المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسيح الجديد



nafez_1962
08-05-2010, 10:47 PM
المسيح الجديد !..
بقلم
الشيخ عبد الرحمن العيسى ـ حلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة وتمهيد :
هما مسيحان : مسيحُ هدىً , ومسيحُ ضلالة , والأخير هو المراد هنا ..
فمسيح الهدى , ِمن صنع الله المتقـَن , وفعله المباشر , وإعجازه الباهر , حيث وُلد من غير أب , وأمه عذراء مقدسة , وهو كله بركات ومعجزات , وخارج عن نطاق السنن والعادات ..
ومسيح الضلالة , من صنع الذين تتنزل عليهم الشياطين , وهم اليهود الملاعين اختلقوه وانتظروه , وشغلوا العالم به , ونسجوا حوله هالات الربوبية , وأنه أكثر من إنسان , وأنه يظهر في آخر الزمان .. ويعيد لليهود ما نسبوه لأنفسهم , من خصوصيات , ترفعهم فوق مستوى البشر أجمعين , ويتيح لهم أن يحكموا الدنيا , باسمه إلى يوم الدين ..
وهذا ما تفوح روائحه المنتنة الآن , فـتـُزكم الأرواح , وتمزق الوجدان , وتـُحدث في الأرض ألواناً جديدة , من الإرهاب والحرب والتقتيل والفظائع , وتشتيت شمل هذه الأمة , وجعلِ الكثيرين منها , يفتتنون وينهارون , ويصدقون تهاويل عبّاد المسيح الجديد , ويُـلحقون الأذية والضرر , بالذين يأبون ويمتنعون ..
واقع هائل في الشرق , لم يُعهد من قبل , في شروره وآثامه , ونشره حالة الكفر والردة , والانسلاخ من كل هوية , والعيش من وراء المعقول والمنقول , وتقديم الخدمات المجانية والمأجورة , لأتباع هذا المسيح الجديد : تفريطاً بالوجود العربي , وبأمجاد القرآن المجيد , والحقيقة الإلهية العليا , وأن لا إله إلا الله ..
الموضوع والبحث والتعليق :
كتبت السيدة : ( بُـثينة شعبان ) المستشارة في رئاسة الجمهورية العربية السورية مقالاً بعنوان : المسيحُ الجديد .. في إحدى الصحف اليومية ..
ولكنها لم تـُوضح ما هو المسيح الجديد .. ويظهر أنها لم تـُردْ أن تخوض في هذا المسيح التوراتي التلمودي , واكتفت بالحديث السياسي , والصراع العربي الإسرائيلي , إشارة منها إلى أن السياسة الصهيونية الآن , تنطلق من المقولات والوعود , المرتكزةِ على ذلك العنوان , بعد أن شنت أمريكة أعنف حرب دينية على العرب , وعلى هذه الأمة , بدايتها : الحادي عشر من أيلول , عام 2001 م ..
وأطلقت عليها أسم : ( الحرب الصليبية الجديدة ) أي حرب هذا المسيح الجديد , الذي ينتظره يهود , ويعلقون عليه كبرى الآمال والأوهام , في ألفية سعيدة , يحكمون من خلالها العالم , وينتقمون من أعدائهم جميعاً , ويـُنهون بذلك التاريخ !. أي تاريخ المسيح عيسى , والرسول محمد , عليهما الصلاة والسلام ..
ولطالما تحدثوا بذلك كثيراً , في وسائل الإعلام المختلفة , التي هي في حوْزتهم والتي تسير في ركابهم ,
ولم تشأ المستشارة , أن تقول : المسيح الجديد الدجال , لكي لا تنزلق في خِضمِّ النصوص الدينية , التي تؤكد ذلك , وتتحدث عنه , وتحذر منه , خصوصاً النصوصَ الإسلامية , التي قدمت مواصفاتِ فتنته تفصيلاً ..
ومن المؤكد بداهة , أن إيمان الأمة , بخروج المسيح الدجّال , الذي يظهر في وقته وحينه , شأنٌ ثابت ومتواتر , عبر الأجيال والتاريخ , وصحيح كل الصحة , وهو جزء من اليقينيات الكبرى , في التراث الإسلامي العريق ..
وعلماء الحديث النبوي الشريف , وفقهاء المذاهب والأصول , متفقون على ذلك ومُجمعون عليه إجماعاً مطلقاً , ولم يشذ َّ عنه إلا شذاذ لا يُعتد بهم , ولا سند لهم , بل إن الدليل الراجح ضدهم ..
ومَنْ من المصلين المسلمين , لا يدعون بهذا الدعاء , في آخر صلاتهم : ( اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر , ومن عذاب النار , ومن فتنة المحْيا والممات , ومن فتنة المسيح الدجال ) ..
وهذا كان من دعاء سيدنا رسول الله , عليه صلى الله ..
هل يظن الصهاينة في فلسطين , أننا لا نفهم سر سياستهم الجديدة , القائمة على التعنت المطلق , والتحدي الأرعن , والتكشير عن كل المطامع والأنياب , لإنجاز مشروعهم التوراتي الشهير , وبناء الهيكل الخطير , وأنهم لا يعطون الفلسطينيين , حبة رمل واحدة , من فلسطين الكبرى , ولا يتنازلون قِـيد أنملة , للذين يلهثون خلف السراب , الذي يُلوِّح به الصهاينة , ذراً للرماد في العيون , واستدراجاً للعرب المتواطئين ..
إن نشر مقال بعنوان المسيح الجديد , من أعلى مرجع في الدولة , معناه الإلمامُ بواقع السياسة الإسرائيلية والأمريكية , المرتكزة على عقيدة المسيح الجديد , المنتظر والموعود , وهو دليل وبرهان على أن الأمر لم يعدْ يحتمل التعتيم الإعلامي الرسمي , وآن الأوان لكشف الحقيقة المصرحة بأن اليهود ينطلقون في سياستهم الرعناء , من معطيات تلك الشخصية الأسطورية , والمبرمجة أمريكياً وإسرائيلياً , لتشكل أضخم استراتيجية : سياسية وعسكرية , في بداية الألفية الجديدة ..
ومن خلال المنظور اليهودي التلمودي , فإن ظهور المسيح شخصياً , بعد الانتظار الطويل جداً , لم يعدْ ذا قيمة فعالة , إذا ما كان أتباعه والمؤمنون به , يتحكمون بالعالم , ويوجهون أجهزة الحكم والسياسة والإعلام فيه , حسبما يشتهون ويخططون .. وتحت راية المسيح الجديد ..
فهو بالنسبة لهم , في حكم الظاهر , الذي يسود اليهود ويقود العالم .. ولكن اللافت للنظر حقاً , هو أن الرئيس بشار الأسد , ومستشاريه الأقربين , قد وضعوا أيديهم على مكمن الداء , وأماطوا اللثام عن المسيح الجديد , وصرحوا بما لم يستطع غيرهم , أن يصرح به , من حكام عرب , بل يمضي متعامياً ومترامياً في الأحضان , وينام على هدهدة الدماء والعدوان !..
إنه وبحسب ما كتبه كتاب أمريكان وغربيون وعرب , فإن فتنة المسيح الدجال , قد بدأ نسج خيوطها العنكبوتية الفاتكة , منذ بداية العام 2000 م ..
وقد وضعوا خطة محكمة لذلك , وتم اصطناع أحداث أيلول 2001 م , لتكون المنطلق نحو الهدف المحدد , وإن الرايات العسكرية , التي عبرت المحيطات , هي رايات المسيح الدجال , حيث دخلنا في أطواق فتنة رهيبة , ما مر لها مثيل على الإطلاق , وما زلنا حتى الآن , نعيش مفرزات ومحدثات هذه الفتنة اللعينة , التي زلزلت الأمة من شرقها إلى غربها , وقوضت كل إمكانية لوحدتها وعودتها , إلا ما كان من البقية الصالحة , في سورية الشام , آخر معاقل الإسلام , والمؤمنين المناضلين والمجاهدين , في العراق وأفغانستان , وفلسطين ولبنان ..
إن كون الأمريكان واليهود في فلسطين , يستندون في سياستهم الجديدة , على المسيح الجديد , فإننا لا يمكن أن ننتظر منهم : تراجعاً أو توقـفاً , أو مهادنة ومفاوضة فضلاً عن سلام عادل وشامل , لا يسمح بذرة منه , مسيحُهم هذا , الذي يعني أن إله العالم , قد جاءهم , وتجسد لديهم , وهو يحقق لهم , كامل ملحمتهم الأساطيرية , وأحلامهم الخرافية , وروايات أمجادهم المزعومة والموهومة !..
ولست أدري إن كان العرب : شعوباً وأنظمة , على دراية تامة , بحقيقة الوضع الذي نجم عن تمكن الأمريكان واليهود , من استغلال وتنفيذ عقيدة المسيح المنتظر , وإخراج سيناريو مسرحيته المرعبة , المدججة بكل الطاقات والأسلحة , والجنود المجندة , والدماء الفائرة , والأشلاء الممزقة , والدمار المجنون !..
ولست أدري أيضاً , إن كنا ندرك حجم المفتونين من هذه الأمة , بالمسيح هذا ورموزه المخيفة والفاتنة والمغرية , والمنهزمين أمام حربه , وإرهابه الرهيب , وتصرفه العجيب والمريب , وخطفه للأفئدة والأبصار ..
ولعلنا بعد كل ذلك , نتفهم أسرار ما نحن فيه : عرباً وغير عرب , مما لا يكاد يدركه فهم ولا وعي , ولا يحيط به عقل ولا فكر , من مظاهر التضعضع والانهيار , والاستسلام الفاضح , والرضى بالهوان والدون , والعيشِ للمصالح الشيطانية , والشهوات الإباحية , وكونِ العرب والمسلمين , يخذل بعضهم بعضاً , ويقف الكثيرون مع أعدائهم , ويقتلون مواطنيهم وإخوانهم ..
لقد رفض اليهود , المسيح الحقيقي : عيسى بن مريم , لأنه لم يوافقهم على هواهم , ولم يكن حسب رغبتهم , بل كان ضدهم , فهم يريدون مسيحاً يزعم أنه الله , ويقيم لهم ملكاً دنيوياً عريضاً , وينتقم ممن عداهم من الأمم الآخرين ..
ولذلك فإنهم منذ القِـدم , ينتظرون مثل هذا المسيح , إلى أن جاء هذا الزمن الرديء , فكان لهم الظرفَ المناسب , ليُخرجوا مسيحهم من جَعبتهم , عله ينقذهم , وينقذ دولتهم الدخيلة في فلسطين ..
اليهود الصهاينة , في عجلة من أمرهم , وهم يسابقون الزمن , ولكنهم رغم الأمريكان , ورغم مسيحهم , فإنهم لا يدرون ماذا يفعلون , فنراهم يتخبطون , ويتصرفون بنزق وعصبية , ومزاج ملتهب , وتلوح لهم نهايتهم , رغم قوتهم , وما يتلقونه من دعم قوى الاستعمار والاستكبار العالمي , وإن الله جلت قدرته لهم بالمرصاد وإن المكافحين والمناضلين من هذه الأمة , لا يألون جهداً في التصدي والمقاومة , وبذل التضحيات الغالية , التي غدت مضرب الأمثال ..
ولا يوجد شخص في هذا العالم يحترم ما لديه من علم واطلاع وثقافة , ينكر هـَوَس الرؤساء الأمريكان , بالمسيح اليهودي المنتظر , وبحرب هَـرْمجدُّون , وآخرهم بوش اللعين , الذي ترجم عقيدته المسيحانية المتصلبة , على النحو الذي شاهدنا وسمعنا خلال ثمانية أعوام دأباً , لم يتراجع فيها شبراً واحداً , عما عقد العزم عليه , بشأن عُـلـوِّ المسيح الجديد في الأرض , وفرض أسطوريته العنيفة , على العرب والأمة , والعالم كله ..
فنجمت أكبر فتنة في التاريخ , منذ عهد أدم ونوح وإلى اليوم , وأحاديث مصطفانا تصر على ذلك بكل تأكيد وحتم , من خلال أحاديث المسيح الدجال , في كتب السنة والحديث ..
حيث ليس الخطر والضرر , في المسيح شخصياً , وإنما في الفتنة العالمية العارمة , التي تحدث بسسببه وباسمه , وتحت راياته الطوفانية , العابرة للقارات ..
المفارقة العجيبة , أن الحديث عن المسيح الموعود والجديد , يملأ رحاب الإعلام الأمريكي والإسرائيلي والغربي , في حين أن المثقفين والكتاب العرب , لا يَعنيهم شيء من ذلك أصلاً , بسبب أنهم يرفضون الخوض في المقولات الدينية , لكي لا يظهر أحدهم وكأنه متدين , يُعنى بقضايا الدين في السياسة , فهذه وصمة عار لهم , والدين منطقة حرام ومحظورات , بالنسبة إليهم !..
في حين أن أعداءنا اليهود والأمريكان , يواجهوننا بكل ما في التوراة المحرفة والتلمود المكذوب , من خرافات وأساطير , وأكبر شخص فيهم , يعتبر ذلك شرفاً له أمام العالم كله , ويعتز به اعتزازاً ليس بعده اعتزاز ..
أما آن الأوان أيها السادة , أن تكفوا عن حيائكم المصطنع , من دينكم وعقيدتكم , وأن تواجهوا عقيدة هذا المسيح الجديد , بما في إسلامكم وقرآنكم , من حجج وبراهين , تدمغ هذا الباطل المدجج والمبرمج , وغيرَه من أباطيل الدين المحرَّف , وألا تدفنوا رؤوسكم في الرمال , متعامين عن الخطر الديني الزاحف والراجف كالإعصار , بكل تحدىٍ وعنجهية وإصرار !..
فهاهو القصر الجمهوري , قد فتح لكم الباب وكسر حاجز الصمت العربي , وكشف عما كنتم منه تـَحيدون , وصرح بالمسيح الجديد ..
والله سبحانه وتعالى أجل وأعلم ..
ملاحظة :
للشيخ عبد الرحمن العيسى , كتاب صدر عام 2006 م , وفيه بحث مستفيض جداً , بعنوان : أمريكا .. واستراتيجية المسيح الدجال .. واسم الكتاب : الإسلام .. في مواجهة العصر ..
عبد الرحمن
25شعبان 1431
5أب 2010

متروي
08-05-2010, 11:20 PM
الأخ الكريم
منتدى المكتبة مخصص لنشر الكتب التي لها علاقة بأهداف المنتدى و ليس لنشر المقالات السياسية فلو ظهر المسيح الدجال لكان الحكام العرب اول أتباعه حتى قبل اليهود الصهاينة .