المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال ما معنى هذه الآيه



محبة الرسول محمد
08-28-2010, 11:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله الرجاء الإفاده ما معنى هذه الآيه بسم الله الرحمن الرحيم {والله أنبتكم من الأرض نباتاً}.نوح 17

ماكـولا
08-29-2010, 03:09 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الصحيح اخيّه ان الاية تتحدث عن كون الانسان مخلوق من الارض ومشابهته للنبات في الترعرع والاستواء على الساق ومن ثم الذبول والانحناء , فيبدأ بالحبة او البذرة ومن ثم ينحني ويموت كسائر النبات
كما شبه الله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذا اهل الايمان " كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع"

يقول الشوكاني في قتح القدير " { والله أنبتكم من الأرض نباتا } يعني آدم خلقه الله من أديم الأرض والمعنى : أنشأكم منها إنشاء فاستعير الإنبات للإنشاء لكونه أدل على الحدوث والتكوين..."

وقال الحافظ ابن رجب في فتح الباري " وقد جعل الله نبات أجساد بني آدم كنبات الأرض ، قال الله تعالى ( وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا [ نوح : 17 ] وحياتهم من الماء ، فنشأتهم الأولى في بطون أمهاتهم من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ، ونشأتهم الثانية من قبورهم من الماء الذي ينزل من تحت العرش ، فينبتون فيه كنبات البقل حتى تتكامل أجسادهم ، ونبات من يدخل النار ثم يخرج منها من ماء نهر الحياة - أو الحيا ."


وفي القرآن واعجازه العلمي " يقرر العلم أن الانسان هو ابن هذه الارض ومصداق ذلك قوله تعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) وأكثر من ذلك يحدثنا القرآن في صراحة أن الانسان نبتة من نبات الارض، وقد أكد القرآن الكريم حقيقة معدن آدم وهو الطين في أشكاله التى ذكرها القرآن في قوله أنه من طين، أو من حمأ مسنون، أو من طين لازب أو من سلالة من طين، أو من صلصال كالفخار, وأن الانسان الاول وهو آدم عليه السلام بعد خلقه من الطين وصار جسما حيا من لحم وعظم ودم وأعصاب ثم صار تكوينه بعد ذلك عن طريق آخر هو من نطفة من منى يمنى."

في المفصل في الرد على الشبهات نقل جيد " وقد بلغ التماثل في تعبير القرآن بين الإنسان والنبات في الأصل الأول إلى حد وصف نشأة الإنسان بفعلي (الإنبات) و(الإخراج) كما لو كان نباتا حقيقة في قوله تعالى: "والله أنبتكم من الأرض نباتا. ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا" [نوح: 17و18], ولذا بيانا لوحدة الأصل الميت من الطين أو مكوناته الأصلية وتماثل الإنشاء جعل القرآن إنشاء النبات مثالا لبعث الإنسان حيا يوم قيامة الأموات كما في قوله تعالى: "والذي نزل من السمآء مآء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون" [الزحرف:11]

وقوله: "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذآ أنزلنا عليها المآء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحى الموتى إنه على كل شيء قدير" [فصلت:39], وقوله: "يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون" [الروم:19], وفي قوله تعالى: "وهو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته حتى إذآ أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به المآء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون" [الأعراف:57]؛ تلاحظ أن فعل (الإخراج) يتضمن تمثيل الإنسان بالنبات ويعبر عن نشأة كل منهما ويجعله نظيرا للثمرات, وتلمس تشبيه وليد الإنسان والحيوان الولود مع الثمرات في قوله تعالى: "وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه" [فصلت:47]...."

محبة الرسول محمد
08-29-2010, 11:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله أريد أن أطرح سؤال كيف خلق الله الحيوانات هل أنزلها من السماء أم أخرجها من الأرض ؟ ما معنى هذه الآيه بسم الله الرحمن الرحيم {رب المشرقين ورب المغربين }17الرحمن بارك الله فيك يا طالب العلم

ماكـولا
08-30-2010, 03:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , بالنسبة لتأويل الاية الاولى ففيها اجوبة

من ضمنها قول شيخ الاسلام " فمنهم من قال : جعل ومنهم من قال : خلق لكونها تخلق من الماء فإن به يكون النبات الذي ينزل أصله من السماء وهو الماء وقال قطرب : جعلناه نزلا . ولا حاجة إلى إخراج اللفظ عن معناه المعروف لغة ؛ فإن الأنعام تنزل من بطون أمهاتها ومن أصلاب آبائها تأتي بطون أمهاتها ويقال للرجل : قد أنزل الماء وإذا أنزل وجب عليه الغسل مع أن الرجل غالب إنزاله وهو على جنب إما وقت الجماع وإما بالاحتلام فكيف بالأنعام التي غالب إنزالها مع قيامها على رجليها وارتفاعها على ظهور الإناث ومما يبين هذا أنه لم يستعمل النزول فيما خلق من السفليات فلم يقل أنزل النبات ولا أنزل المرعى وإنما استعمل فيما يخلق في محل عال وأنزله الله من ذلك المحل كالحديد والأنعام . وقال تعالى { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا } الآية وفيها قراءتان إحداهما بالنصب فيكون لباس التقوى أيضا منزلا .

وإما على قراءة الرفع فلا وكلاهما حق وقد قيل فيه خلقناه وقيل أنزلنا أسبابه وقيل ألهمناهم كيفية صنعته وهذه الأقوال ضعيفة ؛ فإن النبات الذي ذكروا لم يجئ فيه لفظ أنزلنا ولم يستعمل في كل ما يصنع أنزلنا فلم يقل : أنزلنا الدور وأنزلنا الطبخ ونحو ذلك وهو لم يقل إنا أنزلنا كل لباس ورياش وقد قيل : إن الريش والرياش المراد به اللباس الفاخر كلاهما بمعنى واحد مثل اللبس واللباس وقد قيل : هما المال والخصب والمعاش وارتاش فلان حسنت حالته . والصحيح أن " الريش " هو الأثاث والمتاع

قال أبو عمر والعرب تقول : أعطاني فلان ريشه أي كسوته وجهازه . وقال غيره : الرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من المتاع والثياب والفرش ونحوها وبعض المفسرين أطلق عليه لفظ المال والمراد به مال مخصوص قال ابن زيد : جمالا ؛ وهذا لأنه مأخوذ من ريش الطائر وهو ما يروش به ويدفع عنه الحر والبرد وجمال الطائر ريشه وكذلك ما يبيت فيه الإنسان من الفرش وما يبسطه تحته ونحو ذلك والقرآن مقصوده جنس اللباس الذي يلبس على البدن وفي البيوت كما قال تعالى { والله جعل لكم من بيوتكم سكنا } الآية فامتن سبحانه عليهم بما ينتفعون به من الأنعام في اللباس والأثاث وهذا - والله أعلم - معنى إنزاله ؛ فإنه ينزله من ظهور الأنعام وهو كسوة الأنعام من الأصواف والأوبار والأشعار وينتفع به بنو آدم من اللباس والرياش . فقد أنزلها عليهم وأكثر أهل الأرض كسوتهم من جلود الدواب فهي لدفع الحر والبرد وأعظم مما يصنع من القطن والكتان.... "

الى ان قرر " فقد تبين أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وهذا هو اللائق بالقرآن فإنه نزل بلغة العرب ولا تعرف العرب نزولا إلا بهذا المعنى ولو أريد غير هذا المعنى لكان خطابا بغير لغتها ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان وهذا لا يجوز بما ذكرنا ؛ وبهذا يحصل مقصود القرآن واللغة الذي أخبر الله تعالى أنه بينه وجعله هدى للناس"

وهذه من المسائل التي نازع فيها المبتدعة في القديم بحجة باقبات خلق القرآن والعياذ بالله فلما صاح بهم اهل السنة بأنه كلام الله وان الله انزله ذكروا هذه الايات

اما اليوم فقد وظفت في شيء اخر انقل لك بعض اشكالات النصارى

من المفصل في الرد على الشبهات :.

يقول النصراني في رسالته :
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها قال تعالى : (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز )) سورة الحديد : 25 المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.
يتصور المسلمون بأن قرآنهم يحوي معجزات علمية حديثة. وهم في محاولتهم تلك يلوون عنق اللغة العربية ويجعلون القرآن ينطق بما لم يخطر على بال كاتبه.
في مثالنا هذا حول المعجزة المزعومة في القرآن بأن الحديد أتى الينا من الفضاء الخارجي نجد المحاولة الخائبة من المسلمين مفضوحة تماما بلا ستر أو أستتار، لأن القرآن نفسه ينقضها نقضا واضحا.
تقول سورة الحديد : 25 : (( وأنزلنا الحديد )) . ويحاول مسلمي هذا العصر أن يقولوا لنا بأن مقصد القرآن بأن الحديد أنزل من السماء ولم يتكون على الأرض والدليل قول القرآن : (( أنزلنا )) .
حسنا، أنا مستعد للتسليم بأن الحديد نزل من السماء، بل حتى من الفضاء الخارجي. وهو ما يطابق بصورة مذهلة البحوث العلمية المعاصرة التي تجعلني أقف بذهول أمام المعجزة الصريحة في القرآن.
وكباحث عن الحق أسلم للقرآن بتفوقه العلمي. بل أصل الى الحد الذي أصرح فيه بأني مستعد للأيمان الكامل والشامل به، لأنه خارق للطبيعة، منزل من أصل كل المعارف، الله الخالق.
ولكني يجب أن أتوقف عند أية مشابهة وأفحصها هي الأخرى. قبل أن أنطق بالشهادتين وأقر للإسلام والقرآن بالمصداقية.
تقول سورة الزمر الآية 6 : (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج. ))
يبدو أن الله لم ينزل لنا فقط الحديد من الفضاء الخارجي بل أنزل شئ أخر أسمه الأنعام! يقول أبن كثير في تفسير الآية: وقوله تعالى " وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج " أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين."
فهل بإمكانكم أن توضحوا لي هذا الأمر ؟


الجواب :
الحمد لله ،
فى الحقيقه ان كلمه نزول لها معانى كثيرة تأتي على حسب استخدامها وسياق العبارة التي جاءت فيها فيقال مثلا :
نزلت ضيفا على الاستاذ خالد
نزل المطر فى الصيف
نزل خالد فى نفسى مكانه محترمه
نزلت عليه ضربا بالعصى ...... الى اخره

وفى سوره الحديد نجد بأن الله سبحانه وتعالى أخبر بإنزال الحديد من الفضاء ، وهذا ما يؤكده ويبينه لك الشرح الكيميائي البسيط للعدد الذرى والوزن الذرى لذره الحديد فإنه يثبت لك انه مستحيل ان يتكون فى الارض , و تكوين ذره الحديد أمر يحتاج الى كثافه معينه وهذا غير متوافر ولا يتم الا فى الفضاء الخارجى فقط , ولن يعترض على هذا الا جاهل بعلوم الكيمياء وبجدول مندليف الذرى .

أما عن نزول الأنعام كما جاء فى سوره الزمر آيه : 6 فالذى نقل الايه لم ينقلها كامله . لان كلمه (( انزل لكم من الانعام )) سبقها

وتبعها كلمه مهمه جدا وهى ( خلق ) ولنرجع الى الايه لنعرف التزوير المتعمد :
( خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون )

ومن هنا يتضح ان كلمه ( أنزل ) تعنى ( أنشأ وجعل ) وقد قال القرطبي : أخبر المولى تبارك وتعالى عن الانعام بالنزول ; لأنها تكونت بالنبات والنبات بالماء المنزل . وهذا يسمى التدريج .

أضف إلي ذلك أنه لا يمنع ابدا ان يكون بنزول آدم من الجنه الى الارض قد انزل الله معه من الحيوانات التى تساعده على اعمار الارض ومنها يأكل وله فيها منافع كثيره . والمسيحيه لا ترفض ان يكون فى الجنه حيوانات وقد نطقت بذلك كتبكم ان الذى اغوى المرأه هى ( الحيه ) .


والخلاصة :

-ان كلمه نزول لا تتطلب ابدا النزول من السماء فقط , بل لها ايضا معانى لغويه كالنزول الحقيقى أو معانى معنويه مثل أمر الخلق والانشاء , وان فهمها يتوقف على سياق الكلام .


- ان نزول الازواج الثمانيه من الجنه مع آدم ايضا أمر لا يرفضه العقل . وقد قيل : إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض .

-نؤمن نحن المسلمون ان الله يدبر الامر ( مثل الخلق ايضا ) بين السماء والارض ,
ولقد ادعيت أن المسلمين يلوون عنق اللغة العربية بدليل أن كلمة " أنزلنا" تعني " خلقنا ".كما جاء في سورة الزمر الآية 6

و أورد للايضاح تفسير ابن كثير:

قوله تعالي" وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين."
و المعلوم أنه في اللغة أن الكلمة تفهم من السياق الذي وردت فيه.

فقد فات السائل أن نفس الكلمة وردت بمعني أنزل من السماء وفي نفس السورة في الاية 29 فيقول تعالى : ( الم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب )

و الأمثلة كثيرة علي أن أن الكلمة معناها الأساسي في اللغة الأنزال من السماء و نورد منها قوله تعالي في سورة الفرقان الأية 7:
( وقالوا مال هذا الرسول ياكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا )

و قوله تعالي في سورة المائدة الأية 114 : ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين )

و قوله تعالي في سورة الأنعام الاية: 8 : ( وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون )

و قوله تعالي في سورة الحج الاية : 5 ( يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ) .

فلا يمنع ورود الكلمة بمعني " خلق " على أن ترد في موضع آخر بمعني" أنزل " وهو الهبوط من اعلى إلي اسفل .
الامثلة كثيرة جدا و أود أن اضيف أنه اذا أثبت العلم حقيقة علمية اليوم ثم كان القرآن قد أفصح عنها منذ قرون, وفهمت الآية في زمن التنزيل أو بعده بكيفية تتناسب مع معارف الإنسان في ذلك الزمان, ثم أصبح في إمكاننا مع ثبوت حقيقة علمية بيقين أن نفهم الآية فهما جديدا وصحيحا في ضوء التقدم العلمي فلا يجب أن نقصر عقولنا علي هذه التفاسير و لا يصح أيضا أن نلوم المفسرين بل يجب أن نعمل عقولنا كما أمرنا الله سبحانه و تعالي في كتابه العظيم : (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) (العنكبوت: 20) و قوله تعالي في سورة الروم : ( ومن ءاياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ).

أتمني من السائل أن يكون حقا ممن يبحثون عن الحق و ليس ممن قال الله تعالي عنهم : ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم )

وأخيرا :
صار من المعروف علميا (حديثا) أن عنصر الحديد ذو بأس شديد كما أورد القران الكريم.أي أن طاقة النظام الشمسي مع شدتها لا تكفي لتكوين ذرة واحدة من عنصر الحديد حيث يحتاج تكوين ذرة واحدة الي أربع أضعاف طاق النظام الشمسي.و يستنتج من ذلك أن عنصر الحديد هو عنصر خارجي أي تم تكوينه في مجموعات شمسية تبعد كثيرا عن الشمس و لم يتم تكوينه علي الارض بل هبط اليها مع النيزك و الشهب"


قلت وقد ذكر الشوكاني في الانزال قريبا من ذلك فقال " وعبر بالإنزال لما يروى أنه خلقها في الجنة ثم أنزلها فيكون الإنزال حقيقة ويحتمل أن يكون مجازا لأنها لم تعش إلا بالنبات والنبات إنما يعي بالماء والماء منزل من السماء كانت الأنعام كأنها منزلة لأن سبب سببها منزل كما أطلق على السبب في قوله :

( إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا )
وقيل إن أنزل بمعنى أنشأ وجعل أو بمعنى أعطى وقيل جعل الخلق إنزالا لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء"


والذي يترجح والعلم عند الله , ان هذه الانعام نزلت على الارض مع ادم لما اهبط وكان اصلها ثمانية ازواج ثم تناسلت وخلق الله منها ما يشاء لما علا بعضها على بعض وانزل مني ذكورها في ارحام اناثها فخلق منها ما خلق وتناسل الخلق فمن ذلك ما يمشي على بطنه او على رجلين فيخلق الله ما يشاء والله اعلم

ماكـولا
08-30-2010, 03:07 AM
اما عن قوله تعالى " رب المشرقين ورب المغربين"

قال الشنقيطي " الكلام على قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب} ، ما لفظه أفرد في هذه الآية الكريمة المشرق والمغرب، وثناهما في سورة "الرحمن" ، في قوله تعالى: {رب المشرقين ورب المغربين} ، وجمعهما في سورة "سأل سائل" ، في قوله تعالى: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} ، وجمع المشارق في سورة "الصافات" ، في قوله تعالى: {رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق}

والجواب: أن قوله هنا: {ولله المشرق والمغرب} ، المراد به جنس المشرق والمغرب، فهو صادق بكل مشرق من مشارق الشمس التي هي ثلاثمائة وستون، وكل مغرب من مغاربها التي هي كذلك، كما روي عن ابن عباس وغيره.
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة، ما نصه: "وإنما معنى ذلك: {ولله المشرق} الذي تشرق منه الشمس كل يوم، {والمغرب} الذي تغرب فيه كل يوم.
فتأويله إذا كان ذلك معناه: ولله ما بين قطري المشرق وقطري المغرب إذا كان شروق الشمس كل يوم من موضع منه لا تعود لشروقها منه إلى الحول الذي بعده، وكذلك غروبها"، انتهى منه بلفظه.
وقوله: {رب المشرقين ورب المغربين} ، يعني مشرق الشتاء، ومشرق الصيف ومغربهما، كما عليه الجمهور. وقيل: مشرق الشمس والقمر ومغربهما.
وقوله: {برب المشارق والمغارب} ، أي: مشارق الشمس ومغاربها، كما تقدم. وقيل: مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها، والعلم عند الله تعالى."

قلت وهذا لا يتاتى الا اذا كانت الارض كروية اما اذا كانت مسطحة فلا يقال مشارق ومغارب

وقال العثيمين رحمه الله " وأما " رب المشرقين ورب المغربين " و" رب المشارق والمغارب " فالجمع بينهما أن يقال: إن جمع " المشارق " و" المغارب " باعتبار الشارق، والغارب؛ لأن الشارق، والغارب كثير: الشمس، والقمر، والنجوم؛ كله له مشرق، ومغرب؛ فمن يحصي النجوم! أو باعتبار مشرق كل يوم، ومغربه؛ لأن كل يوم للشمس مشرق، ومغرب؛ وللقمر مشرق، ومغرب؛ وثنَّى باعتبار مشرق الشتاء، ومشرق الصيف؛ فمشرق الشتاء تكون الشمس في أقصى الجنوب؛ ومشرق الصيف في أقصى الشمال؛ وبينهما مسافات عظيمة لا يعلمها إلا الله؛ وسورة "الرحمن" أكثر ما فيها بصيغة التثنية؛ فلذلك كان من المناسب اللفظي أن يذكر المشرق، والمغرب بصيغة التثنية؛ أما عند العظمة فذكرت بالجمع"فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيراً منهم وما نحن بمسبوقين" ؛ فقوله تعالى: " ولله المشرق والمغرب " أي مشرق كل شارق؛ ومغرب كل غارب؛ ويحتمل أن المراد له كل شيء؛ لأن ذكر المشرق والمغرب يعني الإحاطة والشمول."

والله اعلم

محبة الرسول محمد
09-28-2010, 12:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذامثلاً كذلك يضل من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلاهو وما هي إلا ذكرى للبشر سورة المدثر الرجاء تفسير هذه الآيه بشكل مفصل

ماكـولا
09-29-2010, 09:42 AM
حفظكم الله

هذه الاية تتحدث عن اهول النار وما يكابده اهل النار من الفتن والمحن والجزاء من جنس العمل , فأخبر الله جل في علاه عن زبانية الذين هم الملائكة الغلاظ الشداد قال الكسائي والأخفش وعيسى بن عمر : واحدهم زابن وقال أبو عبيدة : زبنية وقيل زباني وقيل هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه كعباديد وأبابيل وقال قتادة : هم الشرط في كلام العرب وأصل الزبن الدفع ومنه قول الشاعر :
( ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم )

والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه ومنه قول الشاعر :
( مطاعيم في القصوى مطاعين في الوغى ... زبانية غلب عظام حلومها )
- فتح القدير -


فيقول الله جل في علاه " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة"

وللصحبة انواع , تختلف باختلاف الاشخاص والاعمال والازمنة والاماكن ,وهذا النوع من الصحبة المتعلق بالاعمال فيقال فلان الحداد او فلان الخباز , فهنا الصحبة بمعنى من وكلوا بهذا بالنار بتسخينها وتسعيرها وادخال الكفار النار واخراجها منها وهكذا , جعلهم الله ملائكة ولم يجعلهم لا من جنس الانس ولا جنس الجن

قال القرطبي " وقيل: جعلهم ملائكة لانهم خلاف جنس المعذبين من الجن والانس، فلا يأخذهم ما يأخذ المجانس من الرأفة والرقة، ولا يستروحون إليهم، ولانهم أقوم خلق الله بحق الله وبالغضب له، فتؤمن هوادتهم، ولانهم أشد خلق الله بأسا وأقواهم بطشا."

وقال الطبري " يقول تعالى ذكره: وما جعلنا خزنة النار إلا ملائكة يقول لأبي جهل في قوله لقريش: أما يستطيع كل عشرة منكم أن تغلب منها واحدا؟ فمن ذا يغلب خزنة النار وهم الملائكة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا ابن زيد، في قوله:( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) قال: ما جعلناهم رجالا فيأخذ كل رجل رجلا كما قال هذا."

وروي عن جابر بن عبد الله قال : قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم ؟ قالوا لا ندري حتى نسأل نبينا فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد غلب أصحابك اليوم قال وبم غلبوا ؟ قال سألهم يهود هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم ؟ قال فما قالوا ؟ قال قالوا لا ندري حتى نسأل نبينا قال أيغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون ؟ فقالوا لا نعلم حتى نسأل نبينا لكنهم قد سألوا نبيهم فقالوا أرنا الله جهرة علي بأعداء الله إني سائلهم عن تربة الجنة وهي الدرمك فلما جاءوا قالوا يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم ؟ قال هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسع قالوا نعم قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم ما تربة الجنة ؟ قال فسكتوا هنيهة ثم قالوا أخبزة يا أبا القاسم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخبز من الدرمك " رواه الترمذي وضعفه الالباني


والنار هي النار التي نعرفها , وهي من النور والانارة وانارة الطريق , فقد يكون ان من في النار مشتهر اذا دخلها كاشتهار النار في فيافي الظلم

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ناركم هذه التي توقدون جزء واحد من سبعين جزءا من حر جهنم قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال فإنها فضلت بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها " ترمذي وصححه الالباني

وروي "قال أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة" ولكن الاسناد لا يثبت ضعفه الالباني

والملائكة جمع ملأك وأصل ملأك مألك لأنه من الألوكة والألوكة في اللغة الرسالة قال الله " الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير" فاطر 1
- شرح الواسطية لان عثيمين -

* ممسألة : قال الفخر الرازي " فإن قيل ثبت في الأخبار أن الملائكة مخلوقون من النور والمخلوق من النور كيف يطيق المكث في النار قلنا مدار القول في إثبات القيامة على كونه تعالى قادرا على كل الممكنات فكما أنه لا استبعاد في أن يبقى الحي في مثل ذلك العذاب الشديد أبد الآباد ولا يموت فكذا لا استبعاد في بقاء الملائكة هناك من غير ألم"


ثم يقول الله " وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا"

قال البغوي : " وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ " أي عددهم في القلة

قال الفخر الرازي " المسألة الأولى هذا العدد إنما صار سببا لفتنة الكفار من وجهين الأول أن الكفار يستهزئون يقولون لم لم يكونوا عشرين وما المقتضى لتخصيص هذا العدد بالوجود الثاني أن الكفار يقولون هذا العدد القليل كيف يكونون وافين بتعذيب أكثر خلق العالم من الجن والإنس من أول ما خلق الله إلى قيام القيامة وأما أهل الإيمان فلا يلتفتون إلى هذين السؤالين

أما السؤال الأول فلأن جملة العالم متناهية فلا بد وأن يكون للجواهر الفردة التي منها تألفت جملة هذا العالم عدد معين وعند ذلك يجيء ذلك السؤال وهو أنه لم خصص ذلك العدد بالإيجاد ولم يزد على ذلك العدد جوهر آخر ولم ينقص وكذا القول في إيجاد العالم فإنه لما كان العالم محدثا والإله قديما فقد تأخر العالم عن الصانع بتقدير مدة غير متناهية فلم لم يحدث العالم قبل أن حدث بتقدير لحظة أو بعد أن وجد بتقدير لحظة وكذا القول في تقدير كل واحد من المحدثات بزمانه المعين وكل واحد من الأجسام بأجزائه المحدودة المعدودة ولا جواب عن شيء من ذلك إلا بأنه قادر مختار والمختار له أن يرجح الشيء على مثله من غير علة وإذا كان هذا الجواب هو المعتمد في خلق جملة العالم فكذا في تخصيص زبانية النار بهذا العدد

وأما السؤال الثاني فضعيف أيضا لأنه لا يبعد في قدرة الله تعالى أن يعطي هذا العدد من القدرة والقوة ما يصيرون به قادرين على تعذيب جملة الخلق ومتمكنين من ذلك من غير خلل وبالجملة فمدار هذين السؤالين على القدح في كمال قدرة الله فأما من اعترف بكونه تعالى قادرا على مالا نهاية له من المقدورات وعلم أنه أحوال القيامة على خلاف أحوال الدنيا زال عن قلبه هذه الاستبعادات بالكلية.."


قال القرطبي "(وما جعلنا عدتهم إلا فتنة) أي بلية.
وروي عن ابن عباس من غير وجه قال: ضلالة للذين كفروا، يريد أبا جهل وذويه.

وقيل: إلا عذابا، كما قال تعالى: " يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم " [ الذاريات: 14 ]أي جعلنا ذلك سبب كفرهم وسبب العذاب"

ونقل القاسمي" { وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا } أي : من مشركي قريش . أي : إلا عدة من شأنها أن يفتتن بها الكافرون ، فيجعلوها موضع البحث والهزء .

قال الجبائي : المراد من الفتنة تشديد التعبد ليستدلوا ويعرفوا أنه تعالى قادر على أن يقوي هؤلاء التسعة عشر على مالا يقوى عليه مائة ألف ملك أقوياء .

وقال الكعبي : المراد من الفتنة الامتحان حتى يفوض المؤمنون حكمة التخصيص بالعدد المعين إلى علم الخالق سبحانه . قال : وهذا من المتشابه الذي أمروا بالإيمان به ."

وقال الطبري " وإنما جعل الله الخبر عن عدة خزنة جهنم فتنة للذين كفروا، لتكذيبهم بذلك، وقول بعضهم لأصحابه: أنا أكفيكموهم.

ذكر الخبر عمن قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( تسعة عشر ) قال: جعلوا فتنة، قال أبو الأشد بن الجمحي: لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم."


يبتع ان شاء الله ...

ماكـولا
09-30-2010, 11:55 AM
قال الطبري " وقوله:( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) يقول تعالى ذكره: ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدة خزنة جهنم، إذ وافق ذلك ما أنزل الله في كتابه على محمد صلى الله عليه وسلم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) قال: وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشر، فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب، ويزداد الذين
آمنوا إيمانا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) قال: يجدونه مكتوبا عندهم عدة خزنة أهل النار.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) يصدق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها، التوراة والإنجيل أن خزنة النار تسعة عشر.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) قال: ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدة خزنة النار ما في كتبهم.

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) قال: عدة خزنة جهنم تسعة عشر في التوراة والإنجيل.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) أنك رسول الله..."

وقال ابن كثير " أي يعلمون أن هذا الرسول حق فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله "

قلت وهذا اليقين والايمان لا يفيد بل هذا بعد آوانه كما قال الله "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون"
فالايمان واليقين لا ينفع عند هذا المقام , ونسأل الله السلامة والعافية



وقوله " ويزداد الذين آمنوا إيمانا" قال ابن كثير " أي إلى إيمانهم أي بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم "

قال الرازي " السؤال الثالث : ما تأثير هذه الواقعة في ازدياد إيمان المؤمنين الجواب أن المكلف مالم يستحضر كونه تعالى عالما بجميع المعلومات غنيا عن جميع الحادثات منزها عن الكذب والحلف لا يمكنه أن ينقاد لهذه العدة ويعترف بحقيقتها فإذا اشتغل باستحضار تلك الدلائل ثم جعل العلم الإجمالي بأنه صادق لا يكذب حكيم لا يجهل دافعا للتعجب الحاصل في الطبع من هذا العدد العجيب فحينئذ يمكنه أن يؤمن بحقيقة هذا العدد ولا شك أن المؤمن يصير عند اعتبار هذه المقامات أشد استحضارا للدلائل وأكثر انقيادا للدين فالمراد بازدياد الإيمان هذا ..."

قلت : وفي الاية دليل على زيادة الايمان ونقصان كما هو مذهب اهل السنة والجماعة

وقال ايضا في اسئلته واجوبته " السؤال الرابع حقيقة الإيمان عندكم لا تقبل الزيادة والنقصان فما قولكم في هذه الآية الجواب نحمله على ثمرات الإيمان وعلى آثاره ولوازمه

السؤال الخامس لما أثبت الاستيقان لأهل الكتاب وأثبت زيادة الإيمان للمؤمنين فما الفائدة في قوله بعد ذلك ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون الجواب أن المطلوب إذا كان غامضا دقيق الحجة كثير الشبهة فإذا اجتهد الإنسان فيه وحصل له اليقين فربما غفل عن مقدمة من مقدمات ذلك الدليل الدقيق فيعود الشك والشبهة فإثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافي طريان الارتياب بعد ذلك فالمقصود من إعادة هذا الكلام هو أنه حصل لهم يقين جازم بحيث لا يحصل عقيبه ألبتة شك ولا ريب..."

يتبع ان شاء الله ..