المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسار الصراع كما يراه أهل الالحاد



عياض
07-06-2010, 03:23 AM
" إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون "
حذيفة ابن اليمان






من ثمرات الخواء الروحي و انفصام الروابط بين فطرة الانسان و قواه العاقلة, أن يتيح الانقطاع المذكور فراغا على مستوى القمة في النفس الانسانية و مجالا ضبابيا لا بد من ملئه و غالبا ما يكون المرشح الأوفر حظا للفوز به القوة الأكثر اندفاعا ..الأكثر ضراوة ..و الأكثر مكرا..في النفس الانسانية..هذه القوى البكماء الصماء العمياء اذ استولت على مقاليد النفوس يكون من شيم الحكم فيها التصرف وراء الكواليس..اذ انها لا تعترف بغير القوة دليلا و لا بغير المصلحة دينا...

الا انه من المثير فعلا ملاحظة تفاعل هذه القوى على خفاءها و ادراتها للشؤون الاجتماعية و الفردية و هلاميتها مع سيطرتها التي لا تخف قبضتها الا لتشددها...من المثير و الممتع مشاهدة قدرتها على قلب أعيان الحقائق بحسب مصالحها...و كيف ترقى مع رقي النفس الانسانية و تتماهى معها في الخفاء و الوضوح و الجري فيها مجرى الدم...فكلما قويت القوى العقلية و الحسية و الحدسية في البشر الا و زادت هذه القوى من تخفيها و نشعبها و استغلالها لكل القوى الانسانية لقلب الموازين لصالحها متى شاءت و كيف شاءت و انى شاءت...تطال فاعليتها مختلف طبقات الناس و فئاتهم...وتتلون من الأسود الصريح في الذين كفروا الى الأبيض الصريح من المومنين و الذين بلا شك لا يقلتون من طائلتها كون المعاصي بريد الكفر و النفاق نقاقان ...الى الرمادي من المنافقين الذين هم اكثر حقول هذه القوى اثارة و لا منطقية في تفاعلاتها..

في المقابلة التالية التي أجراها موقع طبيعي مع احد المنظرين الجدد للطبيعة الوجودية استوقفتني كلمات له حول الصراع ما بين الظلمات و النور او بحسبه ما ببن التنوير و الظلامية...و تقييمه لواقع الصراع الافتراضي المعاصر...فكان ما يلي:

ترجمة الدكتور ريتشارد كارير بحسب موقع الطبيعي

ريتشارد كارير هو فيلسوف ملحد ومؤرخ ومدرس معروف عالمياً، حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الفكري اليوناني-الروماني من جامعة كولومبيا. وهو معروف كمؤلف الكتاب: Sense and Goodness without God: A Defense of ####physical Naturalism وككاتب في الشبكة العلمانية (والمعروفة ايضا باسم Internet Infidel) حيث بقي رئيساً للتحرير فيها لعدة سنوات (الان الرئيس الفخري). ساهم بصورة كبيرة في تأليف كتاب The Empty Tomb وظهر أيضاً في الفيلم الوثائقي The God Who Wasn't There. نشر دكتور ريتشارد كارير عدداً كبيراً من المقالات في الكتب والمجلات والجرائد وقدم الكثير من المحاضرات في انحاء الولايات المتحدة والتلفزيون مدافعاً عن الطرق التاريخية السليمة وعن اخلاقية المنظور العالمي للطبيعية العلمانية. اتصلت بريتشارد كارير وسالته عن: الطبيعية الوجودية، المسيحية، الالحاد في الشرق الاوسط وعن أرائه السياسية، وحياته الخاصة.


سؤال : الملحدون في الشرق الاوسط يعيشون تحت حصار الاصوليين الاسلاميين، انهم لايستطيعون التنفس الا عبر الانترنت، ماهي النصيحة التي تود ان تقدمها لهم؟

أبقوا مداد ذاك الاوكسجين جارياً، لكن في نهاية المطاف فان الطريقة الوحيدة لربح تلك الحرب الثقافية تكون بانهاء الفقر والفساد في الشرق الاوسط. وحالما تمتلك مجتمعات الشرق الاوسط وظائف وفيرة وقاعدة ضريبية قوية لتمويل حكومة مسؤولة اجتماعياً، فان تلك المجتمعات ستفقد تدريجياً اهتمامها بالدين. هذا هو بالضبط ما حدث في اوروبا، وما يحدث حالياً في امريكا.

وحتى يأتي ذلك الوقت، يتوجب عليكم ان تتظاهروا بالايمان لمجرد الابقاء على رؤوسكم. تستطيع الرد على الاصولية بكل ظاهرها بنفس الطريقة التي ردت بها حركات المقاومة على الاحتلال النازي: وراء الكواليس، وبمنتهى السرية، طوروا شبكات للاتصال فيما بينكم وحلولاً متبادلة للمعضلة الاخلاقية المتمثلة بالتظاهر باطاعة ما يريد منكم الاصوليون (خشية ان تقتل). ساعدوا بعضكم بعضاً، تبادلوا المعونة والمواساة، فقط لاتفعلوا ذلك في العلن. او تستطيعون الرد بنفس الطريقة التي جعلت المسيحيين الاحرار يسيطرون على معظم اوروبا: عبر استعمال العبارات الايمانية القوية، والحجج اللاهوتية المخضرمة، وباستخدام القرآن لتخريب خطط الاصوليين. اذا اراد الاصوليون رجم امرأة بتهمة الزنا، فاثبتوا لهم ان هذا ضد مشيئة الله. اذا ارادوا اطلاق النار على رسام كاريكاتير بسبب عدم احترامه لمحمد فاخبروهم ان محمد في حقيقة الامر اكبر اخلاقيا من ان يتأذى بهذه السفاسف وان مثل هذا التصرف يؤذي العالم الاسلامي بهذا الرد العنيف الغير متناسب مع هذه الجريمة الفارغة، وقيسوا على ذلك.

اذا كان هناك شيء اخر افضل من هذا يمكن عمله فانا محتاج جداً الى سماعه.

كما يجب علي ان اضيف ان تفكرو بسبل تجعل من هم في شك يجدون الشبكات التي تؤسسوها او ترتبطون بها، وبهذا تنمو حركة المقاومة ولايجد من هم في شك انفسهم وحيدين بلا معونة. الانترنت يمكن ان يكون عاملاً اساسياً هنا، ولذا كانت نصيحتي بابقاء مداد الاوكسجين جارياً.

سؤال :كمؤلف كتاب "Sense & Goodness without God"، ماهي الطريقة الافضل لتربية طفل ابويه ملحدين في ظل مجتمع محافظ؟ انا اناضل لاجد الجواب الاقل ضرراً، لانه من جهة انا لا اريده ان يكبر ليسميه باقي الاولاد في المدرسة "الطفل الملحد الشيوعي النازي الغبي الذي يعبد دارون ويكره الله" ومن جهة اخرى لا اريده ان يتحول الى اصولي مجنون.

يتوجب علينا ان نضع خططنا بما يتلائم مع بيئتنا. في بيئة عدائية لك للغاية لك فان اقصى ما اوصي به هو ان تهاجر، اذا كنت لاتحب الطريقة التي يدير بها النازيون الامور، فلا تعش مع النازيين، لكن هذا ليس ممكناً بالعادة فالحل المتبقي ربما يكون هو: التخريب، تظاهر بانك مثلهم وعلـّم اولادك ان يفعلو نفس الشيء ولـِمَ يكون من الاخطاء الاخلاقية انهم يجبرونكم على فعل ذلك وبانه بهذه الطريقة فقط يمكن ان يتجنبوا القمع بينما يبقون احراراً ومستقلين وليس عبيداً لضغط الاقران الدنيء، فقط لاتشاركوا في القمع مع الاخرين وساعدوا بعضكم ولو بالسر ولاتؤذوا اولئك الذين يصبحون هدفاً لهجمات الاصوليين، وبنفس الطريقة تستطيع الاستماع الى كل النصائح التي ذكرتها سابقاً حول كيف تواجه احتلالاً فاشياً. وحالما تصبح البيئة اقل عدائية فابدؤا بنقش مقاومتكم في العلن، اخرجوا كملحدين، لاتتظاهروا باي شيء بعد ذلك واسمحوا لاطفالكم بمواجهة الظلم ولكن اعطوهم الدعم والمعونة، انصحوهم ان يبحثو عن حلفاء ينضمون اليهم في التظاهر ضد شرور مجتمعهم الاكبر وهكذا فان دائرة الاصدقاء ستحمي بعضهم بعضاً. وبالتالي اذا تمكنتم من بناء ركن كبير لانفسكم فلن يستطيعو ان يمسوكم باذى. وفي جميع الاحوال فكروا باستراتيجيات جيدة، وسلحوا اولادكم بادوات جيدة ليس مجرد حقائق وعقلانيات وانما بعض الفنون القتالية بالسلاح الابيض قد تكون مفيدة، لقد سمعت قصصاً عن ذلك.

ولكني اولاً سافضل ان اذهب الى الاخرين الذين ابحروا من قبلي في نفس المتاهة واتعلم منهم. حالياً، هناك العديد من المواقع الالكترونية والمقالات المخصصة لاحتياجات واهتمامات الاسر الملحدة واظن حتى بعض الكتب. ابحثوا عنها فان لم تجدوها فانشؤها.

بالتأكيد يتوجب علي ان اضيف كجواب على كلا السؤالين السابقين، بان الانسان يملك دائماً اختيار المقاومة المسلحة والتي تؤدي الى ثورة عنيفة منظمة، لكن اذا اخترت هذا الطريق فيتوجب عليك ان تلتزم بجميع ما يترتب على ذلك: ربما ستموت، وربما سيموت اطفالك، وربما لن يكون للثورة اي تأثير الا بعد تضحيات كثيرة كمثل تضحيتك بنفسك. ولذا من المرجح الا تكون هذه فكرة جيدة. اذا انتويت ان تمضي بهذا الطريق فمن الافضل ان تسمع نصيحة جيدة: تأكد من ان تقتل عشرة اضعاف ما يقتلون منكم. لن تنتصر الا اذا حققت نسبة قتل خمسة الى واحد على الاقل، واحد الى عشرة هي النسبة المثالية، ابق على هذه النسبة وستظفر ولكن فقط اذا كنت مستعداً للموت في اثناء ذلك واذا كان هناك الاف على اهبة الاستعداد ليحلوا مكانك في الحرب حينما تسقط وحتى تضع الحرب اوزارها. فقبل كل شيء هذا هو السبب الذي يقتلونك من اجله: حتى يخيفو الاخرين من امثالك من الاستمرار في المقاومة، و لذا مالم يكن هناك الاف مستعدين للموت في سبيل انهاء هذا الارهاب فان هؤلاء الارهابيين سيقضون على اي مقاومة مسلحة ويصبح موت من ماتوا منكم بلا معنى. وهكذا فربما يكون التخريب السلبي افضل ستراتيجية الا اذا كان منكم عدد كاف يعملون كما عمل الثوار الامريكيون من قبل، الموت باعداد غفيرة من اجل النهوض بقضية الحرية للجميع. المقاومة السلبية ستستغرق وقتاً اطول وربما تحرز نفس النتيجة.

ابن السنة
07-06-2010, 04:50 AM
كلام غريب فعلاً و يبطل ما يدعيه الملاحدة من حب الانسانية و السلام.

عساف
07-06-2010, 05:04 AM
أظنها مبالغات والله اعلم..
هل نحن نتحرك داخل منظومة إلحادية مخطط لها؟؟ ومتقنة؟؟

أعتقد أن الأمر لا يعدوا عن اجتهادات فردية من شخص هنا أو شخص هناك..
مصيبتنا ليست مع اشخاص متخفين لا نستطيع أن نعرفهم.. بل مصيبتنا في أناس أعماهم حب المادة عن الآخرة فعبدوا الدينار..
هذه المجموعة هي المسيطرة على الاعلام وعلى عقول الناس.. وهذه المجموعة تعلن عن قيمها الدنيوية المنحطة نهارا جهارا ولا تتلون.

على الأقل هذا ما أظنه وقد أكون مخطئاً والله اعلم

د. هشام عزمي
07-06-2010, 09:44 AM
بارك الله فيك أخي عياض ..
هذا الموضوع خطير جدًا ، لم أقرأ مثله أبدًا في المنتديات العربية ..
واقع النفاق واستبطان الإلحاد حتى تكون ثورة يُلقى فيها المسلمون في الأخدود هذا أمرٌ جديدٌ ..
وهو يدل على ما يُحاك بالمسلمين ويُراد بهم وبمستقبلهم ..
فقد صاروا مستهدفين من أعداء كُثر : الملاحدة والصليبيين على اختلاف أنواعهم ..
هذا على مستوى المضمون ..
أما على مستوى تصور الواقع ، فمن الواضح أنه بعيد تمامًا عن الحقيقة ..
وأنا أعرف ريتشارد كارير من موقع انفدلز وقد كنت أقرأ له حتى سنوات قليلة مضت ..
وأعرف من خلال كتاباته جهله الشديد بالإسلام كعقيدة مبرهنة وكشرائع مبرهنة ..
وهو رغم تعمقه الشديد وبراعته في الرد على النصرانية المحرفة وإلهها المصلوب فهو في الإسلام ضعيف جدًا إلى حد مثير للشفقة ..
وانتقاداته للإسلام على نفس مستوى اعتراضات نصارى الغرب الجاهلين بالإسلام ..
وتصوره لكون الملاحدة يبلغون أعدادًا مهولة حتى يكون ألوف منهم مستعدين للتضحية تصورٌ باطلٌ ..
وهو يدل على حسن ظنه الكبير واغتراره بانتشار الإلحاد بهذه الصورة في العالم الإسلامي وبكون الملاحدة العرب من جنس المناضلين الشعبيين لا من جنس البهائم الشهوانيين ..
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

عياض
07-07-2010, 02:59 AM
حب الانسانية و السلام مفهوم مطلق كالمفاهيم المطلقة..لا تفرز واقعا لوحدها و لا تسنده.. و لا تعدو ان تكون مفردة من مفردات الشعارات و انما النظر الى سياقات المفاهيم و تراكيبها عند فئام الناس و جماعاتهم..او ما تسمى البرامج...فمن يركن أخي ابن السنة الى قوم بمجرد الاطلاع على شعاراتهم دون ان يتفحص برامجهم فقد أوشك ان يجعل للحمق عليه سبيلا...فما أدراه ان لا يشاركهم في غضب او سخط...و في قصة سلمان عبرة..

و لهذا حين ينزل الناس الى الواقع فالمدافعات تنتظرهم ..و لا بد لهم من تقييد مفاهيهمهم و الا استحال الابقاء عليها ..فقد لا يكون مخططا أخي عساف بمعنى المخطط المتحكم به في كل شاردة و واردة...فما هو من قدرة البشر و لا من طبيعة الموجودات المربوبة الناقصة ...و كما في المومنين من الخبيث ما يحيق بمجموعهم فان في الملحدين من الطيب بحسبه..و ان كان في الأولين من الأصل الشافي ما ان حوفظ عليه شفع لهم و نفى عنهم الخبث..و في الآخرين من الأصل المهلك ما ان استشرى فيهم احبط اعمالهم...ولهذا فكل من الطائفتين حين المحك يرجع الى أصله...و هؤلاء حين يرجعون الى أصلهم لا يبقى لديهم عند المحاققة الا القوة و التجبر و البغي في الأرض...هي علة وجودهم و المعنى الوحيد للبقاء...و على هذا الأساس يكون تخطيطهم مبنيا ..و هو ظاهر في كلام الرجل اذ ما يدعو اليه يكاد يكون نفسه ما يعيبه على خصمه و لا فرق..مع التأكيد فعلا على الفروق بين طوائفهم و انزال الناس منازلهم..فهذا الأصل يكون اقل وضوحا عند بعضهم من بعض..و امثلة كالعنف الثوري او النازي هي امثلة لا تخفى...

من جهة أخرى دكتور عزمي قراءتي للرجل و اضرابه و ما نقل عنهم تركت في انطباعا ان علماء اهل الكتاب من النصارى و اليهود احسن منهم رأيا و اسد نظرا و اقل جهلا...فمعرفة هؤلاء باصول النقل و بقايا علوم الأنبياء تعصمهم من تقحم مفاوز مهلكة و التهور في انكار اشياء هم يتبثون ما هو أشد منها و لا يستقيم ميزان العلوم بانكار أشباهها و نظائرها..فقد بالغ هذا الجيل من نقاد المسيحية الى درجة أصبحوا يستسهلون هدم اعمدة المبنى لازالة مسمار...

أبو أحمد العامري
07-07-2010, 02:55 PM
بارك الله فيك أخ عياض... وفي الإخوة المشاركين...
أريد أن أحيي الأخ عياض على الموضوع الغريب و غير المستبعد من دين الإلحاد...
وسيستغرب بعض إخواننا المسلمين هذا الأمر... و ربما ينكرونه...
بل ربما يستغرب أيضا كثير من الملاحدة العرب هذا الأمر ... وينكرونه لأنهم يرون في إلحادهم مجرد اقتناع خاص...
و أضيف زيادة على ما أبانه الأخ عياض، أن:
- الكفر ملة واحدة وعداؤه للإسلام ثابت بدين الإسلام
- النظرية الداروينية التي تؤكد على بقاء الأقوى
- الفلسفة الأخلاقية الغامضة عند الملحدين و الغير مؤسسة و القابلة للتكيف مع الظروف أيا كانت
- الغريزة الإنسانية في حب السيطرة و قهر الآخرين و التي لا رادع لها في دين الإلحاد
- رغبة النفس الإنسانية في تقبل الآخرين لأفكارها و التي قد تلجئها إلى قهرهم و تقتليهم ما لم يكن لها خلق ثابت يوجهها
- همجية الأيديولوجيات عبر التاريخ، و التتار مثال على ذلك
و غيرها من الدلائل تجعلنا لا نستبعد أمرا كهذا... و إن كان كما قلت أن كثيرا من ملاحدة العرب قد يستغربون هذا ... بل لا نستبعد كونهم مستغلين من أيد خفية من حيث لا يعلمون لتحقيق أغراض دنية…
فاللهم احفظ بلاد المسلمين من كل كيد يا رب العالمين...

د. هشام عزمي
07-08-2010, 12:02 PM
أحسنتم أساتذنا عياض والعامري بارك الله فيكم ..
والأخوة الإنسانية وتوثيق أواصر المحبة بين الإنسان وأخيه الإنسان من الشعارات البراقة ..
وهي شعارات لا تروج - للأسف - إلا على الأمم الضعيفة ..
لأن الضعيف وحده هو الذي يحلم بالعطف والشفقة والرحمة ..
أما القوي فلا يتكلم إلا عن السيادة والفتح والغلبة ..
ولا يلتبس في الأفهام شيء يشبه الحق إلا هذه الدعوة إذا انتشرت بين الضعفاء الواقعين تحت عدوان الطامعين ..
فالقوي الطامع يروج هذه الدعوات والشعارات بين الضعفاء ، وهو أولى الناس أن تستيقنها نفسه ..
ولا يستهدف بنشرها وترويجها إلا ترويض الأمم التي في قبضته حتى يتمكن من امتطائها بعد أن تسكن وتسلس القياد ..
والله غالبٌ على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

Light
07-08-2010, 03:04 PM
السلام على من اتبع الهدى

الاخ المحترم د. هشام عزمي كلامك صحيح , فقد لاحظت ان الكثير منهم مثلا في المنتديات الاجتماعية يضعون في خانة الديانة : الحب ديني و ايماني , او شعارات ك : عالم بلا ديانات ستزول الصراعات و يعم الحب و السلام بين الانسان ....

شعارات لا محل لها من الاعراب و غير منطقية و تفكيرهم غير واقعي يعيشون في الاحلام, نحن لسنا ضد الحب بل معه لكن نحن نفرق بين حب الحق و الحب التابع للأهواء , يقولون ان الاديان هي السبب الاول في الحروب و الماسي , تبدو كذلك لكنها ليست لها اي علاقة بل غطاء فقط للدوافع الاقتصادية و السياسية و غيرها و الكل يعلم هذا الا ملاحدتنا الذين يلعبون بهم

و لنسلم لهم افتراضا ان السبب الاول هو الاديان , فهل سيعم الامان و الحب في ارجاء المعمور ؟ هذا تفكير طفولي , ماذا عن السرقات و حرب العصايات في الدول المتقدمة , اهو الدين ؟ ماذا عن الحرب العالمية الاولى و الثانية التي قتلت اكثر من 110 مليون انسان و الستالينية و اللينيية التي ذهب وراءها 40 شخص , و عهد ماو 50 مليون شخص ؟ اهو الدين ؟..و الحرب العالمية الثالثة التي سيذهب الكثير منا بارقام خيالية و التي هي في طريقها و الكل يلمح قدومها الا بعض النائمين بسبب الحب الاعمى. اهي ستاتي بسبب الدين ؟

هل ساحب الكل من دوم شرط ؟ هل ساحب المجرم و القاتل و السارق ؟
اللهم ان تلك الشعارات ماهي الا خوف من القتال ضد الظلم بدعوى الحب و ما هي الا تذلل و خضوع للسلطة الظالمة مهما كانت ..

ان كان هذا هو الحب الذين يدعون اليه فانا بريئ منه براءة الذئب من دم يوسف

و السلام عليكم

عياض
07-09-2010, 05:22 AM
شكر الله لكم أساتذتي.. في نظري الضعبف الاندفاع ايضا لتقليل دور الحب و اهماله عند بعض اهل الديانات زلة منكرة و هفوة عظيمة تطمع اهل الالحاد فيهم...فكثيرا ما نسيء فهم موقف الكتب السماوية من الحب...فيرى المتدين منا ان تركيز الشرائع في غالبها على العمليات و الثمار و مع قلة خبرته بمقاصد التشريعات السماوية ...يرى ان لا معنى لكلمة الحب و لا دور لها في بناء حياة الانسان العادية و تسييرها..و انما هي اوامر و زواجر و محظورات و لا تفعل هذا و لا تفعل ذاك ...و يبقى جل همه ان يحافظ على ثوبه ابيض ناصعا ملائكيا لا دنس فيه...فيتعب مع الزمن و يقهره الروتين ...و تختفي الابتسامة شيئا فشيئا عن وجهه و تعلوه الفظاظة و يغلظ قلبه....
و ما غفلته عن معتى الخطأ و ان المقصود ان يطهر الله الثوب من الدنس لا ان يعصمه منه...الا لغفلته عن محورية الحب في الأديان بل و في الوجود و قيام كل شيء تقريبا عليه بنسب متفاوتة -و هو من حق الملاحدة الذي يراد به الباطل- و ضيق حويصلته كما ضاقت حويصلة الملحد أن تفهم مغزى سكوت الأديان وأهل الصدر من اتباعها عن تكرار الكلام في الحب و التشدق به....بخلاف اهل الالحاد من النصارى و اليهود و الصابئة و الدهرية و الملاحدة ...ولم لم يكن السلف من اهل الأديان يتكلمون بمثل كلام أغسطين و موسى بن ميمون و بن عربي و حافظ و سبينوزا و غوتة و غيرهم ممن ملئووا الدنيا كلاما عن الحب و تفاريعه....و الغرام و سهاده...و ان ذلك ما كان جهلا منهم و لا عيا و لا عجزا...

فهؤلاء الذين يعلم من خالطهم و ثمارهم بعد ان خالط غيرهم انهم خيرة الأجيال التي ولدتها البشرية بلا مغالاة ...انما سكتوا عن ذلك لعلمهم
ان الحب و ان كان هو مصدر كل القوى ..الا انه من اخص الأمور الباطنة ...و اكثرها هشاشة و بالتالي أكثرها عرضة لآفات الكذب و النفاق و الرياء...فكان اكثر حرصهم على اخفاءه بذاته...و اظهاره بنتائجه... لعلمهم ان اصدق الحب ما وقر في القلب و صدقه العمل

فلك ان تنشد كل قصائد جلال الدين الرومي او تتغنى بكل المعاني العذرية لترانيم جان جاك روسو و تصدق اعذب كلام الغاووين من الشعراء ...و لكن حين تترك اما بخمسة اولاد كانهم يتامى لا اب لهم حتى تهرب من الروتين..او تشارك في قذف زميلة في العمل حتى لا تخرج من جو الشلة و تبدو مملا...او لا تتوانى عن معاشرة زوج صديقك حتى تتلاءم مع جو الرجولة السائد ...او حتى لا تحتفظ بنفاياتك الى اقرب صندوق نفايات لأن لااحد أصلا يهتم...أن تفعل كل ذلك -و قد يكون مفهوما ان تفعل اذ كلنا مهددون في هذا الزمن المنيل بنيلة - دون حتى ان تطرف لك عين..و لا حتى يتمعر وجهك...و لا حتى يؤلمك قلبك لدقائق...فهذا هو النفاق الذي كان أخشى ما يخشاه على نفسه الفرد من تلك القرون الخيرة....وهو اصل الالحاد في القلب و العمل و القول كما ان ضده هو اصل التوحيد في القلب و العمل و القول...و لهذا تجد من هذا الحب العملي امثلة لا تحصى في سير الأولين حين تستغرب لم انعدم الحب القولي عندهم او كاد.

فكما ان التوحيد هو ربط الموجودات برابط الحب الخفي و المتين باصل الوجود و علته على حسب القدرة احساسا و قولا وعملا...فكذلك الالحاد هو فك لهذه الروابط عملا و قولا ثم اخيرا احساسا...و بناء الروابط و ادراتهما و قطعها و ايصالها يستلزم اكثر من قصيدة او دمعة او شعار...يستلزم حياة كاملة من الصبر و اليقين..تعيش بها الحب كامنا دون ان تبوح به و بما تعانيه منه و اقعا و معاشا...فان شئته تذوقه..فأهلا بك في ارض الواقع المعاش...حيث لا مكان الا للقوة...و لكن هذه المرة خلاف المتطرفين من المتدينين و من الملحدين...حب يورث قوة...و قوة تبصر بالحب

والله أعلم

الحقيقة غايتي
07-11-2010, 07:05 AM
أحييك أخي الكريم عياض على الطريقة الذكية التي استدرجت بها الدكتور ريتشارد كارير ليبوح لك بما يعلمونه لبعضهم البعض في الخفاء...
هو يقصد بالمسيحيين الأحرار : الليبراليين المسيحيين بحسب اعتقادي , و ما ظهور اليسار الإسلامي و الإسلام الليبرالي إلا دليل على أنهم يعملون بأسلوب ممنهج و مدروس أثبت نجاحه في الغرب ...
النقطة الثانية التي لفتت نظري و توقفت عندها كثيراً في مقالتك هي الحديث عن الحب :
و قد فصلت فيها بطريقة تثير الإعجاب خاصة لشخص مثلي رغم أنه كفر بالمادية الجدلية كفلسفة بعدما أعمل عقله و اطلع على نتاج العلم الحديث القائل بحدوث المادة و عدم أزليتها , إلا أن انتكاساتي المتكررة كانت نتيجة التأثر العاطفي بنتاج اليسار الأدبي و الفني...
و يهمني أن أسمع نصيحة منك لو امكن في موضوعي في القسم العام عن الانتكاسات المتكررة...
أطيب التحيات...

عياض
07-11-2010, 07:12 PM
ما استدرجت أحدا يا صاحبي و انما هي مقابلة اجراها موقع من مواقع الالحاد العربية معه..ما كان استوقفني هو التطابق التام بين ما ينكره و بين ما ينصح به...و المعيار الذي يفرق بينهما عنده...أما ما يقصده بالمسيحيين الأحرار ففي نظري هو دال على شيئين
ان هؤلاء القوم مهما توغلوا في الالحاد الا ان خلفية الصراع المسيحي الاسلامي تبقى حاضرة في اللاوعي الجماعي عندهم ..و هي تجربة سبقهم الى التوغل فيها اليهود لكن في اتجاه معاكس....و هو امر ملاحظ في كثير من تصرفاتهم ما يدل على ان الدين بعامة هو من المقومات الأساسية لهوية التجمعات البشرية...و لهذا كان في نظري تحديد الاسلام لهوية افراده بين المغضوب عليهم و الضالين..

و من جهة أخرى كلامه دال على الاشكالية التي يواجهونها في تصنيف رجالات النهضة الأوائل سواء في عصر التنوير او في حرب الاستقلال..ففي كلا الحدثين اللذين يعتبران محوريين عندهم في انبثاق العالم الجديد..يعتمدون على مقولة ان هذا الانبثاق ما كان ليكون دون التحرر التام من الدين و الالحاد الصارم..لكن لا يتوافق الأمر مع تصنيف هؤلاء الرجال اذ عامتهم ليسوا من الملحدين و الملحدين منهم ما كانت لهم ثمار ملموسة على مسار النهضة علميا و سياسا و اجتماعيا...فتجد تصنيفهم لهم ضبابيا و لا يستشف منه ملامح واضحة...

أما اليسار و ادبياته فبالفعل ...طابعه مغر و مباشر..منطلق و قوي..لا جرم ان يأسر العواطف..و ان كانت مثالياثه المغرقة تجعله قصير النفس في مقابل خبث ادبيات الخصم..يشرفني ان اقرأ لكم و استفيد من تجربتكم