المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاري الملحد ... خاطرة بالتوكية - للأخ هشام بن الزبير



طالب العفو
06-15-2010, 07:59 PM
اعتبرها بادرة ابداعات الغرفة
يعني بعدما تم الاستقرار الي حد ما في الغرفة الحوارية للمنتدي بالبالتوك
غرفة لا الحــــــــــــــــــــــــــــــاد
وتواجد بعض الاخوة الكرام بصفة دورية جزاهم الله عن اوقاتهم كل الخير
ومناقشتهم وجها لوجه مع المخالفين
بدات تتكون تجربة من نوع متميز يصح ان نسميها فريدة
وبدت ثمارها في خير وفير
مثل اسلام الاخ ناقشني وانكسار كثير من الملاحدة بل وادمان بعضهم للاستماع طوال الوقت بالغرفة
نسال الله ان يهدينا واياهم الي الحق باذنه
انه علي كل شئ قدير
ظهرت هذه الخاطرة من اخينا هشام بن الزبير
تستحق الاستماع
http://www.4shared.com/audio/hzJoXR13/Atheist_Neighbor_ibn_zoubair.html

د. هشام عزمي
06-16-2010, 03:01 AM
رااااائعة ..!!
لم أكن سمعتها من قبل ، وهي تنطبق تمامًا على عدد كبير من الملاحدة والله المستعان .

مسلم99
06-18-2010, 06:10 PM
شكـرأ اخي الكريم على هذا المجهود
لكن ارجوا منك رفعها على رابط اخر فهذا الموقع با الذات لا يفتح عندي لا ادري من اين الخلل

هشام بن الزبير
06-18-2010, 07:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله,

أما بعد,

فهذا تفريغ للخاطرة أعلاه, كان أخي الفاضل راغب سألني أن أضعه على المنتدى:


جاري الملحد

جاورني رجل ملحد في الغرفة, غرفة لا إلحاد في البالتولك, فرأيت من أمره عجبا, إنك كائن بالتولكي بامتياز, فكيف أصفه لكم؟ فأنا في شكه من شك, وفي حيرته من حيرة, إنني لفرط حيرة صاحبنا وتخبطه, ولشدة شكه وتشكيكه, وليه للكلام وتشقيقه, ولرده للحجج الواضحة ولتدليسه, أقول إنني لهذه الأسباب كلها في حيرة من أمري حين أروم أن اصف هذا الكائن العجيب الغريب, جارنا الملحد في الغرفة.

الكلام قد يطول فلعلي أفرد للكلام عن جارنا حلقات.

الحلقة الأولى: ركن التعارف.

لما أمضى صاحبنا اياما في الغرفة … لا تكاد تسمع له همسا ولا تدرك من حقيقته إلا إسما, تشجع بعد لأي واستجمع قواه بعد تردد, وتكلم على استحياء ليقول بصوت ينبئ عن حقيقة صاحبه:

"أنا ملحد و لافخر, أنا جاحد بالخالق, كافر بالأديان… يا خفاف العقول يا سذجا بالإيمان, يا أسرى الخرافة, أنا تحررت من أديانكم الوهمية ومعتقداتكم الغيبية…"

حينها قاطعه المؤمن متعجبا: "رويدك يا فرخ الإلحاد, ما لي أراك تروم أن تطير ولما تريش؟ كيف حكمت على الدين وما يدعيه أهله من يقين, وأنت مقر بالإلحاد, معترف بالحيرة والتيه, سادر في الشك والزيغ؟
فكيف تحكم على أمر أنت تجهله, وميدان أنت لم تلجه وطعام أنت لم تذقه, أما بلغك أن الناس أعداء ما جهلوا؟"

ما إن سمع الملحد سؤال المؤمن حتى أخرج من كنانته سهمه الأول ليرمي به قلوبا عامرة بالإيمان, لعلها تتزعزع ولو قيد أنملة, ولعل بذرة الشك والإلحاد تنبت فيها ثم تتكاثر كالفطر, فينالها ما نال الملحد من قبل من بركات الإلحاد والتيه… هاهوذا يتخير الكلمات ويصوب سهمه الأول, وهو يقول في فخر واختيال, ومكابرة وتعال:

"اسمعوا معاشر المؤمنين, إني إلى الأمس القريب كنت مثلكم, فالملحد لا يولد ملحدا, بل يخرج من رحم الشرع و الدين, ويتحرر من شرنقة الإيمان والتسليم, ليطير في فضاء العلم ويحلق في سماء العرفان, ثم لا يزال إلحاده يتطور ويرتقي حتى يبلغ منازل يكل عن وصفها لسان البليغ وقلم الأديب"

ثم يسترسل جارنا الملحد مستبسلا في تقمص دور المؤمن السابق, ولأمر ما أتصوره متبسما, فيضيف:
"صاحبكم كان يحفظ القرآن, ويستظهر ما اتفق عليه الشيخان, صاحبكم كان يحج ويعتمر, ويشيع الجنائز ويزور المريض, ويصوم عاشوراء وعرفة والأيام البيض, ويفك العاني ويكفل الأيتام…"

ولقد كدت أظن حينما سمعت مثيل هذا الكلام أول مرة, أن هارون الرشيد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما لم يكن في اجتهاد ملاحدة البالتولك وزهدهم وورعهم وعلمهم وفقههم السابق!

وصاحبنا الملحد إذ يصل إلى هذه النقطة التراجيدية من حكيه, يتوقع أن بنيان الإيمان في قلوب محاوريه قد تزلزل وأن قلوبهم قد بلغت الحناجر وأنهم صاروا يظنون بالله الظنونا, وهم يسمعون كيف يخلع عالم عامل زاهد فجأة رداء الإيمان البهي ليتسربل بأسمال الإلحاد الردي؟
حينها يتمادى جارنا الملحد ويسترسل فيقول:
" بعد هذه المسيرة القرآنية الإيمانية الحافلة تكشف لي ما في الدين من تهافت, وما في الشريعة من تعارض وما في الإيمان من تناقض"

عندها سأله المؤمن: " مهلا مهلا جارنا الملحد: هكذا فجأة بين الصيام والقيام, ومحاطا بكتب الأئمة الأعلام, ألحدت؟ هل سقط عليك الإلحاد على حين غرة من السماء؟ رويدك رويدك, هناك حلقة مفقودة, هذه قفزة بالتولكية معروفة."

قال الملحد مدافعا: " لا لم ألحد فجأة, فالإلحاد مخاض عسير وعناء كبير, لا تظنوا أن الإلحاد نجم منير بل هو ظلام في ظلام ومتاهة تكاد تذهب بالعقول ومحارة تكدر الأفهام وتضعف الأحلام, إيــــــــــــه, إني أحيانا أغبطكم أهل الإيمان."

وعندما أتى جارنا على هذا الكلام خطر لي في البال: " إنه حقا مخلوق عجيب, يفاخر بما كان عليه من يمن وإيمان وسلامة وإسلام, ثم لا يلبث أن ينسف ذلك بإقراره بالإلحاد وتبجحه بالكفران, ثم يقر بغبطته لمن لم يزل يرفل في حلل اليقين ويكرع من بحور السنة والقرآن, مورد الهدى والإيمان, كل هذا في نفس واحد !"

ألا يدعي الملحد أنه كائن مادي عقلاني؟ أليس على مذهبه جثة بلا روح ولفظا بلا معنى وخزانة مفقرة فارغة وقفصا من لحم وعظام ليس فيه روح تتوق أن تطير وقلب يروم أن ينعتق؟

يضيف الملحد: " كفري بدينكم ليس وليد نزوة عابرة بل هو نتاج مسيرة شاقة وبحث مضن...."

وفي خضم هذا السجال تناهت إلى الأسماع كلمات نورانية تعبق بأريج الإيمان وعبق التوحيد والإسلام, ففهم الملحد أنها نداء الحق وصوت الأذان, فبادر المؤمن إلى الإستئذان ليجيب داعي الرحمن, فهو عبد ما غير ومخلوق ما أنكر وبصير ما عمي.

فأجابه الملحد في نبرة تنطق بألف لسان: "إفعل يا مؤمن ما به ترتاح, إني أكاد أغبطك على بساطة إيمانك."

فقلت في نفسي: "سبحان الله, لماذا لا أصدق جارنا الملحد ولو طرفة عين أنه ظاهرة فكرية ومسيرة عقلية ومدرسة علمية؟
لماذا أراه مجرد ظاهرة صوتية وحالة نفسية غريبة مستعصية, تلبس ألفاظا جوفاء تفصح عن نفس متحيرة مضطربة متمردة مرتبكة متشككة, تطرح ألف شبهة وسؤال ولا يشبعها ألف ألف جواب, ولا يملأ فراغها دليل عقلي ولا برهان نقلي؟

إنصرف المؤمن إلى الصلاة وهو يشكر ربه على نعمة الإسلام وعلى بهاء العقل وعلى صفاء الروح.

ولبث الملحد في إلحاده الإفتراضي يتلاشى عالمه الوهمي أمام عيني رأسه شيئا فشيئا ويتساءل في قرارة نفسه على استحياء مخافة أن يفصح منه اللسان على خبيئة نفسه ومكنون سريرته:

"حتام الدوران في ذات المكان؟ أما تشعر بالدوار؟ أما يزعجك هذا الغثيان؟"
"هلا حقا يفضي هذا الطريق إلى بر الأمان؟"
"أم أني في متاهة مظلمة لا يخلصني منها إلا الموت."