المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط ؟



ابوعبدالرحمن السلفي
06-04-2010, 10:18 PM
السؤال:
هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط ؟



جواب فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ :

أرواحهم في الجنة ؛أرواح الشهداء ,أرواح الأنبياء ,أرواح المؤمنين كلّها في الجنّة ,إذا كان المؤمنون تسرح أرواحهم في الجنة حيث شاءت فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟! فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس ,وإنّما هي في السماء في الجنّة ولا يلتقي الجسد والروح إلاّ يوم القيامة{يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً }(النبأ 18) هناك يبعثهم الله ,أول من ينشقّ عنه القبر محمد صلى الله عليه وسلم ؛هو أول من يُبعَث عليه الصلاة والسلام ؛وحديث :
( الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلون )
وإن كان صححه الشيخ الألباني فإنّه ضعيفٌ جدّاً - وهو أول حديث اعترضت به عليه رحمه الله .

منقول من موقع فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي ـ حفظه الله تعالى و بارك في علمه و أمد في عمره ـ

النخلة
06-17-2010, 08:43 PM
جزاك الله خيرا فعلا كيف تكون أرواحهم في قبورهم ويصلون وأرواح الشهداء في الجنة.

لكن هناك سؤال:
ماذا عن أرواح الانبياء الذين في السماوات وخاصة آدم عليه السلام حيث تعرض عليه كل روح طيبة او خبيثة ؟

اخت مسلمة
06-18-2010, 01:47 AM
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "الروح": الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي ليلة الإسراء.

وقال أيضا: هذه الرؤية إنما هي لأرواحهم دون أجسادهم، والأجساد في الأرض قطعا، إنما تبعث يوم بعث الأجساد ولم تبعث قبل ذلك؛ إذ لو بعثت قبل ذلك لكانت قد انشقت عنها الأرض قبل يوم القيامة، وكانت تذوق الموت عند نفخة الصور، وهذه موتة ثالثة، وهذا باطل قطعا، ولو كانت قد بعثت الأجساد من القبور لم يعدهم الله إليها بل كانت في الجنة، وقد صح عن النبي أن الله حرم الجنة على الأنبياء حتى يدخلها هو، وهو أول من يستفتح باب الجنة، وهو أول من تنشق عنه الأرض على الإطلاق لم تنشق عن أحد قبله .... هذا مع القطع بأن روحه الكريمة في الرفيق الأعلى في أعلى عليين مع أرواح الأنبياء، وقد صح عنه أنه رأى موسى قائما يصلى في قبره ليلة الإسراء، ورآه في السماء السادسة أو السابعة، فالروح كانت هناك ولها اتصال بالبدن في القبر وإشراف عليه وتعلق به، بحيث يصلى في قبره ويرد سلام من سلم عليه وهي في الرفيق الأعلى، ولا تنافي بين الأمرين فإن شأن الأرواح غير شأن الأبدان.

وقال ابن أبي العز في شرحه للطحاوية: الأرواح في البرزخ متفاوتة أعظم تفاوت فمنها : أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه وهم متفاوتون في منازلهم.

وجاء في كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة: والحق أن الأنبياء ماتوا إلا ما وردت به النصوص في حق عيسى عليه السلام وما اختلف فيه من أمر إدريس عليه السلام . وأما من عداهما فقد دلت النصوص على موتهم قطعا ولا شك في ذلك . وأما ما جاء في الأحاديث من إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن رؤية الرسل ليلة المعراج وما جاء في معناه من النصوص الأخرى فحق ولا تعارض بين النصوص في ذلك . وذلك أن الذي رآه الرسول صلى الله عليه وسلم هي أرواح الرسل مصورة في صور أبدانهم ، وأما أجسادهم فهي في الأرض إلا من جاءت النصوص برفعهم ، وهذا هو الذي عليه الأئمة المحققون من أهل السنة.

النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى الأنبياء في حادثة الإسراء والمعراج فيما بين السماء الدنيا والسماء السابعة كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة؛ ومعلوم أن الجنة إنما هي فوق السماء السابعة مصداقا لقول الله تعالى في سورة النجم: "عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى "...
وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه "حادي الروح": ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. وقد ثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء وسميت بذلك لأنها ينتهي إليها ما ينزل من عند الله فيقبض منها وما يصعد إليه فيقبض منها وقال تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون. قال ابن أبي نجيح عن مجاهد هو الجنة وكذلك تلقاه الناس عنه. وعن ابن عباس أنه قال: الجنة فوق السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة.
وبذلك يعلم أن لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في السماء – بمن فيهم عيسى عليه السلام - لم يكن في الجنة وإنما دون الجنة، ولا يتعارض هذا مع أن أرواح الأنبياء المتوفين في الجنة حيث يتصور أن أرواح الأنبياء خرجت من الجنة لتقابل النبي صلى الله عليه وسلم ثم ترجع إلى حيث مستقرها في الجنة، وأن مستقر عيسى عليه السلام (بجسده وروحه) إنما هو في إحدى السموات السبع لا في الجنة.
اذن أرواح الأنبياء (المتوفين) دون أجسادهم هي التي في الجنة ومعها أرواح الشهداء والصالحين المتوفين من أمتنا والأمم السابقة كذلك، أما الأجساد فهي جميعا في الأرض بما فيها أجساد الأنبياء، وأن أول من يدخل الجنة ويتنعم فيها بروحه وجسده هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم....