المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور عبدالرحمن بدوي: نعم .. عدت إلى الإسلام بعد اغتراب ستين عاماً



د. هشام عزمي
07-21-2010, 03:50 PM
في آخر حوار معه الدكتور عبدالرحمن بدوي:
نعم .. عدت إلى الإسلام بعد اغتراب ستين عاماً
أجرى الحوار : صلاح حسن رشيد
المصدر : مجلة الحرس الوطني (http://haras.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=93046)

كانت آخر أمانيه قبل أن يتوفى في شهر يوليو الماضي أن يمد الله في عمره حتى يتمكن من خدمة الاسلام والدفاع عنه بعد أن ظل ستين عاماً من عمره في خندق الوجودية معادياً لدينه وقضايا أمته.
إنه المفكر الدكتور عبد الرحمن بدوي، الذي لم يمهله القدر لتحقيق كل أمانيه، وإن كان قد سجل قبل وفاته مراجعاته وكفره بالفلسفة الوجودية وغيرها من الفلسفات التي تصادم الفكر الإسلامي وقد أجرت مجلة الحرس الوطني حواراً مع د. عبدالرحمن بدوي. وأثناء تجهيز الحوار للنشر ومثول المجلة للطبع تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاته. وقد كشف المفكر العربي الراحل في حواره الكثير من الأسرار والخفايا، وفي مقدمتها براءته من الوجودية وأوزارها، والهجوم الذي تعرض له بعد إصداره للكتب التى تدافع عن الإسلام.
والغريب أن كل الكتابات التي تحدثت عن الدكتور بدوي بعد رحيله لم تتعرض، لا من قريب ولا من بعيد، لمراجعاته وعودته إلى الفكر الإسلامي بعد اغتراب ستين عاماً.. والأغرب من ذلك أن الذين كانوا يحتفون بشطحات الدكتور بدوي وكتاباته المنحرفة لم يعجبهم أن يتحول إلى الفكر الإسلامي النقي، وهاجموه بعد أن أصدر كتابيه: (الدفاع عن القرآن ضد منتقديه) (ودفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد المنتقصين من قدره). وقد رأينا نشر الحوار مع الدكتور بدوي كما هو دون تدخل أو تعديل في السياق الزمني للحوار..
المحرر


هو من الطيور العائدة إلى نقاء الفكر الإسلامي عن حب واقتناع ودراسة، بعد أن اغترب عنه واجتذبته فلسفات وأفكار أوروبية خادعة. رجع أخيراً وأيقن أن الحضارة الإسلامية هى خير ما أنتجه الفكر الإنساني على مر العصور، وآب إلى رشده مؤكداً عظمة الإسلام كدين ورسالة، وأن الوجودية التي حمل لواءها لمدة ستين عاماً ليست إلا شطحات وخزعبلات لا قيمة لها فى دنيا الناس والعلم والواقع.
إنه الدكتور المفكر العربي عبدالرحمن بدوى "85 عاماً" الذى نبغ شاباً، وبرز أستاذاً جامعياً، وخاض معارك طاحنة مع كبار المفكرين والأدباء فى مصر والوطن العربي. أصدر العديد من الدراسات التى ألبت عليه جميع التيارات، حتى وصفه البعض بأنه عدو التراث العربي الإسلامي. لكنه فى النهاية.. عاد وآب منقباً عما في الفكر الإسلامي من النفائس والدرر، وحاملاً لواء الدفاع عنه ضد أباطيل المستشرقين، ومن لفّ لفهم من تلاميذهم فى البيئة العربية، فأصدر كتابيه اللذين أحدثا دوياً فى الداخل والخارج وهما:"الدفاع عن القرآن ضد منتقديه" و "دفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد المنتقصين من قدره".
هاجمه المرض مؤخراً.. وساءت حالته فرجع إلى مصر لتلقي العلاج. ومعه كان هذا الحوار الجاد الذي رفض فيه التصوير الذى يؤثر على عينيه وصحته!!.

التوبة بعد الندم
@ ماذا تود أن تقول وأنت على فراش المرض؟!!
- لا أستطيع أن أعبر عما بداخلي من إحساس الندم الشديد، لأننى عاديت الإسلام والتراث العربي لأكثر من نصف قرن. أشعر الآن أننى بحاجة إلى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق، لكي أعود من جديد مسلماً حقاً. إننى تبت إلى الله وندمت على ما فعلت. وأنوى إن شاء الله- بعد شفائي- أن أكون جندياً للفكر الإسلامي وللدفاع عن الحضارة التى أشادها الآباء والأجداد، والتى سطعت على المشارق والمغارب لقرون وقرون .

القرب من الله
@ وهل تبرأت من كتاباتك السابقة عن "الوجودية" و"الزمن الوجودي" وعن كونك رائد الوجودية فى الوطن العربي؟!!
- نعم .. أي عقل ناضج يفكر لا يثبت على حقيقة واحدة. ولكنه يتساءل ويستفسر ويطرح أسئلته في كل وقت، ويجدد نشاطه باستمرار ولهذا فأنا في الفترة الحالية أعيش مرحلة القرب من الله تعالى، والتخلي عن كل ما كتبت من قبل، من آراء تتصادم مع العقيدة والشريعة، ومع الادب الملتزم بالحق والخير والجمال. فأنا الآن.. هضمت تراثنا الإسلامي قراءة وتذوقاً وتحليلاً وشرحاً، وبدا لي أنه لم يتأت لأمة من الأمم مثل هذا الكم الزاخر النفيس من العلم والأدب والفكر والفلسفة لأمة الضاد!!. كما أني قرأت الأدب والفلسفات الغربية فى لغاتها الأم مثل الانجليزية والفرنسية واللاتينية والألمانية والايطالية، وأستطيع أن أقول إن العقل الأوروبي لم ينتج شيئاً يستحق الإشادة والحفاوة مثلما فعل العقل العربي!!. وتبين لي- فى النهاية - الغي من الرشاد، والحق من الضلال.

مشروعات قادمة
@ وماذا تنوي أن تقدم من مشاريع فكرية فى المستقبل؟ وهل ستعود إلى باريس ثانية؟!!.
- مشاريعي الفكرية القادمة إن شاء الله.. تتجه وجهة فكرية أخرى، تميل إلى الأصالة بعد أن افتضحت "المعاصرة" وعَرَاها الجحود والتخلف والتعقيد.
وأنا من الباحثين عن أسس مرجعية للحضارة الإسلامية، وبصدد تأليف كتاب يكون مرجعياً لمعالم الحضارة فى الإسلام، سماتها، أسماؤها، معالمها، اتجاهاتها، شخصياتها، أبرز علمائها.. إلخ. وهناك كتاب آخر عن الأدب والعقيدة دراسة فى نماذج مختلفة. وغير ذلك من الموضوعات التى تمتاح من الأصالة وتتعمقها وتتشربها أصلاً ونبراساً وطريقاً لا مناص ولا محيد عنه. وربما أعود لباريس ثانية.

الرافعي المظلوم!!
@ خلافك مع كبار المفكرين كالدكتور طه حسين، وقولك إنه لم يقدم ما يستحق عليه لقب "عميد الأدب العربي" هل مازلت مصراً عليه؟!!.
-نعم.. وليقارن القاريء والباحث بين إنتاج طه حسين وإنتاج معاصريه، كالرافعي مثلاً، ذلك الأديب الكبير، المظلوم، الذي يمتلك قدرات ومؤهلات أدبية وفكرية خارقة، وصاحب قلم رشيق، وخيال خصب، وعبارات مبتكرة، وكتابات توزن بميزان الذهب. بينما نجد على النقيض أعمال طه حسين الضاربة فى اتجاه معاداة الإسلام واللغة العربية، والدعوة إلى الفكر الغربي، ثقافة وأدباً!!.

خطايا الحداثة!!
@ وما رأيك فى الحداثة بعد أن افتصح أمرها، وثارت حولها القصص والحكايات بشأن التمويل والعلاقات المشبوهة مع المخابرات الغربية؟!!.
-الحداثة ماتت فى الغرب فى السبعينات، لكننا أحييناها على ترابنا، وفي جامعاتنا ومعاهدنا، وفى منتدياتنا الفكرية والثقافية والأدبية. وعادينا من أجلها تراثنا العظيم، وشعرنا العمودي، وفكرنا القويم. وخضنا بسببها حروباً طاحنة واشتباكات فكرية لا طائل من ورائها!!. ولم يفطن أدباؤنا ولا مفكرونا إلى حقيقتها وإلى أوزارها ومساوئها إلا بعد صدور هذا الكتاب "الحرب الباردة الثقافية.. دور المخابرات المركزية الأمريكية في الثقافة والفن" الذي أحدث صدمة قوية بالنسبة لهؤلاء المتغرّبين، فاقتنعوا أخيراً بما كنا نقوله من قبل!!.

وحش العولمة!!
@ يهاجم الجميع العولمة لما يكتنفها من هيمنة وغزو وسيطرة، ومحق لثقافات وتوجهات وهويات الآخرين الحضارية.. فما رأيك في ذلك؟!!.
-العولمة.. شبح يريد الفتك بنا جميعاً فهي وحش كاسر يتربص بالعالم كله، لكي يستحوذ عليه ثقافياً وفكرياً وحضارياً واقتصادياً وعسكرياً، وهى استعمار جديد، وهيمنة غربية على مقدرات العالم، ولعقوله وأفكاره وأمواله!!. ويجب أن نتصدى لها وأن نفيق لمخططاتها الجهنمية!!.

@ وهل تقدرون مغبة عودتك الحميمة للإسلام، بالنسبة للحداثيين والعلمانيين الذين سيشنون حرباً شرسة ضدكم؟
- ما دمت قد هاجمت الأصلاء وعرضت بهم وبإنتاجهم لسنين وسنين، فما المانع أن أذوق من نفس الكأس، وأن أشرب منه، بعد أن تسببت فى تجرع الكبار من هذا الكأس من قبل؟! وأنا سعيد بأن يهاجمني الوجوديون والعلمانيون والشيوعيون، لأن معنى ذلك أني أسير على الحق، وأنني على صواب. ولا أكترث بما يكتبون، لأن القافلة تسير، والكلاب تنبح!!

@ وماذا تتمنى في هذه اللحظة؟!!
-أتمنى أن يمد الله في عمرى، لأخدم الإسلام، وأرد عنه كيد الكائدين، وحقد الحاقدين!!

رثــــــــــاء
07-21-2010, 09:27 PM
وكيــف له بأن لا يعادى الاسلام وهو اتجه إلى بـلـد تجد الاسلام فيه كالطير مقصـوصاً جناحاه
ولكـن الحمد لله بأنه أبصــر بالحــق قبل فوات الأوان
جــزيت خيراً

أبو المظفر السناري
07-21-2010, 09:38 PM
ولكـن الحمد لله بأنه أبصــر بالحــق قبل فوات الأوان



لكن في كتاباته الأخيرة عن الإسلام وأهله خلل وقلة معرفة بجادة ما يتكلم عنه! والرجل كان قد ابتلع قدر حِمْل بعيرين من سموم أفكار أهل الكفر والإلحاد، فلما حاول تَقيُّأ ما ابتلعه = فعل ذلك في جهازه الهضمي ما أورثه التخبط عند الكتابة في أخريات حياته، وحسبه من التوبة عما كان = ندمه على ما فرَّط في غابر الأزمان، وأمره إلى مشيئة الراحم الرحمن، والله المستعان.

اخت مسلمة
07-22-2010, 08:27 AM
ليت كل صاحب فكر وقلم ومنصب ورأي وكلمة مسموعة أو مقروئة أو مرئية يضع نصب عينيه قوله تعالى : " مايلفظ من قول الا لديـــــــه رقيب عتيد " ...
ويتذكر جيدا أن هناك آثارا للذنوب تتبعه بلاءاتها تترى بعد موتــــه فلايظنن أحد أن الستار سيسدل عن كل حسن وقبيح حال انتهاء مهلة العمر , وليتذكر قوله تعالى : " ونكتب ماقدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين " .... فيكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم, وآثارهم التي آثروها من بعدهم فيجزيهم الله تعالى على ذلك أيضاً إن خيراً فخير وإن شراً فشر, كقوله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها, وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً, ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً» رواه مسلم
غفر الله له وتجاوز برحمته عنه , وهدانا الى مايحبه منا ويرضاه في كل قول أو عمل ... جزاكم الله خيرا

متعلم أمازيغي
07-29-2010, 03:04 AM
ما أعجبني في هذا الفيلسوف الكبير صدعه بالحق في الكثير من المواقف،فقد أبان عن حقيقة الجزائري محمد أركون و وصفه بأنه لا هم له إلا تشويه الإسلام جريا على عادة المستشرقين،و عبد الرحمن بدوي لاشك يعرف محمد أركون حق المعرفة فهما معا كان يعيشان في باريس و درسا في جامعة السوربون.

و يحكى كذلك أنه أخذ كتابا و كان رفقة الدكتور الصحفي اللاوندي،هذا الكتاب يضم بين طياته ترجمات للكثير من نصوص العلمانيين العرب،من بينهم فؤاد زكريا،فقال له انظروا إلى طبيعة الكتب التي يترجمها الفرنسيون.

و ما أثار انتباهي في هذه الشخصية الغريبة طباعه الحادة حتى إن المقربين منه كانوا يخشونه و يضربون له ألف حساب قبل أن يحدثوه،و كان رحمه الله سرعان ما يشتط غضبا لأتفه الأسباب،و أظن أن ذلك راجع إلى المذهب الإلحادي الذي كان يعتقد فيه،و هو مذهب الوجودية الذي ينكر وجود الله.
عبدالرحمن بدوي فيلسوف الوجودية الهارب إلى الإسلام - اللاوندي (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5506)


نسأل الله أن يرحمه..