المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كريم المختاري....للأسف,ميلاد فتنة



زينب من المغرب
06-29-2010, 11:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
حقيقة أجد نفسي محرجة لا بل والله يشهد قد حملت نفسي حملا ثقيلا محاولة أن أكتب عن أستاذ وقف بالأمس لي مدرسا واليوم مضطرة أن أكتب له ناصحة راجية أن يهديه الله إلى الصواب.
ولعلني قبل أن أبدأ في الحديث عن زلته( التي أنجبت زلات) من واجبي أن أعرج على تعريف بسيط عنه فيما يهمنا من معلومات.
اسمه في العنوان في بداية الأربعينات من عمره؛ أستاذ محاضر في كلية العلوم والتقنيات بمدينة طنجة.
كما يعرف نفسه هو مهتم بالتكنولوجيا الحديثة من إلكترونيك ومعلوميات.
باقتضاب شديد هذا هو كما يعرف بنفسه، لكن أضيف أنه مصاب بإعجاب شديد إلى درجة الإغراق الفكري في مشاريع التنمية البشرية ولعل هذا هو الذي أعطاه إحساسا كاذبا ليتجرأ على ما لا يعرف قواعده. متجاهلا بذلك كل القواعد التي استعملها ليحصل شهادته وهذا ما ستكون لنا معه وقفات في بعض من كتاباته.
بدأ الأستاذ كريم بإرسال مواضيع تحت عنوان " رسالة من الروح" إلى معارفه ربما وطلبته وكنت منهم طبعا.
كنت أستلمها غير مهتمة رغم أنني قرأت في سطورها تلك اللكنة الخاصة بأصحاب التنمية البشرية وتخريفاتهم الحالمة في أفق الإعجاب بالكافرين.
ثم بعد عدة رسائل أحسست أن هذا الأستاذ بدأ ينحوا به إعجابه بعقله إلى درك لم أرضه له. حاولت تنبيهه برسالة خاصة وبنشر موضوعه في منتدى أنصار السنة حيث تكلف الفاضل أبو جهاد الأنصاري بالرد على أباطيله وبعثت له رابط الموضوع آملة أن يدخل في النقاش وإذا به تأخذه العزة بالإثم ويكتب كلاما لشخص أقل ما يمكن القول عنه أنه يرجى له الهداية ليبصر في أي واد هو يهيم ;مع إجتنابه الخوض في الموضوع مع الأخ أبو جهاد.
ولست بهذا الموضوع أبغي قذفا في أستاذي ولا ضربا في فكر جديد. إنما أكتب كما سبق وقلت ناصحة وأزيد أنني وضعت إسمه كعنوان حتى يسهل على تلاميذه العثور على هذا الموضوع آملة أن نرمم ما يهدم أستاذي الفاضل .
وخوفي على عقل طلبته لأنني كنت في يوم من الأيام جالسة في إحدى أقسامه مستمتعة ومعجبة بقدرة هذا الإنسان على شرح دروسه في إخلاص المؤمنين محبة لأستاذ يستطيع أن ينقلنا من عالم الميكروإلكترونيك الضيق والخيالي( نسبيا) بكل صماماته وداراته المجهرية إلى واقع نستطيع من خلاله صنع معادلات لنفهم واقعا لعقولنا مجهول.
وهنا خوفي أن يشدهم هذا الإعجاب بشخصه كأستاذ إلى إلتهام نظرياته الخرافية في التنمية البشرية ويا مصيبة بلد إن ظهر فيه هذا الجيل ويا مصيبة أستاذ إن حمل وزر هذا الجيل.
فيما يلي من الحديث سأنقل تارة خلاصة لرسالاته وتارة إقتباسا حرفيا لكتابته راجية أن أجد من الإخوة والأخوات المساعدة في التفنيد والدحض لكل ما قيل.
والله نسأله العون وهو الهادي إلى سواء السبيل

ontology
06-30-2010, 12:25 AM
الى الامام اختي زينب.. لنرى ماذا يقول هذا الاستاذ من العجب..
تسجيل اختي متابعة وان شاء الله تعالى سنكون لاستاذك من الناصحين الراجين من هذا وجه ربنا جلا وعلا..

زينب من المغرب
06-30-2010, 01:35 AM
إنطلق الأستاذ كريم في أولى رسائله بالحديث عن المفاهيم الخاطئة المتوارثة في أذهان المغاربة عامة.
وكنت إلى حد ما متفقة معه لأننا كمغاربة لدينا بعض الموروثات التي بحاجة إلى تصحيح والذي لا ينجح إلا بالعودة إلى الكتاب والسنة.
وارتأى بداية أن يفهم (أو يشرح) مشيئة الله ومشيئة العبد والعلاقة بينهما في رسائل تحت عنوان "لغز المشيئة" من خلال القرآن الكريم ضاربا بفهمه كل كتب الفقه والتفسير لأنها كما قال حرفيا ==>لم تشفي غليله.
وبعد حديث طويل لفهم الإشكالية استطاع أستاذي من خلال مقال في الأنترنت ل "إيديب بوكسيل" حول المشيئة إلى تكوين خلاصة فهمه الجديد التي أنقل ملخصها فيما يلي:


مشيئة الله هي قوانينه في الكون........... لن تخرج أبدا عن مشيئة الله مهما حاولت، لأن قوانين الكون ثابتة : "سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا" (الفتح 23)
وفي شرحه لمشيئة العبد بعد أن ساق أمثلة بتأويله أفضى إلى هذه الخلاصة:


فالمشيئة تأتي من العبد، يعني أن أولئك الذين أرادوا الرزق وقاموا بأسبابه، تفتح عليهم أبواب الرزق. بينما الذين اختاروا الكسل والقعود عن طلب الرزق، فهم لم يشاءوه بلسان حالهم. فالرزق من حق الجميع، مسلمين أو غير مسلمين
لمزيد من الإطلاع تجدون رسائله بالنقل الحرفي على هذا الرابط :
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=10383
وفيما يليها سنتطرق إلى باقي رسائله

زينب من المغرب
06-30-2010, 10:49 AM
كان الموضوع الذي فتحت في منتدى أنصار السنة بمثابة باب أكثر ما رغبت من خلاله هو أن يكون أرضية ليطرح فيها أستاذي تفسيراته لبعض الأمور أمام أخ فاضل نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
لهذا بعثت له بالرابط وانتظرت منه أن يدخل في النقاش.
كتب لي معتذرا في رسالة طلب مني عدم نشرها وأيضا عدم نشر باقي رسائله.
رسالته الخاصة احترمت رغبته فيها بعدم نشرها، ولكن باقي رسائله التي تحمل غزوا لعقول طلبته وجدت نفسي غير قادرة على تجاهلها.
في رسالته للرد علي نعتنا بأننا نستعمل النقل وهو صاحب عقل ويميل إلى فكر المعتزلة، وهذه حقيقة كان عليه من الأمانة أن يشير إليها في رسائله حتى يتخذ البقية حيطتهم.
أستغرب كيف استطاع أستاذي الفاضل أن يقول أن كل كتب ومناظرات السابقين واللاحقين لم تشفي غليله بينما نجد أن موضوع المشيئة من المواضيع التي أثارها أناس في كل العصور وبكل الألوان لا بل وتمخضت عن سوء فهمها فرق ضالة.
ولعل القارىء في سير الملل والنحل، يجدها مقدمة موحدة لكل من أراد أن يصنع الفتن ابتداء بالملاحدة وانتهاء بالمبتدعة. فكيف يزعم أستاذ إلكترونيك اعترف أنه لم يستطع إتمام دراسته لأصول الدين بسبب ظروف العمل أن يخوض في هذا المعترك واضعا فيه الحل لا طارحا الشبهة التي تراوده. وكأنه بذلك يريد أن يفهمنا أن كل هذه الملل التي مرت لم يوجد من يرد شبهاتها أو لربما كل أولئك العلماء لم يستطيعوا الإقناع كما هو.
ولننظر إلى ما طرحه أستاذي إنه ليس حلا كما توهم إنه شبهة قديمة، مجرد قراءة أولية فيها جعلني أحس بإختلال ميزانها الشرعي.
وكرد على أستاذي في قوله أنه يميل إلى المعتزلة قلت له إنها فرقة اتضح ضلالها منذ القدم، وأضفته هل تستطيع تحمل وزر الذين سينتهجون أسلوبك في التطاول على القرآن بالتفاسير الشخصية لكن لم تصلني منه رسالة بعدها إلا أنه أكمل نشاطه في الرسائل الأسبوعية وقام بالرد الغير المباشر على رسالتي الخاصة الذي أنقله حرفيا فيما يلي:


قبل أن أسترسل في حديثي عن موضوع القضاء والقدر أريد أن أوضح بعض النقط التي قرأتها في ردودكم، فقد سألني البعض : إلى أين تريد أن تصل ؟ و ما هدفك من وراء هذه الرسائل ؟ وأي نوع من الإيديولوجيات تروّج لها ؟

أقول : هذه الرسائل هي تأملاتي الشخصية في حياة المجتمع المغربي، وهي تعبر عن آرائي وقناعاتي الشخصية لا غير، أنا لا أخدم أي إيديولوجية أو طائفة أو مذهب، منهجي هو منهج العقل لأن العقل هو الأداة الوحيدة التي نمتلك للتمييز بين الحق و الباطل، و بين الحقيقة و الخرافة. وكم أحب هذه الآية الكريمة :

ـ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (البقرة 170)

هذه الآية حجة دامغة أمام أولئك الذين ركنوا إلى آراء الأولين وأبطلوا عقولهم عن التحليل والتفكير بدعوى أن الأولين قد وضحوا كل شيء فلا نحتاج لأن نزيد شيئا جديدا في فهمنا للحياة أو القرآن أو الدين. إنها آية عظيمة تدعو إلى استعمال العقل ونبذ الاتباع الأعمى وتمجيد الماضي. إنها تشير إلى أمر في غاية الأهمية : أنه بإمكانك أن تفهم أمورا جديدة لم يفهمها آباؤك وأجدادك، يمكنك أن تأتي أنت كذلك بالجديد، أليس استعمال العقل هو الآلية التي بفضلها تقدم الجنس البشري ؟

كما أن الاحتجاج بقول أو فعل الآباء لا ينفع كعذر يوم القيامة :

ـ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا بلى شهدنا. أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون (الأعراف 173)

ثم إن هناك من قال : لا يمكن لأي كان أن يفسر القرآن، عليك أن تكون متخصصا في علوم القرآن.

أقول : القرآن معجزة خالدة، لم يحدد الله أناسا معينين بأسمائهم لكي يفسروه بل ترك الباب مفتوحا أمام عامة المسلمين، حتى أن الرسول نفسه لم يكن مطالبا بتفسير القرآن، فقد خاطبه الله قائلا :

ـ لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه (القيامة 19)

فبيان القرآن وتفسيره تكفل به الله في الزمان والمكان المناسبين، وبواسطة الأشخاص المناسبين.

ثم هل كان للصحابة أو التابعين دبلومات جامعية، أو شهادات دكتوراه ؟؟ إنهم أناس قرؤوا القرآن، فتحوا عقولهم، وأبدوا آراءهم، منهم من أصاب ومنهم من أخطأ. الإمام مالك بنفسه كان ينهى تلاميذه عن الانقياد الأعمى لآرائه في مقولته الشهيرة : "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكلما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وكلما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"

ثم إن ما راعني في بعض الردود هو التسرع في الحكم، وسرعة التصنيف ... فما أن تكلمت عن الحسين بن علي سبط الرسول (ص) و عن مصرعه الأليم حتى أخذ البعض يشك في أنني من الشيعة، كما لو أن الشيعة يمتلكون جميع حقوق الطبع والتوزيع الخاصة بالحسين وعلي وفاطمة رضي الله عنهم.

لقد قلت في رسالتي الأولى إن بعض آرائي قد تبدو مستفزة ومثيرة للجدل، لا بأس، ناقش الأفكار ولا تناقش الأشخاص، زيادة على أنني لا أحب أن أفرض كتاباتي على أحد، أنظر أسفل كل رسالة تجد رابطا لإلغاء تسجيلك وبهذا تريح عقلك و تعود إلى حياتك الطبيعية ... ولكن ربما قد تكون ضيعت فرصة لا تعوض للتغيير!

علق علي البعض كذلك لكوني تكلمت بطريقة قاسية عن الأمويين ... لقد كان أسلوبي متحاملا عليهم نوعا ما، لا أنكر ذلك. كما لا أنكر أنهم حققوا مكاسب هامة لدولة المسلمين، فالفضل يعود إليهم في دخول الإسلام إلى شمال افريقيا وإلى المغرب خاصة، كما أن لهم اليد في بناء حضارة الأندلس لاحقا، ولكن لهم هفواتهم كذلك ومآخذ تؤخذ عليهم ومنها ما ذكرت من انتشار وضع الحديث المكذوب عن الرسول (ص) في عهدهم وتثبيت فكرة "الجبرية".

أعود إلى مسألة القضاء والقدر التي قال بعض الإخوة في أحد المنتديات أنها مسألة حُسم فيها ولا مجال لمناقشتها. إذا اقتنعت أنها مسألة محسومة فلك ذلك، لقد كنت مثلك مقتنعا بأنها شيء لا جدال فيه، و لكن عقلي لم يستسغ فكرة "الجبر" التي بموجبها تكون مجبرا على فعل ما تفعل، و يكون كل شيء قد كتب منذ الأزل، ودورك في هذه الدنيا أن تنفذ البرنامج كآلة أو دمية لا حول لها ولا قوة.

فما فائدة هذه الحياة إذن ؟ وما معنى أن هذه الدنيا دار اختبار وابتلاء ؟

تخيل معي أنك في قاعة الامتحان، وأنك منهمك في الإجابة على الأسئلة، لقد أمضيت ليال طوال في المذاكرة والاستعداد، وفجأة، وقف الأستاذ وبيده ورقة وقال : "أترون هذا الاختبار الذي تجتازونه الآن ؟ لقد كتبت نتائجكم مسبقا على هذه الورقة !" ... بماذا ستحس عندما تسمع هذا الكلام ؟ هل ستبقى فيك ذرة من الحماس لتكمل الامتحان ؟ لقد حدد الأستاذ مسبقا الناجحين والراسبين، فما فائدة الكد والاجتهاد ؟ ثم على أي معيار حُددت النتائج قبل الامتحان ؟ ... الفكرة برمتها تبدو غير منطقية فكيف يقبل العقل أن هذا هو المبدأ الذي يتعامل به الله مع عباده ؟؟

النتيجة الحتمية لمفهوم "الجبرية" هو التكاسل والتواكل وجمود العقل والخمود التام لحركة المجتمع، وهذا ما حصل للمسلمين، فما فائدة العمل إذا كنت من أصحاب النار ؟ و ما فائدة العمل كذلك إذا كنت من أصحاب الجنة ؟ كل شيء قد كُتب ... رفعت الأقلام وجفت الصحف ... ليس بمقدورك تغيير أدنى شيء ... إنك ريشة في رياح القضاء والقدر ! ألا يدعوك هذا الفهم إذا آمنت به أن تعتزل المجتمع وتنفرد في صومعة لعبادة الله منتظرا ساعتك ؟ أليس هذا أحسن ما تقوم به بدل اللهث وراء الدنيا والمتاع والأموال والمناصب والسلطة ؟

لست الوحيد الذي لم يستسغ الفكرة بل تقريبا كل الناس الذي شرحت لهم هذا المفهوم وضربت لهم مثال الأستاذ والامتحان، كلهم علت وجوههم علامات الحيرة، ولكن الغريب أن الأغلبية ترد بعد برهة : "نحن عباد الله يفعل بنا ما يشاء، يهدي من يشاء ويضل من يشاء"، أترى كم تغلغل مفهوم الجبرية في المجتمع ؟ ثم عندما تصيب أحد الناس مصيبة، يقول كما لو أن الله أراد له الشر : "هذا ما كتب الله، هذا هو المكتوب، ماذا أفعل ؟ هذا ما أراده الله لي !" ... مفهوم الجبرية من جديد، مع أن الله يقول بكل وضوح في القرآن :

ـ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (الشورى 30)
ـ و ما أصابك من سيئة فمن نفسك (النساء 79)
ـ أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم (آل عمران 165)
ـ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (الروم 41)

كما ترى فنفس المفهوم يتكرر في القرآن : المصيبة مصدرها نفس الإنسان وليس الله ! نعم أكررها ثانية : السبب في المصيبة هو أنت أيها الإنسان وليس الله كما يقول مفهوم الجبرية... مفاجأة غير متوقعة، أليس كذلك ؟ إذا كنت طوال حياتك تنسب مسؤولية مشاكلك إلى الله فأنت مخطئ بنص القرآن. من الآن يجب أن تتحمل مسؤولية ما يحصل لك في حياتك ...

أكثر الناس يصابون بصدمة عندما يواجهون بهذه الحقيقة لأننا تعودنا في مجتمعنا المغربي على إلقاء اللوم على الآخر : أنا لم تتأخر، إنه القطار الذي غادر باكرا، لست أنا من كسر الكأس، إنه الكأس الذي انكسر، لست أنا من رسب في الامتحان، إنه الامتحان الذي كان صعبا، لست أنا من تسبب في الديون، إنها الأزمة والحكومة وغلاء الأسعار، لست أنا السبب في فشلي في الجامعة، إنه أستاذ الرياضيات في قسم الثالث من الابتدائي الذي بسببه أصابتني عقدة نفسية من مادة الرياضيات، ... ثم عندما لا نجد أية شماعة نعلق عليها مسؤولية حياتنا، نلقي بالثقل كله على الله : هذا ما أراده الله، هكذا أحبني الله أن أكون، هذا هو "المكتاب"، ...

لقد آن الأوان لتتحمل مسؤولية حياتك وتتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين وعلى الله.

وقبل أن أبدأ في الرد على هذه الرسالة أود التنبيه أن هناك حديث عن الأمويين في رسائله السابقة سأدرجه بأوانه.
الله المستعان

زينب من المغرب
06-30-2010, 11:10 AM
سألني البعض : إلى أين تريد أن تصل ؟ و ما هدفك من وراء هذه الرسائل ؟ وأي نوع من الإيديولوجيات تروّج لها ؟

أقول : هذه الرسائل هي تأملاتي الشخصية في حياة المجتمع المغربي، وهي تعبر عن آرائي وقناعاتي الشخصية لا غير، أنا لا أخدم أي إيديولوجية أو طائفة أو مذهب، منهجي هو منهج العقل لأن العقل هو الأداة الوحيدة التي نمتلك للتمييز بين الحق و الباطل، و بين الحقيقة و الخرافة.

وما علاقة ما تكتب يا أستاذي الفاضل بالمجتمع المغربي؟؟ أم هي العدوى الجديدة التي أصابت الجميع في هذا البلد فبدأ الكل يقول تمغربيتنا ؟؟
هل هناك إشكالية مطروحة في المجتمع المغربي حول لغز المشيئة؟؟
ثم إن كانت تأملات شخصية فلماذا تحاول إضافة مصداقية عليها من خلال الإستشهاد الخاطىء بآيات القرآن الكريم؟؟
بل قل أنهاتأويلات شخصية لكلام رب العالمين لا قاعدة علمية لها .
إن كانت آراء وقناعات فلماذا لا تستطيع الحوار بها؟؟
لماذا تهربت حين دُعيت لتدافع عنها؟؟
ما نتهمك بخدمة أي مذهب ولكن نتهمك بأنك غير واع بما تخدم.
مادام منهجك يا أستاذي الفاضل هو العقل فأجبني عن هذا السؤال:
تفسيرك للمشيئة يختلف وتفسير الأولين فإلى من سنحتكم لحل الخلاف؟؟ أي عقل فاصل سيفصل بيننا؟؟
ثم لاحظ أنك تجاهلت السؤالين المطروحين حول هدفك ومسعاك من هذه الرسائل؟؟

زينب من المغرب
06-30-2010, 11:45 AM
كم أحب هذه الآية الكريمة :

ـ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله، قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (البقرة 170)

هذه الآية حجة دامغة أمام أولئك الذين ركنوا إلى آراء الأولين وأبطلوا عقولهم عن التحليل والتفكير بدعوى أن الأولين قد وضحوا كل شيء فلا نحتاج لأن نزيد شيئا جديدا في فهمنا للحياة أو القرآن أو الدين. إنها آية عظيمة تدعو إلى استعمال العقل ونبذ الاتباع الأعمى وتمجيد الماضي. إنها تشير إلى أمر في غاية الأهمية : أنه بإمكانك أن تفهم أمورا جديدة لم يفهمها آباؤك وأجدادك، يمكنك أن تأتي أنت كذلك بالجديد، أليس استعمال العقل هو الآلية التي بفضلها تقدم الجنس البشري ؟

كما أن الاحتجاج بقول أو فعل الآباء لا ينفع كعذر يوم القيامة :

ـ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا بلى شهدنا. أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون (الأعراف 173)


سبق استعملت هذه الآية في محاولة منك لتفسيرها بأن المقصود بها هم نحن. تجاهلتها وحدثتك عن البقية من رسالتك ولكنك تعود لتستشهد بها.
وأريد أن أسألك هل قرأت هذه الآية جيدا أم أنك تقول ما لا تعلم.
لاحظ معي أن الله قال: " قيل لهم اتبعوا" فهل يستشهد من يتبجح باستعمال العقل ويتهم الآخر بالنقل بآية يقول فيها الله سبحانه وتعالى اتبعوا؟؟
هذا وناهيك على أنك تستشهد علينا ونحن المسلمين بآية نزلت في حق الكافرين.
يا أستاذي الفاضل ألا تعلم أن الضعيف هو من يحاول رسم صورة خاطئة عن الآخر حتى يشوش على المتابع؟؟
وهذا حالك إذ كيف تنعتنا بإبطال العقول عن التحليل والتفكير وما إلى ذلك. أولم أكن في يوم جالسة في قسمك أشغل عقلي لحل تمارينك التي تطالبني بها؟؟
أولم أشغل هذا العقل نفسه لأميز الباطل في كلامك؟؟
أولم أشغل هذا العقل نفسه لأميز بين الفرق الضالة والمبتدعة وبين الفرقة الناجية؟؟
أم أنني أستعمل شيئا آخر بينما أنت تستعمل عقلك
ثم من الذي يدعوا إلى ما تنعتنا به؟؟
من قال لك أننا أوقفنا زمن الفهم على الأولين وأحرقنا أقلام التفسير واكتفينا بإعادة طباعة كتب السابقين؟؟
ألا ترى أنك ترسم صورة وهمية وتحاربها؟؟
ألا تعتقد أنك كنت ستتفادى حوار الشبح الذي تخيلت بالدخول في النقاش مع إنسان موجود؟
والآية الثانية التي تستشهد بها لو جاءت من واحد لا يميز لعذرته ولكن من أستاذ درسني أن كل مشروع برمجة سواء كان كهربائيا أو على الحاسوب يقتضي منا أن نفهم كل مراحله بدقة قبل الخوض فيه في هذه الحالة علي أن أقول له هل فهمت هذه الآية أو قرأتها حتى تستشهد بها؟؟
الآية في مجملها تتحدث عن الشرك وهل رأيت فينا مشركا؟؟
وهل قرأت فينا من قال إن جده أشرك وهو على نسقه؟؟
أين الشرك في كلامنا لتشهد علينا بهذه الآية؟؟
على فكرة هل تحب الآية الثانية بقدر محبتك للأولى؟؟خذ حذرك أستاذي فيما تستعمل من ألفاظ

زينب من المغرب
06-30-2010, 06:04 PM
ثم إن هناك من قال : لا يمكن لأي كان أن يفسر القرآن، عليك أن تكون متخصصا في علوم القرآن.
أقول : القرآن معجزة خالدة، لم يحدد الله أناسا معينين بأسمائهم لكي يفسروه بل ترك الباب مفتوحا أمام عامة المسلمين، حتى أن الرسول نفسه لم يكن مطالبا بتفسير القرآن، فقد خاطبه الله قائلا :
ـ لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه (القيامة 19)
فبيان القرآن وتفسيره تكفل به الله في الزمان والمكان المناسبين، وبواسطة الأشخاص المناسبين.
ثم هل كان للصحابة أو التابعين دبلومات جامعية، أو شهادات دكتوراه ؟؟ إنهم أناس قرؤوا القرآن، فتحوا عقولهم، وأبدوا آراءهم، منهم من أصاب ومنهم من أخطأ. الإمام مالك بنفسه كان ينهى تلاميذه عن الانقياد الأعمى لآرائه في مقولته الشهيرة : "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكلما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وكلما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"


قبل أن ندرس الميكروإلكترونيك درسنا الدوال المنطقية من nand وnor وغيرها الكثير وتعلمنا العلاقة بينهم والمعادلات التي تربطهم فلماذا لم تخض بنا مباشرة في الموضوع دون بداية.
ماذا كان هذا العلم أليس أبجديات الميكروإلكترونيك؟؟ فهل تمتلك أنت أبجديات اللغة العربية التي نزل بها القرآن؟؟
أم التخصص في العلوم كلها شيء ضروري وفي فهم كلام رب العالمين لا يهم؟؟
القرآن معجزة خالدة لا يختلف فيها إثنان ولكن هل هذا يعني أن كل الناس تستطيع فهمه على الوجه الذي أنزله الله هذا هو الذي لا علاقة له بالمعجزة.
إعجازه تجلى في أنه يساير الأزمان وكل يوم ينتج العلم ما يوجد مند قرون مسطرا في القرآن. وليس في أن الأدمغة التي ستخلق في المستقبل ستضرب بكل الأدمغة السابقة عرض الحائط وتبدأ المسيرة من صفر وللأسف إلى صفر.
إن قولك بأن الباب مفتوح أمام العامة هذا فيه كذب على الله وتناقض في الوقت نفسه, فإن كان الله قالها فأرنيها, وتناقض لأنك بعدها قلت أشخاص مناسبين فهل العامة كلهم مناسبين أو المناسبين كلهم عامة؟؟
حديثك عن الصحابة يجعلني أسألك من باب المعرفة فقط هل تعرف اللغة العربية على عهد الصحابة؟؟
لقد نزل القرآن بلغتهم المتداولة بينهم ورغم كل ذلك وجدناهم يسألون رسول الله عن بعض الآيات وتفسيرها.لم يتجرؤوا على القرآن بالتفسير وهم أهل اللغة فمابالنا نحن??
الإمام مالك لو قرأت وصيته وكلامه لوجدت فيه ما يناقض كلامك فهو قال اعرضوا قولي على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت كما تعلم في الموضوع السابق عرض كلامك الفاضل أبو جهاد على الكتاب فكان فيه تقوّل على الله بغير علموأين عرضك لكلامك على السنة ؟
أستاذي الفاضل هلا اتبعت نصيحة الإمام مالك رحمه الله تعالى

زينب من المغرب
06-30-2010, 06:26 PM
ثم إن ما راعني في بعض الردود هو التسرع في الحكم، وسرعة التصنيف ... فما أن تكلمت عن الحسين بن علي سبط الرسول (ص) و عن مصرعه الأليم حتى أخذ البعض يشك في أنني من الشيعة، كما لو أن الشيعة يمتلكون جميع حقوق الطبع والتوزيع الخاصة بالحسين وعلي وفاطمة رضي الله عنهم.


دعني بداية أشرح لك مسألة قلت لي سابقا إن الإخوة علقوا عليك في الموضوع السابق دون حتى أن يعرفوا من أنت.
هل لاحظت أيها الفاضل أنهم لم يفعلوا سوى إقتباس كلامك وعرضه على الكتاب والسنة؟؟
هم لم يهتموا بمن يكتب ولكن يهتمون بما يكتب.
لا داعي ليكونوا طلبتك حتى يحكموا على كتاباتك، مع العلم أنني طالبتك وأعرفك وأصدر نفس حكمهم عليك فما الفرق.
نعود للموضوع
لقد سألتك في أول رسالة مني لك هل أنت شيعي لأسباب عدة:
كنت تتحدث عن الموروث المغربي في مسائل القضاء والقدر رمت بعدها إلى لغز المشيئة ثم حشرت الحديث عن الحسين رضي الله عليه ويزيد وذاك فعلا ما عهدته سوى من الشيعة الذين لا تخلوا كتبهم من هذه الواقعة فسألت.
أميز الشيعة بعدم الإتزان في الطرح والتفنيد وبالتيه في المواضيع وذاك كان نفس أسلوبك فسألت
الحوار مع الشيعة يحتاج مني أن أستحضر أجوبة خاصة وأسلوبا يوازي عقولهم في النقاش فسألت
اكتشفت أن الكلية التي كنت أدرس فيها كان فيها شيعة فسألت
هل تراها أسبابا كافية للسؤال؟؟
فالسؤال أستاذي العزيز ليس أبدا للتصنيف -على وزن الإشارة بأصبع الإتهام- ولكن سؤالي لما سبق وقلت.

زينب من المغرب
06-30-2010, 06:38 PM
لقد قلت في رسالتي الأولى إن بعض آرائي قد تبدو مستفزة ومثيرة للجدل، لا بأس، ناقش الأفكار ولا تناقش الأشخاص، زيادة على أنني لا أحب أن أفرض كتاباتي على أحد، أنظر أسفل كل رسالة تجد رابطا لإلغاء تسجيلك وبهذا تريح عقلك و تعود إلى حياتك الطبيعية ... ولكن ربما قد تكون ضيعت فرصة لا تعوض للتغيير!

حقيقة هذه الفقرة تحتاج وقفة.
أستاذي الفاضل، وضعت موضوعا لك كأرضية لنقاش فكرك ولم أذكر فيه لا إسمك ولا حتى أنك محاضر في الإلكترونيك فماذا فلعت؟؟ وليت مدبرا وعقبت بعيدا.
إنك لا تفرض كتاباتك ولم يقل أحد بذلك ولا يخفى على قارىء الرسالة أنك تضع في أسفل الرسائل دعوة لإلغاء الإشتراك. لكن المشكل ليس في شخصي بل في طلبتك الذين يتوصلون برسائلك. إن الذي جعلني أوقف كل أعمالي لأهتم بالرد على هذه الرسائل هو المتلقين الباقين فمن أين تأتيني الراحة النفيسة حين أغمض عيني على هذه النار المتقدة؟؟
لماذا تقول حياتك الطبيعية؟؟ هل تعتقد أن رسائلك صنعت شيئا؟؟ إن كان كذلك فهلا تكرمت وقلت لي ما الذي صنعت؟؟
فأنا أراها تدعوا إلى أسلوب جديد في التطاول على كتاب رب العالمين بالتفسير العقيم إستنادا إلى منهج ضال ( وقد سبق وقلت لك ذلك) فماذا تراها أنت تفعل؟؟
أي تغيير ذاك الذي تتخيل أنك صانعه؟؟

زينب من المغرب
06-30-2010, 08:26 PM
أعود إلى مسألة القضاء والقدر التي قال بعض الإخوة في أحد المنتديات أنها مسألة حُسم فيها ولا مجال لمناقشتها. إذا اقتنعت أنها مسألة محسومة فلك ذلك، لقد كنت مثلك مقتنعا بأنها شيء لا جدال فيه، و لكن عقلي لم يستسغ فكرة "الجبر" التي بموجبها تكون مجبرا على فعل ما تفعل، و يكون كل شيء قد كتب منذ الأزل، ودورك في هذه الدنيا أن تنفذ البرنامج كآلة أو دمية لا حول لها ولا قوة.

فما فائدة هذه الحياة إذن ؟ وما معنى أن هذه الدنيا دار اختبار وابتلاء ؟


اعذرني لا أجد أين قال الأخ أن القضاء والقدر قد حسم فيها. ولكن سأجيبك على ما أراه جوابا منك على ما لم يطرح.
إن المقصود بأن المسألة حسم فيها, هو أن الجدال الفكري حول المسألة قد حسم فيه منذ زمن وضلال المتقولين فيه بغير علم قد بان للعيان. ولكن لا أستطيع أن أفهم ماذا تقصد بقولك الذي بعده إذ بدا لي لا علاقة له البتة بما قال الأخ وكأنك تحاول الجواب على شيء في ذهنك.
الجبر لم يقل به إلا إحدى الفرق الضالة وهذا إن نعتنا به تكون افتريت علينا.
إنك يا أستاذي للأسف لم تفهم ما هي المشيئة ولا ما هو الإيمان بالقضاء والقدر. وما هي مراتبه، وكل الذين تطرقوا إلى هذا الموضوع ( أو الذين اطلعت على سيرتهم) أجدهم ينفون إحدى مراتبه ليخلقوا إشكالية من عند أنفسهم ويحاولون حلها أو التأويل فيها.
وهذا خطأ كبير يا أستاذي فالإيمان بالقضاء والقدر من مراتبه:
العلم: أي أن تؤمن أن الله قد علم ما سيكون منك
الكتابة: أنه كتب مقادير كل شيء في اللوح المحفوظ
المشيئة: أن كل ما يحدث ولا يحدث هو بمشيئة الله تعالى ومشيئة العبد تأتي تحته
الخلق: أن الله خلق كل شيء بما في ذلك القدرة والإرادة التي بهما تتحقق مشيئة الإنسان
فإذا حققت كل هذه المراتب لم يبق للإشكالية المبنية على نفي العلم والكتابة عن الله أي معنى
أنت تحاول اظهار بطلان مذهب الجبرية وهذا المذهب قد تم تفنيد سوء معتقده منذ زمن وهذا في حد ذاته عمل طيب إن كان يعتمد على قاعدة صحيحة وعلى الإطلاع على تفنيد السابقين. وإن كنت أرى أننا في المغرب لسنا بحاجة لإفهام هذه المسألة للعقول بإعتبار هناك ما هو أهم ولكن يبقى أسلوبك في معالجة مشاكل الموروثات هو الذي بحاجة للمعالجة
لننظر الآن في المثال الذي سقت:

زينب من المغرب
07-01-2010, 12:03 AM
تخيل معي أنك في قاعة الامتحان، وأنك منهمك في الإجابة على الأسئلة، لقد أمضيت ليال طوال في المذاكرة والاستعداد، وفجأة، وقف الأستاذ وبيده ورقة وقال : "أترون هذا الاختبار الذي تجتازونه الآن ؟ لقد كتبت نتائجكم مسبقا على هذه الورقة !" ... بماذا ستحس عندما تسمع هذا الكلام ؟ هل ستبقى فيك ذرة من الحماس لتكمل الامتحان ؟ لقد حدد الأستاذ مسبقا الناجحين والراسبين، فما فائدة الكد والاجتهاد ؟ ثم على أي معيار حُددت النتائج قبل الامتحان ؟ ... الفكرة برمتها تبدو غير منطقية فكيف يقبل العقل أن هذا هو المبدأ الذي يتعامل به الله مع عباده ؟؟

النتيجة الحتمية لمفهوم "الجبرية" هو التكاسل والتواكل وجمود العقل والخمود التام لحركة المجتمع، وهذا ما حصل للمسلمين، فما فائدة العمل إذا كنت من أصحاب النار ؟ و ما فائدة العمل كذلك إذا كنت من أصحاب الجنة ؟ كل شيء قد كُتب ... رفعت الأقلام وجفت الصحف ... ليس بمقدورك تغيير أدنى شيء ... إنك ريشة في رياح القضاء والقدر ! ألا يدعوك هذا الفهم إذا آمنت به أن تعتزل المجتمع وتنفرد في صومعة لعبادة الله منتظرا ساعتك ؟ أليس هذا أحسن ما تقوم به بدل اللهث وراء الدنيا والمتاع والأموال والمناصب والسلطة ؟


هذا المثال أراه عقيما في شرح المشكل الذي اختلقت ولا أعتقد أن جبريا واحدا قد يقنعه طرحك ( مجرد رأي)
فالأستاذ لا يخلق الإرادة في تلاميذه والقدرة على المذاكرة والجد.
والأستاذ لن ينظر إلى ورقة إمتحانات الطلاب بإعتبار النتيجة عنده بينما نحن سنأتي بكل ما فعلنا في الدنيا والذي لا يخالف ما عند الله ونحاسب على كل صغيرة وكبيرة فيه فإن شاء الله عذبنا وإن شاء غفر لنا.
ردة فعل الطلاب في هذه الحالة ستكون الإستسلام للنتيجة الحتمية بينما نحن في الدنيا نقف بين وادين لا ثالث لهما إما أن نعمل خيرا أو شرا لا إستسلام في واقعنا.
==ولا زلت أستغرب هذا الطرح الذي ينتهجه الأغلبية في الفهم وأستغرب توحد التفكير في النتيجة.
فحين تقول ( كما قالوا سابقا) إن علمي بأن كل ما سأفعل قد كتب في اللوح المحفوظ سيدفعني إلى الإستسلام فإنني أجد نفسي شخصيا حائرة كيف يكون هذا النوع من الإستسلام. لأنني لا أراه سوى إنقياد للهوى .فلماذا إذن حين علمت بتدوين حياتك ارتأيت الشر على الخير؟؟
فهذا هو ما يزال يحيرني.==
علمنا بأن الله قد كتب كل شيء في اللوح المحفوظ هل سيدفعني إلى ترك الصلاة مثلا ؟؟
إذن لقد ملت إل الشر.
هل سيدفعني إلى الإستكثار من النوافل إذن ملت إلى الخير وكل ميلاني مدون في اللوح المحفوظ.
إننا في الدنيا محاصرون بالحق والباطل وإنما ذاك الذي يسميه الجبرية إستسلاما لقدر الله المدون هو ليس سوى ميلان للباطل ليس إلا.
واعلم أن الدين يخالف الهوى وبذلك يكون إتباع الدين هو مشقة وإتباع الهوى راحة واستسلام وهو ذاك عين الباطل.
فالتلاميذ فقدوا الحماس لعلمهم بالنتيجة المدونة بينما المتبع للباطل فقد الحماس لأنه اتبع ما يمليه عليه هواه.
المشكل أيها الأستاذ العزيز ليس في أنك كتبت من أصحاب النار أو أصحاب الجنة إنما المشكل في أنك لا تعلم ما كتب لك وكل ما تعلم أنه عليك الكد حتى تهرب من عذاب النار وأنك مهما عملت فإن مشيئة الله غالبة لمشيئتك لكنك ترتجي رحمته ومحبته حتى يجعلك من أهله.
نعلم أن مشيئة الله اقتضت أنه هناك من عباده من هو ضال ولكننا نسأل الله في دعائنا أن يحفظنا من أن نكون منهم فهل في هذا ما يدعوا لكل ما قلت؟؟
واعلم أستاذي أن فهمك الذي طرحت سيدعونا ليس إلى الصومعة لنعتكف هذا افتراض شخصي لا يجب تعميمه ولكن ذاك الفهم في حد ذاته ناقص لأن أدنى واحد فينا عقلا سيقول لك وما أدراني هل أنا من أهل الجنة أو أهل النار؟؟ وطالما أنني مخير في صعود الطابق العلوي عبر السلم أو المصعد فإننا مخيرون في اتباع الهدى أو الضلال فلماذا لا أختار الهدى فلعلني أكون كتبت من أهل الهدى.

زينب من المغرب
07-01-2010, 12:33 AM
لست الوحيد الذي لم يستسغ الفكرة بل تقريبا كل الناس الذي شرحت لهم هذا المفهوم وضربت لهم مثال الأستاذ والامتحان، كلهم علت وجوههم علامات الحيرة، ولكن الغريب أن الأغلبية ترد بعد برهة : "نحن عباد الله يفعل بنا ما يشاء، يهدي من يشاء ويضل من يشاء"، أترى كم تغلغل مفهوم الجبرية في المجتمع ؟ ثم عندما تصيب أحد الناس مصيبة، يقول كما لو أن الله أراد له الشر : "هذا ما كتب الله، هذا هو المكتوب، ماذا أفعل ؟ هذا ما أراده الله لي !" ... مفهوم الجبرية من جديد، مع أن الله يقول بكل وضوح في القرآن :

ـ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (الشورى 30)
ـ و ما أصابك من سيئة فمن نفسك (النساء 79)
ـ أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم (آل عمران 165)
ـ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (الروم 41)


إن طرحك للمثال فيه مراوغة مما جعل الآخرين لا يستسيغون الفكرة.
الغريب في الأمر أنك لم تفهم نقطة مهمة بأن المقصود المغربي هو أن الله يخلق الخير والشر وهذا ما عليه علماء الأمة وعامتها.
وعندما تحل المصائب فإننا من باب -ليس الإستسلام- ولكن المواساة للنفس نقول إنها نازلة من الله وذلك ليقين عندنا أن الله رحيم فهو لن يظلم عباده تعالى الله.
وكل ما هو آت من الله نعلم فيه لطف كيف لا وهو اللطيف الخبير.
كما وأنه عندما تحل المصائب نقول لعلها تحمل في طياتها خيرا. ألم يقل الخالق سبحانه " عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".
إذن فالمشكل الأصلي في المجتمع المغربي ليس في الناطق بهذه الجملة عند نزول المصيبة ولكن في الجاحد بهذه الجملة.
لا وجود للجبرية في عقول المغاربة، اجلس إلى الشيوخ الأميين الذين حرروا البلد من الإستعمار هل تجد فيهم من يؤمن ولو مقدار ذرة بالجبر؟؟
الموروث في هذا الإطار سليم. ولا تخلتق رجاء مالا يوجد سوى في عقول أصحاب الفلسفات الغربية.
والآيات التي احتججت بها فهي واضحة إنها تعني أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يبتلينا بالمصائب ليغفر بذلك ذنوبنا ويعفو عن الكثير منها.
وإقرأ معي" لعلهم يرجعون". هنا مربط الفرس يا أستاذي إن ما نحتاج تعليمه للأجيال هو العودة إلى الله فما من مصيبة تحل وإلا تحتاج إلى لحظة تفكير فيما أسلفنا من ذنوب واقترفنا من آثام.

زينب من المغرب
07-01-2010, 12:45 AM
كما ترى فنفس المفهوم يتكرر في القرآن : المصيبة مصدرها نفس الإنسان وليس الله ! نعم أكررها ثانية : السبب في المصيبة هو أنت أيها الإنسان وليس الله كما يقول مفهوم الجبرية... مفاجأة غير متوقعة، أليس كذلك ؟ إذا كنت طوال حياتك تنسب مسؤولية مشاكلك إلى الله فأنت مخطئ بنص القرآن. من الآن يجب أن تتحمل مسؤولية ما يحصل لك في حياتك ...

أكثر الناس يصابون بصدمة عندما يواجهون بهذه الحقيقة لأننا تعودنا في مجتمعنا المغربي على إلقاء اللوم على الآخر : أنا لم تتأخر، إنه القطار الذي غادر باكرا، لست أنا من كسر الكأس، إنه الكأس الذي انكسر، لست أنا من رسب في الامتحان، إنه الامتحان الذي كان صعبا، لست أنا من تسبب في الديون، إنها الأزمة والحكومة وغلاء الأسعار، لست أنا السبب في فشلي في الجامعة، إنه أستاذ الرياضيات في قسم الثالث من الابتدائي الذي بسببه أصابتني عقدة نفسية من مادة الرياضيات، ... ثم عندما لا نجد أية شماعة نعلق عليها مسؤولية حياتنا، نلقي بالثقل كله على الله : هذا ما أراده الله، هكذا أحبني الله أن أكون، هذا هو "المكتاب"، ...

لقد آن الأوان لتتحمل مسؤولية حياتك وتتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين وعلى الله.



إلقاء اللوم على الآخرين هو علامة الضعف وهذا لا يختلف عليه إثنان ولكن وهذا رأي شخصي، نحن نحتاج في المغرب إلى العودة إلى دين الله إلى نبعه الصافي إلى موردنا المحفوظ بفهم السلف الصالح لأنهم نجحوا في بناء الفرد السليم الذي بنيت به أقوى دولة شهدها التاريخ وليس إلى من يترجم لنا كتب الغرب الغارق في مشاكله وينقلها لنا بلغة عربية.



وهنا أقف معك وقفة لأقول لك ترى هل ستفكر فيما طرحت من جديد وما التغيير الذي تصبوا إليه أم أنك ستستمر في تحمل أوزار أتقل من كاهلك؟؟


فيما يلي سأنقل رسالته التي تلت هذه:

زينب من المغرب
07-01-2010, 12:57 PM
نص رسالته التي تلت حرفيا:


رسالة من الروح
رسالة رقم 8 : القضاء والقدر والمسؤولية

ما علاقة موضوع القضاء والقدر الذي يعتبر من المواضيع الدينية بمجال النجاح والتنمية الذاتية ؟

معظم المحاضرين في مجال التنمية الذاتية يتجنبون الخوض في الأمور العقيدية، لا يتكلمون عن هذه المواضيع الفلسفية الشائكة، ربما لإرضاء الجماهير، ربما لتجنب النقاش الحاد. لقد كتبت لسنين في موقعي الخاص حول التنمية البشرية ولم أتلق أبدا النقد الذي تلقيته عندما بدأت كتابة رسائل من الروح. لأن الكلام عن التنمية الذاتية ممتع : كيف تنجح، كيف تنظم وقتك، كيف تحدد أهدافك، ... ولكن ماذا يحصل مباشرة بعد أن تنتهي من قراءة المقال أو سماع المحاضرة ؟ تعود إلى حياتك العادية ولا تطبق شيئا مما قرأت أو سمعت. هذه هي الملاحظة التي تتكرر دائما.

هناك من يصرف مبالغ باهظة من أجل حضور دورة في التنمية الذاتية، يعود متحمسا، مشحونا بطاقة هائلة، يريد أن يغير كل شيء، ... وما أن تمر أيام معدودة حتى تخمد الطاقة ويعود كل شيء كما كان.

لماذا ؟؟؟؟؟

لأن الفكرة الجديدة إذا تعارضت مع المعتقد فإن المعتقد ينتصر في كل الحالات. لا أقصد بالمعتقد هنا الدين، المعتقد هو أي شيء تؤمن به، هناك من يعتقد أن المال هو مصدر الشر، أن اللغات الأجنبية صعبة التعلم، أن السيارة الجديدة لابد أن يخدشها أحد المارة بمسمار، ...

إن من الدعائم الأساسية للتنمية البشرية هو مبدأ المسؤولية. مسؤوليتك عن حياتك أولا. وإذا كنت مؤمنا بمفهوم "الجبر" فلا كلام عن المسؤولية ولا عن تحديد الأهداف ولا عن تنظيم الوقت. لأنك مسلوب الإرادة. لن تنفع معك أي محاضرة في التنمية الذاتية.

كل كتب التنمية الذاتية تتحدث عن خاصيتين مهمتين تمثلان معيارا تكتشف به من له عقلية الناجح و من له عقلية الفاشل :

ـ الفاشل دائم الشكوى، يلقي اللوم على الآخرين باستمرار، ينتقد كل شيء و يتذمر من كل شيء : من المجتمع، من الاقتصاد، من الحكومة، من حالته الصحية، من مديره في العمل، من الأغنياء، من نظام التعليم، والقائمة طويلة. عندما تقترح عليه فكرة جديدة يبدأ مباشرة في الكلام عن العوائق والمحبطات. ليست له أهداف ولا مخططات، لا يتحرك إلا بدافع الخوف (الخوف من الرسوب في الامتحان، الخوف من ضياع عمله، ...)، وعند انعدام دافع الخوف يخلد إلى الراحة. هل ترى معي الآن صورة العامل الذي لا يتحرك إلا بوجود رب العمل ؟ أو التلميذ الذي لا يدرس إلا تحت ضغط أستاذه أو والديه ؟

ـ الناجح لا يشتكي أبدا، له حساسية ضد التذمر. الناجح مقتنع أنه مسئول عن كل صغيرة وكبيرة في حياته، أن كل ما يحصل له هو نتيجة أفعاله وقراراته هو، لذلك لا يلقي اللوم على أحد. عندما تواجهه مشكلة، بدل أن يبحث عن أحد يلقي ثقل المسؤولية عليه، يتساءل : ماذا يمكنني أن أفعل لحل هذه المشكلة ؟ ما هو القرار الذي يجب أن أتخذه الآن للحد من هذه المشكلة ؟ ما هي الإجراءات التي تضمن عدم تكررهذه المشكلة في المستقبل ؟ كلها أسئلة تنم عن مستوى الشعور بالمسؤولية الذي يتحلى به الناجح. يحدد أهدافا، يضع مخططات ويسهر على تطبيقها وعندما تواجهه عقبة، لا يستسلم و يقول : هذا لا ينفع ! بل يقول : يجب أن أبحث عن طريقة أخرى للوصول.

ها قد أعطيتك النظرة العامة. و الآن أسألك : من في نظرك يؤمن بمبدأ الجبر ومن يؤمن بمبدأ الاختيار ؟

الجواب بديهي أليس كذلك ؟

"الجبر" هو مبدأ الفاشلين، و"الاختيار" هو مبدأ الناجحين.

سؤال آخر : عندما تجلس في مقهى أو على مأدبة عرس، ما نوعية الأحاديث التي يتداولها معظم الناس ؟ هل هي من الصنف الأول أم الثاني ؟ أظن أنني لا أحتاج لكي أعطيك الجواب.

لا يمكنك أن تنجح نجاحا باهرا إذا كنت تؤمن بمبدأ "الجبر"، لا يمكنك أن تحطم القيود العقلية، لأنه ما أن تبدأ في الجهد والعمل حتى يتكلم في باطنك هذا المعتقد ويقول : ما الفائدة ؟ ... وما أن تواجهك صعوبة، حتى تسمعه يقول : ربما لا يريد الله لك أن تقوم بهذا المشروع ! وعندما تحصل كارثة توقف مشروعك، يسقطك الصوت بالضربة القاضية قائلا : هذا قضاؤك وقدرك، ماذا تفعل إذا كان الله كتب لك الشقاء ؟

من القصص المعروفة عند محاضري التنمية الذاتية قصة الياباني "هوندا" الذي بدأ مشروعه الصناعي بإضافة محرك صغير إلى دراجته الهوائية، وعندما لاقت الفكرة استحسان أصدقائه أسس مصنعا للدراجات النارية فكان أول من باع الدراجات النارية في العالم. واجهت "هوندا" مصاعب مالية عديدة و تحطم مصنعه في الحرب العالمية الثانية. ولكنه أعاد بناءه، ثم انتقل إلى صناعة السيارات فغزا الأسواق العالمية.

قصة المخترع الأمريكي "إديسون" الذي فشل 10000 مرة قبل أن ينجح أخيرا في تصميم المصباح الكهربائي، وعندما سئل عن أسباب فشله، قال : "لم أفشل، ولكنني اكتشفت 10000 طريقة غير مجدية لصناعة المصباح الكهربائي"

هل ترى مدى الشعور بالمسؤولية لدى هؤلاء الناس، هل تظن أنهم مؤمنون بمفهوم "الجبر" ؟

لماذا يفضل الكثير مبدأ "الجبر" على "الاختيار" ؟

لأن إلقاء اللوم على الآخر يخفف من ثقل الهموم، يسري عن النفس، بماذا تحس عندما يقول صديقك في المقهى : "الأزمة هي السبب في صعوبة العيش"، تحس بالراحة أليس كذلك ؟ لا يَـد لك فيما يحصل. هل ستتحرك لتحسين وضعيتك المالية ؟ لماذا تتحرك ؟ المشكلة ليست مشكلتك بل مشكلة مسيري الاقتصاد، هم من يجب عليهم إيجاد الحل، الكرة في ملعبهم الآن.

هناك شريحة أخرى من المجتمع ترتاح من المسؤولية بإلقاء اللوم على الجن والشياطين والسحرة. كل ما يحصل لي من فشل ومشاكل زوجية ومتاعب مادية هو بسبب السحر. إذا رميت بنفسك في هذه الدوامة فقد ألقيت بنفسك إلى التهلكة، لأنك تواجه عدوا مجهولا، وهميا. السحرة أناس يتقنون فن اللعب بعقول الناس من أجل الكسب المادي. وعندي مبدأ أردده دائما : لو كان للسحرة أدنى مقدرة على علم الغيب أو التحكم في المصير، لنفعوا أنفسهم قبل كل شيء، لماذا تراهم أرذل الناس ؟ تأمل قليلا !

وضع الساحر الكندي "جيمس راندي" سنة 1964 تحديا أمام كل سحرة العالم، أعلن أنه مستعد أن يدفع 1000 دولار من ماله الخاص لأي ساحر يبرهن أنه قادر على الإتيان بشيء خارق. أتدري كم صارت الجائزة الآن، لقد صارت مليون دولار !! ومع ذلك لم يلفح أي ساحر في الإتيان بشيء خارق تحت ظروف المراقبة العلمية الصارمة التي فرضها جيمس راندي !! ... ولا يفلح الساحر حيث أتى.

أحب كذلك أن أذكرك أن الشيطان بنفسه لا يريد تحمل مسؤولية أفعالنا :

ـ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم (إبراهيم 22)

كما أن القرآن في أيما آية يؤكد أن الله لا يتحمل نتيجة أفعالنا ويحملنا مسؤوليتها كاملة :

ـ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون (الأعراف 28)
ـ إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون (يونس 44)
ـ ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا (الكهف 49)
ـ ثم توفى كل نفس ما كسبت وهو لا يظلمون (البقرة 281)
ـ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (الزلزلة 8)
ـ ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم و هم لا يظلمون (الأحقاف 19)

وتأمل في هاتين الآيتين اللتين أعتبرهما الحجة التي لا نقاش فيها أن مسؤولية ما يحصل في حياة الإنسان منوطة به وحده :
ـ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (الرعد 11)
ـ ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (الأنفال 53)

تغيير الواقع سببه تغيير ما بنفس الإنسان، سنعود إلى هذه الحقيقة بتفصيل أكثر عندما نتكلم عن قوانين العقل في الرسائل المقبلة إن شاء الله

المسؤولية عبء كبير، إنها ثقيلة على النفس، إنها مرعبة، لذلك يتفادها الفاشل بكل الطرق في حين يتحملها الناجح ويبحث عنها لأنه يعلم أنها سر النجاح.

المسؤولية تعرضك للنقد، تعرضك للاستهزاء، تعرضك للإحراج، تعرضك لأداء الثمن مهما كان باهظا، تعرضك لسهر الليالي، تعرضك للتوتر، تعرضك لتشغيل أقصى طاقاتك الفكرية والجسمية، ولكنها في المقابل توسع معارفك، ترفع مستواك، تزيد من قيمتك. إنك تكبر بفضل المسؤولية، عندما تتخطى الصعاب وتتخذ القرارات وتجد الحلول تزداد ثقتك في نفسك وتعلو همتك وتصير إنسانا آخر ... لهذا خلقنا فٍي هذه الدنيا، لنعمل ونجد ونحسن ونطور، لا لنجلس ونرتاح وننتظر أن يأتي الآخرون بالحلول والاختراعات.

ألا نرى أن الأوروبيين والأمريكيين قد فهموا حقيقة الحياة أحسن منا ؟ تأمل في كل مقومات الحياة العصرية الحديثة من سيارات وطائرات وأدوية ووسائل اتصال وأجهزة الكترونية متطورة، كل هذه الوسائل التي نقلت حياة البشر نقلة نوعية تحققت بفضل هؤلاء الناس، ومع ذلك نلعنهم ونسبهم، ألسنا ناكرين للجميل ؟

أنظر إلى أية مؤسسة أو شركة، ما الفرق بين المدير العام والعامل البسيط ؟ ليس الفرق في نوعية الشهادات التي يحملها كل منهما، بل الفرق في جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق كل منهما ونتيجة قرارات كل منهما. خطأ في التقدير من طرف المدير العام قد يذهب بالشركة إلى الهاوية، وقرار صائب يربحها ملايين الدراهم. أما العامل البسيط فتأثيره كذلك بسيط على سير الشركة، أحيانا وجوده كعدمه.

ولكن ياترى ما السبب في بقاء العامل البسيط بسيطا ؟ السبب أساسا هو هروبه من المسؤولية. لي العديد من الأصدقاء أصحاب شهادات عالية ولكنهم لم يترقوا أبدا في عملهم بسبب خوفهم من المسؤولية، وفي المقابل هناك من ليست لهم شهادات أصلا وأصبحوا من كبار المسؤولين لأنهم تقبلوا المسؤولية وسعوا من أجلها.

في مجال التعليم الذي أشتغل فيه، كلما سألت الطلبة أن يقوموا بواجب أو بحث ما، ترى الامتعاض على وجوه البعض الذين يأتون في نهاية الحصة يرجونني لتأجيل الواجب لوقت آخر. أنظر إلى امتحانات البكالوريا التي مرت منذ أسابيع قليلة، لا تجد حديث التلاميذ إلا عن نوعية الحراسة، هل هي مشددة أو متساهلة، وإلى أي مدى استطاعوا تبادل الأجوبة أو اختلاس النظر إلى الوريقات الصغيرة في جيوبهم دون أن يشعر الأستاذ.

هذه هي الحياة، هناك من تخلص من الخوف وأبحر في محيط المسؤولية والقرارات وهناك من فضل البقاء على بر الأمان وترك الآخرين يقررون مكانه، كما قال رجل الأعمال والمحاضر الأمريكي جيم رون : "إذا لم تخطط لحياتك، فأغلب الظن أنك ستكون ضمن مخططات الآخرين، و خمن ماذا خططوا لك ؟ ليس الكثير !"

إذا كنت تجد صعوبة في تحمل المسؤولية، ابدأ بتحمل مسؤوليات صغيرة كتنظيم حفلة لأصدقائك، أو رحلة صغيرة. في المنزل، تحمل مع والديك بعض المسؤوليات في تسيير أمور المنزل، كالتسوق مثلا أو الترتيب، تعلم أن تكون عضوا فعالا، فالمسؤولية عادة. في العمل، تطوع دائما لتحمل المسؤوليات واقتراح الأفكار الجديدة والمساهمة في اللجان، بهذه الطريقة ستحوز على إعجاب مديريك و تكون أول المرشحين لمناصب أعلى.
من الآن تحمل مسؤولية كل صغيرة وكبيرة في حياتك، لا تلق المسؤولية على أحد، ابحث عن الحلول بنفسك، وقرر بنفسك، هذه هي الطريق نحو النجاح.

وإلى رسالة مقبلة

كريم المختاري
أستاذ باحث بكلية العلوم والتقنيات بطنجة – المغرب

زينب من المغرب
07-01-2010, 02:59 PM
ما علاقة موضوع القضاء والقدر الذي يعتبر من المواضيع الدينية بمجال النجاح والتنمية الذاتية ؟
فعلا قد طرحت تساؤلا أنا شخصيا وقلت ما علاقة هذه الحلقة الكبيرة التي دخلت فيها أستاذي بداية بلغز المشيئة الغير مطروح بتاتا في وسطنا مرورا بالأمويين وعقيدة الأشاعرة بما تريد تقديمه من دوافع النجاح.



معظم المحاضرين في مجال التنمية الذاتية يتجنبون الخوض في الأمور العقيدية، لا يتكلمون عن هذه المواضيع الفلسفية الشائكة، ربما لإرضاء الجماهير، ربما لتجنب النقاش الحاد. لقد كتبت لسنين في موقعي الخاص حول التنمية البشرية ولم أتلق أبدا النقد الذي تلقيته عندما بدأت كتابة رسائل من الروح. لأن الكلام عن التنمية الذاتية ممتع : كيف تنجح، كيف تنظم وقتك، كيف تحدد أهدافك، ... ولكن ماذا يحصل مباشرة بعد أن تنتهي من قراءة المقال أو سماع المحاضرة ؟ تعود إلى حياتك العادية ولا تطبق شيئا مما قرأت أو سمعت. هذه هي الملاحظة التي تتكرر دائما.

بالعكس فإنني أرى أن معظم المحاضرين في مجال التنمية البشرية يحاولون إضافة الجانب الديني على النظريات الغربية ولعلك لم تخرج عن إطارهم.
فكل من يحاضر في ذاك المجال يترجم ما قيل للآخرين ويبحث عن مقاربة بينه وبين ما عندنا في ديننا. وغالبهم لا يملك في ذلك أي علم شرعي فيبدوا عوار فكره باكرا.
والمشكل أن كل المحاضرين يضربون المثل بغرب يقولون عنه ناجح ولكن الذي لا يفهمه هؤلاء أننا لا نريد ذاك النوع من النجاح الذي نجحه الغرب.
أجل هذه هي الحقيقة التي يجب أن يفهمها كل من ينصب نفسه معلما في هذه الأمة.
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء ليكون أسوة لنا في كل شيء وعلمنا أن نكون متميزين بداية بأخلاقنا نهاية بمظهرنا.
إننا لا نريد النجاح الذي يجعل بلدنا بلد فوضى وإنحلال أخلاقي ويجعل منا فئران تجارب للمنظرين والمتفلسفين. فيقوم فينا كل يوم واحد بكتابة كتاب حول الطاقات واستخراجها ونلتهم تلك الكتب التهاما كأننا الدواب ومن بعدها نعزف عن ذاك العلم لإقتناعنا بعدم جدواه.
أليس هذا ما حصل في ذاك الغرب الذي يحاول الجميع أن يصوره لنا على أنه ناجح؟؟؟
نعم نحن في حاجة إلى نهضة لننفض الغبار عن ظهورنا ولكن ليس لنقلد مسيرة أحد من الغرب إنما لنصنع نجاحا لم يحققه الآخرون وحققه الأولون من سلفنا الصالح .

زينب من المغرب
07-01-2010, 03:14 PM
هناك من يصرف مبالغ باهظة من أجل حضور دورة في التنمية الذاتية، يعود متحمسا، مشحونا بطاقة هائلة، يريد أن يغير كل شيء، ... وما أن تمر أيام معدودة حتى تخمد الطاقة ويعود كل شيء كما كان.
وفعلا هذا ما يحدث فقد عاينته بنفسي في مدينة طنجة خلال هذه السنة حيث قامت أغلب الجمعيات باستضافة محاضرين من كل الدول وأقبل الناس عليه إلتهاما.
ولكني فسرته من جهتين:
**إقبال النساء عليه(أغلبهن كن من العاملات والمنتميات للجمعيات): لأنهن يوم خرجن للعمل خرجن لإلتهام كل جديد( وحين أقول إلتهام فإنني أعني إلتهام ذاك الجائع الذي فقد حاسة الذوق)
**إقبال العامة: فضول مغربي محض :)


لماذا ؟؟؟؟؟

لأن الفكرة الجديدة إذا تعارضت مع المعتقد فإن المعتقد ينتصر في كل الحالات. لا أقصد بالمعتقد هنا الدين، المعتقد هو أي شيء تؤمن به، هناك من يعتقد أن المال هو مصدر الشر، أن اللغات الأجنبية صعبة التعلم، أن السيارة الجديدة لابد أن يخدشها أحد المارة بمسمار، ...
هذا تفسيرك وذاك تفسيري ولكن بما أنك تتحدث عن الوسط المغربي فإني أرى تفسيرك أبعد قليلا عن الواقع.
لماذا؟؟
لأننا كمغاربة نحب التهام الجديد بغض النظر عن المعتقد وهذا طبع فينا. إننا أصبحنا نسعى لإصطياد الجديد دون أي تمييز منا وندوس بذلك كل ما نعتقده .
ألا ترى معي ذلك؟؟

زينب من المغرب
07-01-2010, 04:46 PM
إن من الدعائم الأساسية للتنمية البشرية هو مبدأ المسؤولية. مسؤوليتك عن حياتك أولا. وإذا كنت مؤمنا بمفهوم "الجبر" فلا كلام عن المسؤولية ولا عن تحديد الأهداف ولا عن تنظيم الوقت. لأنك مسلوب الإرادة. لن تنفع معك أي محاضرة في التنمية الذاتية.
الجواب بديهي أليس كذلك ؟

"الجبر" هو مبدأ الفاشلين، و"الاختيار" هو مبدأ الناجحين.

سؤال آخر : عندما تجلس في مقهى أو على مأدبة عرس، ما نوعية الأحاديث التي يتداولها معظم الناس ؟ هل هي من الصنف الأول أم الثاني ؟ أظن أنني لا أحتاج لكي أعطيك الجواب.

لا يمكنك أن تنجح نجاحا باهرا إذا كنت تؤمن بمبدأ "الجبر"، لا يمكنك أن تحطم القيود العقلية، لأنه ما أن تبدأ في الجهد والعمل حتى يتكلم في باطنك هذا المعتقد ويقول : ما الفائدة ؟ ... وما أن تواجهك صعوبة، حتى تسمعه يقول : ربما لا يريد الله لك أن تقوم بهذا المشروع ! وعندما تحصل كارثة توقف مشروعك، يسقطك الصوت بالضربة القاضية قائلا : هذا قضاؤك وقدرك، ماذا تفعل إذا كان الله كتب لك الشقاء ؟

من القصص المعروفة عند محاضري التنمية الذاتية قصة الياباني "هوندا" الذي بدأ مشروعه الصناعي بإضافة محرك صغير إلى دراجته الهوائية، وعندما لاقت الفكرة استحسان أصدقائه أسس مصنعا للدراجات النارية فكان أول من باع الدراجات النارية في العالم. واجهت "هوندا" مصاعب مالية عديدة و تحطم مصنعه في الحرب العالمية الثانية. ولكنه أعاد بناءه، ثم انتقل إلى صناعة السيارات فغزا الأسواق العالمية.

قصة المخترع الأمريكي "إديسون" الذي فشل 10000 مرة قبل أن ينجح أخيرا في تصميم المصباح الكهربائي، وعندما سئل عن أسباب فشله، قال : "لم أفشل، ولكنني اكتشفت 10000 طريقة غير مجدية لصناعة المصباح الكهربائي"

هل ترى مدى الشعور بالمسؤولية لدى هؤلاء الناس، هل تظن أنهم مؤمنون بمفهوم "الجبر" ؟

لماذا يفضل الكثير مبدأ "الجبر" على "الاختيار" ؟

لأن إلقاء اللوم على الآخر يخفف من ثقل الهموم، يسري عن النفس، بماذا تحس عندما يقول صديقك في المقهى : "الأزمة هي السبب في صعوبة العيش"، تحس بالراحة أليس كذلك ؟ لا يَـد لك فيما يحصل. هل ستتحرك لتحسين وضعيتك المالية ؟ لماذا تتحرك ؟ المشكلة ليست مشكلتك بل مشكلة مسيري الاقتصاد، هم من يجب عليهم إيجاد الحل، الكرة في ملعبهم الآن.

المسؤولية تعلمنا في ديننا أنها وليدة الحب لدين الله
حين يتحقق فينا حب العبادة فإننا وكن متأكدا سنصبح مسؤولين لأن كل عمل سنقوم به ينطوي تحت هدفنا الأسمى.
هذه هي المسؤولية التي علينا إفهامها للعقول.
أما الجبر ورغم أنك اعتمدت عليه في تفسير الخمول الحاصل للعقول( ربما ليس في المغرب فقط) فإنه ليس نتيجة الإختلال في فهم المشيئة أبدا ولكن نتيجة البعد عن الدين بصفة عامة.
فالغرب حين صنع النجاح داس على الدين فأنتج بذلك جيلا أغلبه ينتحر لأنه حصل له فراغ داخلي.
لكن الإسلام حين صنع النجاح لم ينتحر أحد فيه ولم يشكو أحد بل كل من عاش هذا النجاح حمل على عاتقه مسؤولية كبيرة.
اقرأ في سير العلماء كلهم بدأ مسيرته بالإبتلاءات والتعذيب أحيانا لكنه استمر مستميتا وانظر في سيرة العلماء الغربيين إنهم لم يواجهوا غالبا سوى فشل تجريبي اوتخريب مالي فشتان بين قوة الإرادة في الحالتين.
إن المسلم الذي تربى على حب دينه يسترخص كل شيء مقابل النجاح.
لا تنسى أن إختلاف الدافع ينتج عنه إختلاف في قوة الإرادة والمسؤولية.
إن علماء الغرب هدفهم دنيوي في السعي نحو النجاح.
لكن المسلم لديه هدف أسمى من كل الناس إن هدفه النصر لدين الله.
المسلم في تعامله داخل مختبره يحاول ما أمكن أن يكون جميع الذين معه ملتزمين فيتقرب إلى هذا ويحن على هذا ينصح هذا ويحمل هما آخر هو إنجاح تجربته ليفيد بها العالم إن وسط إهتمامه أكبر وأضخم من التجربة والمختبر.
لكن الكافر لديه هدف واحد يعمل لأجله هو التجربة.
وكن متأكدا حين نوصل هذا المعنى إلى الأفهام فإن ثقافة لوم الآخر ستندثر ولن نحتاج إلى تحليلها.

زينب من المغرب
07-06-2010, 09:58 AM
هناك شريحة أخرى من المجتمع ترتاح من المسؤولية بإلقاء اللوم على الجن والشياطين والسحرة. كل ما يحصل لي من فشل ومشاكل زوجية ومتاعب مادية هو بسبب السحر. إذا رميت بنفسك في هذه الدوامة فقد ألقيت بنفسك إلى التهلكة، لأنك تواجه عدوا مجهولا، وهميا. السحرة أناس يتقنون فن اللعب بعقول الناس من أجل الكسب المادي. وعندي مبدأ أردده دائما : لو كان للسحرة أدنى مقدرة على علم الغيب أو التحكم في المصير، لنفعوا أنفسهم قبل كل شيء، لماذا تراهم أرذل الناس ؟ تأمل قليلا !

وضع الساحر الكندي "جيمس راندي" سنة 1964 تحديا أمام كل سحرة العالم، أعلن أنه مستعد أن يدفع 1000 دولار من ماله الخاص لأي ساحر يبرهن أنه قادر على الإتيان بشيء خارق. أتدري كم صارت الجائزة الآن، لقد صارت مليون دولار !! ومع ذلك لم يلفح أي ساحر في الإتيان بشيء خارق تحت ظروف المراقبة العلمية الصارمة التي فرضها جيمس راندي !! ... ولا يفلح الساحر حيث أتى.

بداية دعنا نسطر نقطا مهمة قبل الجواب على هذا التحليل الشخصي منك أستاذي الفاضل:
أستاذي الفاضل أنت تحاول صنع التغيير في بلد له جذور إسلامية عريقة، أي أن موروثاته في أغلبيتها إسلامية تعرضت للتشويش وبالتالي فإن الإصلاح أو التغيير لا يجب أن ينبني على نفي الكل جملة وتفصيلا ولكن على تصفية المعتقد من الدخيل.
ومنه فإن حديثك أستاذي على الذين يعلقون أسباب فشلهم على السحر لا يجب أن يكون بنفي قدرة السحر لا فهذا مخالف لصريح القرآن وصريح السنة. لا
فالسحر أمره مفعول وسائر وهو تحت مشيئة الله ولا يجب أبدا أن نربي الناس على إنكار مفعول السحر.
ذكرتني هذه الفقرة من رسالتك بطفولتي.
كنت موقنة بما لا يقبل أدنى ذرة من الشك أن هناك جماعة من الجن ينتظرون أن أكون وحدي لينقضوا علي وكان هذا الهاجس يطاردني في كل مكان وبينما كان الجميع يهزأ من فكرتي إلا أن والدي كانت له نظرة أخرى رحمة الله عليه.
استمر مدة طويلة يحاول إقناعي أنهم موجودون ولكن لا يستطيعون معي شيئا لأنه يحصنني لكني لم أكن أصدق شيئا لأن الهاجس لم يترك لي مجالا. فما كان عليه إلا أن أحضر إحداهن إلى بيتنا مع شيخ ليصرعها وكنت في ذلك الوقت غائبة عن البيت وحين عدت وحكى لي أخواتي أن الشيخ بالقرآن استطاع أن يهزم الجن ويخرجه باكيا من البنت وكانوا يحكون لي ذلك وأنا أحس بنشوة الإنتصار وبأن كلام والدي كان صحيحا وعلمت أن القرآن يستطيع أن يهزم كل الجن.
كان تصرفا حكيما من رجل لم يكتب في يوم حرفا واحدا بالعربية، لم يعمد إلى نفي الجن من مخيلتي وإقناعي بأنه لا يوجد، بل أتبت الموجود رغم مخاوفي ومن ثم أقنعني بقدرة الدواء المنصوص عليه في السنة.
لكنك يا أستاذي قمت بالعكس تعمد إلى نفي تأثير السحر في الوقت الذي عليك أن تعلم الآخرين أن بعد الرقية والتحصين الشرعي فإن إلقاء اللوم على السحر هو ضرب من الغباء .
السحر موجود وإبطاله موجود إذن حري بنا أن نتعلم كيف نلغيه بما نصت عليه السنة النبوية الشريفة حتى لا نعلق فشلنا على ما نملك مفاتيح إلغائه.
أما ذاك الذي وضع التحدي أمام سحرة العالم فهذا وإن كنت أسمع به لأول مرة في حياتي إلا أنه أعتقد وضع تحديه أمام أصحاب خفة اليد وليس أمام الذين يستخدمون الجن في أعمالهم مسائل السحر هذه أصلا معروفة جدا في المغرب ومتداولة بين الناس في بعض المناطق بحدة وذلك لأسباب عديدة لا يتسع المقام لذكرها.
إذن أستاذي أكرر هنا فتعليق الفشل على السحر مع اتخاد الأسباب التي نصت عليها صريح السنة هو مجرد هراء. أما القول بنفي تأثير السحر جملة وتفصيلا فهذا وللأسف أيضا أعتبره مجرد هراء.

زينب من المغرب
07-06-2010, 10:31 AM
أحب كذلك أن أذكرك أن الشيطان بنفسه لا يريد تحمل مسؤولية أفعالنا :

ـ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم (إبراهيم 22)

أستاذي الفاضل لاحظ بداية هذا الجزء من الآية "لما قضي الأمر" يعني انتهى كل شيء ودخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة كما جاء في التفسير. إذن مسألة الإرادة( كانت للإنسان أو لإبليس) قد انتهت . فالموقف عند ذلكم الحين هو العقاب(للكافرين) والإستمتاع ( للمسلمين).
ومنه فإننا لا نقول الشيطان يريد ولا يريد ولكن هو قال ذلك بعد أن طلب شفاعته الكافرين عندما رأوا شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمنين. فأشهدهم على أنه وعدهم من غير حجة فصدقوه. وإن كانوا - من خلال الآية- لا يطلبونه ليتحمل مسؤولية أعمالهم لا فقد وقع الأمر ودخلوا النار ولكن يطلبون شفاعته فقط.
وإن كنت أرى أن هذه الآية بعيدة عن الحديث عن النجاح والفشل في الحياة الدنيا الذي هو هدف رسائلك.

عساف
07-09-2010, 02:46 PM
بارك الله فيك أختي الفاضلة

بهاء الدين على بدر
07-17-2010, 01:29 AM
بسم الله ما شاء الله
اللهم بارك لاختنا زينب فى عقلها وقلبها وكل حياتها
وأما الاستاذ مختار
فاننى اقول له وباختصار شديد ( لا تتصور انك امتلكت نواصى الحكمة فكل ما تتشدق به سبقق اليه المنبهرين بالغرب والمنبطحين وهنا وضعفا امام مايسمونه النجاح الغربى للدرجة التى يريدون معها أن يقلدوا الغرب فى كل شىء حتى ولو كان مؤداه الهلكة فى الدنيا والاخرة ) وانظر فقط الى تصنيفك - حيث تقول أن الفاشلين هم من يلقون بالائمة على الاخرين - فعلى من القيت انت مسئولية تأخر المسلمين ؟؟؟؟