجماعة: فهو الإسلام المصفّى من رواسب الحضارات القديمة، وموروثات الفرق العديدة، بكماله وشموله كتاباً وسنة بفهم السلف الصالح وهو امتداد لدعوة نبينا عليه الصلاة والسلام والصحابة من بعده

قلت :


فها هو الأخ متعلم يقولها صراحة:

فكما هو معلوم مفهوم النهضة مقترن بإحياء التراث القديم، وليس الوقوف عند ذلك التراث فقط،بل العمل على خلخلته و تجديده و ربما تجاوزه.


هل أنت متأكد أني قلت هذا و قصدته؟
الله المستعان
أعد قراءة ما قلت يا أخي و لا تكن من أصحاب "لا تقربوا الصلاة"


والمثقف منهم يحرص على حشو عقله بـ (الفلسفة) و (الحداثة) و(الإبستمولوجيا) و (الدوغمائية) و (الأفلاطونية الحديثة) ويحرص أن يرطن بلكنة التغريبيين أكثر من حرصه على حفظ آية من كتاب الله أو حديثاً نبوياً شريفاً

المثقف الحقيقي هو الذي جمع بينهما،أن يبدأ بعلوم دينه و يحفظ من القرآن و الحديث ما يحصن به عقيدته من رياح المذاهب الفلسفية المنحرفة و سيول الأفكار الجارفة،ثم ينطلق إلى الفلسفة و الحداثة والإبستمولوجيا،و أين العيب في أن يحرص المرء على أن يرطن بلكنة التغريبيين مادام المحتوى ليس تغريبيا؟ فاللغة كائن متحول متغير غير ثابت،و لغتك يا أخي مالك ليست هي لغة الصحابة أو لغة الجاحظ و ابن جني ...


ودع عنك ( العقل العربي ) و ( مسألة الهوية ) و ( المفاهيم )..

لك أن تنصحني و سأقبل منك ذلك،لكني أرفض الوصاية على الفكر،كان بالأحرى أن تحذرني من الاغترار بما في هذه الكتب لا أن تمنعني من قراءتها.
تبقى هذ آراء أحترمها و أقدر صاحبها الأخ مالك مناع وفقه الله و زاده حرصا.

أستاذنا عبد الباقي

إذ إن العالم الإسلامى شهد نهضة خلال العصر العباسى الأول كانت اساسا لانطلاق حضارة حية

قبل أن نزج بأنفسنا في دهاليز التاريخ،لنعرف مفهوم النهضة؟؟
فممفهوم النهضة ربما لا نجده في الكتب التراثية،فهو مفهوم حديث كما أشرت سابقا،لذا فعند توظيفه ينبغي أن ننتبه لمعناه و للسياق التاريخي الذي ولده،شأنه شأن المفاهيم الأخرى الغربية،و إلا عملنا على تبيئته حتى يتوافق مع الثقافة الإسلامية.فمثلا لا نختلف أن ظروف تاريخية ساهمت في قيام العلمانية في الغرب،و هذه التربة التي قامت فيها العلمانية تختلف جذريا عن خصوصية التربة الإسلامية،لذا هذا الوافد الغربي مرفوض.. نفس الشئ ينطبق على مفهوم النهضة.
مفهوم النهضة في اللغة (قديما) يختلف عن التداول المعاصر لهذا المفهوم،لذا فعلينا أن ننتبه لذلك،و كما يقال بالمثال يتضح المقال :
ابن خلدون يرفض الحضارة؟ فهل مفهوم الحضارة كما كان يراه ابن خلدون هو نفسه عندنا،لا طبعا.

تحياتي للجميع

د . عبدالباقى السيد
06-08-2010, 06:12 PM
حيا الله الجميع وأشكر لكم هذا التنظير الماتع الذى لا يخلو من درر وفوائد رغم ما شابه من حدة فى بعض الأحيان .
لذا بداية أدعو نفسى وإياكم غلى تخفيف الحدة لاننا مهما اختلفنا فى التنظير فلن نختلف ابدا فى الدين ، فكلنا والحمد لله من اهل السنة ، وكلنا نحرص على عدم إهانة الصحابة والتابعين وأهل القرون الفضلى بل من بعدهم من الأئمة المجتهدين إلى يومنا هذا .
إخوانى الكرام ما أجمل ان يجتمع ثلة من المسلمين من عدة دول عربية يتناقشون ويتباحثون حول امر الإسلام سواء بشان هذا الموضوع او غيره .
هذا امر ما رأيت امتع منه ، تعرفون لم يا سادة ظ
لاننى أتوق إلى يوم ارى فيه العرب والمسلمين امة واحدة ، قد ذاب ما بينهم من الخلاف والنزاع والفرقة .
اتوق إلى حوار هادىء بين المتنازعين من المسلمين
والمتنازعين من العرب
والمتنازعين من المتمذهبين
والتنازعين من المثقفين
لذا اشعر بالسعادة الغامرة عندنا يمتص المحاور حدة أخيه واقول ها هو خلق الإسلام ، وها هى الرحمة واللين وها هو خلق سيد المرسلين
الأخ الحبيب مالك مناع اكرر لك القول وللحبيب ابى يوسف المصرى لا تخافا من طرح مسلم غيور على دينه ويدعو لتمكين كلام رب العالمين وسنة سيد المرسلين وأفضل النبيين ، وإجماع الصحابة المرضى عنهم أجمعين .
ثم لا تخافا أخواى الحبيبان ممن ناقش وافصح عن فكره وإن اختلفنا معه فى بعض الأمور .

أما بخصوص سؤال الدكتور الحبيب والأخ الفضيل والصاحب الأجل هشام عزمى بشان المشروع النهضوى .
فبداية اخى الحبيب يظن الكثيرون من المسلمين ان هذا مصطلح شيوعى ماركسى او ليبرالى أو ما شابه ذلك المهم انه حسب قناعتهم لا يمت للإسلام بصلة .
والواقع ان المشروع النهضوى يطلق على كل مجهود يقوم به المسلمون لنهضة أمتهم من رقدتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا
المهم ان هذه النهضة تكون مرتبطة باصلى الغسلام القرآن والسنة .
وهذه النهضة التى ندعو إليها فى ظل الواقع الذى نحياه حاليا هى نفس النهضة التى طبقها اهل العلم من المجتهدين من قبلنا .
طبقوها انطلاقا من حديث التجديد الذى حسنه البعض وضعفه آخرون .
انطلاقا من الحديث الصحيح " من سن فى الإسلام سنة حسنة ......."
انطلاقا من حديث ضعيف جاء فيه " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين " رواه البيهقي .
إن أئمة الإسلام ممن سبق ولحق فهموا جوهر الدين وكنهه لذا رايناهم قاموا بكل نهضة تيقنوا ان الإسلام سيستفيد منها .
قاموا بنهضة لغوية عندما وضعوا المعاجم كما فعل الخليل بن أحمد عندما وضع معجم العين .
قاموا بنهضة أدبية عندما كتبوا الكتابات الأدبية الماتعة التى لا زلنا ننهل منها مثل كتابات المبرد فى كامله ، وكتابات الجاحظ ، والأدب الصغير والكبير لابن المقفع .
قاموا بنهضة شعرية عندما جمعوا لنا دوواين شعرية غاية فى الروعة كديوان الإمام على ، وديوان الشافعى ، وشعر الاصمعى ، وشعر أبى العتاهية وخلافه مما لا يشك مسلم فى فوائده .
قاموا بنهضة فقهية عندما حفظوا لهذه الامة فقهها المستفاد من كتاب ربها وسنة نبيها بتدوينهم الكتب فى شتى ضروب الفقه المذهبى والمقارن وخلافه .
قاموا بنهضة سياسية عنما وضعوا لنا كتبا فى السياسة الشرعية ونظرياتها وأسسها وطرق ممارستها .
قاموا بنهضة فكرية عندما رأيناهم استوعبوا الافكار المحيطة من حولهم وردوا على أهل الإفك والضلال من المبتدعة والرافضة والجهمية والمعطلة وخلفه .
قاموا بنهضة عندما حموا الإسلام منشبهات اليهود والنصارى فجادلوا ونظروا وكتبوا وطرحوا وردوا على كل الشبهات بما لا مزيد عليه .
وهكذا فى كل فرع من فروع المعرفة .
إخوانى الكرام المشروع النهضوى الذى نريده لهذه الامة هو المشروع الذى يجعل من المسلمين أصحاب قلوب تقية تأبى الضلالات ، وعقول ذكية ترفض الخرافات .
المشروع الذى ندعو غليه ليس واحدا فحسب مما طرحناه إنما نهدف إلى مشروع متكامل يجمع الخير من المشاريع السابقة ويلفظ الشر .
وفقنى الله وإياكم لكل خير .

ابو يوسف المصرى
06-08-2010, 07:12 PM
بارك الله في الإخوة الأحبة الأفاضل أسامة و مالك مناع و عبد الباقي
.....
.
.
.



.

المثقف الحقيقي هو الذي جمع بينهما،أن يبدأ بعلوم دينه و يحفظ من القرآن و الحديث ما يحصن به عقيدته من رياح المذاهب الفلسفية المنحرفة و سيول الأفكار الجارفة،ثم ينطلق إلى الفلسفة و الحداثة والإبستمولوجيا،و أين العيب في أن يحرص المرء على أن يرطن بلكنة التغريبيين مادام المحتوى ليس تغريبيا؟ فاللغة كائن متحول متغير غير ثابت،و لغتك يا أخي مالك ليست هي لغة الصحابة أو لغة الجاحظ و ابن جني ...





بارك الله فيكم جميعا


الفقرة اعلاه هى ملخص عن فهمك اخى مازيغى ..لكيفية النهضة قياسا بالحداثة الغربية والتقدم الغربى


وها هو الخطأ الأكبر لديك


اخى امازيغى .....

لم يتقدم الغرب بسبب .............الفلسفة و الحداثة والإبستمولوجيا،

هذا إفتراء وتضليل لأمة الاسلام وهو ترجمة لهدف إستشراقى قديم جدا

فكل المستشرقين او معظمهم يرجعون تقدم اوروبا الى الفلسفة اليوناينية ....وليس لفضل المسلمين عليهم
وهذا كذب منظم ومقصود ...حتى يظن المرجفون والعلمانيين انه لا سبيل لتقدمنا الا اتباع ما اتبعه الغرب حتى نتقدم مثلما تقدم


وكل آخذ عنهم ينطلق فى نقد السلف ...ويدرس المشروع الغربى بعين الغرب فيخرج الى النتيجة المنحرفة ان الغرب تقدم بفضل الفلسفة...وهذا كذب وافتراء...

والواقع والتاريخ يكذب كل من يدعى ان الغرب دخل جحر ضب خرب وصدق ذلك ويريد منا أن نصدقه


روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"

مشروعنا الحقيقى ....هو كما قال الاخ الفاضل مالك مناع

وأما حقيقة النهضة التي يريدها الإسلام: فتتلخص في تحرير العقول والنفوس من زنازين الدجل وآصار الخرافة وأغلال الوثنية .. " قولوا لا إله إلا الله .. (كلمة!) تملكون بها العرب والعجم " .. هكذا قال سيد البشر وإمام المرسلين .. ولم يدعُ الناس إلى التراث الأرسطي !! ومزجه بالأفلوطينية المحدثة !! أو نادى بإبستمولوجية الجابري أو حداثية العروي و خطاب أركون التجديدي !! ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..

متعلم أمازيغي
06-08-2010, 07:55 PM
العزيز الفاضل أبو يوسف،حياك الله



الفقرة اعلاه هى ملخص عن فهمك اخى مازيغى ..
أ شققت عن قلبي؟ (ابتسامة)

يا أخي الحبيب ليس في كلامي ما يوحي إلى ذلك لا من قريب و لا من بعيد،و لكن ما قصدت أن الإنسان قبل أن يدرس الفلسفة و يرفع لواء الذب عن الإسلام و السنة عليه أولا أن يقرأ علوم دينه من العقيدة و علم المصطلح (بما فيه الجرح و التعديل كما قال أخي مالك) و الفقه و أصوله و غيرها من العلوم الشرعية،و ذلك حتى تتكون عنده مناعة ضد تلك الفلسفات الإلحادية المنحرفة.
ثم لكي ترد على "الآخر" ينبغي أن تطلع قبل ذلك على ما قال،فمثلا كيف عرفت يا أخي أن الحداثة فلسفة في الحياة تتعارض مع الدين الإسلامي؟ لا شك أنك اطلعت على الأقل على خطوطها العريضة.

فخصمك مؤطرك كما يقال،و "الآخر" قنطرة تتعرف من خلالها على ذاتك،و إن شئت فتمثل بكلمة لسارتر يقول فيها: " أنا في حاجة إلى توسط الآخر لأكون ما أنا عليه".


وها هو الخطأ الأكبر لديك

أظنك تراجعت عن هذا الحكم؟





لم يتقدم الغرب بسبب .............الفلسفة و الحداثة والإبستمولوجيا

الإبستمولوجيا بالمناسبة لها ارتباط وثيق بموضوعنا،فهذا المفهوم الفلسفي المهم -على عكس ما قلت- كان له دور كبير في تطور الغرب،ذلك أننا نعلم أن الغرب توصل إلى ما توصل إليه باعتماد المنهج التجريبي،و ذلك لم يكن إلا بقطيعة إبستمولوجية ،أي تجاوز المنطق الأرسطي الصوري،و الاحتكام إلى التجربة،و قد كان المسلمون فعلا روادا في هذا التطور،فتجاوز المنطق الأرسطي ساهم فيه ابن رشد حينما شرحه لهم شرحا وافيا،فوقفوا على حقيقته،و حتى اعتماد المنهج التجريبي فليس بعيدا أن يكونوا قد أخذوه عن المسلمين،فقد عرفوا باستخدامه خاصة مع عالم البصريات الكبير ابن الهيثم،و ربما انتقلت تلك الروح العلمية إلى الغرب من خلال مؤلفات المسلمين.
و فق الله الجميع لما يحب و يرضى.

ابو يوسف المصرى
06-08-2010, 09:13 PM
اخى الفاضل امازيغى

بارك الله فيك

يا رحمك الله

كل المستشرقين او معظمهم يرجعون تقدم اوروبا الى الفلسفة اليوناينية ....وليس لفضل المسلمين عليهم
وهذا كذب منظم ومقصود ...حتى يظن المرجفون والعلمانيين انه لا سبيل لتقدمنا الا اتباع ما اتبعه الغرب حتى نتقدم مثلما تقدم


وكل آخذ عنهم ينطلق فى نقد السلف ...ويدرس المشروع الغربى بعين الغرب فيخرج الى النتيجة المنحرفة ان الغرب تقدم بفضل الفلسفة...وهذا كذب وافتراء...


واكرر لك ماقلته
لم يتقدم الغرب بسبب .............الفلسفة و الحداثة والإبستمولوجيا


وهذا مؤكد بالدليل



عندما يقول الأستاذ مالك مناع بان الاسلام هو رسالة كاملة وان تحقيق مفهومه هو تحقيق لمشروع الاسلام على مستوى الفرد والجماعة....ورسالة الاسلام هى الاستسلام التام لله تعالى فى كل امور الحياة....فإنه لا يقوله كرأى بل هو معتقد

يقول الله عز وجل((كنتم خير أمة اخرت للناس ............الآية))
فإن مشروعنا متوقف على خيرتنا وخيرتنا تعنى فقط الاستسلام التام لله تعالى((مفهوم التوحيد الخالص))

على الجانب الآخر فإن المشروع الغربى قائم على أفكار وليست فلسفة والا كان تقدم اوروبا العلمى قبل الآن بكثير لآن الفلسفة قديمة جدا

وكان الأولى منطقيا ان يتقدم الغرب منذ اختراعه الفلسفة منذ ما ياقارب الف عام ..............ولكن هذا لم يحدث



قد يكون ما سأورده الآن يبدو غريبا أو ليس له علاقة ولكنه دليل ساحق على بطلان ما ذهبت اليه بنفس منطققك اخى امازيغى

بإختصار شديد...........فإن الهوة الحضارية فى العصر الحديث ظهرت على استحايء بعد سايكس بيكو ثم ظهرت بوضح تام فى التفوق التكنولوجى والحضارى الإسرائلى على كل المسلمين فى حرب67


يلخص أحد اهم الشاهدين على الهزيمة الحضارية وأسبابها((وتكمن اهمية الشاهد الى انه واحد من اصحاب فكرة الحداثة ومشاريع النهضة ))

يقول فى مذكراته ...ويذهب تيار آركون التجديدى الى ابعد من ذلك بكثير ..فبدلا من أن ينظر الى التجربة اليابانية اذا به ينظر للغرب فقط

وبصورة غير مباشرة فتيار الحداثة بقيادة أركون يرجع اسباب الهزيمة عام 1967الى:
ابو بكر و عمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم اجمعين

هكا اكتشف رئيس الأركان السورى وقت الهزيمة المشروع الحقيقى للحداثة ....

وهكذا يعيد التاريخ نفسه

اكتشف رئيس الأركان البعثى ان مضمون الخطاب التجديدى هو فلسفة إقصاء السلف وفصل الدين


اخى اامازيغى

ما تقوله هو كلام نظرى لا واقع يؤكده

اتمنى ان تقرأ الحداثة كظاهره اسبابها الرئيسية هو فكر ليس فلسفى اطلاقا...والواقع يؤكده

ولا استدل هنا بكتب فلسفية بل لدى ذخيرة هائلة من الأدلة المتواصلة عن اسباب النهضة الغربية المخدوع فيها من يريد اقصاء فهم السلف



رئيس الاركان البعثى فهم اللعبة

واخوانى الموحدين يدافعون عن هذه اللعبة

يحيى
06-08-2010, 11:32 PM
أذكر نفسي و إخواني المشاركين في هذا الموضوع المهم, الذي هو في نفس الوقت رد ضمني على العالمانية, بتوقيع أخونا د. هشام عزمي. بارك الله فيكم.

ما معنى أن ندرس المشاريع النهضوية وفق رؤية الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم ؟! وما الداعي لذلك ؟! أليس في منهج أهل السنة ما يغنيينا ؟!
ما هي هذه الرؤية و تلك في إطار الكلام عن المشروع النهضوي في هذا الموضوع, و ما وجه الإختلاف بينهم؟

يحيى
06-09-2010, 01:16 AM
حسنا, بارك الله في الجميع.
إخواني لإثراء هذا الموضوع إن شاء الله, و لبيان قوة المشروع الاسلامي للعالمانيين الذي يدعون إنتفاءه و/أو عدم واقعيته, لاحظت بأنه لابد من تحديد المفاهيم ففي المشاركة أعلاه توقفت عند جزء من كلام أستاذنا مالك مناع لأستفسره و أستفهمه.

و لاحظت أيضا أخونا العزيز الأستاذ متعلم الأمازيغي استخدم لفظ "إبستمولوجية الجابري" و لكي نفهم الجملة التي نقرأ فيها هذا اللفظ, وجب أولا تحديده. ستكون مغالطة و مشكلة كبرى إن استخدمنا هذا اللفظ بلا معنى في سياق لا يضيف إليه أية قيمة, تماما كما نستخدم "خربقولوجيا جحا" أو "عجينولوجيا حجا" (علم/معرفة خلط المفاهيم في فلسفة جحا) و إن كان هذا اللفظ له معنى واضح بشكل مستقل من خلال استقراء خلط المفاهيم عند جحا, فإن الأمر يختلف متى نستخدمه في سياق معين في إطار الحديث عن النهضة أو المدنية أو التربية أو أو ... و المعضلة الأكبر من هذه المغالطة هو أن يأتي شخص يرد على "خربقولوجيا جحا" في سياق الحوار و هو لا يعرف ما تعنى و لا قيمة إضافتها إلى الكلام المستعمل في الحوار.

إبستمولوجية الجابري
قبل أن نتحدث عن إبستمولوجية الجابري أود أن أسأل إيه معنى "إبستمولوجيا" أولا, و هل الأخ مساير للمدرسة الجرمانية أو المدرسة الفرنسية في تحديد هذا المصطلح. فليتفضل الأخ و يحدد لنا المدرسة التي يجنح لها في تناول هذا المفهوم, ثم يبين لنا أي تيار أو مذهب من التيارات و المذاهب الفكرية و الفلسفية التي يراها أن الجابري اعتنقها في مشروعه الفلسفي مع مثال يوضح ذلك.

بارك الله فيكم

فخر الدين المناظر
06-09-2010, 03:42 PM
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل.. وشكر الله للدكتور عبد الباقي فتحه لهذا الموضوع، فقد دفع الإخوة إلى المساهمة فيه ..

مثل هذه المواضيع يصلح لها فتح رابطين، الأول يكون خالصا للمؤلف، والثاني يكون خالصا للنقاشات .

كما أن مسألة تحديد المفاهيم والمصطلحات امر سيفصل فيه الدكتور عبد الباقي لأنه المؤلف وصاحب الموضوع حيث سيبين مقصده من المصطلح وعليه ستبنى النقاشات دون الخوض في التشعبات..

من بين من ذكرهم الدكتور عبد الباقي، فإني أرى ثلاثة أشخاص لهم تفردهم في المسألة ، مشروع ابن حزم رحمه الله، ومشروع ابن تيمية رحمه الله، ومشروع القرضاوي حفظه الله كامتداد وتنقيح وتعديل لمشاريع حسن البنا والغزالي ورشيد رضا رحمهم الله تعالى.
كما ان هناك مشاريع أخرى كمشروع المودودي والإبراهيمي وغيرهم يستحقون وقفات...هناك مشروع آخر لم يعطى حقه غادرنا صاحبه منذ أشهر، وهو من القرآن إلى العمران، مشروع لشيخنا فريد الانصاري رحمه الله.

لهذا فإني أنتظر تتمة الموضوع بكل شوق .

ابو يوسف المصرى
06-09-2010, 07:20 PM
واكرر لك ماقلته
لم يتقدم الغرب بسبب .............الفلسفة والإبستمولوجيا


وهذا مؤكد بالدليل






لم يتقدم الغرب بسبب .............الفلسفة أوالإبستمولوجيا


وهذا مؤكد بالدليل.............

وبالتالى فإن الخطأ الأول هو فى توصيف المشكلة بأنها غياب مشروع نهضة اسلامى مفترض قياسا بالمفاهيم التى يظن اخوانى انها سبب تقدم المشاريع الاخرى المقابلة
و الخطأ الثانى فى معرفة اسباب المشكلة والركون فقط لنقل الحل الفلسفى وخلطه بمفاهيم اسلامية هو توكيد للخطأ الأول

والخطأ الثالث استجلاب حل يظهر لإخوانى انه حل لمشكلة وما هو الا عارض فكرى لا علاقة له بأسباب وطرق نهضة الحضارة الغربية


بل ان المفاهيم التى تحدث عنها اخوانى (( بعضهم لمز وغمز الى أننى لا افهم فى الفلسفة)) هى نتيجة مصاحبة لظاهرة الحل وليست حلا للمشكلة

فالفرض بان الاسبتمولوجيا قديمة جدا يقابلة أن الغرب نهض نهضة حقيقية منذ ثلاث قرون فقط...........وكان الأولى منطقيا ان يتقدم وينهض نهوضا موازيا يعنى من الف سنه او اكثر..................اذن فلدينا مشكلة اخرى رابعة((لأصحاب مشاريع النهضة الاسلاميةالمفترضة ))وهى عدم المعرفة الحقيقية للأسباب الحقيقية لتقدم الغرب...وحصرها فى الفلسفة وهذه هى المصيبة

ان وصف العلم غير تطبيق العلم يا اخوانى الافاضل


والمفاهيم التى تحدث عنها الأستاذ مالك مناع هى مشروعنا الحقيقى ..........

د . عبدالباقى السيد
06-11-2010, 12:03 AM
حيا الله الجميع وشكر الله لكم جميعا على هذه المتابعة المتينة والماتعة بحق .
وأخص بالذكر الاخ الحبيب والصاحب الأجل الدكتور فخر الدين المناظر الذى أخجلنى بمشاركته حقيقة .
وحقا ما قلته بشان شيخنا المرحوم فريد الانصارى رحمه الله ، فلقد وضع مشروعا نهضويا طموعا لنهضة الأمة واستنفار همتها تجاه كتاب ربها
وهو جدير بأن يزج به وسط إخوانه من القدامى والمحدثين اصحاب المشاريع التى كان هدفها الأول والأخير نهضة أمة سيد المرسلين من رقدتها
أشكر لكم حسن المتابعة وعظيم المشاركة .
ولعلى القاكم لاحقا إن شاء الله لنبدأ فى طرح مشروع إسلامى اصيل قام على يد سيد الأولين والآخرين ثم نلحقه بمشاريع أخرى تتبعت خطاه
ولعل من أراد المتابعة له ذا الطرح بشان النبى يرجع إلى كتاب " تخريج الدلالات السماعية" للعلامة الخزاعى التلمسانى ، ولكتاب الدكتور يوسف القرضاوى " المجتمع المسلم اذى ننشده" ففيهما من الفوائد ما فيهما .
يتبع إن شاء الله ، ومع انتظار التعقيب .