المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال البديهيات العقلية



ابن السنة
07-24-2010, 05:00 AM
السلام عليكم و رحمة الله
كنت أقرأ اليوم فى النظرية الكمية و لفت انتباهى ما قام به Von Neumann و غيره من محاولة تفسير الظواهر الكمية Interpretation باستخدام منطق يُسمى المنطق الكمى أو #Quantum Logic
و يقوم هذا المنطق على رفض بعض مسلمات المنطق المعروف ب Propositional Logic فمثلاً قانون التوزيع:
A and ( B or C)= (A and B )or (A and C) ------Distribution Law
لا يصح فى عالم ميكانيكا الكم
فكان السؤال الذى دار بخلدى هو : ما هى المسلمات البديهية فى المنطق و ما هى المتغيرات التى قد تكون قابلة للتغيير
فحين قرأت المثال المذكور فى الويكيبديا اقتنعت به و معنى هذا أنه مطابق للمنطق :):
و نظراً لخلط الكثير بين الثابت و المتغير فى المنطق مما يؤدى الى التشكيك بأى استدلال عقلى فأرجو من الأخوة الكرام توضيح الثابت و المتغير فى علم المنطق
ما يخص علم المنطق الكمى على الرابط التالى
http://en.wikipedia.org/wiki/Quantum_logic

الجزء المهم:
In quantum mechanics, quantum logic is a set of rules for reasoning about propositions which takes the principles of quantum theory into account. This research area and its name originated in the 1936 paper by Garrett Birkhoff and John von Neumann, who were attempting to reconcile the apparent inconsistency of classical boolean logic with the facts concerning the measurement of complementary variables in quantum mechanics, such as position and momentum.
Quantum logic can be formulated either as a modified version of propositional logic or as a noncommutative and non-associative many-valued (MV) logic[1][2][3][4][5].
Quantum logic has some properties which clearly distinguish it from classical logic, most notably, the failure of the distributive law of propositional logic:
p and (q or r) = (p and q) or (p and r),
where the symbols p, q and r are propositional variables. To illustrate why the distributive law fails, consider a particle moving on a line and let
p = "the particle is moving to the right"
q = "the particle is in the interval [-1,1]"
r = "the particle is not in the interval [-1,1]"
then the proposition "q or r" is true, so
p and (q or r) = p
On the other hand, the propositions "p and q" and "p and r" are both false, since they assert tighter restrictions on simultaneous values of position and momentum than is allowed by the uncertainty principle. So,
(p and q) or (p and r) = false
Thus the distributive law fails.

ابن السنة
08-02-2010, 04:26 AM
السؤال ربما لم يكن غير واضح
أريد أن اناقش ما الفرق بين الثابت و المتغير فى المنطق. فمثلاً نسبية الزمن كانت من المسلمات و قد يعتبر البعض انها من البديهيات العقلية و لكن المتدبر يكتشف انها ليست كذلك بل نحن حكمنا على عدم صحتها بالعقل و حكمنا أن المبدأ تقريبى فى السرعات العادية.
ما هو الخط الفاصل بين هذه النوعية من المسلمات و المبادئ العقلية الثابته و التى نحتكم اليها فى مناقشة و تحليل نتائج التجارب؟
هذا السؤال اعتقد أنه محورى خاصةً أن كل الملحدين تقريباً ينكرون قانون السببية على اعتبار أنه مستنتج من البيئة .

بوعابدين
08-02-2010, 06:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله بركاته.
هنالك أمر جوهري واحد يفرق بين المسلمة المنطقية الحقيقية القطعية وبين النظرية والتي تسمى مسلمة علمية أو نظرية جورا أو تجوزا أو تجاوزا.
هذا الأمر الذي يمكننا أن نفرق فيه بين هذين النتيجتين هو القضية نفسها.
فالمسلة هي تلك النتيجة المبنية على قواعد منطقية محددة بعد الإلمام بجميع جوانب القضية قيد الحكم
لنأخذ قضية بسيطة جدا.
كم عدد أضلاع المربع.
لنفصل القضية
الكم هو مقدار الكثرة وقد فطرت العقول على إدراك الكثير والقليل بالمقارنة وهنا ستكون المقارنة مع اللاشيئ واللاشيئ أمر مطلق وهو عدم وجود الشيئ.
العدد هو نظام العد المعتمد عند العقل الذي يريد الإجابة عن هذا السؤآل وليكن النظام العشري المعروف
الأضلاع هي تلك الخطوط المستقيمة التي يتكون منها هذا الشكل الهندسي
المربع هو هذا الشكل الذي اتفقت العقول على تسميته بهذا الإسم
وهنا نريد تحديد العدد وفقا لما عرفنا من وصف هذه القضية ولكن هل نحن لدينا إلمام كامل بجميع جوانب هذه القضية لكي نكون عقيدة نعتبرها إجابة عن هذا السؤآل ومن ثم نسميها مسلمة منطقية مطلقة.
الإجابة نعم فقد حددنا ماذا نريد وحددنا القضية المسؤول عنها تحديدا كاملا حسبب متطلبات السؤآل ولا يهمنا أبدا أن نحدد أي أمر آخر لا يتعلق بهذه القضية فنحن حددنا الأمور المطلوبة للإجابة عن عدد الأضلاع لكننا لم نحدد كل ما يتعلق بالمربع كأن نقول هل المربع مربع مئة بالمئة وفق أي مستوى دقة مهما كان . الإجابة لا فقد يكون به إنحرافا لا تدركه حواسنا وهذا لا يضر فيهمنا هنا ماهو مدرك.
وتكون الإجابة أربعة أضلاع وهذه مسلمة لا مرية فيها حيث لا توجد أي معلومة غائبة أو ظنية تستلزمه الإجابة.
وهذه النتيجة لا تعد استقراء ناقص بل هي استقراء كامل وفق لقواعد منطقية محددة سلفا في نسبة للعقل الحاكم على القضية.
لننظر إلى مسألة أخرى ولتكن قانون السببية.
القانون يقول أن لكل مُحْدَثٍ مُحْدِثٌ ولكل مخلوق خالق.
لنفص القضية:
أولا ماهو الشيئ موضع الدراسة.
إنه المحدث أو المخلوق.
هذا الشيئ مخلوق لمذا سمي مخلوقا وكيف كونت هذه العقيدة أي أن هذا الشيئ مخلوق.
إذت قانون السببية مبني على قضية منطقية أخرى وهو كون الشيئ موضع الدراسة مخلوقا كيف عرفنا ذلك؟
إن أي شيئ لا يخلو أن يكون أحد ثلاثة أن يكون مخلوقا خلقه غيره أو أن يكون أزليا قائم بذاته لا يحتاج لمن خلقه أو أن يكون خلق نفسه.
النوع الأخير ممتنع عقلا وفقا لمسلمة عقلية أخرى وهو أن اللاشيئ لا يقوم بشيئ والسلب لا يفعل الإيجاب وهذه فطرة عقلية صحيحة لا يجادل فيها إلا مشوه عقليا.
أما النوع الأول أو الثاني فيتحدد من صفات الشيئ
أما النوع الثاني فهو الأزلي الدائم الذي لا يتغير ويفعل عليه فعل فاعل منغيره ولا يرتبط وجوده بغيره ولا بعلة من غيره ولا يحتاج لغيره في أي شأن من شؤونه قل أو عظم.
والملاحظ أن الكون المنظور ليس كذالك فنراه غير مدرك بل كل شيئ فيه مسخر وفق نظام مترابط مع أن كل شيئ فيه مفصول عن الآخر وفقا لحدزد محسوسة فلا حاجة للشمس في أن تكون حارة كي تمد الأرض بالحياة ولا حاجة للماء في الصعود والهطول في مكان آخر ينفع كائن آخر ووووو والأعظم من ذلك أنها كلها مادة جامد غير مدركة ولا عاقلة بل هي مقودة مسخرة.
إذن بعد بطلان النوعين السابقين بقي النوع الثالث الذي تدل عليه كل المشاهدات القطعية وبالضرورة سيكون هو لاستحالة النوعيين الآخرين.
إذن مادمنا سلمنا أن الكون الذي نحن فيه مخلوق وفقا للمنطق القطعي التام مخلوق محدث من قبل غيره إذن في هذه الحالة سيطون ولا بد له خالق وكفى.
نأتي الآن إلى النظرية أو الإستقراء الناقص.
النظرية هي عقيدة ما حول قضية ما كونت هذه العقيدة وفقا لقواعد منطقية معينة ولكن لا يشترط فيها الإلمام التام بجميع جوانب هذه القضية ويكتفى بما هو متوفر من المعلومات التي قد تكون بدورها بنيت على على أسس ظنية غير تامة.
لنضرب مثالا:
مثلا قانون بقاء المادة الذي ينص على أن امادة لا نفنى ولا تخلق من عدم.
أولا هل توجد صفة واحدة للمادة تجعلها أزلية قائمة بذاتها.
الإجابة لا. بل العكس فالمادة متغيرة مسخرة لأغراض معلومة وفقا لنظام مترابط مع استقلالية كل جزء.
إذن لماذا صيغ هذا القانون والذين صاغوه هم العلماء صفوة العقلاء.
لقد صيغ هذا القانون بسبب المشاهدة .
فقط لأن الإنسان لم ير مادة خلقت من عدم كما أنه لم ير مادة تفنى.
ولكن هل كل ما لم نراه يعد معدوما.
الإجابة لا فإنسان القرون الوسطى لم ير بنزينا فهل يحق له أن يقول أن البنزين غير موجود.
بل القاعدة النطقية تقول أن عدم رؤية الشيئ لاتعني نفي وجوده.
إذن هنالك عدم إلمام بجانب مهم وتعديه بالحكم على القضية رغم نقصان الإطلاع على تاريخ المادة بل مع مخالفة كل ما تقتضيه الصفات الموجودة في المادة.
وعلى أساس هذا الإستقراء يكمن للذبابة لوكانت عاقلة أن تقول أن السلحفاة لا تفنى ولا تخلق من عدم لأن الذبابة ولدت وماتت في حياة السلحفاة ذات العمر الطويل.
ونستطيع أن نقول أن أهرامات الجيزة لم تخلق من عدم لأننا لم نر أحدا يبنيها و لا توجد شهادة بذلك .
لكن هذا غير صحيح فقد حكمنا عليها أنها محدثة فقط من صفاتها.
نأتي إلى قضبة أخرى تعد مثالا للنظرية.
مثلا كنا نعتقد أن الزمن يمضي يسرعة ثابتة وأن الساعة هنا هي نفس الساعة على النجوم وهذه كانت مسلمة ولكن هذا تجوزا و تجاوزا.
بسبب أننا أصدرنا حكما ولم نلم بجميع جوانب القضية فليس عندنا صفة للزمن تثبت ذلك كما أننا لم نعاين مضي الزمن في مواقع أخرى تسير بسرعات مختلفة عنا.
فجائت النظرية النسبية لتجعل من هذه المسلة هباء بعد أن أثبتت أن سرعة الضوء ثابتة لذا فسيتغير الزمن بتغير السرعة.
ولكن هل هذا يعني أن النسبية مسلمة؟
الإجابة لا فالنظرية تحتوي على فرضيات فقط فهي مؤسسة على ثبات سرعة الضوء ولكن هل هذا الثبات مطلق أو نسبي أيد نسبي فنحن لا ندرك أي مرجع مطلق بحواسنا كي ننسب إليه أي شيئ .
وما هو ثابت نسبة لما هو نسبي إذن سيكون نسبي والنسبي يعتمد في صحتة ما نعتقده حوله على المنسوب إليه.
فسرعة الضوء ثابتة نسبة لما حولها من محسوسات لكن هذا لا يجعلها ثابتة على الإطلاق فلعل مرجع آخر يراها متغيرة
إن كان موجود في أبعاد وظروف لا نعلمها.
إذن المسلم به أن سرعة الضوء ثابتة نسبة لما حولها من ماديات فقط.
أما نظرية الكم فهي نظرية مبنية على مبدأ الشك والإحتمالات ولا مسلم فيها بل إن نظرية الذرة نفسها لا تعد مسلمة ولكنها فقط نظرية مبنية على ما هو متوفر من المعلومات.
أما نقدها لقانون التوزيع فهو تجوزا وليس أمرا فعليا فقانون التوزيع نسبة للمعدودات المحسوسة فهو أمر منطقي كأن نقول سيأتينا أحمد ومعه علي أو محمد .إذن سيأتينا أحمد أو علي أو أحمد ومحمد ولا يوجد أي نظرية تنقض هذا المنطق.
ولكننا عند دراسة الكم نقول قد يأتينا علي ومحمد لأن القانون لا ينص على منع ذلك صراحة كأن يقول أن لا يمكن أن يأتي محمد وعلي أو أن أحمد لا يمكن أن يتحول إلى محمد أو إلى علي.
فهذا تجاوز فلسفي لا حقيقة له في نظرية الكم ولو كان صحيحا لما صحت هندسة أو حساب ومن أول معاصري نظرية الكم وصاحبها ماكس بلانك العالم أينشاين صاحب النسبية وقد انتقدها بمقولته المشهورة ( إن الله لا يلعب النرد)
وعلى العموم نظرية الكم جملة وتفصيلا مبنية على استقراءات ناقصة وهي لا تعدو كونها نظرة وليست مسلمة وأصحابها لم يدعو أنها مسلمة وما ذكرته عن قانون التوزيع هو من باب المبالغة الفلسفية في شرح النظرية على غرار قول بعضهم لا شيئ على حقيقته عند الحديث عن النسبية وهذا كله مخالف لماهو محسوس وعين اليقين ولكنها تجاوزات المبالغين عند التصدي لتعريف ما يعرفونه لمن لا يعرفونه.

بوعابدين
08-02-2010, 07:15 AM
لا أنسى بعد هذه الإطالة أن ألخص ما قلته :
إن الإلمام بجوانب القضية العقلية هو المحدد الوحيد في كون عقيدتنا حيال هذه القضية مسلمة أم نظرية مبنية على استقراء ناقص قد ينقض في أي وقت من الأوقات

ابن السنة
08-02-2010, 04:00 PM
رد رائع أخى بو عابدين بارك الله فيك

إن الإلمام بجوانب القضية العقلية هو المحدد الوحيد في كون عقيدتنا حيال هذه القضية مسلمة أم نظرية مبنية على استقراء ناقص قد ينقض في أي وقت من الأوقات
فعلاً و هذا يوضح أن بعض المسلمات و التى عُدت كبديهيات ليست من هذا النوع مثل كروية الأرض. فالاحاطة الكاملة بابعاد القضية لم يكن موجوداً عند من قال بأن الأرض منبسطة ، و نحن قد حكمنا على كروية الأرض بالعقل بعد أن وصلنا بالمسلمات الى الاستقراء التام.

نور الدين الدمشقي
08-07-2010, 04:31 AM
موضوع رائع اخوتي الأفاضل. يذكرني بأيضا جزء من نظرية الكوانتوم تقول ان ذات الشيء قد يكون في مكانين مختلفين في نفس اللحظة الزمنية مما يبدوا انه يخالف ما اعتبرناه في قواعد المنطق. طبعا تبقى نظرية وتحتاج الى اثبات وما الى ذلك ولكن اذا ما قرأنا في كتب الأوليين تجدهم عددوا هذا النقطة في قائمة المستحيلات عقلا!
وصدق الله سبحانه اذ يقول: وفوق كل ذي علم عليم!

Light
08-07-2010, 04:37 AM
يذكرني بأيضا جزء من نظرية الكوانتوم تقول ان ذات الشيء قد يكون في مكانين مختلفين في نفس اللحظة الزمنية مما يبدوا انه يخالف ما اعتبرناه في قواعد المنطق
بل حتى 3 الاف مكان مختلف و كلها نفس الشيء غير مستقلة

نور الدين الدمشقي
08-07-2010, 04:46 AM
من اروع ما رأيت مبسطا عن الموضوع:
http://www.youtube.com/watch?v=DfPeprQ7oGc

بوعابدين
08-07-2010, 04:48 AM
موضوع رائع اخوتي الأفاضل. يذكرني بأيضا جزء من نظرية الكوانتوم تقول ان ذات الشيء قد يكون في مكانين مختلفين في نفس اللحظة الزمنية مما يبدوا انه يخالف ما اعتبرناه في قواعد المنطق. طبعا تبقى نظرية وتحتاج الى اثبات وما الى ذلك ولكن اذا ما قرأنا في كتب الأوليين تجدهم عددوا هذا النقطة في قائمة المستحيلات عقلا!
وصدق الله سبحانه اذ يقول: وفوق كل ذي علم عليم!

هذه من نتائج النسبية فهي تقول بمبدأ نسبية التزامن ونسبية المكان. ومع ذلك تجد الملحدين العرب يتمسحون بها وينكرون سجود الشمس بسبب أنها لا تفارق أنظار البشر على الأرض ونسو أنهم يصدقون ما هو أغرب من ذلك دون أن يقام لهم أدنى دليل بل إنهم يصدقون بقصة التوأم الأينشتايني الرهيب.
يال انتقائيتهم وجهلهم بالعلم قبل الدين لا يميزون بين الحقيقة العلمية والفرضية الظنية.

عَرَبِيّة
11-12-2011, 12:22 AM
مشاركات رائعة , أمتعتني جداً .. بارك الله فيكم وفي مثل هذه المدارسات والدردشات , أكثروا لنا منها وأفرغوا شيء مما في جعبتكم نفع الله بكم .

حسن المرسى
11-12-2011, 12:40 AM
تجربة الشق المزدوج مترجمة
http://www.youtube.com/watch?v=iZVeNbuPgjo