المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستدلال بآية الزواج من الكتابيات



الوعد الصادق
06-24-2010, 01:33 PM
كتبت موضوعا عن الزواج من الكتابية من قبل ولكنني في هذا الموضوع اتناوله من باب ان هل يستقيم الاستدلال عليه من القرآن ام لا ,فمادة الموضوع هنا تتكلم عن الاستدلال بالآية في سورة المائدة ولا تتكلم عن غيرها من الأدلة ..

انا اقر بأن الزواج من اهل الكتاب مباح بنص القرآن الكريم ولكن بشروط اولها التوحيد ثم العفة وهذا نص القرآن

يقول تعالى
( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين )

تتكلم هذه الآية عن المؤمنين من اهل الكتاب قبل الاسلام او قبل وصول دعوته اليهم و يبطل الاستدلال بهذه الآية باباحة الزواج من الكتابية المشركة والأدلة الواضحة والدامغة هي كما يأتي :

1 قوله تعالى : ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون . وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين . أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون . وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين )
والجميع يقر بأن الكفار من الذين اوتوا الكتاب لا تشملهم هذه الآية انما تتكلم عن المؤمنين من اهل الكتاب كما هي الآية المستدل بها باباحة الزواج من الكتابية المؤمنة , وكذلك قوله ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ) , ويؤكد ذلك تفصيل آيات اخرى في القرآن بقوله ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون . يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين . وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ) وقوله تعالى ( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله ) وغيرها من الآيات .

2 يلزم من يستدل بهذه الآية على عموم المؤمنين والمشركين من اهل الكتاب ان يقبل طعام النصارى وما ذبح لهم باسم الآب والابن والروح القدس او لحم الخنزير لأن بعض اهل الكتاب يستحلونه فالآية تقول ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) , ولكن بالرجوع الى الفهم الصحيح للآية فان عموم المؤمنين من اهل الكتاب من قبل لا يذبحون الا لله ولا يأكلون لحم الخنزير .

3 قوله الصريح " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " فهل من فرق بين من يعبد المسيح وبين من يعبد اللآت ! ثم ذكر الله علة التحريم بعد ذلك بقوله " اولائك يدعون الى النار " وقبول صنف من المشركين يعني قبول دعوتهم الى النار, وكذلك قوله " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " فهل يعقل ان كل هذه الآيات معطل حكمها ولا يلزمنا ؟

4 قوله " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات " فهل من يعبد المسيح خبيث ام طيب ؟ وهل هذه الآية منسوخة كذلك ؟

5 الزواج يقتضي وجود مودة وموالاة بين الزوجين كما قال تعالى " وجعل بينكم مودة ورحمة " فهل يجوز ان توجد موادة وموالاة بين المؤمن والكافر وقد تكون الكتابية المشركة اما لمسلمين مع العلم بأن الكتابية المشركة ستدعى الى الاسلام فان لم تسلم فستكون قد اعرضت وستكون ممن يحادون الله ورسوله ولا يجوز امساكها وكيف يمسك المسلم بعصمتها وهي متمسكة بالباطل معرضة عن الاسلام والله يقول " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله " " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " " ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين " ولكن الله يقول " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " .

اخيرا اقول ان ما قد يكون فعله الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة والصالحين بالزواج من الكتابيات قد فهم خطأ وهو ينطوي تحت باب الزواج من المؤمنات من الذين اوتوا الكتاب قبل الاسلام او قبل وصول الدعوة اليهم ثم دخلوا في الاسلام وهو ما اباحته الآية الكريمة, ولا يصح ان نتعامل مع المرأة كأنها مخلوقة لمتعة الرجل ورعاية بيته فقط فهذا انتقاص من آدميتها واهانة لكرامتها, بل هي انسان مثل الرجل في الآدمية خلقت لعبادة الله وحده قبل اي شئ .