المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منطقية التوحيد



لا ديني
07-05-2010, 02:41 PM
تحية الى الزملاء بالمنتدى :)

يقول كتاب الاسلام في خطاب لمشركي قريش اعتراضا على عبادتهم الهة عدة : "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"

كثيرا ما كنت اتوقف [ايام كنت مسلما] عند هذه الاية ، يرفض عقلي منطقها ، هذه الاية من المفترض انها تخاطب المشركين بالمنطق ، لكن اي منطق في قياس حال الخالق بحال المخلوق؟

اعني ان الخالق استطاع ان يخلق ، ان ينشئ من العدم ، وبالتالي فهو مغاير في صفاته [التي نجهلها او قل يجهلها كفار قريش الذين يحاورهم القران بالمنطق هنا] عن البشر ، مختلف عنهم لا يجوز ان نقيس حاله على حالهم

فالبشر اذا تعددوا اختلفوا ، لكن اين المنطق في افتراض ان الخالق او الخالقين لو تعددوا ايضا لاختلفوا؟؟؟ هذه فرضية مبنية على تصور ان الخالق يحمل نفس صفات المخلوقين!

حقيقة ارى الاية ضعيفة من الناحية المنطقية في اثبات اساس هذا الدين ، واراها قائمة على تصور باطني للاله على صورة مقاربة للبشر تتماشى مع تصوير القران للعرش الذي تحمله الملائكة والغضب والفرحة والهرولة وخلافه

عموما الموضوع ليس لمناقشة صفات الخالق وانما لمناقشة منطقية هذه الاية في اثبات التوحيد

لكم الشكر المقدم :)

ناصر التوحيد
07-05-2010, 03:34 PM
الخالقين لو تعددوا ايضا لاختلفوا؟؟؟ هذه فرضية مبنية على تصور ان الخالق يحمل نفس صفات المخلوقين!

فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

لانه لو تعدد الخالقون لاختلفوا بالفعل وهذا هو المنطق الصحيح
وهذه حقيقة ايضا
لماذا ؟
والجواب هو :
( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )

كما ان توحيد الالوهية امر فطري وعقلي وبديهي ومنطقي ..والشرك بالالوهيةا او افتراض تعدد الالهة امر تاباه العقول بسبب وحدة الاكوان ووحدة الكائنات الموجودة وووحدة الانظمة التي تحكم كل المخلوقات بالوصف او الصفات او الكينونة والصيروة

فلو كان هناك اكثر من اله لفعل كل واحد منهم ما يريد وخلق ما يريد ونظم كما يريد ..فيحدث الاهتلاف في الاكاون وانظمتها ..
واما لو اراد ان يتفلسف السائل زيادة عن هذا القدر ويقول : ولماذا تختلف الالهة فلا تتغف على تقسيم " الكعكة " بينهم .. فهذا كلام سقيم وعقيم ,, لان للاله الحقيقي صفاتع معينة بحيث لو فقد احدها فقد صفة الالوهية الحقة .. فالاله يجب ان يكون مريدا ..ومتى تخلفت ارادته او لم تتحقق لاي سب فلا يستحق ان يكون الها
فالحقيقة والواقع انه لا يوجد الهة بل يوجد اله واحد فقط ..وهذا امر ملموس فطرة وبداهة وعقلا ..

وجهل السائل او المستفسر بحقيقة الله وبحقيقة صفات الله جعله يتطرق الى هذا السؤال الذي لو فكر قليلا قبل ان يساله لادرك حقيقة وحدانية الاله الخالق بادراك الدلائل الملموسة على وحدانيته

ناصر التوحيد
07-05-2010, 03:40 PM
ومن الاستدلال على بطلان شرك الالوهية و الربوبية
كذلك هو قول الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) الروم / 27 - 28 .

فمقتضى التشبيه أن المشركين كانوا يرون أن شركاء الله ينافسون الله بحيث يخاف تصرفاتهم في مملكته لأنهم يملكون نفس الاستقلالية في التصرف ، ولذا شبه القرآن خلل اعتقادهم هذا بخلل الاعتقاد بوجود إنسان حر يملك مملوكا ، لكن مملوكه له حق التصرف بأمواله يستطيع بنفس مقدار من الحق الذي للمالك الحر ، فهو مملوكه وهو شريكه في نفس الوقت كيف يتخيل ذلك ، ألا يعني ذلك أنهم كانوا يرون أن هؤلاء المشركين كانوا يعتقدون بأن للشريك استقلالية في التصرف !



قال ابن عطية : " بين الله تعالى أمر الأصنام وفساد معتقد من يشركها بالله بضربه هذا المثل ، ومعناه أنكم أيها الناس إذا كان لكم عبيد تملكوهم فإنكم لا تشركونهم في أموالكم ومهم أموركم ولا في شيء على جهة استواء المنزلة وليس من شأنكم أن تخافوهم في أن يرثوا أموالكم أو يقاسموكم إياها في حياتكم كما يفعل بعضكم ببعض ، فإذا كان هذا فيكم ، فكيف تقولون إن من عبيده وملكه شركاء في سلطانه وألوهيته وتثبتون في جانبه ما لا يليق بكم عندكم بجوانبكم ؟!

ماكـولا
07-05-2010, 03:43 PM
تحية الى الزملاء بالمنتدى :)

يقول كتاب الاسلام في خطاب لمشركي قريش اعتراضا على عبادتهم الهة عدة : "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"

كثيرا ما كنت اتوقف [ايام كنت مسلما] عند هذه الاية ، يرفض عقلي منطقها ، هذه الاية من المفترض انها تخاطب المشركين بالمنطق ، لكن اي منطق في قياس حال الخالق بحال المخلوق؟

اعني ان الخالق استطاع ان يخلق ، ان ينشئ من العدم ، وبالتالي فهو مغاير في صفاته [التي نجهلها او قل يجهلها كفار قريش الذين يحاورهم القران بالمنطق هنا] عن البشر ، مختلف عنهم لا يجوز ان نقيس حاله على حالهم

فالبشر اذا تعددوا اختلفوا ، لكن اين المنطق في افتراض ان الخالق او الخالقين لو تعددوا ايضا لاختلفوا؟؟؟ هذه فرضية مبنية على تصور ان الخالق يحمل نفس صفات المخلوقين!

حقيقة ارى الاية ضعيفة من الناحية المنطقية في اثبات اساس هذا الدين ، واراها قائمة على تصور باطني للاله على صورة مقاربة للبشر تتماشى مع تصوير القران للعرش الذي تحمله الملائكة والغضب والفرحة والهرولة وخلافه

عموما الموضوع ليس لمناقشة صفات الخالق وانما لمناقشة منطقية هذه الاية في اثبات التوحيد

لكم الشكر المقدم :)


:emrose::emrose::emrose:

طبعاً لا استطيع ان امضي حقباً دون ان امسي على براعة التفكير التي تتمتع بها ايها الزميل اللاديني

ايها الزميل المثقف , اود ان اسألك بعض الاسئلة والمرجو ان تجيب عليها بكل رشاقة

- كيف وجدت نفسك في هذه الحياة ؟

- هذه الحياة اين جاءت وكيف وهل هي الى زوال ام الى نقصان فهي اذا كانت كاملة ؟ فاذا كانت كذلك وهي الى ما صائرة الى احد الافتراضين فهي اذ محدثة ولكل حادث محدث الا وهو الاله

- ما معنى الله ؟

والان تفضل ولك الشكر سلفاً وديناً
تقبل مني المشاعر العبقة :emrose:

أحمد زكي
07-05-2010, 03:47 PM
بل أرى العكس تماما !!
حيث لو قلت عدم اختلافهم فهذا يعني ان ارادة كل منهم محدودة بارادة الآخر .
انظر هنا أيضا :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=17889

لا ديني
07-05-2010, 03:54 PM
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

لانه لو تعدد الخالقون لاختلفوا بالفعل وهذا هو المنطق الصحيح
وهذه حقيقة ايضا
لماذا ؟
والجواب هو :
( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )

كما ان توحيد الالوهية امر فطري وعقلي وبديهي ومنطقي ..والشرك بالالوهيةا او افتراض تعدد الالهة امر تاباه العقول بسبب وحدة الاكوان ووحدة الكائنات الموجودة وووحدة الانظمة التي تحكم كل المخلوقات بالوصف او الصفات او الكينونة والصيروة

فلو كان هناك اكثر من اله لفعل كل واحد منهم ما يريد وخلق ما يريد ونظم كما يريد ..فيحدث الاهتلاف في الاكاون وانظمتها ..
واما لو اراد ان يتفلسف السائل زيادة عن هذا القدر ويقول : ولماذا تختلف الالهة فلا تتغف على تقسيم " الكعكة " بينهم .. فهذا كلام سقيم وعقيم ,, لان للاله الحقيقي صفاتع معينة بحيث لو فقد احدها فقد صفة الالوهية الحقة .. فالاله يجب ان يكون مريدا ..ومتى تخلفت ارادته او لم تتحقق لاي سب فلا يستحق ان يكون الها
فالحقيقة والواقع انه لا يوجد الهة بل يوجد اله واحد فقط ..وهذا امر ملموس فطرة وبداهة وعقلا ..

وجهل السائل او المستفسر بحقيقة الله وبحقيقة صفات الله جعله يتطرق الى هذا السؤال الذي لو فكر قليلا قبل ان يساله لادرك حقيقة وحدانية الاله الخالق بادراك الدلائل الملموسة على وحدانيته

للاسف كلامك من اوله الى اخره مرسل غير منطقي اطلاقا



لانه لو تعدد الخالقون لاختلفوا بالفعل وهذا هو المنطق الصحيح
وهذه حقيقة ايضا
لماذا ؟
والجواب هو :
( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ )

كما ان توحيد الالوهية امر فطري وعقلي وبديهي ومنطقي ..والشرك بالالوهيةا او افتراض تعدد الالهة امر تاباه العقول بسبب وحدة الاكوان ووحدة الكائنات الموجودة وووحدة الانظمة التي تحكم كل المخلوقات بالوصف او الصفات او الكينونة والصيروة

فلو كان هناك اكثر من اله لفعل كل واحد منهم ما يريد وخلق ما يريد ونظم كما يريد ..فيحدث الاهتلاف في الاكاون وانظمتها ..

هذا منطقنا نحن ، لكن منطقنا يقتضي ان للخالق منطقا مغايرا ، اذ منطقنا يقتضي ان لكل مصنوع صانعا ، في حين ان الصانع الاول لا صانع له ، لذلك اختلف منطقه عن منطقنا ، فلا يجوز ابدا ان نقيسه علينا

بمعنى اننا اذا تعدد القادة عندنا اختلفوا [المركب ابو ريسين تغرق] ، انت تقول ان المنطق الصحيح اعمال نفس القاعدة على الخالق!!!! عجبا لك ، وكأنك تقول الخالق مثلنا في صفاته له نفس النقائص ، اذا تعدد اختلف!! من اين لك هذا؟؟! اثبت ايها الزميل ان الخالق ايضا له نفس المنطق والنقائص ثم ابن على ذلك ما تشاء!!



ولماذا تختلف الالهة فلا تتغف على تقسيم " الكعكة " بينهم .. فهذا كلام سقيم وعقيم ,, لان للاله الحقيقي صفاتع معينة بحيث لو فقد احدها فقد صفة الالوهية الحقة .. فالاله يجب ان يكون مريدا ..ومتى تخلفت ارادته او لم تتحقق لاي سب فلا يستحق ان يكون الها
فالحقيقة والواقع انه لا يوجد الهة بل يوجد اله واحد فقط ..وهذا امر ملموس فطرة وبداهة وعقلا ..

استمرار في الكلام المرسل الذي لا يسمن ولا يغني ، هذا كلام سقيم ، الاله يجب ان يكون ، هذا ملموس بداهة وعقلا .... الخ المرسلات التي لا دليل عليها ولا منطق لها ، رجاء التزم المنطق في حوارك وكفاك من الكلام المرسل




وجهل السائل او المستفسر بحقيقة الله وبحقيقة صفات الله جعله يتطرق الى هذا السؤال الذي لو فكر قليلا قبل ان يساله لادرك حقيقة وحدانية الاله الخالق بادراك الدلائل الملموسة على وحدانيته

تحمل جهلي ايها العلامة الجهبذة ، وقلي ما هي الدلائل الملموسة على وحدانيته ، مع الاخذ في الاعتبار ان النقائص والصفات التي فينا والتي يجري عليها منطقنا ليس من الواجب ان تجري عليه ، هذا من ناحية

من ناحية اخرى زميلي العالم ، انا لا اناقش الان ما اذا كان الخالق واحدا او الفا وما اذا كان خالقا مخلوقا ام خالقا غير مخلوق ، انا اناقش المنطق المعتل في الاية ، فرجاء لا تحاول الخروج عن السياق

لا ديني
07-05-2010, 04:00 PM
:emrose::emrose::emrose:

طبعاً لا استطيع ان امضي حقباً دون ان امسي على براعة التفكير التي تتمتع بها ايها الزميل اللاديني

ايها الزميل المثقف , اود ان اسألك بعض الاسئلة والمرجو ان تجيب عليها بكل رشاقة

- كيف وجدت نفسك في هذه الحياة ؟

- هذه الحياة اين جاءت وكيف وهل هي الى زوال ام الى نقصان فهي اذا كانت كاملة ؟ فاذا كانت كذلك وهي الى ما صائرة الى احد الافتراضين فهي اذ محدثة ولكل حادث محدث الا وهو الاله

- ما معنى الله ؟

والان تفضل ولك الشكر سلفاً وديناً
تقبل مني المشاعر العبقة :emrose:

زميلي اشكرك على مشاركتك

انا بداية لاديني مؤمن بوجود خالق لي وللكون ، حتى اختصر الاسئلة

معنى الله؟ هو اله يزعمه المسلمون ويضفون عليه صفات ويسونه اسماءا ، ويعتقدون انه ارسل اليهم نبيا بتعاليم واوامر

ليلٌ هادئ
07-05-2010, 04:01 PM
زميلي الفاضل لا ديني
أساس المغالطة لديك هي عدم إقرارك بأن الإله مريد أو له إراده
لأنه لم يكن مريدا لكان مجبرا موجبا مطبوعا ً بالطبع غير مختار

وإن قلت كيف علمت أنه مريد ؟
قلت : دلت على إرادته تخصيصه لبعض الجائزات بالإيجاد وأخرى بالعدم فدل ذلك على كونه مريدا ً.

واتّفق المعتقدون بالخالق من إسلاميين نصارى ويهود وبراهمة وفلاسفة و عبّاد أصنام (عرب) على أنه مختار مريد
والآية التي ذكرت دليل على عدم تعدد الآلهة ، ويسمى لدى المتكلمين بـ "دليل التمانع"
وهو منطقي جدا ً ومعلوم سواء لدي أو لغيري أو لدى كفّار قريش
أن الإله لابد أن يكون مريدا ً مختارا ً ، لا مطبوعا ً مجبرا ً
فإن عُلم هذا وفهم ، وادّعى أحد وجود إله آخر يشاركه في تدبيره وملكه
فإن اختلافهم وتناقضهم واقعٌ ، ولا مانع من اختلاف او تنافر الإرادتين في الإيجاد أو الإعدام أو التدبير أو التقدير أو التسيير.

مستفيد..
07-05-2010, 04:07 PM
معنى الله؟ هو اله يزعمه المسلمون ويضفون عليه صفات ويسونه اسماءا ، ويعتقدون انه ارسل اليهم نبيا بتعاليم واوامر

لاديني مؤمن بوجود خالق لي وللكون

كيف عرفت أن الله ليس هو الإله أو الخالق الذي آمنت به أنت ؟

لا ديني
07-05-2010, 04:11 PM
زميلي الفاضل لا ديني
أساس المغالطة لديك هي عدم إقرارك بأن الإله مريد أو له إراده
لأنه لم يكن مريدا لكان مجبرا موجبا مطبوعا ً بالطبع غير مختار

وإن قلت كيف علمت أنه مريد ؟
قلت : دلت على إرادته تخصيصه لبعض الجائزات بالإيجاد وأخرى بالعدم فدل ذلك على كونه مريدا ً.

واتّفق المعتقدون بالخالق من إسلاميين نصارى ويهود وبراهمة وفلاسفة و عبّاد أصنام (عرب) على أنه مختار مريد
والآية التي ذكرت دليل على عدم تعدد الآلهة ، ويسمى لدى المتكلمين بـ "دليل التمانع"
وهو منطقي جدا ً ومعلوم سواء لدي أو لغيري أو لدى كفّار قريش
أن الإله لابد أن يكون مريدا ً مختارا ً ، لا مطبوعا ً مجبرا ً
فإن عُلم هذا وفهم ، وادّعى أحد وجود إله آخر يشاركه في تدبيره وملكه
فإن اختلافهم وتناقضهم واقعٌ ، ولا مانع من اختلاف او تنافر الإرادتين في الإيجاد أو الإعدام أو التدبير أو التقدير أو التسيير.

للاسف لازلت لا تستطيع ان تدرك ان صفاته مختلفة عن صفاتنا ، قواعدنا لا تنطبق على قواعده ، انتم تزعمون ان الله حي ، وانه لا يموت ، مع ان هذا خلاف منطقنا ، فكل حي عندنا يموت ، هذا هو الواقع الذي تتحدثون عنه ، اذا طبقنا واقعنا على واقعه فانه سيموت! بل وانه لم يخلق من العدم لان كل صناعة مبنية على مصنوع قبلها !

فلابد ان تدرك اولا ان قواعدنا ومنطقنا لا تنطبق على الخالق ، وبالتالي لا نستطيع ابدا ان نبثت صفة له بمنطقنا ، يعني ارى كلامك يتلخص في اننا نختلف اذا كنا اثنين اهل ارادة ، وبالتالي فالخالق ذو ارادة كارادتنا ، ونقائصه كنقائصنا يختلف مثلنا!!! اترى كيف ان قياسك مغاير للمنطق! لانك تقيس خالقا بمخلوقه!

ارجو ان يكون تبسيطي قد بسط الطريق لعلقلك ليدرك قصدي

لا ديني
07-05-2010, 04:14 PM
كيف عرفت أن الله ليس هو الإله الذي آمنت به أنت ؟

سؤلك للأسف لا معنى له

انتم تؤمنون باله وانا اؤمن بخالق للكون ، هناك اتفاق واختلاف ، انا اؤمن بوجود "من خلق هذا الكون" وانتم تؤمنون بوجود "من خلق هذا الكون" ، كلانا نؤمن بنفس الخالق "الذي خلق هذا الكون" ، الفارق انكم تضيفون ان هذا الخالق ارسل رسلا بالكتب التي معنا فيها اوامر ونواهي واحكام وووو الخ ، وان هذه الكتب ملزمة ، هذا هو الفارق

نحن نؤمن كلانا بوجود "خالق لكوننا" لكن الخلاف في الصفات التي تلصقونها به ولا نثبتها له

ارجو ان يكون كلامي واضحا

مستفيد..
07-05-2010, 04:18 PM
ارجو ان يكون كلامي واضحا
واضح ولكن لم أقصد ما وضحتَه...أنت تقول :

الفارق انكم تضيفون ان هذا الخالق ارسل رسلا بالكتب التي معنا فيها اوامر ونواهي واحكام وووو الخ ، وان هذه الكتب ملزمة ، هذا هو الفارق
سؤالي كاان حول هذا الفارق...كيف عرفت أن الخالق الذي تؤمن به لم يرسل رسلا ؟

ليلٌ هادئ
07-05-2010, 04:19 PM
حتى لا نخرج عن محور حوارنا ألخصه إلى سؤالين

1- هل تعتقد بأن الخالق الذي تثبته فاعل أو قادر أو عالم أو حكيم ؟

2- هل تقول في الخالق الذي تثبته أنه مريد مختار أم أنه مجور مطبوع بالطبع أم أنه لا هو مريد ولا هو مطبوع ؟

ناصر التوحيد
07-05-2010, 04:48 PM
بعد هذا الشرح والتوضيح الجلي والعفلي الدامغ والملموس وبعد ردود السائل السقيمة الدالة على الخلط وعدم القدرة على الفهم والتمييز وعدم القدرة على التفريق بين الخالق والمخلوقات وعدم التفريق بين الكمال الالهي والنقص البشري .. لا اقول الا : لا يستقيمُ الفهم والعقل أَعوَجُ

متروي
07-05-2010, 04:48 PM
- حسنا يا لاديني تابع معي هذا المثال :
- لنفترض ان البشر من خلق الإله واحد
- لنفترض ان الحيوانات من خلق الإله الثاني

في الواقع نرى ان مخلوقات الاله الاول تعيث فسادا في مخلوقات الإله الثاني و مخلوقات الإله الثاني تستغيت ولا مغيث لها
فهل هذاالواقع مقبول عند الإله الثاني أم هو دليل عجزه و ضعفه و هو يرى مخلوقاته بلا حول ولا قوة ؟؟؟

ثم وجود إلهين معناه أن كل منهما محدود بإرادة الآخر و من كان محدودا لا يكون إلها

أحمد زكي
07-05-2010, 04:50 PM
هل انتبهت لمشاركتي و الرابط الذي وضعته

ناصر التوحيد
07-05-2010, 05:01 PM
ربما انتبه الى الرابط ..ولكن اشك انه فهم الموضوع رغم وضوحه ودلالاته واستدلالاته العقلية التي لا يعارضها عاقل
ونقطة اخرى اضيفها لتوضيح الفرق بين الخالق والمخلوقات ..
الله يشاء ويريد .. وانا كانسان اشاء واريد ..
ولكن مشيئة الله غالبة وارادة الله لا بد ان تقع .. حتما
بينما انا قد لا اتمكن من تحقيبق ما اشاء واريد
فمشيئة الله كاملة ومطلقة ولا حدود لها
بينما مشيئة الانسان قاصرة وضعبفة
وذلك لكون الانسان نفسه قاصر وضعيف

الله يسمع
والانسان يسمع
ولكن الله يسمع كل شيء ..كل شيء وبلا اي مانع او قيد او حد
بينما انا لا اسمع الا في حدود قدرة سمعي

فباختصار :
اللاديني يظلم الخالق بتصوراته الخاطئة عنه
وهو بذلك يظلم نفسه ايضا

ناصر التوحيد
07-05-2010, 05:06 PM
فيستحيل أن يستقيمَ أمرُ الكون بوجودِ إلهين مُتصَرِّفَين في الكون؛ لأنَّه بافتِراضِ ذلك سيَقعُ التنازُعُ في إرادةِ التصرُّف؛ إذ يمتنعُ تصرُّفُهما معاً في خَلقِ أحدٍ أو موتِه، أو زيادتِه في الرزقِ أو نقصِه، أو شفائه أو مرَضِه وغيرِ ذلك..فلما استحال استِقامةُ تصرُّفِ الصانِعَيْن معاً كان دليلاً على امتِناعِ حُصُولِه؛ فضلاً عن أنَّ الإلهَ قادرٌ لا يعجزُ وإرادتُه غالبةٌ لا تُقهَر. والإشارة بالعُلو في الآية إلى التغالُب والتخاصُم؛ مما يُحتِّمُ غلبةَ أحدِهما؛ فيكون الغالبُ إلهاً وتنتفي الألوهيةُ عن المغلُوب؛ فلم يبقَ إلا وُجوبُ إلهٍ واحِد. وهي حُجةٌ بالِغةٌ كما قال الطبري رحمه الله: ما كان معه مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ يقول: إذن لاعتزلَ كلُّ إلهٍ منهم بِمَا خَلَقَ من شيء، فانفرد به، ولَتغالَبُوا؛ فلعلا بعضُهم على بعضٍ وغلب القويُّ منهم الضعيف؛ لأن القويَّ لا يرضى أن يعلُوَه ضعيف، والضعيف لا يصلح أن يكون إلهاً؛ فسبحان الله ما أبلغَها مِن حُجةٍ وأوجَزَها لِمَنْ عقلَ وتدبَّر” [تفسير الطبري 19/66]. وزاد ابن كثير الأمرَ بياناً فقال رحمه الله: ”أخبر تعالى أنه لو كان في الوجود آلهةٌ غيرُه لفسدَت السمواتُ والأرض، فقال لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ أي: في السماء والأرض لَفَسَدَتَا كقوله تعالى مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [تفسير ابن كثير 5/337] وقال رحمه الله: ”يُنزِّه تعالى نفسَه عن أن يكونَ له ولدٌ أو شريكٌ في الملك، فقال مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ أي: لو قُدِّر تعدُّدُ الآلهة؛ لانفرَدَ كلُّ منهم بما يخلق؛ فما كان ينتظم الوجود. والمشاهَد أنَّ الوُجودَ مُنتظِم مُتسِق، كل من العالم العلوي والسفلي مُرتَبِط بعضُه ببعضٍ في غايةِ الكمال مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ثم لَكان كلٌّ منهم يطلبُ قهرَ الآخَرِ وخِلافَه؛ فيعلو بعضُهم على بعض. والمتكلمون ذكروا هذا المعنى وعبَّرُوا عنه بدليلِ التمانع، وهو أنه لو فُرِضَ صانعان فصاعدا، فأراد واحدٌ تحريكَ جسمٍ وأراد الآخر سُكُونَه، فإن لم يحصلْ مُرادُ كلِّ واحدٍ منهما كانا عاجِزَيْن، والواجبُ لا يكون عاجزًا، ويمتنعُ اجتِماعُ مُرادَيْهما للتضاد. وما جاء هذا المحال إلا من فرضِ التعدُّد؛ فيكون مُحالا، فأما إنْ حصلَ مُرادُ أحدِهما دون الآخر؛ كان الغالبُ هو الواجب، والآخر المغلُوب ممكناً؛ لأنه لا يليق بصفة الواجب أن يكون مقهورا؛ ولهذا قال وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ أي: عما يقول الظالمون المعتدون في دعواهم الولدَ أو الشريكَ عُلُواًّ كبيرا” [تفسير ابن كثير 5/491] وقال الرازي: إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إله بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ المعنى لانفرد على ذلك كلُّ واحدٍ من الآلهة بخلقِه الذي خَلَقَه واستبَدَّ به، ولرأيتم مُلكَ كلِّ واحدٍ منهم مُتمَيِّزاً عن مُلكِ الآخَر، ولَغَلَبَ بعضُهم على بعضٍ كما ترَوْن حالَ مُلوكِ الدنيا ممالكهم متميِّزةٌ وهم مُتغالِبُون، وحيث لم ترَوْا أثَرَ التمايُز في الممالِك والتغالُب؛ فاعلموا أنه إلهٌ واحدٌ بيدِه مَلَكُوتُ كل شيء”. [تفسير الرازي 11/203].

http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/10/101690/content


وكذلك هذا الرابط :

http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=31&catid=963&id=22225

ناصر التوحيد
07-05-2010, 05:14 PM
تحمل جهلي ايها العلامة الجهبذة ، وقلي ما هي الدلائل الملموسة على وحدانيته

التوحيد الإلهي ومراتبه الذاتية والصفاتية والفعلية ومعارف شؤونه العظيمة الكر يمة

http://www.mowswoat-suhofe-alltyybeyyn.org/00001altohed/shyftaltatohed2llalkimln/tks2j1b3dkr1.htm

ناصر التوحيد
07-05-2010, 05:34 PM
انا اناقش المنطق المعتل في الاية
خخخخخخخ
والذي هو حسب منطقك المعتل :

اي منطق في قياس حال الخالق بحال المخلوق؟
العلة فيك وفي جهلك الشنيع

نحن لا نشبه بين الخالق الغني والكامل والمطلق وبين المخلوق المحتاج والناقص والمحدود
والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )
فالتشبيه ليس له وجود ولا يصح ولا يجوز

لكننا نحن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه و وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم ونتبع قاعدة عامة تقول : كل صفة كمال لا يعتريها نقص بحال اتصف بها المخلوق و أمكن أن يتصف بها الخالق فالخالق أولى بها و هذا يسمى بالقياس أي قياس الأَوْلَى بخلاف قياس العلة والقياس الشمولي فلا استعمال لهما في حق الله تعالى .

عساف
07-05-2010, 06:03 PM
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُون)

ناصر التوحيد
07-05-2010, 06:11 PM
نعم ....

" ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون "(الزمر 29)

يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضاً فيه, وهو بينهم موزع; ولكل منهم فيه توجيه, ولكل منهم عليه تكليف; وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق; ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتشاكسة المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه ! وعبد يملكه سيد واحد , وهو يعلم ما يطلبه منه , ويكلفه به , فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح . .

(هل يستويان مثلاً ?). . إنهما لا يستويان . فالذي يخضع لسيد واحد ينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين . وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه , ووضوح الطريق . والذي يخضع لسادة متشاكسين معذب مقلقل لا يستقر على حال ولا يرضي واحداً منهم فضلاً على أن يرضي الجميع !



وهذا ملخص كتاب القوعد السلفية فى الصفات الربانية
(د. محمود عبد الرازق الرضوانى ) استاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المشارك

المبحث الاول :-القاعدة الاولى ( التوحيد اساس الاعتقاد السلفى فى باب الصفات ):-
القاعدة الاولى عند السلف الصالح والتى قام عليها اعتقادهم فى التعرف على اوصاف الله صفة التوحيد لله عز وجل و افراده عمن سواه فهم يتميزون عن سائر الناس بهذه الصفة صفة التوحيد وذلك من خلال ايمانهم بربوبية الله تعالى و افراده بالخلق والامر قال تعالى ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) الاعراف54 أو كان فى عبادتهم له سبحانه كما قال تعالى ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتو الزكاة وذلك دين القيمة )البينة5
فالتوحيد فى باب الصفات يقصد به :-
افراد الله سبحانه وتعالى بذاته وصفاته وأفعاله عن الاقيسة والقواعد التى تحكم ذوات المخلوقين وصفاتهم وأفعالهم.
والدليل على ذلك ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) الشورى11 بين الله فى هذه الاية انفراده عن كل شئ من اوصاف المخلوقين بجميع ما ثبت له من أوصاف الكمال والجمال والجلال وعلو شأنه فيها فى كل حال.
وقوله تعالى (ولم يكن له كفوا احد )الاخلاص4 اى الذى لا مثيل له نحكم على كيفية اوصافه من خلاله.
وقوله تعالى (هل تعلم له سميا ) مريم 65. اى هل تعلم له شبيها مناظرا يدانيه أو يساويه.
وعلى ذلك فلا يمكن بحال من الاحوال ان نخضع أوصاف الله لما يحكم أوصاف البشر من قوانين. فهو منفرد عنها بذاته وصفاته وأفعاله ولم ير احد الله ولم ير له شبيها ولا نظيرا والشئ لا يعرف الا برؤيته او برؤية نظيره .
ان المعلوم لنا فى النصوص القرآنية والنبوية فى باب الصفات الربانية هو المعنى فلا يمكن القول بان الله خاطبنا بكلام ليس له معنى أما الكيفية لهذه الصفات فهو مجهول لنا لكنها كيفية حقيقية معلومة لله وتليق به لاننا لم نر الله .
ولهذه القاعدة محذوران حتى لا ينهدم التوحيد فى قلب المسلم أو تشوبه شائبة فلا يجوز استخدام أحد نوعين من القياس حرمهما الله على من استخدمها فى حقه قد وقع فيهما اهل الضلال من المشبهه والممثله الذين جسدوا فى أذهانهم صورة للمخلوقات وزعم ان نصوص الصفات فى الكتاب والسنة بهذه الكيفية :-

النوع الاول :- قياس التمثيل :-
هو الحاق فرع باصل لحم جامع لعلة . فالممثل جعل صفة الانسان التى لا يعرف غيرها اصلا وجعل صفة الله التى دلت عليها النصوص فرعا ثم طابق الفرع على الاصل وحكم بينهما بالتماثل.
ولو سئل عن ذلك يقول لك ان الله ذكر اوصاف له بنفس الالفاظ التى دلت عليها اوصاف الانسان فحكم بينهما بالتماثل.
فنقول له( ما من شيئين الا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن نفى القدر المشترك فقد عطل ومن نفى القدر الفارق فقد مثل) الرسالة التدمرية ضمن مجموع الفتاوى 3/69.
ونبين ذلك بمثال لوقيل لك هذا طائر كبير وهذا فيل كبير فهل نحكم عليهما بالتماثل لآنهما اشتركا فى الصفة ؟!!! واذا كانت اوصاف البشر فيما بينهم مختلفة ففرق كبير بين عرش بلقيس وعرش سليمان ووجه يوسف عليه السلام ووجه غيره من البشر . فالفرق اولى واعظم واكبر بين اوصاف الخالق سبحانه وتعالى واوصاف المخلوق.
فالممثل لله باوصاف البش هو ظالم لنفسه متقول على ربه ما ليس له به علم فتخيل فى ذهنه من النصوص الواردة فى الكتاب والسنة صورة لانسان ثم عظمها له الشيطان فعبدها على انها المقصودة عند ذكره لاوصاف الله وهو فى الحقيقة انما يعبد صنما .

النوع الثانى :- قياس الشمول:-وهو قياس كلى على جزئى .
فالذى يستخدمه فى حق الله جعل الكيفية التى تحكم اوصاف الانسان قانونا يحكم به على اوصاف الرحمن كقوله : لو كان الله متصفا بكلام لكان له فم ولسان لانه لم المتكلم فى احكام الدنيا الا على هذه الكيفية .
وصاحب الفطرة السليمة يابى ان يقال ذلك فى اوصاف الله . كما انه فى هذا العصر كم من متكلم بدون فم ولسان كاجهزة المذياع او المسجل الذى يعيد الصوت ويكرره . فهى لا تنطبق على المخلوق فكيف نطبقها على الخالق جل وعلا.
وهكذا يعلم العقلاء ان القوانين التى تحكم اوصاف البشر لا تنطبق على ربهم وانه ليس كمثله شئ فى اوصافه ولا فى افعاله.

ويلزم الاحتراز من استخدام هذين القياسين فى حق الله لان ذلك ترتب عليه ما يلى :- تعطيل العلم الصحيح باوصاف الحق التى وردت فى نصوص الكتاب والسنة تحت ستار التشبيه والتعطيل.
الافتراء على الله تعالى حيث ادعى فى وصف الله ما لا علم له به وقد حرم الله ذلك على عباده فقال:
(ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا)الاسراء36

القاعدة الثانية:- اثبات الصفات على مراد الله ورسوله :-
لان الله عز وجل قال بعد ان بدأ باتوحيد أولا فى قوله تعالى ( ليس كمثله شئ) الشورى11- اتبع ذلك باثبات الصفات التى تليق به فقال ( وهو السميع البصير )الشورى 11
فالتوحيد يستلزم اثبات الصفات وهذا ما يناسب الفطرة السليمة
وبيان ذلك ان المتوحد المنفرد عن غير لابد ان ينفرد بشئ يتميز به ويكون هو الوحيد المتصف به فلو قلت مثلا فلان لا نظير له سيقال لك فى ماذا ؟ تقول فى علمه او حكمته او فى غناه او فى قدرته او ملكه او فى صفة تذكرها.فمن العبث ان يقال لك فلان لا نظير له فتقول فى ماذا يقال لك لا شئ او لا صفة له .
فالله عز وجل وله المثل الاعلى اثبت لنفسه توحده فى ذاته وصفاته فاثبت لنفسه الوحدانية فى استوائه فقال تعالى ( الرحمن على العرش استوى )طه5 فاستواؤه له كيفية تليق به لا نعلمها ولا مثيل له ولا شبيه له فيها. وكذلك الحال فى باقى الصفات .

كما ان طريقة السلف فى اثبات الصفات على امرين :-
1- النفى المجمل لصفات النقص والاثبات المفصل لصفات الكمال. فالله نفى عن نفسه كل صفات النقص اجمالا وتفصيلا ففى النفى قال تعالى ( ليس كمثله شئ) الشورى11وقال ايضا (ولم يكن له كفوا احد)الاخلاص4
وقد اثبت الله لنفسه صفات الكمال نفصيلا فقال (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم هو الذى خلق السموات والارض فى ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اين ما كنتم والله بما تعملون بصير) الحديد4
وغير ذلك من الايات التى عدد الله عز وجل فيها اسماءه واوصافه وافعاله مثبتا لها ولكمالها وجلالها ومفصلا فى ذلك - منهاج السنة لابن تيمية.

2- طريقة السلف فى نفى النقص عن الله النفى المتضمن لاثبات كمال الضد . فاذا قال تعالى (لا تأخذه سنة ولا نوم ) البقرة 255 علمنا ان نفى السنة والنوم يتضمن كمال الضد وهو اثبات الكمال فى حياته وقيوميته . وقوله تعالى ( ولا يظلم ربك احدا) الكهف 49 فيه نفى الظلم عن الله المتضمن لكمال الضد وهو منتهى العدل وهكذا فى سائر ما ورد فى الكتاب والسنة.

محذورات القاعدة الثانية :-
يجب على الموحد ان يحذر من نوعين من الضلال وهما التعطيل والتحريف المبنى على التأويل الباطل وهما :-
1- التعطيل : وهو رد النصوص الثابته فى الكتاب والسنة ورفض محتواها والسبب فى ذلك اعتقاد المعطل ان اثبات الصفات لله التى وردت فى هذه النصوص يلزم منه التمثيل والتشبيه. فالمعطل جسد صورة فى ذهنه لربه تشبه صورة الانسان فوقع فى محذورات القاعدة الاولى ثم رفض هذه الصورة للرغبة فى تنزيه الله عنها فبدلا من ان يعيب فهمه السيئ فى كلام الله عز وجل وجه العيب للكتاب والسنة فادعى ان ظاهرها باطل ثم حاول محو ما دلت عليه النصوص وتعطيلها عن مدلولها .

2- التحريف :- وهو التأويل بغير دليل وهو تحريف للكلم عن مواضعه . والسبب الذى دفع اهل الضلال الى التأويل الباطل لنصوص الكتاب والسنة ان المعطل بعد رفضه للنصوص خوفا من التشبيه اراد ان يستر جريمة التعطيل فأخفاها تحت شعار التأويل فاستبدل المعنى المراد من النصوص بمعنى بديل لا يقصده المتكلم بها.

وكل ذلك وأمثاله منكر من القول وتزوير فى لغة العرب. ولذلك ذكر ابن تيمية ان التحريف بالتأويل اقبح من التعطيل والتكييف والتمثيل لأنه ما حرف الا لأنه عطل وما عطل الا لانه كيف ومثل فجمع انواع الضلال فى هذا الباب بتأويله الباطل.

القاعدة الثالثة :- الكف عن طلب الكيفية المتعلقة بالحقائق الغيبية :-
وهذه القاعدة التى كان عليها السلف الصالح انهم كفوا انفسهم عن كيفية الحقائق الغيبية لا سيما التى تتعلق بذات الله والدليل عليها قوله تعالى(ولا يحيطون به علما) طه110 وقوله تعالى (ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء)البقرة255. فقد شاء الله ان نعلم معانى النصوص الدالة عليه ومنع عنا العلم بكيفية ذاته وصفاته وافعاله وكل ما يتعلق بكيفية الامور فى عالم الغيب حتى الروح التى فينا . قال تعالى ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اوتيتم من العلم الا قليلا )الاسراء85

فوجب على العاقل ان يحترم عقله ويقف عن حدوده معظما لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالله تبارك وتعالى كيف مداركنا على ان نستوعب من العلوم ما هو فى عالم الشهادة فقط أما عالم الغيب فهو عالم حقيقى حجبه الله عز وجل عنا تحقيقا للابتلاء فترة الحياة الدنيا ثم ينكشف الغطاء عند الموت فنرى من حقائقه ما شاء الله تعالى.
وقد انتدبنا القرأن الى البحث عن كيفية وخصائص عالم الشهادة فقال تعالى ( افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت ) الغاشية17/19 .
أما عالم الغيب فقد خص الله نفسه بعلم كيفيته فقال سبحانه( وما يعلم تأويله الا الله)آل عمران7
فالواجب على المسلم ان يصدق خبر الله دون اعتراض فمهمة العقل تجاه النقل تصديق الخبر وتنفيذ الامر.

ومحذورات هذه القاعدةالتى يجب على الموحدين الحذر منها فهى :-
1- التفويض. فليس معنى ان السلف منعوا انفسهم من الخوض فى الكيفية التى دلت عليها النصوص وفوضوا العلم بها الى الله انهم منعوا انفسهم ايضا من معرفة معنى الكلام اتى ورد فى الاحاديث عن اوصاف الله .. لا ...
ففى صفة النزول الالهى فى الثلث الاخير (فالسلف يقولون مجئ ونزول لا نعلمه)
واحتجوا بقول الامام مالك للذى سأله عن الاستواء فى قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى)طه5 كيف استوى . فغضب مالك غضبا شديدا ثم قال (الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فانى اخاف ان تكون ضالا وامر به فاخرج.
والحقيقة ان هناك من لم يفهم قول مالك لانه فرق فى جوابه بين معنى الاستواء على العرش او معنى الصفات بوجه عام وبين كيفيته او كيفية الصفات بوجه عام وانما غضب مالك لانه سأله عن الكيفية الغيبية التى تخرج عن جهاز الادراك البشرى فكيف سيجيبه ام هل يخترع له جوابا يصف فيه الكيفية التى عليها استواء الله على العرش؟!!!
ولو كان ساله عن معنى الاستواء فى اللغة لما غضب من ذلك اذ ان حق السائل ان يفهم معانى النصوص وقد قال تعالى (فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)النحل4

2- تقديم العقل على النقل:-
لان ذلك ينافى معنى الاسلام والاذعان لرب العالمين فقد قال تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا)الاسراء36
فاذا تطاول العقل وأخذ يقيس شيئا من عالم الغيب على أحكام عالم الشهادة كقولهم لو كان على العرش لكان محمولا أو لو كان له يد لكان له اعضاء وجوارح وغير ذلك من أحكام العقل التى يخضع لها المخلوق لا الخالق فلم يوحد هذا العقل الله فى اوصافه لان الله لا يقاس على خلقه بقياس تمثيلى ولا شمولى كما سبق فنحن لم نر الله ولم نر له مثيل كيف نظلم انفسنا ونحاكم اوصافه الى القوانين التى تحكم البشر.

القاعدة الرابعة :-
الايمان بما جاء به الوحى كله سواء فى الاسماء والصفات او فى سائر الموضوعات الاخرى.
فالوحى وحدة واحدة لابد ان نذعن له كله ونسلم بما جاء به على وجه المحبة والتعظيم لعلمنا ان الله عز وجل يريد لنا الخير وهو اعلم بما ينفعنا من انفسنا.
فاذا اخبر الله بشئ صدقناه فى كل ما اخبر واذا امرنا بشئ نفذناه فى كل ما امر وهذا مقتضى الايمان الحق الذى نستقيم عليه مدى الحياة.

عساف
07-05-2010, 06:23 PM
القرآن نزل ليخاطب به الله عقول البشر مراعياً لعقلياتهم ومداركهم..

فيضرب الله للناس الأمثال بما يمكنهم فهمه والقياس عليه.. فلا معنى ولا فائدة لو ضرب الله لنا مثلاً لا يمكننا أن نقيس عليه ولا نستطيع تصوره وغائب عن مداركنا.. فحينها سيكون الخطاب غير مفهوم وسيكون بنسبة لنا طلاسم غير مفهومة..

يامدعي العقلانية والمنطقية... أليس في ضرب الله للناس أمثالهم حكمة؟؟

د. هشام عزمي
07-05-2010, 06:58 PM
تحية الى الزملاء بالمنتدى :)

يقول كتاب الاسلام في خطاب لمشركي قريش اعتراضا على عبادتهم الهة عدة : "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"

كثيرا ما كنت اتوقف [ايام كنت مسلما] عند هذه الاية ، يرفض عقلي منطقها ، هذه الاية من المفترض انها تخاطب المشركين بالمنطق ، لكن اي منطق في قياس حال الخالق بحال المخلوق؟

اعني ان الخالق استطاع ان يخلق ، ان ينشئ من العدم ، وبالتالي فهو مغاير في صفاته [التي نجهلها او قل يجهلها كفار قريش الذين يحاورهم القران بالمنطق هنا] عن البشر ، مختلف عنهم لا يجوز ان نقيس حاله على حالهم

فالبشر اذا تعددوا اختلفوا ، لكن اين المنطق في افتراض ان الخالق او الخالقين لو تعددوا ايضا لاختلفوا؟؟؟ هذه فرضية مبنية على تصور ان الخالق يحمل نفس صفات المخلوقين!

حقيقة ارى الاية ضعيفة من الناحية المنطقية في اثبات اساس هذا الدين ، واراها قائمة على تصور باطني للاله على صورة مقاربة للبشر تتماشى مع تصوير القران للعرش الذي تحمله الملائكة والغضب والفرحة والهرولة وخلافه

عموما الموضوع ليس لمناقشة صفات الخالق وانما لمناقشة منطقية هذه الاية في اثبات التوحيد

لكم الشكر المقدم :)

أهلاً أيها الزميل لاديني ..
صفات الله عز وجل تختلف عن صفات البشر في الكيفية لكن أصل الصفة هو هو ..
بمعنى أن الله له إرادة وعلم وحكمة لكن إرادته وعلمه وحكمته مختلفون عن إرادة وعلم وحكمة البشر ..
فالاختلاف في الصفات بين الله وخلقه إنما هو في كيفية الصفة لا في أصل معناها ..
لهذا جاز قياس الغائب على الشاهد في الأمور العقلية البحتة ..
لكنه لا يجوز في الأمور المتعلقة بالكيفيات ..
وسأسهل لك المسألة أكثر :
نحن نؤمن أن الله تعالى موجود وله ذات حقيقية واقعية موجودة ..
لكننا لا نتطرق لكيفية هذه الذات ، هل هي من نحاس ، من حديد ، من لحم ، من طاقة .. إلخ ..
فالقياس العقلي البحت بين الله ومخلوقاته جائز في الأمور التي لا تتطرق للكيفيات المختلفة بين الله والمخلوقات ..
أما في الأمور المتعلقة بالكيفيات فلا يجوز القياس ..
كقياس يد الله أو عينه أو وجهه على يد أو عين أو وجه المخلوق ..
هل فهمت يا أيها الأستاذ المحترم ..؟
فعلى هذا الأساس فإنه من الصحيح قياس الله على مخلوقاته في الأمور العقلية كالمسألة التي تناولتها الآية الكريمة ..
وشكرًا لتفهمك .

ontology
07-05-2010, 07:16 PM
زميلي العزيزي, أقسم لك بمقدسات الوجود ان هذه الاية تحمل في طياتها اروع استدلال منطقي وعقلي بحت!
فقوله تعالى في سورة الانبياء (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) فهؤلاء الاثنين حتى يكونا اثنين يجب ان يوغاير بعضهم, فيكون الاول عنده ما لا يوجد عن الثاني والعكس صحيح...
بهذا يكون الاول ناقص يكتمل بالثاني والثاني ناقص يكتمل في الاول ..والناقص يكون مركب والتركيب يفيد الحدوث...
ثانياً اخي يكون الاول محتاج للثاني والثاني محتاج للاول... والحاجة من صفات الممكن...والله لا يحتاج الى شئ بالقائم بذاته وهو واجب الوجود جلا وعلا..
اما ان لم يتغايره ثبت المطلوب... ثم الخطاب الالهي كان موجه للبشرية جمعاء...فمن الاعجاز في القران انه يتناسب في كل عصر ومصر ويدخل ويدغلغل قي اعماق وصميم البشرية بتماشي فطري وعقلي على اختلاف وتفاوت المستويات والدرجات.. فالقران يخاطب كل العقول في آنّ واحد....
الحمد لله رب العالمين..
تحياتي

عبدالإله
07-05-2010, 07:49 PM
تكملة لما قاله الأخ أنتولوجي:
... وبما أنه إن كان هناك إلهين يحكمان السماوات والأرض سيكونان مختلفين وناقصين فسيكون لكل منهما صفات مختلفة عن صفات الآخر وبالتالي يكون لكل إله منهما مبدأ مختلف عن مبدأ الآخر حسب صفاته وهو سيرى حسب نظرته الناقصة أن مبدأه هو الأفضل ولا بد أن تُحكم السماوات والأرض به لأن الإله يحكم ويشرع {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون91
وبالتالي تفسد السماوات والأرض بسب نزاع الإلهين .

الأشعث
07-05-2010, 07:54 PM
قال ابن القيم رحمه الله :
(دليل التمانع على التوحيد وهو أنه : يستحيل أن يكون للعالم فاعلان مستقلّان بالفعل؛ فإن استقلال كلٍّ منهما ينفي استقلال الآخر، فاستقلالهما يمنع استقلالهما.)(1).

وتفصيل هذا الدليل نجده في قول شيخ الإسلام رحمه الله :

(ولا يتنازع العقلاء أنّ العلتين إذا اجتمعتا لم يَجُزْ أن يقال : إن الحكم الواحد ثبت بكلٍّ منهما حال الاجتماع على سبيل الاستقلال.

سبب إجماع العقلاء على بطلان هذا القول:

فإن استقلال العلة بالحكم هو ثبوته بها دون غيرها، فإذا قيل : "ثبت بهذه دون غيرها، وثبت بهذه دون غيرها".
كان ذلك جمعًا بين النقيضين، وكان التقدير "ثبت بهذه ولم يثبت بها، وثبت بهذه ولم يثبت بها".
فكان ذلك جمعًا بين إثبات التعليل بكلٍّ منهما، وبين نفي التعليل عن كلٍّ منهما.
وهذا معنى ما يقال : إن تعليله بكل منهما على سبيل الاستقلال ينفي ثبوته بواحدة منهما، وما أفضى إثباته إلى نفيه كان باطلًا...

تقرير هذا الأمر مع ذكر نظائره:

وقد تبين بذلك :
* أن العلتين لا تكونان مستقلتين بحكمٍ واحدٍ حال الاجتماع وهذا معلوم بالضرورة البديهية بعد التصور، فإن الاستقلال ينافي الاشتراك؛ إذ المستقل لا شريك له، فالمجتمعان على أمرٍ واحدٍ لا يكون أحدهما مستقلًّا به.
وأن الحكم الثابت بعلتين - سواء قيل : هو أحكامٌ ؛ أو حكمٌ واحدٌ مؤكدٌ - لا تستقل به إحداهما، بل كل منهما جزء من علته لا علة له.

* وهكذا يقال في اجتماع الأدلة على المدلول الواحد : أنها توجب علمًا مؤكدًا أو علومًا متماثلة، ومن هنا يحصل بها من الإيضاح والقوة ما لا يحصل بالواحد.

ذكر القاعدة الكلية التي تجمع هذه النظائر:

وهذا داخل في القاعدة الكلية وهو :

أنّ المؤثِّر الواحد - سواء كان فاعلًا بإرادةٍ واختيارٍ أو بطبعٍ، أو كان داعيًا إلى الفعل وباعثًا عليه - متى كان له شريكٌ في فعله وتأثيره؛ كان معاونًا ومظاهرًا له، ومَنَعَه أن يكون مستقلًّا بالحكم منفردًا به، ولزم من ذلك حاجة كل منهما إلى الآخر وعدم استغنائه بنفسه في فعله، وأنّ الاشتراك مُوجِبٌ للافتقارِ مُزيلٌ للغِنَى.

شرح هذه القاعدة الكلية:


فإنّ المشتركيْن في الفعل متعاونان عليه، وأحدهما لا يجوز - إذا لم يتغير بالاشتراك والانفراد - أن يفعل وحده ما فعله هو والآخر، فإنّه إذا فعل شيئًا حال الانفراد، وقُدِّر أنه لم يتغير وأنه اجتمع بنظيره، امتنع أن يكون مفعولهما حال الاشتراك هو مثل مفعول كلٍّ منهما حال الانفراد؛ فإن المفعول إذا لم يكن له وجودٌ إلا من الفاعل؛ والفاعل حال انفراده له مفعول؛ فإذا اجتمعا كان مفعولهما جميعًا أكثر أو أكبر من مفعول أحدهما، وإلا كان الزائد كالناقص.

بخلاف ما إذا تغير الفاعل، كالإنسان الذي يرفع هو وآخر خشبةً أو يصنع طعامًا، ثم هو وحده مثل ذلك، فإن ذلك لا بد أن يكون بتغيير منه في إرادته وحركته وآلاته ونحو ذلك، وإلا فإذا استوى حالاه امتنع تساوي المفعولين حال الانفراد والاشتراك.

بيان أن الاشتراك يُوجِب الافتقار ويمنع إمكان الاستقلال حال الانفراد، وأن الاستقلال بالفعل يمنع إمكان الاشتراك في ذات المفعول، في حال عدم تغير حال الفاعل بالاشتراك والانفراد :

وفي الجملة فكلٌّ من المشتركين في مفعولٍ فأحدهما مفتقرٌ إلى الآخر في وجود ذلك المفعول، محتاجٌ إليه فيه، وإلّا لم يكونا مشتركين، لأن كلًّا منهما إما أن يكون مستقلًّا بالفعل منفردًا به أو لا يكون:

* فإن لم يكن مستقلًّا منفردًا به : لم يكن المفعول به وحده بل به وبالآخر، ولم يكن هو وحده كافيًا في وجود ذلك المفعول، بل كان محتاجًا إلى الآخر في وجود ذلك المفعول، مفتقرًا إليه فيه، وهذا يقتضي أنه ليس ربّ ذلك المفعول ولا مالكه ولا خالقه، بل هو شريكٌ فيه، ويقتضي أنه لم يكن غنيًّا عن الشريك في ذلك المفعول، بل كان مفتقرًا إليه فيه محتاجًا إليه فيه، وذلك يقتضي عجزه وعدم قدرته عليه حال الانفراد أيضًا، كما نبهنا عليه من أن الإنسان لا ينفرد بما شاركه فيه غيره إن لم يتغير تغيرًا يُوجِب تمامَ قدرته على ما شاركه فيه الغير.

* وإن كان مستقلًّا به منفردًا به : امتنع أن يكون له فيه شريكٌ أو معاونٌ، وذلك أنّ الفاعل إذا كان حال الانفراد قادرًا تام القدرة، والتقدير أنه مريدٌ للمفعول إرادةً جازمةً(2) لوجبَ وجودُ المفعولِ به وحده، ووجودُه به وحده يمنع وجودَه بالآخر، فيلزم اجتماع النقيضين، وهو "وجود المفعول به وحده، وعدم وجود المفعول به وحده" و "أن يكون فاعلًا غير فاعل" وذلك ظاهر البطلان.


بيان الفرق بين هذا التمانع ودليل التمانع الذي استدل به متأخرو المتكلمين:

وهذا التمانع ليس هو أنّ كلّ واحدٍ من الفاعليْن يمنع الآخر، كما يُقال إذا أراد أحدُهما تحريكَ جسمٍ والآخرُ تسكينَه؛ أو إماتةَ شخصٍ والآخرُ إحياءَه، وإنما هو تمانعٌ ذاتيٌّ وهو : أنه تمانعُ اشتراكِ شريكيْن تامَّيْ القدرةِ والإرادةِ في مفعولٍ هما عليه تامَّا القدرةِ والإرادة.

فإنّ من كان على الشيء تام القدرة، وهو له تام الإرادة، وجب وجود المفعول به وحده ..
وإذا كان الآخر كذلك وجب وجود المفعول به ..
وهذان يتتابعان ويتمانعان، إذ الإثبات يمنع النفي، والنفي يمنع الإثبات تمانعًا وتناقضًا ذاتيًّا.


عودةٌ إلى تقرير ما مضى:

فتبين أن : الاشتراك مُوجِبٌ لنقص الشريك في نفس القدرة.

وإذا قُدِّر اثنان مُرِيدان لأمرٍ من الأمور فلا بد من أمرين :
* إما أن يكون المفعول الذي يفعله هذا ليس هو المفعول الذي يفعله الآخر، ولكنْ كلٌّ منهما مستقلٌّ ببعض المفعول.
* وإما أن يكون المفعول الذي اشتركا فيه لا يقدر أحدُهما على أن يفعله إذا انفرد، إلا أن يتجدد له قدرةٌ أكمل من القدرة التي كانت موجودةً حال الاشتراك.

فإذا كان المفعولُ واحدًا قد اختلط بعضُه ببعضٍ - على وجهٍ لا يمكن انفراد فاعلٍ ببعضه وفاعلٍ آخر ببعضه - امتنع فيه اشتراك الامتياز، كاشتراك بني آدم في مفعولاتهم التي يفعل هذا بعضها وهذا بعضها، وامتنع فيه اشتراك الاختلاط إلا مع عجز أحدهما ونقص قدرته وأنه ليس على شيءٍ قدير، وهذا الذي ذكرناه بقولنا : إن الاشتراك مُوجِبٌ لنقص القدرة .

الاشتراك في المفعولات يقتضي الافتقار في الذات والصفات:

ثم يقال : هذا أيضًا يقتضي أن كلًّا منهما ليس واجبًا بنفسه غنيًّا قويًّا، بل مفتقرًا إلى غيره في ذاته وصفاته كما كان مفتقرًا إليه في مفعولاته؛ وذلك أنه إذا كان كلٌّ منهما مفتقرًا إلى الآخر في مفعولاته عاجزًا عن الانفراد بها - إذ الاشتراك مستلزمٌ لذلك كما تقدم - فإمّا أن يكون: قابلًا للقدرة على الاستقلال بحيث : يمكن ذلك فيه - أو لا يمكن.

إبطال احتمال أن قابلية القدرة على الاستقلال لا تمكن:

والثاني ممتنعٌ؛ لأنه إذا امتنع أن يكون الشيء مقدورًا ممكنًا لواحدٍ امتنع أن يكون مقدورًا ممكنًا لاثنين.

فإن حال الشيء في كونه مقدورًا ممكنًا لا يختلف بتعدد القادر عليه وتوحده، فإذا امتنع أن يكون مفعولًا مقدورًا لواحدٍ امتنع أن يكون مفعولًا مقدورًا لاثنين، وإذا جاز أن يكون مفعولًا مقدورًا عليه لاثنين جاز أن يكون أيضًا لواحد، وهذا :
* بيّن إذا كان الإمكان والامتناع لمعنًى في الممكن المفعول المقدور عليه، إذ صفاتُ ذاتِه لا تختلف في الحال.
* وكذلك إذا كان الإمكان والامتناع لمعنًى في القادر، فإن القدرة القائمة باثنين لا يمتنع أن تقوم بواحد، بل إمكان ذلك معلومٌ ببديهة العقل، فإن من المعلوم ببديهة العقل أنّ : الصفات بأسرها - من القدرة وغيرها - كلما كان محلُها متحدًا مجتمعًا كان أكمل لها من أن يكون متعددًا متفرقًا؛ ولهذا كان الاجتماع والاشتراك في المخلوقات يوجب لها من القوة والقدرة ما لا يحصل لها إذا تفرقت وانفردت وإن كانت أحوالها باقية، بل الأشخاص والأعضاء وغيرها من الأجسام المفترقة قد قام بكل منها قدرة، فإذا قدر اتحادها واجتماعها كانت تلك القدرة أقوى وأكمل، لأنه حصل لها من الاتحاد والاجتماع بحسب الإمكان ما لم يكن حين الافتراق والتعداد.

وهذا يبين أن القدرة القائمة باثنين إذا قُدر أن ذينك الاثنين كانا شيئًا واحدًا تكون القدرة أكمل، فكيف لا تكون مساوية للقدرة القائمة بمحلين؟!

وإذا كان من المعلوم أنّ المحلين المتباينين اللذين قام بهما قدرتان إذا قدر أنهما محل واحد وأن القدرتين قامتا به لم تنقص القدرة بذلك بل تزيد، عُلِم أنّ المفعول الممكن المقدور عليه لقادرين منفصلين إذا قدر أنهما بعينهما قادرٌ واحدٌ قد قام به ما قام بهما لم ينقص بذلك بل يزيد، فعلم أنه يمكن أن يكون كل منهما قابلًا للقدرة على الاستقلال فإن ذلك ممكن فيه.

بيان أن إمكان قابلية الاستقلال تستلزم الافتقار في الذات والصفات:

فتبين أنه ليس يمكن في المشتركين على المفعول الواحد أن يكون كلٌّ منهما قادرًا عليه، بل من الممكن أن يكونا شيئًا واحدًا قادرًا عليه، فتبين أن كلًّا منهما يمكن أن يكون أكمل مما هو عليه، وأن يكون بصفةٍ أخرى، وإذا كان يمكن في كلٍّ منهما أن تتغير ذاته وصفاته، ومعلومٌ أنّه هو لا يمكن أن يكمل نفسه وحده ويغيرها، إذ التقدير أنه عاجزٌ عن الانفراد بمفعولٍ منفصلٍ عنه، فأن يكون عاجزًا عن تكميل نفسه وتغييرها أولى، وإذا كان هذا يمكن أن يتغير ويكمل - وهو لا يمكنه ذلك بنفسه - لم يكن واجب الوجود بنفسه، بل يكون فيه إمكانٌ وافتقارٌ إلى غيره.

والتقدير : أنه واجبُ الوجودِ بنفسه (غير واجب الوجود بنفسه) فيكون واجبًا ممكنًا، وهذا تناقض؛ إذ ما كان واجب الوجود بنفسه تكون نفسه كافية في حقيقة ذاته وصفاته، لا يكون في شيءٍ من ذاته وأفعاله وصفاته مفتقرًا إلى غيره؛ إذ ذلك كله داخل في مسمى ذاته.

طريق آخر لبيان أن الافتقار في المفعولات يستلزم الافتقار في الذات والصفات:

بل ويجب ألّا يكون مفتقرًا إلى غيره في شيء من أفعاله ومفعولاته، فإن أفعاله القائمة به داخلة في مسمى نفسه، وافتقاره إلى غيره في بعض المفعولات يوجب افتقاره في فعله وصفته القائمة به، إذ مفعوله صدر عن ذلك، فلو كانت ذاته كافيةً غنيةً لم تفتقر إلى غيره في فعلها، فافتقاره إلى غيره بوجهٍ من الوجوه دليلُ عدم غناه، وعلى حاجته إلى الغير، وذلك هو الإمكان المناقض لكونه واجب الوجود بنفسه.

ولهذا لما كان وجوب الوجود من خصائص رب العالمين، والغنى عن الغير من خصائص رب العالمين، كان الاستقلال بالفعل من خصائص رب العالمين، وكان التنزه عن شريكٍ في الفعل والمفعول من خصائص رب العالمين، فليس في المخلوقات ما هو مستقلٌّ بشيءٍ من المفعولات، وليس فيها ما هو وحده علةٌ تامّة، وليس فيها ما هو مستغنيًا عن الشريك في شيءٍ من المفعولات، بل لا يكون في العالم شيءٌ موجودٌ عن بعض الأسباب إلا يشاركه سببٌ آخر له، فيكون - وإن سُمّي علة - علةً مقتضيةً سببيةً لا علةً تامةً، ويكون كلٌّ منهما شرطًا للآخر.

كما أنه ليس في العالم سببٌ إلا وله مانعٌ يمنعه في الفعل، فكل ما في المخلوق مما يسمى علةً أو سببًا أو قادرًا أو فاعلًا أو مؤثرًا فله شريكٌ هو له كالشرط، وله معارضٌ هو له مانعٌ وضد، وقد قال سبحانه { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}(3) والزوج يراد به : النظير المماثل والضد المخالف، وهذا كثير..

فما من مخلوق إلا له شريكٌ وندّ، والرب سبحانه وحده هو الذي لا شريك له، ولا ند، ولا مثل له، بل ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولهذا لا يستحق غيره أن يسمى خالقًا ولا ربًّا مطلقًا ونحو ذلك، لأن ذلك يقتضي الاستقلال والانفراد بالمفعول المصنوع وليس ذلك إلا لله وحده.

ولهذا - وإن تنازع بعض الناس في كون العلة تكون ذات أوصافٍ وادّعى أنّ العلة لا تكون إلا ذات وصفٍ واحد - فإنّ أكثر الناس خالفوا في ذلك وقالوا : يجوز أن تكون ذات أوصاف، بل قيل : لا يكون في المخلوق علةٌ ذاتُ وصفٍ واحدٍ إذ ليس في المخلوق ما يكون وحده علة، ولا يكون في المخلوق علةٌ إلا ما كان مُركبًا من أمرين فصاعدًا، فليس في المخلوقات واحدٌ يصدر عنه شيء، فضلًا عن أن يقال : الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، بل لا يصدر من المخلوق شيءٌ إلا عن اثنين فصاعدًا، وأما الواحد الذي يفعل وحده فليس إلا الله.

تلخيص ما مضى:

فكما أن الوحدانية واجبةٌ له لازمةٌ له، فالمشاركة واجبةٌ للمخلوق لازمةٌ له.
والوحدانية مستلزمةٌ للكمال والكمال مستلزمٌ لها، والاشتراك مستلزمٌ للنقصان والنقصان مستلزمٌ له.
والوحدانية مستلزمةٌ للغنى عن الغير والقيام بنفسه ووجوبه بنفسه وهذه الأمور من الغنى والوجوب بالنفس والقيام بالنفس مستلزمةٌ للوحدانية، والمشاركة مستلزمٌة للفقر إلى الغير والإمكان بالنفس وعدم القيام بالنفس وكذلك الفقر والإمكان وعدم القيام بالنفس مستلزمٌ للاشتراك.
فهذه وأمثالها من دلائل توحيد الربوبية وأعلامها.
وهي من دلائل إمكان المخلوقات المشهودات وفقرها، وأنها مربوبة، فهي من أدلة إثبات الصانع، لأن ما فيها من الافتراق والتعداد والاشتراك يوجب افتقارها وإمكانها، والممكن المفتقر لا بد له من واجبٍ غنيٍّ بنفسه، وإلا لم يوجد، ولو فرض تسلسل الممكنات المفتقرات فهي بمجموعها ممكنة، والممكن قد عُلِم بالاضطرار أنه مفتقرٌ في وجوده إلى غيره، فكلُّ ما يُعلم أنه ممكنٌ فقيرٌ فإنه يعلم أنه فقيرٌ أيضًا في وجوده إلى غيره، فلا بد من غنيٍّ بنفسه واجبِ الوجود بنفسه، وإلا لم يوجد ما هو فقيرٌ ممكنٌ بحال.

الاستدلال بذلك على توحيد الإلهية:

وهذه المعاني تدل على توحيد الربوبية، وعلى توحيد الإلهية وهو : التوحيد الواجب الكامل الذي جاء به القرآن، لوجوهٍ - قد ذكرنا منها ما ذكرنا في غير هذا الموضع - مثل :

أن المتحركات لا بد لها من حركةٍ إراديةٍ، ولا بد للإرادة من مرادٍ لنفسه وذلك هو الإله، والمخلوق يمتنع أن يكون مراًدا لنفسه، كما يمتنع أن يكون فاعلًا بنفسه، فإذا امتنع أن يكون فاعلان بأنفسهما امتنع أن يكون مرادان بأنفسهما.

وأيضًا فالإله الذي هو المراد لنفسه - إن لم يكن ربًّا - امتنع أن يكون معبودًا لنفسه، ومن لا يكون ربًّا خالقًا لا يكون مدعوًّا مطلوبًا منه مرادًا لغيره، فلأن لا يكون معبودًا مرادًا لنفسه من باب الأولى، فإثبات الإلهية يوجب إثبات الربوبية، ونفي الربوية يوجب نفي الإلهية، إذ الإلهية هي الغاية وهي مستلزمةٌ للبداية كاستلزام العلة الغائية للفاعلية.) (4).

وقال رحمه الله :

(لو قدَّر قديمان أو واجبان، كلٌّ منهما إنما صار واجبًا قادرًا بإقدار الآخر كان هذا ممتنعًا في صريح العقل، وكان مستلزمًا للدور القبلي، فإنّ هذا لا يكون قادرًا حتى يجعله ذاك قادرًا، وذاك لا يكون قادرًا حتى يجعله هذا قادرًا، فلا يكون كلّ واحدٍ منهما قادرًا، فإنّ كون القادر قادرًا في نفسه هو سابقٌ لكونه يجعل غيره قادرًا، فمن ليس بقادرٍ في نفسه يمتنع أن يجعل غيره قادرًا، فالامتناع يعلم من جهة بطلان الدور القبلي، ومن جهة أن من ليس بقادرٍ يمتنع أن يجعل غيره قادرًا.

وهذا من أحسن ما يستدل به على التوحيد.

فإنّه يُعلم به أنّ الرب لا بد أن يكون قادرًا بنفسه، لا تكون قدرته مستفادةً من غيره، وحينئذٍ فإذا قدّر قادران، كان اجتماعهما على فعل المفعول الواحد ممتنعًا لذاته بصريح العقل واتفاق العقلاء، فإن فعل أحدهما له يوجب استقلاله فيمتنع أن يكون له شريك فضلًا عن أن يكون هناك فاعلٌ آخر مستقلّ، ولهذا كان من المعلوم عند العقلاء بصريح العقل أنه يمتنع اجتماع مؤثرين تامين على أثرٍ واحد، وإن شئت قلت يمتنع اجتماع علتين تامتين على معلولٍ واحد، وإذا كان كذلك فإذا قدِّر ربّان امتنع استقلال كلٍّ منهما بفعل شيءٍ واحد، بل إذا فعل أحدهما شيئًا كان الآخر فاعلًا لشيءٍ آخر، وهذا تحقيق قوله تعالى (إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ )(5).

وأيضًا فإذا كانا قادرين، فإن أمكن أحدهما أن يفعل بدون الآخر، أمكن أن يريد ضد مراد الآخر:
فيلزم التمانع فإنه إن وجد مرادهما لزم اجتماع الضدين، وإن لم يوجد مراد واحدٍ منهما لزم عجزهما جميعًا، ولزم خُلُوُّ المحل من أحد المتقابلين اللذين لا يخلو الجسم عنهما، مثل أن يريد أحدهما إحياء جسمٍ ويريد الآخر إماتته، أو يريد تحريكه ويريد الآخر تسكينه، ونحو ذلك.

وإن قيل يجب اتفاقهما في الفعل بمعنى أنه إذا فعل أحدهما شيئًا لم يعارضه الآخر فيه:
لم يكن واحدٌ منهما قادرًا إلا بشرط تمكين الآخر له والإمساك عن معارضته، وهذا يستلزم ألّا يكون واحدٌ منهما قادرٌ بنفسه، وهو ممتنعٌ كما تقدم.

وإن فسر الاتفاق في الفعل بمعنى الاشتراك فيه :
فالاشتراك في المفعول الواحد بمعنى أن كلًّا منهما مستقلٌ بالمفعول ممتنعٌ كما تقدم.
والاشتراك بمعنى أن هذا له فعلٌ ومفعولٌ غير فعلِ هذا ومفعولِه يوجب أن يذهب كل إله بما خلق، والعالم مرتبطٌ بعضه ببعض ارتباطًا، ويحتاج بعضه إلى بعض احتياجًا يمتنع معه أن يكون بعضه مفعولًا لواحدٍ وبعضُه مفعولًا لآخر، فإذا قدر فاعلان لزم أن يذهب كل إلهٍ بما خلق، وأن يعلو بعضهم على بعض، فذهاب كل إلهٍ بما خلق لأن مفعول هذا غير مفعول هذا، وعلو بعضهم على بعضٍ لأن كونهما قادرين يوجب أن كلًّا منهما غنيٌّ في قدرته عن الآخر، وأنه يمكنه أن يفعل بدونه، فيمتنع أن يفعلا شيئًا سواء كانا متفقين لامتناع صدور الفعل الواحد عن فاعلين، أو كانا مختلفين لأن ذلك يستلزم التمانع فيكون كل منهما مانعًا للآخر، فلا بد أن يكون أحدهما هو القادر دون الآخر، فيكون القادر هو القاهر للآخر فيعلو عليه، كما قال تعالى (َلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ )(6)) (7).


(1) إعلام الموقعين عن رب العالمين (5/203).
(2) قال شيخ الإسلام رحمه الله (إذ لو لم يرده إرادةً جازمةً لما وُجد حال الانفراد ولا حال الاجتماع والاشتراك، إذ الإرادة التي ليست بجازمة لا يوجد مرادها الذي يفعله المريد بحال، والإرادة الجازمة بلا قدرة لا يوجد مرادها، والإرادة الجازمة مع القدرة التامة تستلزم وجود المراد).
(3) سورة الذاريات : 49.
(4) مجموع الفتاوي (2/ 32-37) وكذلك (20/ 170-183) باختصار وتصرف وذكر الأفكار في ثنايا النقل.
(5) سورة المؤمنون : 91.
(6) سورة المؤمنون : 91.
(7) الصفدية (2/ 170-172).

لا ديني
07-05-2010, 10:33 PM
حتى لا نخرج عن محور حوارنا ألخصه إلى سؤالين

1- هل تعتقد بأن الخالق الذي تثبته فاعل أو قادر أو عالم أو حكيم ؟

2- هل تقول في الخالق الذي تثبته أنه مريد مختار أم أنه مجور مطبوع بالطبع أم أنه لا هو مريد ولا هو مطبوع ؟

حقيقة اجهل حقيقة صفاته ولا املك منطقا اطبقه عليه كونه مختلف عني ، هذه الصفات تخصنا نحن البشر استنتجناها من تصرفات البشر ، فهناك القادر والعاجز والمريد والمجبر الخ ، عرفنا هذه الصفات من مراقبة اوضاع البشر واحوالهم ، اعدك عندما امنح فرصة مراقبة حياة الخالق سأوافيك بالرد

لا ديني
07-05-2010, 10:37 PM
- حسنا يا لاديني تابع معي هذا المثال :
- لنفترض ان البشر من خلق الإله واحد
- لنفترض ان الحيوانات من خلق الإله الثاني

في الواقع نرى ان مخلوقات الاله الاول تعيث فسادا في مخلوقات الإله الثاني و مخلوقات الإله الثاني تستغيت ولا مغيث لها
فهل هذاالواقع مقبول عند الإله الثاني أم هو دليل عجزه و ضعفه و هو يرى مخلوقاته بلا حول ولا قوة ؟؟؟


أو فلنفترض انهما اشتركا في كل المخلوقات ، فمخلوقات الالهين تعتدي على مخلوقات الالهين ايضا ، عالم الفرضيات الغير مبنية على بينة لن يحل الاشكال



ثم وجود إلهين معناه أن كل منهما محدود بإرادة الآخر و من كان محدودا لا يكون إلها


هذا على اساس انهما كالبشر يملكان نفس الصفات ، ما ادراك؟؟ المنطق البشري انما كان نتيجة تأمل للواقع البشري بالعقل البشري ، للذلك اعتقد انه قاصر عن التكهن بصفات الخالق

لا ديني
07-05-2010, 10:39 PM
بعد هذا الشرح والتوضيح الجلي والعفلي الدامغ والملموس وبعد ردود السائل السقيمة الدالة على الخلط وعدم القدرة على الفهم والتمييز وعدم القدرة على التفريق بين الخالق والمخلوقات وعدم التفريق بين الكمال الالهي والنقص البشري .. لا اقول الا : لا يستقيمُ الفهم والعقل أَعوَجُ

مسلسل مستمر من السباب والتجاوز المعتاد من الزملاء المسلمين ، يدل على فقر في المنطق والفكر

اتمنى ان تراجع نفسك وتحسن من خلقك ، فالخلق خير داع لصاحبه

لا ديني
07-05-2010, 10:41 PM
هل انتبهت لمشاركتي و الرابط الذي وضعته

انتهبت لها الان ، لكن لم ازر الرابط ، حقيقة ليس من عادتي ان افرع موضوعي عبر الروابط الى مواضيع جديدة ، ان كان فيه ما ترى انه يفيد النقاش ، فاستسمحك لو تنقله هنا

لا ديني
07-05-2010, 10:43 PM
ربما انتبه الى الرابط ..ولكن اشك انه فهم الموضوع رغم وضوحه ودلالاته واستدلالاته العقلية التي لا يعارضها عاقل
ونقطة اخرى اضيفها لتوضيح الفرق بين الخالق والمخلوقات ..
الله يشاء ويريد .. وانا كانسان اشاء واريد ..
ولكن مشيئة الله غالبة وارادة الله لا بد ان تقع .. حتما
بينما انا قد لا اتمكن من تحقيبق ما اشاء واريد
فمشيئة الله كاملة ومطلقة ولا حدود لها
بينما مشيئة الانسان قاصرة وضعبفة
وذلك لكون الانسان نفسه قاصر وضعيف

الله يسمع
والانسان يسمع
ولكن الله يسمع كل شيء ..كل شيء وبلا اي مانع او قيد او حد
بينما انا لا اسمع الا في حدود قدرة سمعي

فباختصار :
اللاديني يظلم الخالق بتصوراته الخاطئة عنه
وهو بذلك يظلم نفسه ايضا

كيف علمت يا سيدي ان الخالق ارادته ومشيئته كاملة ، وكيف علمت انه يسمع ايضا؟ وهل يحتاج للسمع اذا كانت مشيئته كاملة بحيث يعلم السر واخفى والغيب والمستقبل ؟ بماذا يفيد السمع؟

اتمنى يا صديقي ان تعضد مرسلاتك بشيء من الاثبات

لا ديني
07-05-2010, 10:45 PM
خخخخخخخ
والذي هو حسب منطقك المعتل :

العلة فيك وفي جهلك الشنيع

نحن لا نشبه بين الخالق الغني والكامل والمطلق وبين المخلوق المحتاج والناقص والمحدود
والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )
فالتشبيه ليس له وجود ولا يصح ولا يجوز

لكننا نحن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه و وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم ونتبع قاعدة عامة تقول : كل صفة كمال لا يعتريها نقص بحال اتصف بها المخلوق و أمكن أن يتصف بها الخالق فالخالق أولى بها و هذا يسمى بالقياس أي قياس الأَوْلَى بخلاف قياس العلة والقياس الشمولي فلا استعمال لهما في حق الله تعالى .

هل لاحظت يا صديقي ان الاية تخاطب مشركين لا يمكن اقناعهم بغير المنطق ، كونهم لا يؤمنون بالنبي ولا ما وصف به ربه ، ولا يعنيهم باي صفات تناول القران خالقهم ، لا يعنيني اطلاقا ما اذا كانت الاية منطقية بالنسبة للمؤمنين كونهم امنوا وسلموا غيبا بالصفات التي ذكرها القران والسنة ، انا اتكلم عن منطقية الاية بالنسبة للمشركين كونها تخاطبهم

لا ديني
07-05-2010, 10:47 PM
القرآن نزل ليخاطب به الله عقول البشر مراعياً لعقلياتهم ومداركهم..

فيضرب الله للناس الأمثال بما يمكنهم فهمه والقياس عليه.. فلا معنى ولا فائدة لو ضرب الله لنا مثلاً لا يمكننا أن نقيس عليه ولا نستطيع تصوره وغائب عن مداركنا.. فحينها سيكون الخطاب غير مفهوم وسيكون بنسبة لنا طلاسم غير مفهومة..

يامدعي العقلانية والمنطقية... أليس في ضرب الله للناس أمثالهم حكمة؟؟

فيها حكمة لو كانت امثلة محكمة ، لكن ان تكون معتلة المنطق فاعتقد ان فيها دليل بطلان الرسالة اصلا

لا ديني
07-05-2010, 10:55 PM
خخخخخخخ
والذي هو حسب منطقك المعتل :

العلة فيك وفي جهلك الشنيع

نحن لا نشبه بين الخالق الغني والكامل والمطلق وبين المخلوق المحتاج والناقص والمحدود
والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )
فالتشبيه ليس له وجود ولا يصح ولا يجوز

لكننا نحن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه و وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم ونتبع قاعدة عامة تقول : كل صفة كمال لا يعتريها نقص بحال اتصف بها المخلوق و أمكن أن يتصف بها الخالق فالخالق أولى بها و هذا يسمى بالقياس أي قياس الأَوْلَى بخلاف قياس العلة والقياس الشمولي فلا استعمال لهما في حق الله تعالى .

ماذا ترى في ابن القيم؟ هل كانت عقيدته سليمة ام لا؟

لا ديني
07-05-2010, 10:58 PM
أهلاً أيها الزميل لاديني ..
صفات الله عز وجل تختلف عن صفات البشر في الكيفية لكن أصل الصفة هو هو ..
بمعنى أن الله له إرادة وعلم وحكمة لكن إرادته وعلمه وحكمته مختلفون عن إرادة وعلم وحكمة البشر ..
فالاختلاف في الصفات بين الله وخلقه إنما هو في كيفية الصفة لا في أصل معناها ..
لهذا جاز قياس الغائب على الشاهد في الأمور العقلية البحتة ..
لكنه لا يجوز في الأمور المتعلقة بالكيفيات ..
وسأسهل لك المسألة أكثر :
نحن نؤمن أن الله تعالى موجود وله ذات حقيقية واقعية موجودة ..
لكننا لا نتطرق لكيفية هذه الذات ، هل هي من نحاس ، من حديد ، من لحم ، من طاقة .. إلخ ..
فالقياس العقلي البحت بين الله ومخلوقاته جائز في الأمور التي لا تتطرق للكيفيات المختلفة بين الله والمخلوقات ..
أما في الأمور المتعلقة بالكيفيات فلا يجوز القياس ..
كقياس يد الله أو عينه أو وجهه على يد أو عين أو وجه المخلوق ..
هل فهمت يا أيها الأستاذ المحترم ..؟
فعلى هذا الأساس فإنه من الصحيح قياس الله على مخلوقاته في الأمور العقلية كالمسألة التي تناولتها الآية الكريمة ..
وشكرًا لتفهمك .

اذا اختلفت في الكيفية لم يجز قياسها

اسمحلي ان استعير مثالك ، نحن لنا ذات وللخالق ذات ، تتختلف في الكيفية ، فلو جاز القياس رغم اختلاف الكيفية لكان القول بفناء الخالق جائزا كون ذات المخلوق دوما الى فناء ، وتلك ذات فهي الى فناء ،

فاذا اختلفت ارادة الخالق عن ارادة المخلوق في الكيفية لم يجز قياس ما يترتب على ارادتنا على ارادته ، واختلافنا على اختلافه ، كما لا يخفى عليك ان الاختلاف مذموم ، وانتم تدعون للخالق الكمال ، فوجب تنزيهه عن هذا المذموم ، وبالتالي جاز تعدد الخالق مع انتفاء الاختلاف عنهم

لا ديني
07-05-2010, 11:00 PM
زميلي العزيزي, أقسم لك بمقدسات الوجود ان هذه الاية تحمل في طياتها اروع استدلال منطقي وعقلي بحت!
فقوله تعالى في سورة الانبياء (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) فهؤلاء الاثنين حتى يكونا اثنين يجب ان يوغاير بعضهم, فيكون الاول عنده ما لا يوجد عن الثاني والعكس صحيح...
بهذا يكون الاول ناقص يكتمل بالثاني والثاني ناقص يكتمل في الاول ..والناقص يكون مركب والتركيب يفيد الحدوث...
ثانياً اخي يكون الاول محتاج للثاني والثاني محتاج للاول... والحاجة من صفات الممكن...والله لا يحتاج الى شئ بالقائم بذاته وهو واجب الوجود جلا وعلا..
اما ان لم يتغايره ثبت المطلوب... ثم الخطاب الالهي كان موجه للبشرية جمعاء...فمن الاعجاز في القران انه يتناسب في كل عصر ومصر ويدخل ويدغلغل قي اعماق وصميم البشرية بتماشي فطري وعقلي على اختلاف وتفاوت المستويات والدرجات.. فالقران يخاطب كل العقول في آنّ واحد....
الحمد لله رب العالمين..
تحياتي

اعذرني لو اخبرتك ان كلامك متداخل بعض الشيء ، وسامحني اذا طلبت منك ترتيبه في نقاط منفصلة

لا ديني
07-05-2010, 11:02 PM
تكملة لما قاله الأخ أنتولوجي:
... وبما أنه إن كان هناك إلهين يحكمان السماوات والأرض سيكونان مختلفين وناقصين فسيكون لكل منهما صفات مختلفة عن صفات الآخر وبالتالي يكون لكل إله منهما مبدأ مختلف عن مبدأ الآخر حسب صفاته وهو سيرى حسب نظرته الناقصة أن مبدأه هو الأفضل ولا بد أن تُحكم السماوات والأرض به لأن الإله يحكم ويشرع {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }المؤمنون91
وبالتالي تفسد السماوات والأرض بسب نزاع الإلهين .

للاسف تسير على درب الزملاء في افتراض ان نواقصنا موجودة في الخالق ، كلامك يمكن اعادة صياغته "هناك الاهان ولانهما اثنان والاثنان في بني البشر يختلفان فسيختلفان هما ايضا!"

قياس مرفوض عقلا للخالق على المخلوق

لا ديني
07-05-2010, 11:04 PM
حقيقة لم اتوقع ان يحظى طرحي بهذا الكم من المشاركة ، اعياني الرد على كل هذه المشاركات ، لكن لا يسعني الا ان عبر عن امتناني لاهتمامكم وهدوء مشاركاتكم والرغبة لابتغاء الحق الواضحة في العديد من المشاركات

لكم مني تحية حتى القاكم في الغد :)

ontology
07-05-2010, 11:25 PM
اعذرني لو اخبرتك ان كلامك متداخل بعض الشيء ، وسامحني اذا طلبت منك ترتيبه في نقاط منفصلة
رغم ان الكلام واضح ومبني على التسلسل المتناسق ولكنني سوف انّقط المسائل حتى تكون واضحة البيّنة:

زميلي العزيزي, أقسم لك بمقدسات الوجود ان هذه الاية تحمل في طياتها اروع استدلال منطقي وعقلي بحت!
1- هنا قسمت بالشئ التي تقدسه الوجود قاطبة وهو الله عز وجل
2- وان الاية حاوية على استدلال في غاية من الروعة في قوة المنطق العقلي

فقوله تعالى في سورة الانبياء (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) فهؤلاء الاثنين حتى يكونا اثنين يجب ان يوغاير بعضهم,

1- اي حتى يكون اكثر من واحد يجب ان يغاير عن الاول...فالثاني حتى يكون ثاني يجب ان يغاير الاول حتى اصبحو اثنان
2- فاذا لم يغاير بشئ اصبحو واحد لعدم التغاير...فحتى يصبح تعدد وجب التغاير


فيكون الاول عنده ما لا يوجد عن الثاني والعكس صحيح...
1- فالتغاير يوجب نقص الاول و زيادة الثاني والعكس اي زيادة الاول ونقص الثاني
2- فالنقص من صفات الممكن الوجود اي من صفات المخلوقين..اما الخالق فهو واجب الوجود وكامل ولا يشوبه نقص والا اصبح مخلوق وممكن الوجود...


بهذا يكون الاول ناقص يكتمل بالثاني والثاني ناقص يكتمل في الاول ..
1- اي ان شرط اكتمال الاول معتمد على حصوله على صفات الثاني والعكس صحيح..
2- وهذا يفيد الحاجة والاله لا يكون محتاج لغيره والا لما كان اله..



والناقص يكون مركب والتركيب يفيد الحدوث...
1- فالنقص يفيد انه انه انه مركب من اجزاء...والخالق غير مركب لان المركب ممكن الوجود وليس واجب والمركب يحتاج الى اجزائه..إذاً اصبح....

يتبع ان شاء..

متروي
07-05-2010, 11:40 PM
أو فلنفترض انهما اشتركا في كل المخلوقات ، فمخلوقات الالهين تعتدي على مخلوقات الالهين ايضا ، عالم الفرضيات الغير مبنية على بينة لن يحل الاشكال

هل هذا كلام يا لاديني ؟؟؟ لماذا يشترك الإلهان في نفس المخلوق ؟؟؟؟ هل هو نوع من تقسيم العمل حتى يؤديا المهمة بسرعة و فعالية ؟؟؟ و هل يقول أحدهما كاف و الاخر يكمل النون ؟؟؟ أم أن أحدهما يتكفل بخلق الجسم و الأخر يتكفل بخلق الروح ؟؟؟ و هل الإله الواحد عاجز عن الخلق لوحده حتى يحتاج إلى مساعدة الإله الثاني ؟؟؟
إذن أنت تتكلم عن الإله و أنت تشبهه بالإنسان و العجيب انت من يزعم انه ينتقدنا على هذا التشبيه ؟؟؟ فإشتراك الإلهين في مخلوق واحد لا معنى له سوى عجز كليهما عن الخلق المستقل له و لا معنى له سوى انهما ليس إلهين لأنهما عاجزين ؟؟؟ و دليل بعد هذا الطرح عن العقل انه لم يقل به أحد من العالمين لا قديما ولا حديثا ؟؟؟ فقد وجدت اديان تنسب خلق الخير لأله و خلق الشر لأله أخر و المنطق أوصلهم أن هذه الثنائية لا تستقيم إلا بإنتصار احدهما على الأخر و المنطق دلهم على أن إله الخير هو الذي لابد أن ينتصر فعادوا بعد لأي إلى التوحيد ؟؟؟؟؟

شرف الدين الصافي
07-06-2010, 12:24 AM
ليس امتناع وجود إلهين سواء اتفقا أو اختلفا سببه قياس المخلوق على الخالق كما تتوهم
بل لأن الإقرار به يخالف مبادئ العقل كما سترى وذلك :
لو أمكن وجود إلهين مستجمعين لشرائط الألوهية ، لأمكن بينهما تمانع ، كأن يريد أحدهما حركة زيد مثلا والآخر يريد سكونه، وحينها
إما أن تنفذ إرادة أحدهما .... و إما أن يحصل الأمران معا
فإن نفذت إرادة أحدهما ، يلزم عجز أحدهما ، فيكون الآخر إلها
وإن حصل الأمران معا ، يلزم اجتماع الضدين وهو محال
وأظن أنك لا تنكر بطلان التعدد على فرض الاختلاف كما في هذا المثال

ولكنك ستقول : أفترض أنهما سيتفقا من غير تمانع فما المشكلة .
أقول افتراضك لوجود إلهين متفقين كاملين ، يستلزم إمكان التمانع بينهما ، لأنه لا دليل عقلي على استحالة التمانع ، وإمكان التمانع يستلزم المحال ، لأنه قد قام الدليل على استحالة وجود إلهين بينهما تمانع ، فيكون محالا
فالخلاصة : (إن القول بالتعدد يستلزم إمكان التمانع المستلزم للمحال، فيكون محالاً).

ثم إنا لو قدرنا وجود إلهين كاملين مطلقين لكان مجموع قدرتيهما معا أقوى وأكبر من قدرة كل واحد منهما على حدة ، فيكون كل واحد من القدرتين متناهياً والمجموع ضعف المتناهي فيكون الكل متناهياً .
فثبت أن التعدد باطل سواء اتفقا أم اختلفا ، والأدلة على ذلك كثيرة لكني أكتفي بما كتبت الآن .

gamal_2009
07-06-2010, 12:28 AM
بسم الله الواحد الاحد

اليس لكل كلام مفهوم اليس لكل قول دلاله علي معناها
اعني عندما نقول الله واحد احد فرد صمد خالق الاكوان خالق المخلوقات جميعا وخلق كل ما في الوجود و........
اليس لهذا القول ما يدل عليه من الواقع الملموس ؟
قال الله تعالي انه خلق السماوات والارض وخلق الانسان وخلق النبات والحيوان وخلق كل ذرة في الوجود وقال في القران الكريم " انني انا الله لا اله الا انا "

فهل علمت من قبل او الان ان هناك من قال انه خلق شيئا في الكون غير الله
فالخالق قال انه واحد احد لا شريك له ولا شبيه له ولا مثيل ولا ند ولم يكن له ولد ولم يكن له احد

هذا ما قاله الله في القران ومن قبل في الانجيل والتوراة وكل الكتب السماوية وكل الرسل ما جاؤوا الا بالتوحيد

فانت آتنا بدليل واحد يثبت انه يوجد اكثر من اله ؟
وأين هو ؟ والله يقول لا اله الا انا ؟
لماذا لم يتكلم هذا الاله الذي لا وجود له ؟
لسبب من الاثنين : 1- انه لم يعلم ان الله قال لا اله الا الله ( وعدم علمه نقص في حقه فهو ليس باله)
2- انه علم قول الله انه لا اله الا الله ولم يجرؤ ان يتكلم وخاف من الله الاله الحق ( فهذا ضعف وجبن وخوف فهذا ليس باله )

العقل يقول انه لا اله الا اله واحد والواقع يدل علي واحدنيه الخالق
وانت تقول وحدك بدون مثقال ذرة من دليل علي عدم وحدانيته سبحانه وتعالي
فما الاولي ان يسمع له ما معه دلائل عددها عدد الخلائق ورسالات الرسل والكتب السماويه الصحيحة الاصلية واخرها القران الكريم والفطرة والمنطق
ام الاولي ان نتبعك ونتبع وهمك وخيالك بلا اي دليل ايهاما اوقع كلاما واحسن منطقا
بل الاصل اين المنطق؟ في كلام الموحدين ؟ ام في كلام المتوهمين الواهمين ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

المنطق هو ما لا يختلف عليه اثنان عقلاء والمنطق يقول لا اله الا اله واحد هو من اخبر عن نفسه وعرفها وقال اسرار ما خلق وادق اسرار الخلق والصناعة التي صتعها وتوقيعه علي كل الخلائق

وقال الله في القران الكريم " ما جعل الله لبشر من قلبين في جوفه "

الهك الذي تؤمن به هو اله خالق للكون وخالق لك لكنك تقول لماذا يسمع وكيف يكون في رايك وانت تسمع وهو اصم ؟
وانت تري وهو اعمي ؟!!!!!!!!!!
كيف يعطيك فقيرا مالا عنده كيف يعطيك مالا يستطيع ان يكتسبه لنفسه

اين المنطق هنا في هذا الكلام الاعوج الذي لا يدل الا علي بوادر جنون
انا لا املك نقودا في جيبي فكيف اعطي من يسالني وااغنيه
انا لا استطيع البصر فكيف اكون طبيب عيون وجراح في العيون
انا لايد لي فكيف افعل ما اريد

المنطق والعقل هما منحه ربانيه من الحكيم العليم وهبها لنا لنعرفه بها بداية ثم هذا الاله في زعمك خلقك وخلق الكون بدون ان يكون مريدا لشيء منك اذا هو يعبث ويلهو بك وهذا يناقض صفات الكمال في الاله اليس كذلك

...........................

أحمد زكي
07-06-2010, 09:56 AM
اختصارا هل أنت تريد ان تقول ان كل ما سنقوله عن الخالق هو مردود لأنه مبني على المنطق الإنساني ؟ (نعم / لا )

مستفيد..
07-06-2010, 11:52 AM
قياس مرفوض عقلا للخالق على المخلوق
منطقك عجيب أيها الزميل !!!!
لو كنت منكر لوجود خالق للكون لقلنا أنك طبقت منطقك هذا في الإستدلال...
ولكن بما أنك مؤمن بوجود خالق...كيف أمكنك معرفة أنه يوجد خالق للكون...
فحسب منطقك هذا لا يمكنك الإقرار بوجود خالق لأنه بالظرورة ستُجبر أن تستدل بمخلوقات الخالق على وجوده...
وحسب منطقك أيضا فهذا الإستدلال مرفوض لأنك قست وجود الخالق حسب مخلوقاته..
فكيف عرفت حسب نفس هذا المنطق أن من صفات الخالق أنه " خالق "...فأنت هنا تعرّفت على صفة " الخالق " طبقا لمخلوقاته ووفق منطق البشر ووفق قوانين البشر....فكيف قست الخالق حسب مخلوقاته ؟
ثانيا هل سمعت بدولة يحكمها رئيسان....يستحيل...أو قبيلة يحكمها قائدان....أيضا مستحيل...أو سيارة يقودها سائقان...مستحيل....هذه من البديهيات...ومجرّد وجود مثل هذه الحالات يعتبر مُحال...
والله هو من وضع هذه البديهيات في العقل الذي خلقه هو سبحانه للإستدلال على استحالة وجود إلهين...والآية التي ذكرتها هي من أقوى الإستدلالات المنطقية...عكس ما تراه انت...فأنت بقولك تناقض العقل والمنطق الذي وضعه الله في العقل للإستدلال بها في مثل هذه الأمور...
.يعني ليس هو منطق البشر بل هو منطق وهبه الله للبشر...

إن هم إلا يظنون
07-06-2010, 12:05 PM
لو كان هناك آلهة متعددة

هل لكل من هذه الآلهة إرادة ومشيئة مستقلة ؟
هل لكل من هذه الآلهة سلطان على مُلك الآلهة الآخرى ؟
كيف يكون كل منهم هو الإله الخالق وهناك مخلوقات ليست من خلقه, وهناك مخلوقات يرزقها غيره ويحاسبها غيره ؟

مستحيل أن يكون هناك آلهة متعددة بكامل صفات الألوهية
إذن هو خالق واحد ومالك واحد وإرادة واحدة, يعني إله واحد
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ

ولو بحثت في أساطير المشركين تجد قصص الصراع والنزاع والانتقام بين الآلهة فكيف يقال أن التوحيد ليس منطقي وأنه هو قياس الخالق على المخلوق

valiron1990
07-06-2010, 12:16 PM
انا عندى رد واحد بس



قل هو الله احد . الله الصمد.لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا احد

صدق الله العظيم

ماجد
07-06-2010, 02:12 PM
أخواني الأعزاء.....
*أشكر في الزميل "لا ديني" صدقه في البحث...
*وأشكر محاولتكم لمساعدة زميلكم بأظهار الحق له...
-------------------------------
*ولكن حقيقة الحوار هكذا لن يفيد أحدا...والزميل "لا ديني" يبحث عن الحقيقة,, فلا تشتتوه بكل هذه الردود.
-لتختاروا أعلمكم للرد علي شبهات الزميل حتي ينتج الحوار ثماره,,ويستفيد الجميع....
-----------------------------------
وشكرا للجميع...:emrose::emrose::emrose:

ابن صادق الوعد
07-20-2010, 01:21 AM
سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :

لن أطيل عليك ولا على القراء ، وخير الكلام ما قل ودل :

اسمع أيها الزميل اللاديني هداني الله وإياك إلى جادة الصواب ، وكن كلك آذان مصغية ، إن الآلهة المذكورة في الآية ما هي إلا مخلوقات ، واعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يقول ولا يفعل ما ينافي كمال صفاته. وإن سلمت أنها مخلوقات زال عندك ما تجد وتلاشت اللامنطقية التي تراها. لا أدري ما الذي دعاك للافتراض أن الآلهة المذكورة في الآية ، آلهة لها صفات الكمال. إن كنت ترى ذلك ، فستكون مثل النصارى المثلثة التي ترى الأب وله صفاته المطلقة ، والابن وله صفاته المطلقة وروح القدس وله صفاته المطلقة ، أو ستكون مثل مشركي قريش الذين يرون آلهة مع الله ، تعالى الله علوا كبيرا.
واعلم أيها الزميل اللاديني ، أن فرضية تعدد الآلهة من المشركين وليست من الله عز وجل. هذه الآلهة المفتراة والمزعومة والباطلة المذكورة في الآية ، مخلوقات ودليل خلقها الفساد المذكور في الآية. ولو قلت لنا لماذا سماهم الله آلهة في الآية؟ لقلنا لك إن من سماهم آلهة هم المشركون وليس الله من سماهم بذلك. فالله سبحانه وتعالى يدعوا إلى عبادته وحده لا شريك له. ووجود إله مزعوم باطل مفترى غير الله يقتضي جحود الله ، والإيمان بالله الواحد الأحد يقتضي نفي كل إله مزعوم ، وإن سماه من سماه إلها.

إن أردت مزيد إيضاح أيها الزميل اللاديني ، فلن يخذلنا الله الحق القائل (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ابن صادق الوعد
07-20-2010, 01:38 AM
تحية الى الزملاء بالمنتدى :)

يقول كتاب الاسلام في خطاب لمشركي قريش اعتراضا على عبادتهم الهة عدة : "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"

كثيرا ما كنت اتوقف [ايام كنت مسلما] عند هذه الاية ، يرفض عقلي منطقها ، هذه الاية من المفترض انها تخاطب المشركين بالمنطق ، لكن اي منطق في قياس حال الخالق بحال المخلوق؟

اعني ان الخالق استطاع ان يخلق ، ان ينشئ من العدم ، وبالتالي فهو مغاير في صفاته [التي نجهلها او قل يجهلها كفار قريش الذين يحاورهم القران بالمنطق هنا] عن البشر ، مختلف عنهم لا يجوز ان نقيس حاله على حالهم

فالبشر اذا تعددوا اختلفوا ، لكن اين المنطق في افتراض ان الخالق او الخالقين لو تعددوا ايضا لاختلفوا؟؟؟ هذه فرضية مبنية على تصور ان الخالق يحمل نفس صفات المخلوقين!

حقيقة ارى الاية ضعيفة من الناحية المنطقية في اثبات اساس هذا الدين ، واراها قائمة على تصور باطني للاله على صورة مقاربة للبشر تتماشى مع تصوير القران للعرش الذي تحمله الملائكة والغضب والفرحة والهرولة وخلافه

عموما الموضوع ليس لمناقشة صفات الخالق وانما لمناقشة منطقية هذه الاية في اثبات التوحيد

لكم الشكر المقدم :)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل : (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :

لن أطيل عليك ولا على القراء ، وخير الكلام ما قل ودل :

اسمع أيها الزميل اللاديني هداني الله وإياك إلى جادة الصواب ، وكن كلك آذان مصغية ، إن الآلهة المذكورة في الآية ما هي إلا مخلوقات ، واعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يقول ولا يفعل ما ينافي كمال صفاته. وإن سلمت أنها مخلوقات زال عندك ما تجد وتلاشت اللامنطقية التي تراها. لا أدري ما الذي دعاك للافتراض أن الآلهة المذكورة في الآية ، آلهة لها صفات الكمال. إن كنت ترى ذلك ، فستكون مثل النصارى المثلثة التي ترى الأب وله صفاته المطلقة ، والابن وله صفاته المطلقة وروح القدس وله صفاته المطلقة ، أو ستكون مثل مشركي قريش الذين يرون آلهة مع الله ، تعالى الله علوا كبيرا.
واعلم أيها الزميل اللاديني ، أن فرضية تعدد الآلهة من المشركين وليست من الله عز وجل. هذه الآلهة المفتراة والمزعومة والباطلة المذكورة في الآية ، مخلوقات ودليل خلقها الفساد المذكور في الآية. ولو قلت لنا لماذا سماهم الله آلهة في الآية؟ لقلنا لك إن من سماهم آلهة هم المشركون وليس الله من سماهم بذلك. فالله سبحانه وتعالى يدعوا إلى عبادته وحده لا شريك له. ووجود إله مزعوم باطل مفترى غير الله يقتضي جحود الله ، والإيمان بالله الواحد الأحد يقتضي نفي كل إله مزعوم ، وإن سماه من سماه إلها.

إن أردت مزيد إيضاح أيها الزميل اللاديني ، فلن يخذلنا الله الحق القائل (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ابن صادق الوعد
07-20-2010, 02:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان الله ، أنت أيها الزميل اللاديني تؤمن بنظرية تعدد الآلهة التي لها صفات الكمال ، ثم لا تلبث أن ترفضها ، وأنت مع رفضك لها متمسك بها ، وهذا والله هو ما بقي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها. أيها الزميل اللاديني ، نحن المسلمون ولله الحمد نرفض هذه النظرية أشد الرفض ، ونقول لمن قال بها ، إن هذه الآلهة المتعددة ما هي إلا مخلوقات ، ولا يغتر بمن سماها آلهة ، لأن من سماها آلهة يعتقد خطأ أن لها صفات الكمال ، ولو كان لأحد منها صفات الكمال ، ما سمح بإله آخر ، لأن صفات الكمال تقتضي التفرد. والآلهة المذكورة في الآية ، إخبار من الله بقول المشركين ، والله سبحانه وتعالى لا يقول إنها آلهة حقة بل ذكرها آلهة من قول المشركين، وهذا ما جعلك تقع في اللامنطقية التي تراها في الآية. إن نظرية تعدد الآلهة منبعها من أهل الشرك والأهواء ، ولم يقلها الله ولا المؤمنون. لقد كدت أن تصل إلى الحق أيها الزميل اللاديني ولكنك لم تفعل عندما قلت لنا :

"فالبشر اذا تعددوا اختلفوا ، لكن اين المنطق في افتراض ان الخالق او الخالقين لو تعددوا ايضا لاختلفوا؟؟؟ هذه فرضية مبنية على تصور ان الخالق يحمل نفس صفات المخلوقين!"

أيها الزميل اللاديني ، طالما أن المخلوقين لا يحملون صفات الخالق ، فالآلهة المذكورة في الآية مخلوقات والخالق هو الله وحده لا شريك له ، فاللامنطقية التي تراها غير موجودة ، والقياس الذي تراه لا وجود له. لأن الأمر كما قلت لك مخلوقات زعم المشركون أنها آلهة فأخبرنا الله في الآية بقول المشركين ، فقال الله إن هذه الآلهة الباطلة المزعومة يحدث منها الفساد فهي مخلوقات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.