فيصل...
07-24-2005, 03:21 PM
نظرات في باب " الرد على الجهمية " من سنن ابن ماجه
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فعندما يستشرف البعض بدينه ، ويرفع للناس جبينه ، نسأله سؤال متثبت : هل ما دنتَ به مأخوذ من الكتاب والسنة ، ومَنْ سلفُك في ذلك ! .
هذه ثلاث ، فما يبرح صاحب البدعة والضلالة إلا وينغض رأسه ، ويرخي جبينه ، ويقول : قال الأخطل النصراني !! ، وقال الفيلسوف الفلاني !! .
وأما صاحب السنة ، فيقول نعم : قال الله تعالى في سورة كذا : كذا وكذا ، وروّينا في " صحيح البخاري " كذا وكذا ، وأخبرنا أشياخنا عن أشياخهم أن الصحابي فلان قال كذا ، وقال به التابعي فلان ، وثبت عن تابع التابعي فلان من أكثر من وجه .
فيا لله ما هذا الشرف ، وما هذه الرفعة ، وما هذا الركن الشديد الذي أوى إليه ! ، آية ماضية ، وسنة قاضية ، وأثر صريح ! ، فمن الذي يضاهيه ؟ ، ومن الذي يجاريه ؟ ، فأنعم به وأكرم .
ولما تطاول أقزام ( اللامعقول ) و ( السفسطة في المنقول ) من أفراخ الجهمية ، والأشاعرة ، وكل ملحد في أسماء الله وصفاته : على عقيدة أهل السنة ، واستشرفوا بزلات المتأخرين ، وسقطات غير المعصومين ، جئناهم بأقوال الأئمة الأثبات ، والفرسان في كل الأوقات ، فأنغضوا رؤوسهم ، وعلموا أنهم قد خاضوا بحراً لا ساحل له ، وغاصوا في لجة لا نجاة منها ؟ ، ولهذا لما بلغ كبراؤهم تلك اللجج ، وخاضوا قي تلك الحجج ، أعلنوا التوبة والرجوع إلى الله ، وتفضيل دين العجائز الفطري على تعمقات علم الكلام ، كالرازي والجويني والغزالي وغيرهم وهم من هم في هذا الميدان ؟! .
ومن الأركان التي شيدت لنصرة دين النبي من كتب أهل السنة ما سبق وأن سميت كـ : " السنة " لحماد بن سلمة [ ت : 167 ] .
وكتاب " الصفات " لعبدالله بن محمد الجعفي [ ت : 229 ] .
وكتاب " الرد على الجهمية ، وأصول السنة " للإمام أحمد بن حنبل [ ت : 241 ] .
وكتاب " الاعتصام بالسنة " و " الرد على الجهمية " للبخاري [ ت : 256 ] .
وكتاب " خلق أفعال العباد " له .
وكتاب الرد على الجهمية لأبي داود من كتابه السنن ، ومسائله عن الإمام أحمد في " الصفات " .
وكتاب " النعوت " في سنن النسائي .
وأبواب " الرد على الجهمية " لابن ماجه .
وكتاب " أصول السنة " للرازيين أبي حاتم وأبي زرعة .
وكتاب " الحيدة " لعبدالعزيز الكناني صاحب الشافعي .
وكتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد .
وكتاب " السنة " لحنبل بن إسحاق .
وكتاب " السنة " لأبي بكر الأثرم .
وكتاب " الاستقامة في الرد على أهل البدع " لخشيش بن أشرم .
وكتاب " التوحيد " لأبي بكر محمد بن خزيمة .
وكتاب " السنة " لابن أبي عاصم .
وكتاب " السنة " للحكم بن معبد الخزاعي .
وكتاب " السنة " لأبي القاسم الطبراني .
وكتاب " المعرفة " في السنة ، و " الرؤية " لأبي أحمد العسال .
وكتاب " الصفات " و " الرؤية " للدارقطني .
و كتاب " العرش لابن أبي شيبة " لابن أبي شيبة .
وكتاب " الرد على الجهمية " للدارمي .
وكتاب " السنة " للخلال .
وكتاب " السنة " لأبي الشيخ الأصبهاني .
وكتاب " الرد على الجهمية " لابن منده .
وكتاب " شرح أصول أهل السنة " لأبي القاسم اللالكائي .
وكتاب " الرد على الجهمية " من سنن ابن ماجه لأبي محمد بن ماجه .
وكتاب " السنة " لأبي عمر الطلمنكي .
وكتاب " الإبانة " لابن بطة .
وقصيدة " السنة " لأبي بكر بن أبي داود السجستاني صاحب السنن .
وكتاب " الشريعة " للآجري .
وكتاب " العلو " لابن قدامة .
وغيرها من الكتب التي ما شرق أهل البدع من الجهمية وأتباعهم بشيٍ أشد من شرقهم بأمثال هذه الكتب ، أدام الله المحفوظ منها عزاً ونصراً لأهل السنة .
ومن هذه الكتب كما سبق الإشارة إليه " أبواب ما أنكرت الجهمية " من سنن الحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني الشهير بابن ماجه – بالهاء في الوقف والدرج – [ 207-275هـ ] ، في المجلد الأول ( ص : 63 وما بعدها ) ، فذكر جملة من الأحاديث فيها النص على بعض صفات الله عز وجل ، وسوف أذكرها واحداً تلو الآخر ، مع ما فيها من الفوائد ، قال رحمه :
باب فيما أنكرت الجهمية
حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا أبي و وكيع ح وحدثنا علي بن محمد ثنا خالي يعلى و وكيع وأبو معاوية قالوا : ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبدالله قال : كنا جلوساً عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر ، قال : ( إنكم سترون ربكم ، كما ترون هذا القمر لا تَضامُّون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39) .
قال أبو ريان الطائفي كان الله في عونه ونصرته :
هذا حديث عظيم متفق على صحته ، في إثبات رؤية الله تعالى في الجنة ، والآيات في إثبات رؤية الله تعالى واضحة المعنى معلومة كقول الله تعالى : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يونس:26) ، وقوله تعالى : ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (قّ:35) ، وقوله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23) ، وقوله سبحانه عن أهل النار : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15) فإذا عذب أهل النار بالحجب أنعم أهل الجنة بالتجلي ، والأحاديث كثيرة وهذا الحديث منها ، وسيأتي مثله ، أنشدني مشايخي بأسانيدهم إلى أبي بكر بن أبي داود في قصيدته في " السنة " قوله :
وقل يتجلى الله للخلق جهرة ****** كما البدر لا يخفى وربك أوضح
وليس بمولود وليس بوالدٍ ***** وليس له شبه تعالى المسبَّح
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا ****** بمصداق ما قلنا حديث مصرِّح
رواه جرير عن مقال نبينا ****** فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح
روى ذاك قوم لا يُرد حديثهم ****** ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
وهذا الحديث الصحيح فيه إثبات رؤية أهل الجنة بأعينهم لله عز وجل أشد وضوحاً من رؤيتهم في الدنيا للقمر ليلة البدر في ليلة لا غيم فيه ولا قتر ، وقد وصف النبي هذا الوضوح بأنهم : ( لا يُضامون ) وفي رواية ( لا تَضامُّون ) و في رواية ( لا تضارون ) في رؤيته عز وجل ، وكلها روايات صحيحة مقبولة المعنى تدل على وضوح الرؤية لوجه الله الكريم ، ففي اللفظ الأول ( يُضامون ) من الضيم من عسر النظر ، والثانية ( لا تَضامُّون ) من الضم أي لا يضم بعضكم إلى بعض عند رؤيته ، فلا يحصل ذلك لوضوحه للناس كما سيأتي في حديث أبي رزين رضي الله عنه ، والثالثة ( لا تضارون ) أي لا يدرككم ضرر عند رؤيته لوضوحه عز وجل للناس .
وراوي الحديث : يوسف هذه الأمة : جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، الذي ما راءه النبي إلا تبسم ، الصحابي الجليل الذي سلك سبيل خليلي رب العالمين في تحطيم الأصنام ، فكما حطم إبراهيم عليه السلام أصنام قومه ، وكما حطم نبينا وحبيبنا محمدٌ أصنامَ قومه حول البيت عام الفتح وهو يقرأ : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81) ، صنع جرير بن عبدالله مع أكبر صنم يعبده أهل اليمن وهو : ذو الخلصة وكان يسمى البناء الذي عليه !!! بالكعبة اليمانية !! ، وكعبة المسلمين التي في مكة تسمى بالكعبة الشامية ! ، فعندما زفر صدر النبي كراهة للشرك وعبادة الأوثان ، وقال : ( من لي بذي الخلصة ) ، امتثل لذلك جرير بن عبدالله رضي الله عنه ، وركب فرسه بعد أن دعا له النبي بالثبات عليه والتأييد والنصرة ، فهدمه .
وقد شرف الله أهل التوحيد بالاستنان بسنة الحنفاء المرسلين ، فهدم شيخ الإسلام ابن تيمية أوثاناً كانت تعبد في دمشق ، وكذا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – حيث هدم العديد من الأضرحة التي شيدت على القبور كما شيد على ذي الخلصة من قبل ، فحطمها وهو يقول : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81) .
فرحم الله من استن بسنة المرسلين ، والحنفاء الصادقين ، والعلماء الراسخين وحطم الأضرحة التي ضاهت ذا الخلصة في وصفه و وصف عبادها من حولها !! .
مسألة : رؤية أهل الجنة لله عز وجل : عامة تشمل النساء على الصحيح من قولي أهل العلم لعموم الأدلة .
تنبيه : في قوله ( كما ترون القمر ) هذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ، فالله أجل وأعلا أن يشبه بأحدٍ من خلقه .
فائدة : من قوله : (كنا جلوساً عند رسول الله ) فيه مشروعية التحديث بأخبار الصفات عند عامة الناس وخاصتهم ، وقد أطال فارس المعقول والمنقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – الرد على من أنكر ذلك من ثلاثة عشر وجه تقريباً تجدها في أول كتابه الحافل " التسعينية " .
فائدة ثانية : فيه فضيلة صلاتي الفجر والعصر ، والأحاديث في فضلهما على وجه الخصوص كثيرة ، وكذا الأحاديث في الترهيب من التفريط فيهما كثيرة .
فائدة ثالثة : قوله : ( قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) دليل لأهل التوحيد على أن الشمس هي التي تدور على الأرض لا أن الأرض تدور على الشمس ، والله تعالى يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يّـس:38) ، وثبت في " الصحيح " من كلام الصادق المصدوق أنه ما من يوم تغرب فيه الشمس إلا وتذهب تحت العرش وتسجد لله تعالى ، وتستأذن في أن تشرق فيؤذن لها ، حتى يأتي يوم تستأذن فلا يؤذن لها ويقال : ارجعي من حيث غربتِ .
هذا دين الله ، ودين الرسول ، ومن اتبع هواه ، وصدق الملحدين فلا يلومنّ إلا نفسه ! .
فائدة رابعة : من قوله : ( فنظر إلى القمر ) فيه إباحة النظر إلى السماء بل مشروعيته خلافاً لبعض متعنتة الصوفية في امتناعهم من النظر إلى السماء بدعوى الحياء من الله !! ، والله تعالى أمرنا بالتفكر في خلق السماوات والأرض .
فائدة خامسة : قوله : ( إنكم سترون ) والخطاب بنصه للصحابة وبعمومه لسائر الأمة فيه إشارة إلى الشهادة بأن الجنة مآل كل مسلم ، وإن عذب قبل ذلك ، ففيه الرد على الخوارج والمعتزلة ، وفيه ثبوت الرؤية لأهل الجنة بعامة على سائر درجاتهم .
فائدة سادسة : فيه جواز قراءة بعض الآية من أولها أو آخرها إذا لم يكن هناك إخلال بالمعنى حيث قرأ قوله تعالى : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39) ، وأولها : ( فاصبر لحكم ربك ) .
فائدة سابعة : قول ابن ماجه في الإسناد : ح ، هذا حرف يؤتي به لأحد أمرين ، إما بمعنى ( الحديث ) أي أخبرنا فلان عن فلان ح .. أي : الحديث كما يقال بعد ذكر بعض الآية : الآية ، أو يكتب الناس اليوم بعد ذكر بعض الكلام : ألخ ، أي إلى آخره .
والمعنى الثاني : التحويل ، أي تحول الإسناد وعاد من جديد عن شيخٍ آخر يلتقي مع من انتهى إليه الإسناد الأول في شيخه .
تم المجلس الأول من النظرات في باب الرد على الجهمية من سنن ابن ماجه ويليه المجلس الثاني .
أبو ريان الطائفي
كان الله في عونه ونصرته
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فعندما يستشرف البعض بدينه ، ويرفع للناس جبينه ، نسأله سؤال متثبت : هل ما دنتَ به مأخوذ من الكتاب والسنة ، ومَنْ سلفُك في ذلك ! .
هذه ثلاث ، فما يبرح صاحب البدعة والضلالة إلا وينغض رأسه ، ويرخي جبينه ، ويقول : قال الأخطل النصراني !! ، وقال الفيلسوف الفلاني !! .
وأما صاحب السنة ، فيقول نعم : قال الله تعالى في سورة كذا : كذا وكذا ، وروّينا في " صحيح البخاري " كذا وكذا ، وأخبرنا أشياخنا عن أشياخهم أن الصحابي فلان قال كذا ، وقال به التابعي فلان ، وثبت عن تابع التابعي فلان من أكثر من وجه .
فيا لله ما هذا الشرف ، وما هذه الرفعة ، وما هذا الركن الشديد الذي أوى إليه ! ، آية ماضية ، وسنة قاضية ، وأثر صريح ! ، فمن الذي يضاهيه ؟ ، ومن الذي يجاريه ؟ ، فأنعم به وأكرم .
ولما تطاول أقزام ( اللامعقول ) و ( السفسطة في المنقول ) من أفراخ الجهمية ، والأشاعرة ، وكل ملحد في أسماء الله وصفاته : على عقيدة أهل السنة ، واستشرفوا بزلات المتأخرين ، وسقطات غير المعصومين ، جئناهم بأقوال الأئمة الأثبات ، والفرسان في كل الأوقات ، فأنغضوا رؤوسهم ، وعلموا أنهم قد خاضوا بحراً لا ساحل له ، وغاصوا في لجة لا نجاة منها ؟ ، ولهذا لما بلغ كبراؤهم تلك اللجج ، وخاضوا قي تلك الحجج ، أعلنوا التوبة والرجوع إلى الله ، وتفضيل دين العجائز الفطري على تعمقات علم الكلام ، كالرازي والجويني والغزالي وغيرهم وهم من هم في هذا الميدان ؟! .
ومن الأركان التي شيدت لنصرة دين النبي من كتب أهل السنة ما سبق وأن سميت كـ : " السنة " لحماد بن سلمة [ ت : 167 ] .
وكتاب " الصفات " لعبدالله بن محمد الجعفي [ ت : 229 ] .
وكتاب " الرد على الجهمية ، وأصول السنة " للإمام أحمد بن حنبل [ ت : 241 ] .
وكتاب " الاعتصام بالسنة " و " الرد على الجهمية " للبخاري [ ت : 256 ] .
وكتاب " خلق أفعال العباد " له .
وكتاب الرد على الجهمية لأبي داود من كتابه السنن ، ومسائله عن الإمام أحمد في " الصفات " .
وكتاب " النعوت " في سنن النسائي .
وأبواب " الرد على الجهمية " لابن ماجه .
وكتاب " أصول السنة " للرازيين أبي حاتم وأبي زرعة .
وكتاب " الحيدة " لعبدالعزيز الكناني صاحب الشافعي .
وكتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد .
وكتاب " السنة " لحنبل بن إسحاق .
وكتاب " السنة " لأبي بكر الأثرم .
وكتاب " الاستقامة في الرد على أهل البدع " لخشيش بن أشرم .
وكتاب " التوحيد " لأبي بكر محمد بن خزيمة .
وكتاب " السنة " لابن أبي عاصم .
وكتاب " السنة " للحكم بن معبد الخزاعي .
وكتاب " السنة " لأبي القاسم الطبراني .
وكتاب " المعرفة " في السنة ، و " الرؤية " لأبي أحمد العسال .
وكتاب " الصفات " و " الرؤية " للدارقطني .
و كتاب " العرش لابن أبي شيبة " لابن أبي شيبة .
وكتاب " الرد على الجهمية " للدارمي .
وكتاب " السنة " للخلال .
وكتاب " السنة " لأبي الشيخ الأصبهاني .
وكتاب " الرد على الجهمية " لابن منده .
وكتاب " شرح أصول أهل السنة " لأبي القاسم اللالكائي .
وكتاب " الرد على الجهمية " من سنن ابن ماجه لأبي محمد بن ماجه .
وكتاب " السنة " لأبي عمر الطلمنكي .
وكتاب " الإبانة " لابن بطة .
وقصيدة " السنة " لأبي بكر بن أبي داود السجستاني صاحب السنن .
وكتاب " الشريعة " للآجري .
وكتاب " العلو " لابن قدامة .
وغيرها من الكتب التي ما شرق أهل البدع من الجهمية وأتباعهم بشيٍ أشد من شرقهم بأمثال هذه الكتب ، أدام الله المحفوظ منها عزاً ونصراً لأهل السنة .
ومن هذه الكتب كما سبق الإشارة إليه " أبواب ما أنكرت الجهمية " من سنن الحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني الشهير بابن ماجه – بالهاء في الوقف والدرج – [ 207-275هـ ] ، في المجلد الأول ( ص : 63 وما بعدها ) ، فذكر جملة من الأحاديث فيها النص على بعض صفات الله عز وجل ، وسوف أذكرها واحداً تلو الآخر ، مع ما فيها من الفوائد ، قال رحمه :
باب فيما أنكرت الجهمية
حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا أبي و وكيع ح وحدثنا علي بن محمد ثنا خالي يعلى و وكيع وأبو معاوية قالوا : ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبدالله قال : كنا جلوساً عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر ، قال : ( إنكم سترون ربكم ، كما ترون هذا القمر لا تَضامُّون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39) .
قال أبو ريان الطائفي كان الله في عونه ونصرته :
هذا حديث عظيم متفق على صحته ، في إثبات رؤية الله تعالى في الجنة ، والآيات في إثبات رؤية الله تعالى واضحة المعنى معلومة كقول الله تعالى : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يونس:26) ، وقوله تعالى : ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (قّ:35) ، وقوله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23) ، وقوله سبحانه عن أهل النار : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15) فإذا عذب أهل النار بالحجب أنعم أهل الجنة بالتجلي ، والأحاديث كثيرة وهذا الحديث منها ، وسيأتي مثله ، أنشدني مشايخي بأسانيدهم إلى أبي بكر بن أبي داود في قصيدته في " السنة " قوله :
وقل يتجلى الله للخلق جهرة ****** كما البدر لا يخفى وربك أوضح
وليس بمولود وليس بوالدٍ ***** وليس له شبه تعالى المسبَّح
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا ****** بمصداق ما قلنا حديث مصرِّح
رواه جرير عن مقال نبينا ****** فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح
روى ذاك قوم لا يُرد حديثهم ****** ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
وهذا الحديث الصحيح فيه إثبات رؤية أهل الجنة بأعينهم لله عز وجل أشد وضوحاً من رؤيتهم في الدنيا للقمر ليلة البدر في ليلة لا غيم فيه ولا قتر ، وقد وصف النبي هذا الوضوح بأنهم : ( لا يُضامون ) وفي رواية ( لا تَضامُّون ) و في رواية ( لا تضارون ) في رؤيته عز وجل ، وكلها روايات صحيحة مقبولة المعنى تدل على وضوح الرؤية لوجه الله الكريم ، ففي اللفظ الأول ( يُضامون ) من الضيم من عسر النظر ، والثانية ( لا تَضامُّون ) من الضم أي لا يضم بعضكم إلى بعض عند رؤيته ، فلا يحصل ذلك لوضوحه للناس كما سيأتي في حديث أبي رزين رضي الله عنه ، والثالثة ( لا تضارون ) أي لا يدرككم ضرر عند رؤيته لوضوحه عز وجل للناس .
وراوي الحديث : يوسف هذه الأمة : جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ، الذي ما راءه النبي إلا تبسم ، الصحابي الجليل الذي سلك سبيل خليلي رب العالمين في تحطيم الأصنام ، فكما حطم إبراهيم عليه السلام أصنام قومه ، وكما حطم نبينا وحبيبنا محمدٌ أصنامَ قومه حول البيت عام الفتح وهو يقرأ : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81) ، صنع جرير بن عبدالله مع أكبر صنم يعبده أهل اليمن وهو : ذو الخلصة وكان يسمى البناء الذي عليه !!! بالكعبة اليمانية !! ، وكعبة المسلمين التي في مكة تسمى بالكعبة الشامية ! ، فعندما زفر صدر النبي كراهة للشرك وعبادة الأوثان ، وقال : ( من لي بذي الخلصة ) ، امتثل لذلك جرير بن عبدالله رضي الله عنه ، وركب فرسه بعد أن دعا له النبي بالثبات عليه والتأييد والنصرة ، فهدمه .
وقد شرف الله أهل التوحيد بالاستنان بسنة الحنفاء المرسلين ، فهدم شيخ الإسلام ابن تيمية أوثاناً كانت تعبد في دمشق ، وكذا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – حيث هدم العديد من الأضرحة التي شيدت على القبور كما شيد على ذي الخلصة من قبل ، فحطمها وهو يقول : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81) .
فرحم الله من استن بسنة المرسلين ، والحنفاء الصادقين ، والعلماء الراسخين وحطم الأضرحة التي ضاهت ذا الخلصة في وصفه و وصف عبادها من حولها !! .
مسألة : رؤية أهل الجنة لله عز وجل : عامة تشمل النساء على الصحيح من قولي أهل العلم لعموم الأدلة .
تنبيه : في قوله ( كما ترون القمر ) هذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ، فالله أجل وأعلا أن يشبه بأحدٍ من خلقه .
فائدة : من قوله : (كنا جلوساً عند رسول الله ) فيه مشروعية التحديث بأخبار الصفات عند عامة الناس وخاصتهم ، وقد أطال فارس المعقول والمنقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – الرد على من أنكر ذلك من ثلاثة عشر وجه تقريباً تجدها في أول كتابه الحافل " التسعينية " .
فائدة ثانية : فيه فضيلة صلاتي الفجر والعصر ، والأحاديث في فضلهما على وجه الخصوص كثيرة ، وكذا الأحاديث في الترهيب من التفريط فيهما كثيرة .
فائدة ثالثة : قوله : ( قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) دليل لأهل التوحيد على أن الشمس هي التي تدور على الأرض لا أن الأرض تدور على الشمس ، والله تعالى يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يّـس:38) ، وثبت في " الصحيح " من كلام الصادق المصدوق أنه ما من يوم تغرب فيه الشمس إلا وتذهب تحت العرش وتسجد لله تعالى ، وتستأذن في أن تشرق فيؤذن لها ، حتى يأتي يوم تستأذن فلا يؤذن لها ويقال : ارجعي من حيث غربتِ .
هذا دين الله ، ودين الرسول ، ومن اتبع هواه ، وصدق الملحدين فلا يلومنّ إلا نفسه ! .
فائدة رابعة : من قوله : ( فنظر إلى القمر ) فيه إباحة النظر إلى السماء بل مشروعيته خلافاً لبعض متعنتة الصوفية في امتناعهم من النظر إلى السماء بدعوى الحياء من الله !! ، والله تعالى أمرنا بالتفكر في خلق السماوات والأرض .
فائدة خامسة : قوله : ( إنكم سترون ) والخطاب بنصه للصحابة وبعمومه لسائر الأمة فيه إشارة إلى الشهادة بأن الجنة مآل كل مسلم ، وإن عذب قبل ذلك ، ففيه الرد على الخوارج والمعتزلة ، وفيه ثبوت الرؤية لأهل الجنة بعامة على سائر درجاتهم .
فائدة سادسة : فيه جواز قراءة بعض الآية من أولها أو آخرها إذا لم يكن هناك إخلال بالمعنى حيث قرأ قوله تعالى : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39) ، وأولها : ( فاصبر لحكم ربك ) .
فائدة سابعة : قول ابن ماجه في الإسناد : ح ، هذا حرف يؤتي به لأحد أمرين ، إما بمعنى ( الحديث ) أي أخبرنا فلان عن فلان ح .. أي : الحديث كما يقال بعد ذكر بعض الآية : الآية ، أو يكتب الناس اليوم بعد ذكر بعض الكلام : ألخ ، أي إلى آخره .
والمعنى الثاني : التحويل ، أي تحول الإسناد وعاد من جديد عن شيخٍ آخر يلتقي مع من انتهى إليه الإسناد الأول في شيخه .
تم المجلس الأول من النظرات في باب الرد على الجهمية من سنن ابن ماجه ويليه المجلس الثاني .
أبو ريان الطائفي
كان الله في عونه ونصرته