المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب على الحجاب



لحسن الخديري
08-22-2010, 05:16 PM
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ به من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا، من

يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد: يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة النمل :{فما كان جواب قومه إلا أن قالوا

أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } في هذه الآية الكريمة يقص علينا الله سبحانه فيها

ما كان من رد القوم الفاسقين على لوط عليه وعلى رسولنا السلام، بعد أن رفضوا دعوته إياهم

بالعدول عن فعل الفاحشة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، فما كان الجواب إلا أن أرادوا

إخراج لوط وأهله من قريتهم لا لذنب إلا لأنهم قوم يتطهرون و يجتنبون الفاحشة، و يأمرون

بالمعروف و بالعفاف، و اليوم بعض الدول الأجنبية، تنهج نفس النهج و ذلك بمنع المسلمات من

ارتداء الحجاب و تحاربهن بكل الوسائل، و الطرق التي تعلموها من قائد حزبهم إبليس الذي كان

له مع الوالدين نفس القصة كما قص علينا ربنا في سورة الأعراف فقال:{يابني آدم لا يفتننكم

الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله

من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يومنون } ومن هنا يتبين لكل ذي بصيرة

أنها حرب بين حزب الرحمان و حزب الشيطان، حرب بين أنصار البر و العفاف وأنصار الشر و

الفجور، حرب أبدية أعلنها الملعون على ذرية آدم عليه السلام، و من المُحزن أن أعوانه و جنده

وأنصار حزبه يكونوا من بني آدم، الذين يتبعون الشهوات، والذين يتخذون لحوم البشر سلعة

يتاجرون بها، ما دام الطلب كبيرا والربح وفير، وأصحاب القلوب المريضة بالشهوة كثر سوادُهم

و طمست بصائرهم، فهذه الدول رغم إدعائها نصرة حقوق الإنسان والحرية إلا أنها في هذه القضية

تضع استثناء لأن الأمر لا يخدم هواها، و لأن هذه المرأة المسلمة سفيرة للإسلام الذي يريدون أن

يطفئوا نوره و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره الكافرون، ولأن الحجاب يفضح عوراتهم و يذكرهم

ببعدهم عن سبيل ربهم، ويحرمهم من نيل حضهم من عشق صور النساء هذا العشق المذموم الذي

أسر قلوبهم فعبدها، فهم يريدون دعوة المسلمة الملتزمة أن تلتحق بحزب العُري أو يكون مصيرُها

الإبعاد و الإقصاء من المجتمع، ومن هنا يأتي تشابه قلوب القوم بسلفهم قوم لوط عليه السلام الذين

وصفهم الله في كتابه الحكيم بكل وصف ذميم دون غيرهم من الأقوام التي تم عقابُها ، و الذي يجب

الإشارة إليه وهو أن هذا النوع من البشر لا تخلو منه بقاع الأرض حتى الدول الإسلامية تجدُ

فيها من يسلك نفس السبيل، فالبشرى لكل مسلمة صبرت على حجابها حتى لقيت ربها و هو راض

عنها، وعلمت أن هذا جهاد في سبيل الله، و أيقنت بأن الجنة حُفت بالمكاره، وبأن النار حُفت بالشهوات

فطوبى لبنات نساء النبي، واصبرن حتى تلقون الحبيب المصطفى عند الحوض، ما هي إلا ساعة،

{ و سيعلم الذين ظلموا أي مُنقلب ينقلبون } صدق الله العظيم و صلى الله على رسوله الكريم

و الـــــــحـــمـــــد لله رب العـــــــــــــــالمــــــــــن.


مدونة alhikma111