الخياط
07-18-2005, 12:51 AM
هل يرضي الصليبيون منّا منـزلة دون الكفر كله..
هل يرضى عنّا اليهود والنصارى إلا أن نتبع ملتهم..
فإن كان القرآن يخبرنا ذلك .. فلماذا يدفعنا أبو لهب وأبو جهل خطا وراء خط.. وخندقا خلف خندق.. وانسحابا بعد انسحاب..
أإلى الكفر يدفعوننا..
وأنت يا أمة تستجيبين ولا تقاومين..
***
ما أقوله ينطبق على الأمة انطباقه على الأفراد..
فلو أن نشالا أو قرصانا أو قاطع طريق خطف حقيبتك من يدك، فهل تسكت على ذلك وتستسلم لما حدث حتى لو كانت الحقيبة فارغة؟.. وماذا لو لَم تكن فارغة، بل كانت تحتوى على كَدِّ عمرك وكَبَدِ أيامك..
فهل تسكت؟..
ولو أنه لَم يكتفِ بذلك، فخطف - مع الحقيبة التي تحتوي على الكَدِّ والكَبـَدِ -امرأتك أيضا..
ثم لَم يكتف بذلك فخطف أبناءك .. ثم أباك وأمك..
فهل تسكت..
هل تستطيع أن تسكت؟..
ولو أنه بعد أن فعل ذلك استولى على بيتك وطردك منه بعد أن حول زوجتك إلى محظية وأبناءك إلى عبيد وقتل أبويك..
ولو أنه راح بعد ذلك يعتبر كل محاولة للمقاومة منك إرهابا، وكل محاولة للبحث عن أكثر الأسلحة بدائية كي تواجه بها أعتى الأسلحة تطورا، جرائم تهدد السلم العالمي..
ولو أنه راح بعد ذلك يبيع ممتلكاتك بأبخس الأسعار كي يسدد بها تكاليف عدوانه عليك وخطفه حقيبتك وانتهاك زوجتك واسترقاق أبنائك وقتل أبويك وغصب بيتك، على اعتبار أن ذلك كله كان خدمة كبرى أداها لك وله أن يتقاضى مقابلها بأعلى سعر، بل وأن يغالط في الحساب كما يشاء.
إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا..
فهل تسكت؟!..
هل تستطيع أن تسكت؟..
ذلك أن أي اعتراض منك سوف يفهم منه على الفور أنك تحتاج إلى مزيد من الترويض، وإلى تعليم كي تفهم أن كل ما حدث إنما كان في صالحك، فإن لَم تفهم ذلك، و إذا لَم تبادر بطلب الصلح فإنك إرهابي. وسيكون العالم أفضل بدونك.
فهل تسكت؟..
وهل تسكت إذا علمت أن هذا الصلح لن يعيد إليك بيتك المغتصب ولن يعوضك عن ضحاياك ولا هو سيعيد إليك بنيك أو امرأتك، ولا حتى حقيبتك، لن يعيد إليك أيا من ذلك، بل إن أول شروط هذا الصلح أن تتعهد بأنك لن تطالب أبدا بأي شيء من ذلك، وأنك تدرك أن ما حدث كان في صالحك، وأنك ممتن..
ثم .. وهذا هو الأهم.. أن تدرك أن السبيل الوحيد لكي يبقيك القرصان على قيد الحياة، هو أن تترك ملتك وتتبع ملته.
***
نعم..
هذا هو المطلوب يا ناس..
هذا هو المطلوب..
فهل نسكت؟..
***
وإذا كنتم قد استطعتم أن تعيشوا دون أمن ودون كرامة ودون حرية، إن كنتم قد استطعتم أن تبيتوا على الطوى، وأن تمسوا على العطش، وأن تسكنوا المقابر، وأن يحاصركم الفساد والعفن لكي تعيشوا بلا أمل.. فهل تستطيعون الحياة بلا دين..
هل أنتم مستعدون لدفع الثمن..
أن تتبعوا ملة اليهود والنصارى..
هل أنتم مستعدون يا ناس للحياة دون ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي؟..
هل تستطيعون الحياة دون البخاري ومسلم؟..
هل تستطيعون الحياة بغير أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد..
هل تستطيعون المواصلة بدون أبى بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين؟؟..
هل تستطيعون الحياة دون صلاة الفجر ورواء الروح بها..
هل تستطيعون الحياة دون "آمين" تزلزل الأرض حين تجتمعون في المساجد..
هل تستطيعون؟..
هل تستطيعون الصبر على أكاذيبهم الخسيسة الفاجرة عن سيد البشر وخاتم الرسل.. وأنه لَم تكن هناك رسالة ولا نبوة وإنما هو - غفرانك اللهم- كذاب كذب على ربه..
هل تستطيعون المضي في هذه الحياة دون الأحاديث النبوية..
هل تستطيعون الاستمرار في هذه الحياة دون القرآن؟..
إن الحيوان الأعجم قد يسلمه خوفه وجبنه إلى الفرار نشدانا للسلامة فيهلك. ولكنه عندما يدافع عمن يحب يبذل حياته راضيا وسعيدا.
***
هل تستطيعون يا ناس أن تعيشوا دون الإيمان بالله، إيمان الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، هل تستطيعون الاحتمال لحظة واحدة إذا تجردتم من الشعور بأنكم كأنكم ترونه، فإن لَم تكونوا ترونه فإنه يراكم، هل تستطيعون المواصلة دون الأمل في مغفرته ورحمته وجنته ولقائه..
عدوكم يريد أن يجردكم من هذا كله..
عدوكم يريدكم أن تنسوا هذا كله..
عدوكم يريد منكم أن تنكروا القرآن ( لأنه نص بشري كما يقول المرتد - بحكم محكمة - نصر حامد أبو زيد..
عدوكم يريدكم أن تتركوا السنة..
وأن تكذبوا محمدا.. صلى الله على محمد..
عدوكم يريدكم أن تخرجوا من الإسلام..
فهل تستطيعون الاحتمال ثانية واحدة.
***
هل تستطيعون؟
هل تستطيعون؟..
هل تستطيعون؟..
فإن لَم تكونوا تستطيعون , فلماذا استسلمتم , ولماذا تستسلمون , ولماذا لا تقاتلون؟..
***
هل تستطيعون؟..
جيفري لانج يفضل الموت..
وجيفري لانج (أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس الأمريكية) هذا لَم تخطف حقيبته، ولا زوجته، ولا أبناؤه ولا أبويه ولا اغتصب منـزله، ولا روع ولا اضطهد، ولا هدد بالقتل، لكنه عندما طرح الاختيار على نفسه، وهو المرفه الآمن القوي، عندما طرح على نفسه الاختيار بين الحياة دون إيمان أو الموت.. اختار الموت..
يصف جيفري لانج أول محاولة له للصلاة فيقول:
.."..وانحنيت راكعاً حتى صار ظهري متعامداً مع ساقي ، واضعاً كفي على ركبتي وشعرت بالإحراج ، إذ لَم أنحن لأحد في حياتي . ولذلك فقد سررت لأنني وحدي في الغرف. وبينما كنت لا أزال راكعاً ، كررت عبارة سبحان ربي العظيم عدة مرات .ثم اعتدلت واقفاً وأنا أقرأ: سمع الله لمن حمده ، ثم ربنا ولك الحمد.. أحسست بقلبي يخفق بشدة ، وتزايد انفعالي عندما كبّرتُ مرةً أخرى بخضوع ، فقد حان وقت السجود . وتجمدت في مكاني ، بينما كنت أحدق في البقعة التي أمامي ، حيث كان علي أن أهوي إليها على أطرافي الأربعة وأضع وجهي على الأرض . لَم أستطع أن أفعل ذلك ! لَم أستطع أن أنزل بنفسي إلى الأرض ، لَم أستطع أن أذل نفسي بوضع أنفي على الأرض ، شأنَ العبد الذي يتذلل أمام سيده . لقد خيل لي أن ساقي مقيدتان لا تقدران على الانثناء . لقد أحسست بكثير من العار والخزي وتخيلت ضحكات أصدقائي ومعارفي وقهقهاتهم ، وهم يراقبونني وأنا أجعل من نفسي مغفلاً أمامهم . وتخيلتُ كم سأكون مثيراً للشفقة والسخرية بينهم . وكدت أسمعهم يقولون : مسكين جف ، فقد أصابه العرب بمسّ في سان فرانسيسكو ، أليس كذلك ؟
وأخذت أدعو: أرجوك ، أرجوك أعنّي على هذا . أخذت نفساً عميقاً ، وأرغمت نفسي على النـزول . الآن صرت على أربعتي ، ثم ترددت لحظات قليلة ، وبعد ذلك ضغطت وجهي على السجادة . أفرغت ذهني من كل الأفكار وتلفظت ثلاث مرات بعبارة سبحان ربي الأعلى . الله أكبر . قلتها ، ورفعت من السجود جالساً على عقبي . وأبقيت ذهني فارغاً ، رافضاً السماح لأي شيء أن يصرف انتباهي . الله أكبر . ووضعت وجهي على الأرض مرة أخرى . وبينما كان أنفي يلامس الأرض ، رحت أكرر عبارة سبحان ربي الأعلى بصورة آلية . فقد كنت مصمماً على إنهاء هذا الأمر مهما كلفني ذلك . الله أكبر . وانتصبت واقفاً ، فيما قلت لنفسي : لا تزال هناك ثلاث جولات أمامي وصارعت عواطفي وكبريائي في ما تبقى لي من الصلاة . لكن الأمر صار أهون في كل شوط . حتى أنني كنت في سكينة شبه كاملة في آخر سجدة . ثم قرأت التشهد في الجلوس الأخير ، وأخيراً سلَّمتُ عن يميني وشمالي .
وبينما بلغ بي الإعياء مبلغه ، بقيت جالساً على الأرض ، وأخذت أراجع المعركة التي مررت بها . لقد أحسست بالإحراج لأنني عاركت نفسي كل ذلك العراك في سبيل أداء الصلاة إلى آخرها . ودعوت برأس منخفض خجلاً: اغفر لي تكبري وغبائي ، فقد أتيت من مكان بعيد ، ولا يزال أمامي سبيل طويل لأقطعه . وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لَم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب عليّ وصفه بالكلمات . فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع من نقطة ما في صدري . وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية ، حتى أنني أذكر أنني كنت أرتعش . غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثّرت في عواطفي بطريقة غريبة أيضاً . لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني وتتغلغل فيّ . ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب . فقد أخَذَت الدموع تنهمر على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة . وكلما ازداد بكائي ، ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني . ولَم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور . لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطِلقاً عنانَ مخزونٍ عظيمٍ من الخوف والغضب بداخلي . وبينما أنا أكتب هذه السطور ، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عزّ وجلّ لا تتضمن مجرد العفو عن الذنوب ، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضاً, ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي ، منحنياً إلى الأرض ، منتحباً ورأسي بين كفي . وعندما توقفت عن البكاء أخيراً ، كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق . فقد كانت تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لَم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات عقلانية لها . وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها. أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت : فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله، وإلى الصلاة, وقبل أن أقوم من مكاني ، دعوت بهذا الدعاء الأخير:
"اللهم ، إذا تجرأتُ على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك - خلصني من هذه الحياة . من الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب ، لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك "
***
أحسّها الأجنبي الذي يصلي أول مرة فبماذا تحسون يا مَن تصلون منذ عشرات الأعوام..
والذي يجرب الإيمان لأول مرة دعا اللهَ أن ينهي حياته إذا قضى عليه أن يفقد هذا الإيمان مرة أخرى..
بماذا تحسون أنتم يا ناس.. بماذا تحسون وأنتم تدركون يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة أن المطلوب منكم يتجاوز حريتكم وأرضكم وشرفكم وعرضكم إلى دينكم ونبيكم وقرآنكم؟..
وليس الأمر أمر هواجس أو ادعاءات؛ فكتبهم المنشورة تعرض ذلك كله دون خفاء أو حياء.
نعم..
لَم يكفوا عن الجهر بذلك..
ولَم يكف علمانيونا وحداثيونا في نفس الوقت عن التمويه على مخططاتهم حتى لا تدركها الأمة..حتى لا تنهض وتقاوم..
***
لقد بدأ العداء الغربي للإسلام منذ ظهور الإسلام وتحريره الشرق والشرقيين من هيمنة الرومان.. وفي هذا المقام يقول الكاتب والقائد الإنجليزي (جلوب باشا) (1897 - 1986) كلمته التي توقظ النيام: "إن تاريخ مشكلة الشرق الأوسط إنما يعود إلى القرن السابع للميلاد!".
***
يقول مراد هوفمان في كتابه ( رحله إلى مكة ) : ( إن الغرب يتسامح مع كل المعتقدات والملل ، حتى مع عبدة الشيطان ، ولكنه لا يظهر أي تسامح مع المسلمين . فكل شيء مسموح إلا أن تكون مسلمًا )
***
أما محمد أسد (ليوبولد فايس) فيسلط الضوء على سبيل النجاة من واقعنا المتردي فيكتب :"ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد؛ علينا أن نُشعر أنفسنا بهذا العار ، بجعله نصب أعيننا ليل نهار! وأن نَطعم مرارته.. ويجب علينا أن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا ، وبدلاً من أن نُخضع الإسلام باستخذاء للمقاييس العقلية الغربية ، يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالَم ..
أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة..
***
ثم يوصينا محمد أسد بهذه الوصية :"يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس ، ويجب عليه أن يتحقّق أنه متميز ، وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك ، وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه !".
الإسلام على مفترق الطرق محمد أسد
***
نعم..
ذلك هو الطريق الذي رسمه القرآن لنا..
الطريق الذي رسمه الخلفاء الراشدون المهديون..
الطريق الذي وضحه لنا علماؤنا عبر التاريخ..
طريق الجهاد..
طريق " أتيتكم بالذبح" لأعداء الله الذين جاسوا في ديارنا واغتصبوا نساءنا وهتكوا أعراضنا واغتصبوا أموالنا....
طريق الجهاد..
وطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
يقول شهيد الإسلام عبد القادر عودة "ومن المتفق عليه بين الفقهاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس حقاً للأفراد يأتونه إن شاءوا, ويتركونه إن شاءوا, وليس مندوبا إليه يحسن بالأفراد إتيانه, وعدم تركه, وإنما هو واجب على الأفراد, ليس لهم أن يتخلوا عن أدائه, وفرض لا محيص لهم من القيام بأعبائه".
انتهى من مقال "بن لادن- وليس أبو جهل وأبو لهب - هو الحل"
محمد عباس (http://www.mohamadabbas.net/)
هل يرضى عنّا اليهود والنصارى إلا أن نتبع ملتهم..
فإن كان القرآن يخبرنا ذلك .. فلماذا يدفعنا أبو لهب وأبو جهل خطا وراء خط.. وخندقا خلف خندق.. وانسحابا بعد انسحاب..
أإلى الكفر يدفعوننا..
وأنت يا أمة تستجيبين ولا تقاومين..
***
ما أقوله ينطبق على الأمة انطباقه على الأفراد..
فلو أن نشالا أو قرصانا أو قاطع طريق خطف حقيبتك من يدك، فهل تسكت على ذلك وتستسلم لما حدث حتى لو كانت الحقيبة فارغة؟.. وماذا لو لَم تكن فارغة، بل كانت تحتوى على كَدِّ عمرك وكَبَدِ أيامك..
فهل تسكت؟..
ولو أنه لَم يكتفِ بذلك، فخطف - مع الحقيبة التي تحتوي على الكَدِّ والكَبـَدِ -امرأتك أيضا..
ثم لَم يكتف بذلك فخطف أبناءك .. ثم أباك وأمك..
فهل تسكت..
هل تستطيع أن تسكت؟..
ولو أنه بعد أن فعل ذلك استولى على بيتك وطردك منه بعد أن حول زوجتك إلى محظية وأبناءك إلى عبيد وقتل أبويك..
ولو أنه راح بعد ذلك يعتبر كل محاولة للمقاومة منك إرهابا، وكل محاولة للبحث عن أكثر الأسلحة بدائية كي تواجه بها أعتى الأسلحة تطورا، جرائم تهدد السلم العالمي..
ولو أنه راح بعد ذلك يبيع ممتلكاتك بأبخس الأسعار كي يسدد بها تكاليف عدوانه عليك وخطفه حقيبتك وانتهاك زوجتك واسترقاق أبنائك وقتل أبويك وغصب بيتك، على اعتبار أن ذلك كله كان خدمة كبرى أداها لك وله أن يتقاضى مقابلها بأعلى سعر، بل وأن يغالط في الحساب كما يشاء.
إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا..
فهل تسكت؟!..
هل تستطيع أن تسكت؟..
ذلك أن أي اعتراض منك سوف يفهم منه على الفور أنك تحتاج إلى مزيد من الترويض، وإلى تعليم كي تفهم أن كل ما حدث إنما كان في صالحك، فإن لَم تفهم ذلك، و إذا لَم تبادر بطلب الصلح فإنك إرهابي. وسيكون العالم أفضل بدونك.
فهل تسكت؟..
وهل تسكت إذا علمت أن هذا الصلح لن يعيد إليك بيتك المغتصب ولن يعوضك عن ضحاياك ولا هو سيعيد إليك بنيك أو امرأتك، ولا حتى حقيبتك، لن يعيد إليك أيا من ذلك، بل إن أول شروط هذا الصلح أن تتعهد بأنك لن تطالب أبدا بأي شيء من ذلك، وأنك تدرك أن ما حدث كان في صالحك، وأنك ممتن..
ثم .. وهذا هو الأهم.. أن تدرك أن السبيل الوحيد لكي يبقيك القرصان على قيد الحياة، هو أن تترك ملتك وتتبع ملته.
***
نعم..
هذا هو المطلوب يا ناس..
هذا هو المطلوب..
فهل نسكت؟..
***
وإذا كنتم قد استطعتم أن تعيشوا دون أمن ودون كرامة ودون حرية، إن كنتم قد استطعتم أن تبيتوا على الطوى، وأن تمسوا على العطش، وأن تسكنوا المقابر، وأن يحاصركم الفساد والعفن لكي تعيشوا بلا أمل.. فهل تستطيعون الحياة بلا دين..
هل أنتم مستعدون لدفع الثمن..
أن تتبعوا ملة اليهود والنصارى..
هل أنتم مستعدون يا ناس للحياة دون ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي؟..
هل تستطيعون الحياة دون البخاري ومسلم؟..
هل تستطيعون الحياة بغير أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد..
هل تستطيعون المواصلة بدون أبى بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين؟؟..
هل تستطيعون الحياة دون صلاة الفجر ورواء الروح بها..
هل تستطيعون الحياة دون "آمين" تزلزل الأرض حين تجتمعون في المساجد..
هل تستطيعون؟..
هل تستطيعون الصبر على أكاذيبهم الخسيسة الفاجرة عن سيد البشر وخاتم الرسل.. وأنه لَم تكن هناك رسالة ولا نبوة وإنما هو - غفرانك اللهم- كذاب كذب على ربه..
هل تستطيعون المضي في هذه الحياة دون الأحاديث النبوية..
هل تستطيعون الاستمرار في هذه الحياة دون القرآن؟..
إن الحيوان الأعجم قد يسلمه خوفه وجبنه إلى الفرار نشدانا للسلامة فيهلك. ولكنه عندما يدافع عمن يحب يبذل حياته راضيا وسعيدا.
***
هل تستطيعون يا ناس أن تعيشوا دون الإيمان بالله، إيمان الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، هل تستطيعون الاحتمال لحظة واحدة إذا تجردتم من الشعور بأنكم كأنكم ترونه، فإن لَم تكونوا ترونه فإنه يراكم، هل تستطيعون المواصلة دون الأمل في مغفرته ورحمته وجنته ولقائه..
عدوكم يريد أن يجردكم من هذا كله..
عدوكم يريدكم أن تنسوا هذا كله..
عدوكم يريد منكم أن تنكروا القرآن ( لأنه نص بشري كما يقول المرتد - بحكم محكمة - نصر حامد أبو زيد..
عدوكم يريدكم أن تتركوا السنة..
وأن تكذبوا محمدا.. صلى الله على محمد..
عدوكم يريدكم أن تخرجوا من الإسلام..
فهل تستطيعون الاحتمال ثانية واحدة.
***
هل تستطيعون؟
هل تستطيعون؟..
هل تستطيعون؟..
فإن لَم تكونوا تستطيعون , فلماذا استسلمتم , ولماذا تستسلمون , ولماذا لا تقاتلون؟..
***
هل تستطيعون؟..
جيفري لانج يفضل الموت..
وجيفري لانج (أستاذ الرياضيات في جامعة كنساس الأمريكية) هذا لَم تخطف حقيبته، ولا زوجته، ولا أبناؤه ولا أبويه ولا اغتصب منـزله، ولا روع ولا اضطهد، ولا هدد بالقتل، لكنه عندما طرح الاختيار على نفسه، وهو المرفه الآمن القوي، عندما طرح على نفسه الاختيار بين الحياة دون إيمان أو الموت.. اختار الموت..
يصف جيفري لانج أول محاولة له للصلاة فيقول:
.."..وانحنيت راكعاً حتى صار ظهري متعامداً مع ساقي ، واضعاً كفي على ركبتي وشعرت بالإحراج ، إذ لَم أنحن لأحد في حياتي . ولذلك فقد سررت لأنني وحدي في الغرف. وبينما كنت لا أزال راكعاً ، كررت عبارة سبحان ربي العظيم عدة مرات .ثم اعتدلت واقفاً وأنا أقرأ: سمع الله لمن حمده ، ثم ربنا ولك الحمد.. أحسست بقلبي يخفق بشدة ، وتزايد انفعالي عندما كبّرتُ مرةً أخرى بخضوع ، فقد حان وقت السجود . وتجمدت في مكاني ، بينما كنت أحدق في البقعة التي أمامي ، حيث كان علي أن أهوي إليها على أطرافي الأربعة وأضع وجهي على الأرض . لَم أستطع أن أفعل ذلك ! لَم أستطع أن أنزل بنفسي إلى الأرض ، لَم أستطع أن أذل نفسي بوضع أنفي على الأرض ، شأنَ العبد الذي يتذلل أمام سيده . لقد خيل لي أن ساقي مقيدتان لا تقدران على الانثناء . لقد أحسست بكثير من العار والخزي وتخيلت ضحكات أصدقائي ومعارفي وقهقهاتهم ، وهم يراقبونني وأنا أجعل من نفسي مغفلاً أمامهم . وتخيلتُ كم سأكون مثيراً للشفقة والسخرية بينهم . وكدت أسمعهم يقولون : مسكين جف ، فقد أصابه العرب بمسّ في سان فرانسيسكو ، أليس كذلك ؟
وأخذت أدعو: أرجوك ، أرجوك أعنّي على هذا . أخذت نفساً عميقاً ، وأرغمت نفسي على النـزول . الآن صرت على أربعتي ، ثم ترددت لحظات قليلة ، وبعد ذلك ضغطت وجهي على السجادة . أفرغت ذهني من كل الأفكار وتلفظت ثلاث مرات بعبارة سبحان ربي الأعلى . الله أكبر . قلتها ، ورفعت من السجود جالساً على عقبي . وأبقيت ذهني فارغاً ، رافضاً السماح لأي شيء أن يصرف انتباهي . الله أكبر . ووضعت وجهي على الأرض مرة أخرى . وبينما كان أنفي يلامس الأرض ، رحت أكرر عبارة سبحان ربي الأعلى بصورة آلية . فقد كنت مصمماً على إنهاء هذا الأمر مهما كلفني ذلك . الله أكبر . وانتصبت واقفاً ، فيما قلت لنفسي : لا تزال هناك ثلاث جولات أمامي وصارعت عواطفي وكبريائي في ما تبقى لي من الصلاة . لكن الأمر صار أهون في كل شوط . حتى أنني كنت في سكينة شبه كاملة في آخر سجدة . ثم قرأت التشهد في الجلوس الأخير ، وأخيراً سلَّمتُ عن يميني وشمالي .
وبينما بلغ بي الإعياء مبلغه ، بقيت جالساً على الأرض ، وأخذت أراجع المعركة التي مررت بها . لقد أحسست بالإحراج لأنني عاركت نفسي كل ذلك العراك في سبيل أداء الصلاة إلى آخرها . ودعوت برأس منخفض خجلاً: اغفر لي تكبري وغبائي ، فقد أتيت من مكان بعيد ، ولا يزال أمامي سبيل طويل لأقطعه . وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لَم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب عليّ وصفه بالكلمات . فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع من نقطة ما في صدري . وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية ، حتى أنني أذكر أنني كنت أرتعش . غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثّرت في عواطفي بطريقة غريبة أيضاً . لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني وتتغلغل فيّ . ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب . فقد أخَذَت الدموع تنهمر على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة . وكلما ازداد بكائي ، ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني . ولَم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور . لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطِلقاً عنانَ مخزونٍ عظيمٍ من الخوف والغضب بداخلي . وبينما أنا أكتب هذه السطور ، لا يسعني إلا أن أتساءل عما لو كانت مغفرة الله عزّ وجلّ لا تتضمن مجرد العفو عن الذنوب ، بل وكذلك الشفاء والسكينة أيضاً, ظللت لبعض الوقت جالساً على ركبتي ، منحنياً إلى الأرض ، منتحباً ورأسي بين كفي . وعندما توقفت عن البكاء أخيراً ، كنت قد بلغت الغاية في الإرهاق . فقد كانت تلك التجربة جارفة وغير مألوفة إلى حد لَم يسمح لي حينئذ أن أبحث عن تفسيرات عقلانية لها . وقد رأيت حينها أن هذه التجربة أغرب من أن أستطيع إخبار أحد بها. أما أهم ما أدركته في ذلك الوقت : فهو أنني في حاجة ماسة إلى الله، وإلى الصلاة, وقبل أن أقوم من مكاني ، دعوت بهذا الدعاء الأخير:
"اللهم ، إذا تجرأتُ على الكفر بك مرة أخرى ، فاقتلني قبل ذلك - خلصني من هذه الحياة . من الصعب جداً أن أحيا بكل ما عندي من النواقص والعيوب ، لكنني لا أستطيع أن أعيش يوماً واحداً آخر وأنا أنكر وجودك "
***
أحسّها الأجنبي الذي يصلي أول مرة فبماذا تحسون يا مَن تصلون منذ عشرات الأعوام..
والذي يجرب الإيمان لأول مرة دعا اللهَ أن ينهي حياته إذا قضى عليه أن يفقد هذا الإيمان مرة أخرى..
بماذا تحسون أنتم يا ناس.. بماذا تحسون وأنتم تدركون يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة أن المطلوب منكم يتجاوز حريتكم وأرضكم وشرفكم وعرضكم إلى دينكم ونبيكم وقرآنكم؟..
وليس الأمر أمر هواجس أو ادعاءات؛ فكتبهم المنشورة تعرض ذلك كله دون خفاء أو حياء.
نعم..
لَم يكفوا عن الجهر بذلك..
ولَم يكف علمانيونا وحداثيونا في نفس الوقت عن التمويه على مخططاتهم حتى لا تدركها الأمة..حتى لا تنهض وتقاوم..
***
لقد بدأ العداء الغربي للإسلام منذ ظهور الإسلام وتحريره الشرق والشرقيين من هيمنة الرومان.. وفي هذا المقام يقول الكاتب والقائد الإنجليزي (جلوب باشا) (1897 - 1986) كلمته التي توقظ النيام: "إن تاريخ مشكلة الشرق الأوسط إنما يعود إلى القرن السابع للميلاد!".
***
يقول مراد هوفمان في كتابه ( رحله إلى مكة ) : ( إن الغرب يتسامح مع كل المعتقدات والملل ، حتى مع عبدة الشيطان ، ولكنه لا يظهر أي تسامح مع المسلمين . فكل شيء مسموح إلا أن تكون مسلمًا )
***
أما محمد أسد (ليوبولد فايس) فيسلط الضوء على سبيل النجاة من واقعنا المتردي فيكتب :"ليس لنا للنجاة من عار هذا الانحطاط الذي نحن فيه سوى مخرج واحد؛ علينا أن نُشعر أنفسنا بهذا العار ، بجعله نصب أعيننا ليل نهار! وأن نَطعم مرارته.. ويجب علينا أن ننفض عن أنفسنا روح الاعتذار الذي هو اسم آخر للانهزام العقلي فينا ، وبدلاً من أن نُخضع الإسلام باستخذاء للمقاييس العقلية الغربية ، يجب أن ننظر إلى الإسلام على أنه المقياس الذي نحكم به على العالَم ..
أما الخطوة الثانية فهي أن نعمل بسنة نبينا على وعي وعزيمة..
***
ثم يوصينا محمد أسد بهذه الوصية :"يجب على المسلم أن يعيش عالي الرأس ، ويجب عليه أن يتحقّق أنه متميز ، وأن يكون عظيم الفخر لأنه كذلك ، وأن يعلن هذا التميز بشجاعة بدلاً من أن يعتذر عنه !".
الإسلام على مفترق الطرق محمد أسد
***
نعم..
ذلك هو الطريق الذي رسمه القرآن لنا..
الطريق الذي رسمه الخلفاء الراشدون المهديون..
الطريق الذي وضحه لنا علماؤنا عبر التاريخ..
طريق الجهاد..
طريق " أتيتكم بالذبح" لأعداء الله الذين جاسوا في ديارنا واغتصبوا نساءنا وهتكوا أعراضنا واغتصبوا أموالنا....
طريق الجهاد..
وطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
يقول شهيد الإسلام عبد القادر عودة "ومن المتفق عليه بين الفقهاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس حقاً للأفراد يأتونه إن شاءوا, ويتركونه إن شاءوا, وليس مندوبا إليه يحسن بالأفراد إتيانه, وعدم تركه, وإنما هو واجب على الأفراد, ليس لهم أن يتخلوا عن أدائه, وفرض لا محيص لهم من القيام بأعبائه".
انتهى من مقال "بن لادن- وليس أبو جهل وأبو لهب - هو الحل"
محمد عباس (http://www.mohamadabbas.net/)