المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة اليوم _ معنى الرفث _ والقضاء أم الست من شوال



إلى حب الله
09-13-2010, 02:46 PM
إســـلاميـــات ...
بقلم : أبو حب الله ..
فائدة اليوم 0129 ...
معنى الرفث .. والقضاء أم الست مِن شوال ؟...

بسم الله الرحمن الرحيم ...
الإخوة الكرام ..

1)) معنى كلمة الرفث ...

جاءني سؤال مِن أخ ٍكريم : عن معنى كلمة (الرفث) الواردة
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
" .... وإذا كان يوم صوم أحدكم : فلا يرفث .. ولا يصخب ..
فإن سابه أحدٌ أو قاتله فليقل : إني امرؤ ٌصائم " ...
رواه البخاري ومسلم وغيرهما .........................
----
حيث يقول هذا الأخ الكريم أنه : إذا كان معنى الرفث : هو
مقدمات الجماع بين الزوج والزوجة : فكيف ينهى عنه
النبي للصائم : ثم نجد أمنا (عائشة) رضي الله عنها في
الحديث الصحيح تقول :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يُقبل ويُباشر وهو
صائم .. وكان أملككم لأربه (أي أكثركم تحكما ًفي شهوته) "
رواه البخاري ومسلم وغيرهما .......... أقول :
لكلمة الرفث في الشرع : ثلاثة معان ٍ....
---
المعنى الأول :
وهو مقدمات الجماع بين الزوج وزوجته ... ودليله الذي لا
خلاف عليه : قول الله تعالى في سورة البقرة في الصيام :
" أ ُحل لكم ليلة الصيام : الرفث إلى نسائكم " ............
بل :
وقد ذهب الكثير مِن العلماء (كابن كثير وابن تيمية وغيرهم)
رحمهم الله : أن ذلك المعنى : هو المقصود أيضا ًفي آية الحج :
" فمَن فرض فيهن الحج : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج " .....
حيث مِن المُحرمات على المُحرم في الحج : مقدمات الجماع ..
---
المعنى الثاني :
وهو المعاصي عموما ً.. ودليله : نفس الآية السابقة في
الحج أيضا ً:
" فمَن فرض فيهن الحج : فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج " .....
ومعها العديد مِن الآحاديث التي تنهى عن الرفث في الحج ..
---
المعنى الثالث :
وهو الفــُحش مِن القول .. ودليله : تزكية النبي لشِعر الصحابي
الجليل (عبد الله بن رواحة) عندما قال عنه :
" إن أخا ًلكم : لا يقول الرفث " .... والله أعلم ....
---------
والآن : وبالنظر لحديث النبي عن الصائم :
" .... وإذا كان يوم صوم أحدكم : فلا يرفث .. ولا يصخب .. "
يكون لدينا الاحتمالات الثلاثة التالية :
1...
إن كان بمعنى مُقدمات الجماع : فأرى أن المنهي عنه هو فِعل
تلك المقدمات : بنية الوقوع في الجماع والانسياق خلف الشهوة
وأما فِعل هذه المقدمات بغير نية الوقوع في الجماع (كأن يكون
مِن باب التلاطف بين الزوجين أو الدعابة أو كسر حدة الشهوة
بالأقل مِنها) : فأرى أن ذلك لا بأس فيه والله أعلم ...
وخصوصا ًمع الإشارة في نهاية الحديث إلى أن النبي صلى الله
عليه وسلم : كان أملك الناس لإربه (أي شهوته) ...
بمعنى آخر : أنه كان مِن أقدر الناس على الوقوف عند حد
الشهوة وعدم الانسياق لِما هو أبعد مِنها (وهو الجماع) أثناء
الصوم .. والله تعالى أعلى وأعلم ..
------------------------------
2)) صيام القضاء أولا ً: أم الست مِن شوال ؟!...

وهو سؤالٌ : يتكرر في كل عام بين المسلمين .. وخصوصا ً:
بين الأخوات المسلمات اللاتي قد فاتهن صيام بعض أو كل
أيام شهر رمضان المبارك : بسبب حيض ٍأو نفاث .....
أو بين مَن منعهم المرض أو السفر عن صيام أيضا ًبعض أو
كل أيام الشهر أيضا ً.....
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" مَن صام رمضان ثم أتبعه ستا ًمِن شوال كان كصيام الدهر "
رواه مسلمٌ وغيره ..... وعده النبيُ كصيام الدهر : لأن
الحسنة : بعشر أمثالها : فيكون صيام رمضان : كمن صام
300 يوم .. وصيام الست مِن شوال : كمن صام 60 يوما ً!..
فيكون المجموع : كمَن صام عامه بأكمله 360 يوم : ومِن ثم
الدهر كله ... أقول :
إن الاختلاف الواقع في هذه المسألة : يندرج تحت الرأيين
التاليين :
1...
أن الفرض : يجب تقديمه دوما ًعلى النفل أو السُـنة ......
وذلك لأن تارك الفرض مُعاقب .. وأما النفل أو السُـنة :
فكما قال العلماء : يُثاب فاعلها .. ولا يُعاقب تاركها !
مثال :
فمَن فاتته صلاة الظهر مثلا ًلِما بعد العصر : ثم أراد أن
يقضي ما فاته : فلا يجوز له أن يبدأ في صلاة سُـنة الظهر
مثلا ً: قبل أن يقضي صلاة الظهر نفسها أولا ً!!!..
وعلى هذا :
يكون قضاء صيام الأيام الفائتة مِن رمضان (وهي الفرض) :
مُقدمٌ على صيام الست أيام مِن شوال (وهي النفل أو السُـنة)
بل : وهذا ما يُستفاد مِن تعقيب النبي بحرف (ثم) في قوله :
" ثم أتبعه ستا ًمِن شوال " ....
فإن كان لم يصم رمضان بعد : فكيف له أن يصوم الست
مِن شوال ؟!!!!!!!!!!!....
--------
2...
وأما الرأي الثاني فيقول :
أنه إذا ضمن المسلم : قضاء الفرض على التراخي : فلا
مانع مِن إتيان السُـنة أولا ً!!.. ففي نفس المثال السابق :
فالذي فاتته صلاة الظهر : ثم تهيأت له الفرصة للصلاة :
فلا مانع مِن أن يُصليها كما كان يُصليها في وقتها !!!..
أي يُصلي نافلتها القبلية أولا ً(أربع ركعات) : ثم يُصلي
الظهر : ثم يُصلي الركعتين النافلة اللتين بعدها !...
وذلك : حيث أنه اطمأن إلى أنه لا شيء هناك سيقطع عليه
صلاته : أو أن في وقته متسع ٌلذلك وذاك ..
أما إن خاف أن يقطع شيءٌ عليه صلاته : أو ضاق الوقت
بحيث لا يتسع للفرض والنفل معا ً:
فيتم تقديم الفرض بالطبع على النفل ...................
وعلى هذا :
فيمكن صيام الست مِن شوال أولا ً(لإصابة سُـنة النبي بأمره
للصيام أن يكون مِن شوال) : ثم صيام قضاء رمضان على
التراخي : حتى ولو استمر لما بعد شوال نفسه !!!...
------------
وأقول :
قد نصت فتاوى العلماء الأفاضل قديما ًوحديثا ً: على جواز
الأخذ بالرأيين (والأكثرية مع الرأي الأول) .. وذلك : لكي
لا نتشدد على مَن يأخذ بالرخصة في قضاء الفرض على
التراخي .. مع وجوب الإشارة أن التراخي هنا : لا يعني أبدا ً
أن يستطيع المسلم أو المسلمة قضاء صيام رمضان :
ولكنه يتكاسل أو يتغافل عن ذلك !!!!..... ولا يجوز في
ذلك الاستشهاد بما روته أمنا (عائشة) رضي الله عنها
في البخاري ومسلم وغيرهما (واللفظ لمسلم) :
" كان يكون عليّ الصوم مِن رمضان : فما أستطيع أن
أقضيه إلا في شعبان (أي مِن العام التالي بسبب) : الشغل
مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ..
حيث نلاحظ هنا قولها : " فما أستطيع أن أقضيه " ..
وهو نفس ما نلاحظه في الرواية الأخرى أيضا ً :
" إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله
عليه وسلم (أي لعذر) : فما تقدر على أن تقضيه مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم : حتى يأتي شعبان " ...
حيث نلاحظ قولها أيضا ً: " فما تقدر على أن تقضيه " ..
----
وعلى هذا : فالأفضل والأصوب : هو قضاء ما فات مِن
فرض الصيام في رمضان أولا ً: ثم صيام الست مِن
شوال .. وخصوصا ًإذا كان ما فاته أيامٌ قليلة .. وأما مَن
فاته صيام شهر رمضان بأكمله أو معظمه (بسبب النفاث أو
مرض ٍونحوه) : فله أن يقضي رمضان أولا ً: ثم يُتبعه ستة
أيام ٍمِن الشهر الذي يلي انتهائه مِن القضاء : والله أعلم ...

كما يُمكن صيام الست أيام مِن شوال في وسط الشهر :
فيجمع بذلك بين فضل وثواب صيام الستة مِن شوال : مع
فضل وثواب صيام أيام البيض مِن كل شهر عربي ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...