المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو كان الدين بالعقل! بين السلف و الخلف



ذو البصيرة
08-09-2010, 01:01 AM
هي عبارة قالها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب في نقاشه للخوارج: لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه. و لكن علي رضي الله عنه في زماه لم يكن يعلم أن كل موضع وضوء يمنع صرطان معين، و أن الأمر ليس دائما نظافة أو تألق أو حتى إزالة للميكروبات!

و بالطبع فلا لوم على سيدنا علي، فهو ليس نبي و لا معصوم، و ليس من العدل أن نقيس أهالي القرن الخامس على القرن الواحد و العشرين، و لكن الأمر لا يقتصر على الوضوء و الغسل و الصلاة، و إنما كلام علي يمثل قاعدة عامة في أمور الدين عند السلف، و بالرغم من أنه في الوقت المعاصر قد تم الكشف عن الكثير من العلل العلمية في أمور الشريعة، بل و قد تم كشف الستار عن جوهر الدين (القران) في سلسلة من الإعجازات العلمية التي جعلت من القران كتاب معاصر يتحدى المنطق العلمي، و بالرغم من أن العقل قد تجلى حتى في الأدلة "النقلية" (التي كنا نظنها غيبا مطلسما لا يعلم تأويله إلا الله)، بالرغم من كل هذا، فإن كلام سيدنا علي لا يزال يشكل قاعدة مطلقة عند علماء الشرع، فما السبب يا ترى؟

الحقيقة هي أننا نجد هذا المفهوم ليس في المفاهيم الإسلامية فحسب، بل حتى عند النصرانية، فعندما تم الكشف عن خرافة دوران الشمس حول الأرض و ثبات الأرض و محوريتها بالنسبة للكون، عندما جاء العلم الحديث و قلب تلك المعتقدات النصرانية رأسا على عقب ظهر لنا مفهوم جديد عند النصارى و هو: الدين لا يخض للمنطق، و هو قريب جدا مما ذهب إليه سيدنا علي، بل و المضمون هو نفسه دون أي جدل، مع فارق بسيط و هو أن هذا المفهوم عند النصارى ظهر في عصر العلم و البحوثات و الإكتشافت في حين أنه عند المسلمين كان قبل الثورة العلمية بحوالي أربعة عشر قرنا.

و على سيرة الأرض و الشمس فإنه يجدر بالذكر أن إبن عباس رضي الله عنه قد ثبت عنه نفس الكلام، فكان رضي الله عنه يعتقد أن الأرض خلق قبل السماء، هكذا كان يتصورها إبن عباس، و عندما ظهر علم الفلك ليمحق تلك المفاهيم قال بعض الدعاة أن الخلق المقصود هو الخلق التقديري، و عو تلاعب صريح بالألفاظ لأن إبن عباس (كما نقل عنه إبن كثير) قال: إن الأصل أن يبدأ الله بخلق الأرض لأنها هي "الأساس" على حد تعبيره، و قد حُمل كلامه ما لا يحتمل، و لو أن هذا التلاعب بالألفاظ جاء من غيرهم لسموه "لي لعنق النص"، و كل هذا فقط لكي لا يخرج أحدهم عن اقوال القدماء و الأباء و الأجداد.

و الحقيقة هي أن الأمر قد حسم، فبعد ظهور مادة الإعجاز العلمي ثبت أن فهم إبن عباس غير صحبح (و ذلك إستنادا على القران الكريم ذاته)، و أن ما قررهه القران بهذه الشؤون هو عين الصواب، و نفس القول ينطبق على كلام سيدنا علي، حيث أن عملية الغسل الإسلامي بأكملها تخضع للمنطق العلمي و العقلي، و هذا كله طبعا على سبيل المثال و ليس الحصر.

و الحقيقية هي أني لا أرى أي داعي لهذا التمسك الشديد بجميع أقوال القدماء و الأسلاف بعد أن تغيرت الأمور و إنقلبت الموازين و ظهر لنا ثورة علمية بأكملها و بعد أن صعد بنو أدم إلى القمر و فلقوا الذرة، و حتى إذا كان إبن عباس ترجمان القران فهذا لا يعني أنه معصوم، و عدم صحة بعض أقواله هي أمر مفروغ منه (مثل خلق الأرض قبل السماء و هو كلام فظيع علميا)، و ما يقال عن الخلق (السماوات و الأرض) يقال عن الشرع (حدود الحلال و الحرام و السياسة و الإقتصاد)، و دعوة مشايخنا اليوم ليست سوى دعوة إلى الرجوع بالمفاهيم إلى الوراء عدة قرون في حين أن أمامنا فرصة لإبراز القران ككتاب يتحدى يمنط علمي أو فلسفي.

ro_moh
08-09-2010, 01:23 AM
اسمع أنا أؤيدك في بعض ما قلت لكن فلتعلم أنه هناك حدود لا يسمح لنا بتجاوزها والعلماء هم الأدرى
{ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}

ذو البصيرة
08-09-2010, 01:47 AM
حسنا أخي الكريم، بداية جيدة لنقاش علمي، أرجو أن يستمر كذلك.

لكن ما هو تعريفك للعلماء؟ ما هو العلم الذي تحدث عنه القران؟ الحلال و الحرام؟ لا أعتقد، طبعا الشرع علم من علوم الدين، و لكن الأية التي ذكرتها تحدثت عن "الراسخين" في العلم، فهل الشيخ الذي لا شغل له سوى الحلال و الحرام هو راسخ في العلم؟ عموما لن ألقي عليكم الخطب، لنرى ماذا تقول الأيات في هذا الشأن:

في سورية الغاشية هناك سلسلة من الأيات تقول: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (و كأن المقصود هنا هو علم الأحياء)، و إلى السماء كيف رفعت (علم الفلك)، و إلى الجبال كيف نصبت (علم الأرض)، و إلى الأرض كيف سطحت (الجغرافيا). و الله أعلم، و في أية أخرى يقول تعالى: قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق (و هذا النظر في زماننا يكون بعلوم الوراثة و التطور)، و في أية أخرى: قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة اللذين من قبلكم (يعني علوم التاريخ و الأثار)، و هذا النظر في بيئة الإنسان و في الطبيعة لا يلهي أبدا عن شيئ لا يقل أهمية، حيث قال تعالى: و في أنفسكم أفلا تبصرون (يعني علم النفس).

و هكذا أخي الكريم، نقدم الجواب من القران ذاته، و ليس من إجتهاد من عندنا، فالعلم أوسع من أن يحصر في جانب القانون و الشرع، مع مراعاة أهمية الشرع طبعا، ثم إن أكثر القران لم يشغل أتباع بالشرع، فأنظر إلى المواضيع التي تحدثت عنها السور المكية (و هي تمثل أكثر القران)، إنها تتحدث عن الطبيعة (السماوات و الأرض) و التاريخ (الأقوام البائدة) و الحضارات و لا تتحدث عن التشريع إلا قليلا، و السور المكية هي أساس القران، و ما تتمحور حوله هذه السور هو جوهر الدين، و لم ينزل التشريع إلا بعد الدين.

إن التمسك بتفاسير الأولين و بقناعاتهم و بمفاهيمهم بعد الثورة العلمية و الفلسفية هي جريمة في حق القران، لأن معانيه لا يمكن أن يحاط بها في تلك الحقبة الزمنية الضيقة، فهو كتاب للعالمين لجميع الأزمنة منذ نزوله إلى يوم الدين، و لا ننسى أن التمسك بأقوال الأوليين كفيل بأن يهدم مادة الإعجاز العلمي من أساسها، فلا أحد منهم فسر القران كما فسره الإعجاز، و تفسير إبن عباس (ترجمان القران) منافي لأبسط البديهيات العلمية، و كلام علي رضي الله عنه ثبت بطلانه، فلا مسح أسفل الخف أولى عقلا، و لا الدين منفصل عن العقل، و مرة أخرى، لا لوم على الأولين، و إنما اللوم على العلماء المعاصرين الذين لا يجددون المفاهيم إلا ضمن حدود ضيقة لا تكاد تغير شيئا.

متروي
08-09-2010, 02:04 AM
هي عبارة قالها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب في نقاشه للخوارج: لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه. و لكن علي رضي الله عنه في زماه لم يكن يعلم أن كل موضع وضوء يمنع صرطان معين، و أن الأمر ليس دائما نظافة أو تألق أو حتى إزالة للميكروبات!

أنت اصلا لا تفهم عبارة الإمام علي رضي الله عنه و لا أعرف ما دخل الصرطان في الخف فهل هي من الخفاف الصينية ؟؟؟
فحديث علي رضي الله عنه يا ذا البصيرة معناه ان الذي يصلي في حذاءه إذا توضأ فإنه يمسح على ظاهر الحذاء ولا يمسح اسفل الحذاء الذي يلامس الأرض و القذارة ثم الحديث يقول بالرأي و ليس بالعقل فأنت جئت إلى أهم لفظ و غيرته ثم أخذت تتعالم على الإمام رضي الله عنه فالرأي هو إجتهادات الناس و ليس العقل ثم علي رضي الله عنه رغم هذا التعجب منه فهو يسمع و يطيع لرسول الله ( ص ) و إن لم يفهم المقصود فمادام أن رسول الله ( ص ) قاله فعلي رضي الله عنه مقتنع تماما أن العقل و المنطق مع قوله ( ص ) و إن لم تتقبله أشباه العقول .

ذو البصيرة
08-09-2010, 02:38 AM
لم أغير شيئا، و الحديث لم يقل "بالرأي" بل قال "بالعقل"، و أنا قلت أن الوضوء في كل مواضعه له علة و سبب، و أن الموضوع ليس "غير عقلاني" كما أشار إلى ذلك الإمام علي، و العلم الحديث يقرر أن كل موضع في الغسل الإسلامي (مثل غسل اليد أو الرجل) له وقاية من مرض معين و سرطان معين، هذه هي العلاقة، و بما أن إستدلال الإمام علي كان بموضوع الوضوء و المسح بالتحديد، فقط قررت أن أقدم الرأي العلمي بالغسل الإسلامي.

و بإفتراض أننا حتى الأن لم نعرف الحكمة وراء مسح أعلى الخف (و ليس أسفله) فهذا لا يعني أنه بلا فائدة علمية أو عقلية، لأنه كما قلت الوضوء بأكمله خضع للنقد العلمي و "العقلي"، و لا شيئ في شرع الله هو مجرد "عباطة" أو "كيف"، تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا.

يبدوا أنك أنت من تغير القول، أنظر كيف فسرت كلام الإمام علي:

"و إن لم يفهم المقصود فما دام أن رسول الله قاله فعلي رضي الله عنه مقتنع تماما أن العقل و المنطق مع قوله و إن لم تتقبله أشباه العقول"

فكيف تحمل كلامه ما لا يحتمل؟ و هل تنكر أن هناك أمور لا يمكن أن تدرك بالعقل عند الإمام علي و غيره من الصحابة؟ و على سبيل المثال، فهل حديث "حتى تعود بلاد العرب مروجا و أنهارا كما كانت" هو مفسر عقلا عند علي و باقي الصحابة؟ هل عودة تلك الصحاري إلى مروج و أنهار هو أمر "مقبول" عقلا عند علي؟ هل نسيت كيف تعجب معاوية عندما رأى ديار ثمود و قال: أين الزورع والنخيل وأين المياه والعيون وأين الجنات والفواكه، والله سبحانه وتعالى يقول في أهل هذه الديار (كم تركوا من جنات وعيون)؟ فقال حينها عبارته الشهيرة: صدق الله و أخطأ معاوية. يعني هل تاريخ الجزيرة العربية الجيولوجي هو أمر مفسر عقلا عند الأولين؟

بالتأكيد لا، و هم إكتفوا بالنقل، و لكن خطؤهم هو نفي العقل لمجرد أنهم لم يدركوه، في حين أن عودة الجزيرة العربية إلى جنة خضراء مثلا هو أمر مفسر عقلا عند أي جيولوجي (عالم من علماء الأرض)، و كما قلت، أنا أسرد الأمثلة ليس على سبيل الحصر، و الأمثلة كثيرة، فأرجوا التوسع في النقاش.

القصد من هذا الموضوع هو تفنيد مفهوم "لو كان الدين بالعقل" أولا و الخروج عن بعض أقوال الأولين ثانيا و التي تبين أنها مخطئة، مثل خلق الأرض قبل السماء عند إبن عباس و نفي العقلانية عن الدين عند علي، و كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

أحمد زكي
08-09-2010, 02:48 AM
هي عبارة قالها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب في نقاشه للخوارج: لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه. و لكن علي رضي الله عنه في زماه لم يكن يعلم أن كل موضع وضوء يمنع صرطان معين، و أن الأمر ليس دائما نظافة أو تألق أو حتى إزالة للميكروبات!

و بالطبع فلا لوم على سيدنا علي، فهو ليس نبي و لا معصوم، و ليس من العدل أن نقيس أهالي القرن الخامس على القرن الواحد و العشرين، و لكن الأمر لا يقتصر على الوضوء و الغسل و الصلاة، و إنما كلام علي يمثل قاعدة عامة في أمور الدين عند السلف، و بالرغم من أنه في الوقت المعاصر قد تم الكشف عن الكثير من العلل العلمية في أمور الشريعة، بل و قد تم كشف الستار عن جوهر الدين (القران) في سلسلة من الإعجازات العلمية التي جعلت من القران كتاب معاصر يتحدى المنطق العلمي، و بالرغم من أن العقل قد تجلى حتى في الأدلة "النقلية" (التي كنا نظنها غيبا مطلسما لا يعلم تأويله إلا الله)، بالرغم من كل هذا، فإن كلام سيدنا علي لا يزال يشكل قاعدة مطلقة عند علماء الشرع، فما السبب يا ترى؟

الحقيقة هي أننا نجد هذا المفهوم ليس في المفاهيم الإسلامية فحسب، بل حتى عند النصرانية، فعندما تم الكشف عن خرافة دوران الشمس حول الأرض و ثبات الأرض و محوريتها بالنسبة للكون، عندما جاء العلم الحديث و قلب تلك المعتقدات النصرانية رأسا على عقب ظهر لنا مفهوم جديد عند النصارى و هو: الدين لا يخض للمنطق، و هو قريب جدا مما ذهب إليه سيدنا علي، بل و المضمون هو نفسه دون أي جدل، مع فارق بسيط و هو أن هذا المفهوم عند النصارى ظهر في عصر العلم و البحوثات و الإكتشافت في حين أنه عند المسلمين كان قبل الثورة العلمية بحوالي أربعة عشر قرنا.

و على سيرة الأرض و الشمس فإنه يجدر بالذكر أن إبن عباس رضي الله عنه قد ثبت عنه نفس الكلام، فكان رضي الله عنه يعتقد أن الأرض خلق قبل السماء، هكذا كان يتصورها إبن عباس، و عندما ظهر علم الفلك ليمحق تلك المفاهيم قال بعض الدعاة أن الخلق المقصود هو الخلق التقديري، و عو تلاعب صريح بالألفاظ لأن إبن عباس (كما نقل عنه إبن كثير) قال: إن الأصل أن يبدأ الله بخلق الأرض لأنها هي "الأساس" على حد تعبيره، و قد حُمل كلامه ما لا يحتمل، و لو أن هذا التلاعب بالألفاظ جاء من غيرهم لسموه "لي لعنق النص"، و كل هذا فقط لكي لا يخرج أحدهم عن اقوال القدماء و الأباء و الأجداد.

و الحقيقة هي أن الأمر قد حسم، فبعد ظهور مادة الإعجاز العلمي ثبت أن فهم إبن عباس غير صحبح (و ذلك إستنادا على القران الكريم ذاته)، و أن ما قررهه القران بهذه الشؤون هو عين الصواب، و نفس القول ينطبق على كلام سيدنا علي، حيث أن عملية الغسل الإسلامي بأكملها تخضع للمنطق العلمي و العقلي، و هذا كله طبعا على سبيل المثال و ليس الحصر.

و الحقيقية هي أني لا أرى أي داعي لهذا التمسك الشديد بجميع أقوال القدماء و الأسلاف بعد أن تغيرت الأمور و إنقلبت الموازين و ظهر لنا ثورة علمية بأكملها و بعد أن صعد بنو أدم إلى القمر و فلقوا الذرة، و حتى إذا كان إبن عباس ترجمان القران فهذا لا يعني أنه معصوم، و عدم صحة بعض أقواله هي أمر مفروغ منه (مثل خلق الأرض قبل السماء و هو كلام فظيع علميا)، و ما يقال عن الخلق (السماوات و الأرض) يقال عن الشرع (حدود الحلال و الحرام و السياسة و الإقتصاد)، و دعوة مشايخنا اليوم ليست سوى دعوة إلى الرجوع بالمفاهيم إلى الوراء عدة قرون في حين أن أمامنا فرصة لإبراز القران ككتاب يتحدى يمنط علمي أو فلسفي.



عبارة سيدنا علي بن أبي طالب ( لو كان الدين بالرأي ) عبارة صحيحة تماما و ليس فيها أي لبس فان علم الإنسان لا يحيط بكل شيء فان أمر الله بشيء لا يدرك الإنسان حكمته فلا يرد هذا الأمر برأيه بل يمتثل للأمر مع الايمان بان لله حكمة في هذا علمها أم لم يعلمها و هذا مراد سيدنا علي رضي الله عنه و هو صحيح تماما ،
ثم أنك شابهت هذا و بما حدث من تناقض بين عقائد محرفة و بين العلم رغم انه ليس هناك وجه للمقارنة أصلا إذ ان صحيح النقل لا يعارض ابدا صحيح العقل أو العلم الثابت و إنما قول الامام علي رضي الله عنه هو في ما لم يعلم حكمته ،
ثم أنك بعد ذلك حاولت توهم القارئ ان من يدعون لاتباع منهج السلف يقولون ان ناخذ كل اجتهاد لهم على انه حق لا شك فيه و انهم يدعون العصمة لابن عباس رضي الله عنهما و هذا باطل ظاهر البطلان إذ لم يقل أحد ان كلام ابن عباس من مصادر التشريع أو لا يجوز فيه الخطأ بل لقد رد العلماء بعض اجتهادات له في التفسير و نحن لا نقول بعصمة أحد غير الرسول صلى الله عليه و لكن ان نترك كل اجتهاد السلف و نلقي به وراء ظهورنا لأنهم غير معصومين فهذا ليس بقول عاقل .

متروي
08-09-2010, 03:02 AM
لم أغير شيئا، و الحديث لم يقل "بالرأي" بل قال "بالعقل"،

إذا كنت متأكدا من اللفظ فهات الإسناد كاملا .

أحمد زكي
08-09-2010, 03:08 AM
حسنا أخي الكريم، بداية جيدة لنقاش علمي، أرجو أن يستمر كذلك.

لكن ما هو تعريفك للعلماء؟ ما هو العلم الذي تحدث عنه القران؟ الحلال و الحرام؟ لا أعتقد، طبعا الشرع علم من علوم الدين، و لكن الأية التي ذكرتها تحدثت عن "الراسخين" في العلم، فهل الشيخ الذي لا شغل له سوى الحلال و الحرام هو راسخ في العلم؟ عموما لن ألقي عليكم الخطب، لنرى ماذا تقول الأيات في هذا الشأن:

في سورية الغاشية هناك سلسلة من الأيات تقول: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (و كأن المقصود هنا هو علم الأحياء)، و إلى السماء كيف رفعت (علم الفلك)، و إلى الجبال كيف نصبت (علم الأرض)، و إلى الأرض كيف سطحت (الجغرافيا). و الله أعلم، و في أية أخرى يقول تعالى: قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق (و هذا النظر في زماننا يكون بعلوم الوراثة و التطور)، و في أية أخرى: قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة اللذين من قبلكم (يعني علوم التاريخ و الأثار)، و هذا النظر في بيئة الإنسان و في الطبيعة لا يلهي أبدا عن شيئ لا يقل أهمية، حيث قال تعالى: و في أنفسكم أفلا تبصرون (يعني علم النفس).

و هكذا أخي الكريم، نقدم الجواب من القران ذاته، و ليس من إجتهاد من عندنا، فالعلم أوسع من أن يحصر في جانب القانون و الشرع، مع مراعاة أهمية الشرع طبعا، ثم إن أكثر القران لم يشغل أتباع بالشرع، فأنظر إلى المواضيع التي تحدثت عنها السور المكية (و هي تمثل أكثر القران)، إنها تتحدث عن الطبيعة (السماوات و الأرض) و التاريخ (الأقوام البائدة) و الحضارات و لا تتحدث عن التشريع إلا قليلا، و السور المكية هي أساس القران، و ما تتمحور حوله هذه السور هو جوهر الدين، و لم ينزل التشريع إلا بعد الدين.

إن التمسك بتفاسير الأولين و بقناعاتهم و بمفاهيمهم بعد الثورة العلمية و الفلسفية هي جريمة في حق القران، لأن معانيه لا يمكن أن يحاط بها في تلك الحقبة الزمنية الضيقة، فهو كتاب للعالمين لجميع الأزمنة منذ نزوله إلى يوم الدين، و لا ننسى أن التمسك بأقوال الأوليين كفيل بأن يهدم مادة الإعجاز العلمي من أساسها، فلا أحد منهم فسر القران كما فسره الإعجاز، و تفسير إبن عباس (ترجمان القران) منافي لأبسط البديهيات العلمية، و كلام علي رضي الله عنه ثبت بطلانه، فلا مسح أسفل الخف أولى عقلا، و لا الدين منفصل عن العقل، و مرة أخرى، لا لوم على الأولين، و إنما اللوم على العلماء المعاصرين الذين لا يجددون المفاهيم إلا ضمن حدود ضيقة لا تكاد تغير شيئا.

لا أفهم حقيقة ما تريد !
هل قال أولئك العلماء الذين تحاول التقليل من شأنهم ألا نتعلم العلوم الدنيوية ؟!
لا بل قالوا ان كل علم يحتاج اليه الناس في حياتهم هو فرض كفاية ،
إذا علام تعترض ؟!
ثم ماذا تعني بالشيخ الذي لا شغل له إلا الحلال و الحرام ؟! فهل ترى مثلا ان علينا ان نترك تعلم اللغة و علوم القرآن و علوم الحديث و علوم الفقه و هي أشرف العلوم ؟!
ثم تدعي ان هناك من يقول ان اجتهاد السلف في تفسير القرآن لا تجوز مخالفته باجتهاد آخر و هذا لم يقل به أحد و لكن كذلك رفض تفسير السلف فقط لأنه من السلف لا يقول به عاقل .

ذو البصيرة
08-09-2010, 03:15 AM
لا إله إلا الله..

لما كل هذه الترقيع؟ قصد الإمام علي واضح، و هو ليس كما تدعي:


إنما قول الامام علي رضي الله عنه هو في ما لم يعلم حكمته

ثم إن الموضوع لا ينحصر في عبارة واحدة، و إنما العبارة مفتاح، فالموضوع عن المفاهيم في تلك الزمن و عند جميع الصحابة و السلف، و أكرر سؤالي عل الجميع:


و هل تنكر أن هناك أمور لا يمكن أن تدرك بالعقل عند الإمام علي و غيره من الصحابة؟ و على سبيل المثال، فهل حديث "حتى تعود بلاد العرب مروجا و أنهارا كما كانت" هو مفسر عقلا عند علي و باقي الصحابة؟ هل عودة تلك الصحاري إلى مروج و أنهار هو أمر "مقبول" عقلا عند علي؟ هل نسيت كيف تعجب معاوية عندما رأى ديار ثمود و قال: أين الزورع والنخيل وأين المياه والعيون وأين الجنات والفواكه، والله سبحانه وتعالى يقول في أهل هذه الديار (كم تركوا من جنات وعيون)؟ فقال حينها عبارته الشهيرة: صدق الله و أخطأ معاوية. يعني هل تاريخ الجزيرة العربية الجيولوجي هو أمر مفسر عقلا عند الأولين؟

و بالمثل فهل الخلود (يعني الحياة بعد الموت) مفسر عقلا عند الأولين؟ بالطبع كلا، و لكنه اليوم يمكن تفسيره علميا (و هو أمر ذهب إليه فلاسفة معاصرين مثل هنري برغسون).

القصد هو أن الأولين لم يكونوا ليعملوا العقل في بعض الميادين التي ظنوها غيبا مطلسما، و لكن الأمر اليوم قد إختلف.

طبعا معاذ الله أن نلقي بجميع أقوال السلف وراء ظهورنا، فهذا جحود، و لكن الكثير (الكثير الكثير) من المفاهيم القديمة يجب أن تتغير اليوم لتواكب العصر و العلم، و مادة الإعجاز العلمي بذاتها هي ثورة على جميع المفاهيم القديمة بما يخص أيات الخلق (المفاهيم و ليس العقيدة)، و لكن لنكن صريحين مع أنفسنا، هل الدعاة اليوم يقبلون بإعمال العقل في ميادين النقل؟

الدعاة عل غير إستعداد بأن يخرجوا عن أقوال ترجمان القران إبن عباس و علي بن أبي طالب و هذا واضح من تزويرهم لكلامه و تحميله ما لا يحتمل ليتجنبوا النتيجة الحتمية بخطئه في بعض المسائل، هذا أمر واضح من لهجة خطابهم.

أحمد زكي
08-09-2010, 03:27 AM
لم أغير شيئا، و الحديث لم يقل "بالرأي" بل قال "بالعقل"، و أنا قلت أن الوضوء في كل مواضعه له علة و سبب، و أن الموضوع ليس "غير عقلاني" كما أشار إلى ذلك الإمام علي، و العلم الحديث يقرر أن كل موضع في الغسل الإسلامي (مثل غسل اليد أو الرجل) له وقاية من مرض معين و سرطان معين، هذه هي العلاقة، و بما أن إستدلال الإمام علي كان بموضوع الوضوء و المسح بالتحديد، فقط قررت أن أقدم الرأي العلمي بالغسل الإسلامي.

و بإفتراض أننا حتى الأن لم نعرف الحكمة وراء مسح أعلى الخف (و ليس أسفله) فهذا لا يعني أنه بلا فائدة علمية أو عقلية، لأنه كما قلت الوضوء بأكمله خضع للنقد العلمي و "العقلي"، و لا شيئ في شرع الله هو مجرد "عباطة" أو "كيف"، تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا.

يبدوا أنك أنت من تغير القول، أنظر كيف فسرت كلام الإمام علي:

"و إن لم يفهم المقصود فما دام أن رسول الله قاله فعلي رضي الله عنه مقتنع تماما أن العقل و المنطق مع قوله و إن لم تتقبله أشباه العقول"

فكيف تحمل كلامه ما لا يحتمل؟ و هل تنكر أن هناك أمور لا يمكن أن تدرك بالعقل عند الإمام علي و غيره من الصحابة؟ و على سبيل المثال، فهل حديث "حتى تعود بلاد العرب مروجا و أنهارا كما كانت" هو مفسر عقلا عند علي و باقي الصحابة؟ هل عودة تلك الصحاري إلى مروج و أنهار هو أمر "مقبول" عقلا عند علي؟ هل نسيت كيف تعجب معاوية عندما رأى ديار ثمود و قال: أين الزورع والنخيل وأين المياه والعيون وأين الجنات والفواكه، والله سبحانه وتعالى يقول في أهل هذه الديار (كم تركوا من جنات وعيون)؟ فقال حينها عبارته الشهيرة: صدق الله و أخطأ معاوية. يعني هل تاريخ الجزيرة العربية الجيولوجي هو أمر مفسر عقلا عند الأولين؟

بالتأكيد لا، و هم إكتفوا بالنقل، و لكن خطؤهم هو نفي العقل لمجرد أنهم لم يدركوه، في حين أن عودة الجزيرة العربية إلى جنة خضراء مثلا هو أمر مفسر عقلا عند أي جيولوجي (عالم من علماء الأرض)، و كما قلت، أنا أسرد الأمثلة ليس على سبيل الحصر، و الأمثلة كثيرة، فأرجوا التوسع في النقاش.

القصد من هذا الموضوع هو تفنيد مفهوم "لو كان الدين بالعقل" أولا و الخروج عن بعض أقوال الأولين ثانيا و التي تبين أنها مخطئة، مثل خلق الأرض قبل السماء عند إبن عباس و نفي العقلانية عن الدين عند علي، و كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

أولا الامام علي رضي الله عنه لم يقل ان هذا الأمر غير عقلاني أو انه بلا حكمة و ما كان يمكن ان يقول هذا و لكنه قال ان أمر الشرع لا يرد بالرأي و _ ان شئت سمه العقل_ و لا احسبك تجادل في هذا ،
ثانيا ليس كل أمر شرعي يجب ان تكون له حكمة مادية بل يمكن ان يأمرنا الله بأمر كاختبار لنا من يطيع و من يعصي و كذلك ليس كل تشريع له حكمة مادية يجب ان نعرفها ،
ثالثا أريد مصدر معلومة ان الوضوء يقي من السرطان هذه ،

متروي
08-09-2010, 03:29 AM
الدعاة عل غير إستعداد بأن يخرجوا عن أقوال ترجمان القران إبن عباس و علي بن أبي طالب و هذا واضح من تزويرهم لكلامه و تحميله ما لا يحتمل ليتجنبوا النتيجة الحتمية بخطئه في بعض المسائل، هذا أمر واضح من لهجة خطابهم.

فإذا كنت غير متأكد لما تكثر الكلام ؟؟؟ و عندما نترك أقوال علي و ابن عباس فهل نتبع قولك مثلا ؟؟؟

أحمد زكي
08-09-2010, 03:40 AM
لا إله إلا الله..

لما كل هذه الترقيع؟ قصد الإمام علي واضح، و هو ليس كما تدعي:


محمد رسول الله ،
نعم هو واضح فهو يقول _طبقا لنقلك _ ( لو كان الدين بالعقل لكان مسح أسفل الخف اولى من اعلاه )
و هو يعني اننا لا نرد أمر الشرع بالرأي و العقل فنطيع أمر الله في مسح أعلى الخف حتى لو بدا لنا بالرأي ان اسفله اولى .
هل لديك اعتراض على هذا المعنى ؟
أنت من تحاول تحميل قوله ما لا يحتمل فتدعي انه كان يعتقد ان اوامر الشرع لا حكمة فيها و هذا ما لم يقله ابدا .

أحمد زكي
08-09-2010, 03:53 AM
لا إله إلا الله..

لما كل هذه الترقيع؟ قصد الإمام علي واضح، و هو ليس كما تدعي:



ثم إن الموضوع لا ينحصر في عبارة واحدة، و إنما العبارة مفتاح، فالموضوع عن المفاهيم في تلك الزمن و عند جميع الصحابة و السلف، و أكرر سؤالي عل الجميع:



و بالمثل فهل الخلود (يعني الحياة بعد الموت) مفسر عقلا عند الأولين؟ بالطبع كلا، و لكنه اليوم يمكن تفسيره علميا (و هو أمر ذهب إليه فلاسفة معاصرين مثل هنري برغسون).

القصد هو أن الأولين لم يكونوا ليعملوا العقل في بعض الميادين التي ظنوها غيبا مطلسما، و لكن الأمر اليوم قد إختلف.

طبعا معاذ الله أن نلقي بجميع أقوال السلف وراء ظهورنا، فهذا جحود، و لكن الكثير (الكثير الكثير) من المفاهيم القديمة يجب أن تتغير اليوم لتواكب العصر و العلم، و مادة الإعجاز العلمي بذاتها هي ثورة على جميع المفاهيم القديمة بما يخص أيات الخلق (المفاهيم و ليس العقيدة)، و لكن لنكن صريحين مع أنفسنا، هل الدعاة اليوم يقبلون بإعمال العقل في ميادين النقل؟

الدعاة عل غير إستعداد بأن يخرجوا عن أقوال ترجمان القران إبن عباس و علي بن أبي طالب و هذا واضح من تزويرهم لكلامه و تحميله ما لا يحتمل ليتجنبوا النتيجة الحتمية بخطئه في بعض المسائل، هذا أمر واضح من لهجة خطابهم.

نعم هناك الكثير من الأحكام الشرعية التي لم تكن حكمتها معلومة في الماضي و مازال هناك من التشريعات ما لم نعلم حكمته و لكننا لم نقل انه لا حكمة فيه و كذلك السلف لم يقولوا ان تلك الأحكام لا حكمة فيها بل كل مسلم يؤمن ان أفعال الله كلها و أوامره و نواهيه هي لحكمة سواء علمها أم لم يعلمها ،
نقطة أخرى : ربما عليك ان توضح ما تقصده ب (اعمال العقل في ميادين النقل ) فأنا لم أفهم تحديدا ما تقصد بها .

أحمد زكي
08-09-2010, 04:09 AM
تقول : "

طبعا معاذ الله أن نلقي بجميع أقوال السلف وراء ظهورنا، فهذا جحود، و لكن الكثير (الكثير الكثير) من المفاهيم القديمة يجب أن تتغير اليوم لتواكب العصر و العلم، و مادة الإعجاز العلمي بذاتها هي ثورة على جميع المفاهيم القديمة بما يخص أيات الخلق (المفاهيم و ليس العقيدة)، "

حسنا ، و نحن بدورنا نقول ان كل من بعد الرسول صلى الله عليه و سلم يؤخذ منه و يرد ، و لم يقل أحد من العلماء ان اجتهادات أحد السلف و حتى ان كان صحابيا لا يجوز فيها الخطأ و لكن قبل ان تطالبنا برد كثير من اقوالهم هل حقا أثبت العلم بطلان هذا الكثير ؟! أم أنها في أغلبها توهمات و تخرصات و في أفضل الأحوال نظريات لم تثبت بعد ! فهل لمثل هذا نرد اجتهادات السلف ؟!
ثم انه يجب الانتباه لأمر هام . . . اقوال أحاد الصحابة اجتهاد يصيب و يخطيء و لكن اجماعهم دليل لأنه من الثابت في نصوص الكتاب و السنة ان الأمة لا تجتمع على ضلالة .

ذو البصيرة
08-09-2010, 07:14 PM
يا سلام المشرف يستعرض علينا بطولاته و يصنف هذا الموضوع ضمن الخنفشاريات، و الأخر يقول:


و عندما نترك أقوال علي و ابن عباس فهل نتبع قولك مثلا ؟؟؟

و هكذا رويدا رويدا حتى يتحول الأمر من نقاش إلى مناحرة و إستعراض لمهارة اللسان و شخصنة في شخصنة حتى تضيع الأفكار، أرجو أن نقف هنا يا إخوة.


نعم هناك الكثير من الأحكام الشرعية التي لم تكن حكمتها معلومة في الماضي و مازال هناك من التشريعات ما لم نعلم حكمته و لكننا لم نقل انه لا حكمة فيه و كذلك السلف لم يقولوا ان تلك الأحكام لا حكمة فيها بل كل مسلم يؤمن ان أفعال الله كلها و أوامره و نواهيه هي لحكمة سواء علمها أم لم يعلمها

و لكن قول الإمام علي واضح، إنه يقول لو كان الدين بالعقل، و "لو" تفيد ما لا يكون يعني أمر ممتنع حدوثه، و معنى قوله أن الدين ليس بالعقل، و أن أحكام الدين لا يدخل فيها العقل، هذا صريح قوله هو و ليس فهمنا نحن لما قال، و إمتناع العقل عن حكم شرعي هو إمتناع "الحكمة" منه، لأن هذه من تلك، و المعنى واحد و إن إختلف اللفظ.

و لا يحل المسألة أن تكون الحكمة من الحكم الشرعي هي محض "إختبار" كما قال أخونا أحمد زكي، ألم يقل السلف (و هي قاعدة فقهية): ما حرم الله شيئا إلا و فيه مفسدة، ما و ما أمر الله بشيء إلا و فيه من المصلحة، و لذلك قال الرسول: إن الله عـز وجل لم يجعل شفاء أمتـــي فيمــا حرِّم عليها، لأن كل حكم له علة عقلية، و عليه فإن كلام أحمد زكي غير صحيح إذ قال:


ثانيا ليس كل أمر شرعي يجب ان تكون له حكمة مادية بل يمكن ان يأمرنا الله بأمر كاختبار لنا من يطيع و من يعصي و كذلك ليس كل تشريع له حكمة مادية يجب ان نعرفها

و الله أعلم.


نقطة أخرى : ربما عليك ان توضح ما تقصده ب (اعمال العقل في ميادين النقل ) فأنا لم أفهم تحديدا ما تقصد بها.

يعني الأمور التي كان يظنها الأولون غيبا مطلسما لا يعلمه إلا الله، نقول أن إعمال العقل فيها هو واجب و خصوصا في عصر العلم، و أنه لا شيئ في الدين أو الشرع هو "عباطة"، و كل أمر من أمور الدين ممكن عقلا، من البعث و الخلود إلى القيامة.

نور الدين الدمشقي
08-09-2010, 07:46 PM
كل أمر من أمور الدين ممكن عقلا، من البعث و الخلود إلى القيامة
وما رأيك بالروح كذلك. اليس داخلة في قولك: "كل أمر من أمور الدين"

ثم ان هناك مغالطة في قولك:

و أن أحكام الدين لا يدخل فيها العقل، هذا صريح قوله هو و ليس فهمنا نحن لما قال، و إمتناع العقل عن حكم شرعي هو إمتناع "الحكمة" منه، لأن هذه من تلك، و المعنى واحد و إن إختلف اللفظ.
لان امتناع العقل عن حكم شرعي لا يعني امتناع الحكمة منه ولكن يعني امتناع معرفة تلك الحكمة!! أم هل تقول ان ابن عباس رضي الله عنه كان يظن ان الأمر مخالف للعقل وأنه ليس فيه حكمة؟ !!

ذو البصيرة
08-09-2010, 09:16 PM
حسنا، حتى لا نختلف في الألفاظ و تضيع المعاني بين الحروف و الكلمات.


لان امتناع العقل عن حكم شرعي لا يعني امتناع الحكمة منه ولكن يعني امتناع معرفة تلك الحكمة!! أم هل تقول ان ابن عباس رضي الله عنه كان يظن ان الأمر مخالف للعقل وأنه ليس فيه حكمة؟ !!

لنفترض أن الصحابة (و على رأسهم سيدنا علي رضي الله عنه و أرضاه) أمنوا بأنه للأحكام الشرعية "حكمة"، لكنهم لم يكونو بأي حال من الأحوال يعتقدون بجواز تفسيرها بالعقل، و من المستحيل لديهم تحققها "عقلا"، و هذا أقل ما يقال في عبارة علي إذا بالغنا في حسن الظن بمعناها.

و هنا مربط الفرس، إذ أن تفسير هذه الأمور يجوز عقلا، و هو أمر حاصل اليوم، و أما بخصوص كلامك عن الروح، فيبدوا أنك حتى اليوم لم تسمع بعلم الباراسيكولوجيا.

نور الدين الدمشقي
08-09-2010, 09:32 PM
الزميل ذو البصيرة المحترم,
أتدري. بعد فترة من الخبرة في هذا المنتدى يصبح للمرء حدس في عقليات من يدخلون عليها وما تكنه ...وذلك من محتوى وطريقة كلامهم.
وصدقني انا لا اعترض على أن تدخل هذا المنتدى الكريم وتطرح افكارك بشجاعة مع الصراحة ولكن مع تبيين مذهبك الذي تؤمن به
وحتى يكون الكلام هادفا اسمح لي ان أسألك أسئلة اتمنى الاجابة عليه دون مضايقة وبكل صراحة وذلك تكرما منك: هل انت مسلم؟ وان كنت كذلك فهل انت تؤمن بكل ما جاء في القرآن ام عندك شكوك؟ وان كنت تؤمن فهل تؤمن بما جاء في صحيح السنة والحديث ام عندك شكوك. ولو أخبرتك بأن العقل قد يظهر له مخالفة صريحة ان ما ظاهره تناقد في القرآن...هل ترد بعض آيات القرآن لاجل ان عقلك فسرها هكذا؟ واخيرا هل درست ولو بدائيات العلوم الشرعية وتعلمت قواعد التفسير ودراسة الحديث ومصطلحه..الخ.
سأتابع الموضوع بعد الاجابة عن هذه الاسئلة. وليس هناك تضييع للمعاني في الالفاظ ولا هم يحزنون. ولكن احببت فقط ان اتبين مذهبك قبل الرد. فرجاءا حاول الاجابة المختصرة عن الاسئلة حتى نتابع وارجوا ان لا يضيع الوقت في الاستفسارات عن سبب الاسئلة او أي مهاترات حولها.

ذو البصيرة
08-09-2010, 10:16 PM
حسنا أخي الكريم، إليك اللازم:

أنا مسلم سني، و إسلامي ليس "وراثة" كما الأمر عند الأكثرية، بل أريد منطق برهان، أنا أؤمن بكل ما جاء في القران، و لا أنتظر أن يثبت عقلا و إنما أبادر في ذلك، فغايتي هي إعمال العقل في أمور النقل، و لا يعني هذا أن أنتظر العقل حتى أؤمن بالنقل، و إنما الأمر يستحق التأني و الصبر و التدبر حتى يثبت النقل بالعقل، و مرة أخرى: ستعيش أقوام و تموت دون أن تحيط بكامل معاني كتاب الله.

أما بما يخص السنة، فلست ممن يرتاحون لمخطوطات كتبت بعد وفات الرسول بأكثر من مئتي عام، مهما بلغني بأن الناقلين هم ثقات و عن تواتر، لأن فترة مئتي عام أو يزيد هي فترة مثيرة للشك، حتى عند البخاري ذاته و كبار الأئمة، و لا يعني هذا أني منكر للسنة، و إنما لا اقرؤها كما اقرأ القران، و إنما أدقق و أوازن و أقارن، و من حقي ذلك، وفقا لما قاله الرسول: فما أتاكم عني يوافق القرآن ، فهو عني ، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني.

أعتقد أن الشخصنة الأن قد بلغت ما فيه الكفاية، فأرجوا توضيح الخطأ في الأطروحة، و شكرا.

اليقين
01-14-2011, 12:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

منذ مدة لم أسجل دخولي لهذا المنتدى نظرا لظروف العمل ولقلة ما في جعبة المواضيع المطروحة يستحق الرد أو حتى القراءة.

لكن منذ مدة أثارني موضوع في أحد المنتديات عن ثبات الأرض ومركزيتها للكون. لدرجة وصل فيها أحد الأخوة هناك لقول هذه العبارة.


لست بحاجة إلى تلك الحسابات التي لا يقوم عليها دليل فهي مجرد حسابات وليس بالدليل
فالدليل إما الكتاب أو السنة أو الإجماع وليس إجماع العامة إنما إجماع أهل العلم
أما تلك الحسابات فليس بالدليل لأن هذا دين تدين الله به يوم القيامة وليس معادلة رياضيات إن أصبت أو أخطأت فلا حرج عليك

و السبب أنه قالها لأن كل البراهين و الحسابات والمراقبات تثبت دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ....

لكنه رفض كل الحقائق ودفن رأسه في التراب ؟ بل و وصل به الأمر أن يقول أن كل من يدعي أن الأرض تدور بأي شكل سواء حول نفسها أو حول الشمس مقلد للملاحدة أو ربما ملحد متخفي.

سبحان الله ... و أمثاله من بني فكره كثر لدرجة أني صدمت لكثرتهم ... و لكن لله الحمد هناك بعض الأخوة ممن ما زالوا قائمين على الحق.

السؤال هنا لماذا فعل ذلك ؟

لأنه بكل بساطة جعل من تفسير إبن كثير و القرطبي كلاما لا يدخله الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

فتفسيراتهم لأيات إلقاء الرواسي في الأرض وجعل الأرض قراراً و آيات خلق السماء و الأرض ومابينهما و حديث سجود الشمس و المسافة بين الارض و السماء الأولى بخمسائة سنة.

دليل قطعي فأبصارنا وحساباتنا غير صحيحة لأن القرآن و السنة أثبتا أن الأرض مركز الكون و أنها ثابتة.

في حين لا القرآن ولا السنة أثبتا ذلك و الحقيقة هي أن من فعل ذلك هي تفسيرات السلف لللآيات . فجعلوا من تفسيرات السلف وحياً يوحى لتفسير القرآن وتأويله.

فظهرت طائفة جديدة من المسلمين . وهي طائفة ما قال آباؤنا الأولون.

المصيبة كما ترى أخي ذو البصيرة أن النصوص لم تصبح هي الشرع بل أصبحت تفسيرات السلف للنصوص هي الشرع.

والعقل أصبح عقل السلف أما عقلنا فقد يصيب وقد يخطأ شأن الحسابات ذات النتائج الصحيحة و كل العلوم ... فكل العلوم خاطئة إذا لم توافق تفسيرات السلف (وليس حقيقة النصوص).

من هنا أخي ... أقول لك, بارك الله فيك أخي وجعلك منارة للمسلمين ... ووفقك لما يرضاه.

وكلامك وردودك مقنعة و في إطارها العام ذات لباقة عالية و أسلوب حوار رائع هذه أول مرة أقراء لعربي هذا المستوى الكبير في الوعي و الإدراك للأمور.

ياليت باقي الأعضاء يدركوا قيمتك اخي ... وو الله لإستفادوا منك . فغالبيتهم كما شاهدت يردون دون حتى أن يدركوا مغزى كلامك.

فهم يأخدونه على ظاهره . وليس على كل جوانبه .

و لي نصيحة بسيطة فقط, ربما أخطئ فيها لو كانت في غير محلها و أعتذر منك إذا كانت كذلك.

علي رضي الله من الصحابة الكبار, فحتى لو كان كلامه لا يحتمل الصواب وجب الكلام عنه بأسلوب أفضل وليس كشخص عادي.

و لكم جزيل الشكر ويا ليت أخونا المشرف بارك الله فيه أن يعيد الموضوع لمكانه الصحيح للقيمة الفكرية التي يدور حولها الموضوع.

تحياتي أخي.

niels bohr
01-14-2011, 01:43 AM
لا فض فوك أخي العزيز اليقين.
الشخص الذي اقتبست عنه ذلك الكلام الجاهل هو وأمثاله السبب في وجود الملحدين.
خلوا اللي يسوى واللي ما يسوى يتكلموا على الدين الإسلامي.
ربنا يريحنا منهم فهم مع القاعدة (الأمريكية الصنع والتمويل) فتنة هذا العصر.

دمت بخير.:emrose:

ابن السنة
01-15-2011, 03:08 AM
اعتقد و الله اعلم أن الجميع متفق على هذه القاعدة:
لا تعارض بين نقلى صحيح و عقلى صريح، لكن الاختلاف ينبع من اختلاف البشر. فبعض الناس تقدم النص مطلقاً و البعض الآخر يقدم العقل مطلقاً مع أن الحق هو تقديم الصريح سواء نقلى أو عقلى.
أما اقوال السلف فالموقف منها يجب أن يكون معتدل. فالسلف لهم ميزة قربهم من مصدر الوحى و اللغة أو مصاحبتهم للرسول صلى الله عليه و سلم كما مع الصحابة. فقولهم له اعتباره طبعاً لكن اذا ما تعارض قولهم مع صريح عقلى فهم غير معصومين. و من يتمسك بأقوال السلف دائماً يفعل ذلك خشية أن يضل و لكن الافراط قد يؤدى به الى انكار العقل و بالتالى تسقط كل الحجج و هنا الاشكال.
فاذا ما انكر حجية العقل فيتبع هذا انكاره لتواتر القرآن و ثبوت السنة فلا معنى اذن لتثبته بقول شخصٍ ما و هو اسقط حجية الاعتبار بهذا القول.
مثال شبيه بهذه النقطة:
الشيعة: تتمسك الشيعة ببعض روايات أهل السنة لاثبات امامة على و بنيه رضى الله عنهم و هم بذلك يتجاهلون روايات آخرى تذهب عكس ما وهموا و السبيل الذى وصلتنا به الروايات الأولى هو هو سبيل الروايات الثانية فاما ان اجمع بين الروايات، أو ارجح أو تسقط جميع الروايات اذا ما تساوت من جهة الثبوت. اما ان ارجح البعض على البعض الآخر دون سبب وجيه فهذا تناقض عقلى.

الزميل الذى اثار نقطة خلق الأرض اصاب فى جزء من الحقيقة، فعلاً يستند الكثير الى الآية لازالة تعارض ظاهرى موهوم بين بعض الآيات و لا ينظر الى الصورة كاملة. اذكر اننى أول ما قرأت اطلعت على تلك الشبهة و حيرتنى كثيراً و حيرنى اكثر الرد استناداً لقول ابن عباس رضى الله عنه. لكن بمرور الوقت تبين لى اما عدم اعتبار تفسير ابن عباس رضى الله عنه فى هذه النقطة. ثم تبين لى بعد استمرار النظر أن التوقف أولى
نعم التوقف
فالموضوع ليس محسوم كما يتخيل الزميل. فربما تكون الأرض خُلقت فعلاً قبل السماء و كل قوانين الفيزياء التى بُنى عليها تقدير اعمار السماوات و الارض مبنية على فرض ثبوت القوانين الفيزيائية فى الماضى و هذا فرض، صحيح يبدو وجيهاً لكن ليس بقطعى فالتوقف فى رد الخبر أولى و ربما الترجيح أولى

بديع الزمان
01-20-2011, 04:10 PM
لنفترض أن الصحابة (و على رأسهم سيدنا علي رضي الله عنه و أرضاه) أمنوا بأنه للأحكام الشرعية "حكمة"، لكنهم لم يكونو بأي حال من الأحوال يعتقدون بجواز تفسيرها بالعقل، و من المستحيل لديهم تحققها "عقلا"، و هذا أقل ما يقال في عبارة علي إذا بالغنا في حسن الظن بمعناها.
ليسَ هذا من صحيحِ الفَهم على وجهٍ .
إنما أراد عليُّ ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه نفي القولِ في الدين بالرأي . أي : ليسَ القولُ في الدينِ بالرأي . أي ليس الرأي من مصادر التشريع في الدين .
أما " فِهم الحكمة " الذي أنت تريدُه من إطلاقِك العقل في الدين . فهو ثابِتٌ عن سلفنا ، ولولاه لما عُرِف " القياس " الذي هو مصدرٌ للتشريع .
، ومثالُ القول بالرأي . ما قالَه بعض فقهاء الحنابِلة من استحباب الاتكاء على الفخذ اليسرى عند قضاء الحاجة لأن مخرج البطن من تلك الجهة فيسهل قضاء الحاجة . وهذه خرافةٌ لا أصل لها في الدين ولا في الطب . ولهذا منعَ السلف - وعليٌّ رضي الله عنه - مثل هذه الظواهر . وقد يأتي بعض مهزوزي الفؤاد فيوفِّق بين نظريّة مشهورة من نظريات العلم ويمزجها بالدين لِما لها من شهرة لينصرها أو ينصر الدين . ثم عندما تسقط .. فإنها تسقُطُ والدينَ معاً . وهذا خطرُه مثلُ أو أشدُّ من خطرِ من ينسب إلى الدين مركزيّة الأرض

نور الدين الدمشقي
01-20-2011, 05:49 PM
يا اخي الكريم:


اقتباس:
لان امتناع العقل عن حكم شرعي لا يعني امتناع الحكمة منه ولكن يعني امتناع معرفة تلك الحكمة!! أم هل تقول ان ابن عباس رضي الله عنه كان يظن ان الأمر مخالف للعقل وأنه ليس فيه حكمة؟ !!
لنفترض أن الصحابة (و على رأسهم سيدنا علي رضي الله عنه و أرضاه) أمنوا بأنه للأحكام الشرعية "حكمة"، لكنهم لم يكونو بأي حال من الأحوال يعتقدون بجواز تفسيرها بالعقل، و من المستحيل لديهم تحققها "عقلا"، و هذا أقل ما يقال في عبارة علي إذا بالغنا في حسن الظن بمعناها
بل كلنا يؤمن بأن لجميع الأحكام الشرعية حكمة يا اخي الكريم. وأنت تخلط بين أمرين مختلفين تماما:
"عدم معرفة الحكمة (1)" لا يساوي "عدم الحكمة(2)"
وكذلك:
"عدم معرفة الحكمة(1)" لا يساوي "التناقض مع العقل(3)".
اذا تفكرت في هذين النقطتين عرفت المعنى المقصود واعيده ملخصا:
سيدنا ابن عباس رضي الله عنه يقر بوجود الحكمة "أي عكس (2)" ولم ينكر أحد بأنه قد يكون عنده "عدم معرفة الحكمة (1)"
كذلك: "عدم معرفة الحكمة (1)" لا تعني "التناقض مع العقل (3)" كما خلطت انت في عبارتك السابقة.

مع فارق التشبيه: قد أؤمن بأن ابي حكيم دائما في تصرفاته: ثم أرى مرة بأنه اعطى اخي نقودا أكثر مني مثلا: هل أقول هذا يناقض العقل: ام اقول: بل هناك حكمة (ولو كنت لا أعرفها) لذلك التصرف؟ تبين لي لاحقا أمر ما فعرفت سبب التصرف والحكمة من وراءه.
اذا التصديق بوجود الحكمة (رغم عدم معرفتها في كثير من الأحيان) لا يعني عدم وجودها.
هل هناك حكمة في أن الظهر 4 ركعات؟ نعم هناك حكمة. ما هي؟ لا يلزم ان نعرفها. هل عدم معرفتها مناقض للعقل؟ لا... طيب لو كشف العلم غدا بأن وقت الظهيرة اذا وضعت رأسك على الأرض ثمانية مرات تفرغ شحنات كهربائية تحسن من صحة الانسان...هل نجزم بأننا اكتشفنا "الحكمة"...الجواب: لا يلزم فقد تكون هذه واحدة من حكم كثيرة...طيب لو لم نكتشف ذلك مثلا...هل نقول لا توجد حكمة؟ الجواب: لا لا نقول ذلك...وانما هي موجودة بحكم معرفتنا بأن الله حكيم. ولكننا لا نعرف ما هي. هل يلزم ان تكون الحكمة ظاهرة لنا؟ لا لا يلزم. هل قد تكون الحكمة هي محض اختبار للانسان على الاستسلام لأوامر الله وتدريب له كي يطيع في كل ما جاءه عن الله؟ قد تكون ذلك...ولا يلزم ان تكون الحكمة الوحيدة...ولا يجزم بذلك كذلك.
اذا مرة أخرى: "عدم معرفة الحكمة" لا يساوي "عدم الحكمة".
ثم اخبرني ما هو العقل؟ وهل مرجعيته مطلقة ام نسبية؟ ألا ترى بأنه من "العقل" التسليم بأن "للعقل" حدودا لا يتعداها. فهل الوقوف على تلك الحدود من "العقل". واقتبس هنا من كلام استاذي عياض:

أما العقل..فأساسا باقرار كل مؤمن ان العقل حين يؤدي بك الى الاقتناع بوجود معرفة اعلى من معرفتك..و علم اعلى من علمك ووجود اكبر من وجودك..فهو اساسا يؤدي بك الى الاعتراف بحاكميته عليك و على عقلك..بما انك اعترفت بنفسك بانه فوق عقلك دائما..فيلزم حسب عقلك ان لا يعارضه عقلك دائما... و الا كنت مخالفا لعقلك قبل ان تكون مخالفا له...واعترافك هذا هو مضمون شهادتك - التي لم تقدر باعتباطية- بان لا اله الا هو...اي لا معبود و لا مطاغ و لا محبوب يجب ان يكون لديك الا هو ..بما فيه عقلك الذي ارشدك اليه...فحين يأتيك الأمر من امره فما على عقلك الا التأكد من انه امر الله لا امر احد من العباد ممن تانف ان تكون عبدا له و تفقد حريتك لصالحه...فان تاكدت انه امره هو...فلا حجة عقلية لك في عدم طاعته مهما لم يدرك عقلك مغزاه او حكمته