المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام البخاري



dr.elramady
07-22-2010, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمدُ لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة - سيدنا آدم عليه السلام وعلى رسولنا الصلاة والسلام ـ تعظيماً لعقله وتقديراً لفضله, والحمد لله الذي اصطفى مَن شاء مِن خلقه واجتبى مِن الأمم مَن أراد بلطفه وهدايته, فالحمد لله على نعمة الخلق والإيجاد, ثم الحمد لله على نعمة العقل والإدراك, ثم الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان, فالحمد لله الذي هدانا لدينه الإسلام وخصنا بالنبي الأمي والرسول المكي سيد ولد عدنان عليه وعلى آله الصلاة وأتم السلام.

ونشهد أن لآ اله إلا الله وحده لاشريك ولامثيل ولاند له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وصفيه وخليله, اصطفاه من الخلق أجمعين ليكون هاديا للمؤمنين ومرشدا للمسلمين وبشيرا للطائعين ونذيرا للعاصين والكافرين.

اما بعد


اسباب اختيار موضوع البحث

الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله, من أئمة الحديث الكبار, ولقد اخترت أن أبحث في جهوده في خدمة السنة النبوية للأسباب الأتية:

1. لأننا في زمن نحتاج فيه إلى إظهار الرموز الإسلامية التي لها قدم صدق في خدمة الإسلام وسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ,

2. وضع أمام أعين الجيل الصغير مثال حي وقدوة ممتازة من علماء الأمة الإسلامية النوابغ,

3. إلقاء الضوء على دور الأم في تربية الجيل الصغير,

4. دور المربي والمعلم في تنشئة الجيل الجديد,
أهمية البحث

ولقد وجدت البحث مهماً للأسباب السابقة, ولأن الحديث النبوي الشريف يستحق منا الإهتمام والعناية الكافية ولفت نظر المثقفين والمسلمين بشكل عام إليه, وايضا

1. التعريف بجهود أئمة الحديث في خدمة السنة الشريفة,

2. بيان أهمية صحيح البخاري على وجه الخصوص,

3. لفت أنظار المسلمين, لاسيما طلبة العلم إلى العناية بالحديث الصحيح(1) والإستدلال به , وترك الأحاديث الضعيفة(2) والموضوعة(3.),

4. احياء رموز الأمة في عصرنا هذا, الذي كثرت فيه الرموز الفاسدة والقدوات المنحرفة.

الصعوبات التي واجهتني إثناء البحث

ولقد واجهتني بعض المشكلات, منها عدم وجود مصادر مساعدة في البحث









خطة البحث

ولقد جعلت خطة البحث كالأتي

الفصل الأول : تمهيد في تدوين السنة.

الفصل الثاني : كتبت فيه عن التعريف بحياة البخاري ونسبه وعائلته.

الفصل الثالث : تكلمت عن سيرته وأخلاقه وفضائله وشمائله وثناء العلماء عليه.

الفصل الرابع : كتبت عن قدرة الإمام البخاري على التأليف, ونبذة عن كتابه الصحيح.

الفصل الخامس : كتبت عن محنته والمصاعب التي واجهته.

الفصل السادس : كتبت عن وفاته

ثم الخاتمة ونتائج البحث والتوصيات






الفصل الأول
تمهيد في تدوين السنة



إن أجل العلوم وأشرفها, وأعظمها وأفضلها علم الكتاب الكريم والسنة الشريفة, وذلك لأن كلاً منهما وحي, إلا أن الأول متلو, معجز, متعبد بتلاوته. والثاني غير متلو, ولا معجز, ولا متعبد بتلاوته والسنة مبينة للقرآن الكريم الذي تكفل الله تعالى به كما قال(4):-
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾

وأوكل الله تعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بيان ما أنزل عليه فقال جل شأنه(5):-
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾

لذا كان القرآن الكريم محفوظا مع الذي بيَّنَه وهو السنة النبوية الشريفة, وهما معا وحي, وإذا كان النبي عليه وعلى آله الصلاة وأتم السلام قد حث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين على سماع حديثه الشريف ونقله فإن الصحابة الكرام رضى الله عنهم قد حرصوا هم الآخرون على سماع الحديث ونقله, لأنه عندهم دين نابع من طاعتهم لله تعالى وفي طاعة رسوله عليه وعلى آله الصلاة وأتم السلام, فقال جل شأنه وتعالى اسمه(6):-
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ ﴿٧﴾

ويقول السميع العليم(7) :-
وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٩٢﴾

وهو سبحانه القائل(8):-
وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٣٢﴾

كما جعل الله تعالى مصداق محبة العبد لله تعالى اتباعَ نبيه وطاعتُه, عليه وعلى آله الصلاة وأتم السلام فقال الغفور الرحيم(9):-
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١﴾ قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾

" فمن خصوصيات هذه الأمة الإسلامية المشَـرَّفة على غيرها من الأمم عنايتها الفريدة برواية الحديث النبوي الشريف وحفظه وترجمته إلى عمل تطبيقي. ولقد حاز حديثُ النبي صلى الله عليه وسلم لدى أمة الإسلام من الوقاية والمحافظة والتمسك بِهَدْيِه مالم يكنْ لحديث نبيٍّ من الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام قطّ, لكن الخصوصية الأكبر لهذه الأمة في نقلها للحديث النبوي عنايتها العظمى بصيانة الحديث الشريف من التحريف والدخيل عليه, وذلك بما توصلت إليه من قوانين للرواية هي أصح وأدق طريق علمي في نقل الروايات واختبارها حتى كان علم النقد التاريخ الحديث مدينا للمسلمين بل إنه مقتبس عن أصول مصطلح الحديث الإسلامي.(10)
فحين فتح المسلمون كثيرا من البلدان وانتشر الإسلام في كل مكان قبل نهاية خير القرون, الأول الهجري, أصبحت الحاجة ماسة إلى نشر السنة الشريفة في تلك الأقاليم المفتوحة بعد تدوينها وجمعها ولاسيما بعد موت الكثير من الحفاظ وانشغال كثير من المسلمين بالجهاد وعدم تفرغهم لحفظ السنة المشرفة.

لا خلاف بين أئمة المسلمين في أن السنة الشريفة لم تكتب جميعها في زمن النبوة, وفي أن الكثير منها قد كتب في ذلك الزمن بأمره صلى الله عليه وسلم وإذنه.(11) فقد اختلف الصدر الأول رضى اله عنهم في كتابة الحديث , فمنهم مَنْ كره كتابة الحديث والعلم وأَمَروا بحفظه, كالفاروق عمر بن الخطاب(12) وابن مسعود, فعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن ومَنْ كتبَ عني شيئا غيرَ القرأن فليَمْحُهُ"(13), ومنهم من أجاز ذلك واباحه, وقد فعله الإمام على(14) وابنه الحسن وعبد الله بن عمر بن العاص, ون صحيح رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على جواز ذلك حديث أبي شاةٍ اليمني في التماسه من رسول الله عليه السلام أن يكتب له شيئا سمعه من خطبته عامَ فتحِ مكة وقوله عليه السلام " اكتبوا لأبي شاةٍ"(15)
يقول ابن الصلاح " ولعله صلى الله عليه وسلم أذِنَ في الكتابة عنه لمن خشي عليه النسيان ونهى عن الكتابة عنه مَنْ وَثِقَ بحففظه مخافة الاكال عى الكتاب أو نهى عن كتابة ذلك حين خاف عليهم اختلاط ذلك بصحف القرآن العظيم وأذن في كتابتة حين أمن من ذلك. وقد أفرد الخطيب البغدادي مشكلة كتابة الحديث بتأليف بديع أسماه " تقييد العلم " فقال ص64 " إنما اتسع الناس في كتب العلم وعولوا على تدوينه في الصحف بعد الكراهة لذلك لأن الروايات انتشرت والأسانيد طالت وأسماءالرجال زكناهم وأنسابهم كثرت فعجزتالقلوب عن حفظ ما ذكرنا مع رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن ضعف حفظه في الكتاب وعمل السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين بذلك". ثم يقول ابن الصلاح ثم إنه وال الخلاف وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الآخرة.(16).
ــــ
المراجع والهوامش :
1 .) تعريفه كما جاء عند ابن الصلاح, علوم الحديث ص11: الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا.
ولا معللا".
2. ) كل حديث لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن فهو ضعيف, ابن الصلاح, علوم الحديث,ص41, أما الحديث الحسن فهو عنده قسمان أحدهما الحديث الذي لايخلو رجال إسناده من مستور لم تتحق أهليته غير أنه ليس مغفلا كثير الخطأ فيما يروية ولا هو متهم بالكذب في الحديث, ويكون متن الحديث مع ذلك قد عُرف بأن رُوي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر , أما القسم الثاني أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان.(ابن الصلاح علوم الحديث ص31.)
3. ) هو المختلق المصنوع, شر الأحاديث الضعيفة, ولا تحل روايته لأحد عَلم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه, ابن الصلاح , علوم االحديث ص98.
4.) سورة القيامة, آية 17-19.
5. ) سورة النحل, آية 44.
6. ) سورة الحشر, آية 7.
7. ) سورة المائدة, آية 92.
8. ) سورة آل عمران, آية 132
9. ) سورة آل عمران, آية 31.
10.) ابن الصلاح, في تصدير نور الدين عتر, ص 5.
11.) عبد الخالق, الإمامُ البخاري, ص45.
12. ) أبو حفص القرشي العدوي ولد بعد الفيل بثلاثَ عشرةَ سنة, وإليه كانت السِّفارة في الجاهلية, فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيرا أي رسولا. أخرج الحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة", أسلم في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة, وله سبع وعشرون سنة, وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة, أحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم, روى له عن رسو ل الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثا, موافقات عمر قد أوصلها البعض إلى أكثر من عشرين, وأوليات الفاروق عند السيوطي في حدود العشرين فهو أول من سُمى أمير المؤمنين. ولى الخلافة بعهدٍ من أبي بكر في يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثَ عشرة, توقي في ذي الحجة سنة ثلاثٍ وعشرين بعد صدوره من الحج شهيدا, طعنه ابو لؤلؤة غلام المغيرة بخنجر له رأسان. (تاريخ الخلفاء للسيوطي, ص108-147, بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد)
13. ) أخرجه مسلم في صحيحه, في الوهد 8/229, ومسند أحمد 3/21
14. ) توفي في شهر رمضان سنة أربعين هو ابن ثلاث وستين وقيل ابن اربع وستين وقيل ابن خمس وستين .
15. ) أخرجه البخاري في العلم 1/29
16. ) ابن الصلاح, علوم الحديث,ص183

انس السلطنابي
07-23-2010, 12:53 AM
جزاك الله خير اخي dr.elramady

تسجيل متابعه

dr.elramady
07-24-2010, 07:34 PM
جزاك الله عني كل خير