المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يفطر الصائم ؟



ماكـولا
08-10-2010, 01:36 PM
تعجيل الفطر :.

روى مسلم عن أبي عطية قال : دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ، والآخر يؤخّر الإفطار ويؤخر الصلاة . قالت : أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قال : قلنا : عبد الله يعني بن مسعود . قالت : كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم .


قال صلى الله عليه وسلم " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه


عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون ». ابوداود وحسنه الالباني


متى يحل فطر الصائم :.

قال البخاري : " أفطر أبو سعيد حين غاب قرص الشمس " .

قال المهلب : إنما حض عليه السلام على تعجيل الفطر لئلا يزاد فى النهار ساعة من الليل ، فيكون ذلك زيادة فى فروض الله ، ولأن ذلك أرفق بالصائم وأقوى له على الصيام ، وقد روى محمد بن عمرو ، عن أبى سلمة ، عن أبى هريرة ، قال : قال رسول الله : ( لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود يؤخرون ) .

وقال عمرو بن ميمون الأودى : كان أصحاب محمد أسرع الناس فطرًا ، وأبطأهم سحورًا .

وقال سعيد بن المسيب : كتب عمر إلى أمراء الأجناد : لا تكونوا مسبوقين بفطركم ، ولا منتظرين لصلاتكم اشتباك النجوم ، وروى عبد الرزاق عن ابن جريج ، قال : ( سمعت عروة بن عياض يخبر عبد العزيز بن عبد الله أنه يؤمر أن يفطر قبل أن يصلى ولو على حسوة ) .

وروى أيضًا عبد الرزاق عن صاحب له ، عن عوف ، عن أبى رجاء قال : ( كنت أشهد ابن عباس عند الفطر فى رمضان ، فكان يوضع له طعامه ، ثم يأمر مراقبًا يراقب الشمس ، فإذا قال : قد وجبت ، قال : كلوا ، ثم قال : كنا نفطر قبل الصلاة "


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم" بخاري


قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري " قوله : ( إذا أقبل الليل من هاهنا )

أي من جهة المشرق كما في الحديث الذي يليه ، والمراد به وجود الظلمة حسا ، وذكر في هذا الحديث ثلاثة أمور ، لأنها وإن كانت متلازمة في الأصل لكنها قد تكون في الظاهر غير متلازمة ، فقد يظن إقبال الليل من جهة المشرق ولا يكون إقباله حقيقة بل لوجود أمر يغطي ضوء الشمس وكذلك إدبار النهار فمن ثم قيد بقوله " وغربت الشمس " إشارة إلى اشتراط تحقق الإقبال والإدبار ، وأنهما بواسطة غروب الشمس لا بسبب آخر ، ولم يذكر ذلك في الحديث الثاني فيحتمل أن ينزل على حالين : أما حيث ذكرها ففي حال الغيم مثلا وأما حيث لم يذكرها ففي حال الصحو ، ويحتمل أن يكونا في حالة واحدة وحفظ أحد الراويين ما لم يحفظ الآخر ، وإنما ذكر الإقبال والإدبار معا لإمكان وجود أحدهما مع عدم تحقق الغروب قاله القاضي عياض . وقال شيخنا في " شرح الترمذي " : الظاهر الاكتفاء بأحد الثلاثة لأنه يعرف انقضاء النهار بأحدهما ، ويؤيده الاقتصار في رواية ابن أبي أوفى على إقبال الليل


قوله : ( فقد أفطر الصائم )

أي دخل في وقت الفطر كما يقال أنجد إذا أقام بنجد وأتهم إذا أقام بتهامة . ويحتمل أن يكون معناه فقد صار مفطرا في الحكم لكون الليل ليس طرفا للصيام الشرعي ، وقد رد ابن خزيمة هذا الاحتمال وأومأ إلى ترجيح الأول فقال : قوله " فقد أفطر الصائم " لفظ خبر ومعناه الأمر أي فليفطر الصائم ، ولو كان المراد فقد صار مفطرا كان فطر جميع الصوام واحدا ولم يكن للترغيب في تعجيل الإفطار معنى ا ه . وقد يجاب بأن المراد فعل الإفطار حسا ليوافق الأمر الشرعي ، ولا شك أن الأول أرجح ، ولو كان الثاني معتمدا لكان من حلف أن لا يفطر فصام فدخل الليل حنث بمجرد دخوله ولو لم يتناول شيئا ، ويمكن الانفصال عن ذلك بأن الأيمان مبنية على العرف ، وبذلك أفتى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في مثل هذه الواقعة بعينها ، ومثل هذا لو قال إن أفطرت فأنت طالق فصادف يوم العيد لم تطلق حتى يتناول ما يفطر به ، وقد ارتكب بعضهم الشطط فقال يحنث ، ويرجح الأول أيضا رواية شعبة أيضا بلفظ " فقد حل الإفطار " وكذا أخرجه أبو عوانة من طريق الثوري عن الشيباني..."

قال النووي " معناه انقضى صومه وتم ولا يوصف الآن بأنه صائم فان بغروب الشمس خرج النهار ودخل الليل والليل ليس محلا للصوم وقوله صلى الله عليه و سلم أقبل الليل وأدبر النهار وغربت الشمس قال العلماء كل واحد من هذه الثلاثة يتضمن الآخرين ويلازمهما وانما جمع بينها لأنه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروب الشمس فيعتمد اقبال الظلام وادبار الضياء والله أعلم "

قلت وهو كذلك فان اقبال الليل لا يكون الا بادبار النهار , ولكنّ الذي قد يشكل في تمييز هذا الليل عن الظل !
فالذي يريد ان يمايز بين الظل والليل يكون بتتبع النهار وذهابه , وكذا يكون ما لو شك بغروب الشمس , فقد يكون لا يرى الشمس لحاجزٍ ما , فعمدة ذلك ان يتحرى بقية الصفات " اقبال الليل , ادبار النهار " ومن ثم يستنتج غروب الشمس , فهذه علامات متكاتفة متى تحققت احداها تحقق الفطر والله اعلم

وروى البخاري ومسلم أيضاً عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم يا فلان قم فاجدح لنا فقال يا رسول الله لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله فلو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال إن عليك نهارا قال انزل فاجدح لنا فنزل فجدح لهم فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم "

( انزل فاجدح لنا ) هو خلط الشيء بغيره والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوى


قال القرطبي في المفهم " أي : اخلط اللبن بالماء. والجدح : خلط الشيء بغيره . والمجدح : المخوض ، قالوا : وهو عود في طرفه عودان "


قال النووي " معنى الحديث . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا صياما ، وكان ذلك في شهر رمضان ، كما صرح به في رواية يحيى بن يحيى : ( فلما غربت الشمس أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالجدح ليفطروا ) فرأى المخاطب آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك ، واحتمل عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرها . فأراد تذكيره وإعلامه بذلك ، ويؤيد هذا قوله ( إن عليك نهارا ) لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار الذي يجب صومه ، وهو معنى ( لو أمسيت ) أي تأخرت حتى يدخل المساء ، وتكريره المراجعة لغلبة اعتقاده على أن ذلك نهار يحرم فيه الأكل مع تجويزه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر إلى ذلك الضوء نظرا تاما ، فقصد زيادة الإعلام ببقاء الضوء ...

وفيه : بيان انقضاء الصوم بمجرد غروب الشمس واستحباب تعجيل الفطر ، وتذكير العالم ما يخاف أن يكون نسيه ، وأن الفطر على التمر ليس بواجب ، وإنما هو مستحب لو تركه جاز ، وأن الأفضل بعده الفطر على الماء ، وقد جاء هذا الترتيب في الحديث الآخر في سنن أبي داود وغيره في الأمر بالفطر على تمر ، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور"


قال ابن بطال " فيه من الفقه أن الناس سراع إلى إنكار ما يجهلون ، كما فعل خادم النبى ، عليه السلام ، حين توقف عن إنقاذ أمره لما جهله من الدليل الذى علمه النبى ، عليه السلام ، وفيه أن الجاهل بالشىء ينبغى أن يسمح له فيه المرة والثانية ، وتكون الثالثة فاصلة بينه وبين معلمه ، كما فعل النبى ، عليه السلام ، حين دعا عليه بالويل لكثرة التغيير ، وكذلك فعل الخضر بموسى فى الثالثة قال له : ( هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ ) [ الكهف : 78 ] ، وذلك كان شرط موسى لنفسه بقوله : ( إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِى ) [ الكهف : 76 ]



وروى الحاكم في مستدركه 1584 عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم و كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على نشز فإذا قال قد غابت الشمس أفطر "

قال عبد الرحمن السحيم " وهذا خلاف حال المتنطّعين الذين يطلبون الاحتياط خلافا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ."

قال الالباني " ( نشز : أي مرتفع من الأرض ) . وفي الحديث اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد صلى الله عليه وسلم من غروب الشمس فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا فيخبره بغروب الشمس ليفطر صلى الله عليه وسلم وما ذلك منه إلا تحقيقا منه لقوله صلى الله عليه وسلم : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"

وقال ايضاً في الصحيحة رقم 2081 " و إن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوم ، قد خالفوا السنة ، فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم ، و مع ذلك لا يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد ، جاهلين : أولا : أنه لا يؤذن فيه على رؤية الغروب ، و إنما على التوقيت الفلكي .

و ثانيا : أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال و الوديان ، فرأينا ناسا لا يفطرون وقد رأوا الغروب ! و آخرين يفطرون و الشمس بادية لم تغرب لأنهم سمعوا الأذان ! والله المستعان !"


ولو تراآها أحد على بعيره لرآها:.

عن عبد الله بن أبي أوفى قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فقال لرجل من القوم أنزل فاجدح لي بشيء وهو صائم فقال الشمس يا رسول الله قال أنزل فاجدح لي قال فنزل فجدح له فشرب وقال ولو تراآها أحد على بعيره لرآها يعني الشمس ثم أشار النبي صلى الله عليه و سلم بيده إلى المشرق قال إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم " مصنف عبد الرزاق 7594
صححه الالباني