المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سفاح و يخاف من زوجته ؟؟؟



متروي
07-09-2010, 02:55 AM
عندما تولى ابوالعباس السفاح الخلافة بعد القضاء على بني امية دخل عليه ذات يوم خالد بن صفوان وقال له: يا أمير المؤمنين:إني فكرت في أمرك وسعة ملكك, وقد ملكت نفسك امرأة واحدة, فان هي مرضت مرضت, وان غابت غبت, وحرمت على نفسك ظريفات الجواري والإماء. فان منهن يا أمير المؤمنين الطويلة الغيداء, وان منهن البضة البيضاء, والدقيقة السمراء, والبربرية العجزاء ولكل منهن فتنة وسحر, وجعل خالد يطنب في الوصف وكان إطنابه يزيد الموضوع حلاوة وطلاوة. فلما فرغ من كلامه, قال أبو العباس: ويحك يا خالد! ما صك مسامعي والله كلام أحسن مما سمعت منك.
فأعد علي كلامك, فقد وقع مني موقعا. فأعاده عليه خالد أحسن مما ابتدأه, ثم انصرف. وبقي السفاح مفكرا فيما سمعه منه, فدخلت عليه زوجته أم سلمة, فلما رأته مفكرا مغتما قالت: أني لأنكرك يا أمير المؤمنين, فهل حدث أمر تكرهه أو أتاك خبر ارتعت منه؟ قال: لم يكن من ذلك شيء. قالت: فما قصتك؟ فجعل ينزوي عنها فلم تزل به حتى أخبرها بحديث خالد, فقالت: فما قلت لابن الفاعلة ؟ قال لها: سبحان الله! ينصحني وتشتميه؟ وخرجت من عنده مغضبة وأرسلت إلى خالد جماعة من النجارية وأمرتهم أن لا يتركوا منه عضوا صحيحا. قال خالد: فانصرفت الى منزلي وأنا على السرور بما رأيت من أمير المؤمنين واعجابه بما ألقيت اليه, ولم أشك أن صلته ستأتيني. فلم ألبث حتى سار إلي أولئك النجارية وأنا قاعد على باب داري, فلما رأيتهم قد أقبلوا نحوي أيقنت بالجائزة واصلة, حتى وقفوا علي فسألوا عني, فقلت: هاأنذا خالد. فسبق إلي أحدهم بهراوة كانت معه, فلما أهوى بها وثبت فدخلت منزلي وأغلقت الباب علي واستترت, ومكثت أياما على هذه الحال لا أخرج من منزلي, ووقع في خلدي أني أتيت من قبل أم سلمة,و طلبني السفاح طلبا شديدا, فلم أشعر ذات يوم الا بقوم هجموا علي وقالوا: أجب أمير المؤمنين. فأيقنت بالموت. فركبت وليس علي لحم ولا دم. فلما وصلت إلى الدار أومئ إلي بالجلوس, ونظرت فإذا خلف ظهري باب عليه ستورقد أرخيت,وأحسست حركة خلفها. فقال: يا خالد ! لم أرك منذ ثلاث. قلت : كنت عليلا يا أمير المؤمنين. قال : ويحك! انك وصفت لي في آخر دخلة من أمر النساء والجواري مالم يخرق مسامعي قط كلام أحسن منه, فأعده علي.قلت: نعم ياأمير المؤمنين, أعلمتك أن العرب اشتقت اسم الضرة من الضر, وأن أحدهم ماتزوج من النساء أكثر من واحدة الا كان في جهد, فقال: ويحك! لم يكن هذا في الحديث! قلت: بلى والله يا أمير المؤمنين, وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأنهن القدر يغلي. قال أبو العباس: برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت سمعت هذا منك في حديثك! قال: وأخبرتك أن الأربع من النساء شر لصاحبهن , يشيبنه ويهرمنه ويسقمنه. قال: ويلك! ما سمعت هذا الكلام منك ولا من غيرك قبل هذا الوقت. قال خالد: بلى والله. قال: ويلك! وتكذبني؟ قال: وتريد أن تقتلني يا أمير المؤمنين؟ قال: مر في حديثك. قال: وأخبرتك أن أبكار الجواري رجال في زي نساء. قال خالد: فسمعت الضحك وراء الستر, فقلت: نعم , وأخبرتك أيضا أن بني مخزوم ريحانة قريش, وعندك ريحانة من الرياحين, وأنت تطمح بعينك الى حرائر النساء وغيرهن من الاماء. قال خالد: فقيل لي من وراء الستر: صدقت والله يا عماه وبررت, بهذا حدثت أمير المؤمنين, ولكنه بدل وغير ونطق عن لسانك, فقال أبو العباس: مالك قاتلك الله وأخزاك وفعل بك وفعل! فتركته وخرجت وأيقنت بالحياة, فما شعرت إلا برسل أم سلمة قد ساروا إلي ومعهم عشرة آلاف درهم وتخت وبرذون وغلام.

عساف
07-09-2010, 03:28 AM
ما اروع هذه القصة..

جزاك الله خير أخي متروي

متروي
07-09-2010, 04:01 PM
و اياك اخي عساف
و يجدر الذكر ان ابو العباس السفاح هو الخليفة الوحيد الذي كانت له زوجة واحدة فقط فلم يعدد و لم يتسرى .