المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الرابع من بحث جيد في الحكم بغير ما أنزل الله



خادم السنة
07-21-2010, 05:19 PM
الجزء الرابع (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=24540)

من
بحث جيد في الحكم بغير ما أنزل الله على موقع صوت السلف بإشراف فضيلة الشيخ ياسر برهامي حفظه الله بعد مراجعة الشيخ له كما ذكر في نهاية البحث
شبهات حول الحكم بغير ما أنزل الله
والرد عليها
تنبيه
قول أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه
فنحن ومشايخنا ما تكلمنا الا بعد ما هم آثاروا مخالفة الاجماع فى المسالة فى القدر المجمع عليه بين أهل السنة وهى الخمس مسائل التى يكفر فاعلها هم قالوا ليس كفر اكبر فخالفوا الاجماع فليس خلافهم سائغ وحملوا على عاتقهم فى العالم اثارة هذه القضية والكلام على اولياء الامور حتى غلا بعضهم وقال ان الدول التى احتلها الكفار اولياء الامور فيها هم الكفارالامريكان والروس واليهود اولياء الامور
اذا لابد ان تستأذنه فى الجهاد والمقاومة وتتجند فى جيشة ضد المقاومة
هذا شيء لا يوصف ليس له وصف من تلاعب الشيطان بهذه الطائفة وهذا شغلهم الشاغل
ما راينا منهم رد على اهل الكفر والزندقة والبدع والمعاصى باسهم علينا فقط خذلان والله

فالنتامل البحث
ثم لما خالفوا هم الاجماع رموا أهل العلم انهم مبتدعون
رمتنى بدائها وانسلت
فكان احقاق الحق


الشبهة الثالثة
قولهم : آيات تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله أنزلت في أهل الكتاب فقط .

ونجيب عن ذلك فنقول :
أولاً : إن الآيات التي بينت حكم من يحكم بغير ما أنزل الله جاءت بلفظ العموم ؛ ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ))(المائدة : 44) ، ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))(المائدة : 45) ، ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))(المائدة : 47) . وكما هو معلوم في علم الأصول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . ولفظ (مَنْ) من أقوى صيغ العموم .

ثانيًا : قال الشيخ عطية سالم رحمه الله في تعقيبه على أضواء البيان : قال مقيده عفا الله عنه : الظاهر المتبادر من سياق الآيات أن آية : ((فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) نازلة في المسلمين ؛ لأنه تعالى قال قبلها مخاطباً لمسلمي هذه الأمة ((فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً)) ، ثم قال : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) ؛ فالخطاب للمسلمين كما هو ظاهر متبادر من سياق الآية . اهـ (أضواء البيان : 1/407)
قلت : قد نقل الشيخ الشنقيطي رحمه الله عن بعض الصحابة والتابعين ترجيح هذا القول مثل ابن عباس وجابر بن زيد وابن أبي زائدة وابن شبرمة والشعبي .
ثالثًا : عند تأمل سبب نزول الآيات أصلاً نجد أن أول هذه الآيات نزلت في المنافقين الذين تابعوا أهل الكتاب على الحكم بغير ما أنزل الله ، فأنزل الله تعالى حكمًا بكفرهم بل وصفهم بالمسارعة في الكفر ، فقال عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) (المائدة : 41)
قال ابن كثير رحمه الله : نزلت هذه الآيات الكريمات في المسارعين في الكفر ، الخارجين عن طاعة الله ورسوله ، المقدمين آراءهم وأهواءهم على شرائع الله ، عز وجل ((مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ)) أي : أظهروا الإيمان بألسنتهم ، وقلوبهم خراب خاوية منه ، وهؤلاء هم المنافقون ، ((وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا)) أعداء الإسلام وأهله . وهؤلاء كلهم ((سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ)) أي : يستجيبون له منفعلون عنه ((سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ)) أي : يستجيبون لأقوام آخرين لا يأتون مجلسك يا محمد . اهـ (تفسير ابن كثير : 3/113)
رابعًا : كذلك قد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات بعينها بين المسلمين ، فعن أنس رضي الله عنه قال : كسرت الرُّبَيِّع -وهي عمة أنس بن مالك- ثنية جارية من الأنصار ، فطلب القوم القصاص ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص . فقال أنس بن النضر -عم أنس بن مالك- : لا والله لا تكسر سنها يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أنس ؛ كتاب الله القصاص)) ، فرضي القوم وقبلوا الأرش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)) (متفق عليه)
قال النووي رحمه الله : وهذا وإن كان شرعًا لمن قبلنا ، وفي الاحتجاج به خلاف مشهور للأصوليين ، فإنما الخلاف إذا لم يرد شرعنا بتقريره وموافقته . فإن ورد كان شرعاً لنا بلا خلاف ، وقد ورد شرعنا بتقريره في حديث أنس هذا . والله أعلم . (شرح صحيح مسلم : 11 / 164)
خامسًا : بل إن حذيفة رضي الله عنه قد أنكر على من ظن اختصاص قوله تعالى : ((وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) ببني إسرائيل ، فقال رضي الله عنه : نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل إن كانت لكم كل حُلْوة ولهم كل مُرَّة ، ولتسلُكُنَّ طريقَهم قِدَى الشِّراك . (تفسير الطبري : 10 / 348) . وقال الحسن : نزلت في اليهود ، وهي علينا واجبةٌ . وقال إبراهيم النخعي : نزلت في بني إسرائيل ، ورضي لكم بها . (تفسير الطبري : 10/357)
سادسًا : ومع كل ذلك ، لو كان هذا الحكم خاصًا ببني إسرائيل فإن الآيات الأخرى في إفراد الله بالحكم والتشريع تؤكد عمومه لمن عداهم ممن فعل فعلهم . والأحاديث الناهية عن التشبه بأهل الكتاب تقتضي انطباق هذا الحكم لمن تشبه بهم في ذاك الفعل .


تابعونا
فى الجزء الخامس