Averroès
08-22-2010, 01:32 PM
Averroès
كثيرا ما تصدى المشككون في الاعجاز في وصف السماء بالتوسع كما ورد في القران في اية الذاريات " والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون " مع اتهام انصار الاعجاز في هاته الاية بالتاؤيلات الشطحية والقفزات البهلوانية ومحاولة لي اعناق الاية كما يتهمونهم في اكثر من موضع بغية النيل من الاعجاز في الاية ، ومحاولة ازالة أي نظرة علمية للاية .
ولكن احببت في موضوعي هذا ان اقف مع واحد من الاتهامات التي يكيلها المشككون وهذا الاتهام هو متعلق بالاية التي اسلفت ، واحببت الوقوف مع هذا السؤال الذي سنحاول طرحه والاجابة عنه بكل موضوعية وبعيدا عن كل تحيز والابتعاد عن التحيز يستلزم ايجاد الادلة المقنعة ، وهذا السؤال هو :
هل فعلا يوجد اعجاز في الاية المذكورة ؟
حتى نجيب عن هذا السؤال ارى ان نقف على اقول طرفي النزاع في القضية حتى نخلص بفكرة والان اترككم مع اقوال الطرفين :
اقوال المؤيدين
الاية في سورة الذاريات هي اعطت وصفا لتوسع السماء بطريقة زمنية خاصة بحيث تشير الى ان عملية التوسع هي شاملة لكل اقسام الزمن من الماضي الى الحاضر الى المستقبل فكلمة " لموسعون " هي تحتوي على اللام في اولها وهذا اللام هو نفس اللام المذكورة في كلمة " لحافظون " وهو حسب النحويين يفيد الماضي والمستقبل والحاضر أي ان التفسير للاية موسعون سيكون كالاتي أي " اننا وسعنا السماء سابقا ومستمرون في توسيعها الان وسنستمر في توسيعها مستقبلا " وهذه الرؤية يرى مؤيدوا الاعجاز انها توافق عملية توسع الكون التي رصدها العلم حديثا والتي تقول ايضا بان توسع الكون هو عملية كانت ممتدة من الماضي الى الحاضر ولازالت مستمرة في المستقبل .
اقول المعارضين
يتوجه المعترضون على الاعجاز باتهام مؤيدي الاعجاز بالتدليس والخداع وذلك يبررونه باقوالهم الاتية :
معنى كلمة "يوسعون" في الاية هو جاء بمعنى " قادرون" وليس بمعنى الاتساع ويستدلون على هذا الامر بان كلمة موسع في اللغة تعني قادر ، هذا من جهة ومن جهة اخرى هناك من يعترض على الامر بالزعم بان اتساع السماء هو اسطورة تداولتها الحضارات القديمة وقد قام الاسلام بحض هاته الاسطورة وضمها الى مجموعة معتقداته .
تحليل
اذن فنحن نلاحظ من خلال اقوال الطرفين ان المسالة اخذت بعدا لغويا وتاريخا وخصوصا بالنسبة لانتقادات المعارضين للاعجاز في الاية ، ونلاحظ ان النقد الموجه للاية من المنتقدين هو يرتكز على نقطتين الاولى تحمل بعدا لغويا والثانية تحمل بعدا تاريخيا ، وسنحاول الان ان نعالج هاتين النقطتين لنرى فعلا هل تتسمان بالموضوعية ام انه مجرد نقد يحمل افكار مسبقة عن الاية ويحاول معارضة الاعجاز فقط من اجل المعارضة .
بالنسبة للنقطة الاولى والتي يقول فيها معارضوا الاعجاز ان كلمة " موسعون " تعني قادرون ، فهذا القول هو يحتاج الى دليل لغوي لم يتمكن المعارضون من الاتيان به لاننا لو افترضنا ان كلمة "موسعون" تعني قادرون وهذا في صيغة الجمع فان صيغة المفرد ستكون اذن "موسع" تعني قادر ويستدلون على هذا الامر بالاية التالية " وعلى الموسع قدره وعلى المقتر قدره متعا بالمعروف " وهذه الاية طبعا لاتعني فيها كلمة موسع قادر لانها لو كانت كذلك لاصبح معنها " وعلى القادر قدره" وهنا طبعا ستفقد الجملة معنها وستصبح بدون مقصد ، بينما لو اعتبرنا ان موسع تعني سعة قدره فهنا نرى ان قد اعطينا الكلمة معناها الحقيقي ، فالكلمة دائما تعني الاتساع والسعة ولكن هذه السعة يتغير مفهومها فقط حسب المعنى الذي كلفت به ، فمثلا قد تقصد سعة الرحمة كما في هذه الاية " والله واسع المغفرة " وقد تعني سعة الرزق كما في هذه الاية " وعلى الموسع قدره " وقد تعني سعة الارض كما في هذه الاية " وارض الله واسعة ".
وقد يقول قائل ان هناك ايات كثيرة ورد فيها اسم " الواسع " كاسم من اسماء الله ولكن هذا القول لا يغير من الامر شيئا فاسم الله الواسع هو يعني دائما السعة وهذه السعة تكون احيانا مرتبطة بسعة الرحمة او سعة المغفرة او سعة بسط الرزق ...الخ
والكلمة التي وردت في سورة الذاريات لا علاقة لها البتة بهذا الاسم الخاص بالله لانها لو كانت مرتطبة به فمن المفروض ان تكون " واسعون " وليس " موسعون" لان جمع "واسع" هو "واسعون" وليس "موسعون" ، ثم ان اسم واسع هو ورد في القران بصيغة المفرد دائما فلماذا بالضبط في الاية التي تتحدث عن السماء سيرد بالجمع وبصيغة لغوية غير مقبولة ، فالله حينما يريد ان يصف نفسه بالقدرة وبصيغة الجمع دائما يستعمل كلمة "قادرون" ، وايضا فان وزن كلمة "موسعون " هو "مفعلون" وهذا يعني ان التوسيع هو فعل من الله فمثلا قد رودت في القران افعال بمثل هاته الصيغة مثل " لجاعلون " او " لحافظون" وهذا يعني انه فعل في صيغة " لفاعلون" كما ورد في عدة مواطن من القران ، هذا كان تعليل لغوي للنقطة التي يحتج بها معارضوا الاعجاز في الاية ،
اما النقطة الثانية التي يعترضون بها والتي تحمل بعدا تاريخيا فهي زعمهم ان الحضارت القديمة كانت تعتقد بهذا الامر وان القران قد اقتبس المسالة فقط ولم ياتي باي جديد ، فالرد القاطع على هاته المسالة سيكون طبعا كالاتي :
اولا سرد الحدث عند المعتقدات البابلية او التوراتية له سمته الخاصة عن السرد القراني وهناك اختلاف جلي بينهما فالرويات التوراتية والتي تشبه الى حد كبير الروايات البابلية تقول بانه تم الفصل بين السماء والارض بفاصل من الجلد مع وجود طبقة من الماء بينهما بالاضافة الى ان هاته الروايات تشير الى فصل قد تم في الماضي ولا تشير الى ان هذا الفصل هو مستمر في الزمن كما يصف القران المسالة ، والقران طبعا لايشير الى وجود طبقة من المياه او غيرها كالجلد الى سائر الافكار الخرافية ، وانما يشير الى ان السماء في حالة اتساع دائم ممتد من الماضي الى الحاضر ثم الى المستقبل ، وهذه الرؤية يجب ان تبقى مستقلة وخاصة بالقران ولا يجب ربطها او محاولة اسقاط التصورات القديمة الخاطئة عليها كما يحاول بعض الجهلة في عصرنا فعله ، استنادا على بعض التفاسير للمفسرين والذين للاسف لتخلف العلوم في عصرهم اسقطوا التصوارت التوراتية على التصور القراني ، ولكن تلك تبقى اجتهاداتهم فقط فما يهمنا نحن هو دراسة النص القراني دراسة لغوية تهدف الى اخراج المعنى الحقيقي للاية .
ثانيا اشتراك المعتقد بين الاديان والمعتقدات القديمة يدل على ان مصدر الخبر الاول هو الوحي وقد تم تعديل هذا الخبر مع تداول العصور بحيث اصبح ذو صورة خرافية وقد جاء الخبر القراني بشكل صحيح بحيث صحح المعتقد الذي كان سائدا وفي نفس الوقت توافق مع التصور العلمي الحديث ، هذه هي الرؤية الصائبة للامر وليس كما يزعم المعارضون من انه اقتباس للخبر من الروايات القديمة فلو كان اقتباسا بالفعل لاقتبس الخبر باخطائه العلمية وتصوره الخرافي ، اما ان يقتبس الخبر ويعدله بطريقة علمية بحيث يتوافق مع علوم القرن الواحد والعشرين فهذا اعجاز علمي بحد ذاته .
كثيرا ما تصدى المشككون في الاعجاز في وصف السماء بالتوسع كما ورد في القران في اية الذاريات " والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون " مع اتهام انصار الاعجاز في هاته الاية بالتاؤيلات الشطحية والقفزات البهلوانية ومحاولة لي اعناق الاية كما يتهمونهم في اكثر من موضع بغية النيل من الاعجاز في الاية ، ومحاولة ازالة أي نظرة علمية للاية .
ولكن احببت في موضوعي هذا ان اقف مع واحد من الاتهامات التي يكيلها المشككون وهذا الاتهام هو متعلق بالاية التي اسلفت ، واحببت الوقوف مع هذا السؤال الذي سنحاول طرحه والاجابة عنه بكل موضوعية وبعيدا عن كل تحيز والابتعاد عن التحيز يستلزم ايجاد الادلة المقنعة ، وهذا السؤال هو :
هل فعلا يوجد اعجاز في الاية المذكورة ؟
حتى نجيب عن هذا السؤال ارى ان نقف على اقول طرفي النزاع في القضية حتى نخلص بفكرة والان اترككم مع اقوال الطرفين :
اقوال المؤيدين
الاية في سورة الذاريات هي اعطت وصفا لتوسع السماء بطريقة زمنية خاصة بحيث تشير الى ان عملية التوسع هي شاملة لكل اقسام الزمن من الماضي الى الحاضر الى المستقبل فكلمة " لموسعون " هي تحتوي على اللام في اولها وهذا اللام هو نفس اللام المذكورة في كلمة " لحافظون " وهو حسب النحويين يفيد الماضي والمستقبل والحاضر أي ان التفسير للاية موسعون سيكون كالاتي أي " اننا وسعنا السماء سابقا ومستمرون في توسيعها الان وسنستمر في توسيعها مستقبلا " وهذه الرؤية يرى مؤيدوا الاعجاز انها توافق عملية توسع الكون التي رصدها العلم حديثا والتي تقول ايضا بان توسع الكون هو عملية كانت ممتدة من الماضي الى الحاضر ولازالت مستمرة في المستقبل .
اقول المعارضين
يتوجه المعترضون على الاعجاز باتهام مؤيدي الاعجاز بالتدليس والخداع وذلك يبررونه باقوالهم الاتية :
معنى كلمة "يوسعون" في الاية هو جاء بمعنى " قادرون" وليس بمعنى الاتساع ويستدلون على هذا الامر بان كلمة موسع في اللغة تعني قادر ، هذا من جهة ومن جهة اخرى هناك من يعترض على الامر بالزعم بان اتساع السماء هو اسطورة تداولتها الحضارات القديمة وقد قام الاسلام بحض هاته الاسطورة وضمها الى مجموعة معتقداته .
تحليل
اذن فنحن نلاحظ من خلال اقوال الطرفين ان المسالة اخذت بعدا لغويا وتاريخا وخصوصا بالنسبة لانتقادات المعارضين للاعجاز في الاية ، ونلاحظ ان النقد الموجه للاية من المنتقدين هو يرتكز على نقطتين الاولى تحمل بعدا لغويا والثانية تحمل بعدا تاريخيا ، وسنحاول الان ان نعالج هاتين النقطتين لنرى فعلا هل تتسمان بالموضوعية ام انه مجرد نقد يحمل افكار مسبقة عن الاية ويحاول معارضة الاعجاز فقط من اجل المعارضة .
بالنسبة للنقطة الاولى والتي يقول فيها معارضوا الاعجاز ان كلمة " موسعون " تعني قادرون ، فهذا القول هو يحتاج الى دليل لغوي لم يتمكن المعارضون من الاتيان به لاننا لو افترضنا ان كلمة "موسعون" تعني قادرون وهذا في صيغة الجمع فان صيغة المفرد ستكون اذن "موسع" تعني قادر ويستدلون على هذا الامر بالاية التالية " وعلى الموسع قدره وعلى المقتر قدره متعا بالمعروف " وهذه الاية طبعا لاتعني فيها كلمة موسع قادر لانها لو كانت كذلك لاصبح معنها " وعلى القادر قدره" وهنا طبعا ستفقد الجملة معنها وستصبح بدون مقصد ، بينما لو اعتبرنا ان موسع تعني سعة قدره فهنا نرى ان قد اعطينا الكلمة معناها الحقيقي ، فالكلمة دائما تعني الاتساع والسعة ولكن هذه السعة يتغير مفهومها فقط حسب المعنى الذي كلفت به ، فمثلا قد تقصد سعة الرحمة كما في هذه الاية " والله واسع المغفرة " وقد تعني سعة الرزق كما في هذه الاية " وعلى الموسع قدره " وقد تعني سعة الارض كما في هذه الاية " وارض الله واسعة ".
وقد يقول قائل ان هناك ايات كثيرة ورد فيها اسم " الواسع " كاسم من اسماء الله ولكن هذا القول لا يغير من الامر شيئا فاسم الله الواسع هو يعني دائما السعة وهذه السعة تكون احيانا مرتبطة بسعة الرحمة او سعة المغفرة او سعة بسط الرزق ...الخ
والكلمة التي وردت في سورة الذاريات لا علاقة لها البتة بهذا الاسم الخاص بالله لانها لو كانت مرتطبة به فمن المفروض ان تكون " واسعون " وليس " موسعون" لان جمع "واسع" هو "واسعون" وليس "موسعون" ، ثم ان اسم واسع هو ورد في القران بصيغة المفرد دائما فلماذا بالضبط في الاية التي تتحدث عن السماء سيرد بالجمع وبصيغة لغوية غير مقبولة ، فالله حينما يريد ان يصف نفسه بالقدرة وبصيغة الجمع دائما يستعمل كلمة "قادرون" ، وايضا فان وزن كلمة "موسعون " هو "مفعلون" وهذا يعني ان التوسيع هو فعل من الله فمثلا قد رودت في القران افعال بمثل هاته الصيغة مثل " لجاعلون " او " لحافظون" وهذا يعني انه فعل في صيغة " لفاعلون" كما ورد في عدة مواطن من القران ، هذا كان تعليل لغوي للنقطة التي يحتج بها معارضوا الاعجاز في الاية ،
اما النقطة الثانية التي يعترضون بها والتي تحمل بعدا تاريخيا فهي زعمهم ان الحضارت القديمة كانت تعتقد بهذا الامر وان القران قد اقتبس المسالة فقط ولم ياتي باي جديد ، فالرد القاطع على هاته المسالة سيكون طبعا كالاتي :
اولا سرد الحدث عند المعتقدات البابلية او التوراتية له سمته الخاصة عن السرد القراني وهناك اختلاف جلي بينهما فالرويات التوراتية والتي تشبه الى حد كبير الروايات البابلية تقول بانه تم الفصل بين السماء والارض بفاصل من الجلد مع وجود طبقة من الماء بينهما بالاضافة الى ان هاته الروايات تشير الى فصل قد تم في الماضي ولا تشير الى ان هذا الفصل هو مستمر في الزمن كما يصف القران المسالة ، والقران طبعا لايشير الى وجود طبقة من المياه او غيرها كالجلد الى سائر الافكار الخرافية ، وانما يشير الى ان السماء في حالة اتساع دائم ممتد من الماضي الى الحاضر ثم الى المستقبل ، وهذه الرؤية يجب ان تبقى مستقلة وخاصة بالقران ولا يجب ربطها او محاولة اسقاط التصورات القديمة الخاطئة عليها كما يحاول بعض الجهلة في عصرنا فعله ، استنادا على بعض التفاسير للمفسرين والذين للاسف لتخلف العلوم في عصرهم اسقطوا التصوارت التوراتية على التصور القراني ، ولكن تلك تبقى اجتهاداتهم فقط فما يهمنا نحن هو دراسة النص القراني دراسة لغوية تهدف الى اخراج المعنى الحقيقي للاية .
ثانيا اشتراك المعتقد بين الاديان والمعتقدات القديمة يدل على ان مصدر الخبر الاول هو الوحي وقد تم تعديل هذا الخبر مع تداول العصور بحيث اصبح ذو صورة خرافية وقد جاء الخبر القراني بشكل صحيح بحيث صحح المعتقد الذي كان سائدا وفي نفس الوقت توافق مع التصور العلمي الحديث ، هذه هي الرؤية الصائبة للامر وليس كما يزعم المعارضون من انه اقتباس للخبر من الروايات القديمة فلو كان اقتباسا بالفعل لاقتبس الخبر باخطائه العلمية وتصوره الخرافي ، اما ان يقتبس الخبر ويعدله بطريقة علمية بحيث يتوافق مع علوم القرن الواحد والعشرين فهذا اعجاز علمي بحد ذاته .